احسـ العالم ـاس
12-08-2003, 08:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( رحمة الله )
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمة الله – نموذج لطبيعة منهج اهل السنة والجماعة في الحفاظ على الاصول والثوابت ومسايرة المتغيرات .
الناظر المتامل في دعوة الشيخ – يرحمة الله –يقف مدهوشاً امام النتائج السياسية التي اثارتها والتي حققتها في ان واحد مع ان دعوة الشيخ – يرحمه الله – ومؤلفاته وكتبه ورسائله ليس فيها مايمكن القول بانه ذو نهج سياسي او يشتمل على مطالب سياسيه , كما هو معروف في مصطلح لغة العصر , وانما هي كتب ورسئل تبحث في التوحيد والاحكام , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد تحولت هذه الدعوة الى ابرز قضية سياسيه في العالم الاسلامي .
كان جوهر دعوته – يرحمه الله – تصحيح العقيدة والتركيز على التوحيد واخلاص العبادة لله وحده , وتحقيق معنى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولاسيما الموقف المتعلق بالقبور والاضرحة والغلو في حق الاولياء والصالحين وقد ازره وتبني دعوته الامام محمد بن سعود – رحمه الله – وكانت مكاتباتهم لمن حولهم من الامراء والولاة والاقطار , ليس فيها قضية سياسية , ولامطمع توسعي , ومع هذا قامت قيامة الاقطار من حولهم , وثارت ثائرتهم والصقوا التهم ولفقوا الاكاذيب . وماكانت هذه المكاتبات الا لبيان معنى لا اله الا الله والنهي عن التعلق بغير الله . يكتب بذلك للسلاطين والعلماء , لكن سرعان مايذهب العجب حينما نعرف حقيقة ديننا والمنهج الوسط الذي يقوم عليه المتمسكون به , ويمكن توضيح ذلك من وجهين :
اولهما : --- ان من اهم خصائص الاسلام الدين الخاتم للاديان والذى جاء به محمد
صلى الله عليه وسلم للناس كافة الى ان يرث الله الارض ومن عليها . وانه
دين ينظم الحياة كلها . فالاسلام دين الدنيا والاخرة , على حد قوله سبحانه
( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ...) ( الانعام :162 ) .
وقوله : ( ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ...) ( البقرة :201) .
وقوله : ( وابتغ فيمـا آتـاك الله الدار الاخـرة ولاتنس نصيبك من الدنيــــا )
(القصاص:77)
فهذا دين الله الشامل جمع بين حق الله وحق العبد وبين امر الدنيا وامر
الاخرة .
فالتوحيد حق الله . والعبادة حق الله . وبتحقيقها وتجريدها يتحرر الانسان من
عبودية غير الله ولاسيما عبودية الانسان للانسان , ناهيك بعبودية المخلوقات
الاخرى والاوهام . ومن ثم فلايكون المسلم الموحد مستبداً ولايرضي
بالاستبداد فالحكم لله وحده .
ومن اجل هذا فانأهل السنة والجماعة ( منهج السلف الصالح بمفهوم الصحيح )
هم الا كثر فهماُ لحقيقة دين الله , وينبغي ان تسترجع اسماء بعظهم في تاريخ
الاسلام المجيد ممن وقفوا في وجه الظلم , والتعدي على نقاء الاسلام وصفائه
باسلوب الحكيم , ومنهجه الحق . امثال الامام احمد بن حنبل وشيخ الاسلام
ابن تيمية , رحمة الله عليهم اجمعين
الامر الثاني :
عنصر الحركة والحياة في الاسلام الحق , قال تعالى : ( او من كان ميتاً فاحييناه وجعلنا
له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) ( الانعام :122)
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لمايحييكم ) ( الانفال
: 24) ....
فهو حياة وحركة , يتجسد ذلك في مقصود الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن , والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة لكل الفئات والطبقات , وفي الحديث " الدين النصيحه , قلنا : لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ( رواة مسلم ) , فهذا يخاطب علماءهم كما يخاطب عوامهم . ومن اجل هذا يقال وبكل ثقة ان كل عناصر التفوق التى حققتها بلاد الحرمين في خططها التنموية وتطوراتها المتنوعة التى اخفقت فيها دول اخرى ناتج عن التزام المملكة بمنهج السلف الصالح بكل اصالته وحيويته ويتجلى ذلك في النقاط التالية :
1- الاعلان الصريح بتبني هذا المنهج .
2- الحكم بما أنزل الله في جميع شؤون الحياة .
3- ازالة مظاهر الشرك والبدع والخرافة .
4- التربية العقدية ( تربية العامة والخاصة ) .
5- تبني نشر منهج السلف عملياً .
وهذا تفصيل لبعض هذه النقاط والمعالم :
حقيقة منهج السلف : هو المتمثل في قوله عليه الصلاة والسلام : " من كان على مثل ما أنا عليه واصحابي " فهو هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدى أصحابه علماً وعملاً ومنهجاً وتشريعاً وعقيدة وعبادة . وهو ليس حزبا ولا تحزبا . يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم : " وستفترق هذه الآمة على ثلاث وسبعين فرقة .. "
ومن ابرز معالمه التى تميزه عن غيره :
- تحقيق التوحيد وتقريره والتحذير من ضده بشكل يتجلى فيه تميز هذا المنهج عن غيره .
- الولاء والبراء ( ديني محض) , وعلى هذا تذوب حزبيات الفرق والعصبية والاقليمية والطائفية والمعيار هو الايمان والتقوي والعمل الصالح .
- القوة في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تحقيقاً للمصالح وتكثيرها ودوراءا للمفاسد وتقليلها .
- المفهوم الشمولي المتكامل لدين الاسلام عقيدة وعبادة وسياسة واقتصادا وتعليما في كل جوانب الحياة على حد قوله سبحانه : ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لاشريك له ) ( الانعام :162-163) ...
ويتجلى وضوح هذا المنهج في ممارسة المملكة وتطبيقاتها فهي لم تستسلم للواقع بمخلفات عصور الجمود امام الثورة الحضارية والغازية , ولم ترفض تراث امتها او نظرت اليه باحتقار وانهزام ....
حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( رحمة الله )
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمة الله – نموذج لطبيعة منهج اهل السنة والجماعة في الحفاظ على الاصول والثوابت ومسايرة المتغيرات .
الناظر المتامل في دعوة الشيخ – يرحمة الله –يقف مدهوشاً امام النتائج السياسية التي اثارتها والتي حققتها في ان واحد مع ان دعوة الشيخ – يرحمه الله – ومؤلفاته وكتبه ورسائله ليس فيها مايمكن القول بانه ذو نهج سياسي او يشتمل على مطالب سياسيه , كما هو معروف في مصطلح لغة العصر , وانما هي كتب ورسئل تبحث في التوحيد والاحكام , وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد تحولت هذه الدعوة الى ابرز قضية سياسيه في العالم الاسلامي .
كان جوهر دعوته – يرحمه الله – تصحيح العقيدة والتركيز على التوحيد واخلاص العبادة لله وحده , وتحقيق معنى اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولاسيما الموقف المتعلق بالقبور والاضرحة والغلو في حق الاولياء والصالحين وقد ازره وتبني دعوته الامام محمد بن سعود – رحمه الله – وكانت مكاتباتهم لمن حولهم من الامراء والولاة والاقطار , ليس فيها قضية سياسية , ولامطمع توسعي , ومع هذا قامت قيامة الاقطار من حولهم , وثارت ثائرتهم والصقوا التهم ولفقوا الاكاذيب . وماكانت هذه المكاتبات الا لبيان معنى لا اله الا الله والنهي عن التعلق بغير الله . يكتب بذلك للسلاطين والعلماء , لكن سرعان مايذهب العجب حينما نعرف حقيقة ديننا والمنهج الوسط الذي يقوم عليه المتمسكون به , ويمكن توضيح ذلك من وجهين :
اولهما : --- ان من اهم خصائص الاسلام الدين الخاتم للاديان والذى جاء به محمد
صلى الله عليه وسلم للناس كافة الى ان يرث الله الارض ومن عليها . وانه
دين ينظم الحياة كلها . فالاسلام دين الدنيا والاخرة , على حد قوله سبحانه
( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ...) ( الانعام :162 ) .
وقوله : ( ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ...) ( البقرة :201) .
وقوله : ( وابتغ فيمـا آتـاك الله الدار الاخـرة ولاتنس نصيبك من الدنيــــا )
(القصاص:77)
فهذا دين الله الشامل جمع بين حق الله وحق العبد وبين امر الدنيا وامر
الاخرة .
فالتوحيد حق الله . والعبادة حق الله . وبتحقيقها وتجريدها يتحرر الانسان من
عبودية غير الله ولاسيما عبودية الانسان للانسان , ناهيك بعبودية المخلوقات
الاخرى والاوهام . ومن ثم فلايكون المسلم الموحد مستبداً ولايرضي
بالاستبداد فالحكم لله وحده .
ومن اجل هذا فانأهل السنة والجماعة ( منهج السلف الصالح بمفهوم الصحيح )
هم الا كثر فهماُ لحقيقة دين الله , وينبغي ان تسترجع اسماء بعظهم في تاريخ
الاسلام المجيد ممن وقفوا في وجه الظلم , والتعدي على نقاء الاسلام وصفائه
باسلوب الحكيم , ومنهجه الحق . امثال الامام احمد بن حنبل وشيخ الاسلام
ابن تيمية , رحمة الله عليهم اجمعين
الامر الثاني :
عنصر الحركة والحياة في الاسلام الحق , قال تعالى : ( او من كان ميتاً فاحييناه وجعلنا
له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) ( الانعام :122)
وقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لمايحييكم ) ( الانفال
: 24) ....
فهو حياة وحركة , يتجسد ذلك في مقصود الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي احسن , والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة لكل الفئات والطبقات , وفي الحديث " الدين النصيحه , قلنا : لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " ( رواة مسلم ) , فهذا يخاطب علماءهم كما يخاطب عوامهم . ومن اجل هذا يقال وبكل ثقة ان كل عناصر التفوق التى حققتها بلاد الحرمين في خططها التنموية وتطوراتها المتنوعة التى اخفقت فيها دول اخرى ناتج عن التزام المملكة بمنهج السلف الصالح بكل اصالته وحيويته ويتجلى ذلك في النقاط التالية :
1- الاعلان الصريح بتبني هذا المنهج .
2- الحكم بما أنزل الله في جميع شؤون الحياة .
3- ازالة مظاهر الشرك والبدع والخرافة .
4- التربية العقدية ( تربية العامة والخاصة ) .
5- تبني نشر منهج السلف عملياً .
وهذا تفصيل لبعض هذه النقاط والمعالم :
حقيقة منهج السلف : هو المتمثل في قوله عليه الصلاة والسلام : " من كان على مثل ما أنا عليه واصحابي " فهو هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدى أصحابه علماً وعملاً ومنهجاً وتشريعاً وعقيدة وعبادة . وهو ليس حزبا ولا تحزبا . يتجلى في قوله صلى الله عليه وسلم : " وستفترق هذه الآمة على ثلاث وسبعين فرقة .. "
ومن ابرز معالمه التى تميزه عن غيره :
- تحقيق التوحيد وتقريره والتحذير من ضده بشكل يتجلى فيه تميز هذا المنهج عن غيره .
- الولاء والبراء ( ديني محض) , وعلى هذا تذوب حزبيات الفرق والعصبية والاقليمية والطائفية والمعيار هو الايمان والتقوي والعمل الصالح .
- القوة في باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تحقيقاً للمصالح وتكثيرها ودوراءا للمفاسد وتقليلها .
- المفهوم الشمولي المتكامل لدين الاسلام عقيدة وعبادة وسياسة واقتصادا وتعليما في كل جوانب الحياة على حد قوله سبحانه : ( قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لاشريك له ) ( الانعام :162-163) ...
ويتجلى وضوح هذا المنهج في ممارسة المملكة وتطبيقاتها فهي لم تستسلم للواقع بمخلفات عصور الجمود امام الثورة الحضارية والغازية , ولم ترفض تراث امتها او نظرت اليه باحتقار وانهزام ....