لمســـــه
04-08-2006, 10:39 AM
حديث الكراسي :
في مكان ما تتجمع الكراسي المستعملة عند متعهد ، يجمعها في مراب ، ليتحين فرصة لمشترين ، يتنوعوا في طلباتهم و رغباتهم ، فمنهم من يريد أن يستعمل الكرسي كجزء من أثاث ، ومنهم من يريد أن يستعمله في كتابة الاستدعاءات و تقديم العرائض أمام دوائر الحكومة .. ومنهم من يتوق ليقتني ممتلكات قديمة كجزء من الديكور الذي يباهي به بعض الزوار ..
والكراسي لها كما لبني البشر طبقات ، فمنها ما هو مصنوع من خشب البلوط ومنها ما هو مصنوع من خشب الأبانوس ومنها ما هو مصنوع من خشب الزان أو السويد أو الحديد أو البلاستيك .. وحسب المادة و طريقة الصنع وفن النقش والمتانة والفخامة يتحدد سعر كل كرسي ..
حتى في مكان الاحتفاظ بالكراسي يتحدد حسب أهمية الكرسي ، فمنها ما يوضع مرصوصا فوق بعض ككراسي البلاستيك ، أو بعض أصناف الخشب الأبيض ، ومنها ما يراعى أن لا يتماس مع غيره ، حتى لا يخدش رونقه ، ومنها ما يجلل بقماش حتى لا تغير ألوان نقوشه الغبرة و الضوء !
يحتج أحد الكراسي المرصوصة فوق بعض ، بصوت عال ، على الوضع الذي يوضع به حيث الضيق والضغط .. ويغمز بجانب الكراسي التي وضعت بحيز مريح .. فيسمعه أحد الكراسي المجللة و يدور الحوار :
الكرسي المجلل : توقف عن الصياح ، يا كرسي المآتم و المقاهي .. فلا يحق لك الكلام و الضجيج بحضرتي ..
كرسي البلاستيك : ولماذا هل تصر على أن تكون مكروها ، سواء كنت في عملك أو وأنت محال على التقاعد .؟.
الكرسي المجلل : ومن قال لك أني مكروه ؟ .. انهم يتقاتلون من أجل الحصول علي .. أم أن ثقافتك تمنعك من أن تسمع عن هذا القتال .. وتكتفي بسماع طرقات أحجار الطاولة والدومينو
كرسي البلاستيك : ان ثقافتي أعظم من ثقافتك ، فان من يتناوبوا على الجلوس علي ، هم من البسطاء و المثقفين والذين لا يتركون شأنا الا و يتحدثون به . في حين ، تمضي حياتك تحت شخص واحد ، لا يقابل الا المنافقين ..
الكرسي المجلل : لكنهم علية القوم وهم أكثر وقارا من الذين يجلسوا فوقك ..
كرسي البلاستيك : انهم في نظرك وقورون ، لكنهم من أكثر الناس فسادا اذا انفضوا من حولك ..
يتدخل أحد المقاعد الطلابية : أنا أكثركم علما ومعرفة ، فكم أستمع لحوارات بين أساتذة نجباء و طلاب علم مجتهدين .. فلا مكان لا للنميمة ولا للنفاق عندي .
يضحك أحد مقاعد بيوت البخلاء : أنا لم التق بإنسان في حياتي الا مرات قليلة يوم صنعي و يوم شرائي و يوم بيعي اثر ممات صاحب البيت الذي كنت لديه .. اذ كان بخيلا ، لا يزوره أحد .. فوضعت في غرفة مقفولة .. فلم يتغير علي شيء الآن سوى أنني أسمع أحاديثكم .
يتدخل كرسي آخر : و أنا كذلك لم ألتقي بأناس كثيرين ، فصدف في اليوم الأول الذي تم إدخالي للخدمة فيه ، تم تحطيم أحد أرجلي إثر شجار .. في صالة قمار .
يدخل بهذه الأثناء هاو لجمع أثاث العظماء ، فيقف عند كرسي متواضع الصنع لكنه كان لروائي شهير .. فيفاصل عليه ويدفع به ألف دينار .. فيعرض عليه المتعهد كرسي الحاكم ( المجلل) فلا يدفع به سوى عشرة دنانير ..
هنا يضج المكان بضحكات الكراسي المقهقهة شماتة ب ( المجلل) ..
في مكان ما تتجمع الكراسي المستعملة عند متعهد ، يجمعها في مراب ، ليتحين فرصة لمشترين ، يتنوعوا في طلباتهم و رغباتهم ، فمنهم من يريد أن يستعمل الكرسي كجزء من أثاث ، ومنهم من يريد أن يستعمله في كتابة الاستدعاءات و تقديم العرائض أمام دوائر الحكومة .. ومنهم من يتوق ليقتني ممتلكات قديمة كجزء من الديكور الذي يباهي به بعض الزوار ..
والكراسي لها كما لبني البشر طبقات ، فمنها ما هو مصنوع من خشب البلوط ومنها ما هو مصنوع من خشب الأبانوس ومنها ما هو مصنوع من خشب الزان أو السويد أو الحديد أو البلاستيك .. وحسب المادة و طريقة الصنع وفن النقش والمتانة والفخامة يتحدد سعر كل كرسي ..
حتى في مكان الاحتفاظ بالكراسي يتحدد حسب أهمية الكرسي ، فمنها ما يوضع مرصوصا فوق بعض ككراسي البلاستيك ، أو بعض أصناف الخشب الأبيض ، ومنها ما يراعى أن لا يتماس مع غيره ، حتى لا يخدش رونقه ، ومنها ما يجلل بقماش حتى لا تغير ألوان نقوشه الغبرة و الضوء !
يحتج أحد الكراسي المرصوصة فوق بعض ، بصوت عال ، على الوضع الذي يوضع به حيث الضيق والضغط .. ويغمز بجانب الكراسي التي وضعت بحيز مريح .. فيسمعه أحد الكراسي المجللة و يدور الحوار :
الكرسي المجلل : توقف عن الصياح ، يا كرسي المآتم و المقاهي .. فلا يحق لك الكلام و الضجيج بحضرتي ..
كرسي البلاستيك : ولماذا هل تصر على أن تكون مكروها ، سواء كنت في عملك أو وأنت محال على التقاعد .؟.
الكرسي المجلل : ومن قال لك أني مكروه ؟ .. انهم يتقاتلون من أجل الحصول علي .. أم أن ثقافتك تمنعك من أن تسمع عن هذا القتال .. وتكتفي بسماع طرقات أحجار الطاولة والدومينو
كرسي البلاستيك : ان ثقافتي أعظم من ثقافتك ، فان من يتناوبوا على الجلوس علي ، هم من البسطاء و المثقفين والذين لا يتركون شأنا الا و يتحدثون به . في حين ، تمضي حياتك تحت شخص واحد ، لا يقابل الا المنافقين ..
الكرسي المجلل : لكنهم علية القوم وهم أكثر وقارا من الذين يجلسوا فوقك ..
كرسي البلاستيك : انهم في نظرك وقورون ، لكنهم من أكثر الناس فسادا اذا انفضوا من حولك ..
يتدخل أحد المقاعد الطلابية : أنا أكثركم علما ومعرفة ، فكم أستمع لحوارات بين أساتذة نجباء و طلاب علم مجتهدين .. فلا مكان لا للنميمة ولا للنفاق عندي .
يضحك أحد مقاعد بيوت البخلاء : أنا لم التق بإنسان في حياتي الا مرات قليلة يوم صنعي و يوم شرائي و يوم بيعي اثر ممات صاحب البيت الذي كنت لديه .. اذ كان بخيلا ، لا يزوره أحد .. فوضعت في غرفة مقفولة .. فلم يتغير علي شيء الآن سوى أنني أسمع أحاديثكم .
يتدخل كرسي آخر : و أنا كذلك لم ألتقي بأناس كثيرين ، فصدف في اليوم الأول الذي تم إدخالي للخدمة فيه ، تم تحطيم أحد أرجلي إثر شجار .. في صالة قمار .
يدخل بهذه الأثناء هاو لجمع أثاث العظماء ، فيقف عند كرسي متواضع الصنع لكنه كان لروائي شهير .. فيفاصل عليه ويدفع به ألف دينار .. فيعرض عليه المتعهد كرسي الحاكم ( المجلل) فلا يدفع به سوى عشرة دنانير ..
هنا يضج المكان بضحكات الكراسي المقهقهة شماتة ب ( المجلل) ..