رضا البطاوى
16-09-2020, 07:49 AM
قراءة فى كتاب النوع الاجتماعي الجندر
الكتاب من إعداد سيما عدنان أبو رموز
والكتاب يتناول موضوع المساواة بين الرجال والنساء مساواة تامة وفى المقدمة قالت الباحثة :
"من أعظم ما شغل البشر عبر القرون قضية المرأة، والحديث عنها الآن زاد وانتشر، فأُنشأت الجمعيات النسوية التي تطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كافة ميادين الحياة، وأصبحوا ينادون بالتماثل التام مع الرجل، ورفعوا شعارات ما يسمى بالنوع الاجتماعي ( الجندر)فقالوا إنّ المرأة تستطيع أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل؛ وكذلك العكس والهوية الجنسوية لكل من الرجل والمرأة تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وحضارية ومن أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر هو ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة الإسلامية، فيرى أنّ تعدد الزوجات ونصيب المرأة في الميراث، أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة، وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى مع عصرنا الحاضر! ولكن ما من شريعة كرّمت المرأة وانصفتها غير الإسلام، لو طبق حق تطبيق ولو تركت العولمة الفكرية التي يستعملها الغرب في التأثير على النساء دون مكافحة لزاد الفساد
أردت أن أكتب في موضوع النوع الاجتماعي (الجندر) لفهم هذا الموضوع أولاً، ثمً محاولة الرد عليه إسلامياً من خلال بيان ما قدمت الشريعة الإسلامية للمرأة من تكريم وحماية ولكن للأسف لم أجد كتابات كثيرة؛ من قبل مفكرين وفقهاء للرد بقوة على كثرة المؤلفات التي يؤلفها الغربيين لنشر هذا الموضوع، فالطريق خالية أمامهم دون عقبات تُذكر
وللحصول على معلومات عن موضوع الجندر استفدت من مركز شؤون المرأة في منطقة رام الله، ومركز دراسات المرأة في جامعة بيرزيت حيث يروجون له"
المقدمة تدل على أن الموضوع غريب عن بلادنا وأن من يروجون له هى مراكز ممولة من الخارج ومن يشرفون على تلك المراكز غالبا ديانتهم نصرانية أو يحملون اسماء المسلمين ويتبعون اليسار أو اليمين وكلاهما وحتى الوسط علمانى وفى بعض البلاد كمصر دخل الموضوع فى كل المؤسسات الحكومية تقريبا ولكن بعيدا عن المسميات التى تهيج الرأى العام فسمى وحدة تكافؤ الفرص ومن المؤكد انه دخل معظم بلادنا تحت مسميات مختلفة خاصة فى بلاد المغرب بعضها كمصر اسم لا يثير الانتباه وبعضها يثير الانتباه كالفيمو وما شابه
قسمت الباحثة رسالتها لفصول وفى الفصل الأول تناولت تعريف الجندر فقالت :
"الفصل الأول: فلسفة النوع الاجتماعي:
المبحث الأول: مفهوم النوع الاجتماعي (الجندرGender)لقد استخدمت كلمة " جندر " منذ أكثر من عشر سنوات وأصبح استعمالها يتزايد في جميع القطاعات وقد اتفقت مجموعة الخبراء في مركز المرأة للتدريب والبحوث على تعريف النوع الاجتماعي (الجندر) على أنه " اختلاف الأدوار ( الحقوق والواجبات والالتزامات ) والعلاقات والمسؤوليات والصور ومكانة المرأة والرجل والتي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافياً عبر التطور التاريخي لمجتمع ما وكلها قابلة للتغيير" وجاء تعريف صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ( UNIFEM ) للنوع الإجتماعي ( الجندر ) " الأدوار المحددة اجتماعياً لكل من الذكر والأنثى، وهذه الأدوار التي تحتسب بالتعليم تتغير بمرور الزمن وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى ويشير هذا المصطلح إلى الأدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل
ويعني الجندر الصورة التي ينظر لها المجتمع إلينا كنساء ورجال، والأسلوب الذي يتوقعه في تفكيرنا/ تصرفاتنا ويرجع ذلك إلى أسلوب تنظيم المجتمع، وليس إلى الاختلافات البيولوجية ( الجنسية ) بين الرجل والمرأة وبالتالي نرى أن فلسفة النوع الاجتماعي تؤكد على " أن كل شيء غير الحمل والولادة للمرأة والتخصيب للذكر يحدده المجتمع وليس فطري "
" هذا يعني أنّ فلسفة الجندر تتنكّر لتأثير الفروق البيولوجيّة الفطريّة في تحديد أدوار الرجال والنساء، وتُنكر أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي وهرموني وهي تنكر أي تأثير للفروق البيولوجيّة في سلوك كلٍّ من الذكر والأنثى وتتمادى هذه الفلسفة إلى حد الزعم بأنّ الذكورة والأنوثة هي ما يشعر به الذكر والأنثى، وما يريده كلّ منهما لنفسه، ولو كان ذلك مناقضاً لواقعه البيولوجي وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى، بما فيه الزواج من ذكر آخر ومن حق الأنثى أن تتصرف كذلك، حتى في إنشاء أسرة قوامها امرأة واحدة تنجب ممن تشاء من هنا نجد أنّ السياسات الجندريّة تسعى إلى الخروج على الصيغة النمطيّة للأسرة، وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أو الترهيب لذلك وجدنا أنّ بعض المؤتمرات النسويّة قد طالبت بتعدد صور وأنماط الأسرة؛ فيمكن أن تتشكّل الأسرة في نظرهم من رجلين أو من امرأتين، ويمكن أن تتألف من رجل وأولاد بالتبنّي، أو من امرأة وأولاد جاءوا ثمرة للزنا أو بالتبنّي كما طالبت هذه المؤتمرات باعتبار الشذوذ الجنسي علاقة طبيعيّة، وطلبت إدانة كل دولة تحظر العلاقات الجنسيّة الشاذة
خلاصة الأمر أنّ الفلسفة الجندريّة تسعى إلى تماثل كامل بين الذكر والأنثى، وترفض الاعتراف بوجود الفروقات، وترفض التقسيمات، حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق والفطرة فهذه الفلسفة لا تقبل بالمساواة التي تراعي الفروقات بين الجنسين، بل تدعو إلى التماثل بينهما في كل شيء " ومن خلال هذه الفلسفة يعرّفون الأسرة بأنها: " مجموعة من الناس يعيشون معاً، يجمعون أموالهم ويصنعونها للإنفاق على احتياجاتهم، ويتناولون معاً وجبة واحدة من الطعام على الأقل يومياً في المقابل اهتم الإسلام بالأسرة كل الاهتمام وأولاها من العناية والرعاية يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة، فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع"
الجندر أى المساواة التامة بين الرجل والمرأة تماما هى نوع من انواع محاربة الإسلام فى الأساس والأديان الأخرى والغريب أن من يسعى لنشر تلك الخرافة هى الأمم المتحدة ومعها ما يسمى الجمعيات النسوية قد تمثل هذا فى العديد من المؤتمرات التى تعقدها الأمم المتحدة وقد عقد أحدها بالقاهرة من ربع قرن على ما أتذكر تحت عنوان البيئة والسكان أو عنوان مشابه وقد اعترضت عليه الجهات الدينية الرسمية كالأزهر والفاتيكان وبالقطع الظاهر فى الصورة هو الأمم المتحدة وتلك الجمعيات النسوية والتى يبدو أنها تدار من قبل المخابرات العالمية لنشر الفاحشة فى مختلف أنحاء العالم للقضاء على مقولة الأسرة
وتناولت سيما أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي و أسس مفهوم النوع الاجتماعي فقالت:
المبحث الثاني: أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي:
يروج الغرب أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي لتحقيق التماثل من الرجل والمرأة كما في الشكل الآتي :
زيادة مشاركة المرأة في المجتمع والعمل على المساواة مع الرجل
المبحث الثالث: أسس مفهوم النوع الاجتماعي:
1 الأدوار المنوطة بشكل عام بالرجل والمرأة محددة من قبل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية أكثر منها عواما بيولوجية
2 إعادة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع
3 إتاحة الفرصة المتكافئة للرجل ولامرأة لاكتشاف قدرات كامنة فيهم وتمكينهم من مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع "
هذه الأسس بالقطع تناقض الأديان الرئيسية الإسلام والنصرانية واليهودية فى أقوال كقوله تعالى " الرجال قوامون على النساء" "وللرجال عليهن درجة" وكقول الكتاب المقدسفى رسالة أفسس5 " لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ"وتلك الأسس تعنى عند من يروجون لها أن الإنسان قادر على تأدية كل الأدوار سواء ذكر أو أنثى وأن السبب فى المشكلة عندهم هو ذكورية المجتمع الذى يريد خضوع المرأة لما يقوله الرجال وهو كلام مجانين فالرجل لا يخلق نفسه والمرأة لا تخلق نفسها وفيها أمور زائدة كالرحم وكبر الأثداء والقدرة على التبويض
الأغرب أن المجانين جروا المغفلين إلى تغيير الجنس فحولوا عبر العمليات الجراحية الذكور لإناث والعكس من الخارج ولكنهم فشلوا تماما وسيظلون يفشلون فى أن ينجب الرجل المتحول لامرأة أطفال ومن ثم لو كان لمقولتهم صحة لقدروا على تبديل الأدوار فى الحمل والرضاعة والولادة والرضاعة
وأخر ما أتذكره من هذا الجنون من سنوات أن الاتحاد الأوربى منح الرجال أجازة من العمل فى حالة ولادة الزوجات أو العشيقات ثلاثة أشهر مثل النساء
وتحدثن سيما عن مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي والفرق بين الجنس والنوع فقالت:
"المبحث الرابع: مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي:
1 معرفة وتحليل اختلافات العلاقات بين النوعين
2 تحديد أسباب وأشكال عدم التوازن في العلاقة بين النوعين ومحاولة إيجاد طرق لمعالجة الاختلال
3 تعديل وتطوير العلاقة بين النوعين حتى يتم توفير العدالة والمساواة بين النوعين ليس فقط بين الرجل والمرأة ولكن بين أفراد المجتمع جميعاً
المبحث الخامس: الفرق بين الجنس والنوع :
الجنس: " تواجد مجموع المميزات الجنسية الأولية والثانوية وكذلك الوظائف بين الذكر والأنثى "
النوع: إنتاج التنظيم الاجتماعي للجنسين في فئتين مميزتين مختلفين ورجالاً ونساءً، فالعلاقات بين الرجال والنساء إذاً ليست تلقائية، وإنما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة، وعليه فهي بهذا المعنى قابلة للتغير حسب تغير المفاهيم والثقافة السائدين في زمن معين
وفي بلد معين، هذا النظر للنوع على أنه ليس عملية طبيعية مثل مفهوم الجنس يجعلنا نستطيع أن نفكر في التغير الذي يمكن إحداثه من أجل تنمية شاملة في المجتمع للمرأة والرجل
في هذا التعريف للنوع يتبين نقطتين مهمتين :
1) النوع ليس الجنس Gender isn't sex
2) النوع ليس المرأة Gender isn't a woman
فالتكلم عن النوع لا يعني الأنثى ولكن المرأة مقابل الرجل معاً
النوع الاجتماعي:
الجنس بيولوجي ويولد مع الإنسان لا يمكن تغييره
1 المرأة فقط تحمل وتلد2 الرجل فقط يخصب
النوع ينشأ ويتشكل من المجتمع ولا يولد مع الإنسان
قابل للتغيير1 تستطيع المرأة أن تقوم بالأعمال التي يقوم بها الرجل
2 يستطيع الرجل رعاية الأطفال وتنشئتهم، تماماً كما تفعل المرأة "
مقولة النوع والجنس من اخترعوها ذكور فى الأساس ذكور أرادوا أن يتخلصوا من وجوب نفقة الرجل على المرأة بحجة أنهما شريكان على قدم المساواة أرادوا أن يتخلصوا من كلفة الزواج بحجة الحرية الشخصية وفى كل الأحوال الخاسر هو المرأة فحتى لو تساوت فالرجل لا يتعب لأنه لا يحمل والمرأة تلد وتتألم والرجل لا يفعل والمرأة ترضع وتتحمل آلام ذلك المرأة تحيض وتتألم ومع هذا فهى مطالبة فى خضم تلك الآلام بأن تثبت قدرتها على العمل ومن ثم فهى الخاسرة فى الأحوال من مقولة الجنون المساواة التامة التى لا يمكن تحققها
وتناولت سيما تحديد النوع الاجتماعي للأدوار فقالت:
"المبحث السادس: تحديد النوع الاجتماعي للأدوار: ( Gender Roles Identification):
يعتبر التعرف على تقسيم الأدوار بين النساء والرجال أول وسيلة لإظهار وتوضيح الأعمال والأدوار التي يؤديها النساء والرجال في مجتمع ما أو في بيئة معينة والتي تحددها ثقافة المجتمع وتقاليده وعاداته، على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من الرجل والمرأة، وقدراتهما واستعدادهما وما يليق بكل واحد منهما حسب توقعات المجتمع
أدوار المرأة المتعددة:
1 دور المرأة الإنتاجي ( Women's productive role)
يمثل هذا الدور الأعمال الإنتاجية المتعددة التي تقوم بها المرأة في محيط الأسرة وخارجه، وتشمل الأعمال المرتبطة بدورها الأسري، وكذلك تلك المرتبطة بمجال الزراعة كالعناية بالمواشي والدواجن وخدمة الأرض، والملاحظ أنّ هذا الصنف من الأعمال يتسم بالاختفائية، ويمكن إرجاع ذلك لعدم الاعتراف به وعدم تقديره لأنه خارج " الدور الرسمي "
2 دور المرأة الإنجابي Women's Reproductive Role) )
يمثل الإنجاب و" الإنجابية " الدور الرئيسي للغالبية العظمى من النساء العربيات ويشمل بصفة عامة ومبسطة الحمل والولادة وإرضاع الأطفال وتربيتهم ورعاية الأسرة وعندما نقول الدور الرئيسي نعني بأنه الدور الوحيد المعترف به للمرأة من طرف المجتمع وموقف تقييم تأديتها لهذا الدور وترتكز تربية البنت منذ استقبالها عند الولادة على تحضيرها على تأدية هذا الدور في أوانه على أحسن ما يرام وتهيأ البنت وتشجع امرأة المستقبل على تفهم وضعها الاجتماعي ( Social Status ) الأساسي باعتبارها زوجة وأماً وعلى النظر إلى الأطفال باعتبارهم الطريق الأساسي لضمان احترامها والاعتراف بها من طرف المجتمع ويكون الوسط العائلي الممثل الأفضل للمجتمع، حيث يكون ضغطه شديداً على الفتاة في جميع مراحل حياتها وخاصة عند بلوغها ويتمحور هذا الضغط حول ثلاث أسئلة جوهرية: " ألم تتزوجي بعد ؟ " ثمّ بعد الزواج " لماذا لم تنجبي بعد ؟ " وإذا اكتفت بعدد صغير من الأطفال وخاصة بدون ذكور يبقى المجتمع يترقب ويحاول إقناعها لمواصلة مهمتها النبيلة المقدسة "
بالقطع تروج المغفلات هذه الأقوال عن المجتمعات التى يسمونها ذكورية فهن لا يذكرن دور الرجل الوظيفى ودورة الإنجابى فالدور الوظيفى خارج البيت هو فى مقابل دور المرأة الوظيفى داخل البيت فأى عاقل لابد أن يقول أنه فى حالة وجود أطفال صغار لابد أن يكون أحد الزوجين فى البيت لرعايتهم بينما الآخر يكون خارج البيت لتحصيل المال من وظيفة ما للانفاق على من فى البيت وعلى نفسه فلو ترك الاثنان البيت فالنتيجة ستكون جوع الأطفال وموتهم على أساس أن كل الذكور والإناث يعملون من أجل المساواة المزعومة
وتنقل سيما عن واحدة من العاملات بالمراكز النسوية رأيها فى ارتفاع خصوبة المجتمع الفلسطينى فتقول:
"ومن الدسائس الفكرية التي تُبث كالسم في العقول، ما قالته إصلاح جاد وبني جونسون من معهد دراسات المرأة: " إنّ ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع الفلسطيني،، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشعور العائلة بعدم الأمان، من الضروري تشجيع خفض نسبة الخصوبة "
وبالقطع هذا الكلام هو خدمة للعدو وتحدثت سيما عن دور المرأة المجتمعي فقالت:
3 دور المرأة المجتمعي Women Community
Management Role
كتقديم بعض الخدمات الجماعية، منها تدبير موارد البيئة كالماء والوقود والأرض وكذلك الأعمال التي تقوم بها مع غيرها من النساء والرجال لخدمة المجتمع المحلي، وتتفاوت هذه الأعمال باختلاف ظروف الأسرة ومستواها الاجتماعي والاقتصادي
لم يكتفِ الغرب بترويج هذا المعتقد (الجندر) في بلادهم، ولكنّهم يحاولون نشره في البلاد العربية، ففي فلسطين مثلاً قاموا بمشاركة بعض النساء الفلسطينيات في ورشات عمل لمعرفة أدوارهنّ الاجتماعية في العائلة وصنع القرار العائلي، وتقسيم العمل وأدوارهنّ الاجتماعية على صعيد العمل الزراعي والاقتصادي والإداري، وكذلك السياسي-الاجتماعي، ومدى رؤية المجتمع للأدوار المختلفة للمرأة، وإجراء تقييم جدّي لمدى إدراك النساء لمفهوم الجندر وما هي سمات وصفات هذا المفهوم فلسطينياًً …ولكن هل الواقع العلمي يؤيد ما يقولونه أنّه لا اختلاف بين المرأة والرجل، إلاّ من ناحية الجنس ؟؟
في الفصل القادم، إن شاء الله، أبيّن بعض الاختلافات بين الذكر والأنثى "
ومن هنا نجد أن ما يسمى تقديم معونات للمجتمعات فى بلادنا من قبل الغرب أو غيره الغرض منه هو نشر الفساد من خلال نشر مقولات تحارب الإسلام وهى لا تقدم المعونات إلا للمجتمعات القليلة التعليم أو الجاهلة على أساسي عدم وجود دفاعات عندهم ولكنهم يقابلون بدفاعات من هؤلاء
فى الفصل الثانى حاولت سيما نقض مقولات الجندر فقالت فى المساواة:
"الفصل الثاني: ليس الذكر كالأنثى:
المبحث الأول: في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي
المطلب الأول: نوع الجنين : ذكر أم أنثى
قال تعالى : { لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن تشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا ًوإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير } قال تعالى: { وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى }
المطلب الثاني: وليس الذكر كالأنثى في البلوغ وتغيراته:
" البلوغ يصحبه جملة تغيرات أساسية هامة تكاد تتناول أجهزة الجسم كلها، خاصة الجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، وتتلخص معظمها في خطوات التحول من دور الطفولة بكل ما لها من حقائق ومظاهر إلى دور الأنوثة الكاملة أو الرجولة التامة، في القوام، والبنيان والمظهر والنمو وسائر التصرفات العقلية والنفسية والجسمانية وفي مختلف الميول، والرغبات واتجاهات التفكير والتطبع والخلق، وذلك فضلاً على الصفات التناسلية الثانوية الخاصة بكل من الجنسين "
المطلب الثالث: وليس الذكر كالأنثى في الحساسية البدنية:
إذا كانت سمة الحساسية تبرز لدى الرجل في فترات من مجرى حياته، باعتباره إنساناً من الممكن أن يجرح أو يخدش أو يصاب ، فإن المرأة تمتاز عنه في هذا الصدد من جوانب عديدة، وحساسيتها البدنية تعد إحدى السمات المتوغلة في حياتها، والراسخة في أعماقها في الوقت الذي لا وجود لها عند الرجل وعلّة ذلك أن وظائف أعضاء المرأة معرضة للإصابة بحكم ممارستها الحياتية التي تمتاز بها عن الرجل ،والإصابات قد تكون من الخارج الى الداخل ، مثل : اختراق خلية المنى لجدار البويضة وتمزيق العضو الذكري لغشاء البكارة ، وقد تكون هذه الإصابات من الداخل إلى الخارج مثل الحيض والولادة
المطلب الرابع: وليس الذكر كالأنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل
المطلب الخامس: وليس الذكر كالأنثى في طبيعة الشهوة الجنسية
وفقا ًلسنة الله تعالى في الطبيعة كان لا بد أن يختلف الجنسان في طبائعهما ، خاصة في طبيعة الشهوة الجنسية ، فشهوة الرجل الجنسية تباين شهوة المرأة ، حيث إنه يتميز بالشهوة الجامحة الملحة الجريئة
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى - الحمل
الحمل يمثل أحد الفواصل الحديدية بين الأنثى والذكر
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه ، حملته أمّه وهنا ًعلى وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ، حملته أمّه كرهاًَ ووضعته كرهاً }
المطلب السابع: وليس الذكر كالأنثى - الحيض
قال تعالى: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}ومما لا ريب فيه أن الحيص يمثل أيضا أحد الفواصل الجذرية بين الأنثى والذكر وسبب حدوثه عند المرأة البالغة هو بعض التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض والرحم تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية أو الغدة الرئيسية المنبثقة من الدماغ
المطلب الثامن: وليس الذكر كالأنثى في الهرمونات
إن الدلائل العلمية الحديثة تشير إلى أن الإنسان عبارة عن معادلة هرمونية ، ذلك ان الهرمونات تتحكم في جميع وجوه النشاط الجسماني، فمن ناحية الجنس والحمل والولادة؛ دور الهرمونات معروف وبارز، ومن ناحية الخوف والشجاعة واتخاذ القرارات والسلوك الشخصي عامة؛ دورها أساسي " هناك أربعة من علماء الفيزيولوجيا (Physiology) هم: شارل فينكس، وروبرت غوى، وأرنولد جيرال، ووليم يونغ، أجروا عام 1959 م، دراسة هامة تعتبر إحدى نقاط التحول في هذا المضمار؛ إذ حقنوا عدداً من إناث الخنزير الهندي في طور الحمل كميات كبيرة من هرمون التستوسترون؛ فظهرت لدى المواليد الإناث أعضاء تناسلية ذكرية إلى جانب المبيض وعندما انتزع هؤلاء العلماء المبيض، وحقنوا هذه الإناث الشاذة مزيدا من التستوسترون، أخذت تتصرف كالذكور حتى أنها أقبلت على مجامعة الإناث ذات التكوين الطبيعي"
من العلماء من يقول : لولا مفهوم الهرمون الجنسي لولدت الكائنات متساوية الجنس
المبحث الثاني: الاختلاف بين الذكر والأنثى من حيث جنس الدماغ أصلاً
كتاب جنس الدماغ ( Brain Sex )، ناقش أثر الفروقات البيولوجيّة على الأفكار والميول والسلوك، وهو من تأليف كلٍّ من آن موير وهي حاصلة على دكتوراة في علم الوراثة وديفيد جيسيل
إنّ هذا الكتاب ليس بالكتاب الوصفي، إنه فقط يوضح كيف أنّ أدمغة الجنسين تختلف عن بعضها، ويحاول أن يربط هذه الفروقات مع جوانب السلوك المختلفة التي يمكن ملاحظتها في كل من الرجل والمرأة، ذلك السلوك الذي مجّده قوم وندبه آخرون طيلة قرون مما جاء فيه:" الرجال مختلفون عن النساء، وهم لا يتساوون إلاّ في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري، والادعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك تعني بأننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية وعلمية
فالجنسان مختلفان لأنّ أدمغتهم تختلف عن بعضها؛ فالدماغ، وهو العضو الذي يضطلع بالمهام الإدارية والعاطفية في الحياة، قد تم تركيبه بصورة مختلفة في الرجال عنه في النساء، ولهذا فهو يقوم بمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة عند كل منهما والذي ينتج عنه في النهاية اختلاف في المفاهيم والأولويات والسلوك ولقد شهدت العشر سنين الأخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء اختلاف الجنسين، فخرج الأطباء والعلماء وعلماء النفس والاجتماع أثناء عملهم، الذي تم بشكل مستقل، بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطينا صورة متجانسة وهي في ذات الوقت صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين وأخيراً تم التوصل إلى جواب عن هذا النُّواح المزعج والمتمثل في: "لماذا لا تستطيع المرأة أن تصبح مثل الرجل؟" ولقد حان الوقت لنسف الأسطورة التي تقول بقابلية تبادل الأدوار بين الرجال والنساء إذا ما أُعطوا فرصاً متساوية لإثبات ذلك، ولكن الأمر ليس كذلك لأن كل شيء فيهما أبعد ما يكون عن التساوي
وإلى عهد قريب كان يتم تفسير الاختلافات السلوكية بين الجنسين من خلال عملية التكيّف الاجتماعي، مثل توقعات الوالدين اللذين تعكس مواقفهما بدورها توقعات المجتمع ككل؛ فيُطلب من الأولاد الصغار عدم البكاء وإن الطريق إلى القمة يعتمد على الإصرار والعدوانية، وبهذا لم يعط أي اعتبار لوجهة النظر البيولوجية التي تقول بأننا قد نكون ما نحن عليه بسبب الطريقة التي خلقنا عليها، وهناك اليوم الكثير من الدلائل البيولوجية الجديدة التي تُهيئ الطريق كي تسود فيه حجة التفسير الاجتماعي للفروق، ولكن البرهان البيولوجي وفر لنا أخيراً إطاراً علمياً وشاملاً وقابلاً للإثبات بالدليل، والذي من خلاله نستطيع أن نبدأ في فهم لماذا نحن على ما نحن عليه وإذا كان التفسير الاجتماعي قاصراً، فإن الحجة البيوكيميائية (biochemical) تبدو وكأنها أكثر معقولية - بأنّ الهرمونات هي التي تجعلنا نتصرف بطريقة معينة ونمطية - ولكن،، نجد أنّ الهرمونات وحدها لا تزودنا بالإجابة الشاملة عن السؤال، حيث أنّ الذي يؤدي إلى هذا الاختلاف هو التفاعل بين تلك الهرمونات وأدمغة الذكور أو الإناث التي أعدت سلفاً من أجل أن تتفاعل معها بطرق خاصة
الاختلافات بين الرجال والنساء قد يُغضب كلا الجنسين أو يجعلهما يشعران بالرضا، ولكن كلا هذين الموقفين على خطأ، فلو كان للمرأة من الأسباب ما يدفعها للغضب، فإن ذلك ليس لأنّ العلم قد قلل من قيمة المعركة التي كسبتها المرأة بعد كفاحها المرير من أجل المساواة، ولكن الغضب يجب أن يوجه أساساً إلى أولئك الذين يسعون إلى إساءة توجيه المرأة وإلى الذين ينكرون عليها جوهر تكوينها فلقد نشأت العديد من النساء في الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية ليؤمنّ بأنهن أو أن عليهن أن يكن "مثل زملائهن الرجال"، وفي غمرة هذا كله تحمّلن الآلام الشديدة وغير الضروريّة والإحباط وخيبة الأمل، ولقد حملن على الاعتقاد أنه وبمجرد أن يقمن بتحطيم قيود تحيزات واضطهاد الرجال- السبب المزعوم في منزلتهن المتدنية - فإن أبواب الجنة الموعودة من المساواة سوف تفتح على مصراعيها، وستكون النساء، وبعد طول انتظار، حُرّات في تسلق وانتزاع أعلى مراتب المهن والحرف من الرجال
وبدلاً من ذلك، وعلى الرغم من القدر الكبير من الحرية التي حصلت عليها المرأة في التعليم والفرص في الحياة وفي عدم خضوعها لقيود المجتمع، إلا أنّ النساء لم يحققن تقدماً مهماً بالمقارنة مع ما كان عليه وضعهن قبل ثلاثين سنة والسيدة تاتشر ما زالت الاستثناء الذي يثبت القاعدة ولقد كانت هناك نساء أكثر في الوزارة البريطانية في سنوات الثلاثينيات من هذا القرن مما هن عليه في الوقت الحاضر كما أنه لم تحصل زيادة تذكر في عضوات البرلمان البريطاني خلال الثلاثين سنة الماضية، وبعض النساء، ومن منطلق إحساسهن بالقصور في الوصول والاقتسام المزعوم للسلطة والقوة، يشعرن بأنهنّ قد فشلن، ولكن الحقيقة هي أنهنّ فشلن فقط في أن يصبحن مثل الرجال ومن الناحية الأخرى يتعين ألا يكون هذا دافعاً للرجال للشعور بالفرح والسرور، على الرغم من أنّ بعضهم سوف يجد في ذلك سلاحاً من أجل زيادة التعصب، فمع أنّ معظم النساء لا يحسنّ قراءة الخرائط مثل الرجال، إلا أنهنّ أفضل في قراءة شخصية الإنسان، والناس كما نعلم، أهم من الخرائط "سيحاول عقل الذكر، في هذه اللحظة، البحث عن استثناءات لهذه القاعدة"
وقد شعر بعض العلماء بالقلق حول مصير كشوفاتهم، فالبعض من هذه النتائج إما أن تكون قد طمست أو أنها وضعت بهدوء على الأرفف وذلك بسبب ردود الفعل الاجتماعية التي قد تثيرها، ولكنه من الأفضل عادة أن يتصرف الإنسان على ضوء ما هو حقيقي بدلاً من مواصلة الزعم بأنّ ما هو حقيقي يجب أن لا يسود والأفضل من هذا كله هو في أن نرحب بهذه الاختلافات المكمّلة لبعضها وأن نستثمرها، فالواجب على النساء في هذه المرحلة أن يساهمن بمواهبهن الأنثوية الخاصة بدلاً من تبديد طاقتهن في البحث عن بديل ذكوري لأنفسهن، فيستطيع خيال المرأة الخصب مثلاً أن يجد الحلول لأصعب المشكلات - مهنيّة كانت أو منزلية - بضربة حدسيّة واحدة
إنّ أكبر مبرر يمكن أن يسوقه الإنسان للدفاع عن فكرة وجوب الاعتراف بالفوارق بين الجنسين هو أنّ الاعتراف بهذه الفوارق قد يجعلنا أكثر سعادة، فإدراكنا، على سبيل المثال، بأنّ للجنس مصادر ودوافع وأهمية مختلفة في أدمغة الذكور والإناث،، قد يجعل منا أزواجاً وزوجات أفضل، وأكثر مراعاة لحقوق ومشاعر الطرف الآخر، كما أنّ الإدراك بأنّ الرجال والنساء غير قادرين على تبادل أدوار الأبوة والأمومة فيما بينهم قد يجعل منا آباء وأمهات أفضل"
يتبع
الكتاب من إعداد سيما عدنان أبو رموز
والكتاب يتناول موضوع المساواة بين الرجال والنساء مساواة تامة وفى المقدمة قالت الباحثة :
"من أعظم ما شغل البشر عبر القرون قضية المرأة، والحديث عنها الآن زاد وانتشر، فأُنشأت الجمعيات النسوية التي تطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كافة ميادين الحياة، وأصبحوا ينادون بالتماثل التام مع الرجل، ورفعوا شعارات ما يسمى بالنوع الاجتماعي ( الجندر)فقالوا إنّ المرأة تستطيع أن تقوم بكل ما يقوم به الرجل؛ وكذلك العكس والهوية الجنسوية لكل من الرجل والمرأة تقوم على أسس اجتماعية وثقافية وحضارية ومن أبرز ملامح الخطاب النسوي المعاصر هو ازدراؤه لكل ما هو ثابت ومتفق عليه بحكم الشريعة الإسلامية، فيرى أنّ تعدد الزوجات ونصيب المرأة في الميراث، أمور تكشف عن انحياز الإسلام للرجل وانتقاصه من حقوق المرأة، وفي أحسن الأحوال فإنها أمور لم تعد تتمشى مع عصرنا الحاضر! ولكن ما من شريعة كرّمت المرأة وانصفتها غير الإسلام، لو طبق حق تطبيق ولو تركت العولمة الفكرية التي يستعملها الغرب في التأثير على النساء دون مكافحة لزاد الفساد
أردت أن أكتب في موضوع النوع الاجتماعي (الجندر) لفهم هذا الموضوع أولاً، ثمً محاولة الرد عليه إسلامياً من خلال بيان ما قدمت الشريعة الإسلامية للمرأة من تكريم وحماية ولكن للأسف لم أجد كتابات كثيرة؛ من قبل مفكرين وفقهاء للرد بقوة على كثرة المؤلفات التي يؤلفها الغربيين لنشر هذا الموضوع، فالطريق خالية أمامهم دون عقبات تُذكر
وللحصول على معلومات عن موضوع الجندر استفدت من مركز شؤون المرأة في منطقة رام الله، ومركز دراسات المرأة في جامعة بيرزيت حيث يروجون له"
المقدمة تدل على أن الموضوع غريب عن بلادنا وأن من يروجون له هى مراكز ممولة من الخارج ومن يشرفون على تلك المراكز غالبا ديانتهم نصرانية أو يحملون اسماء المسلمين ويتبعون اليسار أو اليمين وكلاهما وحتى الوسط علمانى وفى بعض البلاد كمصر دخل الموضوع فى كل المؤسسات الحكومية تقريبا ولكن بعيدا عن المسميات التى تهيج الرأى العام فسمى وحدة تكافؤ الفرص ومن المؤكد انه دخل معظم بلادنا تحت مسميات مختلفة خاصة فى بلاد المغرب بعضها كمصر اسم لا يثير الانتباه وبعضها يثير الانتباه كالفيمو وما شابه
قسمت الباحثة رسالتها لفصول وفى الفصل الأول تناولت تعريف الجندر فقالت :
"الفصل الأول: فلسفة النوع الاجتماعي:
المبحث الأول: مفهوم النوع الاجتماعي (الجندرGender)لقد استخدمت كلمة " جندر " منذ أكثر من عشر سنوات وأصبح استعمالها يتزايد في جميع القطاعات وقد اتفقت مجموعة الخبراء في مركز المرأة للتدريب والبحوث على تعريف النوع الاجتماعي (الجندر) على أنه " اختلاف الأدوار ( الحقوق والواجبات والالتزامات ) والعلاقات والمسؤوليات والصور ومكانة المرأة والرجل والتي يتم تحديدها اجتماعياً وثقافياً عبر التطور التاريخي لمجتمع ما وكلها قابلة للتغيير" وجاء تعريف صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ( UNIFEM ) للنوع الإجتماعي ( الجندر ) " الأدوار المحددة اجتماعياً لكل من الذكر والأنثى، وهذه الأدوار التي تحتسب بالتعليم تتغير بمرور الزمن وتتباين تبايناً شاسعاً داخل الثقافة الواحدة ومن ثقافة إلى أخرى ويشير هذا المصطلح إلى الأدوات والمسؤوليات التي يحددها المجتمع للمرأة والرجل
ويعني الجندر الصورة التي ينظر لها المجتمع إلينا كنساء ورجال، والأسلوب الذي يتوقعه في تفكيرنا/ تصرفاتنا ويرجع ذلك إلى أسلوب تنظيم المجتمع، وليس إلى الاختلافات البيولوجية ( الجنسية ) بين الرجل والمرأة وبالتالي نرى أن فلسفة النوع الاجتماعي تؤكد على " أن كل شيء غير الحمل والولادة للمرأة والتخصيب للذكر يحدده المجتمع وليس فطري "
" هذا يعني أنّ فلسفة الجندر تتنكّر لتأثير الفروق البيولوجيّة الفطريّة في تحديد أدوار الرجال والنساء، وتُنكر أن تكون فكرة الرجل عن نفسه تستند إلى واقع بيولوجي وهرموني وهي تنكر أي تأثير للفروق البيولوجيّة في سلوك كلٍّ من الذكر والأنثى وتتمادى هذه الفلسفة إلى حد الزعم بأنّ الذكورة والأنوثة هي ما يشعر به الذكر والأنثى، وما يريده كلّ منهما لنفسه، ولو كان ذلك مناقضاً لواقعه البيولوجي وهذا يجعل من حق الذكر أن يتصرف كأنثى، بما فيه الزواج من ذكر آخر ومن حق الأنثى أن تتصرف كذلك، حتى في إنشاء أسرة قوامها امرأة واحدة تنجب ممن تشاء من هنا نجد أنّ السياسات الجندريّة تسعى إلى الخروج على الصيغة النمطيّة للأسرة، وتريد أن تفرض ذلك على كل المجتمعات البشرية بالترغيب أو الترهيب لذلك وجدنا أنّ بعض المؤتمرات النسويّة قد طالبت بتعدد صور وأنماط الأسرة؛ فيمكن أن تتشكّل الأسرة في نظرهم من رجلين أو من امرأتين، ويمكن أن تتألف من رجل وأولاد بالتبنّي، أو من امرأة وأولاد جاءوا ثمرة للزنا أو بالتبنّي كما طالبت هذه المؤتمرات باعتبار الشذوذ الجنسي علاقة طبيعيّة، وطلبت إدانة كل دولة تحظر العلاقات الجنسيّة الشاذة
خلاصة الأمر أنّ الفلسفة الجندريّة تسعى إلى تماثل كامل بين الذكر والأنثى، وترفض الاعتراف بوجود الفروقات، وترفض التقسيمات، حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق والفطرة فهذه الفلسفة لا تقبل بالمساواة التي تراعي الفروقات بين الجنسين، بل تدعو إلى التماثل بينهما في كل شيء " ومن خلال هذه الفلسفة يعرّفون الأسرة بأنها: " مجموعة من الناس يعيشون معاً، يجمعون أموالهم ويصنعونها للإنفاق على احتياجاتهم، ويتناولون معاً وجبة واحدة من الطعام على الأقل يومياً في المقابل اهتم الإسلام بالأسرة كل الاهتمام وأولاها من العناية والرعاية يكفل لها أن تنتج ثمارها المرجوة، فإن صلحت الأسرة صلح المجتمع"
الجندر أى المساواة التامة بين الرجل والمرأة تماما هى نوع من انواع محاربة الإسلام فى الأساس والأديان الأخرى والغريب أن من يسعى لنشر تلك الخرافة هى الأمم المتحدة ومعها ما يسمى الجمعيات النسوية قد تمثل هذا فى العديد من المؤتمرات التى تعقدها الأمم المتحدة وقد عقد أحدها بالقاهرة من ربع قرن على ما أتذكر تحت عنوان البيئة والسكان أو عنوان مشابه وقد اعترضت عليه الجهات الدينية الرسمية كالأزهر والفاتيكان وبالقطع الظاهر فى الصورة هو الأمم المتحدة وتلك الجمعيات النسوية والتى يبدو أنها تدار من قبل المخابرات العالمية لنشر الفاحشة فى مختلف أنحاء العالم للقضاء على مقولة الأسرة
وتناولت سيما أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي و أسس مفهوم النوع الاجتماعي فقالت:
المبحث الثاني: أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي:
يروج الغرب أهمية إدراج مفهوم النوع الاجتماعي لتحقيق التماثل من الرجل والمرأة كما في الشكل الآتي :
زيادة مشاركة المرأة في المجتمع والعمل على المساواة مع الرجل
المبحث الثالث: أسس مفهوم النوع الاجتماعي:
1 الأدوار المنوطة بشكل عام بالرجل والمرأة محددة من قبل عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية أكثر منها عواما بيولوجية
2 إعادة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة في المجتمع من منطلق مفهوم المشاركة يؤدي إلى فائدة أكبر للمجتمع
3 إتاحة الفرصة المتكافئة للرجل ولامرأة لاكتشاف قدرات كامنة فيهم وتمكينهم من مهارات تفيدهم في القيام بأدوار جديدة تعود بالنفع على المجتمع "
هذه الأسس بالقطع تناقض الأديان الرئيسية الإسلام والنصرانية واليهودية فى أقوال كقوله تعالى " الرجال قوامون على النساء" "وللرجال عليهن درجة" وكقول الكتاب المقدسفى رسالة أفسس5 " لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ"وتلك الأسس تعنى عند من يروجون لها أن الإنسان قادر على تأدية كل الأدوار سواء ذكر أو أنثى وأن السبب فى المشكلة عندهم هو ذكورية المجتمع الذى يريد خضوع المرأة لما يقوله الرجال وهو كلام مجانين فالرجل لا يخلق نفسه والمرأة لا تخلق نفسها وفيها أمور زائدة كالرحم وكبر الأثداء والقدرة على التبويض
الأغرب أن المجانين جروا المغفلين إلى تغيير الجنس فحولوا عبر العمليات الجراحية الذكور لإناث والعكس من الخارج ولكنهم فشلوا تماما وسيظلون يفشلون فى أن ينجب الرجل المتحول لامرأة أطفال ومن ثم لو كان لمقولتهم صحة لقدروا على تبديل الأدوار فى الحمل والرضاعة والولادة والرضاعة
وأخر ما أتذكره من هذا الجنون من سنوات أن الاتحاد الأوربى منح الرجال أجازة من العمل فى حالة ولادة الزوجات أو العشيقات ثلاثة أشهر مثل النساء
وتحدثن سيما عن مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي والفرق بين الجنس والنوع فقالت:
"المبحث الرابع: مرتكزات مفهوم النوع الاجتماعي:
1 معرفة وتحليل اختلافات العلاقات بين النوعين
2 تحديد أسباب وأشكال عدم التوازن في العلاقة بين النوعين ومحاولة إيجاد طرق لمعالجة الاختلال
3 تعديل وتطوير العلاقة بين النوعين حتى يتم توفير العدالة والمساواة بين النوعين ليس فقط بين الرجل والمرأة ولكن بين أفراد المجتمع جميعاً
المبحث الخامس: الفرق بين الجنس والنوع :
الجنس: " تواجد مجموع المميزات الجنسية الأولية والثانوية وكذلك الوظائف بين الذكر والأنثى "
النوع: إنتاج التنظيم الاجتماعي للجنسين في فئتين مميزتين مختلفين ورجالاً ونساءً، فالعلاقات بين الرجال والنساء إذاً ليست تلقائية، وإنما هي منظمة حسب الثقافات المختلفة، وعليه فهي بهذا المعنى قابلة للتغير حسب تغير المفاهيم والثقافة السائدين في زمن معين
وفي بلد معين، هذا النظر للنوع على أنه ليس عملية طبيعية مثل مفهوم الجنس يجعلنا نستطيع أن نفكر في التغير الذي يمكن إحداثه من أجل تنمية شاملة في المجتمع للمرأة والرجل
في هذا التعريف للنوع يتبين نقطتين مهمتين :
1) النوع ليس الجنس Gender isn't sex
2) النوع ليس المرأة Gender isn't a woman
فالتكلم عن النوع لا يعني الأنثى ولكن المرأة مقابل الرجل معاً
النوع الاجتماعي:
الجنس بيولوجي ويولد مع الإنسان لا يمكن تغييره
1 المرأة فقط تحمل وتلد2 الرجل فقط يخصب
النوع ينشأ ويتشكل من المجتمع ولا يولد مع الإنسان
قابل للتغيير1 تستطيع المرأة أن تقوم بالأعمال التي يقوم بها الرجل
2 يستطيع الرجل رعاية الأطفال وتنشئتهم، تماماً كما تفعل المرأة "
مقولة النوع والجنس من اخترعوها ذكور فى الأساس ذكور أرادوا أن يتخلصوا من وجوب نفقة الرجل على المرأة بحجة أنهما شريكان على قدم المساواة أرادوا أن يتخلصوا من كلفة الزواج بحجة الحرية الشخصية وفى كل الأحوال الخاسر هو المرأة فحتى لو تساوت فالرجل لا يتعب لأنه لا يحمل والمرأة تلد وتتألم والرجل لا يفعل والمرأة ترضع وتتحمل آلام ذلك المرأة تحيض وتتألم ومع هذا فهى مطالبة فى خضم تلك الآلام بأن تثبت قدرتها على العمل ومن ثم فهى الخاسرة فى الأحوال من مقولة الجنون المساواة التامة التى لا يمكن تحققها
وتناولت سيما تحديد النوع الاجتماعي للأدوار فقالت:
"المبحث السادس: تحديد النوع الاجتماعي للأدوار: ( Gender Roles Identification):
يعتبر التعرف على تقسيم الأدوار بين النساء والرجال أول وسيلة لإظهار وتوضيح الأعمال والأدوار التي يؤديها النساء والرجال في مجتمع ما أو في بيئة معينة والتي تحددها ثقافة المجتمع وتقاليده وعاداته، على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من الرجل والمرأة، وقدراتهما واستعدادهما وما يليق بكل واحد منهما حسب توقعات المجتمع
أدوار المرأة المتعددة:
1 دور المرأة الإنتاجي ( Women's productive role)
يمثل هذا الدور الأعمال الإنتاجية المتعددة التي تقوم بها المرأة في محيط الأسرة وخارجه، وتشمل الأعمال المرتبطة بدورها الأسري، وكذلك تلك المرتبطة بمجال الزراعة كالعناية بالمواشي والدواجن وخدمة الأرض، والملاحظ أنّ هذا الصنف من الأعمال يتسم بالاختفائية، ويمكن إرجاع ذلك لعدم الاعتراف به وعدم تقديره لأنه خارج " الدور الرسمي "
2 دور المرأة الإنجابي Women's Reproductive Role) )
يمثل الإنجاب و" الإنجابية " الدور الرئيسي للغالبية العظمى من النساء العربيات ويشمل بصفة عامة ومبسطة الحمل والولادة وإرضاع الأطفال وتربيتهم ورعاية الأسرة وعندما نقول الدور الرئيسي نعني بأنه الدور الوحيد المعترف به للمرأة من طرف المجتمع وموقف تقييم تأديتها لهذا الدور وترتكز تربية البنت منذ استقبالها عند الولادة على تحضيرها على تأدية هذا الدور في أوانه على أحسن ما يرام وتهيأ البنت وتشجع امرأة المستقبل على تفهم وضعها الاجتماعي ( Social Status ) الأساسي باعتبارها زوجة وأماً وعلى النظر إلى الأطفال باعتبارهم الطريق الأساسي لضمان احترامها والاعتراف بها من طرف المجتمع ويكون الوسط العائلي الممثل الأفضل للمجتمع، حيث يكون ضغطه شديداً على الفتاة في جميع مراحل حياتها وخاصة عند بلوغها ويتمحور هذا الضغط حول ثلاث أسئلة جوهرية: " ألم تتزوجي بعد ؟ " ثمّ بعد الزواج " لماذا لم تنجبي بعد ؟ " وإذا اكتفت بعدد صغير من الأطفال وخاصة بدون ذكور يبقى المجتمع يترقب ويحاول إقناعها لمواصلة مهمتها النبيلة المقدسة "
بالقطع تروج المغفلات هذه الأقوال عن المجتمعات التى يسمونها ذكورية فهن لا يذكرن دور الرجل الوظيفى ودورة الإنجابى فالدور الوظيفى خارج البيت هو فى مقابل دور المرأة الوظيفى داخل البيت فأى عاقل لابد أن يقول أنه فى حالة وجود أطفال صغار لابد أن يكون أحد الزوجين فى البيت لرعايتهم بينما الآخر يكون خارج البيت لتحصيل المال من وظيفة ما للانفاق على من فى البيت وعلى نفسه فلو ترك الاثنان البيت فالنتيجة ستكون جوع الأطفال وموتهم على أساس أن كل الذكور والإناث يعملون من أجل المساواة المزعومة
وتنقل سيما عن واحدة من العاملات بالمراكز النسوية رأيها فى ارتفاع خصوبة المجتمع الفلسطينى فتقول:
"ومن الدسائس الفكرية التي تُبث كالسم في العقول، ما قالته إصلاح جاد وبني جونسون من معهد دراسات المرأة: " إنّ ارتفاع نسبة الخصوبة في المجتمع الفلسطيني،، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشعور العائلة بعدم الأمان، من الضروري تشجيع خفض نسبة الخصوبة "
وبالقطع هذا الكلام هو خدمة للعدو وتحدثت سيما عن دور المرأة المجتمعي فقالت:
3 دور المرأة المجتمعي Women Community
Management Role
كتقديم بعض الخدمات الجماعية، منها تدبير موارد البيئة كالماء والوقود والأرض وكذلك الأعمال التي تقوم بها مع غيرها من النساء والرجال لخدمة المجتمع المحلي، وتتفاوت هذه الأعمال باختلاف ظروف الأسرة ومستواها الاجتماعي والاقتصادي
لم يكتفِ الغرب بترويج هذا المعتقد (الجندر) في بلادهم، ولكنّهم يحاولون نشره في البلاد العربية، ففي فلسطين مثلاً قاموا بمشاركة بعض النساء الفلسطينيات في ورشات عمل لمعرفة أدوارهنّ الاجتماعية في العائلة وصنع القرار العائلي، وتقسيم العمل وأدوارهنّ الاجتماعية على صعيد العمل الزراعي والاقتصادي والإداري، وكذلك السياسي-الاجتماعي، ومدى رؤية المجتمع للأدوار المختلفة للمرأة، وإجراء تقييم جدّي لمدى إدراك النساء لمفهوم الجندر وما هي سمات وصفات هذا المفهوم فلسطينياًً …ولكن هل الواقع العلمي يؤيد ما يقولونه أنّه لا اختلاف بين المرأة والرجل، إلاّ من ناحية الجنس ؟؟
في الفصل القادم، إن شاء الله، أبيّن بعض الاختلافات بين الذكر والأنثى "
ومن هنا نجد أن ما يسمى تقديم معونات للمجتمعات فى بلادنا من قبل الغرب أو غيره الغرض منه هو نشر الفساد من خلال نشر مقولات تحارب الإسلام وهى لا تقدم المعونات إلا للمجتمعات القليلة التعليم أو الجاهلة على أساسي عدم وجود دفاعات عندهم ولكنهم يقابلون بدفاعات من هؤلاء
فى الفصل الثانى حاولت سيما نقض مقولات الجندر فقالت فى المساواة:
"الفصل الثاني: ليس الذكر كالأنثى:
المبحث الأول: في بنيان الجسم ووجوه النشاط الفسيولوجي
المطلب الأول: نوع الجنين : ذكر أم أنثى
قال تعالى : { لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن تشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا ًوإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير } قال تعالى: { وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى }
المطلب الثاني: وليس الذكر كالأنثى في البلوغ وتغيراته:
" البلوغ يصحبه جملة تغيرات أساسية هامة تكاد تتناول أجهزة الجسم كلها، خاصة الجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، وتتلخص معظمها في خطوات التحول من دور الطفولة بكل ما لها من حقائق ومظاهر إلى دور الأنوثة الكاملة أو الرجولة التامة، في القوام، والبنيان والمظهر والنمو وسائر التصرفات العقلية والنفسية والجسمانية وفي مختلف الميول، والرغبات واتجاهات التفكير والتطبع والخلق، وذلك فضلاً على الصفات التناسلية الثانوية الخاصة بكل من الجنسين "
المطلب الثالث: وليس الذكر كالأنثى في الحساسية البدنية:
إذا كانت سمة الحساسية تبرز لدى الرجل في فترات من مجرى حياته، باعتباره إنساناً من الممكن أن يجرح أو يخدش أو يصاب ، فإن المرأة تمتاز عنه في هذا الصدد من جوانب عديدة، وحساسيتها البدنية تعد إحدى السمات المتوغلة في حياتها، والراسخة في أعماقها في الوقت الذي لا وجود لها عند الرجل وعلّة ذلك أن وظائف أعضاء المرأة معرضة للإصابة بحكم ممارستها الحياتية التي تمتاز بها عن الرجل ،والإصابات قد تكون من الخارج الى الداخل ، مثل : اختراق خلية المنى لجدار البويضة وتمزيق العضو الذكري لغشاء البكارة ، وقد تكون هذه الإصابات من الداخل إلى الخارج مثل الحيض والولادة
المطلب الرابع: وليس الذكر كالأنثى في تكوين الحوض وفي أعضاء التناسل
المطلب الخامس: وليس الذكر كالأنثى في طبيعة الشهوة الجنسية
وفقا ًلسنة الله تعالى في الطبيعة كان لا بد أن يختلف الجنسان في طبائعهما ، خاصة في طبيعة الشهوة الجنسية ، فشهوة الرجل الجنسية تباين شهوة المرأة ، حيث إنه يتميز بالشهوة الجامحة الملحة الجريئة
المطلب السادس: ليس الذكر كالأنثى - الحمل
الحمل يمثل أحد الفواصل الحديدية بين الأنثى والذكر
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه ، حملته أمّه وهنا ًعلى وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}
قال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ، حملته أمّه كرهاًَ ووضعته كرهاً }
المطلب السابع: وليس الذكر كالأنثى - الحيض
قال تعالى: { ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإن تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}ومما لا ريب فيه أن الحيص يمثل أيضا أحد الفواصل الجذرية بين الأنثى والذكر وسبب حدوثه عند المرأة البالغة هو بعض التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض والرحم تحت تأثير هرمونات الغدة النخامية أو الغدة الرئيسية المنبثقة من الدماغ
المطلب الثامن: وليس الذكر كالأنثى في الهرمونات
إن الدلائل العلمية الحديثة تشير إلى أن الإنسان عبارة عن معادلة هرمونية ، ذلك ان الهرمونات تتحكم في جميع وجوه النشاط الجسماني، فمن ناحية الجنس والحمل والولادة؛ دور الهرمونات معروف وبارز، ومن ناحية الخوف والشجاعة واتخاذ القرارات والسلوك الشخصي عامة؛ دورها أساسي " هناك أربعة من علماء الفيزيولوجيا (Physiology) هم: شارل فينكس، وروبرت غوى، وأرنولد جيرال، ووليم يونغ، أجروا عام 1959 م، دراسة هامة تعتبر إحدى نقاط التحول في هذا المضمار؛ إذ حقنوا عدداً من إناث الخنزير الهندي في طور الحمل كميات كبيرة من هرمون التستوسترون؛ فظهرت لدى المواليد الإناث أعضاء تناسلية ذكرية إلى جانب المبيض وعندما انتزع هؤلاء العلماء المبيض، وحقنوا هذه الإناث الشاذة مزيدا من التستوسترون، أخذت تتصرف كالذكور حتى أنها أقبلت على مجامعة الإناث ذات التكوين الطبيعي"
من العلماء من يقول : لولا مفهوم الهرمون الجنسي لولدت الكائنات متساوية الجنس
المبحث الثاني: الاختلاف بين الذكر والأنثى من حيث جنس الدماغ أصلاً
كتاب جنس الدماغ ( Brain Sex )، ناقش أثر الفروقات البيولوجيّة على الأفكار والميول والسلوك، وهو من تأليف كلٍّ من آن موير وهي حاصلة على دكتوراة في علم الوراثة وديفيد جيسيل
إنّ هذا الكتاب ليس بالكتاب الوصفي، إنه فقط يوضح كيف أنّ أدمغة الجنسين تختلف عن بعضها، ويحاول أن يربط هذه الفروقات مع جوانب السلوك المختلفة التي يمكن ملاحظتها في كل من الرجل والمرأة، ذلك السلوك الذي مجّده قوم وندبه آخرون طيلة قرون مما جاء فيه:" الرجال مختلفون عن النساء، وهم لا يتساوون إلاّ في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري، والادعاء بأنهم متماثلون في القدرات والمهارات أو السلوك تعني بأننا نقوم ببناء مجتمع يرتكز على كذبة بيولوجية وعلمية
فالجنسان مختلفان لأنّ أدمغتهم تختلف عن بعضها؛ فالدماغ، وهو العضو الذي يضطلع بالمهام الإدارية والعاطفية في الحياة، قد تم تركيبه بصورة مختلفة في الرجال عنه في النساء، ولهذا فهو يقوم بمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة عند كل منهما والذي ينتج عنه في النهاية اختلاف في المفاهيم والأولويات والسلوك ولقد شهدت العشر سنين الأخيرة زيادة هائلة في البحث العلمي لمعرفة الأسباب التي تكمن وراء اختلاف الجنسين، فخرج الأطباء والعلماء وعلماء النفس والاجتماع أثناء عملهم، الذي تم بشكل مستقل، بمجموعة من النتائج التي لو أخذنا بها جميعاً فإنها تعطينا صورة متجانسة وهي في ذات الوقت صورة مذهلة من عدم التماثل بين الجنسين وأخيراً تم التوصل إلى جواب عن هذا النُّواح المزعج والمتمثل في: "لماذا لا تستطيع المرأة أن تصبح مثل الرجل؟" ولقد حان الوقت لنسف الأسطورة التي تقول بقابلية تبادل الأدوار بين الرجال والنساء إذا ما أُعطوا فرصاً متساوية لإثبات ذلك، ولكن الأمر ليس كذلك لأن كل شيء فيهما أبعد ما يكون عن التساوي
وإلى عهد قريب كان يتم تفسير الاختلافات السلوكية بين الجنسين من خلال عملية التكيّف الاجتماعي، مثل توقعات الوالدين اللذين تعكس مواقفهما بدورها توقعات المجتمع ككل؛ فيُطلب من الأولاد الصغار عدم البكاء وإن الطريق إلى القمة يعتمد على الإصرار والعدوانية، وبهذا لم يعط أي اعتبار لوجهة النظر البيولوجية التي تقول بأننا قد نكون ما نحن عليه بسبب الطريقة التي خلقنا عليها، وهناك اليوم الكثير من الدلائل البيولوجية الجديدة التي تُهيئ الطريق كي تسود فيه حجة التفسير الاجتماعي للفروق، ولكن البرهان البيولوجي وفر لنا أخيراً إطاراً علمياً وشاملاً وقابلاً للإثبات بالدليل، والذي من خلاله نستطيع أن نبدأ في فهم لماذا نحن على ما نحن عليه وإذا كان التفسير الاجتماعي قاصراً، فإن الحجة البيوكيميائية (biochemical) تبدو وكأنها أكثر معقولية - بأنّ الهرمونات هي التي تجعلنا نتصرف بطريقة معينة ونمطية - ولكن،، نجد أنّ الهرمونات وحدها لا تزودنا بالإجابة الشاملة عن السؤال، حيث أنّ الذي يؤدي إلى هذا الاختلاف هو التفاعل بين تلك الهرمونات وأدمغة الذكور أو الإناث التي أعدت سلفاً من أجل أن تتفاعل معها بطرق خاصة
الاختلافات بين الرجال والنساء قد يُغضب كلا الجنسين أو يجعلهما يشعران بالرضا، ولكن كلا هذين الموقفين على خطأ، فلو كان للمرأة من الأسباب ما يدفعها للغضب، فإن ذلك ليس لأنّ العلم قد قلل من قيمة المعركة التي كسبتها المرأة بعد كفاحها المرير من أجل المساواة، ولكن الغضب يجب أن يوجه أساساً إلى أولئك الذين يسعون إلى إساءة توجيه المرأة وإلى الذين ينكرون عليها جوهر تكوينها فلقد نشأت العديد من النساء في الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية ليؤمنّ بأنهن أو أن عليهن أن يكن "مثل زملائهن الرجال"، وفي غمرة هذا كله تحمّلن الآلام الشديدة وغير الضروريّة والإحباط وخيبة الأمل، ولقد حملن على الاعتقاد أنه وبمجرد أن يقمن بتحطيم قيود تحيزات واضطهاد الرجال- السبب المزعوم في منزلتهن المتدنية - فإن أبواب الجنة الموعودة من المساواة سوف تفتح على مصراعيها، وستكون النساء، وبعد طول انتظار، حُرّات في تسلق وانتزاع أعلى مراتب المهن والحرف من الرجال
وبدلاً من ذلك، وعلى الرغم من القدر الكبير من الحرية التي حصلت عليها المرأة في التعليم والفرص في الحياة وفي عدم خضوعها لقيود المجتمع، إلا أنّ النساء لم يحققن تقدماً مهماً بالمقارنة مع ما كان عليه وضعهن قبل ثلاثين سنة والسيدة تاتشر ما زالت الاستثناء الذي يثبت القاعدة ولقد كانت هناك نساء أكثر في الوزارة البريطانية في سنوات الثلاثينيات من هذا القرن مما هن عليه في الوقت الحاضر كما أنه لم تحصل زيادة تذكر في عضوات البرلمان البريطاني خلال الثلاثين سنة الماضية، وبعض النساء، ومن منطلق إحساسهن بالقصور في الوصول والاقتسام المزعوم للسلطة والقوة، يشعرن بأنهنّ قد فشلن، ولكن الحقيقة هي أنهنّ فشلن فقط في أن يصبحن مثل الرجال ومن الناحية الأخرى يتعين ألا يكون هذا دافعاً للرجال للشعور بالفرح والسرور، على الرغم من أنّ بعضهم سوف يجد في ذلك سلاحاً من أجل زيادة التعصب، فمع أنّ معظم النساء لا يحسنّ قراءة الخرائط مثل الرجال، إلا أنهنّ أفضل في قراءة شخصية الإنسان، والناس كما نعلم، أهم من الخرائط "سيحاول عقل الذكر، في هذه اللحظة، البحث عن استثناءات لهذه القاعدة"
وقد شعر بعض العلماء بالقلق حول مصير كشوفاتهم، فالبعض من هذه النتائج إما أن تكون قد طمست أو أنها وضعت بهدوء على الأرفف وذلك بسبب ردود الفعل الاجتماعية التي قد تثيرها، ولكنه من الأفضل عادة أن يتصرف الإنسان على ضوء ما هو حقيقي بدلاً من مواصلة الزعم بأنّ ما هو حقيقي يجب أن لا يسود والأفضل من هذا كله هو في أن نرحب بهذه الاختلافات المكمّلة لبعضها وأن نستثمرها، فالواجب على النساء في هذه المرحلة أن يساهمن بمواهبهن الأنثوية الخاصة بدلاً من تبديد طاقتهن في البحث عن بديل ذكوري لأنفسهن، فيستطيع خيال المرأة الخصب مثلاً أن يجد الحلول لأصعب المشكلات - مهنيّة كانت أو منزلية - بضربة حدسيّة واحدة
إنّ أكبر مبرر يمكن أن يسوقه الإنسان للدفاع عن فكرة وجوب الاعتراف بالفوارق بين الجنسين هو أنّ الاعتراف بهذه الفوارق قد يجعلنا أكثر سعادة، فإدراكنا، على سبيل المثال، بأنّ للجنس مصادر ودوافع وأهمية مختلفة في أدمغة الذكور والإناث،، قد يجعل منا أزواجاً وزوجات أفضل، وأكثر مراعاة لحقوق ومشاعر الطرف الآخر، كما أنّ الإدراك بأنّ الرجال والنساء غير قادرين على تبادل أدوار الأبوة والأمومة فيما بينهم قد يجعل منا آباء وأمهات أفضل"
يتبع