سمو الاخلاق
31-12-2006, 08:42 PM
في لقاء استمر أربع ساعات ونصف الساعة .. خليل الدليمي سجل أهم ما فيه
شبكة البصرة
اعد الحوار للنشر: مصطفي بكري
كانت البداية اتصالا من المحامي والمناضل القومي زياد الخصاونة رئيس هيئة الاسناد للدفاع عن الرئيس صدام حسين ورفاقه.. أبلغني بمضمون المقابلة التي جرت بين المحامي العراقي خليل الدليمي وبين الرئيس صدام.. قال لي لقد اتصل به الدليمي وطلب منه ابلاغي سلام الرئيس صدام إليٌ وإلي بعض الزملاء الآخرين.
قلت للاستاذ زياد الخصاونة: أريد منك أن تتحدث مع الاستاذ خليل الدليمي ليخص 'الأسبوع' بمضمون الحوار الذي تم بينه وبين الرئيس صدام، فوعدني خيرا.
ويوم الثلاثاء الماضي كان زياد الخصاونة يبلغني أن خليل الدليمي قد وصل إلي الاردن وأنه يريد التحدث معي.. دار بيننا حوار طويل، استمعت منه إلي كافة تفاصيل الحوار وسجلت ذلك، وبعد أن انتهت المكالمة، عاودت الاتصال لأطلب منه أن يروي لي بعض التفاصيل الأخري وأن يبعثها إليٌî مكتوبة علي 'الايميل' وبالفعل في اليوم التالي كان الاستاذ خليل الدليمي يبعث إليٌ بكل ما أمكن تسجيله خلال المقابلة للنشر علي صفحات 'الأسبوع' التي اختصها بهذه التفاصيل حول حياة الرئيس صدام داخل السجن، وآرائه ومواقفه تجاه بعض القضايا، ثم بعض الأسرار التي تعلقت بالمقاومة وطريقة القبض عليه وبعض الوقائع الهامة الأخري.
لقد تعرض خليل الدليمي للعديد من محاولات الاغتيال والتهديد اليومي بالاغتيال من قبل عملاء المحتل الأمريكي وأذنابه داخل وخارج العراق، لكنه بقي صامدا ولايزال، رافضا التخلي عن رسالته النبيلة في الدفاع عن رئيس شرعي تم أسره واختطافه ووضعه رهينة في مكان سري تمهيدا لتقديمه إلي محاكمة هزلية تخضع لإشراف المحتل ولا تستطيع الخروج عن طوعه.
'الأسبوع' تنشر وقائع الحوار الهام بين الرئيس صدام حسين ومحاميه خليل الدليمي ليدرك الناس أن كثيرا من الحقائق زيفت، وكثيرا منها لايزال غائبا عن الأذهان.
لم يكن قرارا فجائيا، فمنذ أكثر من عام وأنا أحاول، لكن الفشل كان دوما من نصيبي .. في اغسطس (آب) الماضي تقدمت بواسطة نقابة المحامين إلي المحكمة الخاصة التي أنشأها الاحتلال للحصول علي وكالة من قبل السيد الرئيس صدام حسين تمكنني من الدفاع عنه خلال المحاكمة المنتظرة.
كنت ادرك منذ البداية حجم العراقيل، وكنت أعرف أن المحتل لن يستجيب لطلبي بسهولة، رغم أن هذه الطريقة غير معمول بها في كل قوانين العالم، لأن المتهم مهما يكن، فالقوانين تكفل له حرية اختيار محاميه عن قناعة وبطريقة حرة ومباشرة وبإرادة كاملة.
بعد اتصالات مكثفة، وجدل طويل، تم توقيع الوكالة وقدمتها هدية لعائلة السيد الرئيس، ولهيئة الدفاع التي يترأسها حاليا المناضل القومي زياد الخصاونة.. قبيل شهرين كنت قد تقدمت بطلب لمقابلة السيد الرئيس .. وكان الأمر قد جري بالتنسيق بيني وبين هيئة الدفاع من ناحية، ثم بيني وبين أسرة السيد الرئيس من ناحية ثانية .. فجأة دقٌ الهاتف، ابلغت من قبل المحكمة ونقابة المحامين بتحديد يوم الثاني من ديسمبر الماضي لمقابلة السيد الرئيس صدام حسين.. ذهبت إلي المكان المحدد في التوقيت المحدد، ولكن فجأة ابلغت بتأجيل الموعد دون سبب مفهوم، وفي يوم السادس عشر من شهر ديسمبر الماضي.. ابلغت بالموعد الجديد.. ذهبت إلي حيث المكان الذي حدد لي.. سمح لي حاجز التفتيش العراقي بالدخول دون أية تحقيقات تذكر، وأدركت ساعتها أن الجانب الأمريكي اشار إليهم بالسماح لي بالدخول.
وهناك حيث هذا المكان، وجدت سيارة مصفحة أمريكية مظللة، ومعها 4 سيارات عسكرية من نوع 'همر' للحماية.. صعدت إلي السيارة المصفحة، علي يساري جلس جندي أمريكي من قوات المارينز، وعلي الجانب الآخر كان هناك جندي يقف علي قدميه في مكان مرتفع، مصوبا بندقيته المتوسطة باتجاه الطريق.. مضت المصفحة الأمريكية إلي مكان مجهول، فلم يكن متاحا أمامي معرفة الوجهة أو الطريق، كانت السرعة تتراوح ما بين 60 70 كم، وبعد نحو خمسين دقيقة وجدت نفسي في المكان المجهول
عندما تم فتح باب المصفحة وجدت نفسي داخل انبوب اسطواني بقطر 35 مترا تقريبا.. مضيت سيرا علي الاقدام ومعي أحد الجنود نحو 25 مترا، وفجأة وجدت نفسي في الصالة الرئيسية للمكان الذي يقبع فيه الرئيس صدام، وكانت الصالة هي عبارة عن غرفة تبلغ مساحتها 5 أمتار ھ 5 أمتار تقريبا، كان هناك بابان أحدهما يؤدي إلي صالة صغيرة تم فيها اللقاء بيني وبين السيد الرئيس، أما الباب الآخر فكان يؤدي إلي غرفة الاحتجاز التي يقبع فيها الرئيس صدام..
عند وصولي إلي الصالة المحددة كان هناك أربعة من ضباط المارينز لا أعرف رتبهم، وكانت امامهم طاولة وعليها جهاز كمبيوتر، تبين لي فيما بعد أنه جهاز الهدف منه رصد اللقاء كاملا بيني وبين الرئيس، كنت اعرف ان اللقاء سيكون مسجلا بالصوت والصورة كاملا، لكن ذلك لا يهم..
كنت احمل معي حقيبة بها بعض الأوراق والهدايا للسيد الرئيس، طلبوا مني وضع الحقيبة علي المائدة، فتشوها وصادروا كل شيء، ولم يسمحوا لي سوي بالمصحف الشريف، وابلغوني أنهم سيدخلونني إليه بعد الحصول علي موافقته أولا، فوافقت.. وسألوني: هل تحمل رسائل مكتوبة؟ فكان جوابي: كلا. تقدم مني أحد الضباط وقال: عليك ألا تعانق الرئيس أو تقبله أو تحييه بالتشابك، وقالوا لي لقد وضعنا طاولتين بينكما حتي تصافحه باليد فقط وعن بعد.. وقالوا لي: إن هناك عسكريا امريكيا سيكون معنا لحمايتنا أنا والرئيس من بعضنا البعض واكدوا أن كل ما أريد اعطاءه للرئيس أو بالعكس سيكون بواسطة هذا العسكري الواقف علي قدميه والذي كان يستبدل كل نصف ساعة، وابلغوني ان مدة اللقاء هي أربع ساعات ونصف الساعة. الآن حانت لحظة اللقاء.. كان هناك احساس دفين يتجاذبني، كنت تواقا إلي رؤيته، وإلي عناقه.. كنت ادرك أنني لا استطيع أن ألتزم بهذا البروتوكول الذي أملوه عليٌ، خالجني شعور الانسان العراقي قبل المحامي.. أنا مواطن وهذا هو رئيسي الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة.. قلت: أبدا لن أقبل أن أصافح الرئيس بهذا البرود.. مستحيل أن أراه ولا أعانقه.. كانت كلماتي حاسمة إما أن يسمحوا لي بالتعبير عن مشاعري الطبيعية تجاه الرئيس الشرعي، وإما فلتلغ الزيارة من الأساس.
الدقائق تمر ثقيلة، وحالة من الشد والجذب بيني وبين الضباط تتصاعد.. طرحوا الأمر علي القيادة العسكرية في هذا المكان، وكانت سيدة برتبة جنرال، وأمام اصراري لم يكن هناك من خيار أمامهم سوي الاستجابة. دخلت إلي المكان المحدد، دخل خلفي كافة الضباط ومعهم الحارس.. إنهم يريدون أن يشاهدوا كيفية
استقبالي للسيد الرئيس، انه مشهد فضولي لكنه ذو دلالة هامة.. يريدون أن يعرفوا بعد كل ما قيل، كيف يتعامل العراقيون مع رئيسهم الأسير.. بعد نحو دقيقتين تقريبا دخل الرئيس صدام بطول قامته وشموخه: فرح قلبي كثيرا.. كانت بنيته الجسدية افضل مما كانت عليه خلال جلسة التحقيق، وكان شعر رأسه طويلا إلي حد ما، ولحيته في حاجة إلي التهذيب.. بسرعة البرق، وما أن التقت عيوننا، حتي خرجت عن الطاولة التي وضعت لتفصل بيننا وأديت التحية العسكرية الكاملة لسيادته، ثم عانقته بشدة وكأنني كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل، ربت الرئيس علي ظهري بيديه، وكان حنونا، رغم أنني لم اتشرف سابقا بلقائه، ولم تكن لي أية معرفة شخصية به.. كنت أشعر أنه رئيسي الشرعي، باعث نهضة العراق، الرجل الذي تربينا في عهده وعشنا معه لحظات الانتصار ولحظات الصمود .. لذلك لم اتردد في تقبيل يده الشريفة بعد انتهاء العناق.
كانت الدهشة تعلو وجوه الضباط الأمريكيين.. قال أحدهم: ما هذا الذي يحدث؟ كان ينظر إلي وجوه زملائه وكأنه يريد أن يقول لهم: أليس هذا الرجل هو الذي قالوا لنا إنه الديكتاتور الذي ينتظر العراقيون ازاحته عن السلطة بفارغ الصبر؟ ها أنذا أري أمامي عكس ذلك.. بدت وجوه الضباط الاربعة وكأنها في حاجة إلي اجابات حاسمة حول العديد من علامات الاستفهام.. لقد خرجوا جميعا مذهولين واغلقوا الباب من خلفهم وتركوني مع السيد الرئيس والحارس الأمريكي الذي كان يجري تبديله كل نصف ساعة تقريبا.
جلس الرئيس علي الكرسي ، وضع معطفه الأسود الذي كان يحمله علي الطاولة، كان يرتدي سترة سوداء وقميصا ابيض وبنطلونا أسود.. أخرج من سترته قلما وكراسا صغيرا أوراقه صفراء.. بدأ يقلب الصفحات، وقال لي وكأنه يحدد وجهة الحديث بيننا قبل أن أبدأ: اسمع يا ولدي هذا الشعر .. إن لم تكن رأسا فلا تكن آخره * فليس الآخر سوي الذنب
ثم استرسل الرئيس حتي نهاية القصيدة التي ابهرتني، ورحت أطلب من السيد الرئيس أن يعيد قراءة البيت الأول مرة أخري حتي اتمكن من كتابته.
سألته: هل هذه القصيدة من تأليفك يا سيادة الرئيس؟
فقال: نعم.. لقد كتبتها داخل السجن، لأن السجن لا يمكن أبدا أن ينال من ارادة العربي المناضل المدافع عن حقوق امته، إن كل من يقرأ التاريخ ويعرف أن العربي الحر لا يقبل أن يكون خانعا أو ذليلا أو منكسرا، بل يظل مرفوع الرأس حتي في لحظات الظلم والقهر وجبروت المحتل.
نظر إليٌ الرئيس وكأنه يريد أن يعرف مني وقائع ما يجري خارج هذا السجن، قدمت نفسي إليه، عرفته بنفسي وبعشيرتي وبالمدينة التي أنتمي إليها فشعرت بحالة من الاطمئنان علي وجهه.
قلت له: سيدي الرئيس أنت المعلم والقائد وأنا التلميذ، جئت لأستمع لتوجيهاتك، وأنا عضو في هيئة الدفاع التي شكلت للدفاع عنك؟
قال لي: استرسل أريد أن اسمعك
قلت له: لقد شكلنا هيئة الدفاع من عدد كبير من المحامين برئاسة المحامي العربي الاردني الكبير زياد الخصاونة، وقلت له ان الهيئة ضمت عددا من كبار المحامين العرب والاجانب، وتحدثت معه عن اهداف الهيئة، ومتابعة كريمته الأخت رغد واشرافها المباشر عليها، ونقلت له تحيات هذه الهيئة وتحيات رئيسها وتحيات كل العراقيين الوطنيين الشرفاء وتحيات كل العرب المخلصين.
سألني: ما رأيكم بجلسة الاستماع الأولي في المحكمة، وعما اذا كان قد جري نقلها كاملة علي التليفزيون ووسائل الاعلام؟
قلت له: لقد كان لها تأثير ايجابي كبير علي معنويات الشارع العربي والعراقي.. وكان رأي الجميع انك كنت تحاكم من يزعم محاكمتك، وأن الناس قد اعجبت بصمودك وكبريائك، ورفضك التراجع عن كل مواقفك رغم كل الضغوط التي مورست ولاتزال تمارس ضدك.
قال الرئيس: هذه محكمة غير شرعية وغير دستورية.. انها صنيعة الاحتلال.. وهي من مسوغات الغزو الكاذبة، وواحدة من ثمرات جريمة العدوان الخارج علي الشرعية الدولية، إنها تمثل اهانة للعدالة والقانون، مسرحية هزلية، وهي لعبة المقصود منها خداع الرأي العام وتصوير الأمر وكأنهم يرضخون للعدالة والقانون وهم أبعد من ذلك بكثير، لقد قرأت اتفاقية نيف خاصة ما يتعلق منها بالأسري ولذلك أنصح بأن يتم استعمال الدفوع القانونية والشكلية بالنسبة لتشكيل المحكمة المخالف للقوانين العراقية وأيضا للدستور العراقي وكذلك لاتفاقية نيف وأن ما بني علي باطل فهو باطل.
وأضاف الرئيس: لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال وبيد الحاكم الأمريكي وهذا يعني اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافرا علي القانون العراقي والدولي علي السواء لذلك اطالبكم بأن يكون الدفاع قانونيا وسياسيا واعلاميا، واطلب منكم ايضا ابلاغ تحياتي لكافة اعضائها خاصة الأخ زياد الخصاونة ولعائلته الاصيلة وصاحبة التاريخ، ولي طلب لديكم جميعا باستبدال الاسم الحالي لهيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين إلي 'هيئة الاسناد للدفاع عن كافة الأسري والمعتقلين العراقيين والعرب'، .. وأنا اترك لكم ولهيئة الاسناد حرية التصرف في الموضوع بشكل كامل.
بدأ الرئيس حديثه معي بعد ذلك بالسؤال عن احوال الشعب العراقي فتحدثت معه مطولا في وقائع ما يجري علي الأرض..
قال الرئيس: نعم اتوقع ذلك وما هو اكثر، فأمريكا جاءت إلي العراق وهي تعرف أهدافها جيدا.. لقد جاءت لتدمير الدولة العراقية ونشر الفوضي علي أراضيها وبث الفتن بين ابنائها.. واشاعة القتل والدمار والخراب، ونهب ثرواته.
واضاف الرئيس: لقد كنت أنا ورفاقي في القيادة نعرف أن العدوان قادم، قادم، وأن كل ادعاءات بوش الثاني ومن حوله، هي محاولة هدفها تسويق العدوان.. وان نواياهم كانت واضحة بغض النظر عن صحة أو كذب ما يرددونه.
الدليمي: ولكن يا سيادة الرئيس لقد ثبت كذب كل هذه الادعاءات وهذا يخدم موقفك القانوني. صدام: عندما كنا نقول إن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل كنا صادقين، ولذلك فتحنا لهم أراضي العراق وسماءه وكانت لدينا ثقة أنهم لم يعترفوا بالحقيقة، لكننا أردنا أن نثبت للرأي العام بأسره أننا نتعاون إلي اقصي الحدود خاصة بعد أن طلب مني بعض القادة العرب ذلك، ولكن للأسف فقد تجاوزت أمريكا المجتمع الدولي بأسره وشنت العدوان دون سند من شرعية أو قانون وخارج نطاق مجلس الأمن، ومع ذلك لم نسمع صوتا لأحد ليطالب بمحاسبة أمريكا لأنها كذبت علي الجميع ووضح أن الأمر كما كنا نقول دائما يتعلق بالنفط وإسرائيل، ولذلك ارجو منكم ان توثقوا كافة التصريحات التي صدرت في هذا الصدد من فرنسا والمانيا وغيرهما..
الدليمي: هناك ايضا تصريح للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان اعتبر فيه أن ما جري هو تجاوز للأمم المتحدة والاحتلال غير شرعي وغير مبرر.
صدام: هذا أمر مهم يجب توثيقه أيضا، لأني اعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة ضاق ذرعا بالمواقف الأمريكية وهو يدرك حقيقة الهدف ويعرف أن أمريكا تريده مجرد تابع وليس صاحب قرار. الدليمي: لقد اسقط الشعب الاسباني رئيس الوزراء الاسباني 'اثنار' في الانتخابات وتولي الاشتراكيون السلطة وقاموا بسحب القوات الاسبانية من العراق.
صدام.. وقد بدا الارتياح علي وجهه: هذا عظيم .. وإن شاء الله سيجبر كل اذيال بوش علي سحب قواتهم من أرض الرافدين، وسيجد نفسه وحيدا وسيجبر علي سحب قواته التي لن تستمر طويلا في المكابرة.. أريد أن أقول لك إن المقاومة العراقية الباسلة أعدت نفسها جيدا، وأنا أثق في أن الشعب العراقي لن يقبل بالهوان واحتلال أراضيه، العراقيون لن يفرطوا في شرفهم كما يظن الأمريكيون وأذنابهم من العملاء والتابعين. انني اريد أن أقول لك يا بني إن الصفحة الثانية من صفحات المعركة بدأت يوم 11/4/2003 أي بعد الاحتلال بيومين فقط.. لقد اجتمعت بالقادة العسكريين والسياسيين في هذا الوقت وقلت لهم: الآن فلتبدأوا الصفحة الثانية من المعركة.. ولذلك ما يجري الآن هو ليس وليد الصدفة ولا هو مجرد رد فعل عفوي، بل إنها عملية مخططة من قبل العدوان الأخير بكثير.
كنا نعرف أن هذا اليوم قادم وكنا علي ثقة بأن المعركة الكبري ستبدأ بعد احتلال بغداد وليس قبله.. نعم حدثت خيانة من فئة محدودة جدا، لكن الجيش العراقي البطل والمناضلين الأشاوس، كانوا يعرفون أن الصفحة الثانية قد بدأت، ولذلك استعدوا بكل ما يملكون من أجل هذا اليوم الذي لم يتوقعه الأمريكيون أبدا. أنا اسألك عن احوال الشعب العراقي وعن وحدته الوطنية وهل استطاع الاحتلال شق وحدته الوطنية وزرع بذور الفتنة؟
الدليمي: قلت له.. امريكا تحاول لكنها تفشل حتي الآن، وحكيت له بعض هذه المحاولات. الرئيس صدام: اعرف أن هناك اطرافا عديدة وليس الأمريكيين فحسب يريدون تدمير وحدة العراق التي ترسخت علي مدي قرون، وادرك أن هذه القوي ستمارس عمليات القتل والتفجيرات المتبادلة وسيقدمون معلومات مغلوطة إلي كل طرف لتفجير العلاقة والتحريض علي الحرب الأهلية والطائفية ولكن أنا لدي ثقة بأن هذه المحاولات سترتد جميعا إلي صدر المحتل والقوي التي تحالفه، انني احملك يا بني عددا من الوصايا ارجو منك ان تنقلها إلي الشعب العراقي:
يجب ألا يكون قبول القيادة إلا علي أساس الحزم والجرأة والشجاعة وصلابة الموقف.
كل صاحب عنوان عليه الحفاظ علي أمانة الوطن والاعتبارات الصادقة الشريفة.
إلي المترددين عليهم أن يتذكروا مبايعتهم وعليهم أن يتذكروا الالتزام.
مطلوب من رجال الدين في العراق الاتصال والنهوض وتحمل الامانة.
مطلوب توحيد الصفوف وتضييع الفرصة علي الاعداء. ا لاتصال بالمنظمات الشعبية والحكومية وتلا الآية الكريمة 'ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون' ثم 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'.
الدليمي: أخبرته بموقف إيران وقلت له: إن هناك حوالي 2.5 مليون إيراني دخلوا إلي العراق، وتم قيدهم في جداول الانتخابات علي أنهم عراقيون خصوصا بعد حرق كافة أوراق السجل المدني بالعراق.
الرئيس صدام : هؤلاء فرس يرجعون لأصولهم وهذه سيرتهم وليس هناك جديد.. إنني أحذر من غدر إيران وتدخلها السافر في شئون العراق.. إنها تقف وراء محاولة بث الفتنة، لأنها لا تريد فقط أن تقتطع الجنوب العراقي لتلحقه بالدولة الفارسية الشيعية، ولكنها أيضا تريد الاستيلاء علي كل العراق.. وهذا هو هدفهم الذي أدركناه مبكرا.. إن الحلم الفارسي في إقامة دولة كبري علي حساب العراق وبعض دول الخليج هو محل اتفاق بين كافة القادة الإيرانيين لذلك أنا لا أستبعد ما تقول عنه، خصوصا أن يدها الآن تعبث بحرية في العراق.. وقطعا يمارس أذنابهم خاصة ما سمي بقوات بدر أبشع الجرائم ضد الشعب العراقي ويقتلون النخبة العراقية الوطنية التي تصر علي التمسك بعروبتها وترفض منطق الهيمنة والاحتلال.
لقد تابعت خلال فترة ما بعد احتلال بغداد وقبيل الامساك بي كيف لعب هؤلاء دورا تخريبيا، وكيف سمح الأمريكيون لهم بالدخول انطلاقا من الأراضي الإيرانية بكامل أسلحتهم حتي يكونوا عونا لهم ضد العراقيين، فقتلوا الكثير من العلماء وشاركوا المحتل في عمليات المداهمة، كل ذلك بعلم وموافقة بعض المرجعيات الدينية التي لا يهمها العراق ومصالح شعبه وانتماءه لجسد هذه الأمة، بقدر ما يهمها سيطرة الطائفية وأن يصبح لإيران اليد الطولي في شئون العراق والخليج بل والمنطقة. إن الذين تحدثوا عن خطأ الحرب الدفاعية في مواجهة إيران في الثمانينيات عليهم أن يعيدوا الآن قراءة الملف من جديد ليعرفوا أن إيران الفارسية لم تتنازل لحظة واحدة عن أهدافها التوسعية.
الدليمي: سألني الرئيس صدام عن الإعلام وكيفية تناوله لقضايا العراق، فحدثته عن ثلاثة نماذج هم: مصطفي بكري رئيس تحرير صحيفة 'الأسبوع' وعبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة 'القدس' وفهد الريماوي رئيس تحرير جريدة 'المجد' الأردنية.
صدام: مصطفي بكري لا عجب، فهو إنسان عربي أصيل، ومواقفه لا تتغير ولذلك أرجو منك أن تحمل إليه تحياتي الشخصية، وعبدالباري عطوان إنسان شجاع وثقتي به غالية فأرجو أن تهديه سلامي، وكذلك الأخ فهد الريماوي ابن العروبة البار ولا تنس أيضا أن تبلغ سلامي إلي جورج جلوي الذي تحمل الكثير دفاعا عن العراق وإلي رمزي كلارك ومهاتير محمد ونيلسون مانديلا، وكل أحرار العرب، ولابد أن تبلغهم أن معنويات صدام حسين إذا كانت 90 % خلال جلسة التحقيق الصورية فالآن هي 120 % ، قل لهم: إنني صامد داخل السجن.، وإنني متفائل جدا وإنني لا أشك لحظة واحدة بتحقيق النصر بأقرب مما يتصور الكثيرون.
إنني متخوف علي سوريا فهي مستهدفة كما هو العراق، وكما هي الأمة كلها، وقد حذرت قبل العدوان من أن المخطط لا يستهدف العراق فحسب، ولكن يستهدف الأمة كلها، لأن هذه حرب صليبية وعنصرية تستهدف العروبة والإسلام علي السواء: لهذا يبدو حقدهم أسود ويبدو عدوانهم ضد العراق وحضارته وأهله كمن يريد الانتقام.
لقد تآمروا علي النظام الشرعي في العراق واستولوا علي السلطة، فلماذا يبقون حتي الآن، لو كانوا صادقين لاختلفت الصورة لكن أهدافهم أكبر من التآمر علي صدام حسين وعلي النظام بأسره.
الدليمي: سألني هنا: هل قاموا بعدوان جديد ضد الفلوجة فعندما أجبته بنعم قال لي:
صدام: لقد توقعت ذلك، كانت أحاسيسي الخاصة تقول لي إن صوت الطائرات الذي كنت أسمعه أثناء خروجي إلي القاعة لابد أن يكون موجها ضد الفلوجة البطلة، لأنها أبدا لن تركع وأنا أعرف حجم المقاومة فيها، وقدرات المواجهة، خاصة أن أغلب كوادر المقاومة في هذه المنطقة هم من ضباط وجنود الجيش العراقي وكوادر جيش القدس، وهم مدربون تدريبا عاليا ولديهم خبرات قتالية واسعة.. لقد شعرت فعلا أن حركة الطائرات الحربية المكثفة تتجه نحو الفلوجة، وقد صليت وتمنيت من الله سبحانه وتعالي أن تكون الخسائر البشرية قليلة، ودعوت الله أن يحفظ العراق وأهله من كيد الأشرار.
الدليمي: سألني عن الانتفاضة الفلسطينية، قلت له: إنها لاتزال قوية، ولكنني لم أبلغه نبأ رحيل ياسر عرفات فقال:
صدام: 'إن ينصركم الله فلا غالب لكم' صدق الله العظيم. أنا أعرف أن الشعب الفلسطيني لن يهدأ له بال إلا بعودة حقوقه المشروعة كاملة،. والقضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، ومن يفرط فيها كمن يفرط في شرفه وعرضه، لقد حاولوا معي كثيرا، بعثوا إليٌ برسائل عبر قيادات وشخصيات عربية ودولية، قالوا: فقط نريد منك كلمة، ولا نريد اتفاقا الآن.. كانوا يريدون مني أن أبدي الاستعداد للاعتراف بدولتهم المزعومة 'إسرائيل' لكنني رفضت بكل قوة، رغم أنهم قالوا لي إن الاعتراف بالكيان الصهيوني يعني انتهاء الحصار وعودة العلاقات إلي طبيعتها مع الولايات المتحدة.. لكنني أدرك أن من يفرط في التراب والأرض سيفرط في كل شيء: شرفه وكرامته ولن تكون لديه بعد ذلك أية خطوط حمراء إنه مسلسل مقيت يحتاج فقط إلي البداية ثم يستمر طريق التنازلات بلا نهاية.
الدليمي: سألني عن أحوال البلدان العربية خاصة مصر والسعودية وسوريا والأردن، وتمني لها الخير جميعا، وركز بشكل خاص علي دور مصر وأهمية هذا الدور لانتشال الأمة كلها من محنتها.
صدام: أنا مهتم جدا بالشارع العربي، فأمريكا تنزعج من أية تحركات وهي تعرف أن ثورة الشارع العربي لن تكون هينة.
الدليمي: سألت الرئيس: كيف جري القبض عليه ورويت له ما قيل.
صدام: أنا أعرف أنهم أساتذة في الدبلجة، وقطعا توقعت أن يقدموني في صورة الإنسان المهان ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم.. هذه طريقتهم طريقة أفلام الكاوبوي السخيفة،. إنهم خبراء في ذلك. والحقيقة أنني كنت في دار أحد الأصدقاء الذين أثق فيهم في قضاء الدور محافظة صلاح الدين، وكان الوقت قبل غروب الشمس وكنت اقرأ القرآن وعندما قمت لأداء صلاة المغرب، فجأة وجدت الأمريكان حولي ولم تكن معي أية قوة للحماية في هذا الوقت، وكان سلاحي بعيدا فتم أسري ثم اختطافي وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في اليومين الأول والثاني، ولو كنت أعلم بوجودهم لقاتلتهم حتي الشهادة.. إنني لا أعرف إذا كانت وشاية من صاحب الدار أم هي ضغوط تعرض لها.
إن ما تحكيه لي هو عملية كاذبة من الأساس، فأنا لم أكن في حفرة ولا أقبل أن أكون في حفرة، بل كنت اؤدي الصلاة ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك فقد تعرضت للتعذيب والتخدير وقد أثر هذا التعذيب علي ساقي اليسري، ثم تم علاجي بعد ذلك.
الدليمي: قلت له ماذا عن الصليب الأحمر؟
صدام: قال أنا مستاء منهم جدا.. إنهم لا يقومون بواجبهم المحدد وفقا للمبادئ التي أسس عليها، إن زياراتهم لي لم تتجاوز 4 مرات ولم تكن ذات فائدة، والحقيقة أنا لا أرغب بلقائهم مستقبلا إذا ما بقوا علي هذه الحال.
لقد سلمني الصليب الأحمر رسالتين إحداهما مؤرخة في شهر أغسطس 2004 وسلمت إليٌ قبل زيارتك بعدة أيام، وكانت هذه الرسالة كسابقتها مشطوبا علي غالبيتها، كما لم يتم تسليمي كافة الأغراض الشخصية المرسلة من العائلة، وإذا جاءوا إليٌ بنفس الطريقة مرة أخري فسأطردهم ولن أقابلهم.
الدليمي: قلت له هل تلتقي ببقية المعتقلين من القيادات العراقية الكبري؟
صدام: قال لا.. لم التق بأي منهم، وقد أبلغني أحد الأمريكيين أن ابن عمي علي حسن المجيد قال عني إنني لم أكن شجاعا وقد تجاهلته بالكامل واعتبرت هذا الكلام من نوع الفتنة التي يجب الحذر منها. 'ملحوظة أثناء الجلسة كان الرئيس صدام قد توضأ وصلي مرتين'.
الدليمي: قلت للرئيس إنهم سيجرون انتخابات قريبا.
صدام: قال إنهم يبحثون عن مشروعية كاذبة.. ستكون بالقطع انتخابات غير نزيهة، لأنهم يريدون عملاءهم ليبدوا كواجهة تحركها الأيدي الأجنبية، لذلك من الأفضل علي الشعب أن يقاطعها كلية.
الدليمي: قال لي ومن الذي وضعوه في مقعد حاكم العراق الآن، فقلت له علي الورق علاوي.. فنظر ساخرا وقال:
صدام: لا أريد أن ينزل مستواي عند مستوي علاوي أو غيره، ولكن حتما ستعود كل الأمور إلي وضعها الطبيعي في يوم ما، وتصبح فيه الإرادة الوحيدة هي إرادة الشعب العراقي.
الدليمي: قلت له يتردد أنهم سيسقطون تهمتي حلابجة وما سمي بالمقابر الجماعية في جنوب العراق.
صدام: الأمريكان يعرفون من وراء ما حدث في حلابجة، إن لديهم المعلومات والوثائق التي تؤكد أن إيران هي التي ضربت حلبجة ولكنهم الآن يحاولون إلصاق الاتهامات بكل السبل.. إنني اسألهم: لماذا صمتوا طيلة هذه الفترة ومنذ ما رس 1988، لقد كنا مشغولين بالحرب مع إيران في هذه الفترة، فقامت القوات الإيرانية بالهجوم علي حلابجة بعد الهزيمة التي منوا بها في منطقة الفاو بجنوب البلاد، واستعانوا في هذا الوقت ببعض العملاء من الأكراد، لقد ضربوا حلابجة بغاز 'السيانيد' وهذا الغاز لم تمتلكه العراق أبدا في هذا الوقت، والأمريكيون يعرفون كل الحقائق.
أما عن موضوع ما يسمونه بالمقابر الجماعية فليسأل الأمريكيون أنفسهم فهم يعرفون أنهم صانعوها، إنها مثل كذبة أسلحة الدمار الشامل التي راحوا يتنصلون منها الآن.
الدليمي: هل سألك الأمريكان عن المقاومة؟
صدام: نعم سألوني عن المقاومة، وعن عزت الدوري وقلت لهم: لو كان عزت الدوري في جفني لأطبقت عيوني عليه، أما عن المقاومة فقلت لهم عليكم بسجن كل الشعب العراقي إذا استطعتم، فكل عراقي شريف هو في صف المقاومة، والمقاومة أكبر مما يتصورون، وهي تضم كل الأحرار في العراق عروبيين وإسلاميين ووطنيين ومواطنين عاديين، نساء ورجالا، صغارا وكبارا.. قلت لهم عليكم أن تستعدوا بالنعوش كما قلت لكم قبل احتلال بغداد.
عندما قلت لهم إنهم سينتحرون علي أسوار بغداد، كنت أعني ذلك، وهاهم ينتحرون ويقتلون ويهربون من ميدان المعركة.. إنهم لم يصدقوا ما قلت، وهاهم يتكبدون خسائر لم يتصوروها أبدا. إنني أشعر من خلال التحقيقات أنهم في ورطة حقيقية وأزمة كبيرة، لذلك يبحثون عن أي حل يحفظ ماء الوجه.
الدليمي: قلت له: وهل تعرف مكان اعتقالك؟
صدام: لا.. لا أعرف شيئا.
الدليمي: وأنا لم أتمكن أيضا من معرفة المكان.. تري هل تريد أن تبعث برسالة إلي عائلتك؟
صدام: أنا عائلتي ليست 4 نفرات (رغد، حلا، رنا) وساجدة الزوجة، ولكن العراق والأمة كلها هم عائلتي، لقد استشهد عدي وقصي والحفيد مصطفي واحتسبتهم عند الله، إنهم فداء للعراق لقد قاتلوا حتي اللحظة الأخيرة ورفضوا الهروب، لم يكن واردا للحظة واحدة أن نغادر العراق أو نهرب كالجبناء بحثا عن حياة رخيصة لأننا لا نعرف لأنفسنا مكانا خارج تراب العراق العزيز.. كانت هناك عروض عديدة قد قدمت ولكنهم لا يعرفون صدام حسين، ولا يعرفون أن العراقي الشريف لا يقبل إلا بعيشة شريفة وإلا دونها الاستشهاد، أما العملاء فهم وحدهم الذين يهربون ويحتمون بالأجنبي.. إنني أنصحهم بإعادة قراءة تاريخ العراق من نبوخذ نصر لصدام حسين ليعرفوا الإنسان العراقي إن لم يكونوا قد عرفوه بعد، فالمقاومة البطلة ستقول لهم حتما من نحن ومن هم، والقادم أكبر بكثير.
كانت تلك هي آخر الكلمات التي نطق بها الرئيس صدام حسين.. لملمت أوراقي، فقد مضي علي اللقاء نحو أربع ساعات ونصف الساعة.. عانقته مجددا وقبلت يديه.. شعرت بالدفء تجاه قائد، لم يملك من الدنيا سوي حب العراق، الذي يعيش في قلبه وعقله ويسري في دمائه، لم يعثروا له علي أموال في بنوك خارجية، لم يهرب من الميدان، ولم يدفع بأسرته إلي خارج العراق، مع أنه كان يعرف المصير جيدا.
كان صلبا، قويا، صاحب عزيمة لا تلين، كانت مشاعره القومية والوطنية فياضة، عندما بدأت أرجع إلي الخلف، وأنا أودعه، قال لي بصوت عطوف تعوده منه العراقيون دائما: الحمد لله الذي وهبني ابنا ثالثا مع عدي وقصي.. احملك التحية إلي أسرتك وأطفالك، واطلب منك أن تقبل رأس والدتك وتقول لها: لقد أنجبت رجلا شجاعا لأن مهمتك ومهمة اخوانك صعبة وليست سهلة يا ولدي. انتهت كلمات الرئيس، ورويدا رويدا مضيت بعيدا عنه في طريقي إلي العودة من حيث أتيت، بينما استطاعت بعض الدموع أن تهرب من عيني لتبلل خدي، تذكرني بطعم ونقاء دجلة والفرات. يأيها الرئيس العظيم أنا أحبك وأقدرك ولن أنسي لك ما فعلته لأجل العراق ولأجل الأمة، أنا فخور بك وسأبقي مدافعا عنك، حتي لو كلفني ذلك حياتي التي يتربص بها الأعداء داخل العراق وخارجها
مقطع اعدام صدام
http://www.savefilez.com/DOWNLOAD/0b...إعدام صدام.3gp
منقول
سمو الاخلاق
شبكة البصرة
اعد الحوار للنشر: مصطفي بكري
كانت البداية اتصالا من المحامي والمناضل القومي زياد الخصاونة رئيس هيئة الاسناد للدفاع عن الرئيس صدام حسين ورفاقه.. أبلغني بمضمون المقابلة التي جرت بين المحامي العراقي خليل الدليمي وبين الرئيس صدام.. قال لي لقد اتصل به الدليمي وطلب منه ابلاغي سلام الرئيس صدام إليٌ وإلي بعض الزملاء الآخرين.
قلت للاستاذ زياد الخصاونة: أريد منك أن تتحدث مع الاستاذ خليل الدليمي ليخص 'الأسبوع' بمضمون الحوار الذي تم بينه وبين الرئيس صدام، فوعدني خيرا.
ويوم الثلاثاء الماضي كان زياد الخصاونة يبلغني أن خليل الدليمي قد وصل إلي الاردن وأنه يريد التحدث معي.. دار بيننا حوار طويل، استمعت منه إلي كافة تفاصيل الحوار وسجلت ذلك، وبعد أن انتهت المكالمة، عاودت الاتصال لأطلب منه أن يروي لي بعض التفاصيل الأخري وأن يبعثها إليٌî مكتوبة علي 'الايميل' وبالفعل في اليوم التالي كان الاستاذ خليل الدليمي يبعث إليٌ بكل ما أمكن تسجيله خلال المقابلة للنشر علي صفحات 'الأسبوع' التي اختصها بهذه التفاصيل حول حياة الرئيس صدام داخل السجن، وآرائه ومواقفه تجاه بعض القضايا، ثم بعض الأسرار التي تعلقت بالمقاومة وطريقة القبض عليه وبعض الوقائع الهامة الأخري.
لقد تعرض خليل الدليمي للعديد من محاولات الاغتيال والتهديد اليومي بالاغتيال من قبل عملاء المحتل الأمريكي وأذنابه داخل وخارج العراق، لكنه بقي صامدا ولايزال، رافضا التخلي عن رسالته النبيلة في الدفاع عن رئيس شرعي تم أسره واختطافه ووضعه رهينة في مكان سري تمهيدا لتقديمه إلي محاكمة هزلية تخضع لإشراف المحتل ولا تستطيع الخروج عن طوعه.
'الأسبوع' تنشر وقائع الحوار الهام بين الرئيس صدام حسين ومحاميه خليل الدليمي ليدرك الناس أن كثيرا من الحقائق زيفت، وكثيرا منها لايزال غائبا عن الأذهان.
لم يكن قرارا فجائيا، فمنذ أكثر من عام وأنا أحاول، لكن الفشل كان دوما من نصيبي .. في اغسطس (آب) الماضي تقدمت بواسطة نقابة المحامين إلي المحكمة الخاصة التي أنشأها الاحتلال للحصول علي وكالة من قبل السيد الرئيس صدام حسين تمكنني من الدفاع عنه خلال المحاكمة المنتظرة.
كنت ادرك منذ البداية حجم العراقيل، وكنت أعرف أن المحتل لن يستجيب لطلبي بسهولة، رغم أن هذه الطريقة غير معمول بها في كل قوانين العالم، لأن المتهم مهما يكن، فالقوانين تكفل له حرية اختيار محاميه عن قناعة وبطريقة حرة ومباشرة وبإرادة كاملة.
بعد اتصالات مكثفة، وجدل طويل، تم توقيع الوكالة وقدمتها هدية لعائلة السيد الرئيس، ولهيئة الدفاع التي يترأسها حاليا المناضل القومي زياد الخصاونة.. قبيل شهرين كنت قد تقدمت بطلب لمقابلة السيد الرئيس .. وكان الأمر قد جري بالتنسيق بيني وبين هيئة الدفاع من ناحية، ثم بيني وبين أسرة السيد الرئيس من ناحية ثانية .. فجأة دقٌ الهاتف، ابلغت من قبل المحكمة ونقابة المحامين بتحديد يوم الثاني من ديسمبر الماضي لمقابلة السيد الرئيس صدام حسين.. ذهبت إلي المكان المحدد في التوقيت المحدد، ولكن فجأة ابلغت بتأجيل الموعد دون سبب مفهوم، وفي يوم السادس عشر من شهر ديسمبر الماضي.. ابلغت بالموعد الجديد.. ذهبت إلي حيث المكان الذي حدد لي.. سمح لي حاجز التفتيش العراقي بالدخول دون أية تحقيقات تذكر، وأدركت ساعتها أن الجانب الأمريكي اشار إليهم بالسماح لي بالدخول.
وهناك حيث هذا المكان، وجدت سيارة مصفحة أمريكية مظللة، ومعها 4 سيارات عسكرية من نوع 'همر' للحماية.. صعدت إلي السيارة المصفحة، علي يساري جلس جندي أمريكي من قوات المارينز، وعلي الجانب الآخر كان هناك جندي يقف علي قدميه في مكان مرتفع، مصوبا بندقيته المتوسطة باتجاه الطريق.. مضت المصفحة الأمريكية إلي مكان مجهول، فلم يكن متاحا أمامي معرفة الوجهة أو الطريق، كانت السرعة تتراوح ما بين 60 70 كم، وبعد نحو خمسين دقيقة وجدت نفسي في المكان المجهول
عندما تم فتح باب المصفحة وجدت نفسي داخل انبوب اسطواني بقطر 35 مترا تقريبا.. مضيت سيرا علي الاقدام ومعي أحد الجنود نحو 25 مترا، وفجأة وجدت نفسي في الصالة الرئيسية للمكان الذي يقبع فيه الرئيس صدام، وكانت الصالة هي عبارة عن غرفة تبلغ مساحتها 5 أمتار ھ 5 أمتار تقريبا، كان هناك بابان أحدهما يؤدي إلي صالة صغيرة تم فيها اللقاء بيني وبين السيد الرئيس، أما الباب الآخر فكان يؤدي إلي غرفة الاحتجاز التي يقبع فيها الرئيس صدام..
عند وصولي إلي الصالة المحددة كان هناك أربعة من ضباط المارينز لا أعرف رتبهم، وكانت امامهم طاولة وعليها جهاز كمبيوتر، تبين لي فيما بعد أنه جهاز الهدف منه رصد اللقاء كاملا بيني وبين الرئيس، كنت اعرف ان اللقاء سيكون مسجلا بالصوت والصورة كاملا، لكن ذلك لا يهم..
كنت احمل معي حقيبة بها بعض الأوراق والهدايا للسيد الرئيس، طلبوا مني وضع الحقيبة علي المائدة، فتشوها وصادروا كل شيء، ولم يسمحوا لي سوي بالمصحف الشريف، وابلغوني أنهم سيدخلونني إليه بعد الحصول علي موافقته أولا، فوافقت.. وسألوني: هل تحمل رسائل مكتوبة؟ فكان جوابي: كلا. تقدم مني أحد الضباط وقال: عليك ألا تعانق الرئيس أو تقبله أو تحييه بالتشابك، وقالوا لي لقد وضعنا طاولتين بينكما حتي تصافحه باليد فقط وعن بعد.. وقالوا لي: إن هناك عسكريا امريكيا سيكون معنا لحمايتنا أنا والرئيس من بعضنا البعض واكدوا أن كل ما أريد اعطاءه للرئيس أو بالعكس سيكون بواسطة هذا العسكري الواقف علي قدميه والذي كان يستبدل كل نصف ساعة، وابلغوني ان مدة اللقاء هي أربع ساعات ونصف الساعة. الآن حانت لحظة اللقاء.. كان هناك احساس دفين يتجاذبني، كنت تواقا إلي رؤيته، وإلي عناقه.. كنت ادرك أنني لا استطيع أن ألتزم بهذا البروتوكول الذي أملوه عليٌ، خالجني شعور الانسان العراقي قبل المحامي.. أنا مواطن وهذا هو رئيسي الشرعي والقائد العام للقوات المسلحة.. قلت: أبدا لن أقبل أن أصافح الرئيس بهذا البرود.. مستحيل أن أراه ولا أعانقه.. كانت كلماتي حاسمة إما أن يسمحوا لي بالتعبير عن مشاعري الطبيعية تجاه الرئيس الشرعي، وإما فلتلغ الزيارة من الأساس.
الدقائق تمر ثقيلة، وحالة من الشد والجذب بيني وبين الضباط تتصاعد.. طرحوا الأمر علي القيادة العسكرية في هذا المكان، وكانت سيدة برتبة جنرال، وأمام اصراري لم يكن هناك من خيار أمامهم سوي الاستجابة. دخلت إلي المكان المحدد، دخل خلفي كافة الضباط ومعهم الحارس.. إنهم يريدون أن يشاهدوا كيفية
استقبالي للسيد الرئيس، انه مشهد فضولي لكنه ذو دلالة هامة.. يريدون أن يعرفوا بعد كل ما قيل، كيف يتعامل العراقيون مع رئيسهم الأسير.. بعد نحو دقيقتين تقريبا دخل الرئيس صدام بطول قامته وشموخه: فرح قلبي كثيرا.. كانت بنيته الجسدية افضل مما كانت عليه خلال جلسة التحقيق، وكان شعر رأسه طويلا إلي حد ما، ولحيته في حاجة إلي التهذيب.. بسرعة البرق، وما أن التقت عيوننا، حتي خرجت عن الطاولة التي وضعت لتفصل بيننا وأديت التحية العسكرية الكاملة لسيادته، ثم عانقته بشدة وكأنني كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل، ربت الرئيس علي ظهري بيديه، وكان حنونا، رغم أنني لم اتشرف سابقا بلقائه، ولم تكن لي أية معرفة شخصية به.. كنت أشعر أنه رئيسي الشرعي، باعث نهضة العراق، الرجل الذي تربينا في عهده وعشنا معه لحظات الانتصار ولحظات الصمود .. لذلك لم اتردد في تقبيل يده الشريفة بعد انتهاء العناق.
كانت الدهشة تعلو وجوه الضباط الأمريكيين.. قال أحدهم: ما هذا الذي يحدث؟ كان ينظر إلي وجوه زملائه وكأنه يريد أن يقول لهم: أليس هذا الرجل هو الذي قالوا لنا إنه الديكتاتور الذي ينتظر العراقيون ازاحته عن السلطة بفارغ الصبر؟ ها أنذا أري أمامي عكس ذلك.. بدت وجوه الضباط الاربعة وكأنها في حاجة إلي اجابات حاسمة حول العديد من علامات الاستفهام.. لقد خرجوا جميعا مذهولين واغلقوا الباب من خلفهم وتركوني مع السيد الرئيس والحارس الأمريكي الذي كان يجري تبديله كل نصف ساعة تقريبا.
جلس الرئيس علي الكرسي ، وضع معطفه الأسود الذي كان يحمله علي الطاولة، كان يرتدي سترة سوداء وقميصا ابيض وبنطلونا أسود.. أخرج من سترته قلما وكراسا صغيرا أوراقه صفراء.. بدأ يقلب الصفحات، وقال لي وكأنه يحدد وجهة الحديث بيننا قبل أن أبدأ: اسمع يا ولدي هذا الشعر .. إن لم تكن رأسا فلا تكن آخره * فليس الآخر سوي الذنب
ثم استرسل الرئيس حتي نهاية القصيدة التي ابهرتني، ورحت أطلب من السيد الرئيس أن يعيد قراءة البيت الأول مرة أخري حتي اتمكن من كتابته.
سألته: هل هذه القصيدة من تأليفك يا سيادة الرئيس؟
فقال: نعم.. لقد كتبتها داخل السجن، لأن السجن لا يمكن أبدا أن ينال من ارادة العربي المناضل المدافع عن حقوق امته، إن كل من يقرأ التاريخ ويعرف أن العربي الحر لا يقبل أن يكون خانعا أو ذليلا أو منكسرا، بل يظل مرفوع الرأس حتي في لحظات الظلم والقهر وجبروت المحتل.
نظر إليٌ الرئيس وكأنه يريد أن يعرف مني وقائع ما يجري خارج هذا السجن، قدمت نفسي إليه، عرفته بنفسي وبعشيرتي وبالمدينة التي أنتمي إليها فشعرت بحالة من الاطمئنان علي وجهه.
قلت له: سيدي الرئيس أنت المعلم والقائد وأنا التلميذ، جئت لأستمع لتوجيهاتك، وأنا عضو في هيئة الدفاع التي شكلت للدفاع عنك؟
قال لي: استرسل أريد أن اسمعك
قلت له: لقد شكلنا هيئة الدفاع من عدد كبير من المحامين برئاسة المحامي العربي الاردني الكبير زياد الخصاونة، وقلت له ان الهيئة ضمت عددا من كبار المحامين العرب والاجانب، وتحدثت معه عن اهداف الهيئة، ومتابعة كريمته الأخت رغد واشرافها المباشر عليها، ونقلت له تحيات هذه الهيئة وتحيات رئيسها وتحيات كل العراقيين الوطنيين الشرفاء وتحيات كل العرب المخلصين.
سألني: ما رأيكم بجلسة الاستماع الأولي في المحكمة، وعما اذا كان قد جري نقلها كاملة علي التليفزيون ووسائل الاعلام؟
قلت له: لقد كان لها تأثير ايجابي كبير علي معنويات الشارع العربي والعراقي.. وكان رأي الجميع انك كنت تحاكم من يزعم محاكمتك، وأن الناس قد اعجبت بصمودك وكبريائك، ورفضك التراجع عن كل مواقفك رغم كل الضغوط التي مورست ولاتزال تمارس ضدك.
قال الرئيس: هذه محكمة غير شرعية وغير دستورية.. انها صنيعة الاحتلال.. وهي من مسوغات الغزو الكاذبة، وواحدة من ثمرات جريمة العدوان الخارج علي الشرعية الدولية، إنها تمثل اهانة للعدالة والقانون، مسرحية هزلية، وهي لعبة المقصود منها خداع الرأي العام وتصوير الأمر وكأنهم يرضخون للعدالة والقانون وهم أبعد من ذلك بكثير، لقد قرأت اتفاقية نيف خاصة ما يتعلق منها بالأسري ولذلك أنصح بأن يتم استعمال الدفوع القانونية والشكلية بالنسبة لتشكيل المحكمة المخالف للقوانين العراقية وأيضا للدستور العراقي وكذلك لاتفاقية نيف وأن ما بني علي باطل فهو باطل.
وأضاف الرئيس: لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال وبيد الحاكم الأمريكي وهذا يعني اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافرا علي القانون العراقي والدولي علي السواء لذلك اطالبكم بأن يكون الدفاع قانونيا وسياسيا واعلاميا، واطلب منكم ايضا ابلاغ تحياتي لكافة اعضائها خاصة الأخ زياد الخصاونة ولعائلته الاصيلة وصاحبة التاريخ، ولي طلب لديكم جميعا باستبدال الاسم الحالي لهيئة الدفاع عن الرئيس صدام حسين إلي 'هيئة الاسناد للدفاع عن كافة الأسري والمعتقلين العراقيين والعرب'، .. وأنا اترك لكم ولهيئة الاسناد حرية التصرف في الموضوع بشكل كامل.
بدأ الرئيس حديثه معي بعد ذلك بالسؤال عن احوال الشعب العراقي فتحدثت معه مطولا في وقائع ما يجري علي الأرض..
قال الرئيس: نعم اتوقع ذلك وما هو اكثر، فأمريكا جاءت إلي العراق وهي تعرف أهدافها جيدا.. لقد جاءت لتدمير الدولة العراقية ونشر الفوضي علي أراضيها وبث الفتن بين ابنائها.. واشاعة القتل والدمار والخراب، ونهب ثرواته.
واضاف الرئيس: لقد كنت أنا ورفاقي في القيادة نعرف أن العدوان قادم، قادم، وأن كل ادعاءات بوش الثاني ومن حوله، هي محاولة هدفها تسويق العدوان.. وان نواياهم كانت واضحة بغض النظر عن صحة أو كذب ما يرددونه.
الدليمي: ولكن يا سيادة الرئيس لقد ثبت كذب كل هذه الادعاءات وهذا يخدم موقفك القانوني. صدام: عندما كنا نقول إن العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل كنا صادقين، ولذلك فتحنا لهم أراضي العراق وسماءه وكانت لدينا ثقة أنهم لم يعترفوا بالحقيقة، لكننا أردنا أن نثبت للرأي العام بأسره أننا نتعاون إلي اقصي الحدود خاصة بعد أن طلب مني بعض القادة العرب ذلك، ولكن للأسف فقد تجاوزت أمريكا المجتمع الدولي بأسره وشنت العدوان دون سند من شرعية أو قانون وخارج نطاق مجلس الأمن، ومع ذلك لم نسمع صوتا لأحد ليطالب بمحاسبة أمريكا لأنها كذبت علي الجميع ووضح أن الأمر كما كنا نقول دائما يتعلق بالنفط وإسرائيل، ولذلك ارجو منكم ان توثقوا كافة التصريحات التي صدرت في هذا الصدد من فرنسا والمانيا وغيرهما..
الدليمي: هناك ايضا تصريح للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان اعتبر فيه أن ما جري هو تجاوز للأمم المتحدة والاحتلال غير شرعي وغير مبرر.
صدام: هذا أمر مهم يجب توثيقه أيضا، لأني اعتقد أن الأمين العام للأمم المتحدة ضاق ذرعا بالمواقف الأمريكية وهو يدرك حقيقة الهدف ويعرف أن أمريكا تريده مجرد تابع وليس صاحب قرار. الدليمي: لقد اسقط الشعب الاسباني رئيس الوزراء الاسباني 'اثنار' في الانتخابات وتولي الاشتراكيون السلطة وقاموا بسحب القوات الاسبانية من العراق.
صدام.. وقد بدا الارتياح علي وجهه: هذا عظيم .. وإن شاء الله سيجبر كل اذيال بوش علي سحب قواتهم من أرض الرافدين، وسيجد نفسه وحيدا وسيجبر علي سحب قواته التي لن تستمر طويلا في المكابرة.. أريد أن أقول لك إن المقاومة العراقية الباسلة أعدت نفسها جيدا، وأنا أثق في أن الشعب العراقي لن يقبل بالهوان واحتلال أراضيه، العراقيون لن يفرطوا في شرفهم كما يظن الأمريكيون وأذنابهم من العملاء والتابعين. انني اريد أن أقول لك يا بني إن الصفحة الثانية من صفحات المعركة بدأت يوم 11/4/2003 أي بعد الاحتلال بيومين فقط.. لقد اجتمعت بالقادة العسكريين والسياسيين في هذا الوقت وقلت لهم: الآن فلتبدأوا الصفحة الثانية من المعركة.. ولذلك ما يجري الآن هو ليس وليد الصدفة ولا هو مجرد رد فعل عفوي، بل إنها عملية مخططة من قبل العدوان الأخير بكثير.
كنا نعرف أن هذا اليوم قادم وكنا علي ثقة بأن المعركة الكبري ستبدأ بعد احتلال بغداد وليس قبله.. نعم حدثت خيانة من فئة محدودة جدا، لكن الجيش العراقي البطل والمناضلين الأشاوس، كانوا يعرفون أن الصفحة الثانية قد بدأت، ولذلك استعدوا بكل ما يملكون من أجل هذا اليوم الذي لم يتوقعه الأمريكيون أبدا. أنا اسألك عن احوال الشعب العراقي وعن وحدته الوطنية وهل استطاع الاحتلال شق وحدته الوطنية وزرع بذور الفتنة؟
الدليمي: قلت له.. امريكا تحاول لكنها تفشل حتي الآن، وحكيت له بعض هذه المحاولات. الرئيس صدام: اعرف أن هناك اطرافا عديدة وليس الأمريكيين فحسب يريدون تدمير وحدة العراق التي ترسخت علي مدي قرون، وادرك أن هذه القوي ستمارس عمليات القتل والتفجيرات المتبادلة وسيقدمون معلومات مغلوطة إلي كل طرف لتفجير العلاقة والتحريض علي الحرب الأهلية والطائفية ولكن أنا لدي ثقة بأن هذه المحاولات سترتد جميعا إلي صدر المحتل والقوي التي تحالفه، انني احملك يا بني عددا من الوصايا ارجو منك ان تنقلها إلي الشعب العراقي:
يجب ألا يكون قبول القيادة إلا علي أساس الحزم والجرأة والشجاعة وصلابة الموقف.
كل صاحب عنوان عليه الحفاظ علي أمانة الوطن والاعتبارات الصادقة الشريفة.
إلي المترددين عليهم أن يتذكروا مبايعتهم وعليهم أن يتذكروا الالتزام.
مطلوب من رجال الدين في العراق الاتصال والنهوض وتحمل الامانة.
مطلوب توحيد الصفوف وتضييع الفرصة علي الاعداء. ا لاتصال بالمنظمات الشعبية والحكومية وتلا الآية الكريمة 'ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون' ثم 'واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'.
الدليمي: أخبرته بموقف إيران وقلت له: إن هناك حوالي 2.5 مليون إيراني دخلوا إلي العراق، وتم قيدهم في جداول الانتخابات علي أنهم عراقيون خصوصا بعد حرق كافة أوراق السجل المدني بالعراق.
الرئيس صدام : هؤلاء فرس يرجعون لأصولهم وهذه سيرتهم وليس هناك جديد.. إنني أحذر من غدر إيران وتدخلها السافر في شئون العراق.. إنها تقف وراء محاولة بث الفتنة، لأنها لا تريد فقط أن تقتطع الجنوب العراقي لتلحقه بالدولة الفارسية الشيعية، ولكنها أيضا تريد الاستيلاء علي كل العراق.. وهذا هو هدفهم الذي أدركناه مبكرا.. إن الحلم الفارسي في إقامة دولة كبري علي حساب العراق وبعض دول الخليج هو محل اتفاق بين كافة القادة الإيرانيين لذلك أنا لا أستبعد ما تقول عنه، خصوصا أن يدها الآن تعبث بحرية في العراق.. وقطعا يمارس أذنابهم خاصة ما سمي بقوات بدر أبشع الجرائم ضد الشعب العراقي ويقتلون النخبة العراقية الوطنية التي تصر علي التمسك بعروبتها وترفض منطق الهيمنة والاحتلال.
لقد تابعت خلال فترة ما بعد احتلال بغداد وقبيل الامساك بي كيف لعب هؤلاء دورا تخريبيا، وكيف سمح الأمريكيون لهم بالدخول انطلاقا من الأراضي الإيرانية بكامل أسلحتهم حتي يكونوا عونا لهم ضد العراقيين، فقتلوا الكثير من العلماء وشاركوا المحتل في عمليات المداهمة، كل ذلك بعلم وموافقة بعض المرجعيات الدينية التي لا يهمها العراق ومصالح شعبه وانتماءه لجسد هذه الأمة، بقدر ما يهمها سيطرة الطائفية وأن يصبح لإيران اليد الطولي في شئون العراق والخليج بل والمنطقة. إن الذين تحدثوا عن خطأ الحرب الدفاعية في مواجهة إيران في الثمانينيات عليهم أن يعيدوا الآن قراءة الملف من جديد ليعرفوا أن إيران الفارسية لم تتنازل لحظة واحدة عن أهدافها التوسعية.
الدليمي: سألني الرئيس صدام عن الإعلام وكيفية تناوله لقضايا العراق، فحدثته عن ثلاثة نماذج هم: مصطفي بكري رئيس تحرير صحيفة 'الأسبوع' وعبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة 'القدس' وفهد الريماوي رئيس تحرير جريدة 'المجد' الأردنية.
صدام: مصطفي بكري لا عجب، فهو إنسان عربي أصيل، ومواقفه لا تتغير ولذلك أرجو منك أن تحمل إليه تحياتي الشخصية، وعبدالباري عطوان إنسان شجاع وثقتي به غالية فأرجو أن تهديه سلامي، وكذلك الأخ فهد الريماوي ابن العروبة البار ولا تنس أيضا أن تبلغ سلامي إلي جورج جلوي الذي تحمل الكثير دفاعا عن العراق وإلي رمزي كلارك ومهاتير محمد ونيلسون مانديلا، وكل أحرار العرب، ولابد أن تبلغهم أن معنويات صدام حسين إذا كانت 90 % خلال جلسة التحقيق الصورية فالآن هي 120 % ، قل لهم: إنني صامد داخل السجن.، وإنني متفائل جدا وإنني لا أشك لحظة واحدة بتحقيق النصر بأقرب مما يتصور الكثيرون.
إنني متخوف علي سوريا فهي مستهدفة كما هو العراق، وكما هي الأمة كلها، وقد حذرت قبل العدوان من أن المخطط لا يستهدف العراق فحسب، ولكن يستهدف الأمة كلها، لأن هذه حرب صليبية وعنصرية تستهدف العروبة والإسلام علي السواء: لهذا يبدو حقدهم أسود ويبدو عدوانهم ضد العراق وحضارته وأهله كمن يريد الانتقام.
لقد تآمروا علي النظام الشرعي في العراق واستولوا علي السلطة، فلماذا يبقون حتي الآن، لو كانوا صادقين لاختلفت الصورة لكن أهدافهم أكبر من التآمر علي صدام حسين وعلي النظام بأسره.
الدليمي: سألني هنا: هل قاموا بعدوان جديد ضد الفلوجة فعندما أجبته بنعم قال لي:
صدام: لقد توقعت ذلك، كانت أحاسيسي الخاصة تقول لي إن صوت الطائرات الذي كنت أسمعه أثناء خروجي إلي القاعة لابد أن يكون موجها ضد الفلوجة البطلة، لأنها أبدا لن تركع وأنا أعرف حجم المقاومة فيها، وقدرات المواجهة، خاصة أن أغلب كوادر المقاومة في هذه المنطقة هم من ضباط وجنود الجيش العراقي وكوادر جيش القدس، وهم مدربون تدريبا عاليا ولديهم خبرات قتالية واسعة.. لقد شعرت فعلا أن حركة الطائرات الحربية المكثفة تتجه نحو الفلوجة، وقد صليت وتمنيت من الله سبحانه وتعالي أن تكون الخسائر البشرية قليلة، ودعوت الله أن يحفظ العراق وأهله من كيد الأشرار.
الدليمي: سألني عن الانتفاضة الفلسطينية، قلت له: إنها لاتزال قوية، ولكنني لم أبلغه نبأ رحيل ياسر عرفات فقال:
صدام: 'إن ينصركم الله فلا غالب لكم' صدق الله العظيم. أنا أعرف أن الشعب الفلسطيني لن يهدأ له بال إلا بعودة حقوقه المشروعة كاملة،. والقضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، ومن يفرط فيها كمن يفرط في شرفه وعرضه، لقد حاولوا معي كثيرا، بعثوا إليٌ برسائل عبر قيادات وشخصيات عربية ودولية، قالوا: فقط نريد منك كلمة، ولا نريد اتفاقا الآن.. كانوا يريدون مني أن أبدي الاستعداد للاعتراف بدولتهم المزعومة 'إسرائيل' لكنني رفضت بكل قوة، رغم أنهم قالوا لي إن الاعتراف بالكيان الصهيوني يعني انتهاء الحصار وعودة العلاقات إلي طبيعتها مع الولايات المتحدة.. لكنني أدرك أن من يفرط في التراب والأرض سيفرط في كل شيء: شرفه وكرامته ولن تكون لديه بعد ذلك أية خطوط حمراء إنه مسلسل مقيت يحتاج فقط إلي البداية ثم يستمر طريق التنازلات بلا نهاية.
الدليمي: سألني عن أحوال البلدان العربية خاصة مصر والسعودية وسوريا والأردن، وتمني لها الخير جميعا، وركز بشكل خاص علي دور مصر وأهمية هذا الدور لانتشال الأمة كلها من محنتها.
صدام: أنا مهتم جدا بالشارع العربي، فأمريكا تنزعج من أية تحركات وهي تعرف أن ثورة الشارع العربي لن تكون هينة.
الدليمي: سألت الرئيس: كيف جري القبض عليه ورويت له ما قيل.
صدام: أنا أعرف أنهم أساتذة في الدبلجة، وقطعا توقعت أن يقدموني في صورة الإنسان المهان ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم.. هذه طريقتهم طريقة أفلام الكاوبوي السخيفة،. إنهم خبراء في ذلك. والحقيقة أنني كنت في دار أحد الأصدقاء الذين أثق فيهم في قضاء الدور محافظة صلاح الدين، وكان الوقت قبل غروب الشمس وكنت اقرأ القرآن وعندما قمت لأداء صلاة المغرب، فجأة وجدت الأمريكان حولي ولم تكن معي أية قوة للحماية في هذا الوقت، وكان سلاحي بعيدا فتم أسري ثم اختطافي وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في اليومين الأول والثاني، ولو كنت أعلم بوجودهم لقاتلتهم حتي الشهادة.. إنني لا أعرف إذا كانت وشاية من صاحب الدار أم هي ضغوط تعرض لها.
إن ما تحكيه لي هو عملية كاذبة من الأساس، فأنا لم أكن في حفرة ولا أقبل أن أكون في حفرة، بل كنت اؤدي الصلاة ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك فقد تعرضت للتعذيب والتخدير وقد أثر هذا التعذيب علي ساقي اليسري، ثم تم علاجي بعد ذلك.
الدليمي: قلت له ماذا عن الصليب الأحمر؟
صدام: قال أنا مستاء منهم جدا.. إنهم لا يقومون بواجبهم المحدد وفقا للمبادئ التي أسس عليها، إن زياراتهم لي لم تتجاوز 4 مرات ولم تكن ذات فائدة، والحقيقة أنا لا أرغب بلقائهم مستقبلا إذا ما بقوا علي هذه الحال.
لقد سلمني الصليب الأحمر رسالتين إحداهما مؤرخة في شهر أغسطس 2004 وسلمت إليٌ قبل زيارتك بعدة أيام، وكانت هذه الرسالة كسابقتها مشطوبا علي غالبيتها، كما لم يتم تسليمي كافة الأغراض الشخصية المرسلة من العائلة، وإذا جاءوا إليٌ بنفس الطريقة مرة أخري فسأطردهم ولن أقابلهم.
الدليمي: قلت له هل تلتقي ببقية المعتقلين من القيادات العراقية الكبري؟
صدام: قال لا.. لم التق بأي منهم، وقد أبلغني أحد الأمريكيين أن ابن عمي علي حسن المجيد قال عني إنني لم أكن شجاعا وقد تجاهلته بالكامل واعتبرت هذا الكلام من نوع الفتنة التي يجب الحذر منها. 'ملحوظة أثناء الجلسة كان الرئيس صدام قد توضأ وصلي مرتين'.
الدليمي: قلت للرئيس إنهم سيجرون انتخابات قريبا.
صدام: قال إنهم يبحثون عن مشروعية كاذبة.. ستكون بالقطع انتخابات غير نزيهة، لأنهم يريدون عملاءهم ليبدوا كواجهة تحركها الأيدي الأجنبية، لذلك من الأفضل علي الشعب أن يقاطعها كلية.
الدليمي: قال لي ومن الذي وضعوه في مقعد حاكم العراق الآن، فقلت له علي الورق علاوي.. فنظر ساخرا وقال:
صدام: لا أريد أن ينزل مستواي عند مستوي علاوي أو غيره، ولكن حتما ستعود كل الأمور إلي وضعها الطبيعي في يوم ما، وتصبح فيه الإرادة الوحيدة هي إرادة الشعب العراقي.
الدليمي: قلت له يتردد أنهم سيسقطون تهمتي حلابجة وما سمي بالمقابر الجماعية في جنوب العراق.
صدام: الأمريكان يعرفون من وراء ما حدث في حلابجة، إن لديهم المعلومات والوثائق التي تؤكد أن إيران هي التي ضربت حلبجة ولكنهم الآن يحاولون إلصاق الاتهامات بكل السبل.. إنني اسألهم: لماذا صمتوا طيلة هذه الفترة ومنذ ما رس 1988، لقد كنا مشغولين بالحرب مع إيران في هذه الفترة، فقامت القوات الإيرانية بالهجوم علي حلابجة بعد الهزيمة التي منوا بها في منطقة الفاو بجنوب البلاد، واستعانوا في هذا الوقت ببعض العملاء من الأكراد، لقد ضربوا حلابجة بغاز 'السيانيد' وهذا الغاز لم تمتلكه العراق أبدا في هذا الوقت، والأمريكيون يعرفون كل الحقائق.
أما عن موضوع ما يسمونه بالمقابر الجماعية فليسأل الأمريكيون أنفسهم فهم يعرفون أنهم صانعوها، إنها مثل كذبة أسلحة الدمار الشامل التي راحوا يتنصلون منها الآن.
الدليمي: هل سألك الأمريكان عن المقاومة؟
صدام: نعم سألوني عن المقاومة، وعن عزت الدوري وقلت لهم: لو كان عزت الدوري في جفني لأطبقت عيوني عليه، أما عن المقاومة فقلت لهم عليكم بسجن كل الشعب العراقي إذا استطعتم، فكل عراقي شريف هو في صف المقاومة، والمقاومة أكبر مما يتصورون، وهي تضم كل الأحرار في العراق عروبيين وإسلاميين ووطنيين ومواطنين عاديين، نساء ورجالا، صغارا وكبارا.. قلت لهم عليكم أن تستعدوا بالنعوش كما قلت لكم قبل احتلال بغداد.
عندما قلت لهم إنهم سينتحرون علي أسوار بغداد، كنت أعني ذلك، وهاهم ينتحرون ويقتلون ويهربون من ميدان المعركة.. إنهم لم يصدقوا ما قلت، وهاهم يتكبدون خسائر لم يتصوروها أبدا. إنني أشعر من خلال التحقيقات أنهم في ورطة حقيقية وأزمة كبيرة، لذلك يبحثون عن أي حل يحفظ ماء الوجه.
الدليمي: قلت له: وهل تعرف مكان اعتقالك؟
صدام: لا.. لا أعرف شيئا.
الدليمي: وأنا لم أتمكن أيضا من معرفة المكان.. تري هل تريد أن تبعث برسالة إلي عائلتك؟
صدام: أنا عائلتي ليست 4 نفرات (رغد، حلا، رنا) وساجدة الزوجة، ولكن العراق والأمة كلها هم عائلتي، لقد استشهد عدي وقصي والحفيد مصطفي واحتسبتهم عند الله، إنهم فداء للعراق لقد قاتلوا حتي اللحظة الأخيرة ورفضوا الهروب، لم يكن واردا للحظة واحدة أن نغادر العراق أو نهرب كالجبناء بحثا عن حياة رخيصة لأننا لا نعرف لأنفسنا مكانا خارج تراب العراق العزيز.. كانت هناك عروض عديدة قد قدمت ولكنهم لا يعرفون صدام حسين، ولا يعرفون أن العراقي الشريف لا يقبل إلا بعيشة شريفة وإلا دونها الاستشهاد، أما العملاء فهم وحدهم الذين يهربون ويحتمون بالأجنبي.. إنني أنصحهم بإعادة قراءة تاريخ العراق من نبوخذ نصر لصدام حسين ليعرفوا الإنسان العراقي إن لم يكونوا قد عرفوه بعد، فالمقاومة البطلة ستقول لهم حتما من نحن ومن هم، والقادم أكبر بكثير.
كانت تلك هي آخر الكلمات التي نطق بها الرئيس صدام حسين.. لملمت أوراقي، فقد مضي علي اللقاء نحو أربع ساعات ونصف الساعة.. عانقته مجددا وقبلت يديه.. شعرت بالدفء تجاه قائد، لم يملك من الدنيا سوي حب العراق، الذي يعيش في قلبه وعقله ويسري في دمائه، لم يعثروا له علي أموال في بنوك خارجية، لم يهرب من الميدان، ولم يدفع بأسرته إلي خارج العراق، مع أنه كان يعرف المصير جيدا.
كان صلبا، قويا، صاحب عزيمة لا تلين، كانت مشاعره القومية والوطنية فياضة، عندما بدأت أرجع إلي الخلف، وأنا أودعه، قال لي بصوت عطوف تعوده منه العراقيون دائما: الحمد لله الذي وهبني ابنا ثالثا مع عدي وقصي.. احملك التحية إلي أسرتك وأطفالك، واطلب منك أن تقبل رأس والدتك وتقول لها: لقد أنجبت رجلا شجاعا لأن مهمتك ومهمة اخوانك صعبة وليست سهلة يا ولدي. انتهت كلمات الرئيس، ورويدا رويدا مضيت بعيدا عنه في طريقي إلي العودة من حيث أتيت، بينما استطاعت بعض الدموع أن تهرب من عيني لتبلل خدي، تذكرني بطعم ونقاء دجلة والفرات. يأيها الرئيس العظيم أنا أحبك وأقدرك ولن أنسي لك ما فعلته لأجل العراق ولأجل الأمة، أنا فخور بك وسأبقي مدافعا عنك، حتي لو كلفني ذلك حياتي التي يتربص بها الأعداء داخل العراق وخارجها
مقطع اعدام صدام
http://www.savefilez.com/DOWNLOAD/0b...إعدام صدام.3gp
منقول
سمو الاخلاق