رضا البطاوى
31-07-2020, 08:43 AM
نظرات فى كتاب صلاة أبي بكر
مؤلف الكتاب مرتضى العسكري وهو من اصدارات مركز الأبحاث العقائدية برعاية السيستانى وموضوع الكتاب كما قال:
"فقد كثر منا التساؤل أخيرا عن صلاة أبي بكر في مرض وفاة الرسول (ص) و هل صحت ؟و كيف كانت ؟وماذا يستنتج منها ؟فرأينا ان نستل هذا البحث من بحوثنا في السقيفة وأحاديث أم المؤمنين عائشة وننشره على حدة ليكون جوابا عن تلك الاسئلة"
والعادة فى إصدارات الكتب التى تتناول الخلافات بين الشيعة والسنة والخارجة من مركز الأبحاث العقائدية هى أن المؤلفين الشيعة يحاولون إثبات أنهم على حق من خلال النصوص فى كتب السنة والغريب أن معظم موضوعات الخلافات بين الفريقين هى خارج الإسلام بمعنى أنها أحداث تاريخية ليس فيها وحى من عند الله ومن ثم فهى لا تمت لدين الله بصلة
الغرض من الكتاب هو إثبات أن الروايات عن صلاة أبى بكر بالمؤمنين أثناء مرض النبى (ص) الأخير لا تثبت أن النبى(ص) عهد له بالخلافة من بعده
وبالقطع كل استدلالات السنة والشيعة على أحقية فلان أو علان للخلافة من خلال أفعال او اقوال نسبت للنبى(ص) هى ضرب من الخبل لا يفعله النبى(ص) ولا يقوله لأنه فى تلك الحال يكون قد عصى نصوص القرآن " وأمرهم شورى بينهم" فولاة الأمر يختارهم المسلمون جميعا وليس فرد واحد منهم حتى لو كان النبى(ص) لأن الله أمره بهذا فقال "وشاورهم فى الأمر"وقوله تعالى" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا" حدد ولاة الأمر بكونهم المجاهدون فى سبيل الله قبل فتح مكة ومن ثم فقد حدد الله الولاة بأنهم يختارون من المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد اسما لا أبو بكر ولا على ولا عمر ولا عثمان ولا أيا كان
قال مرتضى العسكرى:
" فنقول في صحيح البخاري و مسلم : عن أم المؤمنين عائشة قالت : لما ثقل رسول الله (ص ), واشتد به وجعه استاذن أزواجه ان يمرض في بيتي فأذن له وفي صحيح مسلم :عن أم المؤمنين عائشة قالت : أول ما اشتكى رسول الله (ص) في بيت ميمونة فاستاذن أزواجه ان يمرض في بيتها, فأذن له وفي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان رسول الله (ص) كان يسال في مرضه الذي مات فيه : أين أنا غدا؟أين أنا غدا ؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه
وفي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان كان رسول الله (ص) ليتفقد يقول : أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة و في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
لما كان في مرض موته جعل يدور في نسائه و يقول : أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة , فلما كان يومي سكن و في سنن ابن ماجة ومسند أحمد عن ابن عباس قال :لما مرض رسول الله (ص) كان في بيت عائشة , فقال : ادعوا لي عليا قالت عائشة : يا رسول الله ندعو لك أبا بكر ؟
قال : ادعوه وقالت حفصة : يا رسول الله ندعو لك عمر ؟قال : ادعوه قالت أم الفضل : أندعو لك العباس ؟قال : ادعوه فلما اجتمعوا, رفع رسول الله رأسه , فنظر فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله
ثم جاء بلال يؤذنه للصلاة , فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق حصر ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون , فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج ابو بكر, فصلى
وفي صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف و اللفظ للأول عن عائشة قالت :لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبا بكران يصلي بالناس فقلت : يا رسول الله ان أبا بكر رجل اسيف , وأنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس , فلو أمرت عمر قال : انكن أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ان يصلي بالناس
وفي صحيح البخاري ومسلم و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وانساب الاشراف للبلاذري وغيرها واللفظ للأول ,قالت عائشة : لما اشتد برسول الله (ص) وجعه , قيل له في الصلاة ,فقال : (مروا أبا بكر فليصل بالناس )قالت عائشة : ان أبا بكر رجل رقيق اذا قرا غلبه البكاءقال : (مروه فيصلي ) فعاودته قال : (مروه فيصلي انكن صواحب يوسف ) وقالت : لقد راجعت رسول الله (ص) في ذلك , وما حملني على كثرة مراجعته , إلا أنه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا قام مقامه ابدا, وكنت ارى أنه لن يقوم احد مقامه الا تشاءم الناس به , فأردت ان يعدل ذلك رسول الله (ص) عن أبي بكر وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن الدارمي ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد واللفظ للأول عن عائشة قالت : ثقل النبي (ص) فقال : أصلى الناس ؟
قلنا: لا, هم ينتظرونك قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت : ففعلنا, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال (ص ): أصلى الناس ؟قلنا : لا, هم ينتظرونك يا رسول الله قال : ضعوا لي ماء في المخضب
قالت : فقعد, فاغتسل , ثم ذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال :أصلى الناس ؟قلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله فقال : ضعوا لي ماء في المخضب فقعد, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق , فقال :أصلى الناس ؟فقلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي (ص) لصلاة العشاء الاخرة فأرسل النبي (ص) الى أبي بكر بان يصلي بالناس , فآتاه الرسول ,فقال : ان رسول الله (ص) يأمرك ان تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر صل بالناس فقال له عمر: أنت احق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام
وفي صحيح البخاري و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول عن عائشة , قالت : ان رسول الله (ص) قال في مرضه : مروا ابابكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر, فليصل بالناس , فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي له : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر,فليصل للناس , ففعلت حفصة , فقال رسول الله (ص ): مه انكن لأنتن صواحب يوسف , مروا أبا بكر فليصل بالناس , فقالت حفصة لعائشة :ما كنت لاصيب منك خيرا وفي سنن أبي داود - باب استخلاف أبي بكر - ومسند أحمد وسيرة ابن هشأم وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عبد الله بن زمعة لما استعز برسول الله (ص) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال الى الصلاة , فقال : مروا من يصلي للناس فخرج عبد الله بن زمعة , فاذا عمر في الناس , وكان أبو بكر غائبا,فقلت : يا عمر قم فصل بالناس , فكبر, فلما سمع رسول الله (ص )صوته , وكان عمر رجلا مجهرا, قال : فأين أبو بكر يابى الله ذلك والمسلمون , يابى الله ذلك والمسلمون فبعث الى أبي بكر, فجاء بعد ان صلى عمر تلك الصلاة , فصلى بالناس وفي رواية بعدها :لما سمع النبي (ص) صوت عمر خرج النبي (ص) حتى رأسه من حجرته , ثم قال : لا, لا, لا, ليصل للناس ابن أبي قحافة قال تلك مغضبا وفي مسند أحمد بعده :قال عبد الله بن زمعة : قال لي عمر: ويحك ألا إن رسول الله (ص) أمرك بذلك ,ولولا ذلك ما صليت بالناس قال : قلت له والله ما أمرني رسول الله (ص ), ولكني حين لم ار أبا بكر, رايتك احق من حضر بالصلاة وفي سنن ابن ماجة :
عن سالم بن عبيد قال : أغمي على رسول الله (ص) فى مرضه , ثم افاق , فقال : احضرت الصلاة ؟قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : احضرت الصلاة ؟
قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : ان أبي رجل اسيف , فاذا قام ذلك المقام يبكي ,لا يستطيع , فلو أمرت غيره ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : مروا بلالا فليؤذن , و مروا أبا بكر,فليصل بالناس , فإنكن صواحب يوسف او صويحبات يوسف قال : فأمر بلال فأذن , و أمر أبو بكر فصلى بالناس
وفي مسند أحمد عن انس قال :لما مرض رسول الله مرضه الذي توفي فيه آتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين : يا بلال , قد بلغت فمن شاء فليصل , ومن شاء فليدع فرجع اليه بلال فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يصلي بالناس قال : مر أبا بكر فليصل بالناس
فلما تقدم ابو بكر, رفعت عن رسول الله (ص) الحديث
صلاة النبي (ص) خلف أبي بكر:
في مسند أحمد عن عائشة قالت :قال رسول الله (ص) في مرضه الذي مات فيه : مروا أبا بكر فليصل بالناس فصلى ابو بكر, وصلى النبي (ص) خلفه قاعدا وفي مسند أحمد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عائشة قالت :صلى رسول الله (ص) خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم و مسند أبي عوانة واللفظ للأول عن الزهري قال :اخبرني انس بن مالك الأنصاري , وكان تبع النبي (ص) وخدمه وصحبه : ان أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي (ص) الذي توفي فيه اذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة , فكشف النبي (ص) ستر الحجرة ينظر الينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف , ثم يضحك فهممنا ان نفتن من الفرح برؤية النبي (ص ), فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف , وظن ان النبي (ص) خارج الى الصلاة , فأشار النبي (ص) أن أتموا الصلاة وأرخى الستر, فتوفي من يومه وروى البخاري وابو عوانة وأحمد والبلاذري عن انس واللفظ للأول قال لم يخرج الينا نبي الله (ص) ثلاثا, فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم فقال نبي الله (ص) بالحجاب فرفعه الحديث وروى البخاري وأحمد وابن سعد واللفظ للأول عن انس قال :ان المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم الحديث
اعتمدنا في ما أوردنا في المتن من حديث على ألفاظ صحيح البخاري عدا خمسة احاديث اخذنا واحدا منها من صحيح أبي داود, و حديثين من سنن ابن ماجة , و اثنين من مسند أحمد "
انتهت نقول العسكرى من بطون متون كتب الحديث وقبل التعرض لاستنتاجاته نلاحظ عدة تناقضات بين الروايات أولها الرجلان اللذان خرج بينهما الرسول (ص)ففى رواية العباس وعلى " فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ" وفى رواية لا يوجد العباس وإنما ابنه الفضل " فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ"وهو تناقض وثانيها فيمن أمر النبى (ص)أن يقول لأبى بكر أن يصلى بالناس فمرة عائشة " فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لاَ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَقَالَ « مُرِى أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" ومرة أمر بلال وهو رسوله لأبى بكر وهو قولهم "جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ »وقولهم"فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَبِى بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّىَ بِالنَّاسِ"
بالقطع هذه التناقضات بعض من كل وقد لاحظتها فى دراستى للحديث فى صحيح مسلم ولاحظن التالى فى أثناء دراسته فى صحيح البخارى:
والتناقض الأول هو أن الأمر "مروا "خطاب لمن فى البيت كلهم فى 3385 بينما "مرى "خطاب لواحدة هى عائشة فى 3384 والتناقض الثانى أنه قال مروا ثلاثا فى 3385 وقالها "الرابعة "فى 3384
وأيضا:
والتناقض الأول فى معرفة أبو بكر بالنبى ففى 683 وأمثالها رأى النبى (ص)وفى 713 "سمع أبو بكر حسه "فهنا سماع للنبى (ص)والتناقض الثانى فى قول عائشة فمرة فى 712"فلا يقدر على القراءة "وهذا يعنى أنه لم يقرأ إطلاقا وهو نفسه "لم يستطع أن يصلى بالناس "فى 678 ومرة "لم يسمع الناس من البكاء فى 679 "وهذا يعنى أنه يقرأ ويبكى
ثم نقل العسكرى نقولا عن أهل السنة يستدلون بتلك الروايات على أحقية أبو بكر بالخلافة فقال :
"وقد استدلوا بما رووا من تلكم الاحاديث على صحة خلافة أبي بكر قال الحسن - المعروف بالبصري - :أمر رسول الله (ص) أبا بكر وهو مريض ان يصلي بالناس ثم قال الحسن - البصري - ليعلمهم والله من صاحبهم بعده و بعث عمر بن عبد العزيز اليه يساله : هل كان رسول الله استخلف أبا بكر ؟ فقال الحسن : أو في شك صاحبك ؟ الناس ولهو كان اتقى لله من ان يتوثب عليها"
"وقال ابو عوانة (ت : 316) بعد نقل بعض تلكم الاحاديث في مسنده :
(ان هذه الاحاديث بيان خلافة أبي بكر لقول النبي (ص) ليؤمكم اقراكم , وقد كان في اصحابه من هو اقرا منه و فيهم من هو ارفع وأبين صوتا منه للقراءة وقد قيل للنبي (ص) غير مرة : مر غيره يصلي بالناس , فأنه لا يستطيع , وأنه اسيف , وأنه رقيق , وأنه يبكي في صلاته , فلم يأمر غيره , ولم يرض بغيره فدل قوله في خبر أبي مسعود حيث قال : ولا يؤمن رجل في سلطانه أنه الخليفة عليهم بعده ) وقال ابن كثير بعد ايراد قسم كبير من تلكم الاحاديث في تاريخه و محاولته الجمع بين متناقضاته :
والمقصود ان رسول الله (ص) قدم أبا بكر الصديق إماما للصحابة كلهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية قال الشيخ أبو الحسن الاشعري : وتقديمه له أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام قال : وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم مما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله (ص )قال : يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله , فان كانوا في القراءة سواء,فأعلمهم بالسنة , فان كانوا بالسنة سواء, فأكبرهم سنا, فان كانوا في السن سواء, فأقدمهم مسلما قلت وهذا من كلام الاشعري ينبغي ان يكتب بماء الذهب , ثم قد اجتمعت كلها في الصديق "
هنا العسكرى ينقل النقول مصدقا إياها من بطون كتب القوم وهو لا يصدق النقول التالية التى نقلها من نفس كتب القوم عن على الذى أعلن احقية أبو بكر بالخلافة وهى:
"ومما يضحك الثكلى في الباب أنهم رووا عن الإمام علي ما يلي :
عن الحسن - و اراه البصري - عن علي بن أبي طالب : (ان رسول الله (ص) لم يمت فجأة كان يأتيه بلال في مرضه , فيؤذنه بالصلاة ,فيقول : فهاتوا أبا بكر ان يصلي بالناس وهو يرى مكاني فلما قبض نظر المسلمون , فرأوا أن رسول الله (ص) قد ولاه أمر دينهم , فولوه أمر دنياهم ) وفي رواية اخرى قال :قال علي : لما قبض رسول الله (ص) نظرنا في أمرنا, فوجدنا النبي (ص) قد قدم أبا بكر في الصلاة , فرضينا لدنيانا من رضي به رسول الله (ص) لديننا فقدمنا أبا بكر وعن أنس قال : قال علي : مرض رسول الله (ص) فأمر أبا بكر بالصلاة وهو يرى مكاني , فلما قبض اختار المسلمون لدنياهم من رضيه رسول الله (ص) لدينهم فولوا أبا بكر وكان والله له أهلا, وماذا كان يؤخره عن مقام أقامه رسول الله (ص) فيه وليس من الغريب بعد هذا أن يرووا ما يلي :
عن زر بن حبيش عن عبد الله قال :لما قبض رسول الله (ص) قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير قال : فآتاهم عمر فقال : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر ان يصلي بالناس ؟قالوا : بلى قال فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم أبا بكر ؟قالوا: نعوذ بالله ان نتقدم أبا بكر؟"
لكى يكون الإنسان عادلا عليه أن يرفض كلام الكل طبقا لكلام الله
ثم يقول العسكرى كلاما صحيحا وهو أن إمامة أبو بكر للصلاة لا تعطيه الحق فى الخلافة لأن عشرات الصحابة المؤمنين سبق أن أموا المسلمين فى الصلاة ومع هذا لم يقل أحد أنهم استحقوا الخلافة بتلك الإمامة ونص كلامه هو :
"لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء ما رواه البخاري في صحيحه :أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولين و أصحاب النبي (ص) في مسجد قباء فيهم أبو بكر و عمر ) وما رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من ان النبي (ص )استخلف ابن أم مكتوم على المدينة وفي مسند أحمد : يصلي بهم وهو اعمى
وفي مغازي الواقدي (ت : 207) و طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام : أن رسول الله استخلفه على المدينة في غزوة بدر واحد وبني النظير والأحزاب وبني قريظة والفتح وغيرها و روى الواقدي و ابن سعد :
أنه كان يجمع بهم و يخطب الى جنب المنبر - يجعل المنبر على يساره لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء الاثبات ما قاله البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة قال :باب إمامة العبد و المولى - وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف - وولد البغي والاعرابي والغلام الذي لم يميز و روى في باب فتح مكة عن عمرو بن سلمة أن قومه قدموه في الصلاة لأنه كان أكثرهم قرأنا قال : فقد قدموني بين ايديهم و أنا ابن ست او سبع سنين , وكانت علي شملة كنت اذا سجدت تقلصت عني , فقالت امرأة من الحي : ألا تغطوا إست قارئكم ؟فاشتروا فقطعوا لي قميصا, فما فرحت بشي ء فرحي بذلك القميص وفي لفظ أبي داود :فكنت اؤمهم في بردة موصلة فيها فتق فكنت اذا صليت خرجت استي وفي رواية اخرى :
فكنت اؤمهم وعلي بردة صغيرة صفراء فكنت اذا سجدت تكشفت عني فقالت امرأة من النساء : واروا عنا عورة قارئكم فاشتروا لي قميصا عمانيا الحديث وما قاله البخاري - أيضا - في باب إمامة المفتون والمبتدع :وقال الحسن صل - اي صل خلفه - وعليه بدعته و روى في الباب ان الزهري قال :لا نرى ان يصلي المخنث إلا لضرورة لابد منها
و ما رواه الصحابي الراوية ابو هريرة قال :قال رسول الله (ص ): الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان او فاجرا وان عمل الكبائر
لست ادري كيف نسي العلماء هذه الكلمات , واستنتجوا مما رووا في إمامة أبي بكر في مرض وفاة النبي (ص) ما استنتجوا "
ويطرح العسكرى أسئلة عن تناقض الروايات فى كتب أهل السنة فيقول:
"ثم كيف خفي عليهم التناقض البين بين تلك الأحاديث الواردة في كتب الصحاح وتهافتها فهل استأذن النبي (ص) أزواجه ان يمرض في بيت عائشة فأذن له فحول الى بيت عائشة في غير يومها ؟او كان يدور على نسائه , ويقول : أين أنا غدا حرصا على يوم عائشة فلما كان يومها سكن ولم يحول اليها في غير يومها وماذا جرى في بيت عائشة آنذاك ؟وماذا طلب النبي (ص) ؟هل طلب عليا, فذكروا له أبا بكر و عمر و العباس , فوافق فلما حضر أبو بكر أمره ان يصلي بالناس ؟ أم كان يغمى عليه , فاذا افاق , اغتسل , و يريد ان ينوء, فيغمى عليه ,فقال : مروا أبا بكر يصلي او غير ذلك من الحوار المذكور في الاحاديث ؟وهل جاءه بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : يا بلال : بلغت فمن شاء,فليصل ومن شاء فليدع ؟ أم هو الذي أمر بلالا ان يؤذن بالصلاة ؟وهل قال : مروا من يصلي للناس فذهب ابن زمعة الى عمر وأخبره أن يصلي بالناس فلما سمع النبي (ص) صوته قال : لا, يأبى الله ذلك ؟أم أمر أبا بكر ان يصلي بالناس , فراجعته عائشة مرة بعد اخرى ان يعين عمر, فأبى وقال : انكن صويحبات يوسف ؟ومن المخاطبة بهذه الكلمة عائشة أم حفصة ؟ومن الذي أنتدب عمر للصلاة ؟ أنتدبه أبو بكر, فابى , وقال : أنت احق بها؟أم ابن زمعة , فقبل , و صلى , فغضب الرسول (ص) من ذلك ؟وهل كان آخر رؤيتهم للنبي عندما صلى خلف أبا بكر قاعدا او عندما رفع ستر بيت عائشة وهم صفوف خلف أبي بكر ؟"
الغريب فى موقف العسكرى هو أن كتب الحديث أى الأخبار الشيعية فيها نفس الروايات تقريبا ومن ثم كان عليه ان ينتقد تناقضاتها هى الأخرى
وينقل العسكرى حجة أخرى فى تناقض الروايات وهى أن ابا بكر كان ضمن جيش أسامة الذى عسكر خارج المدينة قبل وفاة النبى(ص) بأيام ومن ثم لا يمكن أن يكون أبا بكر قد قاد الصلاة فى تلك الفترة
ورغم صحة الحجة فإن العسكرى لم يقل أن هذا الكلام ينطبق على عمر وعلى فقد كان الاثنين خارج المدينة فى جيش أسامة ومن ثم فكل ما روى عن المرض والوفاة كاذب وحضور على وأبو بكر وعمر لهم كذب وفى هذا قال :
"هذا اذا اقتصرنا على الروايات الواردة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتبرة عن علماء مدرسة الخلفاء وإذا رجعنا الى اوثق المصادر التاريخية عندهم وجدنا اضافة الى ما ذكرنا في أنساب الاشراف قالت عائشة :ان رسول الله (ص) قال : انقلوني الى بيت عائشة قالت : فلما سمعت ذلك قمت , و لم تكن لي خادم , فكنست بيتي ,وفرشت له فراشا, ووسدته وسادة كان حشوها اذخر, فلما حضرت الصلاة قال : أرسلي الى أبي بكر, فليؤم الناس قالت : فأرسلت اليه , فأرسل الي اني شيخ كبير ضعيف عن ان اقوم في مقام رسول الله (ص ), ولكن اشيرى على رسول الله بعمر, واستعيني عليه بحفصة , ففعلت , فقال : انكن صواحب يوسف , أرسلي الى أبي بكر وفي طبقات ابن سعد :قال رسول الله (ص) وهو مريض لأبي بكر : صل بالناس فوجد رسول الله (ص) خفة فخرج و أبو بكر يصلي بالناس , فلم يشعر حتى وضع رسول الله (ص) يده بين كتفيه , فنكص ابو بكر, و جلس النبي (ص) عن يمينه فصلى ابو بكر, و صلى رسول الله (ص) بصلاته ,فلما انصرف قال : لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته و نجد في طبقات ابن سعد و انساب الاشراف للبلاذري :عن الفضل بن عمرو الفقيمي قال : صلى أبو بكر بالناس ثلاثا في حياة النبي (ص )و نظيره ما رويا عن عكرمة وفي رواية : أنه صلى بهم سبع عشرة صلاة و روى البلاذري عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة عن علي قال : أمر رسول الله (ص) أبا بكر على صلاة المؤمنين , فصلى بهم في حياة النبي (ص) تسعة أيام ثم قبض و روى ابن سعد عن محمد بن قيس قال :اشتكى رسول الله (ص) ثلاثة عشر يوما فكان اذا وجد خفة صلى واذا ثقل صلى أبو بكر
هذه الاحاديث الكثيرة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتمدة ,والسير والتواريخ المعتبرة عند علماء مدرسة الخلفاء التي حوت قصصا وصفية رائعة لم يصدق شي ء منها, كما لم يصدق شي ء مما استنتجوا منها واطمأنوا اليه ان رسول الله (ص) كان قد أنتدب وقتذاك أبا بكر وعمر مع غيرهما من المهاجرين والأنصار لغزو الروم بقيادة مولاه أسامة , فكيف يعين - والحالة هذه - احدهما للصلاة ؟ وقد اكد مرة بعد اخرى تنفيذ جيش أسامة ولعن من تخلف عنها كما يأتي :
قالوا : لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة من مهاجر رسول الله (ص) أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم , فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد, فقال : سر الى موضع مقتل أبيك فـوطئهم الخيل , فقد وليتك هذا الجيش - الى قوله – فلما كان يوم الأربعاء, بدئ برسول الله (ص) فحم و صدع , فلما أصبح يوم الخميس عقد لواء بيده , ثم قال : اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقودا, فدفعه الى بريدة بن الحصيب الاسلمي ,وعسكر بالجرف , فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار, الا أنتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان و سلمة بن اسلم فتكلم قوم , وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ,فغضب رسول الله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة , فصعد المنبر, وقال في خطبته : فما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري أسامة , ولئن طعنتم في أمارتي أسامة لقد طعنتم في أمارتي اباه ثم نزل , فدخل بيته , وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله (ص ),ويمضون الى العسكر بالجرف , وثقل رسول الله (ص) فجعل يقول :انفذوا بعث أسامة و رجع أسامة الى معسكره يوم الاثنين وأصبح رسول الله مفيقا, فقال له : اغد على بركة الله , فودعه أسامة , وخرج الى معسكره , فأمر الناس بالرحيل , فبينا هو يريد الركوب اذا رسول أمه أم ايمن قد جاءه يقول :ان رسول الله يموت فأقبل واقبل معه عمر وأبو عبيدة , فانتهوا الى رسول الله (ص) وهو يموت , فتوفي (ص) حين زاغت الشمس , و دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف الى المدينة , ودخل بريدة بلواء أسامة معقودا, حتى اتى به باب رسول الله (ص ), فغرزه عنده وفي رواية الجوهري ـن أسامة طلب من رسول الله ان يتاخر كي يطمئن من صحة رسول الله (ص ), فقال له : انفذ لما أمرتك
ثم أغمي على رسول الله (ص) وقام أسامة , فتجهز للخروج , فلما افاق رسول الله (ص) سال عن أسامة والبعث , فاخبر أنهم يتجهزون , فجعل يقول : انفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك , فخرج أسامة واللواء معقود على رأسه والصحابة بين يديه , حتى اذا كانبالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار اسيد بن حضير و بشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ,فجاء رسول أم ايمن يقول له : ارجع فان رسول الله يموت , فدخل المدينة واللواء معه - الى قوله - فما كان أبو بكر و عمر يخاطبان أسامة إلى أن مات ولما استخلف ابو بكر, أمر أسامة بن زيد ان ينفذ في جيشه , وساله أن يترك عمر يستعين به على أمره , فقال : فما تقول في نفسك , فقال : يا ابن اخي فعل الناس ما ترى , فدع لي عمر, وانفذ لوجهك اذا كان النبي (ص) قد أنتدب أبا بكر و عمر مولاه أسامة لغزو الروم ووكد ذلك مرة بعد اخرى ولعن من تخلف عنه ولا يصح مع ذلك ان ينتدب احدهما لإمامة المصلين بمسجده "
ثم تعهد العسكرى بكشف حقيقة صلاة أبو بكر فقال:
"حقيقة إمامة أبي بكر في تلك الآونة:
نرجع الى الاحاديث الواردة في كتب الصحاح والمسانيد الحديثية لعل واقع الأمر يكشف لنا عنه :
في صحيح البخاري باب الرجل يأتم بالإمام , وياتم الناس بالمأموم ويذكر عن النبي (ص) ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم , من كتاب الصلاة وصحيح مسلم وابن ماجة ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول : عن أم المؤمنين عائشة , قالت : لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت : فلما دخل وجد رسول الله من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين و رجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد, فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأوما اليه رسول الله (ص) فجاء رسول الله (ص) حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله (ص) يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة النبي (ص) ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر و ورد في باب (من اسمع الناس تكبير الإمام ) من كتاب الصلاة في صحيح البخاري و مسند أبي عوانة واللفظ للأول : فتأخر أبو بكر وقعد النبي (ص) الى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير وفي باب (حد المريض ان يشهد الجماعة ) من كتاب الاذان :
قالت عائشة : لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس - الى قولها- فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني انظر رجليه تخطان الارض من الوجع - وفي آخر الحديث -فأتي به واجلس الى جنب أبي بكر وفي مسند أبي عوانة ومسند أحمد عن عائشة وفي انساب الاشراف عن ابن عباس وعائشة واللفظ للأولين :ان رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه فكان رسول الله (ص) بين يدي أبي بكر يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس و الناس خلفه وفي باب (من قام الى جنب الإمام لعلة ) من كتاب الصلاة بصحيح البخاري و صحيح مسلم و ابن ماجة ومسند أبي عوانة و موطا مالك واللفظ للأول :فجلس رسول الله (ص) حذاء أبي بكر الى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله (ص) والناس يصلون بصلاة أبي بكر
في شرح صحيح البخاري يهادى : أي يعتمد على الرجلين من شدة الضعف و يخطان في الارض , أي : لم يكن يقدر على تمكينهما من الأرض وفي شرح صحيح مسلم تخطان في الارض , أي : تجعلان فيها خطا لكونه عليه الصلاة يجرهما ولا يعتمد عليهما بسبب ضعفه
واضافة الى ما أوردنا من كتب الصحاح و المسانيد الحديثية
اذا فقد ثقل رسول الله في مرض موته فأذن بالصلاة , قالت عائشة :فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول الله من نفسه خفة , فخرج رسول الله يحمله اثنان و رجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف هكذا حمل صلى الله عليه و آله و أتي به الى المحراب وأجلس أمام أبي بكر فصلى بالناس من جلوس , وائتم به أبو بكر
قال الشافعي وكان أبو بكر فيها إماما, فصار مأموما يسمع الناس التكبير
و هاهنا ترد الاسئلة الاتية :
كيف أمر رسول الله (ص) أبا بكر ان يصلي بالناس فلما شرع بها خرج النبي (ص) على تلك الحالة من المرض , لينحيه عنها, ويصلي هو بالناس من جلوس ؟ و أليس تقدمه لأمامتهم يدل على أنهم قطعوا صلاتهم التي كانوا يصلونها خلف أبي بكر, و استانفوا الصلاة خلف النبي (ص) ؟ وكيف كانت حالته (ص) حين أمر أبا بكر بالصلاة - حسب قول أم المؤمنين عائشة - كيف كانت حالته عند ذاك لتصدق على حالته وهو يحمل ورجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف خفة إلا أن يكون في حالة الاغماء وتكون الخفة أن يفيق من الاغماء و اذا كان كذلك فمن الذي اخبر بلالا أن رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس حين كان رسول الله (ص) في بيت أم المؤمنين عائشة نجد جواب هذه الاسئلة في ما رواه ابن أبي الحديد عن شيخه عن الإمام علي بن أبي طالب :ان عائشة أمرت بلالا مولى أبيها أن يأمره فليصل بالناس فقال رسول الله (ص) لها انكن لصويحبات يوسف انكارا لهذه الحال وغضب منها لأنها وحفصة تبادرتا الى تعيين أبويهما, وان النبي (ص) استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ولا علق الأمر الواقع الا بها, فدعا عليها في خلواته وبين خواصه و تظلم الى الله منها وجرى له في تخلفه عن البيعة ما هو مشهور وقد بايع قال ابن أبي الحديد: فقلت له افتقول أنت : ان عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله لم يعينه ؟فقال : أما أنا, فلا اقول ذلك , ولكن عليا كان يقوله , و تكليفي غير تكليفه كان حاضرا ولم أكن حاضرا, فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي وهي تتضمن تعيين النبي (ص) لأبي بكر في الصلاة وهو محجوج بما كان قد علمه , او يغلب على ظنه من الحال التي حضرها ويتفق محتوى اخبار السير والحديث عند اتباع مدرسة أهل البيت مع ما ورد عن الإمام علي:ففي الارشاد للشيخ المفيد و اعلام الورى للطبرسي واللفظ للأول :
وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة , فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة اليها تسألها ان تنقله الى بيتها, لتتولى تعليله , و سألت أزواج النبي (ص) في ذلك , فأذن له فأنتقل (ص) الى البيت الذي تسكنه عائشة واستمر به المرض فيه أياما, وثقل , فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول الله (ص) مغمور بالمرض , فنادى الصلاة رحمكم الله و في خصائص الائمة لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه فأذن بالصلاة الحديث قال المفيد : فقالت عائشة : مروا أبا بكر وقالت حفصة : مروا عمر فقال رسول الله (ص) حين سمع كلامهما و رأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتنانهما بذلك ورسول الله (ص) حي : اكففن فإنكن كصويحبات يوسف ثم قام مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين وقد كان أمرهما بالخروج مع أسامة , ولم يك عنده شك أنهما قد تخلفا فلما سمع عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متاخران عن أمره , فبدر لكف الفتنة و ازالة الشبهة فقام (ص) وأنه لا يستقل على الارض من الضعف فأخذ بيده علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب فأوما إليه بيده أن تأخر عنه , فتأخر أبو بكر, وقام رسول الله (ص) مقامه , فكبر وابتدا الصلاة التي كان قد ابتداها أبو بكر, ولم يبن على ما مضى من فعاله فلما سلم انصرف الى منزله ,واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال : ألم أمركم ان تنفذوا جيش أسامة ؟فقالوا: بلى يا رسول الله قال : فلم تأخرتم عن أمري قال أبو بكر: اني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا وقال عمر : يا رسول الله اني لم أخرج , لأني لم أحب أن اسأل عنك الركب فقال النبي (ص ): نفذوا جيش أسامة نفذوا جيش أسامة , يكررها ثلاث مرات , ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف الذي ملكه "
الأسئلة التى طرحها العسكرى مشروعة فى الروايات السنية ولكن كان عليه ليكون عادلا ان ينقل من كتب الشيعة الروايات فى الموضوع ولكنه نقل رواية واحدة حتى لا يتضح أن الروايات الشيعية كالسنية متناقضة فإذا كانت الرواية التى تقلها تقول ان عائشة هى التى أمرت أن يكون والدها هو الإمام فى الصلاة تناقض الرواية الشيعية التالية التى تقول أنها أمرت عمر أن يؤم الصلاة فأخبرها أن والدها أحق ونادى بذلك كما أن فى رواية العسكرى حمل النبى(ص) على والفضل بن العباس وهو ما يناقض كونهما على والعباس فى الرواية التالية وهى:
"جاء في (خصائص الأئمّة للشريف الرضي، و(الطُرف) لابن طاووس، والنصّ منه، عن الإمام موسى الكاظم يرويه عيسى الضرير:
قال عيسى: وسألته: قلت: ما تقول فإنّ الناس قد أكثروا في أنّ النبيّ(ص) أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، ثمّ عمر
فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال: ليس كما ذكروا، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور وليس ترضى عنها إلاّ بكشفها فقلت: بأبي أنت وأُمّي، إنّما أسأل منها عمّا انتفع به في ديني، وأتفقّه، مخافة أن أضلّ، وأنا لا أدري، ولكن متى أجد مثلك أحداً يكشفها لي؟فقال: إنّ النبيّ(ص) لمّا ثقل في مرضه، دعا عليّاً فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأُذن بها، فخرجت عائشة فقالت: يا عمر! اخرج فصلّ بالناس، فقال: أبوك أولى بها فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن وأكره أن يواثبه القوم، فصلّ أنت فقال لها عمر: بل يصلّي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرّك مع أنّ محمّداً مغمى عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يريد عليّاً- فبادر بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليّاً بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: (الصلاة الصلاة قال: فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فأنكر القوم ذلك، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول الله(ص)، فلم يكبّر حتّى أفاق(ص)، وقال: (ادعوا إليَّ العبّاس)، فدعي، فحملاه هو وعليّ فأخرجاه حتّى صلّى بالناس وإنّه لقاعد، ثمّ حُمل فوضع على منبره، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتّى برزن العواتق من خدورهنّ، فبين باكٍ وصائح وصارخ ومسترجع، والنبيّ(ص) يخطب ساعة، ويسكت ساعة "
إذا نحن أمام نقد على الهوى فالرجل يذكر الدليل غير كامل وهذا هو ديدن أهل كل مذهب أن ينتصروا لرأيهم وليس للحق فلو فكر الكل لوجدوا أنهم يتعاركون من قرون على أشياء لا أصل لها ولا يمكن أن تكون من الإسلام يتعاركون على أحداث فى كتب التاريخ لم يقع معظمها
وتحت عنوان الخلاصة ذكر ما سبق أن قاله من حجج ناقصة دون ذكر للروايات ومن ثم لن نعيد تكراره هنا والسؤال الوحيد الذى طرحه فى الخلاصة ولم يسبق أن قاله فى الكتاب هو :
"ويبقى بعد كل ما ذكرناه سؤال آخر وهو :اذا كان الأمر كما أوضحناه فكيف انتشر كل تلكم الاحاديث في جميع كتب الصحاح والسنن والمسانيد الحديثية وكتب السير والتواريخ الموثوق بها عند علماء مدرسة الخلفاء"
وأجاب الرجل :
"الجواب : ان سياسة اقامة الخلافة الراشدة للمسلمين كانت تقتضي نشر أمثال تلكم الاحاديث ومن بعد الراشدين كانت تتوقف شرعية حكم الخلفاء من أمويين وعباسيين وعثمانيين على نشر أمثالها لهذا نشرت السياسة أمثال تلكم الاحاديث زهاء اربعة عشر قرنا وروجتها و أيدت محدثيها, ووثقت الكتب التي حوتها و حثت الناس على ذلك وتقبلوها بقبول حسن جيلا بعد جيل بحسن ظن واقبال عجيب , ولم يشعروا بحاجة الى البحث والتحقيق وشاء الله - تعالى -ان نقدم الى ما عملوا فنجعله هباء منثورا"
وهو كلام يدل على أن العسكرى ككل أهل المذاهب لم يفهم الغرض الصحيح من نشر الضلال تحت مسمى الحديث أو تحت مسمى الأخبار وهو إحداث الفرقة بين من كانوا مسلمين حتى يظلوا أزمانا طوال فى حروبهم القتالية ومعاركهم الكلامية ولعن الله من اضل الناس ولعن قادة الضلال من كل الفرق الذين يقودون حرب المذاهب وكلهم للأسف لن تجد منهم فقيرا وإنما كلهم من اصحاب الأموال وارتداء لباس الكهنة فى أديان الكفر فالدين هو وسيلة الغنى عندهم كما كان حال الكهنة الذين يساندون الحكام فى كل العصور
مؤلف الكتاب مرتضى العسكري وهو من اصدارات مركز الأبحاث العقائدية برعاية السيستانى وموضوع الكتاب كما قال:
"فقد كثر منا التساؤل أخيرا عن صلاة أبي بكر في مرض وفاة الرسول (ص) و هل صحت ؟و كيف كانت ؟وماذا يستنتج منها ؟فرأينا ان نستل هذا البحث من بحوثنا في السقيفة وأحاديث أم المؤمنين عائشة وننشره على حدة ليكون جوابا عن تلك الاسئلة"
والعادة فى إصدارات الكتب التى تتناول الخلافات بين الشيعة والسنة والخارجة من مركز الأبحاث العقائدية هى أن المؤلفين الشيعة يحاولون إثبات أنهم على حق من خلال النصوص فى كتب السنة والغريب أن معظم موضوعات الخلافات بين الفريقين هى خارج الإسلام بمعنى أنها أحداث تاريخية ليس فيها وحى من عند الله ومن ثم فهى لا تمت لدين الله بصلة
الغرض من الكتاب هو إثبات أن الروايات عن صلاة أبى بكر بالمؤمنين أثناء مرض النبى (ص) الأخير لا تثبت أن النبى(ص) عهد له بالخلافة من بعده
وبالقطع كل استدلالات السنة والشيعة على أحقية فلان أو علان للخلافة من خلال أفعال او اقوال نسبت للنبى(ص) هى ضرب من الخبل لا يفعله النبى(ص) ولا يقوله لأنه فى تلك الحال يكون قد عصى نصوص القرآن " وأمرهم شورى بينهم" فولاة الأمر يختارهم المسلمون جميعا وليس فرد واحد منهم حتى لو كان النبى(ص) لأن الله أمره بهذا فقال "وشاورهم فى الأمر"وقوله تعالى" لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا" حدد ولاة الأمر بكونهم المجاهدون فى سبيل الله قبل فتح مكة ومن ثم فقد حدد الله الولاة بأنهم يختارون من المجاهدين قبل الفتح ولم يحدد اسما لا أبو بكر ولا على ولا عمر ولا عثمان ولا أيا كان
قال مرتضى العسكرى:
" فنقول في صحيح البخاري و مسلم : عن أم المؤمنين عائشة قالت : لما ثقل رسول الله (ص ), واشتد به وجعه استاذن أزواجه ان يمرض في بيتي فأذن له وفي صحيح مسلم :عن أم المؤمنين عائشة قالت : أول ما اشتكى رسول الله (ص) في بيت ميمونة فاستاذن أزواجه ان يمرض في بيتها, فأذن له وفي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان رسول الله (ص) كان يسال في مرضه الذي مات فيه : أين أنا غدا؟أين أنا غدا ؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه
وفي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة قالت :
ان كان رسول الله (ص) ليتفقد يقول : أين أنا اليوم أين أنا غدا استبطاء ليوم عائشة و في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة قالت :
لما كان في مرض موته جعل يدور في نسائه و يقول : أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة , فلما كان يومي سكن و في سنن ابن ماجة ومسند أحمد عن ابن عباس قال :لما مرض رسول الله (ص) كان في بيت عائشة , فقال : ادعوا لي عليا قالت عائشة : يا رسول الله ندعو لك أبا بكر ؟
قال : ادعوه وقالت حفصة : يا رسول الله ندعو لك عمر ؟قال : ادعوه قالت أم الفضل : أندعو لك العباس ؟قال : ادعوه فلما اجتمعوا, رفع رسول الله رأسه , فنظر فسكت فقال عمر: قوموا عن رسول الله
ثم جاء بلال يؤذنه للصلاة , فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة : يا رسول الله ان أبا بكر رجل رقيق حصر ومتى لا يراك يبكي والناس يبكون , فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج ابو بكر, فصلى
وفي صحيح البخاري ومسلم ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف و اللفظ للأول عن عائشة قالت :لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال : مروا أبا بكران يصلي بالناس فقلت : يا رسول الله ان أبا بكر رجل اسيف , وأنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس , فلو أمرت عمر قال : انكن أنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ان يصلي بالناس
وفي صحيح البخاري ومسلم و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وانساب الاشراف للبلاذري وغيرها واللفظ للأول ,قالت عائشة : لما اشتد برسول الله (ص) وجعه , قيل له في الصلاة ,فقال : (مروا أبا بكر فليصل بالناس )قالت عائشة : ان أبا بكر رجل رقيق اذا قرا غلبه البكاءقال : (مروه فيصلي ) فعاودته قال : (مروه فيصلي انكن صواحب يوسف ) وقالت : لقد راجعت رسول الله (ص) في ذلك , وما حملني على كثرة مراجعته , إلا أنه لم يقع في قلبي ان يحب الناس بعده رجلا قام مقامه ابدا, وكنت ارى أنه لن يقوم احد مقامه الا تشاءم الناس به , فأردت ان يعدل ذلك رسول الله (ص) عن أبي بكر وفي صحيح البخاري ومسلم وسنن الدارمي ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد واللفظ للأول عن عائشة قالت : ثقل النبي (ص) فقال : أصلى الناس ؟
قلنا: لا, هم ينتظرونك قال : ضعوا لي ماء في المخضب قالت : ففعلنا, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال (ص ): أصلى الناس ؟قلنا : لا, هم ينتظرونك يا رسول الله قال : ضعوا لي ماء في المخضب
قالت : فقعد, فاغتسل , ثم ذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق فقال :أصلى الناس ؟قلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله فقال : ضعوا لي ماء في المخضب فقعد, فاغتسل , فذهب لينوء, فأغمي عليه , ثم افاق , فقال :أصلى الناس ؟فقلنا: لا, هم ينتظرونك يا رسول الله والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي (ص) لصلاة العشاء الاخرة فأرسل النبي (ص) الى أبي بكر بان يصلي بالناس , فآتاه الرسول ,فقال : ان رسول الله (ص) يأمرك ان تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا: يا عمر صل بالناس فقال له عمر: أنت احق بذلك فصلى أبو بكر تلك الأيام
وفي صحيح البخاري و مسند أبي عوانة وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول عن عائشة , قالت : ان رسول الله (ص) قال في مرضه : مروا ابابكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر, فليصل بالناس , فقالت عائشة : فقلت لحفصة قولي له : ان أبا بكر اذا قام في مقأمك لم يسمع الناس من البكاء, فمر عمر,فليصل للناس , ففعلت حفصة , فقال رسول الله (ص ): مه انكن لأنتن صواحب يوسف , مروا أبا بكر فليصل بالناس , فقالت حفصة لعائشة :ما كنت لاصيب منك خيرا وفي سنن أبي داود - باب استخلاف أبي بكر - ومسند أحمد وسيرة ابن هشأم وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عبد الله بن زمعة لما استعز برسول الله (ص) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعاه بلال الى الصلاة , فقال : مروا من يصلي للناس فخرج عبد الله بن زمعة , فاذا عمر في الناس , وكان أبو بكر غائبا,فقلت : يا عمر قم فصل بالناس , فكبر, فلما سمع رسول الله (ص )صوته , وكان عمر رجلا مجهرا, قال : فأين أبو بكر يابى الله ذلك والمسلمون , يابى الله ذلك والمسلمون فبعث الى أبي بكر, فجاء بعد ان صلى عمر تلك الصلاة , فصلى بالناس وفي رواية بعدها :لما سمع النبي (ص) صوت عمر خرج النبي (ص) حتى رأسه من حجرته , ثم قال : لا, لا, لا, ليصل للناس ابن أبي قحافة قال تلك مغضبا وفي مسند أحمد بعده :قال عبد الله بن زمعة : قال لي عمر: ويحك ألا إن رسول الله (ص) أمرك بذلك ,ولولا ذلك ما صليت بالناس قال : قلت له والله ما أمرني رسول الله (ص ), ولكني حين لم ار أبا بكر, رايتك احق من حضر بالصلاة وفي سنن ابن ماجة :
عن سالم بن عبيد قال : أغمي على رسول الله (ص) فى مرضه , ثم افاق , فقال : احضرت الصلاة ؟قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : احضرت الصلاة ؟
قالوا: نعم قال : مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
فقالت عائشة : ان أبي رجل اسيف , فاذا قام ذلك المقام يبكي ,لا يستطيع , فلو أمرت غيره ثم أغمي عليه , فأفاق , فقال : مروا بلالا فليؤذن , و مروا أبا بكر,فليصل بالناس , فإنكن صواحب يوسف او صويحبات يوسف قال : فأمر بلال فأذن , و أمر أبو بكر فصلى بالناس
وفي مسند أحمد عن انس قال :لما مرض رسول الله مرضه الذي توفي فيه آتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين : يا بلال , قد بلغت فمن شاء فليصل , ومن شاء فليدع فرجع اليه بلال فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يصلي بالناس قال : مر أبا بكر فليصل بالناس
فلما تقدم ابو بكر, رفعت عن رسول الله (ص) الحديث
صلاة النبي (ص) خلف أبي بكر:
في مسند أحمد عن عائشة قالت :قال رسول الله (ص) في مرضه الذي مات فيه : مروا أبا بكر فليصل بالناس فصلى ابو بكر, وصلى النبي (ص) خلفه قاعدا وفي مسند أحمد وانساب الاشراف واللفظ للأول عن عائشة قالت :صلى رسول الله (ص) خلف أبي بكر قاعدا في مرضه الذي مات فيه وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم و مسند أبي عوانة واللفظ للأول عن الزهري قال :اخبرني انس بن مالك الأنصاري , وكان تبع النبي (ص) وخدمه وصحبه : ان أبا بكر كان يصلي بهم في وجع النبي (ص) الذي توفي فيه اذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة , فكشف النبي (ص) ستر الحجرة ينظر الينا وهو قائم كان وجهه ورقة مصحف , ثم يضحك فهممنا ان نفتن من الفرح برؤية النبي (ص ), فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف , وظن ان النبي (ص) خارج الى الصلاة , فأشار النبي (ص) أن أتموا الصلاة وأرخى الستر, فتوفي من يومه وروى البخاري وابو عوانة وأحمد والبلاذري عن انس واللفظ للأول قال لم يخرج الينا نبي الله (ص) ثلاثا, فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم فقال نبي الله (ص) بالحجاب فرفعه الحديث وروى البخاري وأحمد وابن سعد واللفظ للأول عن انس قال :ان المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم الحديث
اعتمدنا في ما أوردنا في المتن من حديث على ألفاظ صحيح البخاري عدا خمسة احاديث اخذنا واحدا منها من صحيح أبي داود, و حديثين من سنن ابن ماجة , و اثنين من مسند أحمد "
انتهت نقول العسكرى من بطون متون كتب الحديث وقبل التعرض لاستنتاجاته نلاحظ عدة تناقضات بين الروايات أولها الرجلان اللذان خرج بينهما الرسول (ص)ففى رواية العباس وعلى " فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ" وفى رواية لا يوجد العباس وإنما ابنه الفضل " فَخَرَجَ وَيَدٌ لَهُ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ"وهو تناقض وثانيها فيمن أمر النبى (ص)أن يقول لأبى بكر أن يصلى بالناس فمرة عائشة " فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ مَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ لاَ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَقَالَ « مُرِى أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ" ومرة أمر بلال وهو رسوله لأبى بكر وهو قولهم "جَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ « مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ »وقولهم"فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى أَبِى بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّىَ بِالنَّاسِ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّىَ بِالنَّاسِ"
بالقطع هذه التناقضات بعض من كل وقد لاحظتها فى دراستى للحديث فى صحيح مسلم ولاحظن التالى فى أثناء دراسته فى صحيح البخارى:
والتناقض الأول هو أن الأمر "مروا "خطاب لمن فى البيت كلهم فى 3385 بينما "مرى "خطاب لواحدة هى عائشة فى 3384 والتناقض الثانى أنه قال مروا ثلاثا فى 3385 وقالها "الرابعة "فى 3384
وأيضا:
والتناقض الأول فى معرفة أبو بكر بالنبى ففى 683 وأمثالها رأى النبى (ص)وفى 713 "سمع أبو بكر حسه "فهنا سماع للنبى (ص)والتناقض الثانى فى قول عائشة فمرة فى 712"فلا يقدر على القراءة "وهذا يعنى أنه لم يقرأ إطلاقا وهو نفسه "لم يستطع أن يصلى بالناس "فى 678 ومرة "لم يسمع الناس من البكاء فى 679 "وهذا يعنى أنه يقرأ ويبكى
ثم نقل العسكرى نقولا عن أهل السنة يستدلون بتلك الروايات على أحقية أبو بكر بالخلافة فقال :
"وقد استدلوا بما رووا من تلكم الاحاديث على صحة خلافة أبي بكر قال الحسن - المعروف بالبصري - :أمر رسول الله (ص) أبا بكر وهو مريض ان يصلي بالناس ثم قال الحسن - البصري - ليعلمهم والله من صاحبهم بعده و بعث عمر بن عبد العزيز اليه يساله : هل كان رسول الله استخلف أبا بكر ؟ فقال الحسن : أو في شك صاحبك ؟ الناس ولهو كان اتقى لله من ان يتوثب عليها"
"وقال ابو عوانة (ت : 316) بعد نقل بعض تلكم الاحاديث في مسنده :
(ان هذه الاحاديث بيان خلافة أبي بكر لقول النبي (ص) ليؤمكم اقراكم , وقد كان في اصحابه من هو اقرا منه و فيهم من هو ارفع وأبين صوتا منه للقراءة وقد قيل للنبي (ص) غير مرة : مر غيره يصلي بالناس , فأنه لا يستطيع , وأنه اسيف , وأنه رقيق , وأنه يبكي في صلاته , فلم يأمر غيره , ولم يرض بغيره فدل قوله في خبر أبي مسعود حيث قال : ولا يؤمن رجل في سلطانه أنه الخليفة عليهم بعده ) وقال ابن كثير بعد ايراد قسم كبير من تلكم الاحاديث في تاريخه و محاولته الجمع بين متناقضاته :
والمقصود ان رسول الله (ص) قدم أبا بكر الصديق إماما للصحابة كلهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية قال الشيخ أبو الحسن الاشعري : وتقديمه له أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام قال : وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم مما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله (ص )قال : يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله , فان كانوا في القراءة سواء,فأعلمهم بالسنة , فان كانوا بالسنة سواء, فأكبرهم سنا, فان كانوا في السن سواء, فأقدمهم مسلما قلت وهذا من كلام الاشعري ينبغي ان يكتب بماء الذهب , ثم قد اجتمعت كلها في الصديق "
هنا العسكرى ينقل النقول مصدقا إياها من بطون كتب القوم وهو لا يصدق النقول التالية التى نقلها من نفس كتب القوم عن على الذى أعلن احقية أبو بكر بالخلافة وهى:
"ومما يضحك الثكلى في الباب أنهم رووا عن الإمام علي ما يلي :
عن الحسن - و اراه البصري - عن علي بن أبي طالب : (ان رسول الله (ص) لم يمت فجأة كان يأتيه بلال في مرضه , فيؤذنه بالصلاة ,فيقول : فهاتوا أبا بكر ان يصلي بالناس وهو يرى مكاني فلما قبض نظر المسلمون , فرأوا أن رسول الله (ص) قد ولاه أمر دينهم , فولوه أمر دنياهم ) وفي رواية اخرى قال :قال علي : لما قبض رسول الله (ص) نظرنا في أمرنا, فوجدنا النبي (ص) قد قدم أبا بكر في الصلاة , فرضينا لدنيانا من رضي به رسول الله (ص) لديننا فقدمنا أبا بكر وعن أنس قال : قال علي : مرض رسول الله (ص) فأمر أبا بكر بالصلاة وهو يرى مكاني , فلما قبض اختار المسلمون لدنياهم من رضيه رسول الله (ص) لدينهم فولوا أبا بكر وكان والله له أهلا, وماذا كان يؤخره عن مقام أقامه رسول الله (ص) فيه وليس من الغريب بعد هذا أن يرووا ما يلي :
عن زر بن حبيش عن عبد الله قال :لما قبض رسول الله (ص) قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير قال : فآتاهم عمر فقال : يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر ان يصلي بالناس ؟قالوا : بلى قال فأيكم تطيب نفسه ان يتقدم أبا بكر ؟قالوا: نعوذ بالله ان نتقدم أبا بكر؟"
لكى يكون الإنسان عادلا عليه أن يرفض كلام الكل طبقا لكلام الله
ثم يقول العسكرى كلاما صحيحا وهو أن إمامة أبو بكر للصلاة لا تعطيه الحق فى الخلافة لأن عشرات الصحابة المؤمنين سبق أن أموا المسلمين فى الصلاة ومع هذا لم يقل أحد أنهم استحقوا الخلافة بتلك الإمامة ونص كلامه هو :
"لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء ما رواه البخاري في صحيحه :أن سالما مولى أبي حذيفة كان يؤم المهاجرين الأولين و أصحاب النبي (ص) في مسجد قباء فيهم أبو بكر و عمر ) وما رواه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من ان النبي (ص )استخلف ابن أم مكتوم على المدينة وفي مسند أحمد : يصلي بهم وهو اعمى
وفي مغازي الواقدي (ت : 207) و طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام : أن رسول الله استخلفه على المدينة في غزوة بدر واحد وبني النظير والأحزاب وبني قريظة والفتح وغيرها و روى الواقدي و ابن سعد :
أنه كان يجمع بهم و يخطب الى جنب المنبر - يجعل المنبر على يساره لست ادري كيف نسي هؤلاء الجلة من العلماء الاثبات ما قاله البخاري في صحيحه في كتاب الصلاة قال :باب إمامة العبد و المولى - وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف - وولد البغي والاعرابي والغلام الذي لم يميز و روى في باب فتح مكة عن عمرو بن سلمة أن قومه قدموه في الصلاة لأنه كان أكثرهم قرأنا قال : فقد قدموني بين ايديهم و أنا ابن ست او سبع سنين , وكانت علي شملة كنت اذا سجدت تقلصت عني , فقالت امرأة من الحي : ألا تغطوا إست قارئكم ؟فاشتروا فقطعوا لي قميصا, فما فرحت بشي ء فرحي بذلك القميص وفي لفظ أبي داود :فكنت اؤمهم في بردة موصلة فيها فتق فكنت اذا صليت خرجت استي وفي رواية اخرى :
فكنت اؤمهم وعلي بردة صغيرة صفراء فكنت اذا سجدت تكشفت عني فقالت امرأة من النساء : واروا عنا عورة قارئكم فاشتروا لي قميصا عمانيا الحديث وما قاله البخاري - أيضا - في باب إمامة المفتون والمبتدع :وقال الحسن صل - اي صل خلفه - وعليه بدعته و روى في الباب ان الزهري قال :لا نرى ان يصلي المخنث إلا لضرورة لابد منها
و ما رواه الصحابي الراوية ابو هريرة قال :قال رسول الله (ص ): الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان او فاجرا وان عمل الكبائر
لست ادري كيف نسي العلماء هذه الكلمات , واستنتجوا مما رووا في إمامة أبي بكر في مرض وفاة النبي (ص) ما استنتجوا "
ويطرح العسكرى أسئلة عن تناقض الروايات فى كتب أهل السنة فيقول:
"ثم كيف خفي عليهم التناقض البين بين تلك الأحاديث الواردة في كتب الصحاح وتهافتها فهل استأذن النبي (ص) أزواجه ان يمرض في بيت عائشة فأذن له فحول الى بيت عائشة في غير يومها ؟او كان يدور على نسائه , ويقول : أين أنا غدا حرصا على يوم عائشة فلما كان يومها سكن ولم يحول اليها في غير يومها وماذا جرى في بيت عائشة آنذاك ؟وماذا طلب النبي (ص) ؟هل طلب عليا, فذكروا له أبا بكر و عمر و العباس , فوافق فلما حضر أبو بكر أمره ان يصلي بالناس ؟ أم كان يغمى عليه , فاذا افاق , اغتسل , و يريد ان ينوء, فيغمى عليه ,فقال : مروا أبا بكر يصلي او غير ذلك من الحوار المذكور في الاحاديث ؟وهل جاءه بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : يا بلال : بلغت فمن شاء,فليصل ومن شاء فليدع ؟ أم هو الذي أمر بلالا ان يؤذن بالصلاة ؟وهل قال : مروا من يصلي للناس فذهب ابن زمعة الى عمر وأخبره أن يصلي بالناس فلما سمع النبي (ص) صوته قال : لا, يأبى الله ذلك ؟أم أمر أبا بكر ان يصلي بالناس , فراجعته عائشة مرة بعد اخرى ان يعين عمر, فأبى وقال : انكن صويحبات يوسف ؟ومن المخاطبة بهذه الكلمة عائشة أم حفصة ؟ومن الذي أنتدب عمر للصلاة ؟ أنتدبه أبو بكر, فابى , وقال : أنت احق بها؟أم ابن زمعة , فقبل , و صلى , فغضب الرسول (ص) من ذلك ؟وهل كان آخر رؤيتهم للنبي عندما صلى خلف أبا بكر قاعدا او عندما رفع ستر بيت عائشة وهم صفوف خلف أبي بكر ؟"
الغريب فى موقف العسكرى هو أن كتب الحديث أى الأخبار الشيعية فيها نفس الروايات تقريبا ومن ثم كان عليه ان ينتقد تناقضاتها هى الأخرى
وينقل العسكرى حجة أخرى فى تناقض الروايات وهى أن ابا بكر كان ضمن جيش أسامة الذى عسكر خارج المدينة قبل وفاة النبى(ص) بأيام ومن ثم لا يمكن أن يكون أبا بكر قد قاد الصلاة فى تلك الفترة
ورغم صحة الحجة فإن العسكرى لم يقل أن هذا الكلام ينطبق على عمر وعلى فقد كان الاثنين خارج المدينة فى جيش أسامة ومن ثم فكل ما روى عن المرض والوفاة كاذب وحضور على وأبو بكر وعمر لهم كذب وفى هذا قال :
"هذا اذا اقتصرنا على الروايات الواردة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتبرة عن علماء مدرسة الخلفاء وإذا رجعنا الى اوثق المصادر التاريخية عندهم وجدنا اضافة الى ما ذكرنا في أنساب الاشراف قالت عائشة :ان رسول الله (ص) قال : انقلوني الى بيت عائشة قالت : فلما سمعت ذلك قمت , و لم تكن لي خادم , فكنست بيتي ,وفرشت له فراشا, ووسدته وسادة كان حشوها اذخر, فلما حضرت الصلاة قال : أرسلي الى أبي بكر, فليؤم الناس قالت : فأرسلت اليه , فأرسل الي اني شيخ كبير ضعيف عن ان اقوم في مقام رسول الله (ص ), ولكن اشيرى على رسول الله بعمر, واستعيني عليه بحفصة , ففعلت , فقال : انكن صواحب يوسف , أرسلي الى أبي بكر وفي طبقات ابن سعد :قال رسول الله (ص) وهو مريض لأبي بكر : صل بالناس فوجد رسول الله (ص) خفة فخرج و أبو بكر يصلي بالناس , فلم يشعر حتى وضع رسول الله (ص) يده بين كتفيه , فنكص ابو بكر, و جلس النبي (ص) عن يمينه فصلى ابو بكر, و صلى رسول الله (ص) بصلاته ,فلما انصرف قال : لم يقبض نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته و نجد في طبقات ابن سعد و انساب الاشراف للبلاذري :عن الفضل بن عمرو الفقيمي قال : صلى أبو بكر بالناس ثلاثا في حياة النبي (ص )و نظيره ما رويا عن عكرمة وفي رواية : أنه صلى بهم سبع عشرة صلاة و روى البلاذري عن المنهال بن عمرو عن سويد بن غفلة عن علي قال : أمر رسول الله (ص) أبا بكر على صلاة المؤمنين , فصلى بهم في حياة النبي (ص) تسعة أيام ثم قبض و روى ابن سعد عن محمد بن قيس قال :اشتكى رسول الله (ص) ثلاثة عشر يوما فكان اذا وجد خفة صلى واذا ثقل صلى أبو بكر
هذه الاحاديث الكثيرة في كتب الصحاح والسنن والمسانيد المعتمدة ,والسير والتواريخ المعتبرة عند علماء مدرسة الخلفاء التي حوت قصصا وصفية رائعة لم يصدق شي ء منها, كما لم يصدق شي ء مما استنتجوا منها واطمأنوا اليه ان رسول الله (ص) كان قد أنتدب وقتذاك أبا بكر وعمر مع غيرهما من المهاجرين والأنصار لغزو الروم بقيادة مولاه أسامة , فكيف يعين - والحالة هذه - احدهما للصلاة ؟ وقد اكد مرة بعد اخرى تنفيذ جيش أسامة ولعن من تخلف عنها كما يأتي :
قالوا : لما كان يوم الاثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشرة من مهاجر رسول الله (ص) أمر رسول الله (ص) الناس بالتهيؤ لغزو الروم , فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد, فقال : سر الى موضع مقتل أبيك فـوطئهم الخيل , فقد وليتك هذا الجيش - الى قوله – فلما كان يوم الأربعاء, بدئ برسول الله (ص) فحم و صدع , فلما أصبح يوم الخميس عقد لواء بيده , ثم قال : اغز باسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقودا, فدفعه الى بريدة بن الحصيب الاسلمي ,وعسكر بالجرف , فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار, الا أنتدب في تلك الغزوة فيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان و سلمة بن اسلم فتكلم قوم , وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين ,فغضب رسول الله غضبا شديدا فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة , فصعد المنبر, وقال في خطبته : فما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميري أسامة , ولئن طعنتم في أمارتي أسامة لقد طعنتم في أمارتي اباه ثم نزل , فدخل بيته , وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله (ص ),ويمضون الى العسكر بالجرف , وثقل رسول الله (ص) فجعل يقول :انفذوا بعث أسامة و رجع أسامة الى معسكره يوم الاثنين وأصبح رسول الله مفيقا, فقال له : اغد على بركة الله , فودعه أسامة , وخرج الى معسكره , فأمر الناس بالرحيل , فبينا هو يريد الركوب اذا رسول أمه أم ايمن قد جاءه يقول :ان رسول الله يموت فأقبل واقبل معه عمر وأبو عبيدة , فانتهوا الى رسول الله (ص) وهو يموت , فتوفي (ص) حين زاغت الشمس , و دخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف الى المدينة , ودخل بريدة بلواء أسامة معقودا, حتى اتى به باب رسول الله (ص ), فغرزه عنده وفي رواية الجوهري ـن أسامة طلب من رسول الله ان يتاخر كي يطمئن من صحة رسول الله (ص ), فقال له : انفذ لما أمرتك
ثم أغمي على رسول الله (ص) وقام أسامة , فتجهز للخروج , فلما افاق رسول الله (ص) سال عن أسامة والبعث , فاخبر أنهم يتجهزون , فجعل يقول : انفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك , فخرج أسامة واللواء معقود على رأسه والصحابة بين يديه , حتى اذا كانبالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار اسيد بن حضير و بشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ,فجاء رسول أم ايمن يقول له : ارجع فان رسول الله يموت , فدخل المدينة واللواء معه - الى قوله - فما كان أبو بكر و عمر يخاطبان أسامة إلى أن مات ولما استخلف ابو بكر, أمر أسامة بن زيد ان ينفذ في جيشه , وساله أن يترك عمر يستعين به على أمره , فقال : فما تقول في نفسك , فقال : يا ابن اخي فعل الناس ما ترى , فدع لي عمر, وانفذ لوجهك اذا كان النبي (ص) قد أنتدب أبا بكر و عمر مولاه أسامة لغزو الروم ووكد ذلك مرة بعد اخرى ولعن من تخلف عنه ولا يصح مع ذلك ان ينتدب احدهما لإمامة المصلين بمسجده "
ثم تعهد العسكرى بكشف حقيقة صلاة أبو بكر فقال:
"حقيقة إمامة أبي بكر في تلك الآونة:
نرجع الى الاحاديث الواردة في كتب الصحاح والمسانيد الحديثية لعل واقع الأمر يكشف لنا عنه :
في صحيح البخاري باب الرجل يأتم بالإمام , وياتم الناس بالمأموم ويذكر عن النبي (ص) ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم , من كتاب الصلاة وصحيح مسلم وابن ماجة ومسند أبي عوانة ومسند أحمد وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري واللفظ للأول : عن أم المؤمنين عائشة , قالت : لما ثقل رسول الله (ص) جاء بلال يؤذنه بالصلاة , فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت : فلما دخل وجد رسول الله من نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين و رجلاه تخطان في الارض حتى دخل المسجد, فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأوما اليه رسول الله (ص) فجاء رسول الله (ص) حتى جلس عن يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلي قائما وكان رسول الله (ص) يصلي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة النبي (ص) ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر و ورد في باب (من اسمع الناس تكبير الإمام ) من كتاب الصلاة في صحيح البخاري و مسند أبي عوانة واللفظ للأول : فتأخر أبو بكر وقعد النبي (ص) الى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير وفي باب (حد المريض ان يشهد الجماعة ) من كتاب الاذان :
قالت عائشة : لما مرض رسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال : مروا أبا بكر فليصل بالناس - الى قولها- فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي خفة فخرج يهادى بين رجلين كأني انظر رجليه تخطان الارض من الوجع - وفي آخر الحديث -فأتي به واجلس الى جنب أبي بكر وفي مسند أبي عوانة ومسند أحمد عن عائشة وفي انساب الاشراف عن ابن عباس وعائشة واللفظ للأولين :ان رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه الذي مات فيه فكان رسول الله (ص) بين يدي أبي بكر يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر يصلي بالناس و الناس خلفه وفي باب (من قام الى جنب الإمام لعلة ) من كتاب الصلاة بصحيح البخاري و صحيح مسلم و ابن ماجة ومسند أبي عوانة و موطا مالك واللفظ للأول :فجلس رسول الله (ص) حذاء أبي بكر الى جنبه فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله (ص) والناس يصلون بصلاة أبي بكر
في شرح صحيح البخاري يهادى : أي يعتمد على الرجلين من شدة الضعف و يخطان في الارض , أي : لم يكن يقدر على تمكينهما من الأرض وفي شرح صحيح مسلم تخطان في الارض , أي : تجعلان فيها خطا لكونه عليه الصلاة يجرهما ولا يعتمد عليهما بسبب ضعفه
واضافة الى ما أوردنا من كتب الصحاح و المسانيد الحديثية
اذا فقد ثقل رسول الله في مرض موته فأذن بالصلاة , قالت عائشة :فقال : مروا أبا بكر يصلي بالناس فلما دخل أبو بكر في الصلاة وجد رسول الله من نفسه خفة , فخرج رسول الله يحمله اثنان و رجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف هكذا حمل صلى الله عليه و آله و أتي به الى المحراب وأجلس أمام أبي بكر فصلى بالناس من جلوس , وائتم به أبو بكر
قال الشافعي وكان أبو بكر فيها إماما, فصار مأموما يسمع الناس التكبير
و هاهنا ترد الاسئلة الاتية :
كيف أمر رسول الله (ص) أبا بكر ان يصلي بالناس فلما شرع بها خرج النبي (ص) على تلك الحالة من المرض , لينحيه عنها, ويصلي هو بالناس من جلوس ؟ و أليس تقدمه لأمامتهم يدل على أنهم قطعوا صلاتهم التي كانوا يصلونها خلف أبي بكر, و استانفوا الصلاة خلف النبي (ص) ؟ وكيف كانت حالته (ص) حين أمر أبا بكر بالصلاة - حسب قول أم المؤمنين عائشة - كيف كانت حالته عند ذاك لتصدق على حالته وهو يحمل ورجلاه تخطان في الارض من الوجع و شدة الضعف خفة إلا أن يكون في حالة الاغماء وتكون الخفة أن يفيق من الاغماء و اذا كان كذلك فمن الذي اخبر بلالا أن رسول الله (ص) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس حين كان رسول الله (ص) في بيت أم المؤمنين عائشة نجد جواب هذه الاسئلة في ما رواه ابن أبي الحديد عن شيخه عن الإمام علي بن أبي طالب :ان عائشة أمرت بلالا مولى أبيها أن يأمره فليصل بالناس فقال رسول الله (ص) لها انكن لصويحبات يوسف انكارا لهذه الحال وغضب منها لأنها وحفصة تبادرتا الى تعيين أبويهما, وان النبي (ص) استدركها بخروجه وصرفه عن المحراب ولا علق الأمر الواقع الا بها, فدعا عليها في خلواته وبين خواصه و تظلم الى الله منها وجرى له في تخلفه عن البيعة ما هو مشهور وقد بايع قال ابن أبي الحديد: فقلت له افتقول أنت : ان عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله لم يعينه ؟فقال : أما أنا, فلا اقول ذلك , ولكن عليا كان يقوله , و تكليفي غير تكليفه كان حاضرا ولم أكن حاضرا, فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي وهي تتضمن تعيين النبي (ص) لأبي بكر في الصلاة وهو محجوج بما كان قد علمه , او يغلب على ظنه من الحال التي حضرها ويتفق محتوى اخبار السير والحديث عند اتباع مدرسة أهل البيت مع ما ورد عن الإمام علي:ففي الارشاد للشيخ المفيد و اعلام الورى للطبرسي واللفظ للأول :
وكان اذ ذاك في بيت أم سلمة , فأقام به يوما أو يومين فجاءت عائشة اليها تسألها ان تنقله الى بيتها, لتتولى تعليله , و سألت أزواج النبي (ص) في ذلك , فأذن له فأنتقل (ص) الى البيت الذي تسكنه عائشة واستمر به المرض فيه أياما, وثقل , فجاء بلال عند صلاة الصبح و رسول الله (ص) مغمور بالمرض , فنادى الصلاة رحمكم الله و في خصائص الائمة لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه فأذن بالصلاة الحديث قال المفيد : فقالت عائشة : مروا أبا بكر وقالت حفصة : مروا عمر فقال رسول الله (ص) حين سمع كلامهما و رأى حرص كل واحدة منهما على التنويه بأبيها وافتنانهما بذلك ورسول الله (ص) حي : اكففن فإنكن كصويحبات يوسف ثم قام مبادرا خوفا من تقدم أحد الرجلين وقد كان أمرهما بالخروج مع أسامة , ولم يك عنده شك أنهما قد تخلفا فلما سمع عائشة وحفصة ما سمع علم أنهما متاخران عن أمره , فبدر لكف الفتنة و ازالة الشبهة فقام (ص) وأنه لا يستقل على الارض من الضعف فأخذ بيده علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الارض من الضعف فلما خرج الى المسجد وجد أبا بكر قد سبق الى المحراب فأوما إليه بيده أن تأخر عنه , فتأخر أبو بكر, وقام رسول الله (ص) مقامه , فكبر وابتدا الصلاة التي كان قد ابتداها أبو بكر, ولم يبن على ما مضى من فعاله فلما سلم انصرف الى منزله ,واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال : ألم أمركم ان تنفذوا جيش أسامة ؟فقالوا: بلى يا رسول الله قال : فلم تأخرتم عن أمري قال أبو بكر: اني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا وقال عمر : يا رسول الله اني لم أخرج , لأني لم أحب أن اسأل عنك الركب فقال النبي (ص ): نفذوا جيش أسامة نفذوا جيش أسامة , يكررها ثلاث مرات , ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف الذي ملكه "
الأسئلة التى طرحها العسكرى مشروعة فى الروايات السنية ولكن كان عليه ليكون عادلا ان ينقل من كتب الشيعة الروايات فى الموضوع ولكنه نقل رواية واحدة حتى لا يتضح أن الروايات الشيعية كالسنية متناقضة فإذا كانت الرواية التى تقلها تقول ان عائشة هى التى أمرت أن يكون والدها هو الإمام فى الصلاة تناقض الرواية الشيعية التالية التى تقول أنها أمرت عمر أن يؤم الصلاة فأخبرها أن والدها أحق ونادى بذلك كما أن فى رواية العسكرى حمل النبى(ص) على والفضل بن العباس وهو ما يناقض كونهما على والعباس فى الرواية التالية وهى:
"جاء في (خصائص الأئمّة للشريف الرضي، و(الطُرف) لابن طاووس، والنصّ منه، عن الإمام موسى الكاظم يرويه عيسى الضرير:
قال عيسى: وسألته: قلت: ما تقول فإنّ الناس قد أكثروا في أنّ النبيّ(ص) أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، ثمّ عمر
فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال: ليس كما ذكروا، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأُمور وليس ترضى عنها إلاّ بكشفها فقلت: بأبي أنت وأُمّي، إنّما أسأل منها عمّا انتفع به في ديني، وأتفقّه، مخافة أن أضلّ، وأنا لا أدري، ولكن متى أجد مثلك أحداً يكشفها لي؟فقال: إنّ النبيّ(ص) لمّا ثقل في مرضه، دعا عليّاً فوضع رأسه في حجره وأُغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأُذن بها، فخرجت عائشة فقالت: يا عمر! اخرج فصلّ بالناس، فقال: أبوك أولى بها فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن وأكره أن يواثبه القوم، فصلّ أنت فقال لها عمر: بل يصلّي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرّك مع أنّ محمّداً مغمى عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يريد عليّاً- فبادر بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليّاً بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: (الصلاة الصلاة قال: فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فأنكر القوم ذلك، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول الله(ص)، فلم يكبّر حتّى أفاق(ص)، وقال: (ادعوا إليَّ العبّاس)، فدعي، فحملاه هو وعليّ فأخرجاه حتّى صلّى بالناس وإنّه لقاعد، ثمّ حُمل فوضع على منبره، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتّى برزن العواتق من خدورهنّ، فبين باكٍ وصائح وصارخ ومسترجع، والنبيّ(ص) يخطب ساعة، ويسكت ساعة "
إذا نحن أمام نقد على الهوى فالرجل يذكر الدليل غير كامل وهذا هو ديدن أهل كل مذهب أن ينتصروا لرأيهم وليس للحق فلو فكر الكل لوجدوا أنهم يتعاركون من قرون على أشياء لا أصل لها ولا يمكن أن تكون من الإسلام يتعاركون على أحداث فى كتب التاريخ لم يقع معظمها
وتحت عنوان الخلاصة ذكر ما سبق أن قاله من حجج ناقصة دون ذكر للروايات ومن ثم لن نعيد تكراره هنا والسؤال الوحيد الذى طرحه فى الخلاصة ولم يسبق أن قاله فى الكتاب هو :
"ويبقى بعد كل ما ذكرناه سؤال آخر وهو :اذا كان الأمر كما أوضحناه فكيف انتشر كل تلكم الاحاديث في جميع كتب الصحاح والسنن والمسانيد الحديثية وكتب السير والتواريخ الموثوق بها عند علماء مدرسة الخلفاء"
وأجاب الرجل :
"الجواب : ان سياسة اقامة الخلافة الراشدة للمسلمين كانت تقتضي نشر أمثال تلكم الاحاديث ومن بعد الراشدين كانت تتوقف شرعية حكم الخلفاء من أمويين وعباسيين وعثمانيين على نشر أمثالها لهذا نشرت السياسة أمثال تلكم الاحاديث زهاء اربعة عشر قرنا وروجتها و أيدت محدثيها, ووثقت الكتب التي حوتها و حثت الناس على ذلك وتقبلوها بقبول حسن جيلا بعد جيل بحسن ظن واقبال عجيب , ولم يشعروا بحاجة الى البحث والتحقيق وشاء الله - تعالى -ان نقدم الى ما عملوا فنجعله هباء منثورا"
وهو كلام يدل على أن العسكرى ككل أهل المذاهب لم يفهم الغرض الصحيح من نشر الضلال تحت مسمى الحديث أو تحت مسمى الأخبار وهو إحداث الفرقة بين من كانوا مسلمين حتى يظلوا أزمانا طوال فى حروبهم القتالية ومعاركهم الكلامية ولعن الله من اضل الناس ولعن قادة الضلال من كل الفرق الذين يقودون حرب المذاهب وكلهم للأسف لن تجد منهم فقيرا وإنما كلهم من اصحاب الأموال وارتداء لباس الكهنة فى أديان الكفر فالدين هو وسيلة الغنى عندهم كما كان حال الكهنة الذين يساندون الحكام فى كل العصور