الديرة
15-11-2006, 11:07 PM
http://www.3z.cc/sml/31/013.gif
..غلبني النوم.. وشعرت بصوت مفتاح زوجي في الباب كحلم.. وسمعت صوته يردد دعاء الدخول، ويلقي السلام، لكنني تمطيت وواصلت النوم، ولسان حالي يقول: الطعام في الثلاجة يحتاج إلى تسخين فقط ، وملابس زوجي معلقة على المشجب.. والحمام معد.. إذن فلأنم.
كل يوم أتنفس الصعداء حين ينام الصغار وأبوهم ما زال في عمله المسائي – الذي التحق به ليزيد دخله- فأدخل غرفتنا ويتملكني سلطان النوم اللذيذ ولا أستقبل زوجي عند عودته من عمله المرهق معتقدة أنه لا يحتاج مني شيئاً، ولما كان إنساناً طيباً دمث الأخلاق، فإنه لم يتعود إيقاظي منذ بدأ عمله الجديد.
في بداية زواجنا لا أذكر أن زوجي عاد من الخارج يوماً فوجدني نائمة مهما كان الوقت متأخراً، عدا مرة واحدة لم أستطع فيها مقاومة النوم – وكنت حاملاً في الأشهر الأولى- لكنني لم أنم إلا بعد أن تركت له وريقة أستحلفه فيها بالله أن يوقظني عندما يعود لأعد له عشاءه، ونستمتع بوقت جميل معاً، وأتذكر أنه فعل وقال برقته المعهودة: لولا أنك أقسمت عليّ لما أيقظتك، فراحتك تهمني يا حبيبتي أكثر من راحتي.
أنجبت صبياً، ثم بنتاً ثم توءمين وتضاعفت مسؤولياتي، وصرت أستسلم للنوم قبل عودة زوجي من عمله، وبعد أن أجهز له العشاء، أو أعد له بعض الشطائر وكوب عصير، أدخل تحت الغطاء وأنسى كل الدنيا!!
استمر الحال هكذا حتى استيقظت يوماً لأشرب.. فوجدت زوجي نائماً بملابسه، ووجهه مزروع إرهاقاً.. وجوربه ما زال على قدميه، وأزرار قميصه مفكوكة وكأنه كان يخلع ملابسه فغلبه النوم. وضعت أذني على صدره جزعاً، فسمعت دقات قلبه المتعب، تنهدت اطمئناناً وقبلت جبينه وواصلت النوم دون أن أشرب جرعة ماء واحدة، فقد عز عليّ أن أرتوي وهو نائم على جوع وظمأ.. واصلت النوم ولكنني لم أنم، فقد تسلط عليّ ضميري.. وجلدني الإحساس بالذنب، وشعرت بأن وجه شريكي المكدود يرسل إليّ نظرات عتاب صامتة تخرج من عينيه المطبقتين إرهاقاً.
بكيت وسألت نفسي: لماذا نظل غافلين حتى يحدث ما يجعلنا نفيق.. لماذا استمرت غفلتي واستهانتي بواجباتي البديهية نحو زوجي حتى ذكَّرني هو بها دون أن يتعمد ذلك، فسكب على رأسي دلو ماء بارد.
أدركت أن مسؤولياتي المرهقة ليست محلاً للاختيار بينها وبين حقوق زوجي عليّ، وأنني لو وضعت كلتيهما في كفة لرجحت حتماً كفة الحقوق، وأن التفريط في هذه الحقوق يرهق ضميري فلا يهدأ مهما استراح جسدي المنهك.
في اليوم التالي عاد الحبيب من عمله فوجدني في انتظاره بكامل زينتي.. متلهفة للقائه، أضع أمامه أحلى وأرق المشاعر، وأقوم على خدمته بعيني اللتين أغمضتهما كثيراً.. كثيراً.. غفلة عن حقوقه، واستسلاماً لراحة زائفة.
منقولة للفائدة
..غلبني النوم.. وشعرت بصوت مفتاح زوجي في الباب كحلم.. وسمعت صوته يردد دعاء الدخول، ويلقي السلام، لكنني تمطيت وواصلت النوم، ولسان حالي يقول: الطعام في الثلاجة يحتاج إلى تسخين فقط ، وملابس زوجي معلقة على المشجب.. والحمام معد.. إذن فلأنم.
كل يوم أتنفس الصعداء حين ينام الصغار وأبوهم ما زال في عمله المسائي – الذي التحق به ليزيد دخله- فأدخل غرفتنا ويتملكني سلطان النوم اللذيذ ولا أستقبل زوجي عند عودته من عمله المرهق معتقدة أنه لا يحتاج مني شيئاً، ولما كان إنساناً طيباً دمث الأخلاق، فإنه لم يتعود إيقاظي منذ بدأ عمله الجديد.
في بداية زواجنا لا أذكر أن زوجي عاد من الخارج يوماً فوجدني نائمة مهما كان الوقت متأخراً، عدا مرة واحدة لم أستطع فيها مقاومة النوم – وكنت حاملاً في الأشهر الأولى- لكنني لم أنم إلا بعد أن تركت له وريقة أستحلفه فيها بالله أن يوقظني عندما يعود لأعد له عشاءه، ونستمتع بوقت جميل معاً، وأتذكر أنه فعل وقال برقته المعهودة: لولا أنك أقسمت عليّ لما أيقظتك، فراحتك تهمني يا حبيبتي أكثر من راحتي.
أنجبت صبياً، ثم بنتاً ثم توءمين وتضاعفت مسؤولياتي، وصرت أستسلم للنوم قبل عودة زوجي من عمله، وبعد أن أجهز له العشاء، أو أعد له بعض الشطائر وكوب عصير، أدخل تحت الغطاء وأنسى كل الدنيا!!
استمر الحال هكذا حتى استيقظت يوماً لأشرب.. فوجدت زوجي نائماً بملابسه، ووجهه مزروع إرهاقاً.. وجوربه ما زال على قدميه، وأزرار قميصه مفكوكة وكأنه كان يخلع ملابسه فغلبه النوم. وضعت أذني على صدره جزعاً، فسمعت دقات قلبه المتعب، تنهدت اطمئناناً وقبلت جبينه وواصلت النوم دون أن أشرب جرعة ماء واحدة، فقد عز عليّ أن أرتوي وهو نائم على جوع وظمأ.. واصلت النوم ولكنني لم أنم، فقد تسلط عليّ ضميري.. وجلدني الإحساس بالذنب، وشعرت بأن وجه شريكي المكدود يرسل إليّ نظرات عتاب صامتة تخرج من عينيه المطبقتين إرهاقاً.
بكيت وسألت نفسي: لماذا نظل غافلين حتى يحدث ما يجعلنا نفيق.. لماذا استمرت غفلتي واستهانتي بواجباتي البديهية نحو زوجي حتى ذكَّرني هو بها دون أن يتعمد ذلك، فسكب على رأسي دلو ماء بارد.
أدركت أن مسؤولياتي المرهقة ليست محلاً للاختيار بينها وبين حقوق زوجي عليّ، وأنني لو وضعت كلتيهما في كفة لرجحت حتماً كفة الحقوق، وأن التفريط في هذه الحقوق يرهق ضميري فلا يهدأ مهما استراح جسدي المنهك.
في اليوم التالي عاد الحبيب من عمله فوجدني في انتظاره بكامل زينتي.. متلهفة للقائه، أضع أمامه أحلى وأرق المشاعر، وأقوم على خدمته بعيني اللتين أغمضتهما كثيراً.. كثيراً.. غفلة عن حقوقه، واستسلاماً لراحة زائفة.
منقولة للفائدة