احسـ العالم ـاس
23-09-2003, 02:12 PM
المال العام يتأمن بلحظة ويختفي بلحظة. يأتي في الاوقات السهلة ويغيب في الاوقات الصعبة، احيانا هو كغيمة صيف واحيانا كمستنقع واحيانا كضباب، لكن الجميع يخرجون منه كأنهم يخرجون من حفل راقص.
المال العام موجود بكثرة وغير موجود. هو كورقة التين يغطي اشياء كثيرة ولا يغطي اي شيء. يكون جامدا اليوم ويسيل غدا ليتبخر بعد غد، والقبض عليه يشبه المستحيل.
المال العام صاحب مزاج مهووس ومتقلب. يخرج عن عموميته من دون انذار وينضم الى الخاص، هو الذي يُفترض ان يكون مكشوفا للضوء والهواء والشمس لكنه يصير سريا فجأة، فيغادر الخزينة ساعة يشاء ويسكن اماكن ليست له، كهوفا صارت مثل قصور لها اصحاب، لا يعرفون اللصوص، لم يلتقوا بهم، لم يسهروا برفقتهم و... يتجنبون المال الحرام.
المال العام دقيق كحبات اللؤلؤ، مُغامر كرحالة، غريب كخيال، ينكسر خاطره بكلمة، ينزعج من ابتسامة، يتضايق من الضجيج، واذا قرر الا يعود، يدخل تحت قبعة عتيقة لساحر ما، ويتركنا مذهولين.
المال العام كبائعات الهوى، داهية محتال، يهرب متى لحقنا به ويقترب متى اهملناه، لكنه في معظم الحالات يُفرغ جيوبنا بعد ان يُقدم لنا لذة لا تُشبع، تصير ذكرى او تصير ندما.
المال العام شبح لا تلمسه الا الاشباح لا تنقله الا الارواح. الناس يسمعون عنه، يشمون رائحته، يعرفون به، لكنهم لا يرونه. تلزمهم اشياء اخرى لرؤيته، منظار، آلة، قفازات، و... يد طويلة ليس لها حد.
المال العام يخدع الاجهزة. لا احد يعرف متى. لا احد يعرف كيف. اصابعه تخرج من الاصفاد. جسده يتسلل من القضبان. هو المطلوب يظهر علنا. يجلس في المطاعم. يقيم في الفنادق، اعتقاله هوس، ضرب جنون.
المال العام لا يبقى مالا. هي ميزته. يتحول وسائل نقل، سيارات سفنا وطائرات. يتحول ادوات على انواعها، اجهزة كهربائية وتجهيزات مطبخية ومفروشات ومصانع وابنية ومصارف وحدائق خاصة ومكاتب وصالات وشركات ومجوهرات. وقد يبقى عند الضرورة مالا.
المال العام انيق، يرتدي ربطة عنق، يقود سيارته بنفسه، يتخذ سائقا في بعض الاحيان، يتجول بلا إحراج، يسافر في اجازة، وحين يعود، تتقاطر الوفود للتهنئة بسلامته.
المال العام لطيف، يتفقد الفقراء، يزور المسنين، يعود المرضى، يحب الاطفال كثيراً، يتودد اليهم. يقيم المعارض والمهرجانات والاحتفالات، يرعاها، وفي الاعياد الدينية يقدم الهدايا للايتام.
والمال العام ايضا مثقف، يصير مثقفا، يهتم بالآثار، يستعرض اللوحات، يقتني التحف، يفهم بأدب الموائد، يتابع الصالونات والندوات والامسيات، وفي الحفلات الموسيقية يجلس في الصف الامامي.
المال العام لعنة بل خدعة بل نقمة، لأنه مال. لأنه عام وعامي وعمومي. كالسوق الحر. كسوق الرق. كالسوق العمومي.
المال العام موجود بكثرة وغير موجود. هو كورقة التين يغطي اشياء كثيرة ولا يغطي اي شيء. يكون جامدا اليوم ويسيل غدا ليتبخر بعد غد، والقبض عليه يشبه المستحيل.
المال العام صاحب مزاج مهووس ومتقلب. يخرج عن عموميته من دون انذار وينضم الى الخاص، هو الذي يُفترض ان يكون مكشوفا للضوء والهواء والشمس لكنه يصير سريا فجأة، فيغادر الخزينة ساعة يشاء ويسكن اماكن ليست له، كهوفا صارت مثل قصور لها اصحاب، لا يعرفون اللصوص، لم يلتقوا بهم، لم يسهروا برفقتهم و... يتجنبون المال الحرام.
المال العام دقيق كحبات اللؤلؤ، مُغامر كرحالة، غريب كخيال، ينكسر خاطره بكلمة، ينزعج من ابتسامة، يتضايق من الضجيج، واذا قرر الا يعود، يدخل تحت قبعة عتيقة لساحر ما، ويتركنا مذهولين.
المال العام كبائعات الهوى، داهية محتال، يهرب متى لحقنا به ويقترب متى اهملناه، لكنه في معظم الحالات يُفرغ جيوبنا بعد ان يُقدم لنا لذة لا تُشبع، تصير ذكرى او تصير ندما.
المال العام شبح لا تلمسه الا الاشباح لا تنقله الا الارواح. الناس يسمعون عنه، يشمون رائحته، يعرفون به، لكنهم لا يرونه. تلزمهم اشياء اخرى لرؤيته، منظار، آلة، قفازات، و... يد طويلة ليس لها حد.
المال العام يخدع الاجهزة. لا احد يعرف متى. لا احد يعرف كيف. اصابعه تخرج من الاصفاد. جسده يتسلل من القضبان. هو المطلوب يظهر علنا. يجلس في المطاعم. يقيم في الفنادق، اعتقاله هوس، ضرب جنون.
المال العام لا يبقى مالا. هي ميزته. يتحول وسائل نقل، سيارات سفنا وطائرات. يتحول ادوات على انواعها، اجهزة كهربائية وتجهيزات مطبخية ومفروشات ومصانع وابنية ومصارف وحدائق خاصة ومكاتب وصالات وشركات ومجوهرات. وقد يبقى عند الضرورة مالا.
المال العام انيق، يرتدي ربطة عنق، يقود سيارته بنفسه، يتخذ سائقا في بعض الاحيان، يتجول بلا إحراج، يسافر في اجازة، وحين يعود، تتقاطر الوفود للتهنئة بسلامته.
المال العام لطيف، يتفقد الفقراء، يزور المسنين، يعود المرضى، يحب الاطفال كثيراً، يتودد اليهم. يقيم المعارض والمهرجانات والاحتفالات، يرعاها، وفي الاعياد الدينية يقدم الهدايا للايتام.
والمال العام ايضا مثقف، يصير مثقفا، يهتم بالآثار، يستعرض اللوحات، يقتني التحف، يفهم بأدب الموائد، يتابع الصالونات والندوات والامسيات، وفي الحفلات الموسيقية يجلس في الصف الامامي.
المال العام لعنة بل خدعة بل نقمة، لأنه مال. لأنه عام وعامي وعمومي. كالسوق الحر. كسوق الرق. كالسوق العمومي.