رضا البطاوى
04-01-2020, 09:30 AM
25- أبنا ومن لا أحصي ممن حضر أمر أمير المؤمنين المتوكل على الله في النصارى, قالوا:كان أول يوم أمر فيه بما أمر به فيهم يوم السبت, لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول, سنة خمس وثلاثين ومائتين, أنه أمر أن يغير النصارى وجميع أهل الذمة لباسهم فيلبسون الطيالسة العسلية, وأن لا يفارق أحداً منهم الزنانير, وأن يكون ركب سروجهم من خشب, وأن يجعل على قربوس السرج ومؤخرته أكرتان, ومن لبس منهم قلنسوة جعل في قلنسوته زراً كبيراً يخالف لونه لون القلنسوة, ومن لبس منهم العمائم كانت عمامته عسلية, أو ما أشبه ذلك بعد أن يكون مصبوغاً وأمر أن يجعل لعبيدهم رقاعاً في ثيابهم من بين يديه دون صدره قليلاً, ومن خلفه في ظهره, وتكون الرقاع مدورة كقوارة الحربان, وتكون ملونة لوناً يخالف لون الثوب, إن كانت الرقعة عسلية, وإلا فما أشبهها وأمر أن يعمل على أبوابهم تماثيل شياطين من خشب, تسمر على أبوابهم, تعرف بها منازل الذمة من منازل المسلمين, ولا تخرج امرأة من نسائهم إلا في إزار عسلي وأمر بأخذ عشور منازلهم, فإن كان ما يؤخذ من منزل أحدهم واسعاً بني مسجد, وإن كان ضيقاً جعل فضاء وأمر أن لا يستعان بهم في شيء من أعمال السلطان التي يجري أمرهم فيها على المسلمين, ولا في ديوان من الدواوين وأمر أن لا يطلق لهم أن يظهروا في شيء من أعيادهم صليباً (ولا يستعملون) وأمر أن يؤخذوا بتسوية قبورهم مع الأرض حتى لا تشبه قبور المسلمين, وهدمت كل بيعة لهم محدثة وكتب إلى العمال في آفاق الأرض يؤمرون فيهم بمثل ذلك وهذه نسخة الكتاب:بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:فإن الله بعزته التي لا تحاول, وقدرته على ما يريد, اصطفى الإسلام فرضيه لنفسه, وأكرم به ملائكته, وبعث به رسله, وأيده بأوليائه, وحاطه بالنصر, وكنفه بالبر, وحرسه من العاهات, وأظهره على الأديان, وجعله مبرأً من الشبهات, معصوماً من الآفات, محبواً بمناقب الخيرات, مخصوصاً من الشرائع بأطهرها وأفضلها, ومن الفرائض بأزكاها وأشرفها, ومن الأحكام بأعدلها وأصوبها, ومن الأعمال بأحسنها وأقصدها, وأكرم أهله بما أحل لهم من حلاله وحرم عليهم من حرامه, وبين لهم من شرائعه وأعلامه, وحد لهم من حدوده ومنهاجه, وأعد لهم من سعة جزائه وثوابه, فقال في كتابه فيما أمر به ونهى, وفيما حضر عليه ووعظ عباده به: {إن الله يأمر بالعدل والإحسن } الآية
وقال جل ثناؤه فيما حرم على أهل هذا الدين, مما غمط فيه الأديان من ذي المطعم والمشرب والمنكح؛ ليستن به أهل الإسلام وليفضلهم على - من خالف دينهم تفضيلاً: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة} إلى قوله: {ذلكم فسقٌ} ثم ختم ما حرم عليهم من ذلك في هذه الآية بحراسة دينه, وبإتمام نعمته على أهله الذين اصطفاهم به, فقال: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} وقال: {حرمت عليكم أمهتكم وبناتكم} إلى آخر الآية وقال: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجسٌ} إلى آخر الآية
فحرم سبحانه على المسلمين مما أكل أهل الأديان أرجسها وأنجسها: {وما أهل لغير الله به} منها, ومن أشربتهم أدعاها إلى العداوة والبغضاء وأصدها عن ذكر الله وعن الصلاة, وعن مناكحة أعظمها عنده وزراً, وأولاها عند ذي الحجا والألباب تحريماً ثم حباهم لمحاسن الأخلاق وفضائل الكرامات, فجعلهم أهل الإيمان والأمانة والفضل والتراحم واليقين والصدق, ولم يجعل في دينهم التقاطع ولا التدابر ولا الحمية, ولا التكبر ولا الخيانة ولا الغدر ولا التباغي ولا التظالم, بل أكرم بالأولى ونهى عن الآخرة, ووعد وتوعد عليهما جنته وناره وثوابه وعقابه؛ فالمسلمون -بما اختصهم الله من كرامته, وجعل لهم من الفضيلة بدينهم الذي اختارهم له- بائنون عن أهل الأديان بشرائعهم الزاكية وأحكامهم المرضية وفرائضهم الظاهرة وبرهانهم المبين, وبتطهير الله دينهم لهم بما أحل وحرم فيه لهم وعليهم -قضى أمر الله في إعزاز دينه حتماً ومشيئةً منه في إظهار حقه ماضية, وإرادة له في إتمام نعمته على أهله نافذة؛ ليهلك من هلك عن بينة, ويحيى من حي عن بينة, وليجعل الله الفوز والعاقبة للمتقين والخزي في الدنيا والآخرة على الكافرين
وقد رأى أمير المؤمنين, وبالله توفيقه وإرشاده, أن يجعل أهل الذمة جميعاً بحضرته, وفي نواحي أعماله أقربها وأبعدها, وأخصهم وأخسهم على تغيير طيالستهم التي يلبسها من لبسها من تجارهم وكتابهم وكبيرهم وصغيرهم, ملونة كألوان الثياب العسلية, لا يتجاوز ذلك متجاوزٌ منهم إلى غيره, ومن قصر عن هذه الطبقة من أتباعهم وأراذلهم, ومن تبعد به حاله عن لبس الطيالسة, أخذ بتركيب خرقتين صبغهما ذلك الصبغ يكون استدارة كل واحدة منهما شبراً تاماً في مثله, على موضع أمام ثوبه الذي يلبسه تلقاء صدره, ومن وراء ظهره, وأن يؤخذ الجميع منهم في قلانسهم تركيب أزرة عليها, تخالف ألوانها ألوان القلانس, وترفع في أماكنها التي تقع بها منها لئلا يلصق بها فتستتر, ولا يكون ما يركب منها على اختيال فيخفى, وكذلك في سروجهم اتخاذ ركب خشب لها, ونصب أكر على قرابيسها تكون ناتئة عنها وموفية عليها, لا يرخص لهم في إزالتها عن أعلى قرابيسهم ومواخير سروجهم إلى جوانبها, بل يتفقد ذلك منهم؛ ليقع ما وقع أمر الذي أمر أمير المؤمنين بحملهم عليه ظاهراً, يثبته الناظر من غير تأمل, وتأخذه الأعين عن غير طلب
وأن يؤخذ من إمائهم وعبيدهم من يلبس المناطق من تلك الطبقة بشد الزنانير مكان المناطق التي كانت في أوساطهم وأن توعز إلى عمالك فيما أمر به أمير المؤمنين من ذلك, إيعازاً تحدوهم به على استقصاء ما تقدم فيه إليهم, وتحذرهم به ادهاناً أو ميلاً, وتتقدم إليهم في إنزال العقوبة بمن خالف ذلك من جميع أهل الذمة إلى غيره؛ ليقتصر الجميع منهم على طبقاتهم وأصنافهم, وسلوك السبيل إلى أمير المؤمنين يحملهم عليها, فأخذهم بها إن شاء الله تعالى, فاعلم ذلك من رأي أمير المؤمنين وأمره, وأنفذه إلى عمالك في نواحي عملك ما ورد عليك من كتاب أمير المؤمنين فيه, وقدم العناية بما يكون منهم في ذلك, واكتب إلى أمير المؤمنين ما تعمل به ليعرفه إن شاء الله تعالى
وأمير المؤمنين يسأل ربه ووليه أن يصلي على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وملائكته, وأن يحفظه فيما استخلفه عليه من أمر دينه, ويتولى ما ولاه مما لا يبلغ حقه فيه إلا بعونه, حفظاً يحمل به عنه ما حمل, وولايةً يقضي بها عنه حقه, ويوجب له بها أكمل ثوابه وأفضل مزيده؛ إنه كريمٌ رحيم وكتب إبراهيم بن العباس في شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين وهذه نسخة التوقيع إلى ولاة العهود في ترك الاستعانة بالنصارى بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:فإن الله اصطفى الإسلام وأظهره, وجعله ديناً قيماً عزيزاً منيعاً, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وارتضى للقيام بشرائعه وإحياء معالمه وسننه خلفاءه في أرضه وأمناءه على عباده, فاختارهم من خير أمة أخرجت للناس, وأعلى دعوتهم ومكن لهم في أرضه, وأظهر دينهم على كل دين ولو كره المشركون, ولم يجعل بهم ولا بأحد ممن قلده بسلسلة خلقه حاجةً ولا ضرورة إلى أحد من أهل الملل المخالفة للإسلام في شيء من أمور دينهم ودنياهم, بل حصل الحق والحزم في إقصائهم عن الأعمال وإبعادهم عن الاستيطان؛ إذ كان مقصد السلطان في الاختيار لأعماله أهل النصح والأمانة, وكانت الحالتان جميعاً معدومتين عند أهل الذمة
فأما الأمانة: فليس أحدٌ منهم بمأمون على أموال الفيء وأمور المسلمين؛ لأنهم عداة الدين ونعاته وأما النصيحة: فغير موجودة عند من كان مقامه بين ظهراني المسلمين على كل حال كره وقهر وذلة وصغار وقد نهى الله عز وجل في محكم كتابه عن موالاتهم, فقال: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً} الآية وقال: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وقال وقوله الحق: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكفرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطناً مبيناً} مع آي كثير, وأخبار مأثورة عن رسول الله (ص)وعن صالحي السلف, فيما نهي عنه من الاستعانة في شيء من أعمال المسلمين وأمير المؤمنين أولى من ائتم بها, وبالله توفيقه, وعليه توكله, وهو حسبه ونعم الوكيل وقد رأى أمير المؤمنين -إذ كان في الاستعانة بأهل الذمة في أعمال المسلمين وأمورهم ضررٌ على أموال الفيء, فيما يعيثون فيه منها, وتطلق أيديهم فيما هم مستحلون خيانته واحتجابه من حقوقها وتقليدهم من جنايتها ما اختانوه منهم أوجب, مما عليهم من الجزية التي أمر الله بأخذها منهم عن يد وهم صاغرون, وعلى المسلمين فيما تبسط به ألسنتهم وأيديهم من امتهانهم واستذلالهم وتخوينهم, وما أوجب الله على أمير المؤمنين من تعظيم الدين وحياطته وصيانته, وإحياء كتاب الله وسنة رسول الله (ص)وإعزاز الإسلام والملة -أن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أمور المسلمين, وأموالهم, وتدبير خراجهم, وجبايته منهم في دواوين العامة والخاصة بالحضرة والنواحي, وفي سائر أعمال الخراج والضياع؛ من الخزن, والجهبذة, والمعادن, والبريد, وسائر الأعمال الحاضرة والقاصية, خلا من كان متقلداً العمل من خاص أعمال أمير المؤمنين ونفقاته, ولا يد له ولا سلطان على أحد من المسلمين؛ فإن إقراره في ذلك العمل ريثما يؤخذ بما جرى على يده ويختار لمكانه غيره من المسلمين, ثم يصرف عنه, وخلا من استعان به مستعينٌ في قهرمته, وخاص نفقات منزله وحشمه, وأن يوعز بذلك إلى ولاة الدواوين, وتخرج به الكتب إلى جميع عمال العامة والخاصة في النواحي ليمتثلوه ويقفوا عنده, ويؤمر أصحاب البرد والأخبار بتفقد ما يكون من الكتاب والعمال وعمالهم وأهل الذمة في ذلك, والكتاب إلى أمير المؤمنين وصدقه عنه, فمن خالف أمره أنزل به ما يتعظ به من سواه, وأن يحذروا جميعاً التورية عن أحد من أهل الذمة بتقليده عملاً ونسبه إلى غيره, فينال من يفعل ذلك مما أحل بنفسه من نكير أمير المؤمنين وغيره ما لا صلاح له بعده, ولا قبل له به إن شاء الله وكتب نجاح بن سلمة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين "
هذه العهود العباسية المزعومة تتناقض مع العهود السابقة فى التالى:
"أمر أن يغير النصارى وجميع أهل الذمة لباسهم فيلبسون الطيالسة العسلية, وأن لا يفارق أحداً منهم الزنانير, وأن يكون ركب سروجهم من خشب, وأن يجعل على قربوس السرج ومؤخرته أكرتان, ومن لبس منهم قلنسوة جعل في قلنسوته زراً كبيراً يخالف لونه لون القلنسوة, ومن لبس منهم العمائم كانت عمامته عسلية, أو ما أشبه ذلك بعد أن يكون مصبوغاً وأمر أن يجعل لعبيدهم رقاعاً في ثيابهم من بين يديه دون صدره قليلاً, ومن خلفه في ظهره, وتكون الرقاع مدورة كقوارة الحربان, وتكون ملونة لوناً يخالف لون الثوب, إن كانت الرقعة عسلية, وإلا فما أشبهها وأمر أن يعمل على أبوابهم تماثيل شياطين من خشب, تسمر على أبوابهم, تعرف بها منازل الذمة من منازل المسلمين, ولا تخرج امرأة من نسائهم إلا في إزار عسلي وأمر بأخذ عشور منازلهم"
هنا أباحت العهود المزعومة بعض ما حرمته العهود السابقة فبعد أن كانت ملابسهم الزنانير فقط أباح لهم الطيالسة وبعد أن حرمت العهود السابقة عليهم ركوب السروج كلها أباح لهم السروج الخشبية وبعد أن حرمت العهود السابقة عليهم الفلانس كلها أباحت لهم القلانس بزور كبير مخالف للون القلانس
وزادت العهود العباسية عمل تماثيل شياطين من خشب على أبوابهم كما زادت الأمر "أن يؤخذوا بتسوية قبورهم مع الأرض حتى لا تشبه قبور المسلمين"
ونجد الأخطاء تكررت فى العهود المزعومة ومنها الخيانة المالية لكل المعاهدين فى قول العهد المزعوم العباسى:
"إذ كان مقصد السلطان في الاختيار لأعماله أهل النصح والأمانة, وكانت الحالتان جميعاً معدومتين عند أهل الذمة فأما الأمانة: فليس أحدٌ منهم بمأمون على أموال الفيء وأمور المسلمين" وهو ما يناقض أمانة بعضهم المالية فى قوله تعالى "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك"
وأما ذيل الكتاب فقد قيل فيه:
"أحاديث ذيلها عبد الوهاب:
من أحاديث عبد الوهاب الكلابى
1- أخبرنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي, قدم علينا, ثنا أبو ثوبان مزداد بن جميل, ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج, ثنا إسماعيل بن عياش, عن أبي بكر:
أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عمر بن قيس: أن لا تقاتلوا أحداً من حصون الروم حتى تدعوهم إلى الإسلام, فإن أبوا فالجزية, فإن أبوا فانبذ إليهم على سواء قال أبو بكر: وكانوا قبل عمر لا يدعون "
الخطأ قتال الناس دون أن يعتدوا على المسلمين حتى يسلموا وهو ما يخالف أن لا إكراه فى الإسلام لقوله "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" كما أن الله فرض الجزية على من يستسلم من أهل الكتاب لنا بعد الحرب وفى هذا قال تعالى "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يأتوا الجزية عن يد وهم صاغرون "كما أن الله فرض قتال المعتدين فقط الذين يقاتلوننا فى الدين أو يخرجونا من ديارنا أو يظاهروا غيرهم علينا وفى هذا قال "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم
2- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب,ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل بن عياش, عن عبد الله بن دينار وغيره:
أنهم وجدوا كتاب حبيب بن مسلمة عند أهل جرزان وقدمت أنا, فسألت أهلها فأخبروني بذلك وهو:"بسم الله الرحمن الرحيم من حبيب بن مسلمة إلى أهل طفليس وتسنيقوس من أرض الأرمن سلام أنتم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:فإن رسولكم تفلى قدم علي وعلى الذين آمنوا معي, فذكر عنكم:أنا أمة ابتعثنا الله وأكرمنا لمن لم يكن فيما ترجون, وكذلك فعل الله بنا بعد قلة وذلة وجاهلية جهلاء؛ فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم, والسلام على رسول الله كما به هدانا
وذكر عنكم تفلى: أن الله قذف في قلوب عدونا من الرعب وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر عنكم تفلى: أنكم أحببتم سلمنا, فما كرهت ولا الذين آمنوا معي ذلك من أمركم وقدم علي تفلى بعذركم وهديتكم فقومتها, والذين آمنوا معي, عرضها ونقدها مائة دينار غير زائد عليكم
وكتبت لكم كتاب شرطكم وأمانكم عن ملاء من المسلمين, وبعثت به - إليكم مع عبد الرحمن بن حسن الأسلمي, وهو ما علمنا من أهل الرأي والعلم بأمر الله وكتابه فإن أقررتم بما فيه دفعت إليكم, وإن توليتم أذنتم بحرب من الله ورسوله والذين آمنوا على سواء, إن الله لا يحب الخائنين:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لطفليس وتسنيقوس بحلس الأرمن بالأمان على أنفسكم وأموالكم وأهليكم وذراريكم وصوامعكم وبيعكم, على إقرار إصغار الجزية على كل بيت أهل جزية دينار واف إلا ندبه أو قيمته, ليس لكم أن تجمعوا بين متفرق من الأهلات استقلالاً منها, ولا لنا أن نفرق بينهم استكباراً منها ولنا أمانكم وضلعكم على عدو الله ورسوله والذين آمنوا, وقرى المسلم المحتاج ليلة بالمعروف من حلال طعام أهل الكتاب وحلال شرابهم, وإرشاده الطريق في غير ما يضر بكم فيه ولا في غيره, وإن قطع بأحد من المسلمين في أرضكم فعليهم أداؤه إلى أدنى فئة هي للمؤمنين, إلا أن يحال دونهم وإن عرض للمؤمنين شغلٌ عنكم وقهركم عدوهم فغير مأخوذين, ولا ناقض ذلك عهدكم بعد أن تفوا إلى المؤمنين والمسلمين وإن تبتم وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإخواننا في الدين, ومن تولى عن الإيمان والإسلام والجزية فعدو الله ورسوله والذين آمنوا, والله المستعان عليه هذا لكم وهذا عليكم, شهد الله وملائكته وكفى بالله شهيداً"
الخطأ فرض الجزية على كل بيت أهل جزية دينار واف إلا ندبه أو قيمته وهو ما يناقض أن الجزية تكون عن يد أى عن غنى فليس على فقير ولا محتاج جزية كما قال تعالى "حتى يعطوا الجزية عن يد"
3- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا المغيرة, ثنا إسماعيل, عن الأوزاعي وغيره, أن أبا عبيدة بن الجراح كتب لأهل دير طايليا:هذا الكتاب من أبي عبيدة بن الجراح لدير طايليا إني قد أمنتكم على دمائكم وأموالكم وكنائسكم أن تسكن أو تخرب؛ ما لم تحدثوا أو تؤوا محدثاً, فإن أحدثتم أو آويتم محدثاً مغيلة فبرأت منكم الذمة, وإن عليكم إنزال الضيف ثلاثة أيام, وإن ذمتنا بريئة من مغرة
يشهد خالد بن الوليد, ويزيد بن أبي سفيان, وشرحبيل بن حسنة, وقضاعة بن عامر, وكتب "
هذا العهد صحيح المعنى وإن كان لم يحدث فى الواقع
4- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل, عن موسى بن عقبة, عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله:أنه قرأ كتاباً كتبه عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي صاحب رسول الله (ص)إلى عمر بن عبيد الله, يخبره فيه:أن النبي (ص)في بعض مغازيه التي لقي فيها المشركين انتظر حتى إذا قالت الشمس قام في الناس فقال: "يا أيها الناس, لا تتمنوا لقاء العدو؛ فإنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا بهم, واسألوا الله العافية, فإن لقيتموهم فاصبروا, واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"ثم دعا رسول الله (ص)فقال: "اللهم منزل الكتاب, ومنشئ السحاب, وهازم الأحزاب, اهزمهم وانصرنا عليهم"
والخطأ كون الجنة تحت ظلال السيوف أى فى الأرض لأن ظل الشىء يكون على الأرض وهو وما يخالف كونها فى السماء مصداق لقوله تعالى "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى "وقوله "وفى السماء رزقكم وما توعدون"
5- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل بن عياش, قال:سألت يحيى بن سعيد عن سودان الحبشة: أيصلح بيعهم من النصارى؟قال: إذا وقع السبي بأيدي المسلمين لم يصلح لهم أن يبيعهم من النصارى واليهود, إلا أن يكونوا نصارى أو يهود "
الخطأ وجود سبى للمسلمين وهو ما يناقض أن الله حرم السبى فحتى أسرى الحرب أوجب إطلاق سراحهم سواء كان بدفع فدية أو بالمن وهو إطلاق سراحهم بلا دفع شىء وفى هذا قال تعالى "فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
6- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا المعافى, ومحمد بن عيسى, قالا: ثنا جرير بن عبد الحميد, عن منصور بن المعتمر, عن مجاهد كان يقال:"السيوف مفاتيح الجنة"
الخطأ كون السيوف وحدها مفاتيح الجنة فمفاتيح الجنة هى كل عمل صالح وليس الجهاد وحده ولذا قال تعالى " وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
7- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:سمعت أبا بكر محمد بن خريم الصقلي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام, فرأيته بعد سنة, فقلت له: يا معلم الخير ما فعل الله بك؟قال: يا أحمد, دخلت من باب الصغير فلقيت وسق شيح, فأخذت منه عوداً, فما أدري تخللت به أم رميت به, فأنا في حسابه من سنة إلى هذه الغاية "
نلاحظ الجنون وهو عقاب الرجل على عمل عمله بعد موته وهل بعد الموت عمل يحاسب عليه؟
أما بعد:فإن الله بعزته التي لا تحاول, وقدرته على ما يريد, اصطفى الإسلام فرضيه لنفسه, وأكرم به ملائكته, وبعث به رسله, وأيده بأوليائه, وحاطه بالنصر, وكنفه بالبر, وحرسه من العاهات, وأظهره على الأديان, وجعله مبرأً من الشبهات, معصوماً من الآفات, محبواً بمناقب الخيرات, مخصوصاً من الشرائع بأطهرها وأفضلها, ومن الفرائض بأزكاها وأشرفها, ومن الأحكام بأعدلها وأصوبها, ومن الأعمال بأحسنها وأقصدها, وأكرم أهله بما أحل لهم من حلاله وحرم عليهم من حرامه, وبين لهم من شرائعه وأعلامه, وحد لهم من حدوده ومنهاجه, وأعد لهم من سعة جزائه وثوابه, فقال في كتابه فيما أمر به ونهى, وفيما حضر عليه ووعظ عباده به: {إن الله يأمر بالعدل والإحسن } الآية
وقال جل ثناؤه فيما حرم على أهل هذا الدين, مما غمط فيه الأديان من ذي المطعم والمشرب والمنكح؛ ليستن به أهل الإسلام وليفضلهم على - من خالف دينهم تفضيلاً: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة} إلى قوله: {ذلكم فسقٌ} ثم ختم ما حرم عليهم من ذلك في هذه الآية بحراسة دينه, وبإتمام نعمته على أهله الذين اصطفاهم به, فقال: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} وقال: {حرمت عليكم أمهتكم وبناتكم} إلى آخر الآية وقال: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجسٌ} إلى آخر الآية
فحرم سبحانه على المسلمين مما أكل أهل الأديان أرجسها وأنجسها: {وما أهل لغير الله به} منها, ومن أشربتهم أدعاها إلى العداوة والبغضاء وأصدها عن ذكر الله وعن الصلاة, وعن مناكحة أعظمها عنده وزراً, وأولاها عند ذي الحجا والألباب تحريماً ثم حباهم لمحاسن الأخلاق وفضائل الكرامات, فجعلهم أهل الإيمان والأمانة والفضل والتراحم واليقين والصدق, ولم يجعل في دينهم التقاطع ولا التدابر ولا الحمية, ولا التكبر ولا الخيانة ولا الغدر ولا التباغي ولا التظالم, بل أكرم بالأولى ونهى عن الآخرة, ووعد وتوعد عليهما جنته وناره وثوابه وعقابه؛ فالمسلمون -بما اختصهم الله من كرامته, وجعل لهم من الفضيلة بدينهم الذي اختارهم له- بائنون عن أهل الأديان بشرائعهم الزاكية وأحكامهم المرضية وفرائضهم الظاهرة وبرهانهم المبين, وبتطهير الله دينهم لهم بما أحل وحرم فيه لهم وعليهم -قضى أمر الله في إعزاز دينه حتماً ومشيئةً منه في إظهار حقه ماضية, وإرادة له في إتمام نعمته على أهله نافذة؛ ليهلك من هلك عن بينة, ويحيى من حي عن بينة, وليجعل الله الفوز والعاقبة للمتقين والخزي في الدنيا والآخرة على الكافرين
وقد رأى أمير المؤمنين, وبالله توفيقه وإرشاده, أن يجعل أهل الذمة جميعاً بحضرته, وفي نواحي أعماله أقربها وأبعدها, وأخصهم وأخسهم على تغيير طيالستهم التي يلبسها من لبسها من تجارهم وكتابهم وكبيرهم وصغيرهم, ملونة كألوان الثياب العسلية, لا يتجاوز ذلك متجاوزٌ منهم إلى غيره, ومن قصر عن هذه الطبقة من أتباعهم وأراذلهم, ومن تبعد به حاله عن لبس الطيالسة, أخذ بتركيب خرقتين صبغهما ذلك الصبغ يكون استدارة كل واحدة منهما شبراً تاماً في مثله, على موضع أمام ثوبه الذي يلبسه تلقاء صدره, ومن وراء ظهره, وأن يؤخذ الجميع منهم في قلانسهم تركيب أزرة عليها, تخالف ألوانها ألوان القلانس, وترفع في أماكنها التي تقع بها منها لئلا يلصق بها فتستتر, ولا يكون ما يركب منها على اختيال فيخفى, وكذلك في سروجهم اتخاذ ركب خشب لها, ونصب أكر على قرابيسها تكون ناتئة عنها وموفية عليها, لا يرخص لهم في إزالتها عن أعلى قرابيسهم ومواخير سروجهم إلى جوانبها, بل يتفقد ذلك منهم؛ ليقع ما وقع أمر الذي أمر أمير المؤمنين بحملهم عليه ظاهراً, يثبته الناظر من غير تأمل, وتأخذه الأعين عن غير طلب
وأن يؤخذ من إمائهم وعبيدهم من يلبس المناطق من تلك الطبقة بشد الزنانير مكان المناطق التي كانت في أوساطهم وأن توعز إلى عمالك فيما أمر به أمير المؤمنين من ذلك, إيعازاً تحدوهم به على استقصاء ما تقدم فيه إليهم, وتحذرهم به ادهاناً أو ميلاً, وتتقدم إليهم في إنزال العقوبة بمن خالف ذلك من جميع أهل الذمة إلى غيره؛ ليقتصر الجميع منهم على طبقاتهم وأصنافهم, وسلوك السبيل إلى أمير المؤمنين يحملهم عليها, فأخذهم بها إن شاء الله تعالى, فاعلم ذلك من رأي أمير المؤمنين وأمره, وأنفذه إلى عمالك في نواحي عملك ما ورد عليك من كتاب أمير المؤمنين فيه, وقدم العناية بما يكون منهم في ذلك, واكتب إلى أمير المؤمنين ما تعمل به ليعرفه إن شاء الله تعالى
وأمير المؤمنين يسأل ربه ووليه أن يصلي على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وملائكته, وأن يحفظه فيما استخلفه عليه من أمر دينه, ويتولى ما ولاه مما لا يبلغ حقه فيه إلا بعونه, حفظاً يحمل به عنه ما حمل, وولايةً يقضي بها عنه حقه, ويوجب له بها أكمل ثوابه وأفضل مزيده؛ إنه كريمٌ رحيم وكتب إبراهيم بن العباس في شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين وهذه نسخة التوقيع إلى ولاة العهود في ترك الاستعانة بالنصارى بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:فإن الله اصطفى الإسلام وأظهره, وجعله ديناً قيماً عزيزاً منيعاً, لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وارتضى للقيام بشرائعه وإحياء معالمه وسننه خلفاءه في أرضه وأمناءه على عباده, فاختارهم من خير أمة أخرجت للناس, وأعلى دعوتهم ومكن لهم في أرضه, وأظهر دينهم على كل دين ولو كره المشركون, ولم يجعل بهم ولا بأحد ممن قلده بسلسلة خلقه حاجةً ولا ضرورة إلى أحد من أهل الملل المخالفة للإسلام في شيء من أمور دينهم ودنياهم, بل حصل الحق والحزم في إقصائهم عن الأعمال وإبعادهم عن الاستيطان؛ إذ كان مقصد السلطان في الاختيار لأعماله أهل النصح والأمانة, وكانت الحالتان جميعاً معدومتين عند أهل الذمة
فأما الأمانة: فليس أحدٌ منهم بمأمون على أموال الفيء وأمور المسلمين؛ لأنهم عداة الدين ونعاته وأما النصيحة: فغير موجودة عند من كان مقامه بين ظهراني المسلمين على كل حال كره وقهر وذلة وصغار وقد نهى الله عز وجل في محكم كتابه عن موالاتهم, فقال: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً} الآية وقال: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وقال وقوله الحق: {يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا الكفرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطناً مبيناً} مع آي كثير, وأخبار مأثورة عن رسول الله (ص)وعن صالحي السلف, فيما نهي عنه من الاستعانة في شيء من أعمال المسلمين وأمير المؤمنين أولى من ائتم بها, وبالله توفيقه, وعليه توكله, وهو حسبه ونعم الوكيل وقد رأى أمير المؤمنين -إذ كان في الاستعانة بأهل الذمة في أعمال المسلمين وأمورهم ضررٌ على أموال الفيء, فيما يعيثون فيه منها, وتطلق أيديهم فيما هم مستحلون خيانته واحتجابه من حقوقها وتقليدهم من جنايتها ما اختانوه منهم أوجب, مما عليهم من الجزية التي أمر الله بأخذها منهم عن يد وهم صاغرون, وعلى المسلمين فيما تبسط به ألسنتهم وأيديهم من امتهانهم واستذلالهم وتخوينهم, وما أوجب الله على أمير المؤمنين من تعظيم الدين وحياطته وصيانته, وإحياء كتاب الله وسنة رسول الله (ص)وإعزاز الإسلام والملة -أن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أمور المسلمين, وأموالهم, وتدبير خراجهم, وجبايته منهم في دواوين العامة والخاصة بالحضرة والنواحي, وفي سائر أعمال الخراج والضياع؛ من الخزن, والجهبذة, والمعادن, والبريد, وسائر الأعمال الحاضرة والقاصية, خلا من كان متقلداً العمل من خاص أعمال أمير المؤمنين ونفقاته, ولا يد له ولا سلطان على أحد من المسلمين؛ فإن إقراره في ذلك العمل ريثما يؤخذ بما جرى على يده ويختار لمكانه غيره من المسلمين, ثم يصرف عنه, وخلا من استعان به مستعينٌ في قهرمته, وخاص نفقات منزله وحشمه, وأن يوعز بذلك إلى ولاة الدواوين, وتخرج به الكتب إلى جميع عمال العامة والخاصة في النواحي ليمتثلوه ويقفوا عنده, ويؤمر أصحاب البرد والأخبار بتفقد ما يكون من الكتاب والعمال وعمالهم وأهل الذمة في ذلك, والكتاب إلى أمير المؤمنين وصدقه عنه, فمن خالف أمره أنزل به ما يتعظ به من سواه, وأن يحذروا جميعاً التورية عن أحد من أهل الذمة بتقليده عملاً ونسبه إلى غيره, فينال من يفعل ذلك مما أحل بنفسه من نكير أمير المؤمنين وغيره ما لا صلاح له بعده, ولا قبل له به إن شاء الله وكتب نجاح بن سلمة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من شوال سنة خمس وثلاثين ومائتين "
هذه العهود العباسية المزعومة تتناقض مع العهود السابقة فى التالى:
"أمر أن يغير النصارى وجميع أهل الذمة لباسهم فيلبسون الطيالسة العسلية, وأن لا يفارق أحداً منهم الزنانير, وأن يكون ركب سروجهم من خشب, وأن يجعل على قربوس السرج ومؤخرته أكرتان, ومن لبس منهم قلنسوة جعل في قلنسوته زراً كبيراً يخالف لونه لون القلنسوة, ومن لبس منهم العمائم كانت عمامته عسلية, أو ما أشبه ذلك بعد أن يكون مصبوغاً وأمر أن يجعل لعبيدهم رقاعاً في ثيابهم من بين يديه دون صدره قليلاً, ومن خلفه في ظهره, وتكون الرقاع مدورة كقوارة الحربان, وتكون ملونة لوناً يخالف لون الثوب, إن كانت الرقعة عسلية, وإلا فما أشبهها وأمر أن يعمل على أبوابهم تماثيل شياطين من خشب, تسمر على أبوابهم, تعرف بها منازل الذمة من منازل المسلمين, ولا تخرج امرأة من نسائهم إلا في إزار عسلي وأمر بأخذ عشور منازلهم"
هنا أباحت العهود المزعومة بعض ما حرمته العهود السابقة فبعد أن كانت ملابسهم الزنانير فقط أباح لهم الطيالسة وبعد أن حرمت العهود السابقة عليهم ركوب السروج كلها أباح لهم السروج الخشبية وبعد أن حرمت العهود السابقة عليهم الفلانس كلها أباحت لهم القلانس بزور كبير مخالف للون القلانس
وزادت العهود العباسية عمل تماثيل شياطين من خشب على أبوابهم كما زادت الأمر "أن يؤخذوا بتسوية قبورهم مع الأرض حتى لا تشبه قبور المسلمين"
ونجد الأخطاء تكررت فى العهود المزعومة ومنها الخيانة المالية لكل المعاهدين فى قول العهد المزعوم العباسى:
"إذ كان مقصد السلطان في الاختيار لأعماله أهل النصح والأمانة, وكانت الحالتان جميعاً معدومتين عند أهل الذمة فأما الأمانة: فليس أحدٌ منهم بمأمون على أموال الفيء وأمور المسلمين" وهو ما يناقض أمانة بعضهم المالية فى قوله تعالى "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك"
وأما ذيل الكتاب فقد قيل فيه:
"أحاديث ذيلها عبد الوهاب:
من أحاديث عبد الوهاب الكلابى
1- أخبرنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي, قدم علينا, ثنا أبو ثوبان مزداد بن جميل, ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج, ثنا إسماعيل بن عياش, عن أبي بكر:
أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عمر بن قيس: أن لا تقاتلوا أحداً من حصون الروم حتى تدعوهم إلى الإسلام, فإن أبوا فالجزية, فإن أبوا فانبذ إليهم على سواء قال أبو بكر: وكانوا قبل عمر لا يدعون "
الخطأ قتال الناس دون أن يعتدوا على المسلمين حتى يسلموا وهو ما يخالف أن لا إكراه فى الإسلام لقوله "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" كما أن الله فرض الجزية على من يستسلم من أهل الكتاب لنا بعد الحرب وفى هذا قال تعالى "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يأتوا الجزية عن يد وهم صاغرون "كما أن الله فرض قتال المعتدين فقط الذين يقاتلوننا فى الدين أو يخرجونا من ديارنا أو يظاهروا غيرهم علينا وفى هذا قال "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم
2- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب,ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل بن عياش, عن عبد الله بن دينار وغيره:
أنهم وجدوا كتاب حبيب بن مسلمة عند أهل جرزان وقدمت أنا, فسألت أهلها فأخبروني بذلك وهو:"بسم الله الرحمن الرحيم من حبيب بن مسلمة إلى أهل طفليس وتسنيقوس من أرض الأرمن سلام أنتم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد:فإن رسولكم تفلى قدم علي وعلى الذين آمنوا معي, فذكر عنكم:أنا أمة ابتعثنا الله وأكرمنا لمن لم يكن فيما ترجون, وكذلك فعل الله بنا بعد قلة وذلة وجاهلية جهلاء؛ فالحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم, والسلام على رسول الله كما به هدانا
وذكر عنكم تفلى: أن الله قذف في قلوب عدونا من الرعب وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله وذكر عنكم تفلى: أنكم أحببتم سلمنا, فما كرهت ولا الذين آمنوا معي ذلك من أمركم وقدم علي تفلى بعذركم وهديتكم فقومتها, والذين آمنوا معي, عرضها ونقدها مائة دينار غير زائد عليكم
وكتبت لكم كتاب شرطكم وأمانكم عن ملاء من المسلمين, وبعثت به - إليكم مع عبد الرحمن بن حسن الأسلمي, وهو ما علمنا من أهل الرأي والعلم بأمر الله وكتابه فإن أقررتم بما فيه دفعت إليكم, وإن توليتم أذنتم بحرب من الله ورسوله والذين آمنوا على سواء, إن الله لا يحب الخائنين:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لطفليس وتسنيقوس بحلس الأرمن بالأمان على أنفسكم وأموالكم وأهليكم وذراريكم وصوامعكم وبيعكم, على إقرار إصغار الجزية على كل بيت أهل جزية دينار واف إلا ندبه أو قيمته, ليس لكم أن تجمعوا بين متفرق من الأهلات استقلالاً منها, ولا لنا أن نفرق بينهم استكباراً منها ولنا أمانكم وضلعكم على عدو الله ورسوله والذين آمنوا, وقرى المسلم المحتاج ليلة بالمعروف من حلال طعام أهل الكتاب وحلال شرابهم, وإرشاده الطريق في غير ما يضر بكم فيه ولا في غيره, وإن قطع بأحد من المسلمين في أرضكم فعليهم أداؤه إلى أدنى فئة هي للمؤمنين, إلا أن يحال دونهم وإن عرض للمؤمنين شغلٌ عنكم وقهركم عدوهم فغير مأخوذين, ولا ناقض ذلك عهدكم بعد أن تفوا إلى المؤمنين والمسلمين وإن تبتم وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة فإخواننا في الدين, ومن تولى عن الإيمان والإسلام والجزية فعدو الله ورسوله والذين آمنوا, والله المستعان عليه هذا لكم وهذا عليكم, شهد الله وملائكته وكفى بالله شهيداً"
الخطأ فرض الجزية على كل بيت أهل جزية دينار واف إلا ندبه أو قيمته وهو ما يناقض أن الجزية تكون عن يد أى عن غنى فليس على فقير ولا محتاج جزية كما قال تعالى "حتى يعطوا الجزية عن يد"
3- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا المغيرة, ثنا إسماعيل, عن الأوزاعي وغيره, أن أبا عبيدة بن الجراح كتب لأهل دير طايليا:هذا الكتاب من أبي عبيدة بن الجراح لدير طايليا إني قد أمنتكم على دمائكم وأموالكم وكنائسكم أن تسكن أو تخرب؛ ما لم تحدثوا أو تؤوا محدثاً, فإن أحدثتم أو آويتم محدثاً مغيلة فبرأت منكم الذمة, وإن عليكم إنزال الضيف ثلاثة أيام, وإن ذمتنا بريئة من مغرة
يشهد خالد بن الوليد, ويزيد بن أبي سفيان, وشرحبيل بن حسنة, وقضاعة بن عامر, وكتب "
هذا العهد صحيح المعنى وإن كان لم يحدث فى الواقع
4- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل, عن موسى بن عقبة, عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله:أنه قرأ كتاباً كتبه عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي صاحب رسول الله (ص)إلى عمر بن عبيد الله, يخبره فيه:أن النبي (ص)في بعض مغازيه التي لقي فيها المشركين انتظر حتى إذا قالت الشمس قام في الناس فقال: "يا أيها الناس, لا تتمنوا لقاء العدو؛ فإنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا بهم, واسألوا الله العافية, فإن لقيتموهم فاصبروا, واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"ثم دعا رسول الله (ص)فقال: "اللهم منزل الكتاب, ومنشئ السحاب, وهازم الأحزاب, اهزمهم وانصرنا عليهم"
والخطأ كون الجنة تحت ظلال السيوف أى فى الأرض لأن ظل الشىء يكون على الأرض وهو وما يخالف كونها فى السماء مصداق لقوله تعالى "ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى "وقوله "وفى السماء رزقكم وما توعدون"
5- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا أبو المغيرة, ثنا إسماعيل بن عياش, قال:سألت يحيى بن سعيد عن سودان الحبشة: أيصلح بيعهم من النصارى؟قال: إذا وقع السبي بأيدي المسلمين لم يصلح لهم أن يبيعهم من النصارى واليهود, إلا أن يكونوا نصارى أو يهود "
الخطأ وجود سبى للمسلمين وهو ما يناقض أن الله حرم السبى فحتى أسرى الحرب أوجب إطلاق سراحهم سواء كان بدفع فدية أو بالمن وهو إطلاق سراحهم بلا دفع شىء وفى هذا قال تعالى "فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
6- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:ثنا أبو هاشم, ثنا أبو ثوبان, ثنا المعافى, ومحمد بن عيسى, قالا: ثنا جرير بن عبد الحميد, عن منصور بن المعتمر, عن مجاهد كان يقال:"السيوف مفاتيح الجنة"
الخطأ كون السيوف وحدها مفاتيح الجنة فمفاتيح الجنة هى كل عمل صالح وليس الجهاد وحده ولذا قال تعالى " وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
7- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب:سمعت أبا بكر محمد بن خريم الصقلي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:تمنيت أن أرى أبا سليمان الداراني في المنام, فرأيته بعد سنة, فقلت له: يا معلم الخير ما فعل الله بك؟قال: يا أحمد, دخلت من باب الصغير فلقيت وسق شيح, فأخذت منه عوداً, فما أدري تخللت به أم رميت به, فأنا في حسابه من سنة إلى هذه الغاية "
نلاحظ الجنون وهو عقاب الرجل على عمل عمله بعد موته وهل بعد الموت عمل يحاسب عليه؟