رضا البطاوى
05-10-2019, 08:43 AM
نقد مقال التدريبات الوجدانية لتقوية الشخصية
تناول الكاتب فى بداية المقال ما أسماه المبادىء الأساسية فقال:
هناك بعض المبادئ الأساسية التي علينا أن نضعها نصب أعيننا وهي :
"- إن ما نحس به من عواطف لا يمثل إلا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية الكامنة داخلنا"
"- العواطف المدفونة والتي نسيناها هي أكبر حجما وأشد عنفا من العواطف التي نحس بها وندركها بشعورنا الواعي"
"- نحن لا نتحكم إلا في المراحل الأولى من اشتعال العاطفة والانفعال ولكن ما إن ينفجر البركان نصبح كالقشة في مهب الريح ولا نستطيع التحكم بها"
"- الحياة الوجدانية والعاطفية شأنها شأن - أي جزء من الشخصية- قابلة للترويض والتهذيب"
"- كلنا بحاجة في جميع مراحل حياتنا إلى هذه التدريبات التي تصقل حياتنا الوجدانية وتنقي سلوكنا العاطفي مؤدية بالتالي إلى تقوية الشخصية"
الأخطاء فى الفقرة هى:
1-المبدأ الأول وهو كون العواطف جزء من طاقة الوجدان بقوله" إن ما -نحس به من عواطف لا يمثل إلا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية" يناقض المبدأ الرابع الذى جعل الوجدان شىء والعاطفة شىء أخر بقوله "الحياة الوجدانية والعاطفية"فالواو بينهما تفرق بينهما أو تعنى أنهما واحد وهو بمعنى أى التفسير
2-تحكم الإنسان في المراحل الأولى من اشتعال العاطفة والانفعال فقط دون ما بعدها وهو ما يناقض تحكم الإنسان فى أى فعل ضمن الخير والشر كما قال تعالى"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
والقول بعدم التحكم فى العاطفة بعد البداية فى نهاية المبدأ الثالث يناقض أنها قابلة للتحكم بالترويض والتهذيب فى المبدأ الرابع
3- أن العواطف المدفونة أكبر وأعظم من العواطف الظاهرة وهو كلام ليس صحيحا فالمدفون لا يكبر وإنما يكبر من يظهر فقط
وكلمة العاطفة والعواطف والوجدان كلمات ليست صحيحة علميا بهذا الشكل وفى علم نفس القرآن كل شىء يرد للعقل أو يرد للشهوات فما يسمى بعاطفة الحب ويعنون بها فى الأساس حب الرجل والمرأة قد ترد للعقل إن تحكم بها الطرفان وقاما بتحويلها الزواج وقد ترد للشهوات إن قاما بتحويلها لزنى أو صورة من الصور الأخرى المحرمة كالانشغال الملهى عن الأمور المفروضة وهو ما يسمونه العشق والوله
بعد ذلك تناول الكاتب ما سماه بتدريبات التفريغ الانفعالى فقال:
"أولا .. تدريبات التفريغ الانفعالي
التدريب الأول
هناك أحزانا كثيرة داخلنا نكبتها في اللاشعور لكنها تضغط علينا من الداخل ولا سبيل للتخلص من ضغطها إلا بالنبش عنها وجعلها تطفو على السطح ولتحقيق هذا النبش نفذ ما يأتي:
- أغلق باب الغرفة على نفسك
- قم بتذكر أحزانك الدفينة (بعض الصور الخاصة بأحبائك الذين فارقوا الحياة أو سافروا بعيدا ربما تساعد على إثارة مشاعرك)
- لا تمنع نفسك من التفجر العاطفي واترك دموعك تنهمر فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية
- حاول إجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الأقل وستحس بالراحة النفسية بعد أن تتفجر الشحنات المكبوتة داخلك"
الأخطاء فى الفقرة هى :
الأول وجود ما سماه اللاشعور فاللاشعور يعنى اللامعرفة أى النسيان واللاشعور فى النظرية النفسية الخاطئة هو
مقولة تم تأليفها للهرب من المسئولية عن الأفعال الخاطئة
والنسيان فى الحقيقة لا يتحكم فيه الإنسان فمن منا يستطيع أن يتذكر كل ما مر به؟ والله هو المذكر
الثانى استعادة الذكريات الحزينة والبكاء والحزن هو ضرب من الخبل فالمطلوب من الإنسان التعامل مع حاضره وليس نبش الماضى والبكاء والحزن وقد ورد النهى عن الحزن فى أقوال مثل :
"لا تحزن إن لله معنا"
" ولا تحزن عليهم "
وذنوب الماضى علاجها الاستغفار وهو ذكر لله أى طاعة أحكامه كما قال تعالى:
"واذكر ربك إذا نسيت"
والبكاء قد يكون مباحا فى ساعة وقوع الحدث وأما استعادة الحدث للبكاء عليه فهو تضييع للجهد والوقت
وبعد ذلك ذكر الرجل التدريب الثانى فقال:
"التدريب الثاني
- احضر حوالي خمسين فرخا من الورق الفولسكاب
- اجلس في مكان هادئ وابدأ في تقطيع الورق إلى ثمان قطع متساوية (بتطبيق حوافه على بعضها البعض ثم تقطيعها)
- استمر في هذه العملية البسيطة بهدوء وبطء ستحس بالراحة النفسية بعد الانتهاء لأنك قد فرغت شحناتك الانفعالية المكبوتة داخلك بهذا التقطيع .. فالورق هنا يرمز إلى العقبات التي أعاقت تفريغ طاقتك الوجدانية لكنك نجحت في إخراج هذه الطاقة المكبوتة عن طريق الرمز الممزق
- الورق الذي قمت بتقطيعه يمكنك حفظه والاستفادة منه ."
بالقطع هذا التدريب هو نوع من الإسراف وهو التبذير المحرم للجهد والمال وقد نهى الله عن استعمال المال فيما لا نفع فيه فقال :
"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"
ويذكرنى هذا برواية اشتروا الحلبة ولو بوزنها ذهبا وهو حديث موضوع اراد صاحب الحلبة منه ترويج بضاعة الحلبة التى يبيعها وهذا التدريب هو ترويج للوح الورقية
ثم تناول الرجل ما سماه تدريب الشجاعة وعدم الخوف فقال:
"ثانيا .. تدريبات الشجاعة والتخلص من المخاوف
علينا في البداية أن نميز بين الشجاعة والتهور فالشجاعة هي عدم الخوف من الأشياء أو الأشخاص أو الكائنات أيا كانت التي يجب ألا نخاف منها .. أما التهور فهو عدم الخوف من الأشياء التي يجب أن نخاف منها ولكي تصير شجاعا يجب أن تتخلص من المخاوف التي اكتسبتها في طفولتك وظللت تخاف منها حتى الوقت الحاضر في سنك هذه"
الخطأ هنا هو أن الشجاعة هي عدم الخوف من الأشياء أو الأشخاص أو الكائنات أيا كانت التي يجب ألا نخاف منها وقد فرق الشرع بين أنواع من الخوف فالخوف من لسع النار أو الخوف من الانكسار أو الجرح بالسقوط خوف مباح بينما الخوف من الكفار أو عليهم حرام
وذكر الكاتب تدريبات مساعدة على التخلص من الخوف فقال:
وهذه التدريبات تساعدك على التخلص من المخاوف :
"التدريب الأول
إذا كنت تشعر بالخوف من حيوان أليف مثلا فعليك بالمبادرة بشرائه صغيرا وقم برعايته وستجده يكبر بينما يصغر الخوف في قلبك ..
كل المخاوف عليك ان تعاملها بهذه الطريقة وعرّض نفسك تدريجيا لها - ستحس بالرعب والخوف في البداية لاشك - لكن مع تكرار تعرضك للأشياء المخيفة من وجهة نظرك ستجد انك قد تأقلمت معها وانطفأ ذلك الخوف في قلبك وستحس انك قد حققت انتصارا عظيما يعزز ثقتك بنفسك وبشخصيتك"
هذا التدريب ليست نتيجته مؤكدة وإنما نتيجة احتمالية فشلها ونجاحها متعادلان وقد جرب أحد الأصدقاء ذلك مع ابنه وإحدى بناتى حيث كانا يخافان من الكلاب ومع هذا ما زال الاثنان بعد أن كبرا عشر سنوات يخافان من الكلاب
ثم ذكر الرجل التدريب الثانى فقال:
التدريب الثاني
"إذا كنت تشعر بالخوف من شخص معين مع انك تعرف أن ليس له سلطان عليك لكنه استغل خوفك منه وفرض سيطرته عليك فالجأ إلى استخدام أسلوب الصدمة المفاجئة لكي تحطم هذا الخوف الوهمي كما يلي:
- انتهز أول فرصة تتقابل فيها مع ذلك الشخص واختلق موقفا متوترا وقم بمهاجمته لا بالسباب أو الشتائم ولكن قل له ما هو مكبوت بداخلك نحوه بأسلوب حازم وقوي ستجده قد فوجئ بهذا الأسلوب منك وستصبح سيد الموقف وسيعمل لك ألف حساب بعد ذلك ولن يساورك الخوف منه- لا تتردد في انتهاج هذا الأسلوب الخاطف لأنه الأسلوب الوحيد الذي يخلصك من مخاوفك في مثل هذه المواقف ويعيد ثقتك بنفسك"
يعتبر معظمنا هذا الإنسان الخائف فمن يستطيع أن يقف ضد الحاكم الظالم ويقول له هذا فى وجهه؟
شعوب منطقتنا كلها تخاف من أذى حكامها ولا تستطيع أن تجهر فى وجههم بهذا حتى أن بعضهم يمدحه إذا لقاه أو وجد بين جمع من مناصريه وهذا يدخل ضمن الإكراه والقلب مطمئن بالإيمان
وأما الظلمة الأقل فإذا كانوا من الحاشية فلا فائدة من مواجهتهم بهذا كالأوائل وأما الظلمة فى نفس المستوى فيمكن مواجهتهم وقول الحق لهم
وقد جعل الله المتنفس لهذا هو سب وشتم الظلمة كما قال:
"لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ثم تناول الكاتب ما سماه تدريبات الاسترخاء النفسي والعصبي فقال:
"ثالثا تدريبات الاسترخاء النفسي والعصبي:
المخ هو الجهاز المسيطر على كل كيانك وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك على السيطرة على سلوكك أقوى من المفروض بعد انتهاء المواقف التي تؤدي إلى توتر أعصابنا أن تعود الأعصاب إلى ما كانت عليه من ارتخاء لكن هذا لا يحدث بل تظل الأعصاب متوترة وكلما حدث موقف جديد يضيف توترا إلى القديم وهكذا "
بالقطع المخ لا يسيطر على السلوك وإنما المشيئة وهى مشيئة النفس هى المسيطرة كما قال تعالى :
"فمن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن أساء فعليها"
النفس ليست جزء من الجسم كالمخ وإنما هى شىء غير أعضاء الجسم لكونها تخرج من الجسم عند النوم ثم تبعث أى ترسل للجسم عند الصحو كما قال تعالى:
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
وبعد ذلك ذكر التدريبات قال:
"لذلك فنحن في حاجة إلى إعادة الأعصاب إلى حالتها الأولى من الارتخاء بإتباع التدريبات التالية:
التدريب الأول:
خصص ما لا يقل عن ربع ساعة يوميا قبل النوم لإجراء تدريب الاسترخاء
- استلق على ظهرك
- استمع إلى ما تيسر من القرآن الكريم بصوت أحد المقرئين المحببين إلى نفسك أو إلى موسيقا حالمة محببة إلى نفسك
- ابدأ في التركيز على عضلات وأجزاء وجهك .. هل حاجباك مشدودان بتوتر؟ استرخ .. هل تجز على أسنانك؟ هل تعض شفتيك ؟ إن كان الأمر كذلك فوجه الأمر إلى عضلات وجهك بأن تسترخي ..
- تدرج بعد ذلك إلى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى مشطي رجليك
- تأكد من أن جميع عضلاتك قد صارت في حالة استرخاء
- انتظم في هذا التدريب وستجد أن حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبح خاليا من التوتر العصبي إلى حد بعيد"
الاسترخاء مطلوب وليس طريقته تدريبات البدن وإنما له طريقة واحدة فى الإسلام وهى الاطمئنان القلبى بذكر وهو طاعة أحكام الله كما قال تعالى :
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
فطالما اطمئن القلب استرخى البدن
ثم ذكر الرجل التدريب التالى:
"التدريب الثاني
-انتهز فرصة عدم ارتباطك بأعمال هامة وابتعد عن البيئة التي أنت متواجد فيها
- يستحسن أن تبعد حتى عن أسرتك وتتوجه إلى مكان بعيد غير مألوف لك .. فمثلا إذا كنت من أهل المدن توجه إلى الريف والعكس صحيح
- إن تغيير البيئة الطبيعية والاجتماعية معا لمدة يوم أو يومين كفيل باستعادتك لاسترخائك العصبي والنفسي شرط أن تنسى همومك ومشاكلك ولا تحملها معك إلى البيئة الجديدة التي هربت إليها لبعض الوقت"
تغيير المكان والبعد عن الأسرة ليس حلا فالله عندما ذكر المشاكل الزوجية لم يطلب من الزوج ترك البيت كله وإنما طلب منه الابتعاد عن الزوجة فى نفس البيت فلو كان البعد المكانى حلا لأباحه الله ولكنه ليس حلا ولذا لم يأمر الله به
ثم تناول الكاتب ما سماه بتدريبات الحس الجمالى فقال:
"رابعا .. تدريبات الحس الجمالي كثير من الناس يفقدون الشعور بالجمال بالرغم من كثرة الأشياء الجميلة حولهم قد يعزوه البعض إلى الألفة لكن هذا ليس صحيح لأن من يفقد الشعور بالجمال لا يحس به إذا ما شاهد مناظر جميلة لا يألفها ويمكن تشبيه فقدان الشعور بالجمال بالصدأ الذي يغطي الآنية التي كانت تلمع ذات يوم "
الرجل هنا يعتبر الجمال جمال المنظر والجمال هو فى طاعة لله فى كل شىء فمنظر المرأة العارية ليس جميلا فى الشرع وإنما قبح رغم أنه عند معظم البشر جمال مطلوب فى النفس ومنظر الشارع المنظم بالحجارة والشجر والزهور ليس جميلا إذا جلس فيه إنسان يشحذ فهذا الشارع قبيح لأنه بنى على ظلم فمن مال الفقراء والمساكين أخذ فليس مطلوب أن تجمل مكان بينما إنسان لا يجد قوت يومه ومنظر المسجد المفروش العالى بقبابه ومآذنه المزين بالبسط والثريات منظر قبيح لأنه إسراف فى مال المسلمين فمن قد ضيع من بنوه حقوق الناس لكى يقولوا مسجد فلان أعظم أو أجمل أو أوسع وما إلى ذلك فالقبيح ما حرمه والجميل ما حلله الله
ثم ذكر الرجل ا سماه تدريبات الجمال فقال :
"لكي تستعيد شعورك بالجمال عليك بممارسة التدريبات الآتية :
لا يكفي أن تكون مستهلكا للموضوعات الجمالية تقف منها موقف المتفرج السلبي بل يجب أن تكون ممارسا ايجابيا وصانعا للجمال
- حاول أن ترسم فتحس بجمال الرسم
- حاول أن تدندن مع النغمات التي تسمعها فيتدعم شعورك بجمال النغمة
- اشترك مع شريكة حياتك في تذوقها للجمال في اختيار ألوان ملابسها وملابسك
- ابحث عن الجمال في شريكة حياتك وأبرزه وأكد عليه فذلك سيسعدها ويسعدك
- تذوق الجمال في مأكلك ومشربك وملبسك وفي أوراقك وفي كل شيء تمتد إليه يدك
- درب نفسك باستمرار على تذوق الجمال وعلى خلقه في نفس الوقت ."
ما ذكره هنا مجرد تدريبات على الجمال الشكلى سواء كان مناظرا وأصواتا وكما قلنا الجمال هو فى كل شىء يطاع الله فيه فمثلا الرسم منه هو طاعة لله كالرسوم التعليمية ومنه ما هو عصيان لله كرسوم العراة نساء ورجالا
تناول الكاتب فى بداية المقال ما أسماه المبادىء الأساسية فقال:
هناك بعض المبادئ الأساسية التي علينا أن نضعها نصب أعيننا وهي :
"- إن ما نحس به من عواطف لا يمثل إلا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية الكامنة داخلنا"
"- العواطف المدفونة والتي نسيناها هي أكبر حجما وأشد عنفا من العواطف التي نحس بها وندركها بشعورنا الواعي"
"- نحن لا نتحكم إلا في المراحل الأولى من اشتعال العاطفة والانفعال ولكن ما إن ينفجر البركان نصبح كالقشة في مهب الريح ولا نستطيع التحكم بها"
"- الحياة الوجدانية والعاطفية شأنها شأن - أي جزء من الشخصية- قابلة للترويض والتهذيب"
"- كلنا بحاجة في جميع مراحل حياتنا إلى هذه التدريبات التي تصقل حياتنا الوجدانية وتنقي سلوكنا العاطفي مؤدية بالتالي إلى تقوية الشخصية"
الأخطاء فى الفقرة هى:
1-المبدأ الأول وهو كون العواطف جزء من طاقة الوجدان بقوله" إن ما -نحس به من عواطف لا يمثل إلا جزء بسيط من الطاقة الوجدانية" يناقض المبدأ الرابع الذى جعل الوجدان شىء والعاطفة شىء أخر بقوله "الحياة الوجدانية والعاطفية"فالواو بينهما تفرق بينهما أو تعنى أنهما واحد وهو بمعنى أى التفسير
2-تحكم الإنسان في المراحل الأولى من اشتعال العاطفة والانفعال فقط دون ما بعدها وهو ما يناقض تحكم الإنسان فى أى فعل ضمن الخير والشر كما قال تعالى"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
والقول بعدم التحكم فى العاطفة بعد البداية فى نهاية المبدأ الثالث يناقض أنها قابلة للتحكم بالترويض والتهذيب فى المبدأ الرابع
3- أن العواطف المدفونة أكبر وأعظم من العواطف الظاهرة وهو كلام ليس صحيحا فالمدفون لا يكبر وإنما يكبر من يظهر فقط
وكلمة العاطفة والعواطف والوجدان كلمات ليست صحيحة علميا بهذا الشكل وفى علم نفس القرآن كل شىء يرد للعقل أو يرد للشهوات فما يسمى بعاطفة الحب ويعنون بها فى الأساس حب الرجل والمرأة قد ترد للعقل إن تحكم بها الطرفان وقاما بتحويلها الزواج وقد ترد للشهوات إن قاما بتحويلها لزنى أو صورة من الصور الأخرى المحرمة كالانشغال الملهى عن الأمور المفروضة وهو ما يسمونه العشق والوله
بعد ذلك تناول الكاتب ما سماه بتدريبات التفريغ الانفعالى فقال:
"أولا .. تدريبات التفريغ الانفعالي
التدريب الأول
هناك أحزانا كثيرة داخلنا نكبتها في اللاشعور لكنها تضغط علينا من الداخل ولا سبيل للتخلص من ضغطها إلا بالنبش عنها وجعلها تطفو على السطح ولتحقيق هذا النبش نفذ ما يأتي:
- أغلق باب الغرفة على نفسك
- قم بتذكر أحزانك الدفينة (بعض الصور الخاصة بأحبائك الذين فارقوا الحياة أو سافروا بعيدا ربما تساعد على إثارة مشاعرك)
- لا تمنع نفسك من التفجر العاطفي واترك دموعك تنهمر فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية
- حاول إجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الأقل وستحس بالراحة النفسية بعد أن تتفجر الشحنات المكبوتة داخلك"
الأخطاء فى الفقرة هى :
الأول وجود ما سماه اللاشعور فاللاشعور يعنى اللامعرفة أى النسيان واللاشعور فى النظرية النفسية الخاطئة هو
مقولة تم تأليفها للهرب من المسئولية عن الأفعال الخاطئة
والنسيان فى الحقيقة لا يتحكم فيه الإنسان فمن منا يستطيع أن يتذكر كل ما مر به؟ والله هو المذكر
الثانى استعادة الذكريات الحزينة والبكاء والحزن هو ضرب من الخبل فالمطلوب من الإنسان التعامل مع حاضره وليس نبش الماضى والبكاء والحزن وقد ورد النهى عن الحزن فى أقوال مثل :
"لا تحزن إن لله معنا"
" ولا تحزن عليهم "
وذنوب الماضى علاجها الاستغفار وهو ذكر لله أى طاعة أحكامه كما قال تعالى:
"واذكر ربك إذا نسيت"
والبكاء قد يكون مباحا فى ساعة وقوع الحدث وأما استعادة الحدث للبكاء عليه فهو تضييع للجهد والوقت
وبعد ذلك ذكر الرجل التدريب الثانى فقال:
"التدريب الثاني
- احضر حوالي خمسين فرخا من الورق الفولسكاب
- اجلس في مكان هادئ وابدأ في تقطيع الورق إلى ثمان قطع متساوية (بتطبيق حوافه على بعضها البعض ثم تقطيعها)
- استمر في هذه العملية البسيطة بهدوء وبطء ستحس بالراحة النفسية بعد الانتهاء لأنك قد فرغت شحناتك الانفعالية المكبوتة داخلك بهذا التقطيع .. فالورق هنا يرمز إلى العقبات التي أعاقت تفريغ طاقتك الوجدانية لكنك نجحت في إخراج هذه الطاقة المكبوتة عن طريق الرمز الممزق
- الورق الذي قمت بتقطيعه يمكنك حفظه والاستفادة منه ."
بالقطع هذا التدريب هو نوع من الإسراف وهو التبذير المحرم للجهد والمال وقد نهى الله عن استعمال المال فيما لا نفع فيه فقال :
"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"
ويذكرنى هذا برواية اشتروا الحلبة ولو بوزنها ذهبا وهو حديث موضوع اراد صاحب الحلبة منه ترويج بضاعة الحلبة التى يبيعها وهذا التدريب هو ترويج للوح الورقية
ثم تناول الرجل ما سماه تدريب الشجاعة وعدم الخوف فقال:
"ثانيا .. تدريبات الشجاعة والتخلص من المخاوف
علينا في البداية أن نميز بين الشجاعة والتهور فالشجاعة هي عدم الخوف من الأشياء أو الأشخاص أو الكائنات أيا كانت التي يجب ألا نخاف منها .. أما التهور فهو عدم الخوف من الأشياء التي يجب أن نخاف منها ولكي تصير شجاعا يجب أن تتخلص من المخاوف التي اكتسبتها في طفولتك وظللت تخاف منها حتى الوقت الحاضر في سنك هذه"
الخطأ هنا هو أن الشجاعة هي عدم الخوف من الأشياء أو الأشخاص أو الكائنات أيا كانت التي يجب ألا نخاف منها وقد فرق الشرع بين أنواع من الخوف فالخوف من لسع النار أو الخوف من الانكسار أو الجرح بالسقوط خوف مباح بينما الخوف من الكفار أو عليهم حرام
وذكر الكاتب تدريبات مساعدة على التخلص من الخوف فقال:
وهذه التدريبات تساعدك على التخلص من المخاوف :
"التدريب الأول
إذا كنت تشعر بالخوف من حيوان أليف مثلا فعليك بالمبادرة بشرائه صغيرا وقم برعايته وستجده يكبر بينما يصغر الخوف في قلبك ..
كل المخاوف عليك ان تعاملها بهذه الطريقة وعرّض نفسك تدريجيا لها - ستحس بالرعب والخوف في البداية لاشك - لكن مع تكرار تعرضك للأشياء المخيفة من وجهة نظرك ستجد انك قد تأقلمت معها وانطفأ ذلك الخوف في قلبك وستحس انك قد حققت انتصارا عظيما يعزز ثقتك بنفسك وبشخصيتك"
هذا التدريب ليست نتيجته مؤكدة وإنما نتيجة احتمالية فشلها ونجاحها متعادلان وقد جرب أحد الأصدقاء ذلك مع ابنه وإحدى بناتى حيث كانا يخافان من الكلاب ومع هذا ما زال الاثنان بعد أن كبرا عشر سنوات يخافان من الكلاب
ثم ذكر الرجل التدريب الثانى فقال:
التدريب الثاني
"إذا كنت تشعر بالخوف من شخص معين مع انك تعرف أن ليس له سلطان عليك لكنه استغل خوفك منه وفرض سيطرته عليك فالجأ إلى استخدام أسلوب الصدمة المفاجئة لكي تحطم هذا الخوف الوهمي كما يلي:
- انتهز أول فرصة تتقابل فيها مع ذلك الشخص واختلق موقفا متوترا وقم بمهاجمته لا بالسباب أو الشتائم ولكن قل له ما هو مكبوت بداخلك نحوه بأسلوب حازم وقوي ستجده قد فوجئ بهذا الأسلوب منك وستصبح سيد الموقف وسيعمل لك ألف حساب بعد ذلك ولن يساورك الخوف منه- لا تتردد في انتهاج هذا الأسلوب الخاطف لأنه الأسلوب الوحيد الذي يخلصك من مخاوفك في مثل هذه المواقف ويعيد ثقتك بنفسك"
يعتبر معظمنا هذا الإنسان الخائف فمن يستطيع أن يقف ضد الحاكم الظالم ويقول له هذا فى وجهه؟
شعوب منطقتنا كلها تخاف من أذى حكامها ولا تستطيع أن تجهر فى وجههم بهذا حتى أن بعضهم يمدحه إذا لقاه أو وجد بين جمع من مناصريه وهذا يدخل ضمن الإكراه والقلب مطمئن بالإيمان
وأما الظلمة الأقل فإذا كانوا من الحاشية فلا فائدة من مواجهتهم بهذا كالأوائل وأما الظلمة فى نفس المستوى فيمكن مواجهتهم وقول الحق لهم
وقد جعل الله المتنفس لهذا هو سب وشتم الظلمة كما قال:
"لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ثم تناول الكاتب ما سماه تدريبات الاسترخاء النفسي والعصبي فقال:
"ثالثا تدريبات الاسترخاء النفسي والعصبي:
المخ هو الجهاز المسيطر على كل كيانك وكلما كان مخك في حالة جيدة كانت قدرتك على السيطرة على سلوكك أقوى من المفروض بعد انتهاء المواقف التي تؤدي إلى توتر أعصابنا أن تعود الأعصاب إلى ما كانت عليه من ارتخاء لكن هذا لا يحدث بل تظل الأعصاب متوترة وكلما حدث موقف جديد يضيف توترا إلى القديم وهكذا "
بالقطع المخ لا يسيطر على السلوك وإنما المشيئة وهى مشيئة النفس هى المسيطرة كما قال تعالى :
"فمن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن أساء فعليها"
النفس ليست جزء من الجسم كالمخ وإنما هى شىء غير أعضاء الجسم لكونها تخرج من الجسم عند النوم ثم تبعث أى ترسل للجسم عند الصحو كما قال تعالى:
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
وبعد ذلك ذكر التدريبات قال:
"لذلك فنحن في حاجة إلى إعادة الأعصاب إلى حالتها الأولى من الارتخاء بإتباع التدريبات التالية:
التدريب الأول:
خصص ما لا يقل عن ربع ساعة يوميا قبل النوم لإجراء تدريب الاسترخاء
- استلق على ظهرك
- استمع إلى ما تيسر من القرآن الكريم بصوت أحد المقرئين المحببين إلى نفسك أو إلى موسيقا حالمة محببة إلى نفسك
- ابدأ في التركيز على عضلات وأجزاء وجهك .. هل حاجباك مشدودان بتوتر؟ استرخ .. هل تجز على أسنانك؟ هل تعض شفتيك ؟ إن كان الأمر كذلك فوجه الأمر إلى عضلات وجهك بأن تسترخي ..
- تدرج بعد ذلك إلى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى مشطي رجليك
- تأكد من أن جميع عضلاتك قد صارت في حالة استرخاء
- انتظم في هذا التدريب وستجد أن حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبح خاليا من التوتر العصبي إلى حد بعيد"
الاسترخاء مطلوب وليس طريقته تدريبات البدن وإنما له طريقة واحدة فى الإسلام وهى الاطمئنان القلبى بذكر وهو طاعة أحكام الله كما قال تعالى :
"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
فطالما اطمئن القلب استرخى البدن
ثم ذكر الرجل التدريب التالى:
"التدريب الثاني
-انتهز فرصة عدم ارتباطك بأعمال هامة وابتعد عن البيئة التي أنت متواجد فيها
- يستحسن أن تبعد حتى عن أسرتك وتتوجه إلى مكان بعيد غير مألوف لك .. فمثلا إذا كنت من أهل المدن توجه إلى الريف والعكس صحيح
- إن تغيير البيئة الطبيعية والاجتماعية معا لمدة يوم أو يومين كفيل باستعادتك لاسترخائك العصبي والنفسي شرط أن تنسى همومك ومشاكلك ولا تحملها معك إلى البيئة الجديدة التي هربت إليها لبعض الوقت"
تغيير المكان والبعد عن الأسرة ليس حلا فالله عندما ذكر المشاكل الزوجية لم يطلب من الزوج ترك البيت كله وإنما طلب منه الابتعاد عن الزوجة فى نفس البيت فلو كان البعد المكانى حلا لأباحه الله ولكنه ليس حلا ولذا لم يأمر الله به
ثم تناول الكاتب ما سماه بتدريبات الحس الجمالى فقال:
"رابعا .. تدريبات الحس الجمالي كثير من الناس يفقدون الشعور بالجمال بالرغم من كثرة الأشياء الجميلة حولهم قد يعزوه البعض إلى الألفة لكن هذا ليس صحيح لأن من يفقد الشعور بالجمال لا يحس به إذا ما شاهد مناظر جميلة لا يألفها ويمكن تشبيه فقدان الشعور بالجمال بالصدأ الذي يغطي الآنية التي كانت تلمع ذات يوم "
الرجل هنا يعتبر الجمال جمال المنظر والجمال هو فى طاعة لله فى كل شىء فمنظر المرأة العارية ليس جميلا فى الشرع وإنما قبح رغم أنه عند معظم البشر جمال مطلوب فى النفس ومنظر الشارع المنظم بالحجارة والشجر والزهور ليس جميلا إذا جلس فيه إنسان يشحذ فهذا الشارع قبيح لأنه بنى على ظلم فمن مال الفقراء والمساكين أخذ فليس مطلوب أن تجمل مكان بينما إنسان لا يجد قوت يومه ومنظر المسجد المفروش العالى بقبابه ومآذنه المزين بالبسط والثريات منظر قبيح لأنه إسراف فى مال المسلمين فمن قد ضيع من بنوه حقوق الناس لكى يقولوا مسجد فلان أعظم أو أجمل أو أوسع وما إلى ذلك فالقبيح ما حرمه والجميل ما حلله الله
ثم ذكر الرجل ا سماه تدريبات الجمال فقال :
"لكي تستعيد شعورك بالجمال عليك بممارسة التدريبات الآتية :
لا يكفي أن تكون مستهلكا للموضوعات الجمالية تقف منها موقف المتفرج السلبي بل يجب أن تكون ممارسا ايجابيا وصانعا للجمال
- حاول أن ترسم فتحس بجمال الرسم
- حاول أن تدندن مع النغمات التي تسمعها فيتدعم شعورك بجمال النغمة
- اشترك مع شريكة حياتك في تذوقها للجمال في اختيار ألوان ملابسها وملابسك
- ابحث عن الجمال في شريكة حياتك وأبرزه وأكد عليه فذلك سيسعدها ويسعدك
- تذوق الجمال في مأكلك ومشربك وملبسك وفي أوراقك وفي كل شيء تمتد إليه يدك
- درب نفسك باستمرار على تذوق الجمال وعلى خلقه في نفس الوقت ."
ما ذكره هنا مجرد تدريبات على الجمال الشكلى سواء كان مناظرا وأصواتا وكما قلنا الجمال هو فى كل شىء يطاع الله فيه فمثلا الرسم منه هو طاعة لله كالرسوم التعليمية ومنه ما هو عصيان لله كرسوم العراة نساء ورجالا