الروح
19-11-2006, 11:32 PM
http://www.alraidiah.org/up/up/15298842620060715.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلق النفوس فسواها ... و ألهمها فجورها و تقواها القائل : " قد أفلح من زكاها (9)و قد خاب من دساها (10) " ... و صلى الله و سلم على ألين الناس قلباً ، و أصلحهم نفساً و على آله و صحبه ، و بعد ......
فهذه كلمات يسيرة و عبارات قصيرة .....
كلمات لا أحسبها إلا ممزوجة بالصدق و عبارات لا تنقصها الصراحة !!
وجهتها إلى أغلى ما أملك !!!
إليكِ أنتِ !!
نعم أنتِ أنتِ لا أحد غيرك .....
أنتِ يا من سكنتِ داخلي بغير حولٍ مني و لا قوة فأصبحتِ سر حياتي ....
أنا لا أراكِ ... لا أسمعكِ ...
و لكني أحس بك في كل نبضة من نبضات قلبي .. في كل نفس يخرج من صدري... في كل حركة من حركاتي ..
إليكِ أنتِ يا من بيدكِ بعد الله سعادتي و عذابي و فرحي و حزني و ضحكي وبكائي ...
إذا لم أصارحكِ فما فائدة صدقي مع الناس ؟؟
و إذا لم أصْدُقككِ فلا خير في كإنسان ...
فرصتي في هذه الحياة واحدة فخسار على أن أتركها تضيع من بين يدي ....
و فرصتي معكِ أنتِ أيضاً واحدة فإن تركتك تضيعين و تنساقين لهواكِ فقد ضاع مني كل شيء ...
أعرف أنكِ تركضين و تركضين .. تلهثين .. تبحثين عن السعادة .. عن الراحة .. عن الطمأنينة ..
و ما زلتِ وراءها تركضين و خلفها تلهثين و لها تطلبين !!
بحثتِ عنها في مُتع الدنيا .. في متطلبات الجسد .. في غير ما أحل الله ..
فهل وجدتِها ؟؟
نعم لقد وجدتها في تلك اللحظات و لكن .. كيف صار حالك بعدها ؟؟
أتذكرين !!
أتذكرين حالك بعدها يوم أصابني ذلك الهم العميق و الضيق الشديد .. تلك هي سنة الله " و من أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا " ..
انظري .. كل الناس تتكلم .. كل الناس تضحك .. كل الناس تأكل و تشرب و تنام و تتمتع .. ولكن .. شتان بين هذا و ذاك ..
شتان بين من يتمتع و يأكل و يشرب بالحلال و ينام و هو مرتاح النفس مطمئن البال .. و بين من لا هم له إلا كيف يتمتع ؟؟ بالحلال أم بالحرام .. لا يهم !! المهم عنده أن يتمتع ..
إن الدنيا كلها .. بملذاتها و شهواتها .. لا تساوي مثقال ذرة من لذة يجدها العبد في الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و اللهِ ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - و أشار بالسبابة - في اليم -أي البحر - فلينظر بم يرجع " .
فهل يحق لكِ و أنتِ مني أن تستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟؟
فتتلذذي بالخزي و العار و معصية الجبار ..
و تلهثي خلف لحم شهي مسموم يعقبه مغص مذموم مطهي بالنار ؟؟
هل يحق لكِ أن تبيعي لذة أبدية بشهوة وقتية ربما ختم على قلبي بسببها ..
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها
من الحرام و يبقى الإثم و العار
تبقى عواقب سوءٍ من مغبتها
لا خير في لذة من بعدها النار
أم أنكِ نسيت أو تناسيت " و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى (41) " .
أتذكرين كم زينتِ لي من قبيح ؟؟
و كم هونتِ على من معصية ؟؟
و كم أغريتني بشهوة ؟؟
نعم .. فكم أغريتني بشهوة في الخلوات !!
و كم هونتِ علي ارتكاب المحرمات !!
و كم زينتِ لي شؤم النظرات !!
أتذكرين كم أشغلتني عن القرآن المنزل بمغنٍ يتغزل ؟؟
فبم خرجت من هذا كله ؟؟ و ما الذي جنيت ؟؟
ذنوب تتبعها ذنوب و سيئات في إثر سيئات .. و بعد عن رب الأرض و السماوات .
يا سبحان الله .. يتودد إلىًّ بالنعم و أبارزه بالمعاصي ..
كأنه لا يراني و لا يعلم سري و مكاني .
و كأن كلامي كله ليس مكتوب .. و فعلي ليس محسوب ..
بل كأني غداً بين يدي الله لست مطلوب " إنْ كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا (93) لقد أحصاهم و عدهم عدا (94) و كلهم ءاتيه يوم القيامة فردا (95) " .
اعتدت بسببكِ الغفلة فيا بئس ما اعتدته ..
و ألفت العجز فيا قبح ما ألفته ..
فكم ( حي على الصلاة ) قد ذهب صوتها كأني و الله ما سمعتها ؟؟
و كم دمعة تائب جرت تمنيت لو كان على خدي جريانها ؟؟
و مع هذا كله لا أراكِ عن مكانك تتحركين و لا بالمواعظ تعتبرين !!
رأيت أصحاب القلوب الرقيقة فوددت لو كنت مثلهم .
و تأملت أحوال العابدين فغبطتهم على عيشتهم ..
و قرأت أخبار السابقين بالخيرات فدعوت الله أن يحشرني معهم ..
استأثروا و اللهِ بلذة الدنيا و الآخرة !!
شدوا الرحال فمنهم من بلغ فهو في النعيم مقيم ..
و منهم من حذا حذوهم فهو على الطريق المستقيم ..
أتذكًّرُ حال سيد الخلق و خير من وطئ الثرى صلى الله عليه و سلم و كيف كان يستغفر الله و يتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة و هو المغفور له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ..
و حال أبي بكر رضي الله عنه و كيف كان سباقاً للخيرات مبادراً إلى الطاعات حتى رجح إيمانه على إيمان الأمة ..
و حال عمر رضي الله عنه الذي كان في وجهه خطان أسودان من البكاء خشية من رب الأرض و السماء .
و هو الذي كان إيمانه عزا و هجرته فتحا و ولايته عدلا ..
و حال عثمان رضي الله عنه الذي كان إذا وقف على قبرٍ بكى حتى تبتل لحيته .. و هو الذي كان لا يفتر عن قراءة القرآن ..
و حال علي رضي الله عنه الذي طلق الدنيا ثلاثاً فكان يقول : " يا دنيا .. يادنيا .. إلىًّ تعرضتِ أم بي تشوقت ؟؟ هيهات هيهات ، غري غيري قد طلقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ ، فعمركِ قصير و عيشكِ حقير و خطركِ كبير ، آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق " .
تفكرت في حال بعض السلف .. كيف لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة !!
كيف كان بعضهم إذا قام إلى الصلاة يتغير لونه فيقال له : ما بالك يرحمك الله ؟ فيقول:هل تدرون بين يدي من سأقوم ؟؟
تفكرت في حالهم و تذكرت أعمالهم ثم تساءلت ..
أين أنا منهم ؟ و أين أنتِ عنهم ؟
هم قوم قد أوقفهم القرآن ، و حال بينهم و بين هلكتهم .. ترى أحدهم كالأسير في الدنيا ، يسعى إلى فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله .
حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ..
ووزنوا أعمالهم قبل أن توزن عليهم ..
و حرصوا على الإستعداد للعرض الأكبر على الله عز و جل ..
قد وجهوا للجنة القوافل ..
و اتخذوا أنفسهم مطايا .. و صالح الأعمال إليها رواحل ..
فيــــــــــــا نفس ......
كيف أنتِ مني غداً و قد رأيت رَكْبهم يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم ؟؟
كيف بكِ و قد حيل بيني و بينهم ؟؟
هل سينفع الندم؟؟
و هل ستغني الحسرات ؟؟
أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممات ؟؟
يا نفس .. أما نظرتِ و اعتبرتِ بمن هم تحت الثرى من أهل الدنيا !!
كيف كانوا و كيف صاروا........
سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلق النفوس فسواها ... و ألهمها فجورها و تقواها القائل : " قد أفلح من زكاها (9)و قد خاب من دساها (10) " ... و صلى الله و سلم على ألين الناس قلباً ، و أصلحهم نفساً و على آله و صحبه ، و بعد ......
فهذه كلمات يسيرة و عبارات قصيرة .....
كلمات لا أحسبها إلا ممزوجة بالصدق و عبارات لا تنقصها الصراحة !!
وجهتها إلى أغلى ما أملك !!!
إليكِ أنتِ !!
نعم أنتِ أنتِ لا أحد غيرك .....
أنتِ يا من سكنتِ داخلي بغير حولٍ مني و لا قوة فأصبحتِ سر حياتي ....
أنا لا أراكِ ... لا أسمعكِ ...
و لكني أحس بك في كل نبضة من نبضات قلبي .. في كل نفس يخرج من صدري... في كل حركة من حركاتي ..
إليكِ أنتِ يا من بيدكِ بعد الله سعادتي و عذابي و فرحي و حزني و ضحكي وبكائي ...
إذا لم أصارحكِ فما فائدة صدقي مع الناس ؟؟
و إذا لم أصْدُقككِ فلا خير في كإنسان ...
فرصتي في هذه الحياة واحدة فخسار على أن أتركها تضيع من بين يدي ....
و فرصتي معكِ أنتِ أيضاً واحدة فإن تركتك تضيعين و تنساقين لهواكِ فقد ضاع مني كل شيء ...
أعرف أنكِ تركضين و تركضين .. تلهثين .. تبحثين عن السعادة .. عن الراحة .. عن الطمأنينة ..
و ما زلتِ وراءها تركضين و خلفها تلهثين و لها تطلبين !!
بحثتِ عنها في مُتع الدنيا .. في متطلبات الجسد .. في غير ما أحل الله ..
فهل وجدتِها ؟؟
نعم لقد وجدتها في تلك اللحظات و لكن .. كيف صار حالك بعدها ؟؟
أتذكرين !!
أتذكرين حالك بعدها يوم أصابني ذلك الهم العميق و الضيق الشديد .. تلك هي سنة الله " و من أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا " ..
انظري .. كل الناس تتكلم .. كل الناس تضحك .. كل الناس تأكل و تشرب و تنام و تتمتع .. ولكن .. شتان بين هذا و ذاك ..
شتان بين من يتمتع و يأكل و يشرب بالحلال و ينام و هو مرتاح النفس مطمئن البال .. و بين من لا هم له إلا كيف يتمتع ؟؟ بالحلال أم بالحرام .. لا يهم !! المهم عنده أن يتمتع ..
إن الدنيا كلها .. بملذاتها و شهواتها .. لا تساوي مثقال ذرة من لذة يجدها العبد في الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " و اللهِ ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه - و أشار بالسبابة - في اليم -أي البحر - فلينظر بم يرجع " .
فهل يحق لكِ و أنتِ مني أن تستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟؟
فتتلذذي بالخزي و العار و معصية الجبار ..
و تلهثي خلف لحم شهي مسموم يعقبه مغص مذموم مطهي بالنار ؟؟
هل يحق لكِ أن تبيعي لذة أبدية بشهوة وقتية ربما ختم على قلبي بسببها ..
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها
من الحرام و يبقى الإثم و العار
تبقى عواقب سوءٍ من مغبتها
لا خير في لذة من بعدها النار
أم أنكِ نسيت أو تناسيت " و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى (40) فإن الجنة هي المأوى (41) " .
أتذكرين كم زينتِ لي من قبيح ؟؟
و كم هونتِ على من معصية ؟؟
و كم أغريتني بشهوة ؟؟
نعم .. فكم أغريتني بشهوة في الخلوات !!
و كم هونتِ علي ارتكاب المحرمات !!
و كم زينتِ لي شؤم النظرات !!
أتذكرين كم أشغلتني عن القرآن المنزل بمغنٍ يتغزل ؟؟
فبم خرجت من هذا كله ؟؟ و ما الذي جنيت ؟؟
ذنوب تتبعها ذنوب و سيئات في إثر سيئات .. و بعد عن رب الأرض و السماوات .
يا سبحان الله .. يتودد إلىًّ بالنعم و أبارزه بالمعاصي ..
كأنه لا يراني و لا يعلم سري و مكاني .
و كأن كلامي كله ليس مكتوب .. و فعلي ليس محسوب ..
بل كأني غداً بين يدي الله لست مطلوب " إنْ كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا (93) لقد أحصاهم و عدهم عدا (94) و كلهم ءاتيه يوم القيامة فردا (95) " .
اعتدت بسببكِ الغفلة فيا بئس ما اعتدته ..
و ألفت العجز فيا قبح ما ألفته ..
فكم ( حي على الصلاة ) قد ذهب صوتها كأني و الله ما سمعتها ؟؟
و كم دمعة تائب جرت تمنيت لو كان على خدي جريانها ؟؟
و مع هذا كله لا أراكِ عن مكانك تتحركين و لا بالمواعظ تعتبرين !!
رأيت أصحاب القلوب الرقيقة فوددت لو كنت مثلهم .
و تأملت أحوال العابدين فغبطتهم على عيشتهم ..
و قرأت أخبار السابقين بالخيرات فدعوت الله أن يحشرني معهم ..
استأثروا و اللهِ بلذة الدنيا و الآخرة !!
شدوا الرحال فمنهم من بلغ فهو في النعيم مقيم ..
و منهم من حذا حذوهم فهو على الطريق المستقيم ..
أتذكًّرُ حال سيد الخلق و خير من وطئ الثرى صلى الله عليه و سلم و كيف كان يستغفر الله و يتوب إليه في اليوم أكثر من مائة مرة و هو المغفور له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ..
و حال أبي بكر رضي الله عنه و كيف كان سباقاً للخيرات مبادراً إلى الطاعات حتى رجح إيمانه على إيمان الأمة ..
و حال عمر رضي الله عنه الذي كان في وجهه خطان أسودان من البكاء خشية من رب الأرض و السماء .
و هو الذي كان إيمانه عزا و هجرته فتحا و ولايته عدلا ..
و حال عثمان رضي الله عنه الذي كان إذا وقف على قبرٍ بكى حتى تبتل لحيته .. و هو الذي كان لا يفتر عن قراءة القرآن ..
و حال علي رضي الله عنه الذي طلق الدنيا ثلاثاً فكان يقول : " يا دنيا .. يادنيا .. إلىًّ تعرضتِ أم بي تشوقت ؟؟ هيهات هيهات ، غري غيري قد طلقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ ، فعمركِ قصير و عيشكِ حقير و خطركِ كبير ، آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق " .
تفكرت في حال بعض السلف .. كيف لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة !!
كيف كان بعضهم إذا قام إلى الصلاة يتغير لونه فيقال له : ما بالك يرحمك الله ؟ فيقول:هل تدرون بين يدي من سأقوم ؟؟
تفكرت في حالهم و تذكرت أعمالهم ثم تساءلت ..
أين أنا منهم ؟ و أين أنتِ عنهم ؟
هم قوم قد أوقفهم القرآن ، و حال بينهم و بين هلكتهم .. ترى أحدهم كالأسير في الدنيا ، يسعى إلى فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله .
حاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبوا ..
ووزنوا أعمالهم قبل أن توزن عليهم ..
و حرصوا على الإستعداد للعرض الأكبر على الله عز و جل ..
قد وجهوا للجنة القوافل ..
و اتخذوا أنفسهم مطايا .. و صالح الأعمال إليها رواحل ..
فيــــــــــــا نفس ......
كيف أنتِ مني غداً و قد رأيت رَكْبهم يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم ؟؟
كيف بكِ و قد حيل بيني و بينهم ؟؟
هل سينفع الندم؟؟
و هل ستغني الحسرات ؟؟
أم هل سينفع طلب الرجوع عند الممات ؟؟
يا نفس .. أما نظرتِ و اعتبرتِ بمن هم تحت الثرى من أهل الدنيا !!
كيف كانوا و كيف صاروا........
سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته