رضا البطاوى
09-10-2020, 07:52 AM
قراءة فى كتاب حكم السحر والكهانة
مؤلف الكتاب أو قائل الفتوى التى وضعها البعض فى صورة كتاب المفتى عبد العزيز بن باز وموضوع الكتاب يدور حول حرمة استخدام السحر والكهانة
وسبب تأليف الكتاب كما قال :
"نظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب ، ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة ، وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل ، رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما في ذلك من خطر على الإسلام والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى ومخالفة أمره وأمر رسوله (ص)"
وكان جوابه على انتشار تلك الظاهرة هو :
"فأقول مستعينا بالله تعالى : يجوز التداوي اتفاقا ، وللمسلم أن يذهب إلى طبيب أمراض باطنية ، أو جراحية ، أو عصبية ، أو نحو ذلك ، ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في عالم الطب ؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله ، وقد أنزل سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، ولكنه سبحانه لم يجعل شفعاء عباده فيما حرمه عليه .
فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون ، وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب "
ثم ذكر المفتى أدلة تحريم الذهاب للكهان فقال:
"وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي (ص)قال : ( من أتى عرفا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) ، وعن أبي هريرة عن النبي (ص)قال : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (ص)) رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي (ص)بلفظ ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (ص)) .
وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله (ص): ( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه البزار بإسناد جيد .
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصدقهم والوعيد على ذلك"
وكان المنتظر منه أو من أى مفتى أن يبدأ بأدلة كتاب الله فى الموضوع فيذكر أن الله ذم أقوال الكهان فقال :
"فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"
وقال:
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين"
ثم بين المفتى واجل ولاة الأمر تجاه الكهانة والسحر فقال :
" فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكارا إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ، ومنع من يتعاطى شيئا من ذلك في الأسواق وغيرها والإنكار عليهم أشد الإنكار ، والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم ممن ينتسب إلى العلم ، فإنهم غير راسخين في العلم ؛ بل من الجهل لما في إتيانهم من المحذور لأن الرسول (ص)قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم ، والخطر الجسيم ، والعواقب الوخيمة ، ولأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر ، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصودهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله ، وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه ، والمصدق لهم بدعواهم على الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم ، وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برء منه رسول الله (ص)"
كما بين واجب المسلم تجاه ما يقول الكهنة فقال:
" ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كنمنمتهم بالطلاسم ، أو صب الرصاص ، ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها ، فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم ، كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكهان ونحوهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبه أو عما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء أو العداوة والفراق ونحو ذلك لان هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . "
ثم تكلم عن السحر وذكر بعض ما ورد عنه فى القرآن فقال :
"والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز وجل في شأن الملكين في سورة البقرة : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فدلت هذه الآية الكريمة على أن السحر كفر وان السحرة يفرقون بين المرء وزوجه ، كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا ولا ضرا ، وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري ؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر ، ولقد عظم الضرر ، وأشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ، ولبسوا بها على ضعفاء العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل . كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، وأنه ليس لهم عند الله من خلاق أي ( من حظ ونصيب ) ، وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والآخرة وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان ، ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله : " ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " ، والشراء هنا بمعنى البيع .
نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين ، كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم ، وأن يوفق المسلمين للحذر منهم ، وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم "
ثم بين ما ظن أنه علاج السحر فقال :
" وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه ، وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم وإتماما لنعمته عليهم ، وفيما يلي بيان الأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا .
أما النوع الأول : وهو الذي يتقي به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة ، ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم " ، ومن ذلك قراءة " قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، و " قل أعوذ برب الناس " ، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر ، وفي أول الليل بعد صلاة المغرب ، ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " إلى آخر السورة . وقد صح عن رسول الله (ص)أنه قال : ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وصح عنه أيضا (ص)أنه قال : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء ، ومن ذلك الإكثار من التعوذ بـ ( كلمات الله التامات من شر ما خلق ) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر لقول النبي (ص): ( من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) ، ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله (ص)، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء ، وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه ، مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس ، ومن الأدعية الثابتة عنه (ص)في علاج الأمراض من السحر وغيره ، وكان (ص)يرقي بها أصحابه : ( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك شفاء لا يغادر سقما ) ، ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي (ص)وهي قوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسدة الله يشفيك بسم الله أرقيك ) ، وليكرر ذلك ثلاث مرات . ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجال إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي ، و " قل يا أيها الكافرون " ، و " قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، و " قل أعوذ برب الناس " ،وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : " وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين " .
…والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه : " وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون " .…والآيات التي في سورة طه : " قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " .
…وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي ، وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى ، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء . ومن علاج السحر أيضا وهو من انفع علاجه بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك ، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر . هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يتقى بها السحر ويعالج بها ، والله ولي التوفيق .
…وأما علاجه بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات ، فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان ؛ بل من الشرك الأكبر ، فالواجب الحذر من ذلك ، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ، ويلبسون على الناس ، وقد حذر الرسول (ص)من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة "
وبالقطع ما ذكره ليس علاجا للسحر فهو يعتبر السحر ونواتجه مرض وهو ليس مرضا وإنما هو خدع نفسى أو بدنى للنظر والسمع
هذه الخدع طرق الوقاية منها هى :
-عدم الاستماع لأقوال السحرة فى العلاقات المختلفة كفرقة الزوجين أو علاقة الابن بأبيه أو العلاقة مع الأبوين أو الجيران فالسحر النفسى الهدف منه تفريق الناس كما قال تعالى " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
فالسحرة ليسوا فقط من يستخدمون ما يسمونه الأعمال كالأحجبة وعمل ماء مخصوص فهؤلاء معروفون وإنما هم من يعملون على نقل كلام مغلوط أو حتى صحيح بين الناس للايقاع بين الناس
-منع المسلمين السحرة من تقديم ما يسمونه السحر من خلال المسارح أو اى مؤسسة فى المجتمع
- عقاب كل من يعمل بالسحر العقاب الإلهى وهو إهلاكه طالما أصر على استخدام السحر
مؤلف الكتاب أو قائل الفتوى التى وضعها البعض فى صورة كتاب المفتى عبد العزيز بن باز وموضوع الكتاب يدور حول حرمة استخدام السحر والكهانة
وسبب تأليف الكتاب كما قال :
"نظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب ، ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة ، وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل ، رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما في ذلك من خطر على الإسلام والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى ومخالفة أمره وأمر رسوله (ص)"
وكان جوابه على انتشار تلك الظاهرة هو :
"فأقول مستعينا بالله تعالى : يجوز التداوي اتفاقا ، وللمسلم أن يذهب إلى طبيب أمراض باطنية ، أو جراحية ، أو عصبية ، أو نحو ذلك ، ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في عالم الطب ؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ولا ينافي التوكل على الله ، وقد أنزل سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، ولكنه سبحانه لم يجعل شفعاء عباده فيما حرمه عليه .
فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون ، وهؤلاء شأنهم الكفر والضلال لكونهم يدعون أمور الغيب "
ثم ذكر المفتى أدلة تحريم الذهاب للكهان فقال:
"وقد روى مسلم في صحيحه أن النبي (ص)قال : ( من أتى عرفا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) ، وعن أبي هريرة عن النبي (ص)قال : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (ص)) رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي (ص)بلفظ ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد (ص)) .
وعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله (ص): ( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) رواه البزار بإسناد جيد .
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين وأمثالهم وسؤالهم وتصدقهم والوعيد على ذلك"
وكان المنتظر منه أو من أى مفتى أن يبدأ بأدلة كتاب الله فى الموضوع فيذكر أن الله ذم أقوال الكهان فقال :
"فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون"
وقال:
"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين"
ثم بين المفتى واجل ولاة الأمر تجاه الكهانة والسحر فقال :
" فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكارا إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ، ومنع من يتعاطى شيئا من ذلك في الأسواق وغيرها والإنكار عليهم أشد الإنكار ، والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم ممن ينتسب إلى العلم ، فإنهم غير راسخين في العلم ؛ بل من الجهل لما في إتيانهم من المحذور لأن الرسول (ص)قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم ، والخطر الجسيم ، والعواقب الوخيمة ، ولأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلا على كفر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفر ، ولأنهما لا يتوصلان إلى مقصودهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله ، وذلك كفر بالله وشرك به سبحانه ، والمصدق لهم بدعواهم على الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم ، وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برء منه رسول الله (ص)"
كما بين واجب المسلم تجاه ما يقول الكهنة فقال:
" ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كنمنمتهم بالطلاسم ، أو صب الرصاص ، ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها ، فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم وكفرهم ، كما لا يجوز أيضا لأحد من المسلمين أن يذهب إلى من يسأله من الكهان ونحوهم عمن سيتزوج ابنه أو قريبه أو عما يكون بين الزوجين وأسرتيهما من المحبة والوفاء أو العداوة والفراق ونحو ذلك لان هذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . "
ثم تكلم عن السحر وذكر بعض ما ورد عنه فى القرآن فقال :
"والسحر من المحرمات الكفرية كما قال الله عز وجل في شأن الملكين في سورة البقرة : " وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " فدلت هذه الآية الكريمة على أن السحر كفر وان السحرة يفرقون بين المرء وزوجه ، كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا ولا ضرا ، وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري ؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخير والشر ، ولقد عظم الضرر ، وأشتد الخطب بهؤلاء المفترين الذين ورثوا هذه العلوم عن المشركين ، ولبسوا بها على ضعفاء العقول فإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل . كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، وأنه ليس لهم عند الله من خلاق أي ( من حظ ونصيب ) ، وهذا وعيد عظيم يدل على شدة خسارتهم في الدنيا والآخرة وأنهم باعوا أنفسهم بأبخس الأثمان ، ولهذا ذمهم الله سبحانه وتعالى على ذلك بقوله : " ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون " ، والشراء هنا بمعنى البيع .
نسأل الله العافية والسلامة من شر السحرة والكهنة وسائر المشعوذين ، كما نسأله سبحانه أن يقي المسلمين شرهم ، وأن يوفق المسلمين للحذر منهم ، وتنفيذ حكم الله فيهم حتى يستريح العباد من ضررهم وأعمالهم الخبيثة إنه جواد كريم "
ثم بين ما ظن أنه علاج السحر فقال :
" وقد شرع الله سبحانه لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه ، وأوضح لهم سبحانه ما يعالجونه به بعد وقوعه رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم وإتماما لنعمته عليهم ، وفيما يلي بيان الأشياء التي يعالج بها بعد وقوعه من الأمور المباحة شرعا .
أما النوع الأول : وهو الذي يتقي به خطر السحر قبل وقوعه فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والتعوذات المأثورة ، ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه : " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم " ، ومن ذلك قراءة " قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، و " قل أعوذ برب الناس " ، خلف كل صلاة مكتوبة وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر ، وفي أول الليل بعد صلاة المغرب ، ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " إلى آخر السورة . وقد صح عن رسول الله (ص)أنه قال : ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وصح عنه أيضا (ص)أنه قال : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء ، ومن ذلك الإكثار من التعوذ بـ ( كلمات الله التامات من شر ما خلق ) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر لقول النبي (ص): ( من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) ، ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله (ص)، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء ، وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه ، مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس ، ومن الأدعية الثابتة عنه (ص)في علاج الأمراض من السحر وغيره ، وكان (ص)يرقي بها أصحابه : ( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك شفاء لا يغادر سقما ) ، ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي (ص)وهي قوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسدة الله يشفيك بسم الله أرقيك ) ، وليكرر ذلك ثلاث مرات . ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجال إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي ، و " قل يا أيها الكافرون " ، و " قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ برب الفلق " ، و " قل أعوذ برب الناس " ،وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى : " وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين " .
…والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه : " وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون " .…والآيات التي في سورة طه : " قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى " .
…وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي ، وبذلك يزول الداء إن شاء الله تعالى ، وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء . ومن علاج السحر أيضا وهو من انفع علاجه بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك ، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر . هذا ما تيسر بيانه من الأمور التي يتقى بها السحر ويعالج بها ، والله ولي التوفيق .
…وأما علاجه بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات ، فهذا لا يجوز لأنه من عمل الشيطان ؛ بل من الشرك الأكبر ، فالواجب الحذر من ذلك ، كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون ، ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ، ويلبسون على الناس ، وقد حذر الرسول (ص)من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم كما سبق بيان ذلك في أول هذه الرسالة "
وبالقطع ما ذكره ليس علاجا للسحر فهو يعتبر السحر ونواتجه مرض وهو ليس مرضا وإنما هو خدع نفسى أو بدنى للنظر والسمع
هذه الخدع طرق الوقاية منها هى :
-عدم الاستماع لأقوال السحرة فى العلاقات المختلفة كفرقة الزوجين أو علاقة الابن بأبيه أو العلاقة مع الأبوين أو الجيران فالسحر النفسى الهدف منه تفريق الناس كما قال تعالى " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
فالسحرة ليسوا فقط من يستخدمون ما يسمونه الأعمال كالأحجبة وعمل ماء مخصوص فهؤلاء معروفون وإنما هم من يعملون على نقل كلام مغلوط أو حتى صحيح بين الناس للايقاع بين الناس
-منع المسلمين السحرة من تقديم ما يسمونه السحر من خلال المسارح أو اى مؤسسة فى المجتمع
- عقاب كل من يعمل بالسحر العقاب الإلهى وهو إهلاكه طالما أصر على استخدام السحر