المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقد كتاب الفتوحات الإلهية في تحريم العمليات الانتحارية


رضا البطاوى
06-03-2021, 07:57 AM
نقد كتاب الفتوحات الإلهية في تحريم العمليات الانتحارية
الكتاب تأليف فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري وهو من المعاصرين وهو يدور حول موضوع عمليات الجهاد بتفجير النفس فى العدو وفى مقدمته قال:
"أما بعد،،فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد (ص)وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار فما يسمى بـ(العمليات الاستشهاديه) المعاصرة، وهي من جنس العمل الفدائي من الوقائع التي جدت في هذا الزمان، وقد أفردت بمؤلفات خاصة وكتب فيها عدة بحوث ومقالات، ونشرت فيها عدة فتاوى وحيث إن هذه المسأله لها تعلق بالبحث، لأنها من اعتقادات الفرقة الثورية فإنني سأدلي بدلوي مع الدلاء، وأذكر حكم الإسلام فيها بأدلة الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم "
الخطأ فى الكلام هو القول أن (العمليات الاستشهاديه) المعاصرة، وهي من جنس العمل الفدائي من الوقائع التي جدت في هذا الزمان فهذه العمليات ليست جديدة ففى الروايات العديد منها
ثم حدثنا الأثرى عن حكم هذه العمليات فقال إنها عمليات محرمة فقال:
"الحكم على ما يسمى بـ(العمل الفدائي) بأنه من العمليات الاستشهادية، وهو من قبيل الاستشهاد المبرور، يعني أن القائم به من الشهداء الذين تنطبق عليهم أحكام شهداء المعركة هذا من الافتراء على كتاب الله تعالى وسنة النبي (ص)لعدم وجود الدليل على ما يسمى بـ(العمليات الاستشهادية) ، بل هذه من العمليات الانتحارية
فالحكم عليها من قبيل الانتحار المحظور، وقتل النفس المحرم، ويعني أن صاحبه قاتل لنفسه، فيكون كسائر الموتى المنتحرين فيغسل ويكفن، على خلاف في جواز الصلاة عليه، أما أن يكون حكمه حكم الشهيد فلا
فمثل هذه العمليات تفضي إلى تلف الأرواح والأجساد، وقد حرم الله ذلك، كما حرم الأسباب المفضية إليه "
وهذا الحكم هو حكم مخالف للوحى ويبدو ان تحريمه فى صالح صنفين فى هذا العصر أعداء المسامين الظاهرين الذين يحتلون أرضهم وينتهكون كل حرماتهم وأعداء المسلمين الخفيين وهم الحكام الذين يحكمون بلاد المسلمين بأسماء مسلمين وهم إما عملاء للكفار وإما هم كفار تسموا بأسماء المسلمين ولكنهم وضعوا على كراسى الحكم لتنفيذ سياسات الكفار فى بلاد المسلمين
الرجل قال بأن هذه العمليات محرمة طبقا للأدلة التالية:
"والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1) قوله تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } فدلت الآية على حرمة قتل الإنسان نفسه ، ويدخل في ذلك من يفجر نفسه، أو يسقط بطائرته، لأنها أسباب مفضية إلى قتل النفس والعياذ بالله "
تفسير الأنفس بأنها نفوس قاتلين لأنفسهم أى قتل كل واحد نفسه خطأ فإنما هى تعنى بعضهم كما فى قوله تعالى "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم"
فالمخرجين هنا ليس الأنفس وإنما البعض منهم حيث يطرد الاخوة بعضهم البعض أو يظاهرون على إخراجهم كما فسرها قوله تعالى "وتخرجون فريقا منكم من ديارهم"
وأيضا قوله ""ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" فهنا قتل النفس لا يعنى قتل كل واحد لنفسه وإنما يعنى قتل بعضهم بعضا لأنهم لو فتلوا أنفسهم كل واحد بنفسه ما بقى أحد ليخاطبه الله قائلا " ثم أنتم هؤلاء" لأنه يخاطب أحياء وليس اموات بدليل أنه قال لهم""فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا " فهم هنا أحياء
ثم قال:
"2) وقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فالله سبحانه حرم على الإنسان أن يتعاطى ما يوجب هلاكه قال الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره (ج1 ص236): (قوله: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فعل ما هو سبب موصل إلى تلف النفس أو الروح من ذلك تغرير الإنسان بنفسه ف مقاتلة، أو سفر مخوف، أو محل مسبعة أو حيات، أو يصعد شجرا، أو بنيانا خطرا، أو يدخل تحت شئ فيه خطر ونحو ذلك، فهذا ونحوه، ممن ألقى بيده إلى التهلكة)
هذه الجملة تفسر على أنها التهلكة الدنيوية ولكنها تعنى التهلكة الأخرويةفالمراد هنا عدم كون النقوس على الكفر المؤدة لعذاب الله بدليل أنه فسر هذا بقوله خلفها وأحسنوا فقال: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"
ومن ثم لا مجال لكون الآية فيما يسمونه خطأ التهلكة الدنيوية ولو فسرت بهذا لناقضت قوله تعالى " كتب عليكم القتال وهو كره لكم" لأن القتال إهلاك للنفوس والأموال
ثم قال:
"3) وعن جندب بن عبدالله عن النبي (ص)قال: (كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع - أي لم يصبر على الألم - فأخذ سكينا فحز - أي قطع - بها يده، فما رقأ - أي لم ينقطع - الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة) أخرجه بهذا اللفظ البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء (3463)
قال ابن حجر في "فتح الباري" (ج6 ص500): (وفيه - يعني الحديث - تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى قتل النفس) قلت: ومن الأسباب المفضية إلى قتل النفس ما يسمى بـ(العمليات الانتحارية) "
لا علاقة للرواية بما يسمى العمليات الاستشهادية فالرجل لم يكن يحارب وإنما كان مجروحا ونفس الأمر فى الرواية التالية:
"4) وعن جندب أن رسول الله (ص)قال: (إن رجلا من كان قبلكم خرجت به قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فلم يرقأ الدم حتى مات، قال ربكم: قد حرمت عليه الجنة) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان "
الرواية هنا تقول بان الرجل كان مريضا بقرحة وليس محاربا ومن ثم لاتصلح للاستشهاد بها فى الموضوع ثم قال:
5) وعن سهل بن سعد الساعدي في حديث: الذي جرح جرحا شديدا في إحدى غزواته مع رسول الله (ص)فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول الله (ص): (أما إنه من أهل النار) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب القدر (6606) ومسلم في صحيحه في كتاب الإيمان "
الرواية هنا لا تصلح للاستشهاد بها لأن ما سماه انتحاره كان بعد القتال وليس فى القتال الذى هو موضوع الكتاب
ثم قال :
"ولهذه الأدلة يتبين بأن القتل المتحقق من الشخص يعتبر انتحارا ومن قتل النفس بغير حق
6) إجماع أهل العلم على تحريم قتل النفس فقد نقل ابن حزم في مراتب الإجماع (ص157) فقال: (واتفقوا أنه لا يحل لأحد أن يقتل نفسه، ولا أن يقطع عضوا من أعضائه، ولا أن يؤلم نفسه في غير التداوي بقطع العضو الألم خاصة) وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجل له مملوك هرب ثم رجع فلما رجع أخفى سكينته وقتل نفسه فقال في الفتاوى (ج31 ص384): (لم يكن له أن يقتل نفسه وإن كان سيده قد ظلمه واعتدى عليه بل كان عليه إذا لم يمكنه دفع الظلم عن نفسه أن يصبر إلى أن يفرج الله، فإن كان سيده ظلمه حتى فعل ذلك مثل أن يقتر عليه في النفقة أو يعتدى عليه في الاستعمال أو يضربه بغير حق أو يريد به فاحشة ونحو ذلك فإن على سيده من الوزر بقدر ما نسب إليه من المعصية ) "
وما قاله الرجل هنا عن قتل النفس هو خلط للأوراق فالرجل الذى يقوم بتلك الهملية لا يقتل نفسه وحده وإنما يقتل معه بعض العدو فلو كان هدفه قتل نفسه لقتلها بعيدا عن العدو وإنما هدفه قتل العدو ومن ثم لا يمكن أن تكون تلك العمليات انتحارا بمعنى قتل للنفس يأسا من رحمة الله
ثم حدثنا الأثرىعن استدلالات من اباحوا تلك العمليات فقال :
"وأما استدلال الخوارج في هذا العصر ببعض الأحاديث في فعل بعض الصحابة في دخوله في جيش العدو، فينغمس وحده في الكفار حال القتال، فيقاتل وحده العدد الكثير من العدو فهذا يغلب على ظنه بأنه لا يموت أو يموت، فيقاتل وحده ويقتل الكثير من العدو ويحتمل أن يقتل أو لا يقتل، فالموت غير محقق والجهاد مظنة القتل، وفعل بعض الصحابة ذلك في بعض الغزوات
ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الجهاد مظنة القتل، بل لا بد منه في العادة من القتل) وأما صاحب العمليات الانتحارية في دخوله بين جيش العدو فأن موته متحقق كما هو مشاهد إذا مسألة الانغماس يغلب على ظنه القتل، أما في العمليات الانتحارية، فإن الموت محقق لا محالة، ففيهما اختلاف واضح قلت: ففي بعض عمليات الانغماس ينجو صاحبها ولا يقتل "
وما يقوله الرجل هو عملية خلط للأوراق فالمجاهد يذهب للقتال وهو موقن أنه سيقتل فى أى لحظة من القتال والمجاهد الحالى بدلا من أن يطلب له الرحمة يطلب الأثرى له الجحمة
خلط الأوراق ممثل فى أن الصحابة كان لدولتهم المسلمة جيش يجاهد فى سبيل الله وأما الأثرى فهو يخدم الملوك والرؤساء الذين لا يحاربون الأعداء فبدلا من أن يكون هؤلاء القوم جيشا يحاربون به ألأعداء أغلقوا باب الجهاد تماما وهم يعتقلون من يريد الجهاد حاليا خدمة لأنفسهم وللعدو الظاهر لنا
قل لحكامك يكونوا جيشا يحارب فى سبيل الله وسينضم له كل من تجعلهم فى النار بسبب تلك العمليات التى تأتى كنوع من رد العاجز على العدوان على أهله
وحتى عندما فتح الحكام باب الجهاد فلم يكن لوجه الله وإنما كان لحساب الغرب الرأسمالى ضد الشرق الشيوعى فى افغانستان فهم كما قلت يعملون لصالح الكفار وليس لصالحنا فالنتيجة بعد أربعين عاما هى أن قوات الشيوعية فى أفغانستان استبدلت بقوات حلف الناتو وما زال الأفغان يعانون حتى الآن والباب الأول المفروض فتحه وهو باب فلسطين لم تجرؤ أى دولة منذ حوالى خمسين عاما على أن تفتحه وأخر الأبواب كان بورما التى يذبح فيها المسلمون وتقطع أعضاءهم وتأكل وتنتهك اعراضهم ويهجرون هل سمعتم عن حاكم واحد أرسا جيشه إلى هناك
بدلا من أن يوجه الأثرى اللوم للحكام يوجهه لمن يقوم بواجب الحكام المفروض عليهم وهو مقاومة الأعداء
ثم قال الأثرى:
"كما روى ابن سيرين : أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين، فجلس البراء بن مالك فقال: (ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم، فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط فإدركوه - يعني لم يقتل - وقد قتل منهم عشرة) ( وأخرجه بقي بن مخلد في المسند (ج1 ص143- الإصابة) من طريق أبي إسحاق به في حرب اليمامة مع عدو الله مسيلمة، وقتل فيها وإسناده صحيح"
يعترف الثرى بصحة تلك الرواية الاستشهادية وهناك أمثالها عدة كرواية الزبير العوام فى فتح حصن بابليون عندما طلب من باقى المجاهدين أن يلقون على الأعداء
إذا هذه الروايات ليست فى صالح الأثرى ومن ثم تحدث كلاما عاما ليس عليع دليل فقال:
"ثم لم توجد مصلحة متحققة للمسلمين بالعمليات الانتحارية، ولا ضعف الكفار بها، ولا وجود نكاية لهم!!! بل تسلط الكفار على المسلمين بسبب عمليات الخوارج الانتحارية في العالم كما هو مشاهد وتترتب عليها مفسدة عظيمة من تعنت الكفار وفتكهم بالمسلمين، وتفننوا في تعذيبهم ولا حول ولا قوة إلا بالله إذا فالعمليات الانتحارية ليس فيها مصلحة للمسلمين، وإعزاز الدين، وقهر الكافرين من اليهود وغيرهم والآن مضت سنوات كثيرة في تنفيذ العمليات الانتحارية في فلسطين مع اليهود ولم يحصل نكاية بهم، ولم يحرر المسجد الأقصى، ولم يخرجوا من فلسطين ولم تحصل أي مصلحة للمسلمين، لأنه يقتل نفسه من غير فائدة البتة، فيكون عليه إثم قاتل نفسه "
الرجل هنا يقرر أن عمليات الفلسطكينين ضد الاختلال لم تأتى بشىء مفيد وهو كلام بلا دليل ويضاده تحرر غزة منهم وعدم قدرتهم على العودة لها ولو كانت تلك العمليات لا تهز شيئا فى إسرائيل فيكفى أنها استجابة هينة لقوله تعالى " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"
وأين دول المنطقة من الرد على ضربات إسرائيل لها أين سوريا والعراق وإيران وتونس وليبيا والسودان ؟
لم يرد أحد منهم على تلك الضربات بينما دول الخليج ومصر والأردن لا تفعل شيئا سوى التنديدات ؟
ثم نقل الأثلاى أقوال من بكون الكاب القديمة والجديدة فقال:
"قال الهيتمي في الفتاوى الكبرى (ج4 ص222): والذي وضح فيه متى يجوز الانغماس في العدو: ( يشترط أن يعلم مريد القتال أنه يبلغ نوع نكاية فيهم، أما لو علم أنه بمجرد أن يبرز للقتال بادروه بالقتل من غير أدنى نكاية فيهم فلا يجوز له قتالهم حينئذ، لأنه يقتل نفسه من غير فائدة البتة، فيكون عليه إثم قاتل نفسه، والله سبحانه وتعالى أعلم)
وقال الهيتمي في الفتاوى الكبرى (ج2 ص25): (التوصل إلى قتل الحربي جائز، بل محبوب بأي طريق كان هذا، كله إن ظن سلامته، أو قتله بعد إنكالهم، أما لو غلب على ظنه أن مجرد حضوره يؤدي إلى قتله أو نحوه، من غير أن يلحقهم منه نكاية بوجه، فحضوره حينئذ في غاية الذم والتقصير، فليمسك عنه ) وقال محمد بن الحسن الشيباني : (فأما إذا كان يعلم أنه لا ينكي فيهم، فإنه لا يحل له أن يحمل عليهم) اهـ
قال السرخسي معلقا: (لأنه لا يحصل بحملته شيء مما يرجع إلى إعزاز الدين، ولكنه يقتل فقط، وقد قال الله تعالى: { ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
علما بأنه لابد أن يقدر مصلحة المسلمين العلماء الثقات الذين لهم خبرة في دين الله تعالى من العلم النافع والعمل الصالح وهذا الذي تفعله الفرقة الحماسية وغيرها لا يجوز لأنه تصرف شخصي صادر من قيادة انفرادية حزبية ليس صادرا عن أمير له قيادة شرعية وجيش وبلد قد شاور الأمة الإسلامية في هذا الأمر من علماء وغيرهم لنجاح هذا الجهاد
قال العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني : (أما أن يأتي واحد من الجنود كما يفعلون اليوم، أو من غير الجنود وينتحر في سبيل قتل (2، 3، 4) من الكفار فهذا لا يجوز، لأنه تصرف شخصي ليس صادرا عن أمير الجيش) وأما استدلالهم بقصة الغلام المؤمن الذي أمر بقتل نفسه، فهذا الأمر الذي أمر به الغلام لما علم أن ذلك فيه مصلحة متحققة للناس، وظهور الإيمان في الناس، وهذا حصل في قصة أصحاب الأخدود"
الرجل هنا بدلا من أن يلوم الحكام يلوم جماعة تفعل شىء لم تقدر جيوسش المنطقى ولا حكامها فعله فمن الملوم فى تلك الحال الذى يفعل شىء كرد على العدوان حتى ولو كان بسيطا أم الذى استكان للعدو وسالمه وتركه يضرب اخوانه ويفعا بهم ما يريد ؟
من قال ان الجهاد يحتاج لقائد ؟
أين الدليل على ذلك من الوحى ؟
الجهاد يحتاج لدولة وما هى الدولة ؟ إنها قطعة أرض تسيطر عليها طائفة من الناس ولكن عندما لا تكون هناك دولة أو توجد جماعة تريد أن ترد العدوان هل نمنعها ولصالح من ؟
إن الأثرى لا يعيش فى فلسطين ولا يعرف حجم معاناتهم حتى يتكلم ويحرم ؟
إن الرجل كما مهد علماء السلطان امثاله للحكام وضيعوا دين الله فإنهم يمهدون لتحكيم الكفار فى رقاب الكل
ثم نقل لنا التالى:
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما الغلام فإنه أمر بقتل نفسه لما
علم أن ذلك يوجب ظهور الإيمان في الناس، والذي يصير يقتل أو يحمل حتى يقتل، لأن في ذلك ظهور الإيمان من هذا الباب) واعلم أخي المسلم بأن قتل الإنسان نفسه أعظم من قتل الغير كما في الفتاوى لابن تيمية رجمه الله (ج28 ص540) ومن تأمل النصوص الشرعية بعلم في معرض قتل الإنسان نفسه، فهي مانعة إذ الشرع جاء بالثناء على من يعرض نفسه للقتل إذا كان فيه مصلحة للمسلمين كما فعل الغلام المؤمن وبعض الصحابة - رضي الله عنهم -
وأما انه لم تحصل به منفعة للمسلمين، فهذا يعتبر انتحارا، فينبغي للمؤمن الحق أن يفرق بين ما نهي الله تعالى عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك، وبين ما شرعه الله تعالى من بيع المؤمن نفسه لله تعالى، والله ولي التوفيق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (ج25 ص281): (فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك، وبين ما شرعه الله في بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له كما قال تعالى: { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنة ومما ينبغي أن يعرف إن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق لا!، ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله فأي العملين كان أحسن وصاحبه أطوع واتبع كان أفضل فإن الأعمال لا تتفاضل بالكثرة وإنما تتفاضل بما يحصل في القلوب حال العمل فالله سبحانه إنما حرم علينا الخبائث لما فيها من المضرة والفساد وأمرنا بالأعمال الصالحة لما فيها من المنفعة والصلاح لنا ) وفي هذا العمل المحرم من إفساد النسل، والاعتداء على الناس، وعلى الأعراض، وإفساد الأموال وإتلافها، وإتلاف النفوس مما شهد به الواقع ونطقت به وسائل الإعلام ولم يعد خافيا
فبعد تبيين ما سبق تعلم أخي المسلم مخالفة الجماعة الحماسية الثورية وغيرها للكتاب والسنة وأقوال أهل العلم في حكم العمليات الانتحارية والاغتيالات في فلسطين وغيرها
إذا فلا تنصر الأمة الإسلامية - في فلسطين ولا في غيرها - بما خالف الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم وجماعة المسلمين بل هذا فيه خذلان للأمة عن النصرة الواجبة الصحيحة التي فيها العزة والتمكين وكما أن العمليات الانتحارية هي من الأعمال الفردية التي نشهدها في هذا الزمن ما يفعله بعض الخوارج الثوريين من عمليات تؤدي بحياتهم، قاصدين إلحاق الضرر بأنفسهم وبغيرهم من الناس وقد ظهر أثر ضرر هذه العمليات والاغتيالات والثورات في الأمة الإسلامية والله المستعان وقد أطلق العلماء المعتد بهم في الفتوى الشرعية على هذه العمليات بـ(عمليات انتحارية) من جهة ما فيها من قتل النفس، والضرر بالغير وجلب المفاسد "
الرجل يحدثنا عن قتل النفس معيدا خلط الأوراق فكما قلت أنه يقول أنه انتحار أى قتل للنفس بينما تلك العمليات قتل للنفس وقتل لعدد اكبر من العدو ومن ثم فهى ليست انتحارا ياسا وإنما هى قتل للعدو فلو كان يريد قتل نفسه فلماذا يقتل معه بعضا من العدو؟
والرجل كبقية علماء السلطان لا يفهمون ما هو الانتحار ؟ ولا يعرفون أن فيه حلال وحرام ومن ثم قال:
"فالانتحار قتل النفس، يقال: انتحر الرجل إذا قتل نفسه بوسيلة ماوعليه فالانتحار: تعمد الإنسان أن يفعل بنفسه ما يؤدي لموته
قال الجرجاني في التعريفات (ص179): (هو كل ما يحصل به زهوق الروح، أو خروجها عن الجسد)فالانتحار نوع من القتل فيحصل بكل ما تحصل به الإماته، فأساليبه متعددة بالتفجيرات وغيرها، وليس هذا من الجهاد والمشروع كما بينه العلماء"
ألم تعلم أيها الأثرى أن الله طلب من بنى إسرائيل الانتحار كتوبة منهم حتى يدخلوا الجنة طلب منهم الانتحار ككفارة على عبادتهم للعجل فقال :
"وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم"؟
ألم تعلم أن يونس (ص) رمى نفسه فى البحر عندما اشترك فى القرعة كما قال تعالى" وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون فنبذناه بالعراء وهو سقيم"؟
وإذا كان الله يحاسب على النية فكثير من المنتحرين ليس فى القتال فقط سيدخلون الجنة لأنهم لم ينتحروا يأسا من رحمة الله وإنما عجزا عن مواجهة آلامهم ومشاكلهم وفى هذا قال تعالى "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
وهناك روايات تقول أن المنتحر يدخل الجنة مثل:
326 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِىَّ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِى حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ - قَالَ حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- لِلَّذِى ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِى مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِى بِهِجْرَتِى إِلَى نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَا لِى أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِى لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ.فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ » صحيح مسلم
ثم نقل الأثرى لنا فتاوى علماء السلطة فى العمليات فقال :
"وإليك أقوالهم:

فتوى العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز:
سئل الشيخ ابن باز : عن حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود؟فأجاب بقوله: (قد نبهنا غير مرة: أن هذا لا يصح، لأنه قتل للنفس، والله يقول: { ولا تقتلوا أنفسكم } والنبي (ص)يقول: (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة) يسعي في حماية نفسه، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين،فإن قتل فالحمد لله، أما أنه يقتل نفسه يضع اللغم في نفسه حتى يقتل معهم غلط لا يجوز، أو يطعن نفسه معهم، ولكن يجاهد إذا شرع الجهاد مع المسلمين، أما عمل أبناء فلسطين فهذا غلط، لا يصلح، إنما الواجب عليهم الدعوةإلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون العمل)
فتوى العلامة محمد ناصر الدين الألباني:
قال الشيخ الألباني : (نحن نقول: العمليات الانتحارية كلها غير مشروعة، وكلها محرمة، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه أما أن تكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله، إنسان يقاتل في سبيل أرضه، في سبيل وطنه، هذه العمليات ليست إسلامية إطلاقا، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية، وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين أقول: اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا، هناك قتال في كثير من البلاد، أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية، ويقوم على أساس أحكام إسلامية )
فتوى العلامة محمد بن صالح العثيمين قال الشيخ ابن عثيمين : (إن ما يفعله بعض الناس من الانتحار، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين - كما جاء في الحديث -لأن هذا قتل نفسه لا لمصلحة الإسلام، لأنه إذا قتل نفسه، وقتل معه عشرة أو مائة أو مائتين لم ينفع الإسلام بذلك، لم يسلم الناس، بخلاف قصة الغلام فإن فيها إسلام الكثير أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي إسلام الناس، بل ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك، كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فإنه إذا مات أحد منهم من هذه المتفجرات، وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين، ولا انتفاع بذلك للذين فجرت هذه المفجرات في صفوفهم
والذي نرى: ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق، وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله، وأن صاحبه ليس بشهيد ) اهـ
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان :
سئل الشيخ الفوزان حفظه الله: (هل تجوز العمليات الانتحارية، وهل هناك شروط لصحة هذا العمل؟ فأجاب فضيلته: قال تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا } فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه، بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة، ولا يمنع ذلك أن يقاتل في سبيل الله، ويجاهد في سبيل الله، ولو تعرض للقتل والاستشهاد فهذا طيب أما أن يعرض نفسه للقتل فهذا لا يجوز، وفي عهد النبي (ص)كان احد الشجعان يقاتل مع الرسول (ص)ثم إنه قتل فقال الصحابة: ما أبلى منا أحد ما أبلى فلان فقال الرسول (ص): (هو في النار) وذلك قبل أن يموت، وهو جرح فقال الرسول (ص): (هو في النار) فصعب ذلك على الصحابة فتبعه رجل بعد ما جرح ثم وجده وضع السيف على الأرض، ورفع ذؤابته إلى أعلى فتحامل عليه فمات الرجل، دخل في صدره فقال الرجل: صدق الرسول (ص)، وعرفوا أن الرسول (ص)لا ينطق عن الهوى لماذا دخل النار مع هذا العمل؟ لأنه قتل نفسه ولم يصبر، فلا يجوز لرجل أن يقتل نفسه) "
فتاوى كلها تخلط الأوراق والأدهى أن بعضها يحرم الجهاد حاليا ولو عقل الأثرى تلك الفتاوى لوجد أنها إنها إدانة للحكام كلهم لكونهم كفرة لعدم وجود دولة مسلمة يحارب تحت رايتها والغريب أنهم يحرمون ما أخل الله فلو أن جماعة من المسلمين سيطروا على الأرض وحكموا حكم الله فيها لوجب الجهاد معهم
ولو عقل هؤلاء الذين يفتوون لعلموا أنهم شرعنوا السكوت على ظلم الحكام والمحتلين كله وأنه لا يجب على مسلم حتى أن ينطق بأى كلام ضدهم فاى اناس هؤلاء ؟
ثم اختتم الكتاب بخاتمة طويلة كلها تكرار لنفس الكلام ويبدو منها أنها صادرة من قلب كاره لجماعة الاخوان فى أى مكان علما بأن الدولة السعودية أسستها جماعة تسمى الإخوان هى الجماعة التى تحكم السعودية حاليا فالاخوان الستون هم من أسسوا الدولة وهذه الجماعة قامت فى نفس وقت تأسيس جماعة الإخوان فى مصر وكان اعتماد إخوان السعودية كليا على إخوان مصر فى التعليم والدعوة وإقامة المؤسسات المختلفة للدولة ولم تتعرض تلك العلاقة للخلاف المعقد إلا فى العقد الأخير مع ظهور السيسى فى مصر ومحمد بن سلمان فى السعودية ومن ثم قال:
"الخاتمة الأثرية:
فالله تعالى قد أكرمنا بهذا الدين العظيم، وأكرمنا بالجهاد الشرعي، فإن أراد الناس النصر على عدونا، فعليهم أن يهبوا مدافعين عنه بالغالي والرخيص على الطريقة الشرعية الصحيحة، وأن يزينوه ويظهروا محاسنه، وأن يدعوا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يجاهدوا في سبيل الله تعالى بأموالهم وأنفسهم بالطريقة الشرعية الصحيحة لكن إن أقمنا هذا الدين على الطريقة الهمجية وكذلك الجهاد على الطريقة الغوغائية من المظاهرات والمسيرات الفوضوية وغير ذلك، فإن النصر يرتفع وليس لنا إلا الشقاء بارتكاب الجرائم الشنيعة من قتل الرجال والنساء والأطفال فعرضوا الرجال والنساء والأطفال والأمة الإسلامية للأذى والتشريد والإهانة
أيها الثوريون كفوا شركم، وشر سفهائكم عن أذية المسلمين المستضعفين الذين أصبحوا يفتنون بما جنت الأيادي الإخوانية الحزبية في الساحة الإسلامية، وأوقعت الأمة في أضرار جسيمة التي يعلمها أكثر الناس من سفك الدماء وترويع الآمنين والجرائم الآثمة المخزية للمسلمين التي تقترفها الحزبية ويخطط لها ويمولها الجماعة الإخوانية أعداء السنة الشريفة
فهؤلاء في قلوبهم مرض لإفسادهم في الأرض، وقد دخلوا في قوله تعالى: " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين "
وقطعا حديث الأثرى عن الثوريين هو من ضمن كذبه فالإخوان لم يشاركوا فى الثورات ولو شاركوا فى أى ثورة أو انقلاب فقد كانوا بتحريض من السلطة نفسها فهم مجرد حمار يمتطيه المنقلب ليساعده على الوصول للسلطة وبعد ذلك يتخلص منهم