رضا البطاوى
11-11-2020, 07:56 AM
قراءة فى كتاب ندب العيد
الكتاب تأليف إبراهيم بن عبد الله المديهش من المعاصرين وهو يبدأ بداية خاطئة فيقول:
"لم يندب كبار السن ـ في كل زمن ـ العيد؟ لم يغيب السرور عن كثير من الناس في العيد؟ "
ان كل كبار السن يحزنون فى العيد مقولة خاطئة فلما يوزعون الهدابا والنقود على الصغار ولماذا نرى كثير من الأجداد يخرجون مع أحفادهم للتنزوه والفسحة ؟
ويبين المديهش فى مقدمته فرحة العيد فيقول:
"فإن للمسلمين عيدين اثنين سنويين لا ثالث لهما، يأتيان بعد عبادة: الصوم، والحج، وفيهما عبادات جليلة من صدقة، وذبح، وذكر لله، وقربات وفيهما فرح مشروط بما أذن به الشارع الحكيم، فنحن عبيد لله في أرضه، نعمل بما شرع لا بما نشرع لأنفسنا ونهوى والفرح نوعان: محمود، ومذموم: المحمود: فرح بالمشروع من: تمام عبادة، وإعانة عليها، وحصول علم، ومال وبنين، وصحة، وغير ذلك فرحا وفق شرع الله "
ويتكلم الرجل عن فرح الله فيقول:
"وفيه تفصيل عن: الفرح، والسرور، وأنه لا فرق بينهما خلافا لمن فرق والوصف بالفرح أكمل من معنى السرور، فقد ورد وصف الله بالفرح قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} فذكر الفرح بعد القرآن لذا قال المفسرون: فضل الله هو: الإسلام، ورحمته القرآن قد عد من مقامات الإيمان: الفرح بالله، والسرور به "
والاستشهاد على كون الله يفرح بالاية استشهاد خاطىء فقوله "فليفرحوا "هو أمر بفرح المؤمنين بفضل الله ورحمته وليس فرح الله
وبين على لسان ابن القيم وجود فرح مباح وفرح مذموم فقال:
"قال ابن القيم: (والله يحب من عبده أن يفرح بالعلم والقرآن والإسلام، ويسر به، بل يحب من عبده أن يفرح بالحسنة إذا عملها، ويسر بها، وهو فرح بفضل الله حيث وفقه لها، وأعانه عليها، ويسرها له)
ومن المذموم: الفرح بالمحرم، والباطل، والجهل، والإعراض عن الله قال تعالى: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحينوقال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} وقال تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}
إن بعض الناس إذا سمع الإذن بالفرح والاحتفال ظن أنه أطلق له ما كان محذورا محرما قبل الفرح، فترك نفسه وما تهوى، وترك لأولاده ما يريدون، واحتج بالعيد الفرح"
وحاول المديهش التأصيل للفرح فى العيد فقال:
"والأصل في الفرح وإظهاره في العيد ما ورد في «الصحيحين» عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله (ص)؟ ! وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله (ص)«يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا» وفي لفظ لمسلم: «جاريتان تلعبان بدف» وفي رواية في «الصحيحين» أيضا: دخل رسول الله (ص)وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله (ص)؟ فأقبل عليه رسول الله (ص)فقال: «دعهما» فلما غفل غمزتهما فخرجتا ــ وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب قال ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 443): (ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه) فإما سألت رسول الله (ص)وإما قال: «تشتهين تنظرين»؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده، وهو يقول: «دونكم يا بني أرفدة» حتى إذا مللت قال: «حسبك»؟ قلت: نعم، قال: «فاذهبي» وفي رواية: أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان من أيام منى تغنيان وتضربان ورسول الله (ص)مسجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله (ص)عنه، وقال: «دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد» وقالت: رأيت رسول الله (ص)يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون، وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن وفي رواية في «صحيح البخاري» عن عائشة، قالت: «كان الحبش يلعبون بحرابهم، فسترني رسول الله (ص)وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، تسمع اللهو ففي قوله: «وهذا عيدنا» وإقراره الجاريتين دليل على مشروعية إظهار الفرح في العيد
قال الخطابي (ت 388 هـ) (وقوله: «وهذا عيدنا» يعتذر به عنها، يريد أن إظهار السرور في العيد من شعار الدين وإعلان أمره والإشادة بذكره، وليس كسائر الأيام سواء) قال ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) (يريد إظهار السرور في العيد من شعائر الدين وقال ابن حجر العسقلاني الشافعي (ت 852 هـ) - رحمه الله -): وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين ) وذكر الصنعاني (ت 1182 هـ) أن إظهار السرور في العيد مندوب، وهو من الشريعة التي شرعها الله لعباده قال النووي (ت 676 هـ): قولها: «وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة حديثة السن» معناه: أنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها، ولا تمل ذلك إلا بعذر من تطويل وقولها: «فاقدروا» هوا بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما الجوهري وغيره، وهو من التقدير أي: قدروا رغبتنا في ذلك إلى أن تنتهي وقولها: «العربة» هو بفتح العين وكسر الراء والباء الموحدة ومعناها المشتهية للعب المحبة له "
فات المديهش هنا تعريف الفرح وتعريفه يطلق على الأفعال والأقوال التى يفعلها الفرح أى المسرور ومنها الحلال ومنها الحرام فالناس فى ذلك مختلفون فالأصل فى العيد هو الاجتماع على المائدة كما فى سورة المائدة :
"قال عيسى ابن مريم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وأية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين"
ومن ثم فالعيد هو طعام وشراب متنوع هذا هو الفعل الأساسى فى العيد وأما الملابس الجديدة والرقص والملاهى والذهاب لدور الخيالة والخروج للحدائق ودفع الخطيب لخطيبته مالا أو إهداء هدية أو قيام الأهل بإهداء أزواج بناتهم هدايا طعامية وغيرها ومحاولة الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين ليلة ما قبل العيد والذهاب للمقابر .. وغير هذا فهذه الأفعال مرتبطة بكون الشىء المفعول حلال أو حرام فمصلا شراء الملابس حلال إن كان فى قدرة ولى ألمر وحرام إن لن يكن معه مال لذلك ومثلا المواسم التى يتكلفها الأب ليهدى زوج ابنته طعام يكفيه هو وزوجته أسبوع أو أكثر فهو ضرب من الإسراف المحرم خاصة أن الآباء حاليا معظمهم لا يملكون مالا لذلك وإنما يكون هذا الموسم بالسلف والدين تحت إلحاح الأمهات التى لا يهمها خراب البيت
والروايات المروية فى التأصيل للعيد روايات خاطئة لأنها فى بعض رواياتها تجعل عمر بن الخطاب أكثر إيمانا من النبى(ص) نفسه وروايات لعب الحبش فى المسجد هى نوع من الجنون لأن المساجد بنيت للصلاة وهى ذكر الله وليس للعب كما قال تعالى:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
كما أن النبى(ص) بدلا من أن يأمر زوجته بغض البصر يسمح لها بالنظر لرجال أغراب مخالفا قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
ثم تساءل المديهش عن ماهية العيد فقال:
"ما العيد؟
أكثر العلماء والأدباء والشعراء من وصف العيد، وما يجري فيه، وتعددت مذاهبهم في ذلك والعيد معنى جميل في يوم، وليس اليوم ذاته مجردا، بدليل أن عيد الفطر قد يختلف من بلد إلى بلد حسب الرؤية و «الفطر يوم يفطر الناس»
قال الرافعي «العيد هو المعنى الذي يكون في اليوم، لا اليوم نفسه»
وقال الطنطاوي «العيد في حقيقته عيد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرة، ولم يترعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرد رقم على التقويم»
فالقصد في العيد مع مشاعر الفرح: تنقية النفوس مما اعتراها من الكدر، والعلاقات وما تلبس بها من القذى والقطيعة، «فنقاء الضمائر، وسيادة الوحدة في الصف والجمع الإسلامي؛ من أعظم أهداف المظهر الإسلامي الذي تجلى به العيد» » ومن أراد معرفة أخلاق الأمم فليراقبها في أعيادها؛ إذ تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها؛ والمجتمع السعيد هو الذي تسمو أخلاقه الاجتماعية في العيد إلى أعلى ذروة»
تعرف المجتمع بعيدها واجتماعاتها، «فأعياد الأمم هي الأيام التي تستعلن فيها خصائص الشعوب وذخائرها وأخلاقها الأدبية والعقلية والنفسية والسياسية، هي الأيام المبتهجة التي تنبض بالحياة وأسبابها في الأمة »
قال الرافعي: يوم العيد، زمن قصير ضاحك، هو يوم السلام والبشر والضحك والوفاء والإخاء، وقول الإنسان: وأنتم بخير يوم الزينة، يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة، فوق منازعات الحياة
وقال الرافعي أيضا: ليس العيد للأمة إلا يوما تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع ..."
وقال علي الطنطاوي: (تمر الأيام متتابعة متشابهة لايكاد يختلف يوم منها عن يوم، ثم يأتي العيد فتراه يوما ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتحس بالمتعة أطول، وتبصر شمسه أضوأ، وتجد ليله أهنأ وما اختلفت في الحقيقة الأيام ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسرحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمت لنا الحياة والناس، وقلنا لمن نلقى أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير» فقال لنا أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير» في الحاشية علق بقوله: إن لم يكن بد من هذا التعبير فاحذفوا واو «وأنتم» قولوا: «كل عام أنتم بخير») "
ما نقله المديهش كلام هو كلام فارغ لا يعرف العيد فكل ما اتفقوا هو مظاهر للعيد بينما تعريف العيد نفسه وهو يوم يعود كل سنة عقب حكم الصوم أو حكم الحج يجتمع فيه الناس أو بالأحرى أبناء كل عائلة معا لتناول الطعام معا فعيسى اعتبر المائدة هى العيد فقال" أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا"
وقد بين المديهش خبلا لغويا عن جملة كل عام وأنتم بخير فقال:
"وبالمناسبة: صدرت رسالة في عام 1431 هـ بعنوان «رسالة في كل عام وأنتم بخير متضمنة مسائل نادرة في النحو والتصريف والبلاغة وأصولهن» للأستاذ المبدع النحوي الأديب: فيصل المنصور (غلاف 96 صفحة) وقد انتهى إلى أن أبلغ الجمل: «كل عام وأنتم بخير» وذكر جواز: «كل عام أنتم بخير» بدون الواو، و «كل عام وأنتم بخير» بنصب كل
وخطأ: «كل عام أنتم بخير» بنصب كل، وبدون الواو وذكر أن أبلغ العبارات هي الأولى؛ لثلاثة أوجه ذكرها في (ص 70) أقول: أفضل التهاني على الإطلاق: (تقبل الله منا ومنكم)؛ لأمرين:
1 لأنها تهنئة ودعاء، بخلاف الأولى فهي تهنئة مجردة
2 ولأنها تهنئة صحابة رسول الله (ص)فيما بينهم
فابدأ بها، وارغب في إجابة دعوة من دعا لك بها، وأضف عليها ـ إن شئت ـ ما تعارف عليه الناس من «كل عام وأنتم بخير» وغيرها من الجمل دون تكلف وشقشقة "
وبالقطع أى تهنئة تعنى المعنى العام وهو أن يكون المسلم على الإسلام باستمرار حتى موته هى تهنئة سليمة حتى ولو كانت عند النحاة خطأ
وتعرض المديهش لعنوان الكتاب وهو ندب العيد فقال :
"ندب العيد :
كبار السن ـ في كل جيل ـ يظنون أن العيد قد تغير، والحقيقة أن غالب التغير من قبل أنفسهم وكأنهم انحدوا من بيت المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد
كنت أظن أن العيد عند الأجداد أفضل من العيد في هذه الأيام: «عيد الرسائل النصية» و «النت» والتهنئة ب «الواتساب» و «تويتر» و «الفيسبوك»، و «الانستجرام» و «سناب شات»، والتصاميم الجاهزة «صورة» مذيلة باسم المرسل، فيرسلها برسالة جماعية في «الواتساب» بضغطة زر واحدة، فتصل الجميع هكذا ساذجة باردة وهو يظن أنه أحسن صنعا، أندى بها المشاعر، وقوى العلائق، وأدى صلة العيد! !
وبما أن الواتساب مجاني ميسور، لا تجد منه طيلة السنة (360 يوما) إلا هذه التميمة التي هي بالعقيقة أقرب كنت أظن ذاك، وإذا بالكتبة الكبار (وبعضهم في زمن الأجداد) يتحدثون عن فقدان طعم العيد، ولم يكن قد بلغتهم ملهيات زماننا هذا فوجدت مثلا:
الرافعي المصري (ت 1356 هـ) في «وحي القلم» ـ ط دار القلم ـ (1/ 64)والإبراهيمي الجزائري (ت 1385 هـ) في «آثاره» (4/ 291)
وحسن الزيات المصري (ت 1388 هـ) في مقالين في مجلته «الرسالة» في (1351 ـ 1352 هـ) تقريبا، ونشرها في كتابه «وحي الرسالة» (1/ 17، 105)وأبا تراب الظاهري الحجازي (ت 1423 هـ) في «الموزون والمخزون» (ص 204)
وعلي الطنطاوي الدمشقي الحجازي في (ت 1420 هـ) «من حديث النفس» (ص 89)، وغيرهم من الأعلام الكبار، يندبون العيد، وتغيره، ويبكون عليه يذكر الرافعي أن أعيادنا تجئ كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديد الثياب، وتحديد الفراغ، وزيادة ابتسامة على النفاق! فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم، لا اليوم نفسه
ويدعو الأكابر إلى «تغيير النظرة الكالحة الممسوحة المعنى إلى النظرة الباسمة المليئة بالفرحة المغيرة للنفوس والأخلاق»
ولم يذكروا سببا إلا تغير الناس فهذا العلامة الإبراهيمي (ت 1385 هـ) يقول: (وأصبحوا يلقون أعيادهم بهمم فاترة، وحس بليد، وشعور بارد، وأسرة عابسة، وكأنها عملية تجارية تتبع الخصب والجدب، وتتأثر بالعسر واليسر، والنفاق والكساد؛ لا صبغة روحية ذاتية تؤثر ولا تتأثر)! !وكأنه يلفت للسبب في ذلك بقوله: (لا ننكر أن عوائد الناس تابعة لأحوال الناس رقيا وانحطاطا؛ فالأمة الراقية ترقى في عاداتها في الغالب؛ لأن عاداتها تتشعب من مقوماتها )
وذكر الأديب: الزيات المصري (ت 1388 هـ) تعليلا تافها مضحكا! لهذا التغير وهو: (غياب المرأة عن المجتمع الإسلامي) !ولو علم بتعليله هذا المنافقون: (من الجالية الأقلية اللبرالية وغيرهم من مردة المنافقات) وغيرهم؛ لطاروا بها فرحا، ولجعلوها حجة على المؤمنين، ألا ساء ما يزرون ومع كل ما سبق، نجد في رجال اليوم (1438 هـ) من يرى أن العيد قبل عشرين، وثلاثين سنة من أمتع الأعياد؛ رغم وجود الكتابات في ذلك الزمن تذكر أن العيد قد تغير، بتغير الناس وهكذا دواليك، كل جيل يندب العيد!
فما السبب؟
يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الكل يذكر عيد طفولته مع آبائه، والطفولة تحمل فرحا غير مشوب بهم وقلق؛ وربما كانت طفولة فقيرة، تفرح بما تؤتى في العيد من حلوى وجديد ولما تعالت سنه، وحمل هموما وأسقاما وقلاقل كالجبال ثقلت نفسه عن تحملها؛ نغصت عليه العيد، ولم يستطع الخروج الذهني منها إلى وقت الفرح والسرور، لذا لا يجد للعيد طعما، بل مرارة وثقلا؛ لمسؤولية السلام والاجتماع والزيارات، والأولاد، والهدايا وسائر التكاليف إذن الفرق:
- عيد الطفولة، وعيد الفقراء من جهة- وعيد الكبار، وعيد الأغنياء من جهة مقابلة والجهة الأولى أسعد وألذ وأمتع، ولو بالقليل من المطعم والملبس والملعب وإن كان وقتنا هذا ـ فيما أزعم ـ أنه أكثر تعقيدا ومدنية وتكلفا وتباعدا وتشاحنا من أي زمن مضى، وعليه فهو أبعد عن الفرحة الصادقة عند الكثيرين يضاف إلى ذلك صعوبة إحداث ملبس ومطعم ومشرب جديد؛ وكذا لعبة وهدية جديدة، لكثرة النعم والرخاء طيلة العام فلسان حال كثير من الآباء: ماذا أقدم في العيد من جديد؟ !
أضف سببا خفيا لضعف الفرح عند الكبار، هو: أن التباعد البدني طيلة العام؛ المورث للجفوة، له تأثير على تغير النفوس واستبدال المتعة بالرسمية، وإذا دخلت الرسمية في ملتقيات الأسر، والجماعات في القرى والقبائل، والجيران، إذا دخلت في الأعياد؛ حلت الكلفة وتوسط الثقل، فأصبح اللقاء طاردا والفرح مصطنعا، فأين السعادة إذن؟
مصداق ذلك أن تقارن بين أعياد المدن وأعياد القرى، والقرى أكثر اجتماعا طيلة السنة، وعيدهم أجمل وأمتع وليس ثمة مهرجانات واحتفالات وأسواق وطرب ومسرحيات كما في المدن كذلك قارن بين أعياد الأسر التي تجتمع كثيرا طيلة السنة، مع الأسر التي لا تلتقي إلا في السنة مرة واحدة إذن طول الغياب مورث للجفوة والرسمية والفرح لابد له من التبسط والأريحية ونجد أن كثيرا من الشباب يرغب في العيد مع أصدقائه مع أنه يراهم يوميا، لأنه يحبهم، و «لقاء الأحبة مسلاة الهموم» ويجد معهم طرح الكلفة، وكثيرا من معاني السرور ما لا يجدها في عيد أسرته أو أخواله أو جيرانه، ناهيك عن ضعف الوازع الديني في كثير من الشباب في أمر «صلة الرحم»، فالهدف عندهم المتعة لا غير "
تدب العيد ليس له سوى سبب واحد وهو أن تعيش فى مجتمع كافر يظلمك بحيث لا تجد مالا لشراء طعام كاف لأسرتك ولا تجد مالا لشراء ملابس جديدة لهم وتستدين لتوفر لهم طعاما فقط ولا نجد مالا لتعطى مصروفا للعيال أو ...
السبب الأساسى لعدم الفرح هو قلة المال أو انعدامه وهذه المشكلة يشعر بها الآباء والأمهات ولا يشعر بها الصغار بل إن بعض من حالات الطلاق وحالات الغضب وذهاب المرأة لبيت أهلها تكون لهذا السبب فى الأعياد
ولكن لو كنا نعيش فى مجتمع مسلم فالفرح سيكون موجود لأن الناس لو جاعوا فسيجوعون جميعا وإذا شبعوا سيشبعون معا
ويفجعنا المديهش فى الفقرة التالية فيجعل النبى(ص) مبيحا للمحرمات فى العيد فيقول:
"الأطفال والجواري والشباب أولا:
يا عبد الله، إذا فقدت طعم العيد فلا تفقده أولادك (احذر)، فلقد ارتويت (أنت) منه أيام طفولتك، ولديك الآن أطفال ومن في حكمهم، فلهم عليك حق في العيد، وانظر في هدي الرسول (ص)؛ كيف أجاز الممنوع (الدف) لأجل العيد، وقال: (هذا عيدنا) وإظهار السرور بالعيد من شعائر الدين ـ كما سبق ـ ولا تحتج بالعادات وما تلقيته من والديك وأجدادك، لأن «العادات يمكن تبديلها مهما تمكنت من الإنسان، وكل عمل تعمله يكون ـ إذا واظبت عليه ـ بداية عادة جديدة»
جميل أن تبحث كثيرا في حدود منطقتك، وقدرتك، ومالك أفكارا لتصنع بها سرورا لأولادك، ف «جعل السرور فكرا، وإظهاره في العمل» هو واجبك في العيد، فاستعد له قبل ذلك
قال الأديب الكبير: الرافعي (ت 1356 هـ) «الأطفال لا يعرفون قياسا للزمن إلا بالسرور وقال: الأطفال بثيابهم الجديدة يكونون هم أنفسهم ثوبا جديدا على الدنيا ينتبهون الفجر للعيد فيبقى الفجر على قلوبهم إلى غروب الشمس!وقال: «الأطفال يثيرون السخط بالضجيج والحركة، فيكونون مع الناس على خلاف؛ لأنهم على وفاق مع الطبيعة، وتحتدم بينهم المعارك، ولكن لاتتحطم فيها إلا اللعب»وليس للإنسان أن يسأل: كيف أفرح بالعيد، وأسعد أولادي؟ ! !لأن هذا السؤال كقوله: كيف آكل، وأشرب، وأنام؟ !من حرص على شئ؛ وجده، وربما يحتار فيما يختار
والحديث عن إظهار الفرح والسرور في العيد، وأنه من شعائر الدين؛ وأن ندب الكبار للعيد، وعدم قيامهم بما يجب عليهم تجاه أولادهم، وظهور شئ من الحزن على سيماهم، مما ينغص على الأولاد والزوجات وغيرهم لرؤيتهم هذا الكبير وكأنه في مأتم! "
بالقطع النبى (ص) لا يقدر على أن يحلل الحرام أو يحرم الحلال بعد أن قال الله تعالى " لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك"
فإرضاء الأزواج والعيال أو غيرهم لا يكون بمخالفة أحكام الله
وينقل المديهش لنا من بطون الكتب والمجلات مقالات وهو القدرة على الفرح فيقول:
"هذا الموضوع يأخذنا لموضوع أشمل، وهو القدرة على الفرح والسرور في المجتمعات الشرقية، مقارنة بالمجتمعات الغربية، وهو ما طرحه بابتكار الأديب المصري: أحمد أمين (ت 1373 هـ) في مقالة وسمها ب «فن السرور» أنتقي منها ما أراه مناسبا لمقالتي هذه، وبعض النقل فيه تصرف يسير:
قال (يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية، فيشترط ليسر: مالا، وبنين، وصحة؛ فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف وفي الناس من يشقى في النعيم، ومنهم من ينعم في الشقاء؛ وفي الناس من لا يستطيع أن يشتري ضحكة عميقة بكل ماله وهو كثير، وفيهم من يستطيع أن يشتري ضحكات عالية عميقة واسعة بأتفه الأثمان، وبلا ثمن)
ويتأسف الأستاذ: أحمد أمين لأن كمية السرور في مصر والشرق قليلة، مع يسر الحياة وكثرة الخيرات ــ في زمنه ـ، وقلة المصايب من الحروب، فهي أقل من الغرب!وبدأ يعدد أسباب قلة السرور في الشرق مقارنة بالغرب، فذكر عددا تأخذ منها وتذر من الأسباب قوله: (أول درس يجب أن يتعلم في فن السرور: «قوة الاحتمال» فأكبر أسباب الشقاء: رخاوة النفس وانزعاجها العظيم للشيء الحقير؛ فما إن يصاب المرء بالتافه من الأمر حتى تراه حرج الصدر، لهيف القلب، كاسف الوجه، ناكس البصر، تتناجى الهموم في صدره، وتقض مضجعه، وتؤرق جفنه وهي وأكثر منها إذا حدثت لمن هو أقوى احتمالا، لم يلق لها بالا، ولم تحرك منه نفسا، ونام ملء جفونه رضي البال فارغ الصدر)
وذكر من الفوارق أن تاريخ الغرب الحربي متسلسل متتابع ـ في زمانه وقبله ـ، ومن مزايا الحروب أنها تصهر الأمم، وترخص الحياة، وتهون الموت، وإذا رخصت الحياة وهان الموت؛ رأيت المرء لا يعبأ بالكوارث إلا بقدر محدود؛ وإذا كان لا يهاب الموت فأولى ألا يهاب ما عداه؛ لأن كل شيء غير الموت أهون من الموت؛ فكل أسرة أوربية لها رجال فقدوا في الحرب؛ أو أصيبوا في الحرب أو ابتلوا بنوع من كوارث الحرب؛ فعلمتهم أن يتقبلوا هذه الرزايا بقوة احتمال، ونشأ عن هذا أنهم لا ينغصون حياتهم بذكرى الرزايا؛ فالأولى ألا ينغصوها بتوافه الأمور
وقال: (أما أمم الشرق فقد مر عليهم دهر طويل لم يكونوا فيه أمما حربية؛ بل كانوا مستسلمين وادعين....)
قلت: وقد انعكست الحال الآن، فأصبح الشرق ملئ بالمصائب والحروب والكوارث والفواجع، وبلاد الغرب وادعة ساكنة من عشرات السنين، والأمر لم يتغير في موضوع «السرور»! ! فسقط هذا السبب! بل إني أرى أن الشرق أكثر راحة ومتعة من الغرب، رغم الفقر، وقلة المتع عند المسلمين في المشرق؛ ودليل ذلك: قلة أو انعدام المصحات النفسية في بلدان المسلمين في أزمنة سابقة، بخلاف الدول الغربية
كذلك وجود حالات الانتحار في الغرب حتى بين كبار المتعلمين منهم، وانعدام ذلك في المشرق ـ خاصة في زمن أحمد أمين في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري ـ ...وقال الأستاذ: أحمد أمين: (وسبب آخر لقلة السرور في الشرق، وهو: سوء النظم الاجتماعية؛ ففي كل بيت محزنة من سوء العلاقات الزوجية والعلاقات الأبوية، وفي كل مصلحة أهلية أو حكومية مأساة من سوء العلاقات المصلحية، وأحاديث الدرجات والعلاوات، وعدم التعاون في حمل الأعباء، وبناء المعاملات على الفوضى والمصادفات ثم عدم القدرة على خلق أسباب السرور الاجتماعية؛ فاجتماعات المنازل التي تبعث السرور محدودة ضيقة نادرة، وفي كثير من الأحيان تنتهي بمنغصات والملاهي العامة إما داعرة لا ترضي الذوق السليم، ولا ترمي إلى غرض شريف، وإما تافهة لا يرقيها ذوق؛ إلى أن قال:
(ومع هذا كله ففي استطاعة الإنسان أن يتغلب على كل هذه المصاعب، ويخلق السرور حوله، وجزء كبير من الإخفاق في خلق السرور يرجع إلى الفرد نفسه! ! ..وقال (ولعل من أهم أسباب الحزن: ضيق الأفق، وكثرة تفكير الإنسان في نفسه، حتى كأنها مركز العالم، ...
وهذا هو السبب في أن أكثر الناس فراغا أشدهم ضيقا بنفسه، لأنه يجد من زمنه ما يطيل التفكير فيها إلى درجة أن يجن بنفسه؛ ...
ونصح الأستاذ أحمد أمين: بأن يقبض الإنسان على زمام تفكيره؛ فيصرفه كما يشاء؛ فإن هو تعرض لموضوع مقبض، عدل عنه إلى موضوع آخر
وذكر من الدروس أيضا: (ألا تقدر الحياة فوق قيمتها؛ فالحياة هينة، وكل ما فيها زائل؛ فاعمل الخير ما استطعت، وافرح ما استطعت، ولا تجمع على نفسك الألم بتوقع الشر، ثم الألم بوقوعه! ! فيكفي في هذه الحياة ألم واحد للشر الواحد) وختم مقالته بأن يتصنع الإنسان الفرح والسرور والابتسام للحياة؛ حتى يكون التطبع طبعا
انتهى المراد نقله من مقالة «فن السرور» لأحمد أمين
والحقيقة التي لا تقبل الامتراء: أن السعادة والسرور والفرح والبهجة كلها من القلب، وأنه لا حياة للقلب ولا سعادة ولا سرور إلا بالله وحده، فإذا فرح القلب اطمأن، وظهر الفرح على الوجه والأعضاء، وسعد حقا لا تكلفا، وفرح القلب إنما هو بالله وحده لا بالمال ولا بالولد ولا بالسياحة ولا بالفرجة ولا بالمنصب ولا بأي شئ، فوالله لو كان الإنسان فقيرا مدقعا، كثير العلل والأمراض، وتعلق بالله لملأ الله قلبه فرحا وحبورا وطمأنينة وبشرا وسعادة، والعكس لو كانت الدنيا وما فيها من المتع الحلال والحرام بين يديه، وهومعرض عن الله؛ لضاقت الدنيا كلها عليه، وأصبح ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء دليل ذلك:
قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} وهل يسعد من كان الشيطان قرينه؟ !وقال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}
ما نقله المديهش عن السرور والحزن نقلا عن أحمد أمين لا علاقة له بموضوع العيد وكذلك ما قاله عن كون صلاة الفجر وحدها مصدر للسرور وكأن بقية الصلوات محزنة تجلب الكآبة وهو قوله:
"وصلاة الفجر مفتاح السعادة والسرور:
لما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال النبي (ص)«يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا ـ وفي رواية البخاري: عليك ليل طويل ـ، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» والسرور في الدنيا قليل، وإن كان القلب مطمئنا مرتاحا بالله، لأن الدنيا جبلت على كدر، قال ابن القيم (ت 751 هـ) (إن الدنيا لا تتخلص أفراحها من أحزانها وأتراحها البتة
بل ما من فرحة إلا ومعها ترحة سابقة، أو مقارنة، أو لاحقة
ولا تتجرد الفرحة، بل لا بد من ترحة تقارنها، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن فينغمر حكمه وألمه مع وجودها، وبالعكس) ط
واختتم الرجل كتابه بالتالى:
"أخيرا:
العيد فرح شرعي، مع ذكر الله وشكره، وحسن عبادته، ومن عبادته: السلام، والبشاشة، وصلة الرحم، والصدقة، وإدخال السرور، وإظهار التكبير في عيد الأضحى، وزكاة الفطر، وذبح الهدي والأضاحي و
وليس من مستلزمات العيد عقلا ولا شرعا ولا عادة للمسلمين: أن يفعل المنكر، ويجاهر به، ويفرح به، من أغان، وخمور، وتعر، واختلاط بين الرجال والنساء، وإسراف في المأكل والمشرب، وتضييع للصلوات، وتقصير في الواجبات من صلة الرحم، وغيرها
واحذر أن تقصد مكانا تعلو فيه أصوات المنكر، وتجد النساء فيه كاسيات عاريات، كما في شواطئ بعض الدول الغربية والشبيهة بالدول الغربية، فإن ذلك مخل بالديانة، إلا إذا أنكرت عليهم، فإما زوال المنكر فتجلس، أو بقاؤه فتذهب قال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}سئل شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ) كما في «مجموع الفتاوى» (28/ 239): عن رجل مقبول القول عند الحكام، يخرج للفرجة في الزهر في «مواسم الفرج» حيث يكون مجمع الناس، ويرى المنكر ولا يقدر على إزالته، وتخرج امرأته أيضا معه هل يجوز ذلك؟ وهل يقدح في عدالته؟فأجاب وقدس روحه في عليين: (ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات، ولا يمكنه الإنكار؛ إلا لموجب شرعي، مثل: أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه، لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرها فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومروءته إذا أصر عليه والله أعلم) "
والكلام الأخير عن حرمة خروج الرجل وامرأته للفرجة يناقض الحديث الذى أصل به للفرح حيث فتفريج النبى(ص) لزوجته للحبش ومن ثم فالحرام حرام والرواية لم تحدث أساسا
الكتاب تأليف إبراهيم بن عبد الله المديهش من المعاصرين وهو يبدأ بداية خاطئة فيقول:
"لم يندب كبار السن ـ في كل زمن ـ العيد؟ لم يغيب السرور عن كثير من الناس في العيد؟ "
ان كل كبار السن يحزنون فى العيد مقولة خاطئة فلما يوزعون الهدابا والنقود على الصغار ولماذا نرى كثير من الأجداد يخرجون مع أحفادهم للتنزوه والفسحة ؟
ويبين المديهش فى مقدمته فرحة العيد فيقول:
"فإن للمسلمين عيدين اثنين سنويين لا ثالث لهما، يأتيان بعد عبادة: الصوم، والحج، وفيهما عبادات جليلة من صدقة، وذبح، وذكر لله، وقربات وفيهما فرح مشروط بما أذن به الشارع الحكيم، فنحن عبيد لله في أرضه، نعمل بما شرع لا بما نشرع لأنفسنا ونهوى والفرح نوعان: محمود، ومذموم: المحمود: فرح بالمشروع من: تمام عبادة، وإعانة عليها، وحصول علم، ومال وبنين، وصحة، وغير ذلك فرحا وفق شرع الله "
ويتكلم الرجل عن فرح الله فيقول:
"وفيه تفصيل عن: الفرح، والسرور، وأنه لا فرق بينهما خلافا لمن فرق والوصف بالفرح أكمل من معنى السرور، فقد ورد وصف الله بالفرح قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} فذكر الفرح بعد القرآن لذا قال المفسرون: فضل الله هو: الإسلام، ورحمته القرآن قد عد من مقامات الإيمان: الفرح بالله، والسرور به "
والاستشهاد على كون الله يفرح بالاية استشهاد خاطىء فقوله "فليفرحوا "هو أمر بفرح المؤمنين بفضل الله ورحمته وليس فرح الله
وبين على لسان ابن القيم وجود فرح مباح وفرح مذموم فقال:
"قال ابن القيم: (والله يحب من عبده أن يفرح بالعلم والقرآن والإسلام، ويسر به، بل يحب من عبده أن يفرح بالحسنة إذا عملها، ويسر بها، وهو فرح بفضل الله حيث وفقه لها، وأعانه عليها، ويسرها له)
ومن المذموم: الفرح بالمحرم، والباطل، والجهل، والإعراض عن الله قال تعالى: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحينوقال تعالى: {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} وقال تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}
إن بعض الناس إذا سمع الإذن بالفرح والاحتفال ظن أنه أطلق له ما كان محذورا محرما قبل الفرح، فترك نفسه وما تهوى، وترك لأولاده ما يريدون، واحتج بالعيد الفرح"
وحاول المديهش التأصيل للفرح فى العيد فقال:
"والأصل في الفرح وإظهاره في العيد ما ورد في «الصحيحين» عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله (ص)؟ ! وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله (ص)«يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا» وفي لفظ لمسلم: «جاريتان تلعبان بدف» وفي رواية في «الصحيحين» أيضا: دخل رسول الله (ص)وعندى جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله (ص)؟ فأقبل عليه رسول الله (ص)فقال: «دعهما» فلما غفل غمزتهما فخرجتا ــ وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب قال ابن حجر في «فتح الباري» (2/ 443): (ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه) فإما سألت رسول الله (ص)وإما قال: «تشتهين تنظرين»؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده، وهو يقول: «دونكم يا بني أرفدة» حتى إذا مللت قال: «حسبك»؟ قلت: نعم، قال: «فاذهبي» وفي رواية: أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان من أيام منى تغنيان وتضربان ورسول الله (ص)مسجى بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله (ص)عنه، وقال: «دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد» وقالت: رأيت رسول الله (ص)يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون، وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن وفي رواية في «صحيح البخاري» عن عائشة، قالت: «كان الحبش يلعبون بحرابهم، فسترني رسول الله (ص)وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، تسمع اللهو ففي قوله: «وهذا عيدنا» وإقراره الجاريتين دليل على مشروعية إظهار الفرح في العيد
قال الخطابي (ت 388 هـ) (وقوله: «وهذا عيدنا» يعتذر به عنها، يريد أن إظهار السرور في العيد من شعار الدين وإعلان أمره والإشادة بذكره، وليس كسائر الأيام سواء) قال ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) (يريد إظهار السرور في العيد من شعائر الدين وقال ابن حجر العسقلاني الشافعي (ت 852 هـ) - رحمه الله -): وفي هذا الحديث من الفوائد: مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين ) وذكر الصنعاني (ت 1182 هـ) أن إظهار السرور في العيد مندوب، وهو من الشريعة التي شرعها الله لعباده قال النووي (ت 676 هـ): قولها: «وأنا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة حديثة السن» معناه: أنها تحب اللهو والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها، ولا تمل ذلك إلا بعذر من تطويل وقولها: «فاقدروا» هوا بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما الجوهري وغيره، وهو من التقدير أي: قدروا رغبتنا في ذلك إلى أن تنتهي وقولها: «العربة» هو بفتح العين وكسر الراء والباء الموحدة ومعناها المشتهية للعب المحبة له "
فات المديهش هنا تعريف الفرح وتعريفه يطلق على الأفعال والأقوال التى يفعلها الفرح أى المسرور ومنها الحلال ومنها الحرام فالناس فى ذلك مختلفون فالأصل فى العيد هو الاجتماع على المائدة كما فى سورة المائدة :
"قال عيسى ابن مريم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وأخرنا وأية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين"
ومن ثم فالعيد هو طعام وشراب متنوع هذا هو الفعل الأساسى فى العيد وأما الملابس الجديدة والرقص والملاهى والذهاب لدور الخيالة والخروج للحدائق ودفع الخطيب لخطيبته مالا أو إهداء هدية أو قيام الأهل بإهداء أزواج بناتهم هدايا طعامية وغيرها ومحاولة الإصلاح بين الأزواج المتخاصمين ليلة ما قبل العيد والذهاب للمقابر .. وغير هذا فهذه الأفعال مرتبطة بكون الشىء المفعول حلال أو حرام فمصلا شراء الملابس حلال إن كان فى قدرة ولى ألمر وحرام إن لن يكن معه مال لذلك ومثلا المواسم التى يتكلفها الأب ليهدى زوج ابنته طعام يكفيه هو وزوجته أسبوع أو أكثر فهو ضرب من الإسراف المحرم خاصة أن الآباء حاليا معظمهم لا يملكون مالا لذلك وإنما يكون هذا الموسم بالسلف والدين تحت إلحاح الأمهات التى لا يهمها خراب البيت
والروايات المروية فى التأصيل للعيد روايات خاطئة لأنها فى بعض رواياتها تجعل عمر بن الخطاب أكثر إيمانا من النبى(ص) نفسه وروايات لعب الحبش فى المسجد هى نوع من الجنون لأن المساجد بنيت للصلاة وهى ذكر الله وليس للعب كما قال تعالى:
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"
كما أن النبى(ص) بدلا من أن يأمر زوجته بغض البصر يسمح لها بالنظر لرجال أغراب مخالفا قوله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
ثم تساءل المديهش عن ماهية العيد فقال:
"ما العيد؟
أكثر العلماء والأدباء والشعراء من وصف العيد، وما يجري فيه، وتعددت مذاهبهم في ذلك والعيد معنى جميل في يوم، وليس اليوم ذاته مجردا، بدليل أن عيد الفطر قد يختلف من بلد إلى بلد حسب الرؤية و «الفطر يوم يفطر الناس»
قال الرافعي «العيد هو المعنى الذي يكون في اليوم، لا اليوم نفسه»
وقال الطنطاوي «العيد في حقيقته عيد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرة، ولم يترعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرد رقم على التقويم»
فالقصد في العيد مع مشاعر الفرح: تنقية النفوس مما اعتراها من الكدر، والعلاقات وما تلبس بها من القذى والقطيعة، «فنقاء الضمائر، وسيادة الوحدة في الصف والجمع الإسلامي؛ من أعظم أهداف المظهر الإسلامي الذي تجلى به العيد» » ومن أراد معرفة أخلاق الأمم فليراقبها في أعيادها؛ إذ تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول والعادات على حقيقتها؛ والمجتمع السعيد هو الذي تسمو أخلاقه الاجتماعية في العيد إلى أعلى ذروة»
تعرف المجتمع بعيدها واجتماعاتها، «فأعياد الأمم هي الأيام التي تستعلن فيها خصائص الشعوب وذخائرها وأخلاقها الأدبية والعقلية والنفسية والسياسية، هي الأيام المبتهجة التي تنبض بالحياة وأسبابها في الأمة »
قال الرافعي: يوم العيد، زمن قصير ضاحك، هو يوم السلام والبشر والضحك والوفاء والإخاء، وقول الإنسان: وأنتم بخير يوم الزينة، يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة، فوق منازعات الحياة
وقال الرافعي أيضا: ليس العيد للأمة إلا يوما تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع ..."
وقال علي الطنطاوي: (تمر الأيام متتابعة متشابهة لايكاد يختلف يوم منها عن يوم، ثم يأتي العيد فتراه يوما ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتحس بالمتعة أطول، وتبصر شمسه أضوأ، وتجد ليله أهنأ وما اختلفت في الحقيقة الأيام ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسرحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمت لنا الحياة والناس، وقلنا لمن نلقى أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير» فقال لنا أطيب القول: «كل عام وأنتم بخير» في الحاشية علق بقوله: إن لم يكن بد من هذا التعبير فاحذفوا واو «وأنتم» قولوا: «كل عام أنتم بخير») "
ما نقله المديهش كلام هو كلام فارغ لا يعرف العيد فكل ما اتفقوا هو مظاهر للعيد بينما تعريف العيد نفسه وهو يوم يعود كل سنة عقب حكم الصوم أو حكم الحج يجتمع فيه الناس أو بالأحرى أبناء كل عائلة معا لتناول الطعام معا فعيسى اعتبر المائدة هى العيد فقال" أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا"
وقد بين المديهش خبلا لغويا عن جملة كل عام وأنتم بخير فقال:
"وبالمناسبة: صدرت رسالة في عام 1431 هـ بعنوان «رسالة في كل عام وأنتم بخير متضمنة مسائل نادرة في النحو والتصريف والبلاغة وأصولهن» للأستاذ المبدع النحوي الأديب: فيصل المنصور (غلاف 96 صفحة) وقد انتهى إلى أن أبلغ الجمل: «كل عام وأنتم بخير» وذكر جواز: «كل عام أنتم بخير» بدون الواو، و «كل عام وأنتم بخير» بنصب كل
وخطأ: «كل عام أنتم بخير» بنصب كل، وبدون الواو وذكر أن أبلغ العبارات هي الأولى؛ لثلاثة أوجه ذكرها في (ص 70) أقول: أفضل التهاني على الإطلاق: (تقبل الله منا ومنكم)؛ لأمرين:
1 لأنها تهنئة ودعاء، بخلاف الأولى فهي تهنئة مجردة
2 ولأنها تهنئة صحابة رسول الله (ص)فيما بينهم
فابدأ بها، وارغب في إجابة دعوة من دعا لك بها، وأضف عليها ـ إن شئت ـ ما تعارف عليه الناس من «كل عام وأنتم بخير» وغيرها من الجمل دون تكلف وشقشقة "
وبالقطع أى تهنئة تعنى المعنى العام وهو أن يكون المسلم على الإسلام باستمرار حتى موته هى تهنئة سليمة حتى ولو كانت عند النحاة خطأ
وتعرض المديهش لعنوان الكتاب وهو ندب العيد فقال :
"ندب العيد :
كبار السن ـ في كل جيل ـ يظنون أن العيد قد تغير، والحقيقة أن غالب التغير من قبل أنفسهم وكأنهم انحدوا من بيت المتنبي:
عيد بأية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد
كنت أظن أن العيد عند الأجداد أفضل من العيد في هذه الأيام: «عيد الرسائل النصية» و «النت» والتهنئة ب «الواتساب» و «تويتر» و «الفيسبوك»، و «الانستجرام» و «سناب شات»، والتصاميم الجاهزة «صورة» مذيلة باسم المرسل، فيرسلها برسالة جماعية في «الواتساب» بضغطة زر واحدة، فتصل الجميع هكذا ساذجة باردة وهو يظن أنه أحسن صنعا، أندى بها المشاعر، وقوى العلائق، وأدى صلة العيد! !
وبما أن الواتساب مجاني ميسور، لا تجد منه طيلة السنة (360 يوما) إلا هذه التميمة التي هي بالعقيقة أقرب كنت أظن ذاك، وإذا بالكتبة الكبار (وبعضهم في زمن الأجداد) يتحدثون عن فقدان طعم العيد، ولم يكن قد بلغتهم ملهيات زماننا هذا فوجدت مثلا:
الرافعي المصري (ت 1356 هـ) في «وحي القلم» ـ ط دار القلم ـ (1/ 64)والإبراهيمي الجزائري (ت 1385 هـ) في «آثاره» (4/ 291)
وحسن الزيات المصري (ت 1388 هـ) في مقالين في مجلته «الرسالة» في (1351 ـ 1352 هـ) تقريبا، ونشرها في كتابه «وحي الرسالة» (1/ 17، 105)وأبا تراب الظاهري الحجازي (ت 1423 هـ) في «الموزون والمخزون» (ص 204)
وعلي الطنطاوي الدمشقي الحجازي في (ت 1420 هـ) «من حديث النفس» (ص 89)، وغيرهم من الأعلام الكبار، يندبون العيد، وتغيره، ويبكون عليه يذكر الرافعي أن أعيادنا تجئ كالحة عاطلة ممسوحة من المعنى، أكبر عملها تجديد الثياب، وتحديد الفراغ، وزيادة ابتسامة على النفاق! فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم، لا اليوم نفسه
ويدعو الأكابر إلى «تغيير النظرة الكالحة الممسوحة المعنى إلى النظرة الباسمة المليئة بالفرحة المغيرة للنفوس والأخلاق»
ولم يذكروا سببا إلا تغير الناس فهذا العلامة الإبراهيمي (ت 1385 هـ) يقول: (وأصبحوا يلقون أعيادهم بهمم فاترة، وحس بليد، وشعور بارد، وأسرة عابسة، وكأنها عملية تجارية تتبع الخصب والجدب، وتتأثر بالعسر واليسر، والنفاق والكساد؛ لا صبغة روحية ذاتية تؤثر ولا تتأثر)! !وكأنه يلفت للسبب في ذلك بقوله: (لا ننكر أن عوائد الناس تابعة لأحوال الناس رقيا وانحطاطا؛ فالأمة الراقية ترقى في عاداتها في الغالب؛ لأن عاداتها تتشعب من مقوماتها )
وذكر الأديب: الزيات المصري (ت 1388 هـ) تعليلا تافها مضحكا! لهذا التغير وهو: (غياب المرأة عن المجتمع الإسلامي) !ولو علم بتعليله هذا المنافقون: (من الجالية الأقلية اللبرالية وغيرهم من مردة المنافقات) وغيرهم؛ لطاروا بها فرحا، ولجعلوها حجة على المؤمنين، ألا ساء ما يزرون ومع كل ما سبق، نجد في رجال اليوم (1438 هـ) من يرى أن العيد قبل عشرين، وثلاثين سنة من أمتع الأعياد؛ رغم وجود الكتابات في ذلك الزمن تذكر أن العيد قد تغير، بتغير الناس وهكذا دواليك، كل جيل يندب العيد!
فما السبب؟
يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن الكل يذكر عيد طفولته مع آبائه، والطفولة تحمل فرحا غير مشوب بهم وقلق؛ وربما كانت طفولة فقيرة، تفرح بما تؤتى في العيد من حلوى وجديد ولما تعالت سنه، وحمل هموما وأسقاما وقلاقل كالجبال ثقلت نفسه عن تحملها؛ نغصت عليه العيد، ولم يستطع الخروج الذهني منها إلى وقت الفرح والسرور، لذا لا يجد للعيد طعما، بل مرارة وثقلا؛ لمسؤولية السلام والاجتماع والزيارات، والأولاد، والهدايا وسائر التكاليف إذن الفرق:
- عيد الطفولة، وعيد الفقراء من جهة- وعيد الكبار، وعيد الأغنياء من جهة مقابلة والجهة الأولى أسعد وألذ وأمتع، ولو بالقليل من المطعم والملبس والملعب وإن كان وقتنا هذا ـ فيما أزعم ـ أنه أكثر تعقيدا ومدنية وتكلفا وتباعدا وتشاحنا من أي زمن مضى، وعليه فهو أبعد عن الفرحة الصادقة عند الكثيرين يضاف إلى ذلك صعوبة إحداث ملبس ومطعم ومشرب جديد؛ وكذا لعبة وهدية جديدة، لكثرة النعم والرخاء طيلة العام فلسان حال كثير من الآباء: ماذا أقدم في العيد من جديد؟ !
أضف سببا خفيا لضعف الفرح عند الكبار، هو: أن التباعد البدني طيلة العام؛ المورث للجفوة، له تأثير على تغير النفوس واستبدال المتعة بالرسمية، وإذا دخلت الرسمية في ملتقيات الأسر، والجماعات في القرى والقبائل، والجيران، إذا دخلت في الأعياد؛ حلت الكلفة وتوسط الثقل، فأصبح اللقاء طاردا والفرح مصطنعا، فأين السعادة إذن؟
مصداق ذلك أن تقارن بين أعياد المدن وأعياد القرى، والقرى أكثر اجتماعا طيلة السنة، وعيدهم أجمل وأمتع وليس ثمة مهرجانات واحتفالات وأسواق وطرب ومسرحيات كما في المدن كذلك قارن بين أعياد الأسر التي تجتمع كثيرا طيلة السنة، مع الأسر التي لا تلتقي إلا في السنة مرة واحدة إذن طول الغياب مورث للجفوة والرسمية والفرح لابد له من التبسط والأريحية ونجد أن كثيرا من الشباب يرغب في العيد مع أصدقائه مع أنه يراهم يوميا، لأنه يحبهم، و «لقاء الأحبة مسلاة الهموم» ويجد معهم طرح الكلفة، وكثيرا من معاني السرور ما لا يجدها في عيد أسرته أو أخواله أو جيرانه، ناهيك عن ضعف الوازع الديني في كثير من الشباب في أمر «صلة الرحم»، فالهدف عندهم المتعة لا غير "
تدب العيد ليس له سوى سبب واحد وهو أن تعيش فى مجتمع كافر يظلمك بحيث لا تجد مالا لشراء طعام كاف لأسرتك ولا تجد مالا لشراء ملابس جديدة لهم وتستدين لتوفر لهم طعاما فقط ولا نجد مالا لتعطى مصروفا للعيال أو ...
السبب الأساسى لعدم الفرح هو قلة المال أو انعدامه وهذه المشكلة يشعر بها الآباء والأمهات ولا يشعر بها الصغار بل إن بعض من حالات الطلاق وحالات الغضب وذهاب المرأة لبيت أهلها تكون لهذا السبب فى الأعياد
ولكن لو كنا نعيش فى مجتمع مسلم فالفرح سيكون موجود لأن الناس لو جاعوا فسيجوعون جميعا وإذا شبعوا سيشبعون معا
ويفجعنا المديهش فى الفقرة التالية فيجعل النبى(ص) مبيحا للمحرمات فى العيد فيقول:
"الأطفال والجواري والشباب أولا:
يا عبد الله، إذا فقدت طعم العيد فلا تفقده أولادك (احذر)، فلقد ارتويت (أنت) منه أيام طفولتك، ولديك الآن أطفال ومن في حكمهم، فلهم عليك حق في العيد، وانظر في هدي الرسول (ص)؛ كيف أجاز الممنوع (الدف) لأجل العيد، وقال: (هذا عيدنا) وإظهار السرور بالعيد من شعائر الدين ـ كما سبق ـ ولا تحتج بالعادات وما تلقيته من والديك وأجدادك، لأن «العادات يمكن تبديلها مهما تمكنت من الإنسان، وكل عمل تعمله يكون ـ إذا واظبت عليه ـ بداية عادة جديدة»
جميل أن تبحث كثيرا في حدود منطقتك، وقدرتك، ومالك أفكارا لتصنع بها سرورا لأولادك، ف «جعل السرور فكرا، وإظهاره في العمل» هو واجبك في العيد، فاستعد له قبل ذلك
قال الأديب الكبير: الرافعي (ت 1356 هـ) «الأطفال لا يعرفون قياسا للزمن إلا بالسرور وقال: الأطفال بثيابهم الجديدة يكونون هم أنفسهم ثوبا جديدا على الدنيا ينتبهون الفجر للعيد فيبقى الفجر على قلوبهم إلى غروب الشمس!وقال: «الأطفال يثيرون السخط بالضجيج والحركة، فيكونون مع الناس على خلاف؛ لأنهم على وفاق مع الطبيعة، وتحتدم بينهم المعارك، ولكن لاتتحطم فيها إلا اللعب»وليس للإنسان أن يسأل: كيف أفرح بالعيد، وأسعد أولادي؟ ! !لأن هذا السؤال كقوله: كيف آكل، وأشرب، وأنام؟ !من حرص على شئ؛ وجده، وربما يحتار فيما يختار
والحديث عن إظهار الفرح والسرور في العيد، وأنه من شعائر الدين؛ وأن ندب الكبار للعيد، وعدم قيامهم بما يجب عليهم تجاه أولادهم، وظهور شئ من الحزن على سيماهم، مما ينغص على الأولاد والزوجات وغيرهم لرؤيتهم هذا الكبير وكأنه في مأتم! "
بالقطع النبى (ص) لا يقدر على أن يحلل الحرام أو يحرم الحلال بعد أن قال الله تعالى " لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك"
فإرضاء الأزواج والعيال أو غيرهم لا يكون بمخالفة أحكام الله
وينقل المديهش لنا من بطون الكتب والمجلات مقالات وهو القدرة على الفرح فيقول:
"هذا الموضوع يأخذنا لموضوع أشمل، وهو القدرة على الفرح والسرور في المجتمعات الشرقية، مقارنة بالمجتمعات الغربية، وهو ما طرحه بابتكار الأديب المصري: أحمد أمين (ت 1373 هـ) في مقالة وسمها ب «فن السرور» أنتقي منها ما أراه مناسبا لمقالتي هذه، وبعض النقل فيه تصرف يسير:
قال (يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية، فيشترط ليسر: مالا، وبنين، وصحة؛ فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف وفي الناس من يشقى في النعيم، ومنهم من ينعم في الشقاء؛ وفي الناس من لا يستطيع أن يشتري ضحكة عميقة بكل ماله وهو كثير، وفيهم من يستطيع أن يشتري ضحكات عالية عميقة واسعة بأتفه الأثمان، وبلا ثمن)
ويتأسف الأستاذ: أحمد أمين لأن كمية السرور في مصر والشرق قليلة، مع يسر الحياة وكثرة الخيرات ــ في زمنه ـ، وقلة المصايب من الحروب، فهي أقل من الغرب!وبدأ يعدد أسباب قلة السرور في الشرق مقارنة بالغرب، فذكر عددا تأخذ منها وتذر من الأسباب قوله: (أول درس يجب أن يتعلم في فن السرور: «قوة الاحتمال» فأكبر أسباب الشقاء: رخاوة النفس وانزعاجها العظيم للشيء الحقير؛ فما إن يصاب المرء بالتافه من الأمر حتى تراه حرج الصدر، لهيف القلب، كاسف الوجه، ناكس البصر، تتناجى الهموم في صدره، وتقض مضجعه، وتؤرق جفنه وهي وأكثر منها إذا حدثت لمن هو أقوى احتمالا، لم يلق لها بالا، ولم تحرك منه نفسا، ونام ملء جفونه رضي البال فارغ الصدر)
وذكر من الفوارق أن تاريخ الغرب الحربي متسلسل متتابع ـ في زمانه وقبله ـ، ومن مزايا الحروب أنها تصهر الأمم، وترخص الحياة، وتهون الموت، وإذا رخصت الحياة وهان الموت؛ رأيت المرء لا يعبأ بالكوارث إلا بقدر محدود؛ وإذا كان لا يهاب الموت فأولى ألا يهاب ما عداه؛ لأن كل شيء غير الموت أهون من الموت؛ فكل أسرة أوربية لها رجال فقدوا في الحرب؛ أو أصيبوا في الحرب أو ابتلوا بنوع من كوارث الحرب؛ فعلمتهم أن يتقبلوا هذه الرزايا بقوة احتمال، ونشأ عن هذا أنهم لا ينغصون حياتهم بذكرى الرزايا؛ فالأولى ألا ينغصوها بتوافه الأمور
وقال: (أما أمم الشرق فقد مر عليهم دهر طويل لم يكونوا فيه أمما حربية؛ بل كانوا مستسلمين وادعين....)
قلت: وقد انعكست الحال الآن، فأصبح الشرق ملئ بالمصائب والحروب والكوارث والفواجع، وبلاد الغرب وادعة ساكنة من عشرات السنين، والأمر لم يتغير في موضوع «السرور»! ! فسقط هذا السبب! بل إني أرى أن الشرق أكثر راحة ومتعة من الغرب، رغم الفقر، وقلة المتع عند المسلمين في المشرق؛ ودليل ذلك: قلة أو انعدام المصحات النفسية في بلدان المسلمين في أزمنة سابقة، بخلاف الدول الغربية
كذلك وجود حالات الانتحار في الغرب حتى بين كبار المتعلمين منهم، وانعدام ذلك في المشرق ـ خاصة في زمن أحمد أمين في أوائل ومنتصف القرن الرابع عشر الهجري ـ ...وقال الأستاذ: أحمد أمين: (وسبب آخر لقلة السرور في الشرق، وهو: سوء النظم الاجتماعية؛ ففي كل بيت محزنة من سوء العلاقات الزوجية والعلاقات الأبوية، وفي كل مصلحة أهلية أو حكومية مأساة من سوء العلاقات المصلحية، وأحاديث الدرجات والعلاوات، وعدم التعاون في حمل الأعباء، وبناء المعاملات على الفوضى والمصادفات ثم عدم القدرة على خلق أسباب السرور الاجتماعية؛ فاجتماعات المنازل التي تبعث السرور محدودة ضيقة نادرة، وفي كثير من الأحيان تنتهي بمنغصات والملاهي العامة إما داعرة لا ترضي الذوق السليم، ولا ترمي إلى غرض شريف، وإما تافهة لا يرقيها ذوق؛ إلى أن قال:
(ومع هذا كله ففي استطاعة الإنسان أن يتغلب على كل هذه المصاعب، ويخلق السرور حوله، وجزء كبير من الإخفاق في خلق السرور يرجع إلى الفرد نفسه! ! ..وقال (ولعل من أهم أسباب الحزن: ضيق الأفق، وكثرة تفكير الإنسان في نفسه، حتى كأنها مركز العالم، ...
وهذا هو السبب في أن أكثر الناس فراغا أشدهم ضيقا بنفسه، لأنه يجد من زمنه ما يطيل التفكير فيها إلى درجة أن يجن بنفسه؛ ...
ونصح الأستاذ أحمد أمين: بأن يقبض الإنسان على زمام تفكيره؛ فيصرفه كما يشاء؛ فإن هو تعرض لموضوع مقبض، عدل عنه إلى موضوع آخر
وذكر من الدروس أيضا: (ألا تقدر الحياة فوق قيمتها؛ فالحياة هينة، وكل ما فيها زائل؛ فاعمل الخير ما استطعت، وافرح ما استطعت، ولا تجمع على نفسك الألم بتوقع الشر، ثم الألم بوقوعه! ! فيكفي في هذه الحياة ألم واحد للشر الواحد) وختم مقالته بأن يتصنع الإنسان الفرح والسرور والابتسام للحياة؛ حتى يكون التطبع طبعا
انتهى المراد نقله من مقالة «فن السرور» لأحمد أمين
والحقيقة التي لا تقبل الامتراء: أن السعادة والسرور والفرح والبهجة كلها من القلب، وأنه لا حياة للقلب ولا سعادة ولا سرور إلا بالله وحده، فإذا فرح القلب اطمأن، وظهر الفرح على الوجه والأعضاء، وسعد حقا لا تكلفا، وفرح القلب إنما هو بالله وحده لا بالمال ولا بالولد ولا بالسياحة ولا بالفرجة ولا بالمنصب ولا بأي شئ، فوالله لو كان الإنسان فقيرا مدقعا، كثير العلل والأمراض، وتعلق بالله لملأ الله قلبه فرحا وحبورا وطمأنينة وبشرا وسعادة، والعكس لو كانت الدنيا وما فيها من المتع الحلال والحرام بين يديه، وهومعرض عن الله؛ لضاقت الدنيا كلها عليه، وأصبح ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء دليل ذلك:
قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وقال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} وهل يسعد من كان الشيطان قرينه؟ !وقال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}
ما نقله المديهش عن السرور والحزن نقلا عن أحمد أمين لا علاقة له بموضوع العيد وكذلك ما قاله عن كون صلاة الفجر وحدها مصدر للسرور وكأن بقية الصلوات محزنة تجلب الكآبة وهو قوله:
"وصلاة الفجر مفتاح السعادة والسرور:
لما في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال النبي (ص)«يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا نام، بكل عقدة يضرب عليك ليلا طويلا ـ وفي رواية البخاري: عليك ليل طويل ـ، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» والسرور في الدنيا قليل، وإن كان القلب مطمئنا مرتاحا بالله، لأن الدنيا جبلت على كدر، قال ابن القيم (ت 751 هـ) (إن الدنيا لا تتخلص أفراحها من أحزانها وأتراحها البتة
بل ما من فرحة إلا ومعها ترحة سابقة، أو مقارنة، أو لاحقة
ولا تتجرد الفرحة، بل لا بد من ترحة تقارنها، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن فينغمر حكمه وألمه مع وجودها، وبالعكس) ط
واختتم الرجل كتابه بالتالى:
"أخيرا:
العيد فرح شرعي، مع ذكر الله وشكره، وحسن عبادته، ومن عبادته: السلام، والبشاشة، وصلة الرحم، والصدقة، وإدخال السرور، وإظهار التكبير في عيد الأضحى، وزكاة الفطر، وذبح الهدي والأضاحي و
وليس من مستلزمات العيد عقلا ولا شرعا ولا عادة للمسلمين: أن يفعل المنكر، ويجاهر به، ويفرح به، من أغان، وخمور، وتعر، واختلاط بين الرجال والنساء، وإسراف في المأكل والمشرب، وتضييع للصلوات، وتقصير في الواجبات من صلة الرحم، وغيرها
واحذر أن تقصد مكانا تعلو فيه أصوات المنكر، وتجد النساء فيه كاسيات عاريات، كما في شواطئ بعض الدول الغربية والشبيهة بالدول الغربية، فإن ذلك مخل بالديانة، إلا إذا أنكرت عليهم، فإما زوال المنكر فتجلس، أو بقاؤه فتذهب قال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} وقال تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}سئل شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ) كما في «مجموع الفتاوى» (28/ 239): عن رجل مقبول القول عند الحكام، يخرج للفرجة في الزهر في «مواسم الفرج» حيث يكون مجمع الناس، ويرى المنكر ولا يقدر على إزالته، وتخرج امرأته أيضا معه هل يجوز ذلك؟ وهل يقدح في عدالته؟فأجاب وقدس روحه في عليين: (ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات، ولا يمكنه الإنكار؛ إلا لموجب شرعي، مثل: أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه، لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرها فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومروءته إذا أصر عليه والله أعلم) "
والكلام الأخير عن حرمة خروج الرجل وامرأته للفرجة يناقض الحديث الذى أصل به للفرح حيث فتفريج النبى(ص) لزوجته للحبش ومن ثم فالحرام حرام والرواية لم تحدث أساسا