][][ SiCK_LOvE ][][
30-04-2007, 09:15 AM
[إن للمسلم على أخيه حقوقاً عظيمة لعل من أهمها وأوضحها الحق الذي أرشد إليه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) وانطلاقاً من هذا الحديث العظيم فإنه يسرني أن ألتقي بك أيها الحبيب على بساط الكلمة الهادفة مؤملاً أن تكون هذه الرسالة عربون وفاء بيني وبين شخصك الكريم كأدنى حق أقدمه لأمثالك من الكرماء .
أولاً : لقد خلقني الله تعالى وإياك لهدف عظيم أبان عنه في كتابه الكريم حين قال : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) لذا كان من المفترض علىّ وعليك أن نلتزم بهذه الغاية التي خُلقنا من أجلها ، بل نسعى إلى تحقيقها وتجذيرها في نفوسنا .
أخي الحبيب : ألا ترى حينما تمارس هذه العادة السيئة عادة التدخين أنك تخرق بذلك سياج هذه العبودية ؟ وتتجاوز الأهداف التي من أجلها خُلقت ؟ إن هذه العادة لا تتفق مع أغلى هدف في الحياة يسعى الإنسان إلى تحقيقه ، بل تقف في الجانب الآخر المضاد لهذه الأهداف . ويكفي اللبيب من أمثالك أن يبقى أسيراً لعادة تنحرف به عن الأهداف السامية في حياته إلى غير معنى أو تحقيق قيمة على مستوى الحياة .
ثانياً : لقد أبانت نصوص القرآن والسنة قُبح هذه العادة ودناءتها على مستوى الأفراد والمتأمل في النصوص بتجرد وإنصاف يدرك بجلاء قُبح هذه العادة وعدم موافقتها للشرع والعقل فهذا القرآن الكريم يقول الله تعالى فيه : (( …….يُحل لهم الطيبات ويُحرّم عليهم الخبائث )) والدخان خبيث لايماري في ذلك العقلاء . وأرشد الله تعالى المسلم إلى عدم إهدار قيمة حياته ومصادرتها لأضعف الأسباب فقال تعالى : (( ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) والمدخن يتعمّد ذلك تحت أسر الشهوة . أدرك ذلك العقلاء وأوضح عنه بجلاء الأطباء في كل زمان ومكان . وتكاثرت نصوص الشرع على احترام قيمة المال وأن المسلم مسؤول مسؤولية كاملة بين يدي الله تعالى عنه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ....... وذكر منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) فإذا وقفت بين يدي الله تعالى فبماذا يكون جوابك عن السؤال العظيم وقد أحرقت بيديك آلاف الريالات ، ولك أن تتصوّر العملية الحسابية التالية : مدخن ينفق في سبيل هذه العادة في اليوم الواحد ( 5) ريالات فقط ، فيكون جملة ما أنفقه في الشهر الواحد ( 150) ريال ، في عام واحد يكون مجموع ما أنفقه ( 1800) ريال ، على متوسط عمر الإنسان ( 60) سنة يكون جملة ما أهدره فقط في ممارسة هذه العادة ( 10800) ريالاً . فبالله عليك لو تصوّرت هذه العملية الحسابية وهي أقل ما يمكن أن نحسبه كيف لك أن تجيب رب السموات والأرض ، مالك الملك ، رب الأولين والآخرين على هذا الضياع منك وأنت في كامل وعيك وإدراكك . إن المسؤولية عظيمة وفي الوقت ذاته خطيرة . ولولم يكن في ممارسة هذه العادة إلا هذا الضياع وهذه الخسائر لكان كافياً للشرع أن يحرّم هذه العادة . ولهذا أفتى جمع من أهل العلم كالشيخ عبد العزيز بن باز ، وشيخنا الشيخ / محمد الصالح العثيمين ، وجمع آخرون من العلماء في هذه البلاد وغيرها بحرمة هذه العادة وقُبح ممارستها .
ثالثاً : إن ممارس هذه العادة يعيش تناقضاً بيّناً في حياته فتراه حريصاً على العبادة ، مسارعاً إليها ، يسعى في مرضات خالقه تعالى ، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل مرضاته ، وهو في الوقت ذاته يسلك بممارسة هذه العادة سبيلاً آخر غير مرضاة الله فيسعى لغضبه ، ويسارع إلى خلاف منهجه وشرعه ، ويبذل وقته وماله في سبيل سخطه . فأي تناقض أقبح من هذا وأسوء منه ؟ وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا وربي في القياس عجيب
لو كنت صادقاً لأطعته *** إن المُحِب لمن يُحب مطيع
إن المتناقضات في عالم العقلاء سفه يمارسه الأفراد أياً كانوا ، ولا يوجد تناقض يصل إلى هذه الدرجة مثل هذا التناقض الغريب فواعجباً حينما يصل الشيطان بأكرم مخلوق إلى هذه النوعية من التناقض .
رابعاً : لقد رأيتك ورآك غيري من الناس تعتني كثيراً بمظهرك ، وتحافظ على قيمة النظافة في حياتك ، ولكم رأيتك تحزن لأدنى بقعة تلوّث ثوبك وجسدك وتسارع لإزالتها بكل ما تملك ، لكن الغريب جداً أنك في الوقت ذاته أراك تصرّ على التعلّق بأسوء وأخبث شجرة فتلوّث بها جسدك فمك ناسياً أو متناسياً ذاك الحرص على النظافة كمبدأ تعيش به في حياتك . إن الدخان يلوّث فمك ، ويدنّس شفتيك ، ويعقّب أسوء المناظر عليهما . ولك أن تتمعّن في المرآة جيداً لترى صورة فمك في وضعه الحقيقي . وليت الأمر ينتهي عند ذلك لكنك تتجاوز بهذه العادة إلى أن تكون ممن آذى عباد الله تعالى ، ومن هؤلاء العباد الذين يكتون بسوء الرائحة ملائكة الرحمن حينما يتلقفون فمك أثناء قراءة القرآن كما جاء ذلك في الخبر عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فيالله كم هي الأذية التي تصدر منك إلى قوم يؤدون واجباً عظيماً تجاه عبادتك . ولعلك تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه الشجرة الخبثة ـ يعني الثوم والبصل ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد هذه الريح مع أحد المسلمين في المسجد فأمر به فاُخرج إلى البقيع . وإذا كان هذا مع البصل والثوم وهي مما أحله الله تعالى فكيف بشجرة الدخان الخبيثة ؟ وممن تكون سبباً في أذيتهم زوجك الكريمة التي رضيت بك شريكاً لحياتها هي الأخرى تعاني من أثر هذه الرائحة ، وحديث كثير من الزوجات وصل إلى أوساط كثيرة يحكي حالهن وتأذيهن من مثل هذه الروائح .وليت شعري من يشعر بها وبمأساتها حينما تسمع من يروي لها حال النبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلّقه بالسواك كما أخبرت عائشة رضي الله عنها في مرض موته أنه لما دخل عليه عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما ومعه سواك يستاك به أبدّه بصره قالت : فعرفت أنه يُحب السواك . فقلت آخذه لك : فأشار برأسه أن نعم قالت : فأخذته وقضمته وطيبته فاستاك به . إلى هذه الدرجة من التعلّق بالسواك وحب النظافة .
خامساً : إن ما تمارسه اليوم بمحض إرادتك إنما هو من صُنع عدوك الكافر ، جَهَد فيه ليقتل به نفسك ، وليأخذ به مالك ، وليدنّس به كرامتك فتحقق على يديك كل ما أراده ، وبمثل هذه الأخطاء يتحقق نصر العدو الكافر على الأمة الإسلامية فبالله عليك أي معنى للحياة بعد هذا ؟ وأي شرف للإنسان حين يتحقق ذلك ، ويكون هو أحد المشاركين في انتصار الأعداء ؟
أخي الحبيب : في شهر رمضان بالذات ، أراك في يومه ، أتأمل شخصك وكأني بك وشفاك يابسة مضمرة من أثر الصيام ! ها أنت أمامي كأني بك تترك أعظم محبوباتك من أجل الله تعالى ورضوانه ! ها أنت على مقربة من الماء البارد دون رقيب يراك أو عين تشاهدك ، فلماذا ياترى تترك كل ذلك ؟ تترك ذلك لإدراكك أن عين الله تعالى تكلؤك . ها أنت تمضي الساعات الطوال ، وتتحمّل المشاق ، دون أن تمتد يدك إلى حلال طيب . إن هذه الشخصية هي شخصية المسلم الصادق في تعامله مع ربه ، حين يعيده كأنه يراه . إن هذه الساعات أكبر دليل على صلب إرادتك ، وقوة عزيمتك ، وصفاء معدنك فهنيئاً لك بذلك كله . إن هذا المشهد يعطي الناظر دلالة أن بإمكانك أن تتخذ قرارك وحدك دون أن يؤثّر عليك فيه أحد مهما كان . إن الحس الذي أوقظ فيك هذه الحالة في نهار رمضان قادر على أن يوقظك في ليله فتعلنها مدوية ويكون آخر عهدك مع هذه العادة .
وأخيراً : الخطأ مني ومنك أمر مكتوب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم خطاء …. ) والتوبة من الخطأ عليها مدار الكرامة ، وهي الوحيدة التي تمسح آثار الماضي مهما كانت أوضاره وآثاره فالزم حفظك الله أولاً دعاء الله تعالى وتحرى أوقات الإجابة ، وألح على الله في الدعاء في طلب الفكاك من هذه الخطيئة و فكّر ثانياً : بجدية في الخلاص وازرع في نفسك الثقة ، وتذكّر أن النجاح كل النجاح خلف هذا القرار ، وذكّر نفسك بأن في الخلاص إزالة لآصار الشيطان من نفسك . وتجنّب رفقاء الطريق ثالثاً ، ولتعلم أن كل من رافقك في هذه الخطيئة فهو رفيق لا يستحق أن يكون رفيقاً لمستقبل يأمله إنسان ويعيش فيه كل أمانيه .
هذه رسالتي بين يديك لم يكن دافعها إلا إخاء يتدفّق في قلبي إلى شخصك الكريم ، وكلي أمل أن تلقى منك قبولاً ، وأن تحظى منك باستعداد نحو قرار التوبة المنتظر . وهاهي بين يديك اخترت لها شهر رمضان المبارك خير الشهور وأعظمها ، وأبرك الأوقات وأجملها ، وكلي أمل أن يكون خبر انتصارك هذا العام على هذه العادة هو هذا الشهر الكريم .سائلاً الله تعالى أن يعينني وإياك على التوبة النصوح إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله يتولاني وإياك برعايته .
اخوكم : مـــــحـــــمـــــد :101:
أولاً : لقد خلقني الله تعالى وإياك لهدف عظيم أبان عنه في كتابه الكريم حين قال : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) لذا كان من المفترض علىّ وعليك أن نلتزم بهذه الغاية التي خُلقنا من أجلها ، بل نسعى إلى تحقيقها وتجذيرها في نفوسنا .
أخي الحبيب : ألا ترى حينما تمارس هذه العادة السيئة عادة التدخين أنك تخرق بذلك سياج هذه العبودية ؟ وتتجاوز الأهداف التي من أجلها خُلقت ؟ إن هذه العادة لا تتفق مع أغلى هدف في الحياة يسعى الإنسان إلى تحقيقه ، بل تقف في الجانب الآخر المضاد لهذه الأهداف . ويكفي اللبيب من أمثالك أن يبقى أسيراً لعادة تنحرف به عن الأهداف السامية في حياته إلى غير معنى أو تحقيق قيمة على مستوى الحياة .
ثانياً : لقد أبانت نصوص القرآن والسنة قُبح هذه العادة ودناءتها على مستوى الأفراد والمتأمل في النصوص بتجرد وإنصاف يدرك بجلاء قُبح هذه العادة وعدم موافقتها للشرع والعقل فهذا القرآن الكريم يقول الله تعالى فيه : (( …….يُحل لهم الطيبات ويُحرّم عليهم الخبائث )) والدخان خبيث لايماري في ذلك العقلاء . وأرشد الله تعالى المسلم إلى عدم إهدار قيمة حياته ومصادرتها لأضعف الأسباب فقال تعالى : (( ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) والمدخن يتعمّد ذلك تحت أسر الشهوة . أدرك ذلك العقلاء وأوضح عنه بجلاء الأطباء في كل زمان ومكان . وتكاثرت نصوص الشرع على احترام قيمة المال وأن المسلم مسؤول مسؤولية كاملة بين يدي الله تعالى عنه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع ....... وذكر منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) فإذا وقفت بين يدي الله تعالى فبماذا يكون جوابك عن السؤال العظيم وقد أحرقت بيديك آلاف الريالات ، ولك أن تتصوّر العملية الحسابية التالية : مدخن ينفق في سبيل هذه العادة في اليوم الواحد ( 5) ريالات فقط ، فيكون جملة ما أنفقه في الشهر الواحد ( 150) ريال ، في عام واحد يكون مجموع ما أنفقه ( 1800) ريال ، على متوسط عمر الإنسان ( 60) سنة يكون جملة ما أهدره فقط في ممارسة هذه العادة ( 10800) ريالاً . فبالله عليك لو تصوّرت هذه العملية الحسابية وهي أقل ما يمكن أن نحسبه كيف لك أن تجيب رب السموات والأرض ، مالك الملك ، رب الأولين والآخرين على هذا الضياع منك وأنت في كامل وعيك وإدراكك . إن المسؤولية عظيمة وفي الوقت ذاته خطيرة . ولولم يكن في ممارسة هذه العادة إلا هذا الضياع وهذه الخسائر لكان كافياً للشرع أن يحرّم هذه العادة . ولهذا أفتى جمع من أهل العلم كالشيخ عبد العزيز بن باز ، وشيخنا الشيخ / محمد الصالح العثيمين ، وجمع آخرون من العلماء في هذه البلاد وغيرها بحرمة هذه العادة وقُبح ممارستها .
ثالثاً : إن ممارس هذه العادة يعيش تناقضاً بيّناً في حياته فتراه حريصاً على العبادة ، مسارعاً إليها ، يسعى في مرضات خالقه تعالى ، ويبذل الغالي والنفيس في سبيل مرضاته ، وهو في الوقت ذاته يسلك بممارسة هذه العادة سبيلاً آخر غير مرضاة الله فيسعى لغضبه ، ويسارع إلى خلاف منهجه وشرعه ، ويبذل وقته وماله في سبيل سخطه . فأي تناقض أقبح من هذا وأسوء منه ؟ وصدق القائل :
تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** هذا وربي في القياس عجيب
لو كنت صادقاً لأطعته *** إن المُحِب لمن يُحب مطيع
إن المتناقضات في عالم العقلاء سفه يمارسه الأفراد أياً كانوا ، ولا يوجد تناقض يصل إلى هذه الدرجة مثل هذا التناقض الغريب فواعجباً حينما يصل الشيطان بأكرم مخلوق إلى هذه النوعية من التناقض .
رابعاً : لقد رأيتك ورآك غيري من الناس تعتني كثيراً بمظهرك ، وتحافظ على قيمة النظافة في حياتك ، ولكم رأيتك تحزن لأدنى بقعة تلوّث ثوبك وجسدك وتسارع لإزالتها بكل ما تملك ، لكن الغريب جداً أنك في الوقت ذاته أراك تصرّ على التعلّق بأسوء وأخبث شجرة فتلوّث بها جسدك فمك ناسياً أو متناسياً ذاك الحرص على النظافة كمبدأ تعيش به في حياتك . إن الدخان يلوّث فمك ، ويدنّس شفتيك ، ويعقّب أسوء المناظر عليهما . ولك أن تتمعّن في المرآة جيداً لترى صورة فمك في وضعه الحقيقي . وليت الأمر ينتهي عند ذلك لكنك تتجاوز بهذه العادة إلى أن تكون ممن آذى عباد الله تعالى ، ومن هؤلاء العباد الذين يكتون بسوء الرائحة ملائكة الرحمن حينما يتلقفون فمك أثناء قراءة القرآن كما جاء ذلك في الخبر عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فيالله كم هي الأذية التي تصدر منك إلى قوم يؤدون واجباً عظيماً تجاه عبادتك . ولعلك تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه الشجرة الخبثة ـ يعني الثوم والبصل ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ) والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد هذه الريح مع أحد المسلمين في المسجد فأمر به فاُخرج إلى البقيع . وإذا كان هذا مع البصل والثوم وهي مما أحله الله تعالى فكيف بشجرة الدخان الخبيثة ؟ وممن تكون سبباً في أذيتهم زوجك الكريمة التي رضيت بك شريكاً لحياتها هي الأخرى تعاني من أثر هذه الرائحة ، وحديث كثير من الزوجات وصل إلى أوساط كثيرة يحكي حالهن وتأذيهن من مثل هذه الروائح .وليت شعري من يشعر بها وبمأساتها حينما تسمع من يروي لها حال النبي صلى الله عليه وسلم وشدة تعلّقه بالسواك كما أخبرت عائشة رضي الله عنها في مرض موته أنه لما دخل عليه عبد الرحمن بن ابي بكر رضي الله عنهما ومعه سواك يستاك به أبدّه بصره قالت : فعرفت أنه يُحب السواك . فقلت آخذه لك : فأشار برأسه أن نعم قالت : فأخذته وقضمته وطيبته فاستاك به . إلى هذه الدرجة من التعلّق بالسواك وحب النظافة .
خامساً : إن ما تمارسه اليوم بمحض إرادتك إنما هو من صُنع عدوك الكافر ، جَهَد فيه ليقتل به نفسك ، وليأخذ به مالك ، وليدنّس به كرامتك فتحقق على يديك كل ما أراده ، وبمثل هذه الأخطاء يتحقق نصر العدو الكافر على الأمة الإسلامية فبالله عليك أي معنى للحياة بعد هذا ؟ وأي شرف للإنسان حين يتحقق ذلك ، ويكون هو أحد المشاركين في انتصار الأعداء ؟
أخي الحبيب : في شهر رمضان بالذات ، أراك في يومه ، أتأمل شخصك وكأني بك وشفاك يابسة مضمرة من أثر الصيام ! ها أنت أمامي كأني بك تترك أعظم محبوباتك من أجل الله تعالى ورضوانه ! ها أنت على مقربة من الماء البارد دون رقيب يراك أو عين تشاهدك ، فلماذا ياترى تترك كل ذلك ؟ تترك ذلك لإدراكك أن عين الله تعالى تكلؤك . ها أنت تمضي الساعات الطوال ، وتتحمّل المشاق ، دون أن تمتد يدك إلى حلال طيب . إن هذه الشخصية هي شخصية المسلم الصادق في تعامله مع ربه ، حين يعيده كأنه يراه . إن هذه الساعات أكبر دليل على صلب إرادتك ، وقوة عزيمتك ، وصفاء معدنك فهنيئاً لك بذلك كله . إن هذا المشهد يعطي الناظر دلالة أن بإمكانك أن تتخذ قرارك وحدك دون أن يؤثّر عليك فيه أحد مهما كان . إن الحس الذي أوقظ فيك هذه الحالة في نهار رمضان قادر على أن يوقظك في ليله فتعلنها مدوية ويكون آخر عهدك مع هذه العادة .
وأخيراً : الخطأ مني ومنك أمر مكتوب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كل ابن آدم خطاء …. ) والتوبة من الخطأ عليها مدار الكرامة ، وهي الوحيدة التي تمسح آثار الماضي مهما كانت أوضاره وآثاره فالزم حفظك الله أولاً دعاء الله تعالى وتحرى أوقات الإجابة ، وألح على الله في الدعاء في طلب الفكاك من هذه الخطيئة و فكّر ثانياً : بجدية في الخلاص وازرع في نفسك الثقة ، وتذكّر أن النجاح كل النجاح خلف هذا القرار ، وذكّر نفسك بأن في الخلاص إزالة لآصار الشيطان من نفسك . وتجنّب رفقاء الطريق ثالثاً ، ولتعلم أن كل من رافقك في هذه الخطيئة فهو رفيق لا يستحق أن يكون رفيقاً لمستقبل يأمله إنسان ويعيش فيه كل أمانيه .
هذه رسالتي بين يديك لم يكن دافعها إلا إخاء يتدفّق في قلبي إلى شخصك الكريم ، وكلي أمل أن تلقى منك قبولاً ، وأن تحظى منك باستعداد نحو قرار التوبة المنتظر . وهاهي بين يديك اخترت لها شهر رمضان المبارك خير الشهور وأعظمها ، وأبرك الأوقات وأجملها ، وكلي أمل أن يكون خبر انتصارك هذا العام على هذه العادة هو هذا الشهر الكريم .سائلاً الله تعالى أن يعينني وإياك على التوبة النصوح إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله يتولاني وإياك برعايته .
اخوكم : مـــــحـــــمـــــد :101: