كتكوته
13-08-2003, 04:55 PM
بدأ ولدي الحبيب مصعب ـ وفقه الله ـ يتأهب للسفر للدراسة في الخارج، وبدأت مشاعري وعواطفي تتحرك معه، وبدأت أفكاري تتخيل حالة الفراق الصعب، وماذا عساي أن أفعل وهذه سنة اللـه في الحياة والأحياء، وفي صبيحة هذا اليوم، وبعد صلاة الفجر وجدتني منشرحاً لكتابة بعض الوصايا للولد الغالي علها تكون ذكرى له في غربتـه، ومن يدري فقد تكون موعظة مودع:
<ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (74)> (الفرقان)، اللهم أحسن ختامنا، واخلفنا في أهلنا وأولادنا بخير:
أوصيك يا ولدي.. فإن صلاح أمرك بإصلاح حالك مع الله فاتق الله حيثما كنت، وليكن رضا الله غايتك في سائر أمورك، ودع عنك أمر الناس، ولا يكن شيء أحب إليك من الله ورسوله فتخسر، وليكن مثلك الأعلى في الحياة رسول الله ص، وليكن لك ورد من القرآن الكريم يومياً لا تتركه مهما شُغِلت، وحافظ على الأدعية والأذكار المأثورة، فإنها غذاء لقلبك وروحك، وتعلّم من سنة رسول الله ص وسيرته ما استطعت، وحوِّلها إلى سلوك في حياتك، وأكثر من تعرف سير الأعلام المسلمين، واقتف آثارهم الخيِّرة، وليكن علمك الشرعي الأساس في حياتك، وتعلّم معه ما شئت من العلوم.
حافظ على صلاة الجماعة في المسجد، وخاصة الفجر والعصر، ولا يشغلك عنها شاغل، وليكن لك حظ من صوم التطوع ولو ثلاثة أيام في كل شهر، وتعرف أرحامك وعصابتك، وصلهم، وبالغ في الإحسان إليهم، وكن مع أفضل العاملين للإسلام، واحرص على التعاون، وتأليف القلوب بين الجميع، واقرأ مجلة إسلامية أسبوعية على الأقل، وتابع أخبار العالم الإسلامي، واهتم بأمور المسلمين، وأسهم في إصلاحها.
كن إيجابياً سمحاً متعاوناً جاداً، واترك أثراً طيباً وراءك حيثما كنت، وابذل المعروف للناس جميعاً ولا تنتظرن من أحد غير الله جزاءً ولا شكوراً، واليد العليا خير من اليد السفلى، فكن باذلاً دائماً ولا تكن آخذاً، واحترم الكبار، وارحم الصغار، وتلطف بالأقران، واعرف للعلماء حقهم وفضلهم، وإذا كنتَ غريباً فكن أديباً، وراع أعراف الناس في كل بلد بالمعروف، وحذار من أكل المال الحرام أو إدخاله بيتك، فالجوع أهون من النار، وكن طموحاً صاحب همة عالية، ومروءة ونبل، وجالس الكبار، واستفد منهم، وكن كريماً شجاعاً وإياك وصحبة البخيل والجبان فإنها سم قاتل.
نظم وقتك واشغله بالخير ولا تضيع شيئاً منه بغير فائدة، واستخر الله، واستشر أهل العلم والفضل، فما خاب من استخـار، ولا ندم من استشار، وقم بالواجب الذي عليك قبل أن تُطالِب بالحق الذي لك، "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه"، فليكن ذلك شعاراً لك، وحذار من الغفلة فإنها مزلة أقدام الصالحين، وإذا رغبت في أمرٍ فاسلك له الأسباب المشروعة، وكن راضياً بما ييسر الله، فالخير فيما يختاره الله.
وفقك الله يا ولدي، وحفظك، ورعاك أنت وسائر إخوانك وأخواتك وسائر أبناء المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
منقووول
<ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما (74)> (الفرقان)، اللهم أحسن ختامنا، واخلفنا في أهلنا وأولادنا بخير:
أوصيك يا ولدي.. فإن صلاح أمرك بإصلاح حالك مع الله فاتق الله حيثما كنت، وليكن رضا الله غايتك في سائر أمورك، ودع عنك أمر الناس، ولا يكن شيء أحب إليك من الله ورسوله فتخسر، وليكن مثلك الأعلى في الحياة رسول الله ص، وليكن لك ورد من القرآن الكريم يومياً لا تتركه مهما شُغِلت، وحافظ على الأدعية والأذكار المأثورة، فإنها غذاء لقلبك وروحك، وتعلّم من سنة رسول الله ص وسيرته ما استطعت، وحوِّلها إلى سلوك في حياتك، وأكثر من تعرف سير الأعلام المسلمين، واقتف آثارهم الخيِّرة، وليكن علمك الشرعي الأساس في حياتك، وتعلّم معه ما شئت من العلوم.
حافظ على صلاة الجماعة في المسجد، وخاصة الفجر والعصر، ولا يشغلك عنها شاغل، وليكن لك حظ من صوم التطوع ولو ثلاثة أيام في كل شهر، وتعرف أرحامك وعصابتك، وصلهم، وبالغ في الإحسان إليهم، وكن مع أفضل العاملين للإسلام، واحرص على التعاون، وتأليف القلوب بين الجميع، واقرأ مجلة إسلامية أسبوعية على الأقل، وتابع أخبار العالم الإسلامي، واهتم بأمور المسلمين، وأسهم في إصلاحها.
كن إيجابياً سمحاً متعاوناً جاداً، واترك أثراً طيباً وراءك حيثما كنت، وابذل المعروف للناس جميعاً ولا تنتظرن من أحد غير الله جزاءً ولا شكوراً، واليد العليا خير من اليد السفلى، فكن باذلاً دائماً ولا تكن آخذاً، واحترم الكبار، وارحم الصغار، وتلطف بالأقران، واعرف للعلماء حقهم وفضلهم، وإذا كنتَ غريباً فكن أديباً، وراع أعراف الناس في كل بلد بالمعروف، وحذار من أكل المال الحرام أو إدخاله بيتك، فالجوع أهون من النار، وكن طموحاً صاحب همة عالية، ومروءة ونبل، وجالس الكبار، واستفد منهم، وكن كريماً شجاعاً وإياك وصحبة البخيل والجبان فإنها سم قاتل.
نظم وقتك واشغله بالخير ولا تضيع شيئاً منه بغير فائدة، واستخر الله، واستشر أهل العلم والفضل، فما خاب من استخـار، ولا ندم من استشار، وقم بالواجب الذي عليك قبل أن تُطالِب بالحق الذي لك، "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه"، فليكن ذلك شعاراً لك، وحذار من الغفلة فإنها مزلة أقدام الصالحين، وإذا رغبت في أمرٍ فاسلك له الأسباب المشروعة، وكن راضياً بما ييسر الله، فالخير فيما يختاره الله.
وفقك الله يا ولدي، وحفظك، ورعاك أنت وسائر إخوانك وأخواتك وسائر أبناء المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
منقووول