المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وعجلت اليك ربي لترضى


tawf
24-04-2007, 07:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمنكبي ؛ فقال: "كنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ ، أوْ عَابِرُ سَبيلٍ" ، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت ؛ فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك ...[ رواه البخاري: (6416) ، والبيهقي: (3/369) ، وابن المبارك في "الزهد": (13) ، والبغوي: (4029) ، والقضاعي في "مسند الشهاب": (644) ، وابن حبان: (298)] .


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :


هذه الكلمات تكتب لاجل رفع الهمة ...... والعلو بها للقمة .... لا لاجل جعل الهمة في مستنقعات الظلام ....

..... واسمع لحبيبك المصطفى إذ يقول : " أعملوا فكل ميسر لما خلق له " . .... واسمع معي قول المولى : " وقل اعملوا

فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .


...... فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابة بالعمل وينهاهم عن الكسل والخمول .... ويشجعهم على فعل

الخيرات والمنافسة في ذلك ..... فهو يقول لهم من أصبح صائما ؟..... من فطر مسكينا ؟ .... من مشى في جنازة ؟ ....

من.......من ..... من ....... وتراه تارة صلى الله علي وسلم يقول : " من يضمن لي بين فخذيه ولحييه اضمن له الجنة " .


وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} [ الكهف:45] .

فهي إلى زوال ، وإن طال المقام ، وما مقامها بطويل .. إن هي إلا أنفاس معدودة في أماكن محدودة ، يحصرها عمر مقدر ، وما يعمر من معمر ـ فيها ـ إلا كعابر سبيل ...


إذا الحياة تعظني وتعلمني ويخبرني حبيبي علية السلام أنها دار غرور ..... إذا أضحكت يوما ..... أبكت ايام ..... لا تأمن

مكرها ..... فكم من فتى أمسا منعما وأصبح ميتا ....

وكان قدوتنا نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: "مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها " ..[ رواه أحمد: (1/391) ، والترمذي: (2377) ، وقال: حسن صحيح ]

ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال: اعبُروها ولا تعمروها ، وروي عنه أنه قال: من ذا الذي يبني على موج البحر داراً ، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً . ..[ ذكره أحمد في "الزهد": (ص93) ]

قال تعالى:

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} [ الحديد:20] .

ومن ثم كان متاعها غروراً ، وزخرفها زوراً .. (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: من الآية185) .

لأنه لا استقرار له ، ولا دوام معه ، ولا أمان من سلبه ..

... أناس ساروا في هذه الحياة وخلفوا ورائهم بصمات يبقى ذكرهم الى يوم القيامة ......

وأناس خلفوا ورائهم ما يسوء فسيبقى لعنهم الى يوم القيامة ....


......... وانت اخي القارئ اختر لنفسك مع من تكون .... مع من تحب أن تذكر ..... وأضرب لك الامثال .... ابو بكر....

وعمر.... و طلحة...... والزبير....... رضي الله عنهم اجمعين ساروا في طاعة الله ......... بل لا تيأس فساذكر لك أناس

عاصرونا وتوفاهم الله .... عبد العزيز بن باز .....ابن عثيمين ..... الالباني ..... الشعراوي ..... وغيرهم الكثير ....

ملأ علمهم الدنيا ....


أذا وعظتني وبصمت ألى أين المسير؟ ........... وإلى متى المسير؟...... وماذا بعد ذلك المسير؟ .... انت مسلم وتعرف

الاجابة......


فهذة حقيقة الدنيا .... زينها بحب الله زينها بالاعمال الصالحة ....... زينها بأنوار الهداية ..

قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [ الأعلى:16، 17] ..فأي عاقل ذاك الذي يرضى الأولى دون الآخرة ، أو يؤثر دار الزوال على دار القرار ؟

ألا فأسرع الخطى إلى جنات عرضها السموات والأرض ، أسرع .. فإنها قد شرعت أبوابها مفتحة للراغبين ، كأن كل باب منها يحثك على طريق الخير الموصل إليها .. منتهية بك إلى مكانك فيها ..

كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ـ من حديث طويل ـ : " .. .. فمن كان من أهل الصلاة ؛ دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ؛ دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام ؛ دُعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة ؛ دعي من باب الصدقة " قال أبو بكر: هل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها ؟ قال: " نعم ، وأرجو أن تكون منهم " ..[رواه أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وانظر "صحيح الجامع": (2028)]

واحرص على ثلاثة أمور أقودها لك :

....... ايمان و محبة في القلب .......

....... ابتسامة على الوجه .....

........ وكرم باليد ............


هيا أقبل ولا تتردد أقبل على حياة نظيفة طاهرة صافية .... وقل بإعلى صوت .....

تائب اليك يا الله ...... عائد اليك يا الله ..... عائد اليك بكل إمكانياتي .... راجع اليك يا رب بعد طول الغياب وقل بأعلى

صوت :" وعجلت اليك ربي لترضى "

فبحسب سعيك هنا ؛أن تكون مكانتك هناك ..

لا دار للمــــــــــــرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبـــــل المــــوت بانيهـــــا

فإن بنـــــــاها بخير طــــاب مســــــكنه وإن بنـــــــاها بشر خــــاب بانيهــــــــا

اللهم اجعل بناءنا خيراً وصلاحاً ، واكتب لنا به رضاً وفلاحاً

اللهم آمين

وصلى الله تعالى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


جعلنا الله واياكم منمن يستمعون القول ويتبعون احسنه ...