رضا البطاوى
02-08-2020, 11:34 AM
نقد كتاب المرأة والحرية
الكتاب تأليف الباحثة حسينة حسن الدريب وهى من أهل العصر والكتاب كما هى العادة كلام يكرره الكتاب وتكرره الكاتبات منذ قرن تقريبا عن حرية المرأة فى الإسلام
والكتاب الكثير منه مدح فى الثورة الخومينية وجمهوريتها الوليدة ولعدم اتساق المدح مع موضوعات الكتاب حذفناها لعدم علاقته بموضوع الكتاب ومن أمثلته " ولنا مثال حي نلمسه في واقعنا المعاصر وهي حكومة ايران التي جعلت للمرأة كامل الحرية بالإضافة الى الحقوق والواجبات والعزة والعفاف وأثبتت أن الإسلام هو دين الحكم والسياسة وإعطاء كل ذي حق حقه بجدارة وتطبيق لا شعار براق "
الحرية كلمة غالبا من يتحدث عنها باسم الإسلام لا يفقه ماهيتها فالحرية فى الإسلام تعنى حرية اختيار الإسلام من الكفر كما قال تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
فإن اخترنا الإسلام انتهت حريتنا ووجب علينا أن عبيدا أو عباد لله حيث أوجب الله علينا ألا نختار لأنفسنا إلا ما اختاره لنا بقوله تعالى :
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"
ومن ثم فكل من يتكلم عن الحرية فى الإسلام بغير هذا مخطىء فنحن عبيد لله وهذا معنى قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
وما يتحدث الباحثون عنه والباحثات فى الموضوع هو حقوق المرأة التى أقرها الله فى الإسلام ليس إلا
وفى موضوع الكتاب قالت الباحثة:
"المقدمة:
أما بعد فإن قضية حرية المرأة فريضة ربانية، وهدف مشترك بين اهل الإسلام وغيرهم , ولكن الاختلاف هو في مفهوم الحرية وما هي الحرية التي تتم بها كرامة المرأة وعزتها وتتطلبها حياتها, وأي المدعين للحرية يطبقها في الواقع حقيقة لا شعار , وأنا في هذا البحث المتواضع سوف ابين ذلك بالأدلة الثابتة الملموسة , وأبين المفهوم الإسلامي للحرية وكذا المفهوم الغربي ونقايس بين المفهومين ليطلع القاري العزيز بنفسه ويأخذ النتيجة الصحيحة التي يرتضيها دينه وعقله وضميره"
ورغم هذا الكلام الكبير الألفاظ الفارع من المعنى إلا إنها فى التمهيد أقرت بالحقيقة وهى أن الحرية ما هى إلا حقوق المرأة فقالت:
"تمهيد:
"وأنا في هذا البحث الموجز سأسعى بجهدي أن أثبت أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي اعطى كل ذي حق حقه وبالأخص المرأة التي هي مورد بحثنا أعطاها كامل الحقوق والعز والشرف ولم يظلمها من حقها شي وكل القوانين الدينية كالحجاب ونحوه ما هو إلا شرف وعفة وعزة وكرامة ولا يمنعها من ممارسة حقها في المجتمع وان تكون عضو فعال في المجتمع "
ثم قررت أن من يدعو لتحرر المرأة هدفه هدف معادى للمرأة والعباد والغرض تفريق المسلمين باسم الحرية فقالت:
"نعم إن من يدعون تحرر المرأة وحقوق الأن سان وأهدافهم هو اسقاط عفة المرأة والمتاجرة بشرفها , وامتصاص ثروات البلاد والعباد فضحهم الله تعالى ونكسهم وكشف مكرهم واعلمي أن أعداء الدين قد عملوا كل ما استطاعوا لتفريق المسلمين وإضعافهم بنشر ادعاء الحرية و بث الفساد باسم الحرية ونشر أحزاب باسم الدين تنشر عقائد ومخططات مستر ولتمزيق الشعوب بالأحزاب والقوميات كي يبقى كل حزب يفرح بمن يمد له يد العون ولو كان عدوه الذي أسسه وأسس له خصم لأجل يبقوا يتناحروا فيما بينهم ويمدون ايدي العون من أعداء الإسلام فيشترطون عليهم مص الثروات وبيع العقارات ونشر الفساد ووو"
وتحت عنوان المرأة في الإسلام قررت المساواة بين الرجل والمرأة إلا ما اختلفا فيه من الخلقة فقالت:
"قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "
لقد جاء الإسلام بالعدل والمساواة بين الذكر والأن ثى ومنح المرأة كامل حقوقها واقر مشاركتها لأخيها الرجل في جميع التكاليف والشرائع إلا مالا يتفق مع طبيعتها وخلقها التكويني بعدما كانت مهدورة الحقوق وبشرى شؤم "وإذا بشر أحدهم بالأن ثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم""
وكالعادة تحدثت عن هضم حقوق المرأة فى الأمم الأخرى فقالت:
"نعم فقد كانوا يعدون المرأة عار في الجاهلية وكانت ترث ولا تورث وتعامل معاملة الحيوانات وأما في عصر قدماء الهنود فقد كانوا يرون أن الوباء والجحيم خير من المرأة وكانوا يحكمون عليها بأنها لا تأكل اللحم ولا تضحك ونحو ذلك من الاستهانة بها , وفي حضارة اليونان القديمة ان المرأة رجس وغير ذلك , وفي عصر الروم يقولون ان المرأة مسئولة عن انتشار الفواحش ولهم فتوى انها ليس لها روح وغير ذلك , وكان اليهود يحبسون المرأة في البيت ويحكمون على ما تلمسه بالنجاسة وأنها مملوكة وجاء الإسلام و رفع من معنويات الام التي كانت ترى ابنتها تدفن حية وأعطاها حقوقها وجعلها احدى مقومات الدين وركن من اركان الحضارة ونقطة انطلاق للتمدن والعمران وجعلها شريكة الرجل في ما تطيقه حسب تكوينها الخلقي لأن الخالق هو المشرع فلا يكون احد احكم منه في خلقه "
ثم ضربت أمثلة للمرأة فى تاريخنا المعروف وكالعادة اختارت حسب المذهب النساء المحبوبات فى المذهب الشيعى مع أنهن محبوبات فى المذهب السنى وتركت نساء النبى (ص) وبناته الأخريات فقالت:
" وتاريخنا الإسلامي يزخر بالنساء العالمات والمثقفات من جميع المستويات والطبقات فمنهن مفسرات الحديث ومحدثات وشاعرات وأديبات والراويات والخطيبات والمجاهدات بأموالهن وأنفسهن و فان من نساء المسلمين خديجة بنت خويلد التي لولا مالها ما قام للإسلام قائمة , ومنهن الصديقة الزهراء التى وقفت مع أبيها ومع زوجها موقف الركن الوثيق السند المنيع ومثلها بنتها عقيلة بني هاشم في موقفها المعروف في كربلاء وبطولها التي لم تتحملها أي امرلااة في أي قرن وعصر وخطبتها المعروفة التي بسببها قامت ثورة التوابين , وهكذا عبر العصور (ما من بطل الا وورائه امرأة)
وبينت بكلمات عامة واجبات المرأة فقالت:
" ولكن في اطار محدد بحيث لا تضيع مسؤوليتها الأهم وهي الامومة والزوجية لأن الأم مربية أجيال ومساعدة لزوجها في جميع شؤونه فلو قصرت في حقه لفشل في حياته لأن انطلاقه من منزلة فان كان غير مرتاح من داخل بيته فلا يفلح في اعماله فكما ان الطفل يريد من يرعى شؤونه ويحن عليه ويلاطفه ويشجعه فكذلك الرجل محتاج الى زوجه تسهل له الصعاب وتلطف له الخشن وتجعل غرفته جنه يعيش فيها بعيد عن هموم الحياة ومشاكلها , وأيضا تشاركه همومه في الاوقات التي يحتاج فيها الى شريك لأسراره وهمومه فلا يجد مأوى لسره وهمه غير زوجته اذا كانت صالحة ومثقفة تفهم ما يجب ان تقول أو لا تقول ومتى تقول لا أو نعم فالإسلام دين التكامل كيف لا وهو دستور خالق الكون ومدبره فمن أعلم بتدبير الكون من خالقه؟"
ثم وضحت أن الإسلام متهم بشبهات بينت بعضها فقالت:
"نعم هناك شبهة ترد على الإسلام من أنه دين متخلف عن الحضارة المترقية اليوم، ويناسب مستوى فهم العصور القديمة المتخلفة وذلك لأنه قد ظلم المرأة ولم يعطها حقها من قبيل منصب القضاء والإمرة، ومدى قيمة شهادتها او أنه ظلمها في الحقل الاقتصادي، كما يظهر في باب الإرث أنه لم ينصفها في حقل الوداد والوفاء حيث سمح للزوج بتعديد الزوجات، ولم يسمح لها بتعديد الأزواج , وظلمها أيضا في مجال الحرية الشخصية حيث قيدها بالحجاب من ناحية، وجعل الرجال قوامين على النساء من ناحية اخرى وجعل ديتها نصف دية الرجل"
ورغم أنها ذكرت الكثير من الشبهات الغربية فقد كانت الإجابات هى:
"الجواب:
إن من المعلوم ان الجانب العاطفي في الرجل اقوى منه في المرأة، وكذا وقوة الرجل بنية وقدرة على الصمود في خضم مشاكل الحياة، وضعف المرأة في ذلك , والطفل بطبيعته الروحية يحتاج إلى من ينظر إليه بعين الرأفة فكانت الأم اكثر عاطفة لأنها محاربة البيت ومربية الطفل، والرجل بحاجة روحيا إلى ريحانة لا قهرمانه لتكون الرحمة والمودة، قال الله تعالى:" ومن آياته أن خلق من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
وذلك لا يكون إلا بين جنسين بينهما فوارق خلقية وخلقية , وبما أن نظام الغرب أغفل الفوارق الطبيعية الموجودة في خلقة الجنسين أدى ذلك إلى تمييع النظام العائلي، وتفسيخ أواصر المحبة في أفراد العائلة، كما هو مشاهد في المجتمع الغربي، وذلك أن حاجة الوحدة العائلية إلى قيم يشرف عليها، وينظم أمرها بنوع من الولاية، بينما قد فرض الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا يفقد الوضع العائلي حالة التماسك التي تحدث ضمن تنظيم الأمر عن طريق الولي المشرف , وان رفع الحجاب عن المرأة التي هي مثار للشهوة بحجة الحرية الشخصية مما أوجب تفسخ الوضع العائلي بشكل وبكل هذا قد فقد المجتمع الغربي نعمة الحب والوداد الحقيقي فيما بين الأفراد، وحل محل ذلك التفسخ الأخلاقي والنظرة الحيوانية البحتة في الحياة بينما الإسلام لاحظ من ناحية أن المرأة كالرجل سواء بسواء في الإنسانية، فجعل يخاطبهما بنسق واحد، قال الله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " وقال تعالى " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين الصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما "
وقد أسس الإسلام كل تشريعاته بالنسبة للمرأة على أساس كون المرأة مساوية للرجل في الإنسانية، وحقوق الإنسانية من ناحية، وكونها مختلفة عنه في الخلقة سيكولوجيا وفيسيولوجيا من ناحية أخرى فالإسلام ينطلق من منطلق الإيمان بالفرق الموجود بين الجنسين في الخلقة ..وضعفها عن مقاومة الضغوط والمشاكل من ناحية، وغلبة الجانب العاطفي على الجانب العقلي فيها من ناحية أخرى , ومن هذا المنطلق حرمها من بعض المناصب كالقضاء، وأعفاها أيضا بالمقابل عن بعض المسؤوليات والأعباء كالجهاد , بل في رؤية الإسلام يرجع كل هذا إلى الإعفاء عن المسؤوليات والأعباء، لأن من يتربى بتربية الإسلام لا ينظر إلى منصب القضاء ونحوه كمغنم، وليست أمثال هذه الأمور في منطق الإسلام مغانم، بل ينظر إليها كمسؤولية وأمانة
وأما ازدياد حصة الذكر في الغالب على الأنثى في منطق الإسلام يوازي كون الرجل هو الذي يتحمل عبء العائلة الاقتصادي دون المرأة وأما مسألة السماح بتعدد الزوجات للرجل وعدم السماح بتعدد الأزواج للمرأة
نقول وبالله التوفيق: انه أمر إلهي وليس للبشر حق الاعتراض في أمر الله لأنه تعالى هو الذي خلق الذكر والأنثى ويعلم الحكمة مما يفعل فما دام وقد ثبت في شريعتنا السمحاء ذلك فالمشرع عالم بحكمته فيما يعمل
وأما سلب حرية المرأة في مسألة الحجاب، وفي قوامية الرجال على النساء فالجواب: ان الحجاب مبتن على الفرق العضوى الموجود بين الجنسين من كون المرأة مثارا للشهوة، إذ على أساس ذلك يكون رفع الحجاب موجبا لارتباط الزوج بزوجته واقتناعه التام بها فلو كان يرى تعدد الأشكال لم يقتنع بزوجته مما ينهي تماسك الحياة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام
وبالنسبة للقوامية فهي ليست ثابتة في الإسلام لجنس الذكر على جنس الأنثى ولذا لا قوامية للأخ على الأخت مثلا، وإنما هي ثابتة في خصوص الحياة العائلية للزوج على الزوجة، ومنشأ ذلك هو تماسك الوحدة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام وذلك يتوقف على وجود قيم واحد عليها حتى لا يصير نزاع واختلاف ,والرجل هو الأولى بالقيمومة لما له من امتياز عضوى ونفسى في القوة والصمود في خضم المشاكل، وفي غلبة جانب العقل والحنكة فيه على جانب العاطفة بخلاف المرأة وأما نقصان ديتها من دية الرجل، فالجواب على ذلك هو أن الحكم بنقصان ديتها من دية الرجل لا ينشأ من كون حق الحياة والسلامة لها أخف من حق الرجل ودون حق الرجل، بل ينشأ من نظرة اقتصادية للإسلام إلى الرجل والمرأة، حيث إن الرجل كمنتج اقتصادي أقوى من المرأة بلحاظ الفوارق الفسولوجية والسيكولوجية بينهما كما اقره الطب كما قال العالم الشيوعي "بنثملاف": (ان لا مساواة بين الجنسين في علم الاحياء ولم تكلفهما الفطرة بنفس الأعباء)
والإسلام أعطى للمرأة حق القصاص كاملا من الرجل مع دفعها لنصف الدية، ولم يحرمها من القصاص بأن يفرض عليها التنزل منه إلى نصف الدية، وهذا يعني أن النكتة في باب الدية لم تكن تكمن في حق الحياة والسلامة، بل كانت تكمن في الجانب الاقتصادي"
وقد وفقت فى الكثير من الإجابات عدا إجابة الدية فهى دية واحدة فلا يوجد نص فى الإسلام يقول أن دية المرأة هى نصف دية الرجل لأنها لو كانت كذلك لكانت عقوبة فتل الرجل للمرأة ليست قتله وإنما عقوبة أخف ولكن الله ساوى النفوس كلها فقال "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس" وقال " كتب عليكم القصاص فى القتلى"
وما دامت العقوبة واحدة وهى قتل الاثنين إذا قتلا فالدية واحدة والروايات التى ذكرت حكاية النصف روايات كاذبة
وأيضا لم توفق فى مسألة الحجاب حيث قالت أن المرأة جسمها وحده مثارا للشهوة وهو ما يخالف أن كلاهما مثارا للشهوة بدليل أن امرأة العزيز اشتهت يوسف(ص) وكانت تريد جماعه وفى هذا قال تعالى "وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك"
والحجاب وهى تقصد به الجلباب والخمار على الرجل مثله وهو ارتداء ملابس تغطى عورته وهى جسمه عدا ما أباح الله كشفه
ثم تناولت المرأة كعادة الكتاب حالة المرأة الغربية الحالية فقالت:
"ولكن لا بأس ان نلقي نظرة على واقع المرأة الغربية ومن تشبهت بها كي تزداد المسلمة عزة وفخر وراحة بدينها الحنيف المتكامل عندما ترى الحالة السيئة عند غير المسلمين
المرأة الغربية:
إن مفهوم الحرية في الإسلام ليس هو مفهومه في الغرب , اذ الإسلام يعطي حرية ضمن نطاق وإطار معين أي لا يضر بنفسه ولا بالدولة ولا باحد بعكس الغربية التي جعلوا حريتها شعارا لتجارتهم ومصالحهم بلا مبداء ولا قيد ولو على حساب شرف المرأة وعفتها كما صرح الكثيرون منهم: (بيدو) وزير خارجية فرنسا سابقا في حملته لمقاومة حركة المناداة بالبغاء في خطاب رسمي قائلا: (إن لبغايا باريس فضلا على نساء فرنسا , لأنهن يجلبن لها ملايين الدولارات الامريكية في كل عام)
نعم لقد أفرطوا في التحرر فأطلقوا العنان في المساواة المطلقة والحرية الحيوانية التي شكى منها الغربيون أنفسهم كما في كتاب (تاريخ الفحشاء) للمؤلف ألان جليزي "جورج رائيلي اسكات" وكتاب (حضارة الغرب) للمؤلف "غوستاف لوبون" وغيرها كثير من الكتب والأقوال التي تبين لنا اللوعة التي يعاني ويئن منها المجتمع الغربي بسبب الفوضى التي هدمت الاخلاق والقيم الإنسانية باسم الحرية حتى كره الغرب هذه الحرية كما في " جمهورية " السبت 9 يونيو 1962 نشر تحت هذا العنوان: " كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة " نقلت الصحيفة، تحت هذا العنوان كلاما صريحا، فقدمت الكاتبة الامريكية للقراء فقالت: " إن المجتمع العربي الواقع -انه دستور الإسلام بشكل عام- مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول , وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك، عدم الاباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا , ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة - وأقصد ما تحت سن العشرين - هذه القيود صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا , امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الامريكي مجتمعا معقدأ، مليئا بكل صور الاباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين)"
هذا ما نقلته الباحثة عن نقاط الضعف التى يشتكى منها المجتمع الغربى
وقالت فى نهاية كلامها أن اإسلام لا يمنع التطور ما دام هو الذى يحكمه بأحكامه فقالت:
"وأخيرا نحن لا نمنع أن يسير التطور في طريقه، وأن يصل إلى مداه , ولكنا نخشى أن يفسر التطور على حساب الدين والأخلاق والآداب، فإن الدين وما يتبعه من تعاليم خلقية وأدبية، إنما هو من وحي الله تعالى، شرعه لكل عصر ولكل زمان ومكان , وإن الدين نفسه هو الذي فتح للعقل الإنساني آفاق الكون، لينظر فيه، وينتفع بما فيه من قوى وبركات ويطور حياته لتصل إلى أقصى ما قدر له من تقدم ورقي فثمة فرق كبير بين ما يقبل التطور وبين ما لا يقبله والدين ليس لعبة تخضع للأهواء، وتوجهها الشهوات والرغبات, بل هو دستور خالق البشر لتنظيم الحياة البشرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما على الرسول الا البلاغ المبين"
وفى العنوان التى أسمته مسك الختام ذكرت بعض مؤامرات الكفار فقالت:
"و لقد اعترف بمؤآمراتهم ابناء جنسهم , فان من مؤامراتهم ما جرى في مؤتمر سنة 1897(م) بسويسرا اذ تآمر نحو من ثلاثمائة من حكماء صهيون على افساد العالم وتخريب الاخلاق والعقائد وغيرها وذلك كالتالي:
1-القضاء على دعائم الاسرة بالاباحة
2- الازياء الفاحشة
3- القصص الغرامية المثيرة
4- الافلام الخليعة
5-المجلات والكتب الجنسية"
وسألت السؤال التالى :
فما هو موقفنا تجاه ذلك؟
وكان جوابها كما قالت:
"الجواب:
1 - نشر الوعي الديني وتبصير الناس بخطورة الإندفاع في هذا التيار الشديد
2 - المطالبة بقانون يحمي الأخلاق والأداب، ومعاقبة من يخرج عليه بشدة وحزم
3 - منع الصحف وجميع أدوات الاعلام من نشر الصور العارية والأفلام المغرية ووضع رقابة على ذلك
4 - منع مسابقات الجمال والرقص الفاجر، وتحقير كل ما يتصل بهذا الأمر
5 - اختيار ملابس مناسبة دينية، وتكليف كل من يشتغل بعمل رسمي بارتدائها
6 - يبدأ كل فرد بنفسه، ثم يدعو غيره
7 - الاشادة بالفضيلة والحشمة والصيانة والتستر ونشر ثقافات الإسلام بدل ثقافات اعدائه ونعلم الكل ان الإسلام هو دين الثقافة والتقدم والرقي 8 - العمل على شغل أوقات الفراغ بأشياء في حدود الشرع حتى لا يبقى متسع من الوقت لمثل هذا العبث
9- الوحدة بين ابناء الدين الواحد ضد عدو الدين الحنيف
نعم إن أعداء الإسلام يعلمون أن المسلمين لو اتحدوا لما وقفت امامهم أي قوة , وأن القوة لا تنفع مع المسلمين لأن المسلم يعتقد بما وراء الحياة الدنيا لهذا لا يخاف الموت فقرروا باستخدام سلاح الغناء والمراقص للإسقاط المسلمين لأنهم رأوا ذلك سلاح ناجح في فرنسا كما اعترف بذلك المؤرخون الفرنسيون والرئيس المرشال بيتان رئيس فرنسا آنذاك في يونية سنة 1940م ما مضمونه: ان السبب الرئيسي لسقوط باريس في الحرب العالمية الثانية واستسلام الجيش الفرنسي أمام الجيش الالماني خلال اسبوعين هو الإنغماس في الشهوات والإنكباب على اللذات وقالوا انه لا سبيل للنهوض إلا باقامة صرح الاسرة وتقوية اواصرها وتقديس تقاليدها وأنظمتها"
وهذا كلام طيب ولكن لا ينفع فى الإسلام أن تعالج جوانب ونترك جوانب اخرى لأن كل شىء مترابط فى الإسلام إن ترك منه أمر حل الخراب ببقية المنظومة نتيجة ترك هذا الواحد الذى يبدأ منه الفساد رحلته
وفى النهاية أسدت الباحثة اختها النصيحة فقالت:
"اعلمي ايتها المؤمنة وليعلم العالم كله ان الإسلام قرر حقوق المرأة، وناصر ها، وكرمها، وحررها، وأخذ بيدها مما كانت تتردى فيه , وعالج مشاكل الحياة الإنسانية كلها , فلا تغفلي عن تلك الاصول الراسخة في مبادئك السماوية المقدسة , واعلمي وليعلم العالم كله ان التطور والتقدم ليس هو الغرق في الشهوات والهواء الذاتية بعيدا عن المسؤولية في واقع الحياة من خلال حاجة المجتمع اليه , فالمجتمع أفراد وكل فرد عضو من المجتمع والمرأة هي أم وأخت وزوجة وزميلة إن صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع وهي كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إن أنت أعددتها * * ******* اعددت شعبا طيب الأعراق"
الكتاب تأليف الباحثة حسينة حسن الدريب وهى من أهل العصر والكتاب كما هى العادة كلام يكرره الكتاب وتكرره الكاتبات منذ قرن تقريبا عن حرية المرأة فى الإسلام
والكتاب الكثير منه مدح فى الثورة الخومينية وجمهوريتها الوليدة ولعدم اتساق المدح مع موضوعات الكتاب حذفناها لعدم علاقته بموضوع الكتاب ومن أمثلته " ولنا مثال حي نلمسه في واقعنا المعاصر وهي حكومة ايران التي جعلت للمرأة كامل الحرية بالإضافة الى الحقوق والواجبات والعزة والعفاف وأثبتت أن الإسلام هو دين الحكم والسياسة وإعطاء كل ذي حق حقه بجدارة وتطبيق لا شعار براق "
الحرية كلمة غالبا من يتحدث عنها باسم الإسلام لا يفقه ماهيتها فالحرية فى الإسلام تعنى حرية اختيار الإسلام من الكفر كما قال تعالى " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
فإن اخترنا الإسلام انتهت حريتنا ووجب علينا أن عبيدا أو عباد لله حيث أوجب الله علينا ألا نختار لأنفسنا إلا ما اختاره لنا بقوله تعالى :
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"
ومن ثم فكل من يتكلم عن الحرية فى الإسلام بغير هذا مخطىء فنحن عبيد لله وهذا معنى قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
وما يتحدث الباحثون عنه والباحثات فى الموضوع هو حقوق المرأة التى أقرها الله فى الإسلام ليس إلا
وفى موضوع الكتاب قالت الباحثة:
"المقدمة:
أما بعد فإن قضية حرية المرأة فريضة ربانية، وهدف مشترك بين اهل الإسلام وغيرهم , ولكن الاختلاف هو في مفهوم الحرية وما هي الحرية التي تتم بها كرامة المرأة وعزتها وتتطلبها حياتها, وأي المدعين للحرية يطبقها في الواقع حقيقة لا شعار , وأنا في هذا البحث المتواضع سوف ابين ذلك بالأدلة الثابتة الملموسة , وأبين المفهوم الإسلامي للحرية وكذا المفهوم الغربي ونقايس بين المفهومين ليطلع القاري العزيز بنفسه ويأخذ النتيجة الصحيحة التي يرتضيها دينه وعقله وضميره"
ورغم هذا الكلام الكبير الألفاظ الفارع من المعنى إلا إنها فى التمهيد أقرت بالحقيقة وهى أن الحرية ما هى إلا حقوق المرأة فقالت:
"تمهيد:
"وأنا في هذا البحث الموجز سأسعى بجهدي أن أثبت أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي اعطى كل ذي حق حقه وبالأخص المرأة التي هي مورد بحثنا أعطاها كامل الحقوق والعز والشرف ولم يظلمها من حقها شي وكل القوانين الدينية كالحجاب ونحوه ما هو إلا شرف وعفة وعزة وكرامة ولا يمنعها من ممارسة حقها في المجتمع وان تكون عضو فعال في المجتمع "
ثم قررت أن من يدعو لتحرر المرأة هدفه هدف معادى للمرأة والعباد والغرض تفريق المسلمين باسم الحرية فقالت:
"نعم إن من يدعون تحرر المرأة وحقوق الأن سان وأهدافهم هو اسقاط عفة المرأة والمتاجرة بشرفها , وامتصاص ثروات البلاد والعباد فضحهم الله تعالى ونكسهم وكشف مكرهم واعلمي أن أعداء الدين قد عملوا كل ما استطاعوا لتفريق المسلمين وإضعافهم بنشر ادعاء الحرية و بث الفساد باسم الحرية ونشر أحزاب باسم الدين تنشر عقائد ومخططات مستر ولتمزيق الشعوب بالأحزاب والقوميات كي يبقى كل حزب يفرح بمن يمد له يد العون ولو كان عدوه الذي أسسه وأسس له خصم لأجل يبقوا يتناحروا فيما بينهم ويمدون ايدي العون من أعداء الإسلام فيشترطون عليهم مص الثروات وبيع العقارات ونشر الفساد ووو"
وتحت عنوان المرأة في الإسلام قررت المساواة بين الرجل والمرأة إلا ما اختلفا فيه من الخلقة فقالت:
"قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "
لقد جاء الإسلام بالعدل والمساواة بين الذكر والأن ثى ومنح المرأة كامل حقوقها واقر مشاركتها لأخيها الرجل في جميع التكاليف والشرائع إلا مالا يتفق مع طبيعتها وخلقها التكويني بعدما كانت مهدورة الحقوق وبشرى شؤم "وإذا بشر أحدهم بالأن ثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم""
وكالعادة تحدثت عن هضم حقوق المرأة فى الأمم الأخرى فقالت:
"نعم فقد كانوا يعدون المرأة عار في الجاهلية وكانت ترث ولا تورث وتعامل معاملة الحيوانات وأما في عصر قدماء الهنود فقد كانوا يرون أن الوباء والجحيم خير من المرأة وكانوا يحكمون عليها بأنها لا تأكل اللحم ولا تضحك ونحو ذلك من الاستهانة بها , وفي حضارة اليونان القديمة ان المرأة رجس وغير ذلك , وفي عصر الروم يقولون ان المرأة مسئولة عن انتشار الفواحش ولهم فتوى انها ليس لها روح وغير ذلك , وكان اليهود يحبسون المرأة في البيت ويحكمون على ما تلمسه بالنجاسة وأنها مملوكة وجاء الإسلام و رفع من معنويات الام التي كانت ترى ابنتها تدفن حية وأعطاها حقوقها وجعلها احدى مقومات الدين وركن من اركان الحضارة ونقطة انطلاق للتمدن والعمران وجعلها شريكة الرجل في ما تطيقه حسب تكوينها الخلقي لأن الخالق هو المشرع فلا يكون احد احكم منه في خلقه "
ثم ضربت أمثلة للمرأة فى تاريخنا المعروف وكالعادة اختارت حسب المذهب النساء المحبوبات فى المذهب الشيعى مع أنهن محبوبات فى المذهب السنى وتركت نساء النبى (ص) وبناته الأخريات فقالت:
" وتاريخنا الإسلامي يزخر بالنساء العالمات والمثقفات من جميع المستويات والطبقات فمنهن مفسرات الحديث ومحدثات وشاعرات وأديبات والراويات والخطيبات والمجاهدات بأموالهن وأنفسهن و فان من نساء المسلمين خديجة بنت خويلد التي لولا مالها ما قام للإسلام قائمة , ومنهن الصديقة الزهراء التى وقفت مع أبيها ومع زوجها موقف الركن الوثيق السند المنيع ومثلها بنتها عقيلة بني هاشم في موقفها المعروف في كربلاء وبطولها التي لم تتحملها أي امرلااة في أي قرن وعصر وخطبتها المعروفة التي بسببها قامت ثورة التوابين , وهكذا عبر العصور (ما من بطل الا وورائه امرأة)
وبينت بكلمات عامة واجبات المرأة فقالت:
" ولكن في اطار محدد بحيث لا تضيع مسؤوليتها الأهم وهي الامومة والزوجية لأن الأم مربية أجيال ومساعدة لزوجها في جميع شؤونه فلو قصرت في حقه لفشل في حياته لأن انطلاقه من منزلة فان كان غير مرتاح من داخل بيته فلا يفلح في اعماله فكما ان الطفل يريد من يرعى شؤونه ويحن عليه ويلاطفه ويشجعه فكذلك الرجل محتاج الى زوجه تسهل له الصعاب وتلطف له الخشن وتجعل غرفته جنه يعيش فيها بعيد عن هموم الحياة ومشاكلها , وأيضا تشاركه همومه في الاوقات التي يحتاج فيها الى شريك لأسراره وهمومه فلا يجد مأوى لسره وهمه غير زوجته اذا كانت صالحة ومثقفة تفهم ما يجب ان تقول أو لا تقول ومتى تقول لا أو نعم فالإسلام دين التكامل كيف لا وهو دستور خالق الكون ومدبره فمن أعلم بتدبير الكون من خالقه؟"
ثم وضحت أن الإسلام متهم بشبهات بينت بعضها فقالت:
"نعم هناك شبهة ترد على الإسلام من أنه دين متخلف عن الحضارة المترقية اليوم، ويناسب مستوى فهم العصور القديمة المتخلفة وذلك لأنه قد ظلم المرأة ولم يعطها حقها من قبيل منصب القضاء والإمرة، ومدى قيمة شهادتها او أنه ظلمها في الحقل الاقتصادي، كما يظهر في باب الإرث أنه لم ينصفها في حقل الوداد والوفاء حيث سمح للزوج بتعديد الزوجات، ولم يسمح لها بتعديد الأزواج , وظلمها أيضا في مجال الحرية الشخصية حيث قيدها بالحجاب من ناحية، وجعل الرجال قوامين على النساء من ناحية اخرى وجعل ديتها نصف دية الرجل"
ورغم أنها ذكرت الكثير من الشبهات الغربية فقد كانت الإجابات هى:
"الجواب:
إن من المعلوم ان الجانب العاطفي في الرجل اقوى منه في المرأة، وكذا وقوة الرجل بنية وقدرة على الصمود في خضم مشاكل الحياة، وضعف المرأة في ذلك , والطفل بطبيعته الروحية يحتاج إلى من ينظر إليه بعين الرأفة فكانت الأم اكثر عاطفة لأنها محاربة البيت ومربية الطفل، والرجل بحاجة روحيا إلى ريحانة لا قهرمانه لتكون الرحمة والمودة، قال الله تعالى:" ومن آياته أن خلق من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
وذلك لا يكون إلا بين جنسين بينهما فوارق خلقية وخلقية , وبما أن نظام الغرب أغفل الفوارق الطبيعية الموجودة في خلقة الجنسين أدى ذلك إلى تمييع النظام العائلي، وتفسيخ أواصر المحبة في أفراد العائلة، كما هو مشاهد في المجتمع الغربي، وذلك أن حاجة الوحدة العائلية إلى قيم يشرف عليها، وينظم أمرها بنوع من الولاية، بينما قد فرض الرجل والمرأة على حد سواء، وهذا يفقد الوضع العائلي حالة التماسك التي تحدث ضمن تنظيم الأمر عن طريق الولي المشرف , وان رفع الحجاب عن المرأة التي هي مثار للشهوة بحجة الحرية الشخصية مما أوجب تفسخ الوضع العائلي بشكل وبكل هذا قد فقد المجتمع الغربي نعمة الحب والوداد الحقيقي فيما بين الأفراد، وحل محل ذلك التفسخ الأخلاقي والنظرة الحيوانية البحتة في الحياة بينما الإسلام لاحظ من ناحية أن المرأة كالرجل سواء بسواء في الإنسانية، فجعل يخاطبهما بنسق واحد، قال الله تعالى: "فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " وقال تعالى " إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين الصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما "
وقد أسس الإسلام كل تشريعاته بالنسبة للمرأة على أساس كون المرأة مساوية للرجل في الإنسانية، وحقوق الإنسانية من ناحية، وكونها مختلفة عنه في الخلقة سيكولوجيا وفيسيولوجيا من ناحية أخرى فالإسلام ينطلق من منطلق الإيمان بالفرق الموجود بين الجنسين في الخلقة ..وضعفها عن مقاومة الضغوط والمشاكل من ناحية، وغلبة الجانب العاطفي على الجانب العقلي فيها من ناحية أخرى , ومن هذا المنطلق حرمها من بعض المناصب كالقضاء، وأعفاها أيضا بالمقابل عن بعض المسؤوليات والأعباء كالجهاد , بل في رؤية الإسلام يرجع كل هذا إلى الإعفاء عن المسؤوليات والأعباء، لأن من يتربى بتربية الإسلام لا ينظر إلى منصب القضاء ونحوه كمغنم، وليست أمثال هذه الأمور في منطق الإسلام مغانم، بل ينظر إليها كمسؤولية وأمانة
وأما ازدياد حصة الذكر في الغالب على الأنثى في منطق الإسلام يوازي كون الرجل هو الذي يتحمل عبء العائلة الاقتصادي دون المرأة وأما مسألة السماح بتعدد الزوجات للرجل وعدم السماح بتعدد الأزواج للمرأة
نقول وبالله التوفيق: انه أمر إلهي وليس للبشر حق الاعتراض في أمر الله لأنه تعالى هو الذي خلق الذكر والأنثى ويعلم الحكمة مما يفعل فما دام وقد ثبت في شريعتنا السمحاء ذلك فالمشرع عالم بحكمته فيما يعمل
وأما سلب حرية المرأة في مسألة الحجاب، وفي قوامية الرجال على النساء فالجواب: ان الحجاب مبتن على الفرق العضوى الموجود بين الجنسين من كون المرأة مثارا للشهوة، إذ على أساس ذلك يكون رفع الحجاب موجبا لارتباط الزوج بزوجته واقتناعه التام بها فلو كان يرى تعدد الأشكال لم يقتنع بزوجته مما ينهي تماسك الحياة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام
وبالنسبة للقوامية فهي ليست ثابتة في الإسلام لجنس الذكر على جنس الأنثى ولذا لا قوامية للأخ على الأخت مثلا، وإنما هي ثابتة في خصوص الحياة العائلية للزوج على الزوجة، ومنشأ ذلك هو تماسك الوحدة العائلية الذي هو أساس سعادة المجتمع في نظر الإسلام وذلك يتوقف على وجود قيم واحد عليها حتى لا يصير نزاع واختلاف ,والرجل هو الأولى بالقيمومة لما له من امتياز عضوى ونفسى في القوة والصمود في خضم المشاكل، وفي غلبة جانب العقل والحنكة فيه على جانب العاطفة بخلاف المرأة وأما نقصان ديتها من دية الرجل، فالجواب على ذلك هو أن الحكم بنقصان ديتها من دية الرجل لا ينشأ من كون حق الحياة والسلامة لها أخف من حق الرجل ودون حق الرجل، بل ينشأ من نظرة اقتصادية للإسلام إلى الرجل والمرأة، حيث إن الرجل كمنتج اقتصادي أقوى من المرأة بلحاظ الفوارق الفسولوجية والسيكولوجية بينهما كما اقره الطب كما قال العالم الشيوعي "بنثملاف": (ان لا مساواة بين الجنسين في علم الاحياء ولم تكلفهما الفطرة بنفس الأعباء)
والإسلام أعطى للمرأة حق القصاص كاملا من الرجل مع دفعها لنصف الدية، ولم يحرمها من القصاص بأن يفرض عليها التنزل منه إلى نصف الدية، وهذا يعني أن النكتة في باب الدية لم تكن تكمن في حق الحياة والسلامة، بل كانت تكمن في الجانب الاقتصادي"
وقد وفقت فى الكثير من الإجابات عدا إجابة الدية فهى دية واحدة فلا يوجد نص فى الإسلام يقول أن دية المرأة هى نصف دية الرجل لأنها لو كانت كذلك لكانت عقوبة فتل الرجل للمرأة ليست قتله وإنما عقوبة أخف ولكن الله ساوى النفوس كلها فقال "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس" وقال " كتب عليكم القصاص فى القتلى"
وما دامت العقوبة واحدة وهى قتل الاثنين إذا قتلا فالدية واحدة والروايات التى ذكرت حكاية النصف روايات كاذبة
وأيضا لم توفق فى مسألة الحجاب حيث قالت أن المرأة جسمها وحده مثارا للشهوة وهو ما يخالف أن كلاهما مثارا للشهوة بدليل أن امرأة العزيز اشتهت يوسف(ص) وكانت تريد جماعه وفى هذا قال تعالى "وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك"
والحجاب وهى تقصد به الجلباب والخمار على الرجل مثله وهو ارتداء ملابس تغطى عورته وهى جسمه عدا ما أباح الله كشفه
ثم تناولت المرأة كعادة الكتاب حالة المرأة الغربية الحالية فقالت:
"ولكن لا بأس ان نلقي نظرة على واقع المرأة الغربية ومن تشبهت بها كي تزداد المسلمة عزة وفخر وراحة بدينها الحنيف المتكامل عندما ترى الحالة السيئة عند غير المسلمين
المرأة الغربية:
إن مفهوم الحرية في الإسلام ليس هو مفهومه في الغرب , اذ الإسلام يعطي حرية ضمن نطاق وإطار معين أي لا يضر بنفسه ولا بالدولة ولا باحد بعكس الغربية التي جعلوا حريتها شعارا لتجارتهم ومصالحهم بلا مبداء ولا قيد ولو على حساب شرف المرأة وعفتها كما صرح الكثيرون منهم: (بيدو) وزير خارجية فرنسا سابقا في حملته لمقاومة حركة المناداة بالبغاء في خطاب رسمي قائلا: (إن لبغايا باريس فضلا على نساء فرنسا , لأنهن يجلبن لها ملايين الدولارات الامريكية في كل عام)
نعم لقد أفرطوا في التحرر فأطلقوا العنان في المساواة المطلقة والحرية الحيوانية التي شكى منها الغربيون أنفسهم كما في كتاب (تاريخ الفحشاء) للمؤلف ألان جليزي "جورج رائيلي اسكات" وكتاب (حضارة الغرب) للمؤلف "غوستاف لوبون" وغيرها كثير من الكتب والأقوال التي تبين لنا اللوعة التي يعاني ويئن منها المجتمع الغربي بسبب الفوضى التي هدمت الاخلاق والقيم الإنسانية باسم الحرية حتى كره الغرب هذه الحرية كما في " جمهورية " السبت 9 يونيو 1962 نشر تحت هذا العنوان: " كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة " نقلت الصحيفة، تحت هذا العنوان كلاما صريحا، فقدمت الكاتبة الامريكية للقراء فقالت: " إن المجتمع العربي الواقع -انه دستور الإسلام بشكل عام- مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول , وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك، عدم الاباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا , ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة - وأقصد ما تحت سن العشرين - هذه القيود صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا , امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الامريكي مجتمعا معقدأ، مليئا بكل صور الاباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين)"
هذا ما نقلته الباحثة عن نقاط الضعف التى يشتكى منها المجتمع الغربى
وقالت فى نهاية كلامها أن اإسلام لا يمنع التطور ما دام هو الذى يحكمه بأحكامه فقالت:
"وأخيرا نحن لا نمنع أن يسير التطور في طريقه، وأن يصل إلى مداه , ولكنا نخشى أن يفسر التطور على حساب الدين والأخلاق والآداب، فإن الدين وما يتبعه من تعاليم خلقية وأدبية، إنما هو من وحي الله تعالى، شرعه لكل عصر ولكل زمان ومكان , وإن الدين نفسه هو الذي فتح للعقل الإنساني آفاق الكون، لينظر فيه، وينتفع بما فيه من قوى وبركات ويطور حياته لتصل إلى أقصى ما قدر له من تقدم ورقي فثمة فرق كبير بين ما يقبل التطور وبين ما لا يقبله والدين ليس لعبة تخضع للأهواء، وتوجهها الشهوات والرغبات, بل هو دستور خالق البشر لتنظيم الحياة البشرية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر وما على الرسول الا البلاغ المبين"
وفى العنوان التى أسمته مسك الختام ذكرت بعض مؤامرات الكفار فقالت:
"و لقد اعترف بمؤآمراتهم ابناء جنسهم , فان من مؤامراتهم ما جرى في مؤتمر سنة 1897(م) بسويسرا اذ تآمر نحو من ثلاثمائة من حكماء صهيون على افساد العالم وتخريب الاخلاق والعقائد وغيرها وذلك كالتالي:
1-القضاء على دعائم الاسرة بالاباحة
2- الازياء الفاحشة
3- القصص الغرامية المثيرة
4- الافلام الخليعة
5-المجلات والكتب الجنسية"
وسألت السؤال التالى :
فما هو موقفنا تجاه ذلك؟
وكان جوابها كما قالت:
"الجواب:
1 - نشر الوعي الديني وتبصير الناس بخطورة الإندفاع في هذا التيار الشديد
2 - المطالبة بقانون يحمي الأخلاق والأداب، ومعاقبة من يخرج عليه بشدة وحزم
3 - منع الصحف وجميع أدوات الاعلام من نشر الصور العارية والأفلام المغرية ووضع رقابة على ذلك
4 - منع مسابقات الجمال والرقص الفاجر، وتحقير كل ما يتصل بهذا الأمر
5 - اختيار ملابس مناسبة دينية، وتكليف كل من يشتغل بعمل رسمي بارتدائها
6 - يبدأ كل فرد بنفسه، ثم يدعو غيره
7 - الاشادة بالفضيلة والحشمة والصيانة والتستر ونشر ثقافات الإسلام بدل ثقافات اعدائه ونعلم الكل ان الإسلام هو دين الثقافة والتقدم والرقي 8 - العمل على شغل أوقات الفراغ بأشياء في حدود الشرع حتى لا يبقى متسع من الوقت لمثل هذا العبث
9- الوحدة بين ابناء الدين الواحد ضد عدو الدين الحنيف
نعم إن أعداء الإسلام يعلمون أن المسلمين لو اتحدوا لما وقفت امامهم أي قوة , وأن القوة لا تنفع مع المسلمين لأن المسلم يعتقد بما وراء الحياة الدنيا لهذا لا يخاف الموت فقرروا باستخدام سلاح الغناء والمراقص للإسقاط المسلمين لأنهم رأوا ذلك سلاح ناجح في فرنسا كما اعترف بذلك المؤرخون الفرنسيون والرئيس المرشال بيتان رئيس فرنسا آنذاك في يونية سنة 1940م ما مضمونه: ان السبب الرئيسي لسقوط باريس في الحرب العالمية الثانية واستسلام الجيش الفرنسي أمام الجيش الالماني خلال اسبوعين هو الإنغماس في الشهوات والإنكباب على اللذات وقالوا انه لا سبيل للنهوض إلا باقامة صرح الاسرة وتقوية اواصرها وتقديس تقاليدها وأنظمتها"
وهذا كلام طيب ولكن لا ينفع فى الإسلام أن تعالج جوانب ونترك جوانب اخرى لأن كل شىء مترابط فى الإسلام إن ترك منه أمر حل الخراب ببقية المنظومة نتيجة ترك هذا الواحد الذى يبدأ منه الفساد رحلته
وفى النهاية أسدت الباحثة اختها النصيحة فقالت:
"اعلمي ايتها المؤمنة وليعلم العالم كله ان الإسلام قرر حقوق المرأة، وناصر ها، وكرمها، وحررها، وأخذ بيدها مما كانت تتردى فيه , وعالج مشاكل الحياة الإنسانية كلها , فلا تغفلي عن تلك الاصول الراسخة في مبادئك السماوية المقدسة , واعلمي وليعلم العالم كله ان التطور والتقدم ليس هو الغرق في الشهوات والهواء الذاتية بعيدا عن المسؤولية في واقع الحياة من خلال حاجة المجتمع اليه , فالمجتمع أفراد وكل فرد عضو من المجتمع والمرأة هي أم وأخت وزوجة وزميلة إن صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع وهي كما قال الشاعر:
الأم مدرسة إن أنت أعددتها * * ******* اعددت شعبا طيب الأعراق"