][][ SiCK_LOvE ][][
07-01-2007, 10:38 AM
تحقيق: محمد حنفي
يذهب الكثير من الطلاب إلى المدرسة من دون تناول وجبة الفطور في البيت، هنا لا يكون أمامهم سوى تناول هذه الوجبة من مقصف المدرسة، لكن ما نوعية الوجبات التي يقدمها المقصف المدرسي لأبنائنا؟ وهل الوجبات التي تقدم لهم صحية؟ وهل هناك علاقة بين وجبات المقصف المدرسي وارتفاع نسبة البدانة بين الطلاب صغار السن؟
الكثيرون يتحدثون حاليا عن تطوير المناهج الدراسية في الكويت، لكننا لم نسمع أحدا يتحدث عن تطوير المقصف المدرسي على الرغم من أن تطويره لا يقل أهمية عن تطوير المناهج، أليس العقل السليم في الجسم السليم؟
حكاية المقصف المدرسي حكاية طويلة، يرويها معلم يشرف على مقصف المدرسة الثانوية التي يعمل فيها مع مجموعة من الطلاب، يقول هذا المعلم الذي فضل عدم ذكر اسمه:
يوجد نوعان من إدارة المقاصف المدرسية: الأول يعتمد على قيام المدرسة بتأجير المقصف في بداية العام الدراسي لأحد الأشخاص أو المطاعم مقابل مبلغ يومي قد يتعدى المائة دينار، وهذا التصرف على رغم أنه يوفر للمدرسة بعض السيولة المالية التي تمكنها من الإنفاق على الكثير من الأنشطة بعيدا عن التعقيدات الإدارية، فإنه يضر بالطلاب لأن الشخص الذي استأجر المقصف يريد أن يعوض ما دفعه، فيقدم للطلاب طعاما غير صحي أشبه بالوجبات السريعة الممنوع بيعها في المدارس، بالإضافة إلى سلبية أخرى هي ارتفاع أسعار هذه الوجبات على الطلاب مقارنة بأسعار المطاعم الأخرى.
أما النوع الثاني في إدارة المقصف المدرسي، فتقوم من خلاله المدرسة بالاتفاق مع شركة على توريد الوجبات المدرسية المغلفة والمدون عليها تاريخ صلاحية، ويبيعها المقصف للطلاب مقابل تحقيق هامش ربح تستفيد منه المدرسة والطلاب أنفسهم الذين يساهمون في المقصف بشراء أسهم في بداية العام الدراسي.
يواصل هذا المعلم قائلا:
المشكلة أن نوعية الوجبات التي تقدم في المقاصف المدرسية ليست غير صحية فقط، وإنما المشكلة الأكبر أنها لا تتغير وهي مفروضة على الطلاب بشكل يومي، ولذا تصيبهم بالملل، فيتسللون خارج المدارس بحثا عن أقرب مطعم. حتى لو كان هذا المطعم رديء المستوى يفضله الطالب لكونه على الأقل لن يتناول الوجبة ذاتها يومين متتالين كما يحدث في مقصف المدرسة.
وداعا للمقصف
طلال الرشيدي، طالب في المرحلة الثانوية مصاب بالسكر ولم يتناول طعاما من مقصف مدرسته إلا مرة واحدة قبل أن يقرر مقاطعته إلى الأبد، يقول طلال:
المقصف المدرسي يقدم وجبات لا تختلف كثيرا عن تلك التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة من الهمبرغر والبطاطس المقلية وشطائر البيتزا وسندويتشات 'المشكل' والمياه الغازية والشوكولاتة. وهذه الوجبات لا تناسب جميع الطلاب. وبعض هذه الأطعمة يتبقى من اليوم السابق، والأسعار مرتفعة، لذا قررت منذ فترة طويلة عدم التعامل مع مقصف المدرسة.
وجبات مقررة مع المناهج
بينما يقول نواف العنزي، وهو طالب في مدرسة بمنطقة الفروانية التي تعج بالمطاعم:
أنا وزملائي لا نتناول فطورنا في البيت، لذا أمامنا خياران أحلاهما مر: الأول أن نفطر في مقصف المدرسة حيث الطعام فطائر جبن وزعتر وفلافل وكرواسان، وهو لا يتغير على مدار العام، والثاني، على الرغم من أن فيه مخاطرة، إلا أننا نفضله، حيث نتسلل في الفرص إلى خارج المدرسة حيث يوجد العديد من المطاعم التي تقدم وجبات بأسعار المقصف المدرسي تقريبا، لكننا نفضلها على مقصف المدرسة لأن الاختيارات متنوعة وليست مقررة علينا مثل المناهج المدرسية.
المقصف يحتاج إلى تطوير
فيصل العتيبي، مدير مدرسة النصر الثانوية، يؤكد أن المقاصف المدرسية تحتاج إلى تطوير، ويقترح إشراف جهات متخصصة عليها. يقول:
القوانين المتعلقة بالمقصف المدرسي لا تسمح للمدرسة بإيجار المقصف لأي جهة، كما انها لا تسمح لمقاصف المدارس ببيع اللحوم في المدارس مثل الهمبرغر والنقانق، وإن كنا نسمع أن البعض يفعل ذلك بطريقة خفية، سواء تأجير المقاصف أو بيع وجبات تشتمل على اللحوم. لكن الأمر المعتاد في المدارس التي تتقيد بالقوانين أن تتفق مع شركة على توريد الوجبات التي تتمثل معظمها في المعجنات والعصائر والمياه الغازية. وتقوم المدرسة بتنظيم الأمر من خلال تخصيص بعض المعلمين للإشراف على المقصف وبمتابعة الإدارة. وهذا الأمر بالطبع ليس من عمل الإدارة ولا المعلمين، ويكلفنا أعباء إدارية ويبدد الكثير من أوقاتنا التي يجب أن تخصص لرعاية ومتابعة الطلاب. لكن لكون الأبناء أمانة في أعناقنا فنحن نبذل جهدا كبيرا في متابعة ورقابة هذه الأطعمة.
لكن الأخطر أن ما يقدم من طعام لأبنائنا يساهم بشكل كبير في رفع مستويات السمنة لأن الأغذية التي تقدم لهم من فطائر ومياه غازية وغيرهما غير نافعة، ولا تبني أجسادهم بشكل صحيح. فالمفروض أن ما يتناوله الطالب في المدرسة مجرد وجبة مكملة للإفطار، فهل يعقل أن تكون هذه الوجبة المكملة معجنات وبيتزا وبيبسي وبطاطا مقلية ونقانق وهمبرغر وسندويشتات فلافل؟
أنا أناشد المتخصصين أن تشرف المناطق التعليمة من خلال جهات متخصصة على المقاصف المدرسية، وأن تسند مسؤولية الإشراف على هذه المقاصف المدرسية إلى مطاعم متخصصة تقدم وجبات صحية للطلاب وبدعم من الدولة لكي نحافظ على صحة الأجيال الحالية والقادمة.
السمنة تتفشى في المدارس
رئيس وحدة السكر في المستشفى الأميري د. عبد النبي العطار يضع المقصف المدرسي في قفص الاتهام ويؤكد أنه أحد أهم عوامل تفشي السمنة بين طلاب المدارس. يقول:
بدأنا نلاحظ في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة جدا، وهي أن معدلات البدانة بين الذين هم في سنوات المدرسة أصبحت مرتفعة، ويزداد ارتفاعها بشكل خطير.
والظاهرة الأخطر أن نسبة السكر من النوع الثاني في صغار السن بدأت ترتفع. من قبل كنا نرى طفلا يبلغ من العمر 12 سنة مثلا يعاني السكر من النوع الأول، لكننا بدأنا نرى الآن الكثير من صغار السن يعانون السكر من النوع الثاني الذي من المفروض أن يصيب كبار السن، وهذا النوع من السكر مرتبط بالسمنة ومقاومة الجسم لعمل الأنسولين.
هذا معناه أن الظاهرة السيئة التي كانت موجودة في كبار السن بدأت تصيب صغار السن، وهذا يعني أيضا أن نسبة السعرات الحرارية التي يتناولها الصغار يوميا تزداد، وهذا يعود إلى نوعية الطعام الذي يتناولونه.
كما أن نسبة السعرات الحرارية التي يحرقونها في ممارسة النشاط البدني بدأت تقل، وهذا أمر خطير لا يقل أهمية عن نوعية الطعام، فممارسة الرياضة أصبحت في المدارس مادة فيها نجاح ورسوب ويخترع الأبناء الأعذار للهروب من ممارستها، على رغم أنها لا تقل أهمية عن الغذاء الصحي. وهذه مسؤولية المدرسة والبيت الذي يجب أن يشجع الأبناء على ممارسة الرياضة كما نحرص على إطعامهم الغذاء الصحي.
كل هذه المؤشرات تؤدي إلى ظاهرة خطيرة وهي أن هناك جيلا كاملا من الصغار في سن المدرسة أصبح لديهم استعداد للإصابة بأمراض خطيرة ناتجة عن السمنة ومنها السكر وتصلب الشرايين وهذه ظاهرة سيئة وخطيرة.
الموضوع له عناصر عديدة لكن الوجبات التي تقدم لهؤلاء الصغار في المقاصف المدرسية عنصر مهم ومؤثر لا يمكن إغفاله في ارتفاع هذه النسبة الخطيرة من السمنة والسكر بين الصغار. ومن المشاهد المألوفة التي لم تستوقف الكثيرين أن نشاهد الطلاب وخاصة من صغار السن في الصباح وقبل بدء اليوم الدراسي يحملون في أيديهم علب البيبسي والمعجنات.
ضرورة التوعية
نحن نتحدث عن تطوير المناهج لكن في الوقت ذاته يجب أن نعلم أبناءنا شيئا مهما يتعلق بالغذاء الصحي وكيفية الحفاظ على صحتهم.
يجب أيضا أن تكون في الدولة جهة علمية تشرف على نوعية الأغذية التي تباع في المدارس ويتناولها أبناؤنا. في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا منع بيع الوجبات السريعة في المدارس واستبدلت الوجبات السريعة والمعجبات بالأغذية التي تعتمد على الحبوب الكاملة والخضر والفواكه والألبان والعصائر الطبيعية، وأصبح الكثير من الدول تتخذ إجراءات صارمة فيما يتعلق بالطعام الذي يباع في المدارس.
الفطور في البيت ضروري
ويشير العطار إلى ظاهرة أخرى مؤسفة وهي إهمال الآباء حث أبنائهم على تناول وجبة الفطور في البيت:
من المؤسف أن أولياء الأمور يتحملون جزءا من المسؤولية وليس المقصف المدرسي وحده، فأولياء الأمور يتركون أبناءهم يذهبون إلى المدرسة من دون تناول وجبة الإفطار على رغم أهميتها من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، فلا يكون أمامهم سوى المقصف وما يشتمل عليه من أغذية غير صحية.
أنا أنصح الآباء أن يحرصوا على تناول أبنائهم للفطور، وأن يضعوا في حقائبهم وجبات مساندة صحية حتى يعودوا إلى البيت ويتناولوا وجبة الغداء مثل سندويتش جبن أو تفاحة بل بسكويت القمح.
وأخيرا ينبغي على الدولة ممثلة في وزارة التربية أن تقوم بتطوير مقاصف المدارس، وان تشرف جهات متخصصة على تقديم الأغذية التي يوفرها المقصف المدرسي بحيث تكون أغذية صحية متكاملة تبني الجسم وتمده بعناصر النمو والطاقة وتقيه من الأمراض.
فالسمنة المتفشية في مدارسنا مفتاح لكل الأمراض في المستقبل والوقاية ليست فقط خير من العلاج، ولكن إن قمنا بها الآن فستوفر علينا مبالغ طائلة سننفقها في المستقبل على علاج أبنائنا من ضحايا أمراض السمنة.
ما الذي يجب أن يتناوله الطلاب في المدارس؟
يشير د. عبد النبي العطار إلى أن الطلاب يحتاجون أثناء وجودهم في المدرسة إلى وجبة مساندة بين الفطور والغداء، هذه الوجبة يجب أن تكون صحية بحيث تشتمل على شيء من الكربوهيدرات وليكن نوعا صحيا من بسكويت الحبوب الكاملة، والفاكهة والخضراوات. كما أن الألبان والعصائر الطبيعية بديل مثالي للمياه الغازية والعصائر الصناعية، ويمكن أن نسمح ببعض السندويتشات مثل سندويتشات الجبن أو اللبنة دون هذه الأحجام العملاقة والمخيفة للمعجنات والمياه الغازية، وفي الوقت ذاته يجب منع الوجبات غير الصحية وعلى رأسها المياه الغازية والبطاطا المقلية والحلويات.
اخوكم : ســـــيـــــك
يذهب الكثير من الطلاب إلى المدرسة من دون تناول وجبة الفطور في البيت، هنا لا يكون أمامهم سوى تناول هذه الوجبة من مقصف المدرسة، لكن ما نوعية الوجبات التي يقدمها المقصف المدرسي لأبنائنا؟ وهل الوجبات التي تقدم لهم صحية؟ وهل هناك علاقة بين وجبات المقصف المدرسي وارتفاع نسبة البدانة بين الطلاب صغار السن؟
الكثيرون يتحدثون حاليا عن تطوير المناهج الدراسية في الكويت، لكننا لم نسمع أحدا يتحدث عن تطوير المقصف المدرسي على الرغم من أن تطويره لا يقل أهمية عن تطوير المناهج، أليس العقل السليم في الجسم السليم؟
حكاية المقصف المدرسي حكاية طويلة، يرويها معلم يشرف على مقصف المدرسة الثانوية التي يعمل فيها مع مجموعة من الطلاب، يقول هذا المعلم الذي فضل عدم ذكر اسمه:
يوجد نوعان من إدارة المقاصف المدرسية: الأول يعتمد على قيام المدرسة بتأجير المقصف في بداية العام الدراسي لأحد الأشخاص أو المطاعم مقابل مبلغ يومي قد يتعدى المائة دينار، وهذا التصرف على رغم أنه يوفر للمدرسة بعض السيولة المالية التي تمكنها من الإنفاق على الكثير من الأنشطة بعيدا عن التعقيدات الإدارية، فإنه يضر بالطلاب لأن الشخص الذي استأجر المقصف يريد أن يعوض ما دفعه، فيقدم للطلاب طعاما غير صحي أشبه بالوجبات السريعة الممنوع بيعها في المدارس، بالإضافة إلى سلبية أخرى هي ارتفاع أسعار هذه الوجبات على الطلاب مقارنة بأسعار المطاعم الأخرى.
أما النوع الثاني في إدارة المقصف المدرسي، فتقوم من خلاله المدرسة بالاتفاق مع شركة على توريد الوجبات المدرسية المغلفة والمدون عليها تاريخ صلاحية، ويبيعها المقصف للطلاب مقابل تحقيق هامش ربح تستفيد منه المدرسة والطلاب أنفسهم الذين يساهمون في المقصف بشراء أسهم في بداية العام الدراسي.
يواصل هذا المعلم قائلا:
المشكلة أن نوعية الوجبات التي تقدم في المقاصف المدرسية ليست غير صحية فقط، وإنما المشكلة الأكبر أنها لا تتغير وهي مفروضة على الطلاب بشكل يومي، ولذا تصيبهم بالملل، فيتسللون خارج المدارس بحثا عن أقرب مطعم. حتى لو كان هذا المطعم رديء المستوى يفضله الطالب لكونه على الأقل لن يتناول الوجبة ذاتها يومين متتالين كما يحدث في مقصف المدرسة.
وداعا للمقصف
طلال الرشيدي، طالب في المرحلة الثانوية مصاب بالسكر ولم يتناول طعاما من مقصف مدرسته إلا مرة واحدة قبل أن يقرر مقاطعته إلى الأبد، يقول طلال:
المقصف المدرسي يقدم وجبات لا تختلف كثيرا عن تلك التي تقدمها مطاعم الوجبات السريعة من الهمبرغر والبطاطس المقلية وشطائر البيتزا وسندويتشات 'المشكل' والمياه الغازية والشوكولاتة. وهذه الوجبات لا تناسب جميع الطلاب. وبعض هذه الأطعمة يتبقى من اليوم السابق، والأسعار مرتفعة، لذا قررت منذ فترة طويلة عدم التعامل مع مقصف المدرسة.
وجبات مقررة مع المناهج
بينما يقول نواف العنزي، وهو طالب في مدرسة بمنطقة الفروانية التي تعج بالمطاعم:
أنا وزملائي لا نتناول فطورنا في البيت، لذا أمامنا خياران أحلاهما مر: الأول أن نفطر في مقصف المدرسة حيث الطعام فطائر جبن وزعتر وفلافل وكرواسان، وهو لا يتغير على مدار العام، والثاني، على الرغم من أن فيه مخاطرة، إلا أننا نفضله، حيث نتسلل في الفرص إلى خارج المدرسة حيث يوجد العديد من المطاعم التي تقدم وجبات بأسعار المقصف المدرسي تقريبا، لكننا نفضلها على مقصف المدرسة لأن الاختيارات متنوعة وليست مقررة علينا مثل المناهج المدرسية.
المقصف يحتاج إلى تطوير
فيصل العتيبي، مدير مدرسة النصر الثانوية، يؤكد أن المقاصف المدرسية تحتاج إلى تطوير، ويقترح إشراف جهات متخصصة عليها. يقول:
القوانين المتعلقة بالمقصف المدرسي لا تسمح للمدرسة بإيجار المقصف لأي جهة، كما انها لا تسمح لمقاصف المدارس ببيع اللحوم في المدارس مثل الهمبرغر والنقانق، وإن كنا نسمع أن البعض يفعل ذلك بطريقة خفية، سواء تأجير المقاصف أو بيع وجبات تشتمل على اللحوم. لكن الأمر المعتاد في المدارس التي تتقيد بالقوانين أن تتفق مع شركة على توريد الوجبات التي تتمثل معظمها في المعجنات والعصائر والمياه الغازية. وتقوم المدرسة بتنظيم الأمر من خلال تخصيص بعض المعلمين للإشراف على المقصف وبمتابعة الإدارة. وهذا الأمر بالطبع ليس من عمل الإدارة ولا المعلمين، ويكلفنا أعباء إدارية ويبدد الكثير من أوقاتنا التي يجب أن تخصص لرعاية ومتابعة الطلاب. لكن لكون الأبناء أمانة في أعناقنا فنحن نبذل جهدا كبيرا في متابعة ورقابة هذه الأطعمة.
لكن الأخطر أن ما يقدم من طعام لأبنائنا يساهم بشكل كبير في رفع مستويات السمنة لأن الأغذية التي تقدم لهم من فطائر ومياه غازية وغيرهما غير نافعة، ولا تبني أجسادهم بشكل صحيح. فالمفروض أن ما يتناوله الطالب في المدرسة مجرد وجبة مكملة للإفطار، فهل يعقل أن تكون هذه الوجبة المكملة معجنات وبيتزا وبيبسي وبطاطا مقلية ونقانق وهمبرغر وسندويشتات فلافل؟
أنا أناشد المتخصصين أن تشرف المناطق التعليمة من خلال جهات متخصصة على المقاصف المدرسية، وأن تسند مسؤولية الإشراف على هذه المقاصف المدرسية إلى مطاعم متخصصة تقدم وجبات صحية للطلاب وبدعم من الدولة لكي نحافظ على صحة الأجيال الحالية والقادمة.
السمنة تتفشى في المدارس
رئيس وحدة السكر في المستشفى الأميري د. عبد النبي العطار يضع المقصف المدرسي في قفص الاتهام ويؤكد أنه أحد أهم عوامل تفشي السمنة بين طلاب المدارس. يقول:
بدأنا نلاحظ في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة جدا، وهي أن معدلات البدانة بين الذين هم في سنوات المدرسة أصبحت مرتفعة، ويزداد ارتفاعها بشكل خطير.
والظاهرة الأخطر أن نسبة السكر من النوع الثاني في صغار السن بدأت ترتفع. من قبل كنا نرى طفلا يبلغ من العمر 12 سنة مثلا يعاني السكر من النوع الأول، لكننا بدأنا نرى الآن الكثير من صغار السن يعانون السكر من النوع الثاني الذي من المفروض أن يصيب كبار السن، وهذا النوع من السكر مرتبط بالسمنة ومقاومة الجسم لعمل الأنسولين.
هذا معناه أن الظاهرة السيئة التي كانت موجودة في كبار السن بدأت تصيب صغار السن، وهذا يعني أيضا أن نسبة السعرات الحرارية التي يتناولها الصغار يوميا تزداد، وهذا يعود إلى نوعية الطعام الذي يتناولونه.
كما أن نسبة السعرات الحرارية التي يحرقونها في ممارسة النشاط البدني بدأت تقل، وهذا أمر خطير لا يقل أهمية عن نوعية الطعام، فممارسة الرياضة أصبحت في المدارس مادة فيها نجاح ورسوب ويخترع الأبناء الأعذار للهروب من ممارستها، على رغم أنها لا تقل أهمية عن الغذاء الصحي. وهذه مسؤولية المدرسة والبيت الذي يجب أن يشجع الأبناء على ممارسة الرياضة كما نحرص على إطعامهم الغذاء الصحي.
كل هذه المؤشرات تؤدي إلى ظاهرة خطيرة وهي أن هناك جيلا كاملا من الصغار في سن المدرسة أصبح لديهم استعداد للإصابة بأمراض خطيرة ناتجة عن السمنة ومنها السكر وتصلب الشرايين وهذه ظاهرة سيئة وخطيرة.
الموضوع له عناصر عديدة لكن الوجبات التي تقدم لهؤلاء الصغار في المقاصف المدرسية عنصر مهم ومؤثر لا يمكن إغفاله في ارتفاع هذه النسبة الخطيرة من السمنة والسكر بين الصغار. ومن المشاهد المألوفة التي لم تستوقف الكثيرين أن نشاهد الطلاب وخاصة من صغار السن في الصباح وقبل بدء اليوم الدراسي يحملون في أيديهم علب البيبسي والمعجنات.
ضرورة التوعية
نحن نتحدث عن تطوير المناهج لكن في الوقت ذاته يجب أن نعلم أبناءنا شيئا مهما يتعلق بالغذاء الصحي وكيفية الحفاظ على صحتهم.
يجب أيضا أن تكون في الدولة جهة علمية تشرف على نوعية الأغذية التي تباع في المدارس ويتناولها أبناؤنا. في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا منع بيع الوجبات السريعة في المدارس واستبدلت الوجبات السريعة والمعجبات بالأغذية التي تعتمد على الحبوب الكاملة والخضر والفواكه والألبان والعصائر الطبيعية، وأصبح الكثير من الدول تتخذ إجراءات صارمة فيما يتعلق بالطعام الذي يباع في المدارس.
الفطور في البيت ضروري
ويشير العطار إلى ظاهرة أخرى مؤسفة وهي إهمال الآباء حث أبنائهم على تناول وجبة الفطور في البيت:
من المؤسف أن أولياء الأمور يتحملون جزءا من المسؤولية وليس المقصف المدرسي وحده، فأولياء الأمور يتركون أبناءهم يذهبون إلى المدرسة من دون تناول وجبة الإفطار على رغم أهميتها من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، فلا يكون أمامهم سوى المقصف وما يشتمل عليه من أغذية غير صحية.
أنا أنصح الآباء أن يحرصوا على تناول أبنائهم للفطور، وأن يضعوا في حقائبهم وجبات مساندة صحية حتى يعودوا إلى البيت ويتناولوا وجبة الغداء مثل سندويتش جبن أو تفاحة بل بسكويت القمح.
وأخيرا ينبغي على الدولة ممثلة في وزارة التربية أن تقوم بتطوير مقاصف المدارس، وان تشرف جهات متخصصة على تقديم الأغذية التي يوفرها المقصف المدرسي بحيث تكون أغذية صحية متكاملة تبني الجسم وتمده بعناصر النمو والطاقة وتقيه من الأمراض.
فالسمنة المتفشية في مدارسنا مفتاح لكل الأمراض في المستقبل والوقاية ليست فقط خير من العلاج، ولكن إن قمنا بها الآن فستوفر علينا مبالغ طائلة سننفقها في المستقبل على علاج أبنائنا من ضحايا أمراض السمنة.
ما الذي يجب أن يتناوله الطلاب في المدارس؟
يشير د. عبد النبي العطار إلى أن الطلاب يحتاجون أثناء وجودهم في المدرسة إلى وجبة مساندة بين الفطور والغداء، هذه الوجبة يجب أن تكون صحية بحيث تشتمل على شيء من الكربوهيدرات وليكن نوعا صحيا من بسكويت الحبوب الكاملة، والفاكهة والخضراوات. كما أن الألبان والعصائر الطبيعية بديل مثالي للمياه الغازية والعصائر الصناعية، ويمكن أن نسمح ببعض السندويتشات مثل سندويتشات الجبن أو اللبنة دون هذه الأحجام العملاقة والمخيفة للمعجنات والمياه الغازية، وفي الوقت ذاته يجب منع الوجبات غير الصحية وعلى رأسها المياه الغازية والبطاطا المقلية والحلويات.
اخوكم : ســـــيـــــك