محمد الفدعاني
09-08-2006, 01:04 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبع :
رجب أحد الأشهر الحُرم
قال تعالى : (( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافه كما يقاتلونكم كافه واعلموا أن الله مع المتقين )) ...( التوبة : 36 )
والأشهر الحرم
هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة .
عن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان )) رواه البـــــــخاري ( 4662 ) ومــسلم ( 1679)
* وقد سميت هذه الأشهر حُرماً :
1_ لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
لذا يسمى رجب الأصم لأنه لا ينادي فيه يا قوماه أو لأنه لا يسمع فيه صوت السلاح .
2_ لتحريم انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
وسمي رجب رجباً لأنه يُرجَّب أي يعظم .( لطايف المعارف /225)
* دعاء دخول رجب
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أذا دخل رجب (( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )) رواه أحمد 1/259 والبزار ( 616 زوائد )والطبراني في في الأوسط (3939) والبيهقي في الشعب ( 3815 ) وهو من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري قال البخاري ( منكر الحديث )
* ذبح العتيرة ( الذبيحة ) في رجب ( الرجبية )
استحب بعض العلماء ذبح عتيرة في شهر رجب مستدلين بحديث مخنف بن سليم رضي الله عنه قال : كنا وقوفاً مع النبي صلي=ى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول : ( يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية ) رواه أحمد 5/76 وأبو داود ( 2788 ) والنسائي ( 4224 ) والترمذي ( 1518 ) وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث بن عون . ا هـ وضعفه ابن حزم ( المحلى 7/356 ) وعبد الحق كما في ( تهذيب السنن 4/92 ) والخطابي في ( المعالم 4/94 ) ىوقال أبن كثير : وقد تكلم في أسناده ا.هـ ( التفسير 3/225 )
* العمرة في رجب :
يخص بعض المسلمين شهر رجب بعمرة ظناً منهم أن لها فضلاً وأجراً والصحيح أن رجباً كغيره من الأشهر لا يخص ولا يقصد بأداء العمره فيه ، والفضل أنما في أداء العمرة في رمضان أو اشهر الحج للتمتع ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وقد أنكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . ( رواه البخاري 1775 )
* بدع شــهر رجب :
من العبادات التي أحدثها الناس في شهر رجب مايلي :
أولاً : صلاة الرغائب
وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثاً والأخلاص ثنتي عشرة مرة ، وبعد الأنتهاء من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء .
وهي بلا شك بـــــــــدعة منكرة
وحديثها موضوع بلا ريب وذكرها ابن الجوزي في ( الموضوعات 2/124 )
وقال النووي رحمه الله :"واحتج بعض العلماء على كراهة هذة الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب .
قاتل الله واضعها ومخترعها
فأنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأيمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر " ا.هـ ( شرح مسلم 8/20 الأدب في رجب للقاري /43 نيل الأوطار 4/337 )
وقال الحافظ أبن رجب رحمه الله تعالى : " فأما الصلاة فلم يصح في رشهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المرورية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذة الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ..
وأول ماظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها " ا.هـ ( لطايف المعارف /228 )
ثانياً : صلاة النصف من رجب :
وهو من الأحاديث الموضوعة ( الموضوعات لابن الجوزي 2/126 )
ثالثاً : صلاة ليلة المعراج :
وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى : صلاة ليلة المعراج وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا من سنة ( أنظر : خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي / 150 التنكيت لابن همام /97 )
ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة رحمه الله تعالى :" ذكر بعض القصص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب " ا.هـ ( الباعث /232 مواهب الجليل 2/408 )
ومن بدع تلك الليلة
الاجتماع وزيادة الوقيد والطعام قال الشيخ علي القاري :" لا شك أنها بدعة سئة وفعلة منكرة لما فيها من أسراف الأموال والتشبية بعبدة النار في إظهار الأحوال " ا.هـ ( الأدب في رجب /46 ).
* صــــيام رجـــب :
رجب كغبرة من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامة حديث بل يشرع أن يصام منه الإثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيرة من الأشهر أما إفراده بذلك فلا .
أما ما يذكره الوعاظ والقصاصون في الترغيب في صيام رجب كحديث ( أن في رجب نهر يقال له رجب ماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل من صام يوم من رجب شرب منه ) وهو حديث موضوع رواه ابن الجوزي في الواهيات ( 912 ) وقال الذهبي " باطــل " ا.هـ ( الميزان 6/524 ).
وحديث ( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوماً من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن سام منه ثمانية أيام فتح له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوماً نادى مناد في السماء قد غفر لك مامضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله ) رواه البيهقي في الشعب ( 3801 ) والطبراني في الكثير ( 5538 ) وعده الحافظ أبن رجب من الأحاديث الباطلة ( مواهب الجليل 2/408 ) وقال الهيثمي :" وفيه عبد الغفور _ يعني أبن سعيد _ وهو متروك " ا.هـ مجمع الزوائد ( 3/188 )
وأختتم بما ذكره الحافظان ابن القيم وابن رجب رحمهما الله تعالى تلخيصاً لما ذكرناه
قال ابن القيم :" كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض اليالي فيه فهو كذب مفترى " ا.هـ ( المنار المنيف /96 )
وقال الحافظ ابن حجر :" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامة ولا صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " ا.هـ ( تبيين العجب /11 ) ( وأنظر : لطائف المعارف /228 )
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه
أن يوفقنا لاتباع السنة
واجتناب البدعة إنه جواد كريم
والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
*****************************************:101:
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبع :
رجب أحد الأشهر الحُرم
قال تعالى : (( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافه كما يقاتلونكم كافه واعلموا أن الله مع المتقين )) ...( التوبة : 36 )
والأشهر الحرم
هي محرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة .
عن أبي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان )) رواه البـــــــخاري ( 4662 ) ومــسلم ( 1679)
* وقد سميت هذه الأشهر حُرماً :
1_ لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
لذا يسمى رجب الأصم لأنه لا ينادي فيه يا قوماه أو لأنه لا يسمع فيه صوت السلاح .
2_ لتحريم انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
وسمي رجب رجباً لأنه يُرجَّب أي يعظم .( لطايف المعارف /225)
* دعاء دخول رجب
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أذا دخل رجب (( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )) رواه أحمد 1/259 والبزار ( 616 زوائد )والطبراني في في الأوسط (3939) والبيهقي في الشعب ( 3815 ) وهو من رواية زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري قال البخاري ( منكر الحديث )
* ذبح العتيرة ( الذبيحة ) في رجب ( الرجبية )
استحب بعض العلماء ذبح عتيرة في شهر رجب مستدلين بحديث مخنف بن سليم رضي الله عنه قال : كنا وقوفاً مع النبي صلي=ى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول : ( يا أيها الناس على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة هل تدرون ما العتيرة ؟ هي التي تسمونها الرجبية ) رواه أحمد 5/76 وأبو داود ( 2788 ) والنسائي ( 4224 ) والترمذي ( 1518 ) وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ولا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه من حديث بن عون . ا هـ وضعفه ابن حزم ( المحلى 7/356 ) وعبد الحق كما في ( تهذيب السنن 4/92 ) والخطابي في ( المعالم 4/94 ) ىوقال أبن كثير : وقد تكلم في أسناده ا.هـ ( التفسير 3/225 )
* العمرة في رجب :
يخص بعض المسلمين شهر رجب بعمرة ظناً منهم أن لها فضلاً وأجراً والصحيح أن رجباً كغيره من الأشهر لا يخص ولا يقصد بأداء العمره فيه ، والفضل أنما في أداء العمرة في رمضان أو اشهر الحج للتمتع ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وقد أنكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . ( رواه البخاري 1775 )
* بدع شــهر رجب :
من العبادات التي أحدثها الناس في شهر رجب مايلي :
أولاً : صلاة الرغائب
وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب في أول جمعة بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة سورة القدر ثلاثاً والأخلاص ثنتي عشرة مرة ، وبعد الأنتهاء من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء .
وهي بلا شك بـــــــــدعة منكرة
وحديثها موضوع بلا ريب وذكرها ابن الجوزي في ( الموضوعات 2/124 )
وقال النووي رحمه الله :"واحتج بعض العلماء على كراهة هذة الصلاة المبتدعة التي تسمى الرغائب .
قاتل الله واضعها ومخترعها
فأنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة وقد صنف جماعة من الأيمة مصنفات نفيسة في تقبيحها وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها وبطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر " ا.هـ ( شرح مسلم 8/20 الأدب في رجب للقاري /43 نيل الأوطار 4/337 )
وقال الحافظ أبن رجب رحمه الله تعالى : " فأما الصلاة فلم يصح في رشهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المرورية في فضل صلاة الرغائب في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذة الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ..
وأول ماظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها " ا.هـ ( لطايف المعارف /228 )
ثانياً : صلاة النصف من رجب :
وهو من الأحاديث الموضوعة ( الموضوعات لابن الجوزي 2/126 )
ثالثاً : صلاة ليلة المعراج :
وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى : صلاة ليلة المعراج وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها صحيح لا من كتاب ولا من سنة ( أنظر : خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي / 150 التنكيت لابن همام /97 )
ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة رحمه الله تعالى :" ذكر بعض القصص أن الإسراء كان في رجب وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب " ا.هـ ( الباعث /232 مواهب الجليل 2/408 )
ومن بدع تلك الليلة
الاجتماع وزيادة الوقيد والطعام قال الشيخ علي القاري :" لا شك أنها بدعة سئة وفعلة منكرة لما فيها من أسراف الأموال والتشبية بعبدة النار في إظهار الأحوال " ا.هـ ( الأدب في رجب /46 ).
* صــــيام رجـــب :
رجب كغبرة من الأشهر لم يرد في الترغيب في صيامة حديث بل يشرع أن يصام منه الإثنين والخميس والأيام البيض لمن عادته الصيام كغيرة من الأشهر أما إفراده بذلك فلا .
أما ما يذكره الوعاظ والقصاصون في الترغيب في صيام رجب كحديث ( أن في رجب نهر يقال له رجب ماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل من صام يوم من رجب شرب منه ) وهو حديث موضوع رواه ابن الجوزي في الواهيات ( 912 ) وقال الذهبي " باطــل " ا.هـ ( الميزان 6/524 ).
وحديث ( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات فمن صام يوماً من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن سام منه ثمانية أيام فتح له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله إلا أعطاه ومن صام منه خمسة عشر يوماً نادى مناد في السماء قد غفر لك مامضى فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله ) رواه البيهقي في الشعب ( 3801 ) والطبراني في الكثير ( 5538 ) وعده الحافظ أبن رجب من الأحاديث الباطلة ( مواهب الجليل 2/408 ) وقال الهيثمي :" وفيه عبد الغفور _ يعني أبن سعيد _ وهو متروك " ا.هـ مجمع الزوائد ( 3/188 )
وأختتم بما ذكره الحافظان ابن القيم وابن رجب رحمهما الله تعالى تلخيصاً لما ذكرناه
قال ابن القيم :" كل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض اليالي فيه فهو كذب مفترى " ا.هـ ( المنار المنيف /96 )
وقال الحافظ ابن حجر :" لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامة ولا صيام شيء منه معين ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " ا.هـ ( تبيين العجب /11 ) ( وأنظر : لطائف المعارف /228 )
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه
أن يوفقنا لاتباع السنة
واجتناب البدعة إنه جواد كريم
والله تعالى أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين .
*****************************************:101: