المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأم الأم الأم


ابو صالح
15-09-2003, 12:29 AM
[ color=#3600ff][/color]

قرأت موضوعا أعجبني
وطلب مني الرد فلم أستطع ! فمن يساعدني ؟

رسالة من أمك


السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد

يا بني.. هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة.. كتبتُها على استحياء بعد تردد وطول إنتظار.. أمسكتُ بالقلم مرات فحجزته الدمعة! وأوقفتُ الدمعة مرات، فجرى أنين القلب

يا بني.. بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً مكتمل العقل، متزن العاطفة.. ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة وإن شئت بعدُ فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل

يابني.. منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل! والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيداً! فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية. وبعد هذه البُشرى حملتُك تسعة أشهر في بطني فرِحةً جذلى؛ أقوم بصعوبة، وأنام بصعوبة، وآكل بصعوبة، وأتنفس بصعوبة. لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك! بل نَمَت محبتُك مع الأيام، وترعرع الشوق إليك

حملتك يا بني وهناً على وهن. وألماً على ألم.. أفرح بحركتك، وأُسر بزيادة وزنك، وهي حمل عليَّ ثقيل

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان.. إشتد بي الألم حتى عجزت عن البكاء، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة! حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي، وأزالت كل آلامي وجراحي، بل حنوت عليك مع شدة ألمي وقبَّلتُك قبل أن تنال منك قطرة ماء

يا بني.. مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشاً، وصدري لك غذاء.. سهرت ليلي لتنام.. وتعبت نهاري لتسعد.. أمنيتي كل يوم أن أرى ابتسامتك.. وسروري في كل لحظة أن تطلب شيئاً أصنعه لك، فتلك هي منتهى سعادتي

ومرت الليالي والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف، وعاملة لم تسكن، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفتر، أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك، واستقام شبابك، وبدت عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يميناً وشمالاً لأبحث لك عن المرأة التي طلبت

وأتى موعد زواجك، واقترب زمن زفافك، فتقطع قلبي، وجرت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك! ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك، اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك، لقد أنكرتني وتناسيت حقي! تمر الأيام أراقب طلعتك، وأنتظر بلهف سماع صوتك. لكن الهجر طال والأيام تباعدت! أطلت النظر على الباب فلم تأت! وأرهفت السمع لرنين الهاتف حتى ظننت بنفسي الوسواس! هاهي الليالي قد أظلمت، والأيام تطاولت، فلا أراك ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام

يا بني لا أطلب إلا أقل القليل.. إجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك، وأبعدهم حظوة لديك! إجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق

يابني.. إحدودب ظهري، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام.. لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك

لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه، وجميل إحسانه.. وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاً لا تجازيه.. لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات! فأين الجزاء والوفاء؟! ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟

يا بني.. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري.. وأتعجب وأنت صنيع يدي. أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي وتتثاقل زيارتي؟! هل أخطأت يوماً في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟! إجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم.. وامنحني جزءاً من رحمتك. ومُنَّ عليَّ ببعض أجري.. وأحسن فإن الله يحب المحسنين! يا بني أتمنى رؤيتك لا أريد سوى ذلك! دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك

يا بني.. تفطر قلبي، وسالت مدامعي، وأنت حي ترزق! ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك

يا بني.. أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن! جعلت الكمد شعارها، والغم دثارها! وأجريت لها دمعاً، وأحزنت قلباً، وقطعت رحماً

يا بني هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، واطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن.. لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما في الحديث: { الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه } رواه أحمد

يابني أعرفك منذ شب عودك، واستقام شبابك، تبحث عن الأجر والمثوبة، لكنك اليوم نسيت حديث النبي : { إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله } ، هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق

فأين أنت من أحب الأعمال؟

يا بني إنني أُعيذك أن تكون ممن عناهم النبي بقوله: { رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه } قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } رواه مسلم

يا بني.. لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنها إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة.. لا، لن أفعل.. لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي

أفق يا بني.. بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً، والجزاء من جنس العمل.. وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك.. وعند الله تجتمع الخصوم

يا بني.. إتق الله في أمك.. { والزمها فإن الجنة عند رجلها } كفكف دمعها، وواس حزنها، وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها

يا بني إن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها


التوقيع

والدتك المنسيه

بركـ الحب ـان
15-09-2003, 01:11 AM
ابكيتني ورب الكعبه اخي وصديقي ابو صالح بالكلام الرائع والنقل الساطع بارك الله فيك وجزاك الله خيراااا

اخي فعلا اننا لاهون عن الجنه رغم قربها منا

فعلا اننا مقصروون بالوصل ووالبر بوالدينا

مهما عملنا لن نوفيهما حقهما


بادروا احبتي لواديكم فالمحظوظ من ادرك والديه او احدهما وبرهما





جز الله خيرا الجميع




بركـ الحب ـان

عبدالله الحديثي
15-09-2003, 01:25 AM
والله يا أبو صالح إني ما ادري وش اقولك

ولكن فضل الوالدة خصوصا والوالدين عموما عظيم عظيم بمعنى الكلمة

ولن اشطر لكم أفضالهما علينا بسطور ولكن أقول

إتقو الله فيهما فرضه من رضاهما .

وشكرا يا عم أبو صالح على هذا الطرح الطيب المثمر .

ابو سلطان
15-09-2003, 02:49 AM
جزاك الله خير يابو صالح بر الوالدين من اعظم الاجور عند الله الام والام ثم الام

احسـ العالم ـاس
15-09-2003, 02:14 PM
امك ثم امك ثم امك


يعطيك العافيه ابو صالح


تحياتي

ابو صالح
23-09-2003, 12:31 AM
1- عزيزي بركان عذرا لتأخر الرد { لأن الحال من بعضه }

2- يشرفني يافيلسوف مرورك وتعليقك والفضل بعد الله لك 0

3- يافتى الصبخه أشكرك بعنف واتابع مشاركاتك الرائعة 0

4- احساس لاأستطيع أن أوفيك ماتستحق شكرا شكرا شكرا 0

جزانا الله وإياكم خير الجزاء

( اللهم علمنا ما ينفعنا )

الحالمه
23-09-2003, 10:04 PM
ألف شكر لك ابو صالح على الموضوع الرائع :)



الرد :


أ م
....

أ



م


أ / ألم وحسرة ... وندم وتحسر .. لعجزي عن كتابة بضع كلمات أعبر من خلالها عن أمي حبيبتي



م / محال أن يستطيع أي إنسان تحمل لو جزء بسيط مما تحملته أمي في تربيتي .



النهاية

لا استطيع الرد على الموضوع لعجزي

ابو صالح
24-09-2003, 02:14 AM
لا يلام المرء بعد إجتهاده

والام أكبر من الكلمات والعبرات

ومن يستطيع الوفاء بحقها فهوالغني

وأنا فقير !

لأنهارحلت { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم }

والحمد لله رب العالمين 0