احسـ العالم ـاس
13-10-2003, 04:01 PM
<br><br><center><h3> <font color="#0040ff"><font size=+1<<br>الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك ، ويعود إلينا شهر رمضان المبارك ، فنحن منه على الأبواب وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من هلاله ، وبدون أدنى شك أن نفوس المؤمنين تهفو إليه وتتطلع شوقا لبلوغه .. ولم لا ؟ ورمضان شهر مختار مصطفى .. فقد اصطفاه الله واختاره من بين الشهور ، وميزه بأن ذكر اسمه صريحا في القرآن الكريم ، وأنزل فيه كتابه الخالد ونوره المبين ، وكتب على المؤمنين فيه الصيام ، وهذه ميزة لم تكن لشهر آخر من شهور السنة .
اصطفى الله رمضان واختاره كغيره من المخلوقات ، سواء في الأمكنة أو الأزمنة أو الأشخاص ، فلقد اصطفى الله الأنبياء والرسل من بين سائر الناس (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )) آل عمران : 33 ، واصطفى من الأمكنة أماكن ، تنزل فيها وحيه ، وجعلها موضعا لعبادته فكانت قلوب المؤمنين تهفو إليها (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين )) آل عمران : 96 ، واختار جل جلاله واصطفى من الأزمنة أوقاتا لتنزل رحمته وفيض خيره وبركته على عباده . وكان من بين هذه الأزمنة والأوقات شهر رمضان المبارك (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) البقرة : 185 ، وكان أن ضاعف الله بركة هذا الشهر وخيره بأن أنزل فيه القرآن ، كتاب الهداية والرشد الذي رسم للناس طريق الخير والفوز والفلاح .
وقد يتساءل المرء ... كيف يكون إنزال القرآن في رمضان ، وقد كان ينزل في غيره من الشهور ؟
وفي هذه الحادثة التالية الجواب : جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : وقع في قلبي الشك ، الله تعالى يقول (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) ، ويقول (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) الدخان : 3 ، وقد أنزل القرآن في شوال وفي ذي القعدة والمحرم وغيره ! فقال ابن عباس : إن القرآن أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على رسول الله منجما حسب الوقائع والأحداث ... وأنزل على مواقع النجوم ترتيبا في الشهور والأيام .
وقد وردت مادة الصيام في سورة البقرة سبع مرات ، وفي سورة النساء مرة واحدة ( في كفارة القتل ) ، وفي سورة المائدة مرتين ( في كفارة الإيمان ) وفي سورة مريم مرة واحدة ، وجاءت بمعنى الإمساك عن الكلام . وفي سورة الأحزاب وردت مادة الصيام مرتين في صفات المؤمنين ، وفي سورة المجادلة مرة واحدة ( كفارة الظهار ) .
ونحن نقترب من شهر الصوم يجدر بنا أن نحسن استقباله ووفادته ونكرم حلوله وضيافته وأن نستنفر كل القوى الروحية والمعنوية للتفاعل مع الصوم فتحصل النفس على دروسه وعبره ، وينبغي لنا أن نستعد لاستقبال رمضان بشحذ الهمم وتقوية العزائم لنصوم نهاره ونحيي ليله ، لتظهر علينا أخلاق الصائمين .
إن رمضان يجب أن يكون بالنسبة لنا بمثابة رحلة إلهية كريمة تضيء فيها النفوس وتشرق القلوب وتنقى الضمائر ، بعد أن يتخبط الإنسان من ثقل المادة وشغل الحياة وكدورات النفس ، يبدأ المسلم صومه ببسم الله ويختتمه باسم الله كذلك وهو ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس خاشع عابد متذلل ، وطالما أنه متلبس بالعبادة التي هي سر بين العبد وربه فيجب أن تظهر آثار هذه العبادة في سلوكيات المسلم وأخلاقه ومعاملاته ، وينبغي أن يكون هناك فرق بين يوم الفطر ويوم الصوم .......... (( ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء )) .
لذلك فإن الذي لم يغيره الصوم ويحد من شره .... فيمنعه عن الخوض في الباطل فإنه لم يستفد من صومه شيئا (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب )) (( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .
فلنستعد للصوم ولنفتح قلوبنا وأفئدتنا للنور والإشراق ، ولنسد منافذ الشيطان وأبواب الهوى ، فرمضان موسم عبادة وطاعة ، والصوم وقاية عن المفاسد والآثام والشهوات ، وإذا كان رمضان نادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
قال جابر بن عبد الله (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المآثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء )) .
إن الصوم مدرسة نتعلم فيها الأخلاق ونتدرب على السلوك الحسن وإنه يبعث على التقوى والإخلاص لله ، وغايته وثمرته إيجاد التقوى في النفوس ، قال أبو حيان : للصوم فائدتان : رياضة الإنسان نفسه عما تدعوه إليه من الشهوات ، والإقتداء بالملأ الأعلى على قدر الوسع .
وفيه مظهر رائع من مظاهر وحدة المسلمين وتماسكهم ، فهم في شرق الدنيا وغربها يصومون في وقت واحد ويعيشون أيام هذا الشهر بمظاهر العبادة الواحدة التي يأتي بها الجميع .
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في آخر يوم من شعبان فقال (( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه )) .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله (( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينظر إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل )) . (( استكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتين لا غناء بكم عنهما . فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه ، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما ، فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار )) .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم<br>
منقول
فما هي إلا أيام قلائل حتى تكتمل دورة الفلك ، ويعود إلينا شهر رمضان المبارك ، فنحن منه على الأبواب وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من هلاله ، وبدون أدنى شك أن نفوس المؤمنين تهفو إليه وتتطلع شوقا لبلوغه .. ولم لا ؟ ورمضان شهر مختار مصطفى .. فقد اصطفاه الله واختاره من بين الشهور ، وميزه بأن ذكر اسمه صريحا في القرآن الكريم ، وأنزل فيه كتابه الخالد ونوره المبين ، وكتب على المؤمنين فيه الصيام ، وهذه ميزة لم تكن لشهر آخر من شهور السنة .
اصطفى الله رمضان واختاره كغيره من المخلوقات ، سواء في الأمكنة أو الأزمنة أو الأشخاص ، فلقد اصطفى الله الأنبياء والرسل من بين سائر الناس (( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )) آل عمران : 33 ، واصطفى من الأمكنة أماكن ، تنزل فيها وحيه ، وجعلها موضعا لعبادته فكانت قلوب المؤمنين تهفو إليها (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين )) آل عمران : 96 ، واختار جل جلاله واصطفى من الأزمنة أوقاتا لتنزل رحمته وفيض خيره وبركته على عباده . وكان من بين هذه الأزمنة والأوقات شهر رمضان المبارك (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )) البقرة : 185 ، وكان أن ضاعف الله بركة هذا الشهر وخيره بأن أنزل فيه القرآن ، كتاب الهداية والرشد الذي رسم للناس طريق الخير والفوز والفلاح .
وقد يتساءل المرء ... كيف يكون إنزال القرآن في رمضان ، وقد كان ينزل في غيره من الشهور ؟
وفي هذه الحادثة التالية الجواب : جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : وقع في قلبي الشك ، الله تعالى يقول (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) ، ويقول (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة )) الدخان : 3 ، وقد أنزل القرآن في شوال وفي ذي القعدة والمحرم وغيره ! فقال ابن عباس : إن القرآن أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على رسول الله منجما حسب الوقائع والأحداث ... وأنزل على مواقع النجوم ترتيبا في الشهور والأيام .
وقد وردت مادة الصيام في سورة البقرة سبع مرات ، وفي سورة النساء مرة واحدة ( في كفارة القتل ) ، وفي سورة المائدة مرتين ( في كفارة الإيمان ) وفي سورة مريم مرة واحدة ، وجاءت بمعنى الإمساك عن الكلام . وفي سورة الأحزاب وردت مادة الصيام مرتين في صفات المؤمنين ، وفي سورة المجادلة مرة واحدة ( كفارة الظهار ) .
ونحن نقترب من شهر الصوم يجدر بنا أن نحسن استقباله ووفادته ونكرم حلوله وضيافته وأن نستنفر كل القوى الروحية والمعنوية للتفاعل مع الصوم فتحصل النفس على دروسه وعبره ، وينبغي لنا أن نستعد لاستقبال رمضان بشحذ الهمم وتقوية العزائم لنصوم نهاره ونحيي ليله ، لتظهر علينا أخلاق الصائمين .
إن رمضان يجب أن يكون بالنسبة لنا بمثابة رحلة إلهية كريمة تضيء فيها النفوس وتشرق القلوب وتنقى الضمائر ، بعد أن يتخبط الإنسان من ثقل المادة وشغل الحياة وكدورات النفس ، يبدأ المسلم صومه ببسم الله ويختتمه باسم الله كذلك وهو ما بين طلوع الفجر وغروب الشمس خاشع عابد متذلل ، وطالما أنه متلبس بالعبادة التي هي سر بين العبد وربه فيجب أن تظهر آثار هذه العبادة في سلوكيات المسلم وأخلاقه ومعاملاته ، وينبغي أن يكون هناك فرق بين يوم الفطر ويوم الصوم .......... (( ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء )) .
لذلك فإن الذي لم يغيره الصوم ويحد من شره .... فيمنعه عن الخوض في الباطل فإنه لم يستفد من صومه شيئا (( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب )) (( من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .
فلنستعد للصوم ولنفتح قلوبنا وأفئدتنا للنور والإشراق ، ولنسد منافذ الشيطان وأبواب الهوى ، فرمضان موسم عبادة وطاعة ، والصوم وقاية عن المفاسد والآثام والشهوات ، وإذا كان رمضان نادى مناد : يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر .
قال جابر بن عبد الله (( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المآثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء )) .
إن الصوم مدرسة نتعلم فيها الأخلاق ونتدرب على السلوك الحسن وإنه يبعث على التقوى والإخلاص لله ، وغايته وثمرته إيجاد التقوى في النفوس ، قال أبو حيان : للصوم فائدتان : رياضة الإنسان نفسه عما تدعوه إليه من الشهوات ، والإقتداء بالملأ الأعلى على قدر الوسع .
وفيه مظهر رائع من مظاهر وحدة المسلمين وتماسكهم ، فهم في شرق الدنيا وغربها يصومون في وقت واحد ويعيشون أيام هذا الشهر بمظاهر العبادة الواحدة التي يأتي بها الجميع .
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في آخر يوم من شعبان فقال (( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة ، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه )) .
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم قوله (( أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينظر إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل )) . (( استكثروا فيه من أربع خصال ، خصلتين ترضون بهما ربكم عز وجل وخصلتين لا غناء بكم عنهما . فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه ، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما ، فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار )) .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم<br>
منقول