المهتوي
28-07-2006, 08:40 AM
.:. بسم الله الرحمــــــــــــــــ الرحيم ـــن .:.
.:. السلام عليكم ورحمـــــــــــــ الله وبركاته ــة .:.
قال إبراهيم بن علقمه لقومٍ جاءوا من الغزو :
قد جئتم من الجهاد الأصغر .. فما فعلتم في الجهاد الأكبر ؟!
قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟!
قال : جهاد القلب !
وقال ابن رجب : " وكذلك جهاد العدو الباطن .. وهو جهاد النفس والهوى .. فإن جهادهما من أعظم الجهاد "
وقال ابن القيم رحمه الله : " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المجاهد من جاهد في طاعة الله ، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه ) . كان جهاد النفس مقدماً على جهاد العدو في الخارج .... "
وسأل أحدهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد فقال له : " إبدأ بنفسك فجاهدها .. وابدأ بنفسك فاغزها "
يامن يجاهد غازياأعداء = دين الله يرجوا أن يُعان وينصرا
هلاّ غشيت النفس غزواً إنها = أعدى عدوّك كي تفوز وتنصرا
مهما عنيت جهادها وعنادها = فلقد تعاطيت الجهاد الأكبرا
النفس ! ... ذلك السر الكامن بين جوانح كل إنسان
النفس ! ... تقودك إلى الهلاك أو تقودها إلى بر الأمان
النفس ! ... عجيبة فريدة في أحوالها
النفس ! ... بحر الأماني ومستودع الأسرار
النفس ! ... تميل إلى رغائبها الآنيه وهواها
النفس ! ... يعجبها أن تسير طليقة لا حاجز يحجزها عن رغبتها
النفس ! ... كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
النفس ! ... أفلح وفاز من زكاها .. وخاب وخسر من دسّاها
النفس ! ... مالدابة الجموح بأحوج إلى اللجام منها
النفوس ثلاثة :
1- النفس الأمارة : وهي التي تأمرك باللذات والشهوات وتحض على الأخلاق الذميمه .
2- النفس اللوامه : وهي التي فيها من نور الإيمان ما ينبهها كلما غفلت فوقعت في سيئة فتلوم نفسها .
3- النفس المطمئنة : وهي التي اكتمل فيها نور الإيمان .. رفضت كل ذميم .. واتصفت بالصفات الحميدة .
قال ابن علاّن : " المجاهدة : مفاعلة من الجهد ، أي الطاقة .. فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها حالاً ومآلاً .. وهي تجاهده بما تركن إليه "
جهادنا لأنفسنا لا يتعارض مع حبنا لها .. فحبنا لها يدفعنا إلى أن نبذل قصارى جهدنا في سبيل نجاتها من النيران وفوزها بجنة الرضوان ..
المعاهدة :
قال تعالى : ((وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون))
كيفية المعاهدة : أن يخلوا المؤمن بنفسه بينه وبين ربه ويقول لها : إنك يانفس أعطيت العهد لله في الوقفات اليومية التي تقفين فيها بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وتناجينه بلسان عربي مبين : (( إياك نعبد و إياك نستعين ، اهدنا السراط المستقيم ، سراط الذي أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))
أليس يانفس في هذا إقرار منك : على أن لا تعبدي إلا الله ، وأن لاتستعيني إلا به ، وعلى أن تلتزمي طريق الله المستقيم الذي لا يعتريه العوج ولا الإلتواء ... ألا وهو طريق الإسلام ، وعلى أن تحيدي عن طريق الين ضلّوا وغضب الله عليهم من أهل الملل الأخرى ؟!!!
فإذا كان الأمر كذلك .. فحذار يانفس أن تخيسي بالعهد بعد أن جعلت الله عليك رقيبا ، وحذار أن تتنكبي عن السراط الذي رسمه الإسلام بعد أن جعلت الله عليك شهيدا ... وحذار أن تتبعي سبيل أقوام ضلوا وأضلوا .. بعد أن جعلت الله عليك كفيلا ...
حذار يانفس من الكفر بعد الإيمان .. وحذار من الضلال بعد الهدى .. وحذار من الفسوق بعد الإلتزام ..
لذا شارط نفسك أخي وشارطي نفسك أختي كل يوم أن تلتزم هذه المواثيق التي تعطيها كل يوم وليلة أكثر من سبع عشرة مرة .. ثم احملها على الوفاء بها .. وتنفيذها .
المراقبة :
يقول الامام ابن القيم رحمه الله " المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه .. فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة وهب ثمرة علمه بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليه .. ناظر إليه .. سامع لقوله .. وهو مطلع على عمله في كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين " .
والمراقبة تأتي قبل الإتيان بأي عمل
كيفية المراقبة :
إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال ، وهم به العبد ، وقف أولا ونظر : هل هذا العمل مقدور عليه ، أم غير مقدور عليه ولا مستطاع ، فإن لم يكن مقدوراً عليه أحجم عن الإقدام عليه .
وإن كان مقدوراً عليه وقف وقفة أخرى .. ونظر : هل فعله خير له من تركه ، أم أن تركه خير من فعله ؟ .. فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه .
وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه؟؟ ، أم إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق ؟؟ فإن كان الثاني لم يقدم عليه .. وإن أفضى به إلى مطلوبه ، لئلا تعتاد النفس الشرك والرياء .
المحاسبة :
قال تعالى : ((يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم اولئك هم الفاسقون))
وقال الحسن رضي الله عنه : (( المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة ))
المحاسبة تأتي بعد العمل وهي ثلاثة أنواع :
الأول : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى ، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي ، وحق الله في الطاعة ستة أمور وهي :
الإخلاص في العمل ، والنصيحة لله فيه ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشهود مشهد الإحسان ، وشهود منّة الله عليه ، وشهود تقصيره بعد ذلك كله ...
فيحاسب نفسه هلة وفى هذه المقامات حقها ؟ وهل أتى بها في هذا العمل ؟
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خير له من فعله .
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح لِمَ فعله ؟؟ وهل أراد به وجه الله تعالى والدار الآخرة فيكون رابحاً .. أم أراد به الدنيا وعاجلها ؟؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .
وحقيقة المحاسبة أن ينظر المؤمن في رأس المال ! وفي الربح ! وفي الخسارة ! ليتبين له الزيادة من النقصان على عادة التجار .
فرأس المال / هذا الدين وما اشتمل عليه من أوامر ونواه وتكاليف وأحكام .
والربح / فعل الطاعات وترك المنهيات .
والخسارة / إرتكاب الذنوب والمعاصي والآثام .
فحين ينظر المؤمن في رأس المال ويوازن بين الربح والخسارة ويتوب عما وقع فيه من أخطاء ... ويجتهد أكثر مما فعله من محاسن .. فيكون ممن حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا .. ووزنوها قبل أن يوزنوا .. ونظروا ماذا يقدمون لغد .
لذا حاسب نفسك على الصغيرة والكبيرة واعقد العزم على أن تكون لك ساعة آخر النهار تخلوا فيها بينك وبين ربك .. لتنظر ماذا قدمت ليوم المعاد ؟؟
هذه الخطوات الثلاث من أهم طرق جهاد النفس وتربيتها وتزكيتها
دمـــتــمــ بحفظـ الله ورعايتهـ ..
.:. السلام عليكم ورحمـــــــــــــ الله وبركاته ــة .:.
قال إبراهيم بن علقمه لقومٍ جاءوا من الغزو :
قد جئتم من الجهاد الأصغر .. فما فعلتم في الجهاد الأكبر ؟!
قالوا : وما الجهاد الأكبر ؟!
قال : جهاد القلب !
وقال ابن رجب : " وكذلك جهاد العدو الباطن .. وهو جهاد النفس والهوى .. فإن جهادهما من أعظم الجهاد "
وقال ابن القيم رحمه الله : " ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعاً على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المجاهد من جاهد في طاعة الله ، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه ) . كان جهاد النفس مقدماً على جهاد العدو في الخارج .... "
وسأل أحدهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن الجهاد فقال له : " إبدأ بنفسك فجاهدها .. وابدأ بنفسك فاغزها "
يامن يجاهد غازياأعداء = دين الله يرجوا أن يُعان وينصرا
هلاّ غشيت النفس غزواً إنها = أعدى عدوّك كي تفوز وتنصرا
مهما عنيت جهادها وعنادها = فلقد تعاطيت الجهاد الأكبرا
النفس ! ... ذلك السر الكامن بين جوانح كل إنسان
النفس ! ... تقودك إلى الهلاك أو تقودها إلى بر الأمان
النفس ! ... عجيبة فريدة في أحوالها
النفس ! ... بحر الأماني ومستودع الأسرار
النفس ! ... تميل إلى رغائبها الآنيه وهواها
النفس ! ... يعجبها أن تسير طليقة لا حاجز يحجزها عن رغبتها
النفس ! ... كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
النفس ! ... أفلح وفاز من زكاها .. وخاب وخسر من دسّاها
النفس ! ... مالدابة الجموح بأحوج إلى اللجام منها
النفوس ثلاثة :
1- النفس الأمارة : وهي التي تأمرك باللذات والشهوات وتحض على الأخلاق الذميمه .
2- النفس اللوامه : وهي التي فيها من نور الإيمان ما ينبهها كلما غفلت فوقعت في سيئة فتلوم نفسها .
3- النفس المطمئنة : وهي التي اكتمل فيها نور الإيمان .. رفضت كل ذميم .. واتصفت بالصفات الحميدة .
قال ابن علاّن : " المجاهدة : مفاعلة من الجهد ، أي الطاقة .. فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها حالاً ومآلاً .. وهي تجاهده بما تركن إليه "
جهادنا لأنفسنا لا يتعارض مع حبنا لها .. فحبنا لها يدفعنا إلى أن نبذل قصارى جهدنا في سبيل نجاتها من النيران وفوزها بجنة الرضوان ..
المعاهدة :
قال تعالى : ((وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون))
كيفية المعاهدة : أن يخلوا المؤمن بنفسه بينه وبين ربه ويقول لها : إنك يانفس أعطيت العهد لله في الوقفات اليومية التي تقفين فيها بين يدي الله سبحانه وتعالى ، وتناجينه بلسان عربي مبين : (( إياك نعبد و إياك نستعين ، اهدنا السراط المستقيم ، سراط الذي أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ))
أليس يانفس في هذا إقرار منك : على أن لا تعبدي إلا الله ، وأن لاتستعيني إلا به ، وعلى أن تلتزمي طريق الله المستقيم الذي لا يعتريه العوج ولا الإلتواء ... ألا وهو طريق الإسلام ، وعلى أن تحيدي عن طريق الين ضلّوا وغضب الله عليهم من أهل الملل الأخرى ؟!!!
فإذا كان الأمر كذلك .. فحذار يانفس أن تخيسي بالعهد بعد أن جعلت الله عليك رقيبا ، وحذار أن تتنكبي عن السراط الذي رسمه الإسلام بعد أن جعلت الله عليك شهيدا ... وحذار أن تتبعي سبيل أقوام ضلوا وأضلوا .. بعد أن جعلت الله عليك كفيلا ...
حذار يانفس من الكفر بعد الإيمان .. وحذار من الضلال بعد الهدى .. وحذار من الفسوق بعد الإلتزام ..
لذا شارط نفسك أخي وشارطي نفسك أختي كل يوم أن تلتزم هذه المواثيق التي تعطيها كل يوم وليلة أكثر من سبع عشرة مرة .. ثم احملها على الوفاء بها .. وتنفيذها .
المراقبة :
يقول الامام ابن القيم رحمه الله " المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه .. فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة وهب ثمرة علمه بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليه .. ناظر إليه .. سامع لقوله .. وهو مطلع على عمله في كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين " .
والمراقبة تأتي قبل الإتيان بأي عمل
كيفية المراقبة :
إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال ، وهم به العبد ، وقف أولا ونظر : هل هذا العمل مقدور عليه ، أم غير مقدور عليه ولا مستطاع ، فإن لم يكن مقدوراً عليه أحجم عن الإقدام عليه .
وإن كان مقدوراً عليه وقف وقفة أخرى .. ونظر : هل فعله خير له من تركه ، أم أن تركه خير من فعله ؟ .. فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه .
وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة : هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه؟؟ ، أم إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق ؟؟ فإن كان الثاني لم يقدم عليه .. وإن أفضى به إلى مطلوبه ، لئلا تعتاد النفس الشرك والرياء .
المحاسبة :
قال تعالى : ((يآ أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم اولئك هم الفاسقون))
وقال الحسن رضي الله عنه : (( المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة ))
المحاسبة تأتي بعد العمل وهي ثلاثة أنواع :
الأول : محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى ، فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي ، وحق الله في الطاعة ستة أمور وهي :
الإخلاص في العمل ، والنصيحة لله فيه ، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وشهود مشهد الإحسان ، وشهود منّة الله عليه ، وشهود تقصيره بعد ذلك كله ...
فيحاسب نفسه هلة وفى هذه المقامات حقها ؟ وهل أتى بها في هذا العمل ؟
الثاني : أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خير له من فعله .
الثالث : أن يحاسب نفسه على أمر مباح لِمَ فعله ؟؟ وهل أراد به وجه الله تعالى والدار الآخرة فيكون رابحاً .. أم أراد به الدنيا وعاجلها ؟؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به .
وحقيقة المحاسبة أن ينظر المؤمن في رأس المال ! وفي الربح ! وفي الخسارة ! ليتبين له الزيادة من النقصان على عادة التجار .
فرأس المال / هذا الدين وما اشتمل عليه من أوامر ونواه وتكاليف وأحكام .
والربح / فعل الطاعات وترك المنهيات .
والخسارة / إرتكاب الذنوب والمعاصي والآثام .
فحين ينظر المؤمن في رأس المال ويوازن بين الربح والخسارة ويتوب عما وقع فيه من أخطاء ... ويجتهد أكثر مما فعله من محاسن .. فيكون ممن حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا .. ووزنوها قبل أن يوزنوا .. ونظروا ماذا يقدمون لغد .
لذا حاسب نفسك على الصغيرة والكبيرة واعقد العزم على أن تكون لك ساعة آخر النهار تخلوا فيها بينك وبين ربك .. لتنظر ماذا قدمت ليوم المعاد ؟؟
هذه الخطوات الثلاث من أهم طرق جهاد النفس وتربيتها وتزكيتها
دمـــتــمــ بحفظـ الله ورعايتهـ ..