المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقد كتاب صفة العلو


رضا البطاوى
30-08-2019, 09:24 AM
نقد كتاب صفة العلو
الكتاب من تأليف ابن قدامة المقدسي والذى قال فى موضوع الكتاب:
"أما بعد فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله محمد خاتم الأنبياء واجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار بذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله تعالى عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طباع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب بهم يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون نحوها للدعاء أيديهم وينتظرون مجئ الفرج من ربهم وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته او مفتون بتقليد واتباعه على ضلالته وأنا ذاكر في هذا الجزء بعض ما بلغني من الأخبار في ذلك عن رسول الله (ص)وصحابته والأئمة المقتدين بسنته على وجه يحصل به القطع واليقين بصحبه ذلك عنهم ويعلم تواتر الرواية بوجوه منهم ليزداد من وقف عليه من المؤمنين إيمانا ويتنبه من خفي عليه ذلك حتى يصبر كالشاهد له عيانا ويصبر للمتمسك بالسنة حجة وبرهانا
واعلم رحمك الله انه ليس من شرط صحة التواتر الذي يحصل به اليقين ان يوجد عدد التواتر في خبر واحد بل متى نقلت أخبار كثيرة في معنى واحد من طرق يصدق بعضها بعضا ولم يأت ما يكذبها أو يقدح فيها حتى استقر ذلك في القلوب واستيقنته فقد حصل التواتر وثبت القطع واليقين فإننا نتيقن جود حاتم وان كان لم يرد بذلك خبر واحد مرضي الإسناد لوجود ما ذكرنا وكذلك عدل عمر وشجاعة على وعلمه وعلم عائشة وانها زوج رسول الله (ص)وابنة أبى بكر وأشباه هذا لا يشك في شئ من ذلك ولا يكاد يوجد تواتر الأ على هذا الوجه فحصول التواتر واليقين في مسألتنا مع صحة الأسانيد ونقل العدول المرضيين وكثرة الأخبار وتخريجها فيما لا يحصى عدده ولا يمكن حصره من دواوين الأئمة والحفاظ وتلقي الأمة لها بالقبول وروايتهم لها من غير معارض يعارضها ولا منكر لمن يسمع من لشئ منها أولى ولا سيما وقد جاءت على وفق ما جاء في القران العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "
بالقطع الرجل هنا لا يدرى ما يقول فيقول أن كثرة الأخبار فى موضوع واحد تعنى صحة المشترك فيه وهو ى كتابه هذا كما سيتبين فى قادم الأوراق ذكر خبرين متعارضين :
الأول الله فى السماء الثانى الله فوق السماء فأى الخبرين نصدق وكلاهما ضد للآخر لا يتفقان أبدا المصيبة أن القوم نسبوا الروايات للنبى(ص) والصحابة المؤمنين فأظهروهم بمظهر الجهلاء الذين لا يعرف لهم قول صحيح وبالقطع لم يقل الرسول (ص)ولا الصحابة أى شىء من القولين
وبعد هذا ذكر الرجل ما ظن الرجل أنه أدلة قرآنية على وجود الله فى السماء وفوق الخلق ومنهم السماء وهو نفس التناقض الذى يجعل القرآن هو الأخر فى زعمهم الناس كتاب متناقض كبرت كلمة تخرج من أفواههم وقد ذكر الرجل الآيات التالية:
"قال تعالى ثم استوى على العرش في مواضع من كتابه
وقال تعالى أأمنتم من في السماء في موضعين
وقال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب
وقال سبحانه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه
وقال تعالى تعرج الملائكة والروح إليه
وقال لعيسى اني متوفيك وارفعك إلي
وقال تعالى بل رفعه الله إليه
وقال تعالى وهو القاهر فوق عباده
وقال سبحانه تعالى يخافون ربهم من فوقهم
وأخبر عن فرعون انه قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى اله موسى واني لأظنه كاذبا يعني أظن موسى كاذبا في أن الله إلهه في السماء والمخالف في هذه المسألة قد أنكر هذا يزعم أن موسى كاذب في هذا بطريق القطع واليقين مع مخالفته لرب العالمين وتخطئته لنبيه الصادق الأمين وتركه منهج الصحابة والتابعين والأئمة السابقين وسائر الخلق أجمعين ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الأتباع و يعصمنا من البدع برحمته ويوفقنا لاتباع سنته "
مصيبة القوم أنهم يأخذون كل شىء على هواهم فلم يذكروا الآيات الأخرى الدال ظاهرها على أن الله فى السماء كما فى الأرض كالأقوال التالية:
""لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا"
""وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله"
"وهو الله فى السموات وفى للأرض"
"هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتى ربك"
"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا"
"هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله فى ظلل من الغمام والملائكة"
إذا نحن أمام معضلة أقامها من يعتقدون علو الله وهى أن القرآن كالروايات متناقض فى المسألة فهناك آيات تثبت ثلاث أمور :
1-الله فى السماء2- الله فوق الخلق 3- الله فى السموات والأرض
إذا لا حل أمامنا سوى أمر من الأمور التالية:
-الكفر بالقرآن لتناقضه
-أن كل تلك الألفاظ تفسيراتها فى القرآن نفسه كلها تعلن أن الله لا يحل فى مكان والمصيبة أنها جملة من ضمن جمل العقيدة ومع هذا يثبتون ضدها بحكاية العلو المزعومة
كل تلك العبارات يفسرها قوله تعالى "ليس كمثله شىء" فإذا كان الخلق يحلون فى مكان فالله لا يحل فى مكان وإذا كان لهم جهات فهو ليس له جهة محددة
لا يوجد فى القرآن ما يدل على الفوقية المكانية المزعومة لله لأن كل الفوقية والتحتية منسوبة للعباد وليس لله وما يوجد هو قوله "وهو القاهر فوق عباده "يعنى الغالب لخلقه أى الهازم لخلقه الكفار وخوف الله من فوقهم يعنى خوف عذاب الله فالنار فى السماء فهى والجنة الوعد للكفار والمسلمين فى قوله "وفى السماء رزقكم وما توعدون " ولو اعتبرنا الله فى السماء – وهو قول باطل- كما يقولون بسبب قوله "أأمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا "لوجب أن نعتبره فى الأرض لقوله "وهو الله فى السموات وفى الأرض " وكل منهم يعنى والله إله من فى السموات ومن فى الأرض كما بقوله " "وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله" وأما الاستشهاد بقول فرعون "وأطلع إلى إله موسى "فاستشهاد خاطىء لأن قول الكافر لا يثبت شىء فى دين الله وإلا اعتبرنا كل أقوال الكفار فى القرآن همثبتة لأحكام مثل إنكار البعث والقيامة والحساب
كرسى العرش فى القرآن فى السماء وليس فوقها لأن الملائكة ومنها حملة العرش متواجدة فى أرجاء وهى نواحى السماء مصداق لقوله تعالى "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "زد على هذا أن الله وصف الملائكة بأنهم حول العرش وتحته لأنه فوق بعضهم فى قوله "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم " و "وترى الملائكة حافين من حول العرش "وما دامت الملائكة تحمل العرش وحوله فهو فى السماء لأن الله قال أن مكانهم هو السماء بقوله "وكم من ملك فى السموات "وقال "لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
وأما الإستواء فى قوله تعالى "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقضاهن سبع سموات فى يومين "فيعنى ثم أوحى الله إلى السماء وهى دخان أن ازدادى اتساعا فخلقهن سبع سموات بعد أن زاد اتساعها وهو سمكها والوحى كما هو معروف هو كلام والخلق يتم بكلمة كن لقوله "إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "
ذكر الأحاديث الصحيحه الصريحه في أن الله تعالى في السماء:
أخبرنا الشيخ أبو بكر احمد بن المقرب بن الحسين الكرخي ...عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله (ص)قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء أخرجه الترمذي غير مسلسل عن العدني محمد بن يحيى بن أبى عمرو عن سفيان وقال حديث حسن صحيح ""قرئ على الشيخ أبى الفتح محمد بن عبد الباقي وانا اسمع اخبركم احمد بن علي بن الحسين قال أنبأ هبة الله بن الحسن أنبأ عبيد الله بن احمد بن علي ثنا عبد الله بن محمد بن زياد ثنا محمد بن غالب الأنطاكي ثنا يحيى بن السكن عن شعبه وقيس عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن أبيه قال قال رسول الله (ص)ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء "
الخطأ أن الله فى السماء وهو يخالف أن الله ليس فى مكان لقوله تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "فإذا كانت المخلوقات فى مكان فالله لا يشبهها ومن ثم فهو ليس فى مكان .
"أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن احمد بن سليمان ...عن معاويه بن الحكم السلمي قال كانت لي غنم بين احد والجوانيه فيها جاريه لي فأطلعتها ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا من بني ادم آسف كما يأسفون فرفعت يدي فصككتها صكه فأتيت رسول الله (ص)فذكرت له ذلك فعظم ذلك على فقلت يا رسول الله أفلا اعتقها قال ادعها فدعوتها قال فقال لها رسول الله (ص)أين الله قالت في السماء قال من انا قالت أنت رسول الله (ص)قال رسول الله (ص)اعتقها فإنها مؤمنه
هذا صحيح رواه مسلم في صحيحه ومالك في موطأه وأبو داود والنسائي وأبو داود الطيالسي "
الخطأ الإقرار بأن الله فى السماء وهو يخالف أن الله ليس فى مكان لقوله تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "فإذا كانت المخلوقات فى مكان فالله لا يشبهها ومن ثم فهو ليس فى مكان .
أخبرنا عبد الله بن محمد أبو بكر بن النقور أنبأنا أبو بكر احمد بن علي بن زكريا الطريثيثي قال أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري أنبأنا احمد ابن عبيد أنبأنا علي بن عبدالله بن مبشر حدثنا احمد بن سنان حدثنا يزيد بن هارون ... عن أبى هريرة أن رجلا آتى النبي (ص)بجاريه سوداء اعجميه فقال يا رسول الله إن علي عتق رقبة مؤمنه فقال لها رسول الله (ص)أين الله فأشارت بأصبعها السبابة إلى السماء فقال لها من أنا فأشارت بأصبعها إلى رسول الله (ص)وإلى السماء أنت رسول الله فقال اعتقها أخرجه الأمام احمد والقاضي البرقي في مسنديها
الخطأ الإقرار بأن الله فى السماء وهو يخالف أن الله ليس فى مكان لقوله تعالى بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "فإذا كانت المخلوقات فى مكان فالله لا يشبهها ومن ثم فهو ليس فى مكان .
أخبرنا أبو المظفر بن احمد بن محمد بن حمدي ...عن أبى الدرداء قال سمعت رسول الله (ص)يقول من اشتكى منكم أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء في السماء والأرض كما رحمتك في السماء الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين انزل علينا رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ أخرجه أبو داود في سننه
الخطأ أن الدعاء شفاء للأمراض وقطعا لو كانت الدعاء شفاء لشفى النبى (ص)نفسه من الأمراض التى أصابته بالصلاة ولو كانت شفاء لكل الأمراض فلماذا خلق الأدوية وأمر بالبحث عنها والإستشفاء بها ؟
أخبرنا أبوالفتح محمد بن عبد الباقي بن احمد بن سليمان .. حدثنا عمران بن خالد بن طليق حدثني أبى عن أبيه عن جده قال اختلفت قريش إلى الحصين أبى عمران فقالوا أن هذا الرجل يذكر آلهتنا فنحن نحب أن تكلمه وتعظه فمشوا معه إلى قريب من باب النبي (ص)قال فجلسوا ودخل حصين فلما رآه النبي (ص)أوسعوا للشيخ فأوسعوا له وعمران وأصحاب النبي (ص)متوافرون فقال حصين ما هذا الذي يبلغنا عنك انك تشتم آلهتنا وتذكرهم وقد كان أبوك جفنه وخبزا فقال (ص)يا حصين إن أبى وأباك في النار كم إلها تعبد اليوم قال سبعة في الأرض وإلها في السماء قال فإذا أصابك الضيق فمن تدعو قال الذي في السماء قال فإذا هلك المال فمن تدعو قال الذي في السماء قال فيستجيب لك وحده وتشركهم معه قال أما رضيته أو كلمة نحوها أو تخاف أن يغلب عليك قال لا واحدة من هاتين وعرفت أني لم أكلم مثله فقال يا حصين أسلم تسلم قال إن لي قوما وعشيرة فماذا أقول لهم قال قل اللهم إني أستهديك لأرشد أمري وأستجيرك من شر نفسي علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علما ينفعني فقالها فلم يقم حتى اسلم فوثب عمران فقبل رأسه ويديه ورجليه فلما رأى ذلك النبي (ص)بكى فقيل له يا رسول الله ما يبكيك قال مما صنع عمران دخل حصين وهو مشرك فلم يقم إليه ولم يلتفت إلى ناحيته فلما أسلم قضى حقه فدخلني من ذلك رقة فلما أراد أن ينصرف حصين قال النبي (ص)قوموا فشيعوه إلى منزله فلما خرج من سدة الباب نظرت إليه قريش فقالت صبأ وتفرقوا عنه "
هنا المستشهد بكلامه كان مشركا عندما قال الذى فى السماء
"أخبرنا أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبه الله بن الموصلي ... قال ابن إسحاق خرج عبد اسود لبعض أهل خيبر في غنم له حتى جاء رسول الله (ص)فقال لبعض أصحابه من هذا الرجل قالوا رسول الله (ص)الذي من عند الله قال الذي في السماء قالوا نعم قال ادنوني منه فذهبوا به إلى رسول الله (ص)فقال أنت رسول الله قال نعم قال الذي في السماء قال نعم فأمره رسول الله (ص)بالشهادة فتشهد ثم استقبل غنمه فرمى في وجوهها بالبطحاء ثم قال اذهبي فو الله لا اتبعك أبدا فولت فكان ذلك آخر العهد بها قال فقاتل العبد حتى استشهد قبل أن يصلي سجدة واحدة فأتى به رسول الله (ص)فألقى إليه فالتفت إليه ثم أعرض عنه فقيل يا رسول الله التفت إليه ثم أعرضت عنه فقال انه معه الآن لزوجتيه من الحور العين قال واسم العبد اسلم أخرجه الأموي في المغازي "
الخطأ وجود زوجتين من الحور العين وهو ما يناقض أن الرجل يتزوج زوجة من الناس وهن الحور العين كما قال تعالى"ولهم فيها أزواج مطهرة"
"أخبرنا أبو محمد عبد الله بن منصور الموصلي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا محمد بن عبد الواحد بن جعفر أنبانا احمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأنا احمد بن محمد بن المغلس حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثنا عبد الله عن زياد عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن سنان عن سعيد بن الأجيرد الكندي عن العرس بن قيس الكندي عن عدي بن عميره بن فروه العبدي قال كان بأرضنا حبر من اليهود يقال له ابن شهلاء فالتقيت أنا وهو يوما فقال يا عدي بن عميرة فقلت ما شأنك يا ابن شهلاء فقال إني أجد في كتاب الله المنزل أن أصحاب الفردوس قوم يعبدون ربهم على وجوههم لا والله ما أعلم هذه الصفة في أمة من الأمم إلا فينا معشر يهود واجد نبيها يخرج من اليمن فمن تبعه كان على هدى و لا نراه يخرج إلا منا معشر يهود وأجد وقعتين تكونان أحداهما بمصرين والأخرى بصفين فأما مصرين فسمعنا بها مرابض الفراعنة وأما صفين فو الله ما ادري أين هي قال عدي فوالله ما مكثنا إلا يسيرا حتى بلغنا أن رجلا من بني هاشم قد تنبأ وسجد على وجهه فذكرت حديث ابن شهلاء فخرجت مهاجرا إلى النبي (ص)فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم ويزعمون أن إلههم في السماء فأسلمت وتبعته"
الخطأ علم اليهودى بالغيب ممثلا فى صفين ومصرين وهو ما يخالف أنه لا أحد يعلم الغيب سوى الله كما قال تعالى"قل لا أعلم الغيب"
"أخبرنا الشيخ الصالح العالم أبو بكر عبد الله بن محمد بن احمد بن النقور ..عن أبى سعيد الخدري قال بعث علي من اليمن إلى رسول الله (ص)بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها فقسمها رسول الله (ص)بين أربعة بين زيد الخير والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمه بن علاثه أو عامر بن الطفيل شك عمارة فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم فقال رسول الله (ص)ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر من في السماء صباح مساء ثم آتاه رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية مشمر الإزار محلوق الرأس فقال إتق الله يا رسول الله قال فرفع رأسه إليه فقال ويحك ألست أحق أهل الأرض أن يتق الله أنا ثم أدبر فقال خالد يا رسول الله ألا اضرب عنقه فقال رسول الله (ص)فلعله يكون يصلي فقال انه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله (ص)إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ثم نظر إليه النبي (ص)وهو مقف فقال هاه انه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من طرق منها البخاري "
الخطأ الأول تقسيم الذهيبة على أربعة من الأغنياء مع أن توزيع المال لا يجوز على الأغنياء كما قال تعالى فى توزيع مال الفىء والغنيمة وغيرها"كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"
والخطأ الثانى اعتراض المتكلم على نصيحته وهو ما يتعارض مع الحديث "قالوا لمن النصيحة قال الرسول لله ورسوله "فهنا نصح الرسول واجب فكيف يبين لنا واضعى الحديث اعتراضه على النصيحة
"عن قتيبه بن سعيد عن عبد الواحد بن زياد عن عماره بن القعقاع ومسلم عن ابن نمير عن محمد بن فضيل عن عماره عن ابن أبى نعم واسمه عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن محمد أنبأ عبد القادر بن محمد أنبأ الحسن بن علي أنبأ أحمد ابن جعفر قال ثنا عبد الله ثنا أبى ثنا حسين بن محمد ثنا ابن أبى ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبى هريرة عن النبي (ص)قال إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبه كانت في الجسد الطيب اخرجي حميده وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقولون مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميده وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز و جل وإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي ايتها النفس الخبيثه كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وابشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج ولا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا تفتح لك أبواب السماء ثم ترسل من السماء ثم تصير إلى القبر أخرجه احمد والطبراني والخلال"
الخطا الأول أن الملائكة تقول للنفس الطيبة اخرجي أيتها النفس الطيبه كانت في الجسد الطيب اخرجي حميده وابشري بروح وريحان ورب غير غضبان وهو ما يتعارض مع قوله تعالى " "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"وقوله"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
الخطأ الثانى عودة النفس للقبر وهو ما يخالف كونها تبقى فى النار الموعودة والتى هى فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون"
"أخبرنا أبو عبد الله بن صدقه الحراني ..عن أبى هريرة ان رسول الله (ص)قال والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها أخرجه مسلم ابن يونس "
الحديث لا يكون بهذا الشكل المفروض ما من مسلم وليس ما من رجل لأن الرجل الكافر كزوجته كلاهما الله ساخط عليما
"أنبأنا أبو سعيد الخليل بن أبى الفتح الراراني أنبأ أبو علي الحداد أنبأ أبو نعيم أنبأ أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن محمد بن أبى اسامه ثنا احمد ثنا أبو الحارث الوراق عن بكر بن خنيس عن محمد بن سعيد عن عباده بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص)إن الله ليكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض "
هذا كلام لا يكون من الوحى لأنه الله لا يرضى لأى من عباده الكفر وليس أبو بكر وحده كما قال تعالى "ولا يرضى لعباده الكفر"
"كتب إلي الإمام الفقيه نجم الدين أبو العباس احمد بن محمد بن خلف يقول رأيت النبي (ص)في المنام فقلت يا رسول الله أريد أن أسألك عن مسألة قال ما هي قلت قد جاء في القرآن والأحاديث الصحيحة أن الله في السماء وأكثر الناس ينكرون هذا قال ومن ينكر هذا الأمر كذلك الله في السماء "
الأحاديث السابقة كلها تقول أن الله فى السماء وهو ما يناقض الأحاديث التالية التى ذكرها والتى تقول أنه خارج السماء أى فوق السموات وهى:
"ذكر الأخبار الواردة بأن الله تعالى فوق عرشه :
أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن احمد ... قال ثنا علي بن أبى طالب ويده على كتفي قال حدثني رسول الله (ص)ويده على كتفي قال حدثني الصادق الناطق رسول رب العالمين وامنيه على وحيه جبريل ويده على كتفي قال سمعت اسرافيل يقول سمعت القلم يقول سمعت اللوح يقول سمعت الله تعالى من فوق العرش يقول للشيء كن فلا يبلغ الكاف النون حتى يكون ما يكون "
"قرأت على أبى المظفر احمد بن احمد بن محمد بن حمدي ...عن العباس بن عبد المطلب قال كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله (ص)فمرت بهم سحابة فنظر إليها فقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والمزن قالوا والمزن قال العنان قالوا والعنان قال هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض قالوا لا ندري قال إن بعد ما بينهما أما واحده وأما اثنتان او ثلاث وسبعون سنة ثم السماء فوقهما كذلك حتى عد سبع سموات ثم فوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله عز و جل فوق ذلك "
الخطأ الأول أن الله فوق السموات ويخالف هذا أن الله لا يوصف بالفوقية أو التحتية لأنه لا يشبه خلقه فى وجود الجهات مصداق لقوله "ليس كمثله شىء "والخطأ الأخر هو حمل الأوعال للعرش ويخالف هذا أن الملائكة هى التى تحمل العرش مصداق لقوله تعالى "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
"وقرأت على أبى المظفر بن حمدي ... عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال اتى رسول الله (ص)اعرأبى فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك فقال رسول الله (ص)ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله (ص)فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ثم قال ويحك انه لا يستشفع بالله على أحد ويحك أتدري ما الله فوق عرشه وعرشه فوق سمواته "
العبارة الأخيرة ما الله فوق عرشه تحتمل معنيين نفى وجود الله على العرش والثانى وهو ما فهمه القوم وتنفيه لعبارة وهو أن الله فوق العرش
قرئ على فاطمة بنت محمد بن علي البزاره المعروفة بنفيسة ... عن عامر الشعبي قال كانت زينب تقول للنبي (ص)أنا أعظم نسائك عليك حقا وأنا خيرهن منكحا تقول زوجنيك الرحمن من فوق عرشه وكان جبريل هو السفير بذلك وأنا ابنة عمك وليس لك من نسائك قريبه غيري "
ليس فى القرآن شىء يدل على قرابة طليقة زيد للنبى(ص) وفى القرآن ما يدل على زوجاته لقريبات له وهو قوله تعالى

"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك"
أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي ... عن أبى هريرة قال قال رسول الله (ص)لما قضى الله الخلق كتب في كتابه هو عنده فوق العرش ان رحمتي غلبت غضبي وفي لفظ عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله (ص)يقول إن الله كتب كتأبا قبل ان يخلق الخلق ان رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش أخرجه البخاري ومسلم "
الخطأ أن الكتابة كانت بعد خلق الخلق ومن البديهيات أن التفكير يسبق الخلق وقد أخبرنا الله أن ما من مصيبة فى الكون إلا مكتوبة فى الكتاب من قبل خلقها وفى هذا قال تعالى "ما من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها "
الروايتان ليس فيهما دليل على علو الله وإنما الكتاب هو العالى فوق العرش
"أخبرنا محمد بن عبد الباقي ... عن ابن عباس ما قال قال رسول الله (ص)إن العبد ليشرف على حاجة من حاجات الدنيا فيذكره الله تعالى من فوق عرشه من فوق سبع سموات فيقول ملائكتي إن عبدي هذا قد اشرف على حاجة من حوائج الدنيا فإن فتحتها له فتحت له بابا من أبواب النار ولكن أذودها عنه فيصبح العبد عاضا على أنامله يقول من سبقني من دهاني وما هي إلا رحمه رحمة الله بها هذا حديث غريب من حديث شعبه عن الحكم عن مجاهد قال أبو نعيم لم نكتبه إلا من حديث علي بن معبد عن صالح "
الخطا تذكر الله للعبد عند عرض حاجته الدنيوية وكأن الله تعالى ينسى وهو الله لا ينسى كما فى قوله تعالى على لسان موسى(ص)"لا يضل ربى ولا ينسى"
"أخبرنا محمد بن احمد أنبأ حمد ... جابر بن عبد الله وابن عباس ما قالا قال على يا رسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلكوفيم نكفنك ومن يصلي عليك ومن يدخلك القبر فقال النبي (ص)يا علي أما الغسل فاغسلني أنت وابن عباس يصب الماء وجبريل ثالثكما فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد وجبريل عليه السلام يأتني بحنوط من الجنة فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني فإن أول من يصلي على الرب عز و جل من فوق عرشه ثم جبريل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا لا يتقدم على أحد فقبض رسول الله (ص)ثم ادخلوه المسجد ووضعوه في المسجد وخرج الناس عنه فأول من صلى عليه الرب عز و جل من فوق عرشه تعالى وتقدس ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا "
الخطأ العلم بالغيب ممثلا بعلم على أن النبى(ص) يموت قبله وعلم النبى(ص)بوفاته قبل على وهو ما يناقض أن الله وحده من يعلم الغيب كما قال "قل لا أعلم الغيب"
"أخبرنا محمد بن احمد ... عن انس بن مالك قال قال رسول الله (ص)اخبرني جبريل عليه السلام عن الله عز و جل ان الله تعالى يقول وعزتي وجلإلي ووحدانيتي وفاقة خلقي إلي واستوائي على عرشي وارتفاع مكاني اني لاستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم اعذبهما ورأيت رسول الله (ص)يبكي عند ذلك فقلت ما يبكيك يا رسول الله فقال بكيت لمن يستحي الله تعالى منه ولا يستحي من الله "
الخطأ استحياء الله وقطعا الله لا يستحى أى لا يخجل أى لا يخاف من شىء وفى هذا قال تعالى "والله لا يستحى من الحق"
"أنبأنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي ...قال أبو جري جابر بن سليم ركبت قعودا لي واتيت مكة في طلبه فأنخت بباب المسجد فإذا هو جالس (ص)وهو محتب ببرده لها طرائق حمر فقلت السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام قال إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفاء فعلمني كلمات ينفعني الله بهن قال ادن ثلاثا فقال اعد علي فقلت إنا معشر أهل البادية قوم بنا الجفاء فعلمني كلمات ينفعني الله بهن قال اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تصب فضل دلوك في إناء المستسقي وإذا لقيت أخاك فالقه بوجه طلق منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة وان الله لا يحب المخيلة وان امرؤ سبك بما يعلم فيك فلا تسبه بما تعلم فيه فإن الله تعالى يجعل لك أجرا ويجعل عليه وزرا ولا تسبن شيئا مما خولك الله عز وجل قال أبو جري فو الذي ذهب بنفس محمد (ص)ما سببت لي شاة ولا بعيرا فقال رجل يا رسول الله ذكرت إسبال الإزار وقد يكون بالرجل القرح أو الشيء يستحي منه قال لا باس إلى نصف الساق أو إلى الكعبين إن رجلا ممن كان قبلكم لبس بردين فتبختر فيهما فنظر الله إليه من فوق عرشه فقمته فأمر الأرض فأخذته فهو يتجلجل في الأرض فاحذروا وقائع الله عز وجل"
الخطأ أن الرسول(ص) لم ينكر على الرجل قوله أن أهل البادية كلهم ذوو جفاء وهو كلام لم يحدث لعلمه(ص) بوجود أناس خير فيهم كما قال تعالى "ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا أنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته إن الله غفور رحيم"