ثـامر البـلوي
05-03-2007, 10:39 AM
أ نـا آ ســـــــــــــــف
بقلم / غسان مصطفى الشامي
ثقافة الأسف من الثقافات التي تَضل طَريقها كَثيرا في بلاد ابن خلدون وَاضع علم العمران البشري ، ورُبما تُعتبر هذه الثقافة من الثقافات الهامة والتي آثرت أن اَكتب عنها ، لأنها أَرهقت المجتمعات العَربية وبددت ثَرواتهم التاريخية ، فَيما حَدث معي الكَثير من المواقف رُبما لكثرة علاقاتي وتَشعبها وحبي للناس والحياة ، وكُنت اخطأ بحق الآخرين فأبادر بالأسف لهم بكل ود وتقدير ، وتجد الآخرين لا يَقبلون منك الاعتذار فما السبب لا اعرف ؟؟!!، هل السبب المُجتمع أما ماذا ؟؟ و لهذه اللحظة لا أَجد تَفسيراً لماذا يَرفض الآخرون الاعتذار عن أَخطائهم ، وعند الاعتذار لماذا لا يَلتمس الآخرون هذه الأعذار ويقبلونها بكل حب وتقدير وإخاء ووفاء ..
* غالباً ما يرفض الآخرون الاعتذار لمن يخطئوا بحقهم ، وبعضنا يَظن أنهم لا يخطئون ، وهل نحن أنبياء معصومون من الخطأ والنسيان ؟؟ ولا نرقى إلى درجة الصحابة والتابعيين أيضا ... ، آخرون لا يعترفون بأخطائهم أبداً ، فيما يعتقد البعض الآخر البعض الآخر أن الاعتذار جرح للكرامة وضعفاً للشخصية ، فيما ترى من قال إن الاعتذار جُرحاً للكرامة والكبرياء وضعفاً للشخصية ، وهناك من يقول إن الاعتذار ضعف وإهانة ... أقوال كثيرة ولا نعرف أين الصحيح فيها ..!!
* قارئي العزيز ...أسئلة هامة وملحة ... أين ن َ حن من ثقافة الأسف ؟؟ وما الذي جعلنا نَقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟ ولماذا غابت " الأسف " من حياتنا ؟؟ وأين نَحن ممن يعتذر ؟؟ وهل نَحن ممن يعتذر ـ أَشُكُ ـ ومتى وكيف ؟؟ وهل كلمة الاعتذار غَير موجودة في قَاموسنا الحياتي أو في أبجديات حياتنا العملية ؟؟ والبَشر يُخطئون ويعودون عما ارتكبوه من أخطاء ، فالله سبحانه وتعالى قد قَبل من عبده الضعيف وعفا عنه فما بال البشر اليوم ...؟؟!!! أجيبوني أعزكم الله ، وفي الحديث القدسي جاء " يا عبادي لولا أنكم لا تخطئون لأتيت بقوم غيركم ، يخطئون ويستغفرونني فأغفر لهم " ، يَجب أن نتعامل مع بعضنا على أننا بَشر وليس ملائكة لا تخطئ ، فذلك من شأنه أن يجعل الآخر يمد يد العون والمسامحة ..، وعنه صلى الله عليه وسلم " كل ابن آدم خطأ وخير الخطائين التوابون " ..
* أنا آسف .. وان أقول لكم ، لَقد نجح الاستعمار والغزو الثقافي والفكري ، في وئد الأمة العربية الإسلامية ، وحَققت ما يَصبو إليه ، فَقد تلاشى مَفهوم " الأَسف " بَين النَاس بسبب ضعف القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يفتقدها مجتمعنا ، إضافة إلى عَدم تَرسيخ قَيم الاعتذار عند الأطفال منذ الصغر ، فالعلم بالصغر كالنقش بالحجر ، كَما أن وسائل إعلامنا المبجلة ، تَلعب دوراً هاماً ورئيسياً في المحافظة على هذه القيم النبيلة والجميلة وتدعيم ركائزها في مجتمعاتنا العربية ، فالمُسلسلات والأفلام الهَابطة التي تَعج بفضائنا العربي الموقر ، قد تُكسب شخصياتنا عدم الاحترام والانحطاط الأخلاقي والغُرور الزَائد ، ناهيك عن التقليد الأعمى ، فينتج عن ذلك عدم الاعتذار والمكابرة على الإصرار في الخطأ ، فهذه الشخصية ، تَجعل من الاعتذار ، جرحاً ، والكبرياء ، وضعفاً ووهناً في الشخصية " .
* إن هذه الشَخصية قد تكون فَاقدة للثقة وتَقدير الذات ، ضعيفة ، متقلبة ، مُحتقرة لذاتها ، لا تَحترم الآخرين ، متغيرة الرأي ، تَعيش في وَهم أساسه أنها لا تُخطئ ، وهنا المُصيبة الكُبرى في تَمادي هُؤلاء الأشخاص في أَخطائهم الكثيرة ..
* وَحسب المتخصصون فإن الاعتذار يُدلل على شَخصيتان مُنفصلتان ، الأُولى مُتواضعة وهي التي تَعترف بخَطئها وتَتأسف لما بَدر منها ، وتَستفيد منه فتقلل من أخطائها ، وهي شخصية قَوية وصَلبة ، ولَها من السمات الجَميلة التي تفتقد في المجتمع ، أما الشَخصية الثانية فهي شخصية مُستسلمة ، فهي تَعتذر للهروب من المَواقف ، وكَلمة الأَسف بالنسبة لهذه الشخصية لا قيمة لَها ، حَيث من المُمكن أن تَقولها مائة مَرة في اليَوم لأي شَخص ، وفي أي مَوقف ، وتَكرر الشخصية المستسلمة أخطائها باستمرار ولا تَستفيد منها ...
* كلمة آسف لَيست لبانة تُمضغ ، وإنما تُقال لهدف يَتعلم منه المُخطئ قبل أَن يَعفو عَن مَن اَخطأ بحقه ، و إلا افتقدت قيمتها ، وفرغت من معناها ، وأَفضل طَريقة للاعتذار هي الاعتراف بالخَطأ دون مُجاملة ، أو استخدام أُسلوب التَبرير لتَوضيح المُوقف ، لأن كلمة آسف عندما تكون في مَوضعها ، تَقضي على الغَضبِ ، والكراهيةِ ، والحقدِ ، وتجعل النفس راضية " ..
* أما عن كَيفية تَعليم الاعتذار فَيقول المُتخصصون ، يَكون تَعليم الاعتذار من خِلال التَنشئة الاجتماعية ، حين نَقوم بقول الصِدق في كل أَمورنا ، وتُربي الأسرة أبنائها على هذا الفن منذ صغرهم وتعودهم على استخدام عبارة " لو سمحت " في كل تعاملاتهم ، وان نجعلهم يعترفون بالخطأ فور وقوعهم فيه ، ومن ثم الاعتذار ...
* إن ديننا الإسلامي الحَنيف وشريعتنا المباركة السمحاء حَثت على اعتذار الأشخاص إذا اَخطأ في حق الغَير أو أخيه المسلم ، فالصحابة رضوان الله عليهم أخطئوا في حق بَعضهم واعترفوا بخطئهم واعتَذروا ، وهُنا اَسرد لَكم قصة الصحابي الجليل أبا ذَر رضي الله عنه، عندما قال لسيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه " يا ابن السوداء " فَغضب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لذلك غضباً شديداً ، فأعتذر لأبي ذر ووضع وجهه على الأرض وقال له ضع قدمك على وجهك ، وقبل بلال اعتذاره وسامحه ..
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوتنا يقول في الحديث " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ..
أنا آسف ... إلى كل الذين أخطأت بحَقهم ،،،
إلى الملتقى ،،
قلم /
غسان مصطفى الشامي
20-1-2007
منقووووووووووووول
بقلم / غسان مصطفى الشامي
ثقافة الأسف من الثقافات التي تَضل طَريقها كَثيرا في بلاد ابن خلدون وَاضع علم العمران البشري ، ورُبما تُعتبر هذه الثقافة من الثقافات الهامة والتي آثرت أن اَكتب عنها ، لأنها أَرهقت المجتمعات العَربية وبددت ثَرواتهم التاريخية ، فَيما حَدث معي الكَثير من المواقف رُبما لكثرة علاقاتي وتَشعبها وحبي للناس والحياة ، وكُنت اخطأ بحق الآخرين فأبادر بالأسف لهم بكل ود وتقدير ، وتجد الآخرين لا يَقبلون منك الاعتذار فما السبب لا اعرف ؟؟!!، هل السبب المُجتمع أما ماذا ؟؟ و لهذه اللحظة لا أَجد تَفسيراً لماذا يَرفض الآخرون الاعتذار عن أَخطائهم ، وعند الاعتذار لماذا لا يَلتمس الآخرون هذه الأعذار ويقبلونها بكل حب وتقدير وإخاء ووفاء ..
* غالباً ما يرفض الآخرون الاعتذار لمن يخطئوا بحقهم ، وبعضنا يَظن أنهم لا يخطئون ، وهل نحن أنبياء معصومون من الخطأ والنسيان ؟؟ ولا نرقى إلى درجة الصحابة والتابعيين أيضا ... ، آخرون لا يعترفون بأخطائهم أبداً ، فيما يعتقد البعض الآخر البعض الآخر أن الاعتذار جرح للكرامة وضعفاً للشخصية ، فيما ترى من قال إن الاعتذار جُرحاً للكرامة والكبرياء وضعفاً للشخصية ، وهناك من يقول إن الاعتذار ضعف وإهانة ... أقوال كثيرة ولا نعرف أين الصحيح فيها ..!!
* قارئي العزيز ...أسئلة هامة وملحة ... أين ن َ حن من ثقافة الأسف ؟؟ وما الذي جعلنا نَقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟ ولماذا غابت " الأسف " من حياتنا ؟؟ وأين نَحن ممن يعتذر ؟؟ وهل نَحن ممن يعتذر ـ أَشُكُ ـ ومتى وكيف ؟؟ وهل كلمة الاعتذار غَير موجودة في قَاموسنا الحياتي أو في أبجديات حياتنا العملية ؟؟ والبَشر يُخطئون ويعودون عما ارتكبوه من أخطاء ، فالله سبحانه وتعالى قد قَبل من عبده الضعيف وعفا عنه فما بال البشر اليوم ...؟؟!!! أجيبوني أعزكم الله ، وفي الحديث القدسي جاء " يا عبادي لولا أنكم لا تخطئون لأتيت بقوم غيركم ، يخطئون ويستغفرونني فأغفر لهم " ، يَجب أن نتعامل مع بعضنا على أننا بَشر وليس ملائكة لا تخطئ ، فذلك من شأنه أن يجعل الآخر يمد يد العون والمسامحة ..، وعنه صلى الله عليه وسلم " كل ابن آدم خطأ وخير الخطائين التوابون " ..
* أنا آسف .. وان أقول لكم ، لَقد نجح الاستعمار والغزو الثقافي والفكري ، في وئد الأمة العربية الإسلامية ، وحَققت ما يَصبو إليه ، فَقد تلاشى مَفهوم " الأَسف " بَين النَاس بسبب ضعف القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يفتقدها مجتمعنا ، إضافة إلى عَدم تَرسيخ قَيم الاعتذار عند الأطفال منذ الصغر ، فالعلم بالصغر كالنقش بالحجر ، كَما أن وسائل إعلامنا المبجلة ، تَلعب دوراً هاماً ورئيسياً في المحافظة على هذه القيم النبيلة والجميلة وتدعيم ركائزها في مجتمعاتنا العربية ، فالمُسلسلات والأفلام الهَابطة التي تَعج بفضائنا العربي الموقر ، قد تُكسب شخصياتنا عدم الاحترام والانحطاط الأخلاقي والغُرور الزَائد ، ناهيك عن التقليد الأعمى ، فينتج عن ذلك عدم الاعتذار والمكابرة على الإصرار في الخطأ ، فهذه الشخصية ، تَجعل من الاعتذار ، جرحاً ، والكبرياء ، وضعفاً ووهناً في الشخصية " .
* إن هذه الشَخصية قد تكون فَاقدة للثقة وتَقدير الذات ، ضعيفة ، متقلبة ، مُحتقرة لذاتها ، لا تَحترم الآخرين ، متغيرة الرأي ، تَعيش في وَهم أساسه أنها لا تُخطئ ، وهنا المُصيبة الكُبرى في تَمادي هُؤلاء الأشخاص في أَخطائهم الكثيرة ..
* وَحسب المتخصصون فإن الاعتذار يُدلل على شَخصيتان مُنفصلتان ، الأُولى مُتواضعة وهي التي تَعترف بخَطئها وتَتأسف لما بَدر منها ، وتَستفيد منه فتقلل من أخطائها ، وهي شخصية قَوية وصَلبة ، ولَها من السمات الجَميلة التي تفتقد في المجتمع ، أما الشَخصية الثانية فهي شخصية مُستسلمة ، فهي تَعتذر للهروب من المَواقف ، وكَلمة الأَسف بالنسبة لهذه الشخصية لا قيمة لَها ، حَيث من المُمكن أن تَقولها مائة مَرة في اليَوم لأي شَخص ، وفي أي مَوقف ، وتَكرر الشخصية المستسلمة أخطائها باستمرار ولا تَستفيد منها ...
* كلمة آسف لَيست لبانة تُمضغ ، وإنما تُقال لهدف يَتعلم منه المُخطئ قبل أَن يَعفو عَن مَن اَخطأ بحقه ، و إلا افتقدت قيمتها ، وفرغت من معناها ، وأَفضل طَريقة للاعتذار هي الاعتراف بالخَطأ دون مُجاملة ، أو استخدام أُسلوب التَبرير لتَوضيح المُوقف ، لأن كلمة آسف عندما تكون في مَوضعها ، تَقضي على الغَضبِ ، والكراهيةِ ، والحقدِ ، وتجعل النفس راضية " ..
* أما عن كَيفية تَعليم الاعتذار فَيقول المُتخصصون ، يَكون تَعليم الاعتذار من خِلال التَنشئة الاجتماعية ، حين نَقوم بقول الصِدق في كل أَمورنا ، وتُربي الأسرة أبنائها على هذا الفن منذ صغرهم وتعودهم على استخدام عبارة " لو سمحت " في كل تعاملاتهم ، وان نجعلهم يعترفون بالخطأ فور وقوعهم فيه ، ومن ثم الاعتذار ...
* إن ديننا الإسلامي الحَنيف وشريعتنا المباركة السمحاء حَثت على اعتذار الأشخاص إذا اَخطأ في حق الغَير أو أخيه المسلم ، فالصحابة رضوان الله عليهم أخطئوا في حق بَعضهم واعترفوا بخطئهم واعتَذروا ، وهُنا اَسرد لَكم قصة الصحابي الجليل أبا ذَر رضي الله عنه، عندما قال لسيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه " يا ابن السوداء " فَغضب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لذلك غضباً شديداً ، فأعتذر لأبي ذر ووضع وجهه على الأرض وقال له ضع قدمك على وجهك ، وقبل بلال اعتذاره وسامحه ..
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوتنا يقول في الحديث " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ..
أنا آسف ... إلى كل الذين أخطأت بحَقهم ،،،
إلى الملتقى ،،
قلم /
غسان مصطفى الشامي
20-1-2007
منقووووووووووووول