المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حجرة الملفات


الحاااتميه
12-03-2007, 01:54 AM
ذات يوم كنت نائماً في حجرتي ما بين الحلم و اليقظة..
فتحت عيني فوجدت نفسي في حجرة غريبة جداً!!. حجرة امتلأت بالملفات الضخمة على كل حوائطها من الأرض إلى السقف. و كانت الملفات كبيرة و قديمة مثل التي تُستخدم في الشركات و المكتبات.
اقتربت من الحائط لأدقق النظر، و كان أول ملف لفت نظري كان بعنوان "أعز أصدقائي" فتحته لأتفحصه، و لكنى أغلقته بسرعة إذ صُدمت عندما تعرفت على الأسماء المكتوبة فيه و عندئذ عرفت أين أنا......في حجرة ملفات حياتي.... هنا كُتبت كل أفعالي كبيرة و صغيرة..كل ثانية في حياتي مسجلة
هنا انتابني شعور برعب شديد ممزوج بحب الاستطلاع، وبدأت أستكشف باقي الملفات... بعضها أعاد لي الذكريات وبعضها ملأني بالندم الشديد....حتى أنني كنت أنظر حولي لأتأكد من عدم وجود أحد معي في الحجرة. كانت المواضيع كثيرة ومتنوعة، منها
"كتب قرأتها"، " أصدقاء خنتهم"، "أكاذيب قلتها"، "كلمات تعزية قلتها"، "نكت ضحكت عليها"..


والبعض كان شديد الدقة في التبويب، مثل "المرات التي صحت فيها في وجه أخي"، "أشياء فعلتها و أنا غضبان"، "شتائم قلتها في سرى". كانت المحتويات عجيبة...بعضها أكثر مما أتوقع و البعض الآخر أقل مما كنت أتمنى.... كنت أتعجب من كم الملفات التي كتبتها في سنواتى العشرين، هل كان عندي وقت لأكتب ما يقرب من المليون ورقة!! و لكنها الحقيقة. كانت الأوراق مكتوبة بخط يدي وتحمل إمضائي


فتحت ملف اسمه "أغاني استمعت إليها"...
كان ممتلئاً عن أخره، لدرجة أنى لم أصل حتى نهايته فأغلقته بسرعة.. ليس فقط خجلاً من نوعية الأغاني، بل خجلاً أيضاً من الوقت الذي أضعته و أنا أستمع إليها.

عندئذ رأيت ملفاً أخر يحمل عنوان "أفكار شريرة"..

سرت في جسدي برودة، لم أرد أن أعرف حجم الملف فأخرجت ورقة واحدة فقط.. ولم أطق أن أتصور أن حتى هذه اللحظات سُجلت. فقررت عندئذ أن أُدمر هذه الحجرة بما فيها !!!!
لا ينبغي أن يرى أحد هذه الحجرة و لا حتى أن يعلم بوجودها...أخرجت الملف الأخير، وحاولت تقطيعه و لكنى فزعت عندما لم يتقطع الورق وكأنه مصنوع من حديد.. أعدته إلى مكانه و أسندت رأسي على الحائط، بدأت أتنهد وأبكى..

ثم لاحظت ملفاً آخر بعنوان " الأشخاص الذين قدمت لهم وشهدت بالحق أمامهم" كان الملف جديداً، وكأنه غير مستعمل...فتحته فوجدت عدد الأشخاص يُعد على أصابع اليد الواحدة. بدأت دموعي تنساب، ثم تحولت إلى بكاء مُر.. ركعت على ركبتي.... و أخذت أبكى من الخجل والندم، ونظرت إلى الحجرة بعيون مملوءة دموع.. لابد أن أغلقها بسرعة ثم أُخفي المفتاح.
عندها تخيلت كيف سيكون حالي حين يتطلع الله تعالى على الملفات ملفا ملفا وصفحة بعد صفحة!! لا لا لا أريده أن يرى هذا. كأني به يفتح الملفات ويقرأ ويتطلع على أسوأ الملفات...لماذا يقرأ كل ورقة..؟!
بدأت دموعي تنساب ... "فهذه أعمالي النجسة" أكره أن يراها الله تعالى ... عندئذ سجدت لله وأنا أقول: " الآن يا إلهي أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك"

فهل مر أحدكم بمثل هذه التجربة ؟؟؟؟؟؟؟


لـ( يحيى الغوثاني )

الــســامــر
12-03-2007, 02:25 AM
المشكله الواحد لو لف بالمكتبة الخاصة اللي فيه وما يشوفها الا هو ..
راح يطلع الأغلب منها ندمان ..
ما قدر اقول اني تندمت اني استمعت الى الأغاني ولكن استفدت من بعض الكلمات .. ويمكن تكون
علمتني كم كلمه .. وفهمت لبعض معاني الحياة ..
والحياة تجارب .. ومن الناس من يخون .. ولكن ما نستطيع في حالة الخيانه الا الصبر

وانا بصراحة ما ودي افتح حجرتي او مكتبتي الخاصه ..! لأني متأكد انها ماراح تعجبني ..
ولكن مع مرور الأيام .. بإذن راح اكون في تحسن .. ويمكن تنسيني اللي سويته بأيامي اللي راحت
وفي ذاك الوقت راح افتح المكتبه ..

واسأل الله ان يهديني لطريقه لأقول...: الآن يا إلهي أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك

الحاااتميه
12-03-2007, 02:38 AM
أخى السامر شرفنى مرورك وياليت تبادر بفتح حجرت ملفاتك قبل يبادرك قدرك

ويمكن يخفف عنك جزء من عملك بمجرد ألتفاتك إلى محاسبة نفسك

والله يتوب علينا ويهدينا لما يحبه ويرضاه

الــســامــر
12-03-2007, 03:03 AM
ما عليش ..
من اعجابي للموضوع ما قلت لك يعطيك العافيه ..
عالعموم ربي يجزاك كل خير بإذن الله ..
وبالنسبة للحجرة .. خايف افتحها ..
فا خليني أنسها يكون أحسن .. واحاول اكون حجرة وأثثها من أحلى ما يكون .. بعون الله ان شاء الله

الحاااتميه
12-03-2007, 03:11 AM
وفقك الله بس عليك بالاثاث الفاخر

الضيغم
12-03-2007, 10:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..!!

جزاك الله خير على الطرح الأكثر من رائع .. مذهله ..

وكتب الله اجرك ونفع الله بك الإسلام والمسلمين ..

الحاااتميه
13-03-2007, 04:35 AM
جزاك الله خير أخى عاااادل ونفعنا وياااك بمافيه من فائده.

ابتسـ ألم ـامة
13-03-2007, 01:31 PM
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm1.gif


:101: هلا وغلا مذهلة :101:


الإنسان خطاء وخير الخطائين التوابين



نسأل الله أن ينير بصيرتنا ويشرح صدرنا


ويسدد خطانا إلى ما يرضاه ويحبه



إنها دعوة رائعة


لمحاسبة النفس قبل فوات الآوان



جزيت الخير على هذا الطرح


وجعله في موازين حسناتك



اللهم نسألك حسن الخاتمة



يعطيك العافية




أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك

:101: وعلى الخير بإذن الله نلتقي :101:

http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
كلمــات مـن ذهـب
قال رجل لأبنه
يا بني لا تلاحين حكيماً ولا تحاورن لجوجاً
ولا تعاشرن ظلوماً ولا تواخين متهماً