نجم
27-11-2006, 12:35 PM
أسعد الله مساءكم بكل خير
كثيرا ما يحمل الواقع أحداثا... قد تمر مرور الكرام... وقد تستوقفنا دقيقة للتفكر فيها... فتغير جزءا من حياتنا الروتينية المعتادة...
**************************
اترركم مع الدكتور عبدالعزيز الغامدي من مستشفى الدمام المركزي ............>>>
استيقظت باكرا كعادتي... وتوجهت إلى المستشفى... وحضرت الاجتماع الصباحي اليومي... وبعدها...
إلى غرفة العمليات
لبست اللباس الخاص... وتوجهت إلى الغرفة رقم 6... حيث ضجيج الأجهزة الطبية...وأصوات شاشات مراقبة حركات القلب وجهاز التنفس الصناعي...
وطاقم التمريض والفنيين كذلك.. فهذه ممرضة تجهز أدوات الجراحة والتعقيم... وأخرى تساعد في ضبط أضاءات الغرفة... وفني يعمل على المحاليل الوريدية... وطبيب التخدير مع مساعديه يتفحصون أجهزة التخدير والتنفس...
وهناك وعلى طاولة العلمليات... يتمدد جسم ضخم... يزن 140 كج... تكاد الطاولة أن تئن من ثقله... إنه المريض عبدالله... عمره 25 سنة.. ويعاني من سمنة مفرطة.... والعملية هي
(ربط المعدة)
أتيت لعبدالله وسلمت عليه...فعرفني... وجدته - مع شدته وقوة بأسه- خائفا مرتبكا... فأخذت بالحديث معه ألطف الأجواء قليلا... لحين فراغ الفنيين من التجهيز...
وأثناء الحديث... بكى الرجل وتساقطت الدموع من عينيه... ليش ياعبدالله كذا؟ قال: خايف يادكتور.. من أيش خايف؟ قال: أخاف بعد التخدير ما عاد أقوم...ولا أرجع للدنيا... تكفى إذا صار لي شي والا شي.. تسلّم لي على أمي...
ذكرته بالله... وهدأت من روعه.. وحاولت تبسيط الوضع وأقناعه بأن الأمور على مايرام... فهدأ قليلا
بدأنا بتخديره.. وشيئا فشيئا... فقد الوعي... ولكن ما يزال صدغيه مبلالان بالدموع!!
ذهبت وتعقمت.. واجرينا العملية... استغرقت فترة من الزمن... كنت خلالها أفكر فيما بين يدي من جراحة تارة وأفكر في دنيانا التي نعيشها ونخشى فراقها تارة أخرى...
وانتهت العملية بحمد الله...
بدأنا بإفاقة عبدالله.. وبدأ يستعيد وعيه قليلا...
حملوه إلى سرير آخر... ونقلوه إلى غرفة الإفاقة... وذهبت معه إلى هناك...
وعندما أفاق... قلت له: الحمد لله عالسلامة.. العملية تمام... نظر وتلفت في جسده كأنه يتفقده... الله يسلمك يادكتور...
قلت له مداعبا: أشوفك رجعت للدنيا يابو عابد... قال : الحمد لله... وذرفت عيناه المخدرتان بالدموع! مرة أخرى
تعجبت من حاله...
ولكنها الدنيا...
على مافيها من أحزان والآم ومتاعب...
ولكن لايحب الانسان أن يفارقها...
فهل تستحق دنيانا أن نبكي عليها... ونريق لها ماء عيوننا ؟!!!
كثيرا ما يحمل الواقع أحداثا... قد تمر مرور الكرام... وقد تستوقفنا دقيقة للتفكر فيها... فتغير جزءا من حياتنا الروتينية المعتادة...
**************************
اترركم مع الدكتور عبدالعزيز الغامدي من مستشفى الدمام المركزي ............>>>
استيقظت باكرا كعادتي... وتوجهت إلى المستشفى... وحضرت الاجتماع الصباحي اليومي... وبعدها...
إلى غرفة العمليات
لبست اللباس الخاص... وتوجهت إلى الغرفة رقم 6... حيث ضجيج الأجهزة الطبية...وأصوات شاشات مراقبة حركات القلب وجهاز التنفس الصناعي...
وطاقم التمريض والفنيين كذلك.. فهذه ممرضة تجهز أدوات الجراحة والتعقيم... وأخرى تساعد في ضبط أضاءات الغرفة... وفني يعمل على المحاليل الوريدية... وطبيب التخدير مع مساعديه يتفحصون أجهزة التخدير والتنفس...
وهناك وعلى طاولة العلمليات... يتمدد جسم ضخم... يزن 140 كج... تكاد الطاولة أن تئن من ثقله... إنه المريض عبدالله... عمره 25 سنة.. ويعاني من سمنة مفرطة.... والعملية هي
(ربط المعدة)
أتيت لعبدالله وسلمت عليه...فعرفني... وجدته - مع شدته وقوة بأسه- خائفا مرتبكا... فأخذت بالحديث معه ألطف الأجواء قليلا... لحين فراغ الفنيين من التجهيز...
وأثناء الحديث... بكى الرجل وتساقطت الدموع من عينيه... ليش ياعبدالله كذا؟ قال: خايف يادكتور.. من أيش خايف؟ قال: أخاف بعد التخدير ما عاد أقوم...ولا أرجع للدنيا... تكفى إذا صار لي شي والا شي.. تسلّم لي على أمي...
ذكرته بالله... وهدأت من روعه.. وحاولت تبسيط الوضع وأقناعه بأن الأمور على مايرام... فهدأ قليلا
بدأنا بتخديره.. وشيئا فشيئا... فقد الوعي... ولكن ما يزال صدغيه مبلالان بالدموع!!
ذهبت وتعقمت.. واجرينا العملية... استغرقت فترة من الزمن... كنت خلالها أفكر فيما بين يدي من جراحة تارة وأفكر في دنيانا التي نعيشها ونخشى فراقها تارة أخرى...
وانتهت العملية بحمد الله...
بدأنا بإفاقة عبدالله.. وبدأ يستعيد وعيه قليلا...
حملوه إلى سرير آخر... ونقلوه إلى غرفة الإفاقة... وذهبت معه إلى هناك...
وعندما أفاق... قلت له: الحمد لله عالسلامة.. العملية تمام... نظر وتلفت في جسده كأنه يتفقده... الله يسلمك يادكتور...
قلت له مداعبا: أشوفك رجعت للدنيا يابو عابد... قال : الحمد لله... وذرفت عيناه المخدرتان بالدموع! مرة أخرى
تعجبت من حاله...
ولكنها الدنيا...
على مافيها من أحزان والآم ومتاعب...
ولكن لايحب الانسان أن يفارقها...
فهل تستحق دنيانا أن نبكي عليها... ونريق لها ماء عيوننا ؟!!!