عبدالله العوفي
11-07-2006, 02:09 PM
الموهوبون المعوقون
مقدمة
يشير الباحثين في مجال التفوق العقلي والموهبة إلى أن الموهبة giftedness تمثل تميزاً ملحوظاً من جانب أحد الأشخاص في جانب معين أو أكثر من تلك الجوانب التي تمثل مجالات أساسية للموهبة ، وعادةً ما تكون مصحوبة بقدر مناسب من الابتكارية يتمكن ذلك الشخص بموجبه من تقديم أفكار جديدة وحلول جديدة لمشكلات قائمة ، كما أنها بجانب ذلك تتطلب نسبة ذكاء مرتفعة لا تقل عن انحرافين معياريين أعلى من المتوسط الذي يتحدد بمائة نقطة سواء على مقياس وكسلر Wechsler أو على مقياس ستانفورد ـ بينيه Stanford – Binet .
تعريف الموهبة :
هم أولئك الأفراد الذين يتم تحديدهم من قبل أشخاص مؤهلين مهنياً على أنهم يتمتعون بقدرات بارزة في مجال واحد أو أكثر من مجالات السلوك الإنساني تجعل بمقدورهم أن يحققوا مستوى مرتفعاً من الأداء في هذا المجال .
طبيعة الموهبة ومجالاتها :
من الجدير بالذكر أن مصطلح الموهبة giftedness قد دخل ميدان علم النفس كجانب من تلك الجوانب التي تتضمنها دراسة الفروق الفردية ، ولكن ما لبث أن فقد هذا المغزى السيكولوجي الذي اكتسبه آنذاك ، وأضحى أحد أهم تلك الموضوعات التي تتضمنها التربية كعلم ودراسة ، بل إنه قد أصبح من أهم المجالات التي تهتم بها التربية الخاصة على وجه الخصوص ، كما أصبح له مجالاته الخاصة به التي تتفرع عنه ، وأصبح له متخصصوه من جانب آخر وذلك في كل مجال من تلك المجالات الفرعية التي يتضمنها ، وقد قدم لنا الباحثون في مجال العبقرية والموهبة في بدايات العقد الثامن
من القرن الماضي ستة مجالات عامة وأساسية تُمثل الموهبة ، وهي :
µ الموهبة التحصيلية أو الأكاديمية .
µ القدرات العقلية الخاصة .
µ القدرة على التفكير الإبتكاري .
µ القدرة على القيادة .
µ القدرة الحس حركية .
µ الفنون البصرية أو الأدائية .
الموهوبون المعوقون :
تشير ريم Rime إلى أن الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات عادة ما يتلقون مزيداً من الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر من الاهتمام بمواهبهم سواء كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة ؛ ومن ثم فإنهم بذلك يُعدون ذوي استثناء مزدوج وذلك بسبب كل من الموهبة والإعاقة .
وتتنوع مثل هذه الإعاقات بين إعاقة جسمية ، وبصرية وسمعية ، واضطرا بات انفعالية ، وصعوبات تعلم ، واضطرا بات نمائية ، وعسر القراءة ، واضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المفرط .
ويشير بعض الباحثين ـ استناداً لما سبق ـ إلى أن الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانيات عالية تمكنهم من القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال معين أو أكثر ، ولكنهم في الوقت ذاته يعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي .
ويشير كارنيز وجونسون Karnes & Johnson إلى عدداً من المشكلات التي تعوق عملية التعرف على هؤلاء الأطفال وتحديدهم بدقة ، ومن هذه المشكلات ما يلي :
Å استخدام إجراءات تقييم أعدت في الأصل لأقرانهم غير المعوقين .
Å أن هؤلاء الأطفال قد لا يُظهرون أدلة واضحة تعكس مواهبهم قياساً بأقرانهم غير المعوقين .
Å أنهم عند مقارنتهم بأقرانهم غير المعوقين يتسمون بالبطء بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم .
Å قد يكون لدى هؤلاء الأطفال جوانب قوة في بعض المجالات وجوانب قصور في مجالات أخرى ، إلا أن الفجوة بين الجانبين تعمل على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح .
Å أن هؤلاء الأطفال قد لا يبدون سوى بعض سمات الأطفال الموهوبين فقط .
Å ما يلاقيه هؤلاء الأطفال من إثباط إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم وخاصة التعليم العالي ومحاولة توجيههم إلى التعليم المهني .
المتطلبات الأساسية للتعرف على الموهوبين المعوقين
يقترح عادل عبد الله عدداً من الإجراءات التي يمكننا إتباعها للتعرف على الأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة تتمثل فيما يلي :
{ الملاحظة الدقيقة من جانب الوالدين والمعلمين .
{ المتابعة الدقيقة لأدائهم في كافة مجالات الموهبة التي تتضمن الجانب العقلي ، والأكاديمي ، والإبداعي ، والقيادة ، والفنون الأدائية والبصرية ، والقدرات الحس حركية .
{ ينبغي أن تقتصر مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يعانون من إعاقات مماثلة ، وألا نحكم عليهم من خلال تلك المعايير التي نستخدمها مع أقرانهم الموهوبين الذين لا يعانون من أي إعاقات أخرى .
{ تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم .
{ إجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المستخدمة في الوقت الراهن .
وفي النهاية لا يتبقى إلا أن ننوه إلى ضرورة التعرف على السمات المميزة لكل فئة من فئات الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتسنى لنا أن نعمل على تنمية مواهبهم وتطويرها بشكل صحيح ملائم ، وسوف نستكمل عرض هذه السمات في المشاركة القادمة إن شاء الله .
المراجع
( 1 ) سيلفيا ريم (2003 ) : رعاية الموهوبين ، إرشادات للآباء والمعلمين . ترجمة عادل عبد الله محمد . القاهرة ، دار الرشاد .
مقدمة
يشير الباحثين في مجال التفوق العقلي والموهبة إلى أن الموهبة giftedness تمثل تميزاً ملحوظاً من جانب أحد الأشخاص في جانب معين أو أكثر من تلك الجوانب التي تمثل مجالات أساسية للموهبة ، وعادةً ما تكون مصحوبة بقدر مناسب من الابتكارية يتمكن ذلك الشخص بموجبه من تقديم أفكار جديدة وحلول جديدة لمشكلات قائمة ، كما أنها بجانب ذلك تتطلب نسبة ذكاء مرتفعة لا تقل عن انحرافين معياريين أعلى من المتوسط الذي يتحدد بمائة نقطة سواء على مقياس وكسلر Wechsler أو على مقياس ستانفورد ـ بينيه Stanford – Binet .
تعريف الموهبة :
هم أولئك الأفراد الذين يتم تحديدهم من قبل أشخاص مؤهلين مهنياً على أنهم يتمتعون بقدرات بارزة في مجال واحد أو أكثر من مجالات السلوك الإنساني تجعل بمقدورهم أن يحققوا مستوى مرتفعاً من الأداء في هذا المجال .
طبيعة الموهبة ومجالاتها :
من الجدير بالذكر أن مصطلح الموهبة giftedness قد دخل ميدان علم النفس كجانب من تلك الجوانب التي تتضمنها دراسة الفروق الفردية ، ولكن ما لبث أن فقد هذا المغزى السيكولوجي الذي اكتسبه آنذاك ، وأضحى أحد أهم تلك الموضوعات التي تتضمنها التربية كعلم ودراسة ، بل إنه قد أصبح من أهم المجالات التي تهتم بها التربية الخاصة على وجه الخصوص ، كما أصبح له مجالاته الخاصة به التي تتفرع عنه ، وأصبح له متخصصوه من جانب آخر وذلك في كل مجال من تلك المجالات الفرعية التي يتضمنها ، وقد قدم لنا الباحثون في مجال العبقرية والموهبة في بدايات العقد الثامن
من القرن الماضي ستة مجالات عامة وأساسية تُمثل الموهبة ، وهي :
µ الموهبة التحصيلية أو الأكاديمية .
µ القدرات العقلية الخاصة .
µ القدرة على التفكير الإبتكاري .
µ القدرة على القيادة .
µ القدرة الحس حركية .
µ الفنون البصرية أو الأدائية .
الموهوبون المعوقون :
تشير ريم Rime إلى أن الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات عادة ما يتلقون مزيداً من الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر من الاهتمام بمواهبهم سواء كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة ؛ ومن ثم فإنهم بذلك يُعدون ذوي استثناء مزدوج وذلك بسبب كل من الموهبة والإعاقة .
وتتنوع مثل هذه الإعاقات بين إعاقة جسمية ، وبصرية وسمعية ، واضطرا بات انفعالية ، وصعوبات تعلم ، واضطرا بات نمائية ، وعسر القراءة ، واضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحركي المفرط .
ويشير بعض الباحثين ـ استناداً لما سبق ـ إلى أن الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانيات عالية تمكنهم من القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال معين أو أكثر ، ولكنهم في الوقت ذاته يعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي .
ويشير كارنيز وجونسون Karnes & Johnson إلى عدداً من المشكلات التي تعوق عملية التعرف على هؤلاء الأطفال وتحديدهم بدقة ، ومن هذه المشكلات ما يلي :
Å استخدام إجراءات تقييم أعدت في الأصل لأقرانهم غير المعوقين .
Å أن هؤلاء الأطفال قد لا يُظهرون أدلة واضحة تعكس مواهبهم قياساً بأقرانهم غير المعوقين .
Å أنهم عند مقارنتهم بأقرانهم غير المعوقين يتسمون بالبطء بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم .
Å قد يكون لدى هؤلاء الأطفال جوانب قوة في بعض المجالات وجوانب قصور في مجالات أخرى ، إلا أن الفجوة بين الجانبين تعمل على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح .
Å أن هؤلاء الأطفال قد لا يبدون سوى بعض سمات الأطفال الموهوبين فقط .
Å ما يلاقيه هؤلاء الأطفال من إثباط إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم وخاصة التعليم العالي ومحاولة توجيههم إلى التعليم المهني .
المتطلبات الأساسية للتعرف على الموهوبين المعوقين
يقترح عادل عبد الله عدداً من الإجراءات التي يمكننا إتباعها للتعرف على الأطفال الموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة تتمثل فيما يلي :
{ الملاحظة الدقيقة من جانب الوالدين والمعلمين .
{ المتابعة الدقيقة لأدائهم في كافة مجالات الموهبة التي تتضمن الجانب العقلي ، والأكاديمي ، والإبداعي ، والقيادة ، والفنون الأدائية والبصرية ، والقدرات الحس حركية .
{ ينبغي أن تقتصر مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يعانون من إعاقات مماثلة ، وألا نحكم عليهم من خلال تلك المعايير التي نستخدمها مع أقرانهم الموهوبين الذين لا يعانون من أي إعاقات أخرى .
{ تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم .
{ إجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المستخدمة في الوقت الراهن .
وفي النهاية لا يتبقى إلا أن ننوه إلى ضرورة التعرف على السمات المميزة لكل فئة من فئات الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة حتى يتسنى لنا أن نعمل على تنمية مواهبهم وتطويرها بشكل صحيح ملائم ، وسوف نستكمل عرض هذه السمات في المشاركة القادمة إن شاء الله .
المراجع
( 1 ) سيلفيا ريم (2003 ) : رعاية الموهوبين ، إرشادات للآباء والمعلمين . ترجمة عادل عبد الله محمد . القاهرة ، دار الرشاد .