نجم
01-09-2006, 01:33 PM
"الواسطة" تخترق المرور ... وتسقط المخالفات!
http://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_1-820.jpghttp://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_2.jpghttp://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_3.jpg
(البعض يأخذ المخالفة من رجل المرور ويمزقها أمامه متحديا .. البعض الآخر يصرح له : لا تتعب نفسك "سأسقط" المخالفة عن طريق علاقاتي بالمرور .. في حين طالبت أم بسجن ابنها كثير المخالفات والتي لا تردعه الغرامة عن التهور وتعريض حياة الناس للموت) والنظام المروري مهم جدا - في عالم باتت فيه السيارة ضرورة قصوى من ضرورات الحياة - فبدونه تعم الفوضى .. وتزيد الحوادث والدم النازف على الإسفلت ورغم ذلك لم يسلم النظام من الاختراقات، سرعة مجنونة، وقوف خاطئ، تجاوز الإشارة وهي حمراء ، عدم ربط الحزام، " تفحيط وتهور في الشوارع ، تجاوز من كل الاتجاهات وتعريض حياة الآخرين للخطر.كل هذا يحدث بصفة يومية وفي مختلف الأحياء والمدن وعلى الطرقات السريعة أيضا في وقت باتت فيه ـ الغرامة المرورية ـ وهي السلاح الوحيد الذي يمتلكه النظام المروري في مواجهة هذه التحديات غير قادرة على وقف نزيف المخالفات بشكل شبه تام - كما يبدو في الدول الأخرى التي تستخدم نفس السلاح وتحقق نتائج جيدة- ويرجع السبب في ذلك تعرض الغرامة نفسها للاختراقات أما بإسقاطها دون مبرر أو إهمال سدادها أو التهاون في صرفها أحيانا. وإسقاط المخالفة قبل تسجيلها في الحاسب الآلي أمر واقع ، ويحدث ويعترف به الجميع حتى رجال المرور أنفسهم ... - لكن ما الحل..؟ ولماذا تصل أيدي " الواسطة " إلى هذا الحد.. ؟ أليس من الأجدى تحرير غرامات غير قابلة للإسقاط قطعيا .. ! وبعيدة عن الواسطة التي أفسدت كل شئ في حياتنا .. أو حتى تحرير مخالفات بأرقام سرية.لاشك أن للغرامة دورا كبيرا في الحد من المخالفات والتجاوزات المرورية التي ترتكب بقصد أو دونه.. لكن البعض يرى أن الكثير من المخالفات المرورية بسيطة ولا تستحق الغرامة ويمكن غض الطرف عنها حتى عند صرف الغرامة للمخالف ولهذا نجد البعض يسعى لإسقاط المخالفة في كل مرة يخالف فيها.. بل نجد البعض يسعى بكل الطرق للتخلص من المخالفة ويحدث ذلك بالفعل ولكن بشرط أن يكون ذلك في نفس يوم المخالفة وقبل أن يتم تسجيلها في الحاسب.
والعقوبة تلعب دورا مهما في ضبط الكثير من المخالفات والانحرافات المرورية وغير المرورية التي تصدر عن البعض عمدا أو سهوا.. وقيل في الأمثال: ( من آمن العقوبة أساء الأدب) والأنظمة عادة في كل زمان ومكان تتطلب الاحترام لكي تحقق أهدافها.. فأنظمة دون احترام كسلطان دون سلطة.. ولاشك أن الأنظمة تعتبر السلطة الحاكمة في كل مكان وفي ظل عدم احترامها تعم الفوضى كل شيء.. ولكي نحظى بطرق خالية - أو شبه خالية - من المخالفات والانتهاكات المرورية يجب علينا احترام الأنظمة وعدم الاستخفاف بها أو التساهل في تطبيقها مهما كانت الظروف.
10 آلاف.. والمخالفات مستمرة
(اليوم) طرقت القضية واقتربت من أطرافها لتتعرف عليها من قرب .. بداية يقول مهدي القحطاني (مخالف): مخالفاتي المرورية كثيرة وصلت قيمتها نحو 10 آلاف ريال.. ويرجع سبب تفاقم مخالفاتي إلى عدم حرص المرور على استيفاء قيمة المخالفات المرورية فورا.. فالمرور يمنح المخالف وقتا فوق العادة - يمتد لسنوات - حتى أن المخالف ينسى نوع المخالفة ومتى أعطيت له ما يجعل المخالف لا يشعر بأهمية المخالفة أو قيمتها مشيرا إلى أن إلزام المخالف بدفع قيمة المخالفة خلال فترة محدودة سيساهم في تغيير موازين كثيرة وسيجعل السائقين أكثر التزاما واحتراما لأنظمة المرور. وأضاف: المشكلة كبيرة عند الشباب والمراهقين فليس لديهم وعي بالمخالفات المرورية أو احترام الطرق، وان ارتكاب المخالفات هو الوضع السائد بينهم حتى أن البعض يعتبرها شجاعة في وقت لا يجدون فيه من ينصحهم أو يرشدهم سواء من الأهل أو من قبل الجهات المعنية بالإرشاد والنصح وفي وقت يجدون فيه من يساعدهم على الاستمرار في المخالفة بإسقاط مخالفاتهم إذا ما تم ضبطهم.
وقال: لاشك أن للأسرة والمدرسة والمسجد دورا كبيرا في التوجيه والإرشاد وتطويع سلوكيات الشباب نحو الأفضل.. كما أن للمرور أيضا دورا رئيسيا في بث الوعي بين الناس وتوضيح فداحة المخالفة ومخاطرها على قائد المركبة والآخرين لأن الكثير من الناس لا يزالون يعتبرون صرف المخالفة للمخالف هو ظلم وتجن من قبل رجال المرور على المخالف لاسيما إذا ما كانت المخالفة من النوع البسيط كالوقوف صفا ثانيا أو عدم حمل الرخصة أو ربط الحزام مشيرا إلى أن لدى المرور عبارة جميلة تقول: (سق بذوق أو لاتسق) وتعني الكثير من المفاهيم المرورية كاحترام النظام والمشاة والطريق والسائقين الآخرين وغيرهم..وهي دعوة صريحة للالتزام أيضا بالأنظمة المرورية وتجنب المخالفات أيا كان نوعها أو حجمها.
الحل في الحزم
أما خالد مانع ( كثير السفر للبلدان الأوربية) فيقول: في الدول الأوربية لا تكاد ترى مخالفا واحدا والنظام هناك سيد الموقف وفي حال سقوط مخالف في أيدي رجال المرور فيستحيل تحت أي ظرف إسقاط المخالفة مهما كانت مكانة المخالف الاجتماعية.. في وقت نرى فيه الاختراقات للأنظمة المرورية لدينا بشكل يومي كـ ( الوقوف الخاطئ وتجاوز الإشارات الضوئية والوقوف على الأرصفة والسرعة الجنونية...ألخ).
وأضاف: الصرامة في تطبيق الأنظمة المرورية والعقوبات الرادعة تعتبر الحل الأمثل لمنع الكثير من المخالفات المرورية ففكرة إسقاط المخالفات بشكل أو بآخر والتهاون في تطبيق الأنظمة المروية تزيد من حجم المخالفة ولا تساعد الجهاز المروري على أداء مهامه بشكل سليم.
واوضح: يجب أن ننظر إلى المخالفة المرورية على أنها سلوك فردي يجب معالجته مع التأكيد على مبدأ الثواب والعقاب فالكثير من الدول تشجع السائقين الملتزمين وتقيم لهم المسابقات وترصد لهم الجوائز وفي المقابل تعاقب المخالفين بحزم مشيرا إلى أنه إذا ما أردنا أن نصل إلى حلول عملية وواقعية فالأفضل أن نتعرف على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال خاصة أن قواعد وتعليمات المرور هي قواعد وتعليمات موحدة في كل دول العالم.
إسقاط مخالفتين قبل التسجيل
ويكشف مبارك خليل ( مخالف) قائلا: ليس لدي أيه معرفة في المرور وسبق وأن حصلت على مخالفة (عدم ربط الحزام) في حي القادسية بالدمام - بعد صلاة العصر مباشرة - وبالمصادفة التقيت بأحد الأصدقاء - بعد مرور 3 ساعات من تلقي المخالفة - فتعهد بإسقاط المخالفة مع بداية دوام اليوم التالي وقبل تسجيلها في الحاسب.. وبالفعل تم إسقاطها .. ومخالفة أخرى حصلت عليها في طريق الدمام/الرياض من نقطة تفتيش تابعة لأمن الطرق وتتعلق بربط الحزام أيضا - وكانت في تمام الساعة السادسة مساء وأيضا قام الوسيط نفسه بإسقاطها.
وأضاف: في حقيقة الأمر هذا التصرف لم يساعدني بل دفعني لإرتكاب المزيد من المخالفات وأصبحت المخالفة بالنسبة لي شيئا طبيعيا حتى جاء الوقت الذي رأيت فيه خطورة تجاوز الأنظمة حيث كنت شاهدا على حادث مروري مريع بسبب تجاوز أحد المراهقين الإشارة الضوئية مما تسبب في موت عائلة باكملها.. ومنذ ذلك الحين وأنا أحترم أنظمة المرور واغضب من أية مخالفة أو غرامة يتم إسقاطها دون وجه حق.
وقال: الأنظمة المرورية وجدت لخدمة الجميع والمحافظة على سلامتهم.. فبدون أنظمة وقوانين تصبح الحياة فوضى.. ويجور الناس بعضهم على بعض مشيرا إلى أهمية بث الوعي المروري بين الناس في وسائل الإعلام.. وأهمية دراسة وضعية المخالفات المرورية ومحاولة إيجاد وسائل تمنع إمكانية إسقاطها تحت أي ظرف.
فشل الوسيط.. وتم التسديد
أما إبراهيم العبد (مخالف) يقول: ضبطني رجال المرور صدفة حيث توقفت سيارتي تماما - ودون سابق إنذار - وسط ميدان الإشارة الضوئية القريبة من ملعب الدمام مما لفت انتباه رجل المرور الذي هب للمساعدة والمطالبة بإبراز الرخصة والاستمارة في ظل عدم وجودهما.. مما جعله يحرر مخالفتين بحقي مشيرا إلى أنه بحث عن وسيط حينها بهدف إسقاط المخالفتين ونجح في إيجاده - وأكد له الوسيط إسقاطهما- إلا أنه بعد مرور شهر من الحادثة تبين أن المخالفتين لم يتم إسقاطهما وإن الوسيط لم ينجح في مهمة فاضطر لتسديدهما والالتزام بأنظمة المرور لعدم وجود ما ينقذه من (كماشة) المرور إذا ما خالف.
وأضاف: إسقاط المخالفات عن المخالف لا يشجعه على ترك المخالفة بل يدفعه لارتكاب المزيد منها استنادا لمبدأ (من أمن الخوف أساء الأدب) ولهذا يجب أن يعي الجميع خطورة إسقاط المخالفات عن المخالفين لاسيما المراهقين منهم الذين يذهبون ضحية تهورهم ومخالفتهم المتكررة.
وقال: كلنا يرحب بالنظام ونأمل أن يتم تطبيقه بكل حزم.. فالمخالفات المرورية تثير الغضب فضلا عن أنها سبب رئيسي للكثير من الحوادث المرورية وإن ما نسبته 85 بالمائة من الحوادث المرورية - حسب ما نقرأه - مرجعه السائق وخرقه للأنظمة المرورية كالسرعة الجنونية والتجاوزات غير النظامية وغير ذلك من المخالفات التي تنتهي إلى كوارث عادة.. مؤكدا على أهمية التعامل مع السائق بمبدأ الثواب والعقاب كما هو الحال في البلدان الأخرى التي تعاقب بحزم وقوة وتشجع على احترام الأنظمة المرورية وتكافئ.
لا توجد مخالفة دون سبب
وقال أبو محمد (رجل مرور): البعض يتهمنا - كرجال مرور - أننا نصرف مخالفات غير مبررة أحيانا وهو اتهام عار عن الصحة.. فلم يحدث قط أن صرفت مخالفة مرورية بدون سبب.
وأضاف: نحن كرجال مرور نطبق النظام على الكل - بصرف النظر عن مكانة المخالف الاجتماعية أو أية اعتبارات أخرى- فالهدف الأساسي من المخالفة ردع المخالف عن تكرار المخالفة وإشعاره بخطورة خطيئته مشيرا إلى ان أي تهاون في تطبيق النظام سيؤدي إلى نشر الفوضى والكثير من الحوادث المرورية. وقال: يصادف أحيانا أن يصرح بعض المخالفين بإمكانيته إسقاط المخالفة اعتمادا على معارف خاصة به.. ويقول لنا - بالحرف الواحد: ( لا تتعب نفسك وتحرر المخالفة سأسقطها بمجرد الاتصال) والبعض الآخر يمزق إيصال المخالفة ويرميه أمام رجل المرور.. كل هذا يحدث لكنه لا يعنينا كرجال مرور ميدانيين فنحن من واجبنا المحافظة على الأمن المروري ومعاقبة المخالف وتزويد القسم المختص ببيانات المخالفين ليس أكثر.
طرق التسديد محدودة
في حين يتساءل المواطن حسين الشهراني لماذا تحصر تسديدات المخالفات المرورية على بنك واحد.. وما المانع من تسديدها عن طريق بنوك أخرى؟ مشيرا إلى أن الكثير من المخالفين لا يملكون حسابات لدى هذا البنك.. في وقت تتراكم عليهم المخالفات ولا يجدون سبيلا لتسديدها. وأضاف: ان تراكم المخالفات ليس من صالح الجميع فالمرور لا يستطيع استيفاء حقه المشروع في التغريم من جهة ومن جهة أخرى لا يكون للغرامة أي دور فاعل في ردع المخالف عن تكرار المخالفة كون دفع الغرامة غير ملزم تسديده فورا.وقال: أنا من أنصار تطبيق النظام وأشجع على أن يكون هو السائد في كل الأحوال لأن النظام وجد لخدمة الجميع ومن يخالف النظام يستحق الغرامة دون شفقة أو رحمة فلولا العقاب لعمت الفوضى كل الدنيا.. مطالبا المسئولين في المرور سد كل ثغرة تساعد البعض على إسقاط المخالفات دون وجه حق.
أتمنى توقيف ابني
وتكشف ام سعد أن ابنها كثير المخالفات فلا يمر شهر إلا وارتكب مخالفة أو أثنتين على الأقل وللمرور كل الحق في مخالفته لأنه يستحق المخالفة.. وكنت أتمنى من المرور (والكلام لها) توقيفه بدلا من مخالفته لردعه عن ارتكاب المخالفات المرورية لأن المخالفات التي تعطى له لا يقوم بسدادها وبعض منها يتم إسقاطها وهو بذلك لا يشعر بمعنى الغرامة في وقت تخشى فيه على ابنها أن يذهب ضحية مخالفاته المرورية المتكررة.وأضافت: جارتي فقدت أبنها بسبب مخالفاته المتكررة حيث تجاوز ذات مرة الإشارة وهي حمراء ما أدى إلى وقوع حادث مروري شنيع توفى فيه الابن على الفور في وقت كانت فيه تدافع عن ابنها بشكل غير منطقي قبل وفاته حتى جاءت اللحظة المؤلمة التي عرفت فيها نتائج دفاعها الأعمى عن ولدها.
وقالت: يجب أن نعي أهمية الجهاز المروري ودوره في المحافظة على سلامتنا.. كما يجب أن علينا احترام رجل المرور الذي يقف تحت أشعة الشمس في كل مكان بهدف توفير مساحة مرورية أمنه لكل مواطن ومقيم.. كما يجب أيضا أن نتعاون معه على صعيد التربية الأسرية والمدرسية فالمرور هدفه خدمتنا لا سيف مسلط على رقابنا.
http://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_1-820.jpghttp://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_2.jpghttp://www.alyaum.com/images/12/12131/419613_3.jpg
(البعض يأخذ المخالفة من رجل المرور ويمزقها أمامه متحديا .. البعض الآخر يصرح له : لا تتعب نفسك "سأسقط" المخالفة عن طريق علاقاتي بالمرور .. في حين طالبت أم بسجن ابنها كثير المخالفات والتي لا تردعه الغرامة عن التهور وتعريض حياة الناس للموت) والنظام المروري مهم جدا - في عالم باتت فيه السيارة ضرورة قصوى من ضرورات الحياة - فبدونه تعم الفوضى .. وتزيد الحوادث والدم النازف على الإسفلت ورغم ذلك لم يسلم النظام من الاختراقات، سرعة مجنونة، وقوف خاطئ، تجاوز الإشارة وهي حمراء ، عدم ربط الحزام، " تفحيط وتهور في الشوارع ، تجاوز من كل الاتجاهات وتعريض حياة الآخرين للخطر.كل هذا يحدث بصفة يومية وفي مختلف الأحياء والمدن وعلى الطرقات السريعة أيضا في وقت باتت فيه ـ الغرامة المرورية ـ وهي السلاح الوحيد الذي يمتلكه النظام المروري في مواجهة هذه التحديات غير قادرة على وقف نزيف المخالفات بشكل شبه تام - كما يبدو في الدول الأخرى التي تستخدم نفس السلاح وتحقق نتائج جيدة- ويرجع السبب في ذلك تعرض الغرامة نفسها للاختراقات أما بإسقاطها دون مبرر أو إهمال سدادها أو التهاون في صرفها أحيانا. وإسقاط المخالفة قبل تسجيلها في الحاسب الآلي أمر واقع ، ويحدث ويعترف به الجميع حتى رجال المرور أنفسهم ... - لكن ما الحل..؟ ولماذا تصل أيدي " الواسطة " إلى هذا الحد.. ؟ أليس من الأجدى تحرير غرامات غير قابلة للإسقاط قطعيا .. ! وبعيدة عن الواسطة التي أفسدت كل شئ في حياتنا .. أو حتى تحرير مخالفات بأرقام سرية.لاشك أن للغرامة دورا كبيرا في الحد من المخالفات والتجاوزات المرورية التي ترتكب بقصد أو دونه.. لكن البعض يرى أن الكثير من المخالفات المرورية بسيطة ولا تستحق الغرامة ويمكن غض الطرف عنها حتى عند صرف الغرامة للمخالف ولهذا نجد البعض يسعى لإسقاط المخالفة في كل مرة يخالف فيها.. بل نجد البعض يسعى بكل الطرق للتخلص من المخالفة ويحدث ذلك بالفعل ولكن بشرط أن يكون ذلك في نفس يوم المخالفة وقبل أن يتم تسجيلها في الحاسب.
والعقوبة تلعب دورا مهما في ضبط الكثير من المخالفات والانحرافات المرورية وغير المرورية التي تصدر عن البعض عمدا أو سهوا.. وقيل في الأمثال: ( من آمن العقوبة أساء الأدب) والأنظمة عادة في كل زمان ومكان تتطلب الاحترام لكي تحقق أهدافها.. فأنظمة دون احترام كسلطان دون سلطة.. ولاشك أن الأنظمة تعتبر السلطة الحاكمة في كل مكان وفي ظل عدم احترامها تعم الفوضى كل شيء.. ولكي نحظى بطرق خالية - أو شبه خالية - من المخالفات والانتهاكات المرورية يجب علينا احترام الأنظمة وعدم الاستخفاف بها أو التساهل في تطبيقها مهما كانت الظروف.
10 آلاف.. والمخالفات مستمرة
(اليوم) طرقت القضية واقتربت من أطرافها لتتعرف عليها من قرب .. بداية يقول مهدي القحطاني (مخالف): مخالفاتي المرورية كثيرة وصلت قيمتها نحو 10 آلاف ريال.. ويرجع سبب تفاقم مخالفاتي إلى عدم حرص المرور على استيفاء قيمة المخالفات المرورية فورا.. فالمرور يمنح المخالف وقتا فوق العادة - يمتد لسنوات - حتى أن المخالف ينسى نوع المخالفة ومتى أعطيت له ما يجعل المخالف لا يشعر بأهمية المخالفة أو قيمتها مشيرا إلى أن إلزام المخالف بدفع قيمة المخالفة خلال فترة محدودة سيساهم في تغيير موازين كثيرة وسيجعل السائقين أكثر التزاما واحتراما لأنظمة المرور. وأضاف: المشكلة كبيرة عند الشباب والمراهقين فليس لديهم وعي بالمخالفات المرورية أو احترام الطرق، وان ارتكاب المخالفات هو الوضع السائد بينهم حتى أن البعض يعتبرها شجاعة في وقت لا يجدون فيه من ينصحهم أو يرشدهم سواء من الأهل أو من قبل الجهات المعنية بالإرشاد والنصح وفي وقت يجدون فيه من يساعدهم على الاستمرار في المخالفة بإسقاط مخالفاتهم إذا ما تم ضبطهم.
وقال: لاشك أن للأسرة والمدرسة والمسجد دورا كبيرا في التوجيه والإرشاد وتطويع سلوكيات الشباب نحو الأفضل.. كما أن للمرور أيضا دورا رئيسيا في بث الوعي بين الناس وتوضيح فداحة المخالفة ومخاطرها على قائد المركبة والآخرين لأن الكثير من الناس لا يزالون يعتبرون صرف المخالفة للمخالف هو ظلم وتجن من قبل رجال المرور على المخالف لاسيما إذا ما كانت المخالفة من النوع البسيط كالوقوف صفا ثانيا أو عدم حمل الرخصة أو ربط الحزام مشيرا إلى أن لدى المرور عبارة جميلة تقول: (سق بذوق أو لاتسق) وتعني الكثير من المفاهيم المرورية كاحترام النظام والمشاة والطريق والسائقين الآخرين وغيرهم..وهي دعوة صريحة للالتزام أيضا بالأنظمة المرورية وتجنب المخالفات أيا كان نوعها أو حجمها.
الحل في الحزم
أما خالد مانع ( كثير السفر للبلدان الأوربية) فيقول: في الدول الأوربية لا تكاد ترى مخالفا واحدا والنظام هناك سيد الموقف وفي حال سقوط مخالف في أيدي رجال المرور فيستحيل تحت أي ظرف إسقاط المخالفة مهما كانت مكانة المخالف الاجتماعية.. في وقت نرى فيه الاختراقات للأنظمة المرورية لدينا بشكل يومي كـ ( الوقوف الخاطئ وتجاوز الإشارات الضوئية والوقوف على الأرصفة والسرعة الجنونية...ألخ).
وأضاف: الصرامة في تطبيق الأنظمة المرورية والعقوبات الرادعة تعتبر الحل الأمثل لمنع الكثير من المخالفات المرورية ففكرة إسقاط المخالفات بشكل أو بآخر والتهاون في تطبيق الأنظمة المروية تزيد من حجم المخالفة ولا تساعد الجهاز المروري على أداء مهامه بشكل سليم.
واوضح: يجب أن ننظر إلى المخالفة المرورية على أنها سلوك فردي يجب معالجته مع التأكيد على مبدأ الثواب والعقاب فالكثير من الدول تشجع السائقين الملتزمين وتقيم لهم المسابقات وترصد لهم الجوائز وفي المقابل تعاقب المخالفين بحزم مشيرا إلى أنه إذا ما أردنا أن نصل إلى حلول عملية وواقعية فالأفضل أن نتعرف على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال خاصة أن قواعد وتعليمات المرور هي قواعد وتعليمات موحدة في كل دول العالم.
إسقاط مخالفتين قبل التسجيل
ويكشف مبارك خليل ( مخالف) قائلا: ليس لدي أيه معرفة في المرور وسبق وأن حصلت على مخالفة (عدم ربط الحزام) في حي القادسية بالدمام - بعد صلاة العصر مباشرة - وبالمصادفة التقيت بأحد الأصدقاء - بعد مرور 3 ساعات من تلقي المخالفة - فتعهد بإسقاط المخالفة مع بداية دوام اليوم التالي وقبل تسجيلها في الحاسب.. وبالفعل تم إسقاطها .. ومخالفة أخرى حصلت عليها في طريق الدمام/الرياض من نقطة تفتيش تابعة لأمن الطرق وتتعلق بربط الحزام أيضا - وكانت في تمام الساعة السادسة مساء وأيضا قام الوسيط نفسه بإسقاطها.
وأضاف: في حقيقة الأمر هذا التصرف لم يساعدني بل دفعني لإرتكاب المزيد من المخالفات وأصبحت المخالفة بالنسبة لي شيئا طبيعيا حتى جاء الوقت الذي رأيت فيه خطورة تجاوز الأنظمة حيث كنت شاهدا على حادث مروري مريع بسبب تجاوز أحد المراهقين الإشارة الضوئية مما تسبب في موت عائلة باكملها.. ومنذ ذلك الحين وأنا أحترم أنظمة المرور واغضب من أية مخالفة أو غرامة يتم إسقاطها دون وجه حق.
وقال: الأنظمة المرورية وجدت لخدمة الجميع والمحافظة على سلامتهم.. فبدون أنظمة وقوانين تصبح الحياة فوضى.. ويجور الناس بعضهم على بعض مشيرا إلى أهمية بث الوعي المروري بين الناس في وسائل الإعلام.. وأهمية دراسة وضعية المخالفات المرورية ومحاولة إيجاد وسائل تمنع إمكانية إسقاطها تحت أي ظرف.
فشل الوسيط.. وتم التسديد
أما إبراهيم العبد (مخالف) يقول: ضبطني رجال المرور صدفة حيث توقفت سيارتي تماما - ودون سابق إنذار - وسط ميدان الإشارة الضوئية القريبة من ملعب الدمام مما لفت انتباه رجل المرور الذي هب للمساعدة والمطالبة بإبراز الرخصة والاستمارة في ظل عدم وجودهما.. مما جعله يحرر مخالفتين بحقي مشيرا إلى أنه بحث عن وسيط حينها بهدف إسقاط المخالفتين ونجح في إيجاده - وأكد له الوسيط إسقاطهما- إلا أنه بعد مرور شهر من الحادثة تبين أن المخالفتين لم يتم إسقاطهما وإن الوسيط لم ينجح في مهمة فاضطر لتسديدهما والالتزام بأنظمة المرور لعدم وجود ما ينقذه من (كماشة) المرور إذا ما خالف.
وأضاف: إسقاط المخالفات عن المخالف لا يشجعه على ترك المخالفة بل يدفعه لارتكاب المزيد منها استنادا لمبدأ (من أمن الخوف أساء الأدب) ولهذا يجب أن يعي الجميع خطورة إسقاط المخالفات عن المخالفين لاسيما المراهقين منهم الذين يذهبون ضحية تهورهم ومخالفتهم المتكررة.
وقال: كلنا يرحب بالنظام ونأمل أن يتم تطبيقه بكل حزم.. فالمخالفات المرورية تثير الغضب فضلا عن أنها سبب رئيسي للكثير من الحوادث المرورية وإن ما نسبته 85 بالمائة من الحوادث المرورية - حسب ما نقرأه - مرجعه السائق وخرقه للأنظمة المرورية كالسرعة الجنونية والتجاوزات غير النظامية وغير ذلك من المخالفات التي تنتهي إلى كوارث عادة.. مؤكدا على أهمية التعامل مع السائق بمبدأ الثواب والعقاب كما هو الحال في البلدان الأخرى التي تعاقب بحزم وقوة وتشجع على احترام الأنظمة المرورية وتكافئ.
لا توجد مخالفة دون سبب
وقال أبو محمد (رجل مرور): البعض يتهمنا - كرجال مرور - أننا نصرف مخالفات غير مبررة أحيانا وهو اتهام عار عن الصحة.. فلم يحدث قط أن صرفت مخالفة مرورية بدون سبب.
وأضاف: نحن كرجال مرور نطبق النظام على الكل - بصرف النظر عن مكانة المخالف الاجتماعية أو أية اعتبارات أخرى- فالهدف الأساسي من المخالفة ردع المخالف عن تكرار المخالفة وإشعاره بخطورة خطيئته مشيرا إلى ان أي تهاون في تطبيق النظام سيؤدي إلى نشر الفوضى والكثير من الحوادث المرورية. وقال: يصادف أحيانا أن يصرح بعض المخالفين بإمكانيته إسقاط المخالفة اعتمادا على معارف خاصة به.. ويقول لنا - بالحرف الواحد: ( لا تتعب نفسك وتحرر المخالفة سأسقطها بمجرد الاتصال) والبعض الآخر يمزق إيصال المخالفة ويرميه أمام رجل المرور.. كل هذا يحدث لكنه لا يعنينا كرجال مرور ميدانيين فنحن من واجبنا المحافظة على الأمن المروري ومعاقبة المخالف وتزويد القسم المختص ببيانات المخالفين ليس أكثر.
طرق التسديد محدودة
في حين يتساءل المواطن حسين الشهراني لماذا تحصر تسديدات المخالفات المرورية على بنك واحد.. وما المانع من تسديدها عن طريق بنوك أخرى؟ مشيرا إلى أن الكثير من المخالفين لا يملكون حسابات لدى هذا البنك.. في وقت تتراكم عليهم المخالفات ولا يجدون سبيلا لتسديدها. وأضاف: ان تراكم المخالفات ليس من صالح الجميع فالمرور لا يستطيع استيفاء حقه المشروع في التغريم من جهة ومن جهة أخرى لا يكون للغرامة أي دور فاعل في ردع المخالف عن تكرار المخالفة كون دفع الغرامة غير ملزم تسديده فورا.وقال: أنا من أنصار تطبيق النظام وأشجع على أن يكون هو السائد في كل الأحوال لأن النظام وجد لخدمة الجميع ومن يخالف النظام يستحق الغرامة دون شفقة أو رحمة فلولا العقاب لعمت الفوضى كل الدنيا.. مطالبا المسئولين في المرور سد كل ثغرة تساعد البعض على إسقاط المخالفات دون وجه حق.
أتمنى توقيف ابني
وتكشف ام سعد أن ابنها كثير المخالفات فلا يمر شهر إلا وارتكب مخالفة أو أثنتين على الأقل وللمرور كل الحق في مخالفته لأنه يستحق المخالفة.. وكنت أتمنى من المرور (والكلام لها) توقيفه بدلا من مخالفته لردعه عن ارتكاب المخالفات المرورية لأن المخالفات التي تعطى له لا يقوم بسدادها وبعض منها يتم إسقاطها وهو بذلك لا يشعر بمعنى الغرامة في وقت تخشى فيه على ابنها أن يذهب ضحية مخالفاته المرورية المتكررة.وأضافت: جارتي فقدت أبنها بسبب مخالفاته المتكررة حيث تجاوز ذات مرة الإشارة وهي حمراء ما أدى إلى وقوع حادث مروري شنيع توفى فيه الابن على الفور في وقت كانت فيه تدافع عن ابنها بشكل غير منطقي قبل وفاته حتى جاءت اللحظة المؤلمة التي عرفت فيها نتائج دفاعها الأعمى عن ولدها.
وقالت: يجب أن نعي أهمية الجهاز المروري ودوره في المحافظة على سلامتنا.. كما يجب أن علينا احترام رجل المرور الذي يقف تحت أشعة الشمس في كل مكان بهدف توفير مساحة مرورية أمنه لكل مواطن ومقيم.. كما يجب أيضا أن نتعاون معه على صعيد التربية الأسرية والمدرسية فالمرور هدفه خدمتنا لا سيف مسلط على رقابنا.