jrooooh
31-08-2006, 11:43 PM
.
.
.
.
.
.
.
.
منذ الصغر وأنا أكره التطرف وأمقته..! فحياتي كانت أقرب للإنطوائيه.. لا أُشارك الآخرين في نشاطاتهم ولا أُعارضها.. ولا حتى أقترح عليهم بشيء.. حتى لو هُضمت حقوقي كامله..! الأمر الذي جعل مني نموذجاً للمواطن الصالح والمرغوب فيه دوماً..! ومطلباً في كل (المدارس ) العربيه..!
اليوم..
صليت صلاة المغرب بالمسجد.. وكانت قرائه الإمام قرائه مختزله وقصيره.. بينت بوضوح أن لديه موعداً هاماً بعد الصلاه...! وعلى الرغم من قصر الصلاه.. إلا أنني سرحت فيها ولم أشعر بنفسي إلا والإمام يعلن إنتهاء الصلاة..! حزنت وتذكرت قول عمر الفاروق وهو يقول (( والذي نفس محمد بيده ليشيب عارضا المسلم في الإسلام ماكتب من صلاته شيء..!! ))
قمت متباطئاً من مكاني بعد الصلاة مباشرةً وتوجهت لمؤخرة المسجد كعادتي.. وأنا أطلق نفثات سريعه من التسبيح المقصوده كي يسمعها القريب مني..! وصلت لمؤخرة المسجد وأسندت ظهري على الجدار... وأخذت في ممارسة هوايتي في مراقبة المصلين والتسبيح في نفس الوقت..! أخذت أنظر للناس بإستغراب شديد , فنظرت إلى ضخامة بطن أبو فهد العظيمه..! وتبسمت بعدها على (عرج ) قدمي أبو مساعد... وإندهشت من قصر قامة أبو خالد وأنا أتسائل عن طريقة مجابهته للحياه ومكابدتها..!!! وأستغفر الله كل لحظه على ذلك...! إنتهيت من التسبيح , فشاهدت فجأه أبو منصور وهو يتسنن وأخذت أراقب صلاته بدقه كبيره , وكأنني المسؤول عن صحتها..! وأحاول جاهداً إستخراج الملاحظات والأخطاء في صلاته..!
إنتهى أبو منصور من الصلاه.. وهمٌ بالخروج من المسجد.. وهو في طريقه للخروج نظر إلى مؤخرة المسجد بعفويه فشاهدني وأنا أسبح الله..! قام بتغيير مساره ناحيتي وسلم علي وجلس بجواري..
أخذنا نسأل عن بعضنا البعض وعن سر غيابه في الفترة الأخيره.. فقال بزفرة من الألم : والله كنت في سياحه خارجيه لهولندا والنرويج والتشيك.. وكانت بحمد الله رحله طيبه وجميله.. وأخذ يتحدث عن معالمها وطبيعتها الخلابه.. وأخذ يسترسل بقوه عنها إلا أن إنتهى من حديثه.. فسألته متطفلاً... لماذا تبدو حزيناً..؟
فقال.. والله الرحله كلفتني مبلغاً مادياً كبيراً لم أكن اتوقعه أثقلت كاهلي وكاحلي كثيراً..! -إستغربت منه هذا الكلام فالرجل ثري ولم أعهد عليه هذه الحسابات..! -
واصل حديثه دون أن أطلب منه شرح ذلك فقال: والله يبو عبدالعزيز هذي السنه دفعت كل هذي المبالغ من جيبي الخاص..!
قلت له بإستغراب : ليش كل سنه من يدفعها..؟
قال بلغة الواثق المنتشي : الديوان الملكي ..!!!
فغرت من كلامه وقلت له بصوت عالي ومتعطش لهذه المكرمه : معقوووووول..؟؟؟ كيف الطريقه نبغى نسوي مثلك ؟؟ ومن متى هذا الكلام ؟؟
قال بزفرة من الألم : يارجال خلاص إنتهت ماعاد هي موجود الآن , سحبها مننا أبو متعب , أتعبنا والله..!
قلت بحزن شديد : لييييييش..؟ وطيب كيف كانت الطريقه؟؟
قال بإستخفاف أغضبني قليلاً : إنت وين عايش لايكون في القبر..؟؟ يارجال كنا ناخذ تذاكر السفر السياحيه على حساب الديوان ..! ولو عندك واسطه شوي.. كنت تاخذ التذاكر على الدرجه الأولى , والسكن على حسابهم , والسياره الفارهه.. بل وحتى الضيافات للأصدقاء كامله , كل هذي على حسابهم..!!
قلت وانا مندهش جداً : ياأخي معقول هذا الكلام..؟ ومن هم الذين يحصلون على هذه المميزات..؟
قال : المقربين وأقاربهم وأقارب أقاربهم وحواشيهم وجيرانهم وأصدقائهم وأصدقاء أصدقائهم وأقارب أصدقائهم فقط..!! وأردف قائلاً : والله من النعمه كنت آخذ الأولاد وأولاد الأولاد وبعض أقاربنا وخدامتين للإحتياط...!! قلت له مستغرباً : والآن إنتهت ليش؟؟
قال : ياخي ليتها وقفت على كذا..! الآن قام أبو متعب بمنع منعاً باتاً المنح الملكيه وشدد على ذلك على أن تكون منه شخصياً وهو طبيعياً مايعطي حتى أولاده , وتجاوز ذلك حتى منع منحة الضيافات , والسفريات , والكثير من الشرهات , وإيقاف المصاريف عن كثير من الأسر الغير محتاجه , والكثير الكثير تم إيقافه..! والله إنه متعبنا كثييير..!
لاأدري في هذه اللحظه داهمني سرحان كبير وعميق.. وأنا أسمع لكلامه المؤلم جداً عن ضخامة هذه عن الشرهات الكبيره في ماتستحق ..! حيث أخذ شريط يمر أمام خيالي وأنا أتذكر قرى الساحل الفقيره , والبيوت المتهالكه , تذكرت الخدمات المعدومه , والأسر المنكوبه , والفقر والعاله والعطاله وووو إلخ..!
إندهشت من توفر الكماليات بغدق كبير عند البعض , بينما لاتتوفر عند الآخر أهم الحاجيات..؟
تذكرت حديث الرسول حين قال إن الله عز وجل لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول..
إلآ أنني (إستأسدت ) مع نفسي وفي داخلي فقط..! مادام أنه لايسمعني أحد ولن يضرني ذلك أحد , فتذكرت قول عبدالله إبن عمر حينما قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه قال وأحسبه قال واضربوه ..!
إلا أنني تذكرت أنني مواطن صالح جدا وهذا الفعل أو حتى النيه الداخليه لذلك ممالاينبغي فعله..! فلجم لساني حينها وقلت في نفسي وبثقه صادقه جداً..
اللهم يارب إحفظ لنا أبا متعب.. وإجعله شوكه في خاصرة المجرمين من أبناء بلدي..
آمين..
منقول
.
.
.
.
.
.
.
منذ الصغر وأنا أكره التطرف وأمقته..! فحياتي كانت أقرب للإنطوائيه.. لا أُشارك الآخرين في نشاطاتهم ولا أُعارضها.. ولا حتى أقترح عليهم بشيء.. حتى لو هُضمت حقوقي كامله..! الأمر الذي جعل مني نموذجاً للمواطن الصالح والمرغوب فيه دوماً..! ومطلباً في كل (المدارس ) العربيه..!
اليوم..
صليت صلاة المغرب بالمسجد.. وكانت قرائه الإمام قرائه مختزله وقصيره.. بينت بوضوح أن لديه موعداً هاماً بعد الصلاه...! وعلى الرغم من قصر الصلاه.. إلا أنني سرحت فيها ولم أشعر بنفسي إلا والإمام يعلن إنتهاء الصلاة..! حزنت وتذكرت قول عمر الفاروق وهو يقول (( والذي نفس محمد بيده ليشيب عارضا المسلم في الإسلام ماكتب من صلاته شيء..!! ))
قمت متباطئاً من مكاني بعد الصلاة مباشرةً وتوجهت لمؤخرة المسجد كعادتي.. وأنا أطلق نفثات سريعه من التسبيح المقصوده كي يسمعها القريب مني..! وصلت لمؤخرة المسجد وأسندت ظهري على الجدار... وأخذت في ممارسة هوايتي في مراقبة المصلين والتسبيح في نفس الوقت..! أخذت أنظر للناس بإستغراب شديد , فنظرت إلى ضخامة بطن أبو فهد العظيمه..! وتبسمت بعدها على (عرج ) قدمي أبو مساعد... وإندهشت من قصر قامة أبو خالد وأنا أتسائل عن طريقة مجابهته للحياه ومكابدتها..!!! وأستغفر الله كل لحظه على ذلك...! إنتهيت من التسبيح , فشاهدت فجأه أبو منصور وهو يتسنن وأخذت أراقب صلاته بدقه كبيره , وكأنني المسؤول عن صحتها..! وأحاول جاهداً إستخراج الملاحظات والأخطاء في صلاته..!
إنتهى أبو منصور من الصلاه.. وهمٌ بالخروج من المسجد.. وهو في طريقه للخروج نظر إلى مؤخرة المسجد بعفويه فشاهدني وأنا أسبح الله..! قام بتغيير مساره ناحيتي وسلم علي وجلس بجواري..
أخذنا نسأل عن بعضنا البعض وعن سر غيابه في الفترة الأخيره.. فقال بزفرة من الألم : والله كنت في سياحه خارجيه لهولندا والنرويج والتشيك.. وكانت بحمد الله رحله طيبه وجميله.. وأخذ يتحدث عن معالمها وطبيعتها الخلابه.. وأخذ يسترسل بقوه عنها إلا أن إنتهى من حديثه.. فسألته متطفلاً... لماذا تبدو حزيناً..؟
فقال.. والله الرحله كلفتني مبلغاً مادياً كبيراً لم أكن اتوقعه أثقلت كاهلي وكاحلي كثيراً..! -إستغربت منه هذا الكلام فالرجل ثري ولم أعهد عليه هذه الحسابات..! -
واصل حديثه دون أن أطلب منه شرح ذلك فقال: والله يبو عبدالعزيز هذي السنه دفعت كل هذي المبالغ من جيبي الخاص..!
قلت له بإستغراب : ليش كل سنه من يدفعها..؟
قال بلغة الواثق المنتشي : الديوان الملكي ..!!!
فغرت من كلامه وقلت له بصوت عالي ومتعطش لهذه المكرمه : معقوووووول..؟؟؟ كيف الطريقه نبغى نسوي مثلك ؟؟ ومن متى هذا الكلام ؟؟
قال بزفرة من الألم : يارجال خلاص إنتهت ماعاد هي موجود الآن , سحبها مننا أبو متعب , أتعبنا والله..!
قلت بحزن شديد : لييييييش..؟ وطيب كيف كانت الطريقه؟؟
قال بإستخفاف أغضبني قليلاً : إنت وين عايش لايكون في القبر..؟؟ يارجال كنا ناخذ تذاكر السفر السياحيه على حساب الديوان ..! ولو عندك واسطه شوي.. كنت تاخذ التذاكر على الدرجه الأولى , والسكن على حسابهم , والسياره الفارهه.. بل وحتى الضيافات للأصدقاء كامله , كل هذي على حسابهم..!!
قلت وانا مندهش جداً : ياأخي معقول هذا الكلام..؟ ومن هم الذين يحصلون على هذه المميزات..؟
قال : المقربين وأقاربهم وأقارب أقاربهم وحواشيهم وجيرانهم وأصدقائهم وأصدقاء أصدقائهم وأقارب أصدقائهم فقط..!! وأردف قائلاً : والله من النعمه كنت آخذ الأولاد وأولاد الأولاد وبعض أقاربنا وخدامتين للإحتياط...!! قلت له مستغرباً : والآن إنتهت ليش؟؟
قال : ياخي ليتها وقفت على كذا..! الآن قام أبو متعب بمنع منعاً باتاً المنح الملكيه وشدد على ذلك على أن تكون منه شخصياً وهو طبيعياً مايعطي حتى أولاده , وتجاوز ذلك حتى منع منحة الضيافات , والسفريات , والكثير من الشرهات , وإيقاف المصاريف عن كثير من الأسر الغير محتاجه , والكثير الكثير تم إيقافه..! والله إنه متعبنا كثييير..!
لاأدري في هذه اللحظه داهمني سرحان كبير وعميق.. وأنا أسمع لكلامه المؤلم جداً عن ضخامة هذه عن الشرهات الكبيره في ماتستحق ..! حيث أخذ شريط يمر أمام خيالي وأنا أتذكر قرى الساحل الفقيره , والبيوت المتهالكه , تذكرت الخدمات المعدومه , والأسر المنكوبه , والفقر والعاله والعطاله وووو إلخ..!
إندهشت من توفر الكماليات بغدق كبير عند البعض , بينما لاتتوفر عند الآخر أهم الحاجيات..؟
تذكرت حديث الرسول حين قال إن الله عز وجل لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول..
إلآ أنني (إستأسدت ) مع نفسي وفي داخلي فقط..! مادام أنه لايسمعني أحد ولن يضرني ذلك أحد , فتذكرت قول عبدالله إبن عمر حينما قال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من وجدتم في متاعه غلولا فأحرقوه قال وأحسبه قال واضربوه ..!
إلا أنني تذكرت أنني مواطن صالح جدا وهذا الفعل أو حتى النيه الداخليه لذلك ممالاينبغي فعله..! فلجم لساني حينها وقلت في نفسي وبثقه صادقه جداً..
اللهم يارب إحفظ لنا أبا متعب.. وإجعله شوكه في خاصرة المجرمين من أبناء بلدي..
آمين..
منقول