رضا البطاوى
01-06-2020, 08:41 AM
نقد مسرحية طرطوف لموليير
موليير ممثل ومؤلف مسرحى اشتهر بهذا الاسم واسمه الحقيقى كما يقال جان باتيست بوكلان كما اشتهر بأنه مسرحه مسرح ملهاوى
تعالج المسرحية عدة مشاكل اجتماعية سببها الرئيسى طرطرف وهو الشخصية الرئيسية للمسرحية سواء كان حاضرا أو غائبا
يمثل طرطوف المنافق الرجل الذى يظهر كل صفات الصلاح والتقوى ولكنه فى الباطن يملك كل صفات الفساد والرذيلة وقد نتج عن تلك الشخصية المشاكل التالية :
-المشكلة الأولى :
الثقة المفرطة التامة من قبل أوركون رب الأسرة الغنى الذى نتيجة كثرة مدح طرطوف وقيامه بمظاهر التقوى أمامه أنه وثق فيه حتى أن الرجل رب الأسرة قرر أن يزوجه ابنته دون رغبتها وعندما عارضت الابنة والأسرة لمعرفة أفراد الأسرة بمدى نفاقه وفساده قرر الأب أن يكتب له كل ثروته بيعا وأن يجبر زوجته ألمير على الجلوس معه وعندما صارحه الابن برغبة طرطوف بالزنى بأمه لم يصدقه وقرر طرد ابنه الوحيد من البيت لمعارضته هذا الزواج بعد أن سمع طرطوف يحض أمه على الزنى معه
وقد عالجت المسرحية المشكلة بأن فضحت طرطوف أمام الرجل الواثق به تمام الثقة بحيث لم يعد لديه حجة فى أن يدافع عنه فالزوجة ألمير طالبت زوجها أن يختبىء تحت المنضدة ليسمع نية السوء لدى طرطوف وهو ما حدث بالفعل ولم يتمالك الرجل نفسه رغم ان زوجته طالبته بذلك حتى تضع حلا جذريا لما قام له من وصية ولكنه لم يسمع كلامها لأن الخير الذى فعله معه لم يفعله مع أحد
ومن ثم فعلاج مشكلة الثقة المفرطة من شخص فى شخص أخر إذا اجتمع من حوله على فساد على فساد الأخر هى إثبات هذا الفساد مع اختبار الواثق فيه
-المشكلة الثانية :
الحد الفاصل بين العقوق والبر بالأبوين فالابنة مارين قرر الأب تزويجها لطرطوف وعندما حتى حدثها عن الزواج لم يأخذ رأيها وإنما أخبرها بنيته وهى من باب البر كما تزعم المسرحية قررت أن تطيع والدها برا له رغم أنه على علم بفساد طرطوف وأيضا رغم رغبتها فى الزواج من فالير الذى يرغب هو الأخر فى زواجها وعندما قررت قريباتها من الأخوات والأم أن تقف فى وجه هذا الزواج لم تكن راغبة فى عصيان الأب بزعم أنه قادر على أن يجبرها على الزواج ولكنها قررت الاعتراض بناء على هذا الموقف الجماعى والأم كم جانبها حاولت أن تطلب من طرطوف أن يعلن عدم رغبته فى هذا الزواج فكانت المساومة أن يعلن ذلك شرط أن تسمح له بالزنى معها لأنه كما قال له يحبها ويعشقها
حلول المشكلة لم تفلح فى اثناء الأب عن رغبته بل زادت منها حيث جعلته يكتب أملاكه لطرطوف وكان حلها هو حل مشكلة الثقة المفرطة
بالقطع زواج الابن أو الابنة ليس من باب بر أو عقوق الوالدين فهى مسألة ترجع لمشيئة الإنسان الذى سيتزوج ذكرا أو أنثى ولذا حرم الله إكراه الأنثى على الزواج ممن لا تريد فإن رضيت بأحد وجب على الأب أو الولى تزويجها لمن رضت له كما قال "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
-المشكلة الثالثة :
أن للفرد أن يكتب أملاكه وصية أو بيعا لفرد من غير أسرته فأوركون رب الأسرة فى ساعة غضبه بسبب رفض الأسرة رغبته فى تزويج مارين لطرطوف قرر الانتقام منهم بكتابة ثروته بيعا لطرطوف وزاد الطين بله كما يقول المثل أنه عرفه مكان صندوق أمانات لصديق له كان معاديا للسلطات
هذه المشكلة وهى ضياع املاك الرجل وأسرته حلتها المسرحية عن طريق الحاكم نفسه الذى تقدم طرطوف له بصندوق الأمانات كما تقدم بطلب بتسليمه أملاك الرجل من خلال العقد
الحاكم وجد أن المسألة تتعدى حكاية بيع أملاك وتسليمها فالرجل الذى باع طرطوف أملاكه دون أن يقبض منه فلسا واحدا قرر طرطوف طرده من بيته وزاد طرطوف على ذلك خيانته بتسليم صندوق الأمانات الذى حفظه الرجل للحاكم حتى يعتبر معاديا للحاكم ويسجن او يقتل
وجد الحاكم نفسه أمام خائن للعهد ناكر للجميل فقرر أن يعيد للرجل أملاكه
بالقطع هذا ليس حلا فالحكام نادرا ما يفعلون مثل هذا الفعل لأنهم منشغلون بمتع الحياة والحفاظ على الكراسى ولو علموا بمثل هذا الأمر لأخذوا أملاك الرجل
الإسلام وضع الحلول لهذه المشكلة بالتالى:
أولا حرم بيع البيوت فلكل إنسان بيت يسكنه هو وأسرته لا يجوز التصرف فيه بأى صورة
ثانيا لا يجوز لأحد أن يبيع ثروته لقريب أو غريب بدون مقابل أو يوصى بها لقريب أو غريب وورثته على قيد الحياة إلا فى حالة واحدة وهى أن يكون لديه ذرية ضعاف أى أطفال لم يتربوا ويصلوا لمرحلة العمل أو الزواج إن كانوا بنات ففى تلك الحال يجوز ان يقوم ما صرفه على اخوتهم أو نظرائهم لدى أقاربه حتى عملوا أو تزوجوا ويكتب هذا القدر لهم دون اخوتهم الكبار ويوزع الباقى إن كان هناك باقى على الورثة بما فيهم الضعاف وفى هذا قال تعالى :
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
وأما البيع للغير دون مقابل فيجب عدم امضاء هذا البيع ما دام لم يظهر ثمن البيع الصورى فى حساب البائع أو يشهد أحد أن البائع قبضه فهذا أكل لمال الناس بالباطل
-المشكلة الرابعة :
أم الزوج أوركون وهى برنال فهذه السيدة وثقت بطرطوف نتيجة كلام ابنها أوركون عنه ومن ثم وجدناها توجه النقد لكل أفراد الأسرة لزوجة ابنها وحفيدتها وحفيدها وحتى زوجها ابنتها وصديقة حفيدتها وبالقطع ليس من حق كل شخص كبير السن ان يظهر أن الأسرة كل أفرادها وحتى أصحابهم وأقاربهم مخالفين للحق باطلا أو حقا فالمفروض هو أن ينقد الأخطاء ولكن أن يظهرهم جميعا فى مظهر الفسدة جميعا دون اثباتات
وبالقطع هذه المشكلة لم تحل فى المسرحية لأن هناك شخصيات لا يهمها سوى الحط من شأن الآخرين بالحق أو بالباطل اعتمادا على كبر السن أو اعتمادا على جهل البعض أو اعتمادا على حيائهم الذى يمنعهم من الرد
موليير ممثل ومؤلف مسرحى اشتهر بهذا الاسم واسمه الحقيقى كما يقال جان باتيست بوكلان كما اشتهر بأنه مسرحه مسرح ملهاوى
تعالج المسرحية عدة مشاكل اجتماعية سببها الرئيسى طرطرف وهو الشخصية الرئيسية للمسرحية سواء كان حاضرا أو غائبا
يمثل طرطوف المنافق الرجل الذى يظهر كل صفات الصلاح والتقوى ولكنه فى الباطن يملك كل صفات الفساد والرذيلة وقد نتج عن تلك الشخصية المشاكل التالية :
-المشكلة الأولى :
الثقة المفرطة التامة من قبل أوركون رب الأسرة الغنى الذى نتيجة كثرة مدح طرطوف وقيامه بمظاهر التقوى أمامه أنه وثق فيه حتى أن الرجل رب الأسرة قرر أن يزوجه ابنته دون رغبتها وعندما عارضت الابنة والأسرة لمعرفة أفراد الأسرة بمدى نفاقه وفساده قرر الأب أن يكتب له كل ثروته بيعا وأن يجبر زوجته ألمير على الجلوس معه وعندما صارحه الابن برغبة طرطوف بالزنى بأمه لم يصدقه وقرر طرد ابنه الوحيد من البيت لمعارضته هذا الزواج بعد أن سمع طرطوف يحض أمه على الزنى معه
وقد عالجت المسرحية المشكلة بأن فضحت طرطوف أمام الرجل الواثق به تمام الثقة بحيث لم يعد لديه حجة فى أن يدافع عنه فالزوجة ألمير طالبت زوجها أن يختبىء تحت المنضدة ليسمع نية السوء لدى طرطوف وهو ما حدث بالفعل ولم يتمالك الرجل نفسه رغم ان زوجته طالبته بذلك حتى تضع حلا جذريا لما قام له من وصية ولكنه لم يسمع كلامها لأن الخير الذى فعله معه لم يفعله مع أحد
ومن ثم فعلاج مشكلة الثقة المفرطة من شخص فى شخص أخر إذا اجتمع من حوله على فساد على فساد الأخر هى إثبات هذا الفساد مع اختبار الواثق فيه
-المشكلة الثانية :
الحد الفاصل بين العقوق والبر بالأبوين فالابنة مارين قرر الأب تزويجها لطرطوف وعندما حتى حدثها عن الزواج لم يأخذ رأيها وإنما أخبرها بنيته وهى من باب البر كما تزعم المسرحية قررت أن تطيع والدها برا له رغم أنه على علم بفساد طرطوف وأيضا رغم رغبتها فى الزواج من فالير الذى يرغب هو الأخر فى زواجها وعندما قررت قريباتها من الأخوات والأم أن تقف فى وجه هذا الزواج لم تكن راغبة فى عصيان الأب بزعم أنه قادر على أن يجبرها على الزواج ولكنها قررت الاعتراض بناء على هذا الموقف الجماعى والأم كم جانبها حاولت أن تطلب من طرطوف أن يعلن عدم رغبته فى هذا الزواج فكانت المساومة أن يعلن ذلك شرط أن تسمح له بالزنى معها لأنه كما قال له يحبها ويعشقها
حلول المشكلة لم تفلح فى اثناء الأب عن رغبته بل زادت منها حيث جعلته يكتب أملاكه لطرطوف وكان حلها هو حل مشكلة الثقة المفرطة
بالقطع زواج الابن أو الابنة ليس من باب بر أو عقوق الوالدين فهى مسألة ترجع لمشيئة الإنسان الذى سيتزوج ذكرا أو أنثى ولذا حرم الله إكراه الأنثى على الزواج ممن لا تريد فإن رضيت بأحد وجب على الأب أو الولى تزويجها لمن رضت له كما قال "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
-المشكلة الثالثة :
أن للفرد أن يكتب أملاكه وصية أو بيعا لفرد من غير أسرته فأوركون رب الأسرة فى ساعة غضبه بسبب رفض الأسرة رغبته فى تزويج مارين لطرطوف قرر الانتقام منهم بكتابة ثروته بيعا لطرطوف وزاد الطين بله كما يقول المثل أنه عرفه مكان صندوق أمانات لصديق له كان معاديا للسلطات
هذه المشكلة وهى ضياع املاك الرجل وأسرته حلتها المسرحية عن طريق الحاكم نفسه الذى تقدم طرطوف له بصندوق الأمانات كما تقدم بطلب بتسليمه أملاك الرجل من خلال العقد
الحاكم وجد أن المسألة تتعدى حكاية بيع أملاك وتسليمها فالرجل الذى باع طرطوف أملاكه دون أن يقبض منه فلسا واحدا قرر طرطوف طرده من بيته وزاد طرطوف على ذلك خيانته بتسليم صندوق الأمانات الذى حفظه الرجل للحاكم حتى يعتبر معاديا للحاكم ويسجن او يقتل
وجد الحاكم نفسه أمام خائن للعهد ناكر للجميل فقرر أن يعيد للرجل أملاكه
بالقطع هذا ليس حلا فالحكام نادرا ما يفعلون مثل هذا الفعل لأنهم منشغلون بمتع الحياة والحفاظ على الكراسى ولو علموا بمثل هذا الأمر لأخذوا أملاك الرجل
الإسلام وضع الحلول لهذه المشكلة بالتالى:
أولا حرم بيع البيوت فلكل إنسان بيت يسكنه هو وأسرته لا يجوز التصرف فيه بأى صورة
ثانيا لا يجوز لأحد أن يبيع ثروته لقريب أو غريب بدون مقابل أو يوصى بها لقريب أو غريب وورثته على قيد الحياة إلا فى حالة واحدة وهى أن يكون لديه ذرية ضعاف أى أطفال لم يتربوا ويصلوا لمرحلة العمل أو الزواج إن كانوا بنات ففى تلك الحال يجوز ان يقوم ما صرفه على اخوتهم أو نظرائهم لدى أقاربه حتى عملوا أو تزوجوا ويكتب هذا القدر لهم دون اخوتهم الكبار ويوزع الباقى إن كان هناك باقى على الورثة بما فيهم الضعاف وفى هذا قال تعالى :
"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا"
وأما البيع للغير دون مقابل فيجب عدم امضاء هذا البيع ما دام لم يظهر ثمن البيع الصورى فى حساب البائع أو يشهد أحد أن البائع قبضه فهذا أكل لمال الناس بالباطل
-المشكلة الرابعة :
أم الزوج أوركون وهى برنال فهذه السيدة وثقت بطرطوف نتيجة كلام ابنها أوركون عنه ومن ثم وجدناها توجه النقد لكل أفراد الأسرة لزوجة ابنها وحفيدتها وحفيدها وحتى زوجها ابنتها وصديقة حفيدتها وبالقطع ليس من حق كل شخص كبير السن ان يظهر أن الأسرة كل أفرادها وحتى أصحابهم وأقاربهم مخالفين للحق باطلا أو حقا فالمفروض هو أن ينقد الأخطاء ولكن أن يظهرهم جميعا فى مظهر الفسدة جميعا دون اثباتات
وبالقطع هذه المشكلة لم تحل فى المسرحية لأن هناك شخصيات لا يهمها سوى الحط من شأن الآخرين بالحق أو بالباطل اعتمادا على كبر السن أو اعتمادا على جهل البعض أو اعتمادا على حيائهم الذى يمنعهم من الرد