المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات فى كتاب التبرج2


رضا البطاوى
03-12-2020, 09:31 AM
وتحدث الرجل عن تحريم الاختلاط كليا فقال :
"تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤديه إليه:
والكتاب والسنة دلا على تحريم الاختلاط وتحريم جميع الوسائل المؤدية إليه قال الله جل وعلا : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }{ واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا }.فأمر الله أمهات المؤمنين - وجميع المسلمات والمؤمنات داخلات في ذلك - بالقرار في البيوت لما في ذلك من صيانتهن وإبعادهن عن وسائل الفساد لأن الخروج لغير حاجة قد يفضي إلى التبرج كما يفضي إلى شرور أخرى ثم أمرهن بالأعمال الصالحة التي تنهاههن عن الفحشاء والمنكر وذلك بإقامتهن الصلاة وإيتائهن الزكاة وطاعتهن لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلمثم وجههن إلى ما يعود عليهن بالنفع في الدنيا والآخرة وذلك بأن يكن على اتصال دائم بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة اللذين فيهما ما يجلو صدأ القلوب ويطهرها من الأرجاس والأنجاس ويرشد إلى الحق والصوابوقال الله تعالى :{ ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما }فأمر الله نبيه - عليه الصلاة والسلام - وهو المبلغ عن ربه أن يقول لأزواجه وبناته وعامة نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن وذلك يتضمن ستر باقي أجسامهن بالجلابيب وذلك إذا أردن الخروج لحاجة مثلا لئلا تحصل لهن الأذية من مرضى القلوب ، فإذا كان الأمر بهذه المثابة فما بالك بنزولها إلى ميدان الرجال واختلاطها معهم وإبداء حاجتها إليهم بحكم الوظيفة والتنازل عن كثير من أنوثتها لتنزل في مستواهم وذهاب كثير من حيائها ليحصل بذلك الانسجام بين الجنسين المختلفين معنى وصورة قال الله جل وعلا : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }{ وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن }. الآية يأمر الله نبيه (ص) أن يبلغ المؤمنين والمؤمنات أن يلتزمن بغض النظر وحفظ الفرج عن الزنى ثم أوضح سبحانه أن هذا الأمر أزكى لهم ومعلوم أن حفظ الفرج من الفاحشة إنما يكون باجتناب وسائلها ولاشك أن إطلاق البصر واختلاط النساء بالرجال والرجال بالنساء في ميادين العمل وغيرها من أعظم وسائل وقوع الفاحشة وهذان الأمران المطلوبان من المؤمن يستحيل تحققهما منه وهو يعمل مع المرأة الأجنبية كزميلة أو مشاركة في العمل له فاقتحامها هذا الميدان معه واقتحامه الميدان معها لا شك أنه من الأمور التي يستحيل معها غض البصر وإحصان الفرج والحصول على زكاة النفس وطهارتها وهكذا أمر الله المؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة إلا ما ظهر منها ، وأمرهن الله بإسدال الخمار على الجيوب المتضمن ستر رأسها ووجهها لأن الجيب محل الرأس والوجه فكيف يحصل غض البصر وحفظ الفرج وعدم إبداء الزينة عند نزول المرأة ميدان الرجال واختلاطها معهم في الأعمال والاختلاط كفيل بالوقوع في هذه المحاذيركيف يحصل للمرأة المسلمة أن تغض بصرها وهي تسير مع الرجل الأجنبي جنبا إلى جنب بحجة أنما تشاركه في الأعمال أو تساويه في جميع ما تقوم به والإسلام حرم جميع الوسائل والذرائع الموصلة إلى الأمور المحرمة وكذلك حرم الإسلام على النساء خضوعهن بالقول للرجال لكونه يفضي إلى الطمع فيهن كما في قوله عز وجل : { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض } يعنى مرض الشهوة فكيف يمكن التحفظ من ذلك مع الاختلاط ؟ومن البديهي أنها إذا نزلت إلى ميدان الرجال لا بد أن تكلمهم وأن يكلموها ولا بد أن ترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ويدعو إلى الفاحشة حتى يقعوا فريسة له .
والله حكيم عليم حيث أمر المرأة بالحجاب وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البر والفاجر والطاهر والعاهر فالحجاب يمنع - بإذن الله - من الفتنة ويحجز دواعيها وتحصل به طهارة قلوب الرجال والنساء والبعد عن مظان التهمة قال الله عز وجل : { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن } الآيةوخير حجاب المرأة بعد حجاب وجهها وجسمها باللباس هو بيتها .
وحرم عليها الإسلام مخالطة الرجال الأجانب لئلا تعرض نفسها للفتنه بطريق مباشر أو غير مباشر وأمرها بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة مباحة مع لزوم الأدب الشرعي وقد سمى الله مكث المرأة في بيتها قرارا وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة ففيه استقرار لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق وضيق صدرها وتعرضها لما لا تحمد عقباه ونهى الإسلام عن الخلوة بالمرأة الأجنبية على الإطلاق إلا مع ذي محرم وعن السفر إلا مع ذي محرم سدا لذريعة الفساد وإغلاقا لباب الإثم وحسما لأسباب الشر وحماية للنوعين من مكايد الشيطان ولهذا صح عن رسول الله (ص)أنه قال : « ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء » وصح عنه (ص)أنه قال : « اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت من النساء » وقد تعلق بعض دعاة الاختلاط ببعض ظواهر النصوص الشرعية التي لا يدرك مغزاها ومرماها إلا من نور الله قلبه وتفقه في دين الله وضم الأدلة الشرعية بعضها إلى بعضومن ذلك خروج بعض النساء مع الرسول (ص)في بعض الغزوات والجواب عن ذلك أن خروجهن كان مع محارمهن لمصالح كثيرة لا يترتب عليهن منه من الفساد لإيمانهن وتقواهن وإشراف محارمهن عليهن وعنايتهن بالحجاب بعد نزول آيته بخلاف حال الكثير من نساء العصر ومعلوم أن خروج المرأة من بيتها إلى العمل يختلف تماما عن الحالة التي خرجن بها مع رسول الله (ص)في الغزو فقياس هذه على تلك يعتبر قياسا مع الفارقوأيضا فما الذي فهمه
السلف الصالح حول هذا وهم لا شك أدرى بمعاني النصوص من غيرهم وأقرب إلى التطبيق العملي لكتاب الله وسنة رسوله (ص)فما هو الذي نقل عنهم على مدار الزمن هل وسعوا الدائرة كما ينادي دعاة الاختلاط فنقلوا ما ورد في ذلك إلى أن تعمل المرأة في كل ميدان من ميادين الحياة مع الرجال تزاحمهم ويزاحمونها وتختلط معهم ويختلطون معها أم أنهم فهموا أن تلك القضايا معينة لا تتعداها إلى غيرها وإذا استعرضنا الفتوحات الإسلامية والغزوات على مدار التاريخ لم نجد هذه الظاهرة ، أما ما يدعى في هذا العصر من إدخالها كجندي يحمل السلاح ويقاتل كالرجل فهو لا يتعدى أن يكون وسيلة لإفساد وتذويب أخلاق الجيوش باسم الترفيه عن الجنود لأن طبيعة الرجل إذا التقت مع طبيعة المرأة كان منهما عند الخلوة ما يكون بين كل رجل وامرأة من الميل والأنس والاستراحة إلى الحديث والكلام وبعض الشيء يجر إلى بعض وإغلاق باب الفتنة أحكم وأحزم وأبعد من الندامة في المستقبل فالإسلام حريص جدا على جلب المصالح ودرء المفاسد وغلق الأبواب المؤدية إليها ولاختلاط المرأة مع الرجل في ميدان العمل تأثير كبير في انحطاط الأمة وفساد مجتمعها كما سبق ، لأن المعروف تاريخيا عن الحضارات القديمة الرومانية واليونانية ونحوهما أن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها هو خروج المرأة من ميدانها الخاص إلى ميدان الرجال ومزاحمتهم مما أدى إلى إفساد أخلاق الرجال وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقي المادي والمعنوي. وانشغال المرأة خارج البيت يؤدي إلى بطالة الرجل وخسران الأمة انسجام الأسرة وانهيار صرحها وفساد أخلاق الأولاد ويؤدي إلى الوقوع في مخالفة ما أخبر الله به في كتابه من قوامة الرجل على المرأة وقد حرص الإسلام أن يبعد المرأة عن جميع ما يخالف طبيعتها فمنعها تولي الولاية العامة كرئاسة الدولة والقضاء وجميع ما فيه مسئوليات عامة لقوله (ص): « لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة » ففتح الباب لها بأن تنزل إلى ميدان الرجال يعتبر مخالفا لما يريده الإسلام من سعادتها واستقرارها فالإسلام يمنع تجنيد المرأة في غير ميدانها الأصيل وقد ثبت من التجارب المختلفة وخاصة في المجتمع المختلط أن الرجل والمرأة لا يتساويان فطريا ولا طبيعيا فضلا عما ورد في الكتاب والسنة واضحا جليا في اختلاط الطبيعتين الواجبين والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف المنشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين بالرجل يجهلون وهو في الخصام غير مبين بالرجل يجهلون أو يتجاهلون الفوارق الأساسية بينهما "
فصل النساء عن الرجال كليا فى العمل وحتى فى الأماكن العامة
وهو كلام ما أنزل الله به من سلطان فتواجد النساء مع الرجال شىء حتمى فى الأماكن العامة كالشوارع والمشافى والأسواق وحتى المدارس والكليات وغير ذلك والأدلة فى القران كثيرة منها :
-أن الله طالب الرجال بغض البصر عن النساء فقال بسورة النور :
"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
فهل يرى الرجال النساء فى البيوت فقط أم فى معظم الأماكن العامة وأحيانا البيوت ؟
-أن الله طالب النسوة بغض البصر عن الرجال فى قوله تعالى بسورة النور :
"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
فهل إذا حبسنا النسوة فى البيوت ولم يروا الرجال غير الأب والجد والأولاد فكيف يتحقق أمر الله بالغض ؟
-أن سليمان (ص) استقبل امرأة غريبة وهو فى دولة الإسلام عند الصرح حتى أنها كشفت عن ساقيها عندما ظنت الصرح لجة أى موج سيبل ملابسها وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
" قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين"
-أن موسى(ص) نظر للنساء وهما المرأتين وهما تذودان الغنم ومن أجل هذا ساعدهما فلو كان لم ينظر لهما وهما غريبتان عنه فهل كان سيساعدهما وهو لم يراهما ؟
قطعا لا وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
" ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء"
-أن أم موسى (ص) طلبت من ابنتها بعد نزول الوحى عليها وقذفها موسى(ص) فى اليم أن تراقب أخاها وتنظر ماذا يفعلون به ودخلت القصر فى ظل وجود الرجال ونصحتهم أن يجلبوا أمها كمرضع لأخيها وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
" وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم علىٰ أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلىٰ أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولٰكن أكثرهم لا يعلمون "
فهل كانت الأم وهى على دين إبراهيم(ص) تجهل أمر الله بعدم مخالطة النساء للرجال ؟
-أن زوجة إبراهيم (ص)خالطت الرجال وهم الملائكة وضحكت أمامهم وضربت وجهها فهل كانت هى وزوجها رسول الله إبراهيم (ص) والملائكة معهم لا يعرفون حكم فصل الرجال عن النساء ؟
قطعا لا وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات :
" هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلىٰ أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذٰلك قال ربك ۖ إنه هو الحكيم العليم "
فهذا عن صك الوجه وأما الضحك فقد ورد بسورة هود حيث قال تعالى :
" وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"
-هل كان الرسول (ص) يجهل حكم الفصل بين الرجال والنساء فسمح للمجادلة بمحاورته ومجالسته وحدهما ؟
قطعا لا وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة :
"قد سمع الله قول التى تجادلك فى زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما "
-سمح الله لرسوله (ص) بمبايعة المهاجرات وهو رجل وهن نساء باعتباره مسئولا أى حاكما يريد الخير لدولة الإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة :
"يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك علىٰ أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف ۙ فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم"
-سمح الله للذين امنوا من الرجال أن يمتحنوا المؤمنات المهاجرات وهو اختلاط فقال بسورة الممتحنة :
"يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"
-سمح الله لنساء النبى(ص) بمخالطة الرجال فى بيوتهن من خلال الكلام من وراء حجاب فقال بسورة الأحزاب :
" يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ۚإن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا"
-زكريا(ص) كان يدخل على مريم(ص) فى المحراب فيحدثها وليس فى القران ما يثبت وجود قرابة بينهما وإن كان في بعض روايات الحديث المنسوبة للنبى(ص) أنها أخت زوجته وهو قوله "ابنا الخالة" ومعنى هذا أن لم يكن محرما عليها لكونه يستطيع طلاق أختها ويتزوجها وهى كانت غير متزوجة وفى هذا قال تعالى بسورة ال عمران :
"كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب "
أليست هذه مخالطة واختلاط ؟
-شرع الله تشريعا فى الإصلاح بين الأزواج وهو إيجاد حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة وهو قد يكون ليس محرما عليها كابن عمها أو ابن خالها ليجالسها هو والحكم الأخر وهما أغراب عنها وحدهم دون زوجها ليفهما المشاكل بينهما حتى يستطيعا حلها وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
" وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"
-يوسف (ص) خالط امرأة العزيز ونسوة المدينة فى مجتمع كافر وتعرض لموقف طلب الزنى فرفضه كما قال تعالى بسورة يوسف :
"وراودته التى فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك "
-مريم(ص) خالطت الرجال وكلمتهم بالإشارة وكلموها عندما أتت بابنها تحمله وفى هذا قال تعالى بسورة مريم :
" فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا "
وهذه مخالطة من امرأة للرجال
-إباحة الله المواعدة السرية بين الرجال والنساء الأرامل فى العدة ليتكلموا كلام معروفا عن زواجهم من بعضهم البعض هى مخالطة واختلاط واضحين ولكن بهدف مباح وهو الزواج الحلال وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"لا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولٰكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ۚ ولا تعزموا عقدة النكاح حتىٰ يبلغ الكتاب أجله"
هل هناك أعظم من هذه المخالطة السرية والسرية تعنى الخلوة ؟
-أباح الله للمطلق ومطلقته التراضى بينهم بالمعروف فكيف يكون التراضى دون خلوة للحديث فى المشاكل بينهم وهما فى تلك الحالة أغراب بسبب الطلاق وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
" وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
-أباح الله للمطلق والمطلقة سواء كان الطلاق رجعيا أو بائنا أن يتجالسوا معا وهم فى تلك الحالة أغراب للاتفاق على إرضاع الوليد وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق :
" وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتىٰ يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف "
-أباح الله للرجل الغريب أن يتفق مع امرأة غريبة على إرضاع ابنه فى حالة عدم اتفاقه مع مطلقته على إرضاع الطفل وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق :
" وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتىٰ يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرىٰ"
أليس هذا الاتفاق دليل على المخالطة ؟
-قوله تعالى بسورة الأحزاب "وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى "لنتساءل كيف وهبت المرأة نفسها للنبى (ص)هل بالقول أم بالإشارة ؟وقطعا وهبت نفسها بالقول لأن الهبة تكون قولا أليست هذه مخالطة من امرأة أجنبية لرجل أجنبى ولكن ما الهدف ؟
أمر مباح هو الزواج
ونقل الرجل عن الكفار أقوال تحرم التبرج والمخالطة وهى :
"اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده:
لقد ذكرنا من الأدلة الشرعية والواقع الملموس ما يدل على تحريم الاختلاط واشتراك المرأة في أعمل الرجال مما فيه كفاية ومقنع لطالب الحق ولكن نظرا إلى أن بعض الناس قد يستفيدون من كلمات رجال الغرب والشرق أكثر مما يستفيدون من كلام الله وكلام علماء المسلمين رأينا أن ننقل لهم ما يتضمن اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده لعلهم يقتنعون بذلك ويعلمون ما جاء به دينهم العظيم من منع الاختلاط هو عين الكرامة والصيانة للنساء من وسائل الإضرار بهن والانتهاك لأعراضهن .
قالت الكاتبة الإنجليزية اللادي كوك ( إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى وههنا البلاء العظيم على المرأة إلى أن قالت علموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد) .
وقال شهوبنهور الألماني : ( قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها) .وقال اللورد بيرون : ( لو تفكرت أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسن غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير) وقال سامويل سمايلس الإنجليزي : ( إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان الأسرة ومزق الروابط الاجتماعية فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم صار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة إذ وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيئية ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير منازل وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الإهمال وطفئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل وصارت زميلته في العمل والمشاق وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة) وقالت الدكتورة إيدايلين : ( إن سبب الأزمات العالمية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق ثم قالت إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه) .
وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي : ( إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إ ذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة) .وقال عضو آخر : ( إن الله عندما منح المرأة ميزة الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال ) .
وقال شوبنهور الألماني أيضا : اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي الفضيلة والعفة والأدب وإذا مت فقولوا : أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة .
ذكر هذه النقول كلها الدكتور مصطفى حسني السباعي رحمه الله في كتابه المرأة بين الفقه والقانون لو أردنا أن نستقصي ما قاله منصفو الغرب في مضمار الاختلاط الذي هو نتيجة نزول المرأة إلى ميدان أعمال الرجال لطال بنا المقال ولكن الإشارة المفيدة تكفي عن طول العبارة"
الغريب هنا هو أن الرجل يستشهد بأقوال الكفار مع أن التبرج والاختلاط كما قالوا فى البداية هو من أقوال الكفار وفى الشرع لا يمكن الاستشهاد بقول كافر مهما كان حتى ولو كان صحيحا
الغريب أن الرجل بعد أن حرم الاختلاط وعمل المرأة كليا عاد وناقض نفسه فقال أن هناك أعمال مطلوب فيها عمل النساء فى الوظائف فقال :
" والخلاصة أن استقرار المرأة في بيتها والقيام بما يجب عليها من تدبيره بعد القيام بأمور دينها هو الأمر الذي يناسب طبيعتها وفطرتها وكيانها وفيه صلاحها وصلاح المجتمع وصلاح الناشئة فإن كان عندها فضل ففي الإمكان تشغيلها في الميادين النسائية كالتعليم للنساء والتطبيب والتمريض لهن ونحو ذلك مما يكون من الأعمال النسائية في ميادين النساء كما سبقت الإشارة إلى ذلك وفيها شغل لهن شاغل وتعاون مع الرجال في أعمال المجتمع وأسباب رقيه كل في جهة اختصاصه ولا ننسى هنا دور أمهات المؤمنين ومن سار في سبيلهن وما قمن به من تعليم للأمة وتوجيه وإرشاد وتبليغ عن الله سبحانه وعن رسوله (ص)فجزاهن الله عن ذلك خيرا وأكثر في المسلمين اليوم أمثالهن مع الحجاب والصيانة والبعد عن مخالطة الرجال في ميدان أعمالهم "