رضا البطاوى
26-02-2020, 02:27 PM
قراءة فى كتاب خبر شعر ووفادة النابغة الجعدي
الكتاب جمع رواياته زيد بن الحسن بن زيد بن سعيد الحميري، من ذي رعين، أبو اليمن، تاج الدين الكندي (المتوفى: 613هـ )
وهو ذكر لروايات حديث وفادة النابغة الجعدى على النبى(ص) والتى يبدو أنها لم تحدث والأخطاء التى تكررت فى الروايات هى :
الأول عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وفى رواية علونا العباد عفة وتكرما وفى رواية
وإنا لقوم ما نعود خيلـــــــــنا إذا ما التقينا أن تحيــــــد وتنفـــــــرا
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحــــاحا، ولا مستنكر أن تعقــــــرا
كما اعترض متسائلا على قوله وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ووجه الاعتراض أنه لا يجوز تزكية النفس من قبل المسلمين كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
الثانى عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة بلغنا السماء مجدنا وجدودنا فى مدح الأجداد الكفار فمن افتخر فليفتخر بالله وليس بكفار ذمهم الله تعالى
الثالث عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا "فالرجل يقول بوجود خير فى الجهل والجهل منهى عنه كما قال تعالى لنوح(ص):
"إنى أعظك أن تكون من الجاهلين"
وقال موسى(ص) متعوذا من الجهل والجاهلين:
"أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين "
ونهى الله نبيه (ص) ومن ثم كل مسلم عن أن يكون جاهلا فقال:
"فلا تكونن من الجاهلين"
ومن ثم فنحن أمام حدث لم يحدث أنه اتهام للنبى(ص) بأنه لا يعرف الحق من الباطل فى كلام الرجل والآن لذكر الروايات:
1- أخبرني الإمام العالم، حجة العرب، تاج الدين، شرف الإسلام، أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أثابه الله، بقراءتي عليه، سنة خمس وتسعين وخمس مائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور: أخبرنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق , قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة , يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال: «أين المظهر، يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: الجنة، قال: «أجل، إن شاء الله»
ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجدت، ولا يفضض الله فاك مرتين»
2 - وأخبرنا أحمد بن النقور، وأبو القاسم علي بن البسري , والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي، قالوا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأخبرنا عبد الله بن محمد الصريفيني: حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء ح وأخبرنا ابن النقور: حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء قالا: حدثنا عبد الله وهو ابن محمد بن عبد العزيز البغوي - قال عيسى: إملاء ثم اتفقا: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا يعلى بن الأشدق , قال: سمعت النابغة , عن عيسى الجعدي , يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟ !!» ، وعند عيسى: أبا ليلى، ثم اتفقا - قلت: الجنة، قال: «أجل، إن شاء الله تعالى»
ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجدت، لا يفضض فوك مرتين»
- وعند عيسى الوزير: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدت لا يفضض فوك مرتين
- وفي رواية الصريفيني، عن المخلص: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفضض فوك مرتين
3 - وأخبرنا ابن النقور: حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء , وأخبرنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب المعروف بابن العطار، الوكيل لأميري المؤمنين: القائم بأمر الله، والمقتدي، صلوات الله عليهما وعلى ابائهما وذريتهما إلى يوم الدين: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمران بن عروة، المعروف بابن الجندي قال عيسى: حدثنا أبو بكر عبد الله وقال ابن الجندي: حدثنا عبد الله ثم اتفقا، فقالا: ابن سليمان بن الأشعث قال ابن الجندي: إملاء، سنة خمس عشرة وثلاث مائة ثم اتفقا: حدثنا أيوب بن محمد الوزان: حدثنا يعلى بن الأشدق - قال عيسى: العقيلي، ثم اتفقا - قال: سمعت النابغة الجعدي، يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وثراءنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال عيسى: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , فقلت: إلى الجنة إن شاء الله وقال ابن الجندي: فقال: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , فقلت: إلى الجنة إن شاء الله
ثم اتفقا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في أمر إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال عيسى: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أحسنت، يا أبا ليلى، لا يفضض الله فاك، قال: فعاش أكثر من مائة سنة، وكان من أحسن الناس ثغرا وقال ابن الجندي: فقال لي: أحسنت، لا يفضض الله فاك، قال: فبلغ مائة سنة، وكان من أحسن الناس ثغرا
اخر الجزء والحمد لله وحده
4 - قال: أخبرني الإمام العالم، حجة العرب، تاج الدين، شرف الإسلام، أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أثابه الله، بقراءتي عليه، في شهر سنة خمس وتسعين وخمس مائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه: أخبرنا الشيخ أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة: أخبرنا أبو الحسين علي , هو ابن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل: أخبرنا أبو الحسين أحمد هو ابن محمد بن جعفر الجوزي: حدثنا أبو بكر عبد الله، وهو ابن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن أبي حاتم الأزدي: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الكوفي: حدثنا عبد الله بن محمد بن حبيب، عن مهاجر بن سليم، عن عبد الله بن جراد، قال: سمعت نابغة بني جعدة , يقول: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علونا العباد عفة وتكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «أين المظهر، يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: الجنة، إن شاء الله، قال: أجل ثم قال: أنشدني، فأنشدته من قولي:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسنت، لا يفضض الله فاك»
قال عبد الله بن جراد: فكان فاه البرد المنهل، ما سقطت له سن، ولا انقلب له عرق"
هنا الرجل لم تسقط له سنة من ألسنان وهو ما يناقض الرواية التالية التى تقول أنه أسنانه سقطت وطلع مكانها أسنان أخرى وهى:
5 - حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني أبو العباس عبد الله العتكي: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق: حدثنا أبو عبد الله التميمي: حدثنا الحسن بن عبيد الله، قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي , يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشدته قولي:
وإنا لقوم ما نعود خيــــلــــنا إذا ما التقيــــــــــــنا أن تحيد وتنفــرا
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا، ولا مستنكــــــــــر أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهــــــــــــــــرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: إلى الجنة، قال: «نعم، إن شاء الله» فلما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك؟» , قال: فكان من أحسن الناس ثغرا وإذا سقطت له ثنية نبتت"
والروايات السابقة بتكرار تذكر أبياتا ليست مذكورة فى الرواية التالية وهو تناقض واضح وهى:
6 - حدثنا ابن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن راشد: حدثنا الرحال ابن المنذر: حدثنا أبي , عن أبيه، عن كريز، عن النابغة، قال: أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك»
قال أبو بكر بن أبي الدنيا: والشعر في قصيدة النابغة، وليس في حديث إبراهيم:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابا كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سهيلا إذا ما لاح ثمت غورا
وطوفت في الرهبان أعبر دينهم وسيرت في الأحياء ما لم يسيرا
فأصبح قلبي قد صحا غير أنني وكل امرئ لاق من الدهر قنطرا
تذكرت شيئا قد مضى لسبيله ومن حاجة المحزون أن يتذكرا
نداماي عند المنذر بن محرق أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
كهولا وشبانا كأن وجوههم دنانير مما شيف في أرض قيصرا
لدى ملك من ال جفنة خاله واباؤه ال امرئ القيس أزهرا
يرد علينا كأسه وشواءه مناصفة والشرعبي المحبرا
وراحا عراقيا وريطا يمانيا ومعتبطا من مسك دارين أذفرا
أولئك أخداني مضوا لسبيلهم وأصبحت أرجو بعدهم أن أعمرا
وما عمري إلا كدعوة فارط دعا راعيا ثم استمر فأصدرا"
والقصيدة بها نفس الخطأ المعروف وهو الاعتزاز بالآباء والأجداد والقوم الكفار وأفعالهم كشرب الخمر التى سماها راحا وعبر عنها أيضا بالكأس والرواية التى بعدها تذكر أن أبيات الروايات الأولى من قصيدة أخرى مخالفة للرواية 6 وهى :
7 - حدثنا ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن رشيد، وإسماعيل بن خالد، قالا: حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة - نابغة بني جعدة - وهو يفتخر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشدته:
بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: يا أبا ليلى، إلى أين؟ !! قلت: إلى الجنة، يا رسول الله، قال: صدقت
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجدت، لا يفضض فوك»
قال أبو بكر ابن أبي الدنيا: وأول هذه القصيدة:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا
ألم تعلما أن انصرافا بسرعة لسير أحق اليوم من أن يقصرا
وإن تسلا إن الحياة قصيرة وطيرا لروعات الحوادث أو قرا
وإن جاء أمر لا تطيقان دفعه فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل إذا ما الشيء ولى فأدبرا
تهيج اللحاء والندامة ثم ما تقرب شيئا غير ما كان قدرا
لوى الله علم الغيب عمن سواءه ويعلم منه ما مضى وتأخرا
ركبت أمورا صعبها وذلولها وقاسيت أياما تشيب الحزورا"
والغريب أن الرجل ذكر كلاما لا علاقة له بموضوع الكتاب وهو الوفادة أو حتى صاحبها النابغة وهو :
"وبإسناده، وقرئ: حدثنا أبو بكر هو ابن أبي الدنيا , قال: قال محمد بن الحسين: حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي، قال: سمعت مسلمة بن جعفر، يذكر عن الصباح، أو أبي الصباح اليماني، عن وهب بن منبه، قال في حكمة لقمان , أنه قال لابنه: يا بني، العلم حسن، وهو مع العمل أحسن
يا بني، الصمت حسن، وهو مع الحكمة أحسن
يا بني، إن اللسان هو باب الجسد، فاحذر أن يخرج من لسانك ما يهلك جسدك، أو يسخط عليك ربك
وبه: حدثنا أبو بكر وهو ابن أبي الدنيا , أخبرنا أبو عبد الله عبد الواحد بن هارون , ذكر أنه مولى لبني أمية , أنه سمع أبا عبد الله الأنيسي من الأنصار، ينشده:
تحرز ما استطعت من السفيه بحلمك عنه إن الفضل فيه
فقد يعصي السفيه مؤدبيه ويبرم باللجاجة منصفيه
تلين له فيغلظ جانباه كعير السوء يرمح ما لقيه
إذا انبعث السفيه فهي حلما وصمتا واستعد لسد فيه"
الكتاب جمع رواياته زيد بن الحسن بن زيد بن سعيد الحميري، من ذي رعين، أبو اليمن، تاج الدين الكندي (المتوفى: 613هـ )
وهو ذكر لروايات حديث وفادة النابغة الجعدى على النبى(ص) والتى يبدو أنها لم تحدث والأخطاء التى تكررت فى الروايات هى :
الأول عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وفى رواية علونا العباد عفة وتكرما وفى رواية
وإنا لقوم ما نعود خيلـــــــــنا إذا ما التقينا أن تحيــــــد وتنفـــــــرا
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحــــاحا، ولا مستنكر أن تعقــــــرا
كما اعترض متسائلا على قوله وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ووجه الاعتراض أنه لا يجوز تزكية النفس من قبل المسلمين كما قال تعالى :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
الثانى عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة بلغنا السماء مجدنا وجدودنا فى مدح الأجداد الكفار فمن افتخر فليفتخر بالله وليس بكفار ذمهم الله تعالى
الثالث عدم اعتراض النبى (ص) على قول النابغة ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا "فالرجل يقول بوجود خير فى الجهل والجهل منهى عنه كما قال تعالى لنوح(ص):
"إنى أعظك أن تكون من الجاهلين"
وقال موسى(ص) متعوذا من الجهل والجاهلين:
"أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين "
ونهى الله نبيه (ص) ومن ثم كل مسلم عن أن يكون جاهلا فقال:
"فلا تكونن من الجاهلين"
ومن ثم فنحن أمام حدث لم يحدث أنه اتهام للنبى(ص) بأنه لا يعرف الحق من الباطل فى كلام الرجل والآن لذكر الروايات:
1- أخبرني الإمام العالم، حجة العرب، تاج الدين، شرف الإسلام، أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أثابه الله، بقراءتي عليه، سنة خمس وتسعين وخمس مائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور: أخبرنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني، وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق , قالا: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي: حدثنا داود بن رشيد، حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة , يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فقال: «أين المظهر، يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: الجنة، قال: «أجل، إن شاء الله»
ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجدت، ولا يفضض الله فاك مرتين»
2 - وأخبرنا أحمد بن النقور، وأبو القاسم علي بن البسري , والشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي الزينبي، قالوا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأخبرنا عبد الله بن محمد الصريفيني: حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء ح وأخبرنا ابن النقور: حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء قالا: حدثنا عبد الله وهو ابن محمد بن عبد العزيز البغوي - قال عيسى: إملاء ثم اتفقا: حدثنا داود بن رشيد: حدثنا يعلى بن الأشدق , قال: سمعت النابغة , عن عيسى الجعدي , يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: «أين المظهر يا أبا ليلى؟ !!» ، وعند عيسى: أبا ليلى، ثم اتفقا - قلت: الجنة، قال: «أجل، إن شاء الله تعالى»
ثم قلت:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أجدت، لا يفضض فوك مرتين»
- وعند عيسى الوزير: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدت لا يفضض فوك مرتين
- وفي رواية الصريفيني، عن المخلص: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفضض فوك مرتين
3 - وأخبرنا ابن النقور: حدثنا عيسى بن علي الوزير إملاء , وأخبرنا أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب المعروف بابن العطار، الوكيل لأميري المؤمنين: القائم بأمر الله، والمقتدي، صلوات الله عليهما وعلى ابائهما وذريتهما إلى يوم الدين: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عمران بن عروة، المعروف بابن الجندي قال عيسى: حدثنا أبو بكر عبد الله وقال ابن الجندي: حدثنا عبد الله ثم اتفقا، فقالا: ابن سليمان بن الأشعث قال ابن الجندي: إملاء، سنة خمس عشرة وثلاث مائة ثم اتفقا: حدثنا أيوب بن محمد الوزان: حدثنا يعلى بن الأشدق - قال عيسى: العقيلي، ثم اتفقا - قال: سمعت النابغة الجعدي، يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم:
بلغنا السماء مجدنا وثراءنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال عيسى: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , فقلت: إلى الجنة إن شاء الله وقال ابن الجندي: فقال: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , فقلت: إلى الجنة إن شاء الله
ثم اتفقا
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في أمر إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
قال عيسى: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أحسنت، يا أبا ليلى، لا يفضض الله فاك، قال: فعاش أكثر من مائة سنة، وكان من أحسن الناس ثغرا وقال ابن الجندي: فقال لي: أحسنت، لا يفضض الله فاك، قال: فبلغ مائة سنة، وكان من أحسن الناس ثغرا
اخر الجزء والحمد لله وحده
4 - قال: أخبرني الإمام العالم، حجة العرب، تاج الدين، شرف الإسلام، أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، أثابه الله، بقراءتي عليه، في شهر سنة خمس وتسعين وخمس مائة، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه: أخبرنا الشيخ أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة: أخبرنا أبو الحسين علي , هو ابن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل: أخبرنا أبو الحسين أحمد هو ابن محمد بن جعفر الجوزي: حدثنا أبو بكر عبد الله، وهو ابن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن أبي حاتم الأزدي: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الكوفي: حدثنا عبد الله بن محمد بن حبيب، عن مهاجر بن سليم، عن عبد الله بن جراد، قال: سمعت نابغة بني جعدة , يقول: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علونا العباد عفة وتكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «أين المظهر، يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: الجنة، إن شاء الله، قال: أجل ثم قال: أنشدني، فأنشدته من قولي:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسنت، لا يفضض الله فاك»
قال عبد الله بن جراد: فكان فاه البرد المنهل، ما سقطت له سن، ولا انقلب له عرق"
هنا الرجل لم تسقط له سنة من ألسنان وهو ما يناقض الرواية التالية التى تقول أنه أسنانه سقطت وطلع مكانها أسنان أخرى وهى:
5 - حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثني أبو العباس عبد الله العتكي: حدثنا العباس بن الفضل الأزرق: حدثنا أبو عبد الله التميمي: حدثنا الحسن بن عبيد الله، قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي , يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشدته قولي:
وإنا لقوم ما نعود خيــــلــــنا إذا ما التقيــــــــــــنا أن تحيد وتنفــرا
وتنكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى تحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا، ولا مستنكــــــــــر أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهــــــــــــــــرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى أين يا أبا ليلى؟ !!» , قلت: إلى الجنة، قال: «نعم، إن شاء الله» فلما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك؟» , قال: فكان من أحسن الناس ثغرا وإذا سقطت له ثنية نبتت"
والروايات السابقة بتكرار تذكر أبياتا ليست مذكورة فى الرواية التالية وهو تناقض واضح وهى:
6 - حدثنا ابن أبي الدنيا: حدثني إبراهيم بن راشد: حدثنا الرحال ابن المنذر: حدثنا أبي , عن أبيه، عن كريز، عن النابغة، قال: أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفضض الله فاك»
قال أبو بكر بن أبي الدنيا: والشعر في قصيدة النابغة، وليس في حديث إبراهيم:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ويتلو كتابا كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي سهيلا إذا ما لاح ثمت غورا
وطوفت في الرهبان أعبر دينهم وسيرت في الأحياء ما لم يسيرا
فأصبح قلبي قد صحا غير أنني وكل امرئ لاق من الدهر قنطرا
تذكرت شيئا قد مضى لسبيله ومن حاجة المحزون أن يتذكرا
نداماي عند المنذر بن محرق أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
كهولا وشبانا كأن وجوههم دنانير مما شيف في أرض قيصرا
لدى ملك من ال جفنة خاله واباؤه ال امرئ القيس أزهرا
يرد علينا كأسه وشواءه مناصفة والشرعبي المحبرا
وراحا عراقيا وريطا يمانيا ومعتبطا من مسك دارين أذفرا
أولئك أخداني مضوا لسبيلهم وأصبحت أرجو بعدهم أن أعمرا
وما عمري إلا كدعوة فارط دعا راعيا ثم استمر فأصدرا"
والقصيدة بها نفس الخطأ المعروف وهو الاعتزاز بالآباء والأجداد والقوم الكفار وأفعالهم كشرب الخمر التى سماها راحا وعبر عنها أيضا بالكأس والرواية التى بعدها تذكر أن أبيات الروايات الأولى من قصيدة أخرى مخالفة للرواية 6 وهى :
7 - حدثنا ابن أبي الدنيا: حدثنا داود بن رشيد، وإسماعيل بن خالد، قالا: حدثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة - نابغة بني جعدة - وهو يفتخر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشدته:
بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: يا أبا ليلى، إلى أين؟ !! قلت: إلى الجنة، يا رسول الله، قال: صدقت
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجدت، لا يفضض فوك»
قال أبو بكر ابن أبي الدنيا: وأول هذه القصيدة:
خليلي غضا ساعة وتهجرا ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا
ألم تعلما أن انصرافا بسرعة لسير أحق اليوم من أن يقصرا
وإن تسلا إن الحياة قصيرة وطيرا لروعات الحوادث أو قرا
وإن جاء أمر لا تطيقان دفعه فلا تجزعا مما قضى الله واصبرا
ألم تعلما أن الملامة نفعها قليل إذا ما الشيء ولى فأدبرا
تهيج اللحاء والندامة ثم ما تقرب شيئا غير ما كان قدرا
لوى الله علم الغيب عمن سواءه ويعلم منه ما مضى وتأخرا
ركبت أمورا صعبها وذلولها وقاسيت أياما تشيب الحزورا"
والغريب أن الرجل ذكر كلاما لا علاقة له بموضوع الكتاب وهو الوفادة أو حتى صاحبها النابغة وهو :
"وبإسناده، وقرئ: حدثنا أبو بكر هو ابن أبي الدنيا , قال: قال محمد بن الحسين: حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي، قال: سمعت مسلمة بن جعفر، يذكر عن الصباح، أو أبي الصباح اليماني، عن وهب بن منبه، قال في حكمة لقمان , أنه قال لابنه: يا بني، العلم حسن، وهو مع العمل أحسن
يا بني، الصمت حسن، وهو مع الحكمة أحسن
يا بني، إن اللسان هو باب الجسد، فاحذر أن يخرج من لسانك ما يهلك جسدك، أو يسخط عليك ربك
وبه: حدثنا أبو بكر وهو ابن أبي الدنيا , أخبرنا أبو عبد الله عبد الواحد بن هارون , ذكر أنه مولى لبني أمية , أنه سمع أبا عبد الله الأنيسي من الأنصار، ينشده:
تحرز ما استطعت من السفيه بحلمك عنه إن الفضل فيه
فقد يعصي السفيه مؤدبيه ويبرم باللجاجة منصفيه
تلين له فيغلظ جانباه كعير السوء يرمح ما لقيه
إذا انبعث السفيه فهي حلما وصمتا واستعد لسد فيه"