المسافر
26-09-2003, 02:41 PM
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( وتعاونوا علي ا البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة المائدة 2.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبة : أم البنين نهي نبيل عاصم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام علي رسوله المصطفي وعلي آله وصحبه .للصداقات أثر عظيم في نفوسنا و يترتب عليها نتائج هامة قد تكون خيرا أو شرا لنا، والإسلام حدثنا باستفاضة عن الأصدقء الذين نرتبط بهم ويقتربون منا إما لغرض أو حبا في الله القدير، أما صداقة الغرض فهي صداقة زائفة سرعان ما تنتهي إذا ما تم المراد، أما الحب في الله فهو كالجوهرة الأصيلةو هوكما قال الله عزوجل في كتابه الكريم( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)الزخرف 67، وكما قال رسولنا الكريم : ( مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه) أبو داود.
وقبل الاسترسال في حديثي عن الصداقات وخاصة التي تقوم بين فتيتنا ونساؤنا في عالمنا الإسلامي المعاصر دعوني أحادثكم عن مثل طيب للحب في الله لصديقة عمري ، والتي أعلم أنها قد تغضب مني إن ذكرت إسمها في مقالي هذا نظرا لشدة تواضعها ، يقول الله تعالي يوم القيامة: ( أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) مسلم. كلما استمعت أو قرأت ( الرفيق قبل الطريق) قلت نعم هكذا بدأت حكايتي في مطار جدة منذ أكثر من عشرون عاما، كنت في طريقي إلي مصر لقضاء أجازة نصف العام و هي كانت عائدة إلي مصر بعد قضاء أجازتها بمكة المكرمة، كنا وحيدتين مسافرتان بالطائرة فتعارف أهلينا و اتفقا علي أن نكون سويا في الرحلة حتي مطار القاهرة ... وفعلنا جلسنا سويا علي مقعدين متجاورين في الطائرة و تناقشنا و تحاورنا أنا بتلقائيتي وردة فعلي السريعة و تهوري أحيانا وهي بهدوئها واتزانها وتفكيرها ، و أخذنا نتضاحك لمدي تشابهنا في الشكل والملامح حتي أن البعض إلي الآن يحسبوننا توأمتان. و مضت الأعوام ونحن سويا و كلما شكرت الله في صلاتي أشكره علي تلك الرفيقة التي كانت ولازالت صديقة عمر مقربة لي أكثر من العديد: إن مرضت تترك
الجميع لتأتيني تسر قلبي بحديثها الهاديء الوديع و إن هي مرضت أهرع إليها كي أدخل البسمة إلي قلبها وكانت إن حضرت تبتسم والدتها وتقول:ها هي ذي نصفك الآخر ، ستنسين آلامك الآن؟
وبعد سنوات قضيناها سويا أجد أننا صرنا أحيانا نتحدث الحديث نفسه بل ونعلم ردود أ فعالنا لموقف ما بصورة عجيبةو أجدني الآن أجلس هادئة أستمع إليها تتحدث معي بتلقائية وسرعة عن أحداث و أمور تحدث هنا وهناك فنجلس نتضاحك نتسأئل هل أصبحنا شخصية واحدة بروحان؟.و كما قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي.
تلك كانت صورة حلوة لصداقة خالصة لوجه الله تعالي بدون غرض جعلتنا نعي و لله الحمد معني الحب في الله.... وكما يوجد في أي مجتمع النموذج الصالح فمع الأسف يوجد نظيره الطالح ( ويوم يعض الظالم علي يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا* لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان 27 - 29 يالها من آيات تلخص صورة صديق السوء وكما تعطر الريح الطيبة ماحولها ثقوم الريح الخبيثة بهلاك العديد و لقد قال رسولنا الكريم: (مثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه) أبو داود
هل تدرون معني تلك الكلات؟ هل يستطيع الفرد منا الجلوس بجانب سيارة تبث عادمها في وجوهنا؟ لا والله حتي و إن تحملنا لثواني عديدة صدورنا ستتأذي علي المدي البعيد.سبحانه الله كم ينطبق هذا الكلام علي بعض صداقات هذا الزمان: نجد الفتاة تحث صديقتها المتدينة علي أن تدع عنها الأفكار البالية التي يزرعها إهلها في رأسها و تكذب عليهم لتصاحبها إلي مقابلة شباب أو الذهاب إلي دور عرض لمشاهدة فيلم لا يحرض الآن إلا علي كل فسق ولا يدعو إلا لفجور.... أو تلك الصديقة التي لا هم لها إلا الجلوس لساعات تتحدث عن هذه وتلك و عن إشاعات أعهل الفن المغرضة و الحديث عن أعراض الناس بصورة مهلكة ، ونجد من يجلسن إليها يستمعن و يتناقشن بصورة مخجلة ونجد مجلسهم لا يمت بصلة إلي مجالس الرحمن بل مجالس للشيطان و الغيبة والنميمة وهتك أعراض الناس.
لقد أعطانا الله في قرآنه والرسول في أحاديثه أوامر ونواهي عدة توجز لنا مدي فضل الأخوة والحب في الله و مدي كراهية صداقة السوء.... فإي الصديقتان تختاري يا أختي في الإسلام؟هل ستنبذين صديقات السوء حالا و تعودي إلي صديقة قديمة أحبتك في الله فغضبتي منها ونبذتيها حينما حدثتك عن طاعته؟ وحينها ينطبق عليك كلام الله عزوجل علي لسان رسوله: ( قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي ، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ) أحمد والطبراني. أم ستقولين : لا لن أتغير فأنا إن تغيرت وابتعدت عن صديقاتي سأكون مجال سخرية لهم جميعا!اعلمي أخيتي أن الله جل وعلا سيضيء وجهك يوم القيامة و تكوني عنده بمكانة يغبطك عليها الانبياء والشهداء ، كل هذا إن أحببتي بروح الله و إن تركت صديقات السوء و اتجهتي بقلبك وعقلك و إيمانك لمنهاج و شريعة الله عزوجلو دليل قولي هذا قول رسول الله عن عمر بن الخطاب: ( إن من عباد الله ناسا ، ما هم بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله ، قالوا : يارسول اللهفخبرنا من هم؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله علي غير أرحام بينهم ، و
لا أموال يتعاطونها: فوالله إن وجههم لنور، و إنهم لعلي نور . لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس... و قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)أبو داود.
و يقول الشيخ عائض القرني في كتابه : إلي الذين أسرفوا علي أنفسهم. : (فالواجب أن لا يحب الإنسان إلا المتقي، و لا يبغض إلا العاصي، فأهل الدين هم الذين يصاحبون في الحياة ، لأن أهل الدين كما يقول الحسن البصري: يحفظك في حضرتك وفي غيابك) ويقول محمد بن جعفر الصادق لابنه: ( لا ترافق الفاجر فإنه يعديك بفجوره لأن بعض الناس يقول : أنا مستقيم ، وعندي من الحصانة والقوة ما لا يمكن أن يؤثر في أحد ، و ما علم أن مصاحبته لهم كالداء الذي يسري في جسده ، و هو لا يشعر إلا وقد سلب إيمانه و العياذ بالله تدريجيا ) .
و في النهاية أقول كما قال رسول الله إليكم يا صديقاتي و أولكم صديقة عمري ج . غ : إني أحبكم في الله و أتمني أن نظل هكذا دوما تنصحونني فأعتبر و أتحدث إليكم فتتفهمن كلامي، اللهم أن تكون لصداقتنا قيمة كبيرة تقينا عذاب النار وتدخلنا الجنة مع الأبرار، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم . ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
المســــــافر
( وتعاونوا علي ا البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب) سورة المائدة 2.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبة : أم البنين نهي نبيل عاصم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام علي رسوله المصطفي وعلي آله وصحبه .للصداقات أثر عظيم في نفوسنا و يترتب عليها نتائج هامة قد تكون خيرا أو شرا لنا، والإسلام حدثنا باستفاضة عن الأصدقء الذين نرتبط بهم ويقتربون منا إما لغرض أو حبا في الله القدير، أما صداقة الغرض فهي صداقة زائفة سرعان ما تنتهي إذا ما تم المراد، أما الحب في الله فهو كالجوهرة الأصيلةو هوكما قال الله عزوجل في كتابه الكريم( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)الزخرف 67، وكما قال رسولنا الكريم : ( مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه) أبو داود.
وقبل الاسترسال في حديثي عن الصداقات وخاصة التي تقوم بين فتيتنا ونساؤنا في عالمنا الإسلامي المعاصر دعوني أحادثكم عن مثل طيب للحب في الله لصديقة عمري ، والتي أعلم أنها قد تغضب مني إن ذكرت إسمها في مقالي هذا نظرا لشدة تواضعها ، يقول الله تعالي يوم القيامة: ( أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي) مسلم. كلما استمعت أو قرأت ( الرفيق قبل الطريق) قلت نعم هكذا بدأت حكايتي في مطار جدة منذ أكثر من عشرون عاما، كنت في طريقي إلي مصر لقضاء أجازة نصف العام و هي كانت عائدة إلي مصر بعد قضاء أجازتها بمكة المكرمة، كنا وحيدتين مسافرتان بالطائرة فتعارف أهلينا و اتفقا علي أن نكون سويا في الرحلة حتي مطار القاهرة ... وفعلنا جلسنا سويا علي مقعدين متجاورين في الطائرة و تناقشنا و تحاورنا أنا بتلقائيتي وردة فعلي السريعة و تهوري أحيانا وهي بهدوئها واتزانها وتفكيرها ، و أخذنا نتضاحك لمدي تشابهنا في الشكل والملامح حتي أن البعض إلي الآن يحسبوننا توأمتان. و مضت الأعوام ونحن سويا و كلما شكرت الله في صلاتي أشكره علي تلك الرفيقة التي كانت ولازالت صديقة عمر مقربة لي أكثر من العديد: إن مرضت تترك
الجميع لتأتيني تسر قلبي بحديثها الهاديء الوديع و إن هي مرضت أهرع إليها كي أدخل البسمة إلي قلبها وكانت إن حضرت تبتسم والدتها وتقول:ها هي ذي نصفك الآخر ، ستنسين آلامك الآن؟
وبعد سنوات قضيناها سويا أجد أننا صرنا أحيانا نتحدث الحديث نفسه بل ونعلم ردود أ فعالنا لموقف ما بصورة عجيبةو أجدني الآن أجلس هادئة أستمع إليها تتحدث معي بتلقائية وسرعة عن أحداث و أمور تحدث هنا وهناك فنجلس نتضاحك نتسأئل هل أصبحنا شخصية واحدة بروحان؟.و كما قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي.
تلك كانت صورة حلوة لصداقة خالصة لوجه الله تعالي بدون غرض جعلتنا نعي و لله الحمد معني الحب في الله.... وكما يوجد في أي مجتمع النموذج الصالح فمع الأسف يوجد نظيره الطالح ( ويوم يعض الظالم علي يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا* لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان 27 - 29 يالها من آيات تلخص صورة صديق السوء وكما تعطر الريح الطيبة ماحولها ثقوم الريح الخبيثة بهلاك العديد و لقد قال رسولنا الكريم: (مثل جليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه) أبو داود
هل تدرون معني تلك الكلات؟ هل يستطيع الفرد منا الجلوس بجانب سيارة تبث عادمها في وجوهنا؟ لا والله حتي و إن تحملنا لثواني عديدة صدورنا ستتأذي علي المدي البعيد.سبحانه الله كم ينطبق هذا الكلام علي بعض صداقات هذا الزمان: نجد الفتاة تحث صديقتها المتدينة علي أن تدع عنها الأفكار البالية التي يزرعها إهلها في رأسها و تكذب عليهم لتصاحبها إلي مقابلة شباب أو الذهاب إلي دور عرض لمشاهدة فيلم لا يحرض الآن إلا علي كل فسق ولا يدعو إلا لفجور.... أو تلك الصديقة التي لا هم لها إلا الجلوس لساعات تتحدث عن هذه وتلك و عن إشاعات أعهل الفن المغرضة و الحديث عن أعراض الناس بصورة مهلكة ، ونجد من يجلسن إليها يستمعن و يتناقشن بصورة مخجلة ونجد مجلسهم لا يمت بصلة إلي مجالس الرحمن بل مجالس للشيطان و الغيبة والنميمة وهتك أعراض الناس.
لقد أعطانا الله في قرآنه والرسول في أحاديثه أوامر ونواهي عدة توجز لنا مدي فضل الأخوة والحب في الله و مدي كراهية صداقة السوء.... فإي الصديقتان تختاري يا أختي في الإسلام؟هل ستنبذين صديقات السوء حالا و تعودي إلي صديقة قديمة أحبتك في الله فغضبتي منها ونبذتيها حينما حدثتك عن طاعته؟ وحينها ينطبق عليك كلام الله عزوجل علي لسان رسوله: ( قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي ، وقد حقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وقد حقت محبتي للذين يتصادقون من أجلي ) أحمد والطبراني. أم ستقولين : لا لن أتغير فأنا إن تغيرت وابتعدت عن صديقاتي سأكون مجال سخرية لهم جميعا!اعلمي أخيتي أن الله جل وعلا سيضيء وجهك يوم القيامة و تكوني عنده بمكانة يغبطك عليها الانبياء والشهداء ، كل هذا إن أحببتي بروح الله و إن تركت صديقات السوء و اتجهتي بقلبك وعقلك و إيمانك لمنهاج و شريعة الله عزوجلو دليل قولي هذا قول رسول الله عن عمر بن الخطاب: ( إن من عباد الله ناسا ، ما هم بأنبياء و لا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله ، قالوا : يارسول اللهفخبرنا من هم؟ قال : هم قوم تحابوا بروح الله علي غير أرحام بينهم ، و
لا أموال يتعاطونها: فوالله إن وجههم لنور، و إنهم لعلي نور . لا يخافون إذا خاف الناس و لا يحزنون إذا حزن الناس... و قرأ : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)أبو داود.
و يقول الشيخ عائض القرني في كتابه : إلي الذين أسرفوا علي أنفسهم. : (فالواجب أن لا يحب الإنسان إلا المتقي، و لا يبغض إلا العاصي، فأهل الدين هم الذين يصاحبون في الحياة ، لأن أهل الدين كما يقول الحسن البصري: يحفظك في حضرتك وفي غيابك) ويقول محمد بن جعفر الصادق لابنه: ( لا ترافق الفاجر فإنه يعديك بفجوره لأن بعض الناس يقول : أنا مستقيم ، وعندي من الحصانة والقوة ما لا يمكن أن يؤثر في أحد ، و ما علم أن مصاحبته لهم كالداء الذي يسري في جسده ، و هو لا يشعر إلا وقد سلب إيمانه و العياذ بالله تدريجيا ) .
و في النهاية أقول كما قال رسول الله إليكم يا صديقاتي و أولكم صديقة عمري ج . غ : إني أحبكم في الله و أتمني أن نظل هكذا دوما تنصحونني فأعتبر و أتحدث إليكم فتتفهمن كلامي، اللهم أن تكون لصداقتنا قيمة كبيرة تقينا عذاب النار وتدخلنا الجنة مع الأبرار، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم . ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
المســــــافر