الديرة
09-05-2007, 08:47 AM
هذه كانت رثاء وسلوة من شاعرنا محمد بن عبدالله بن عثيمين التميمي المتوفي 1363
لصاحبه ونديمه وراوي شعره وجاره احمد العجيرى المتوفي 1352
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب =متى حط ذا عن نعشه ذا يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة =عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشيبُ
ولكن علا الرانُ القلوبَ كأننا=بما قد علمناه يقينًا تكذب
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها =وعلَّ الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا =وفي علمنا أنّا نموت وتخرب
ونسعى لجمع المال حِلاًّ ومأثمًا =وبالرغم يحويه البعيد وأقرب
نُحاسَب عنه داخلاً ثم خارجًا =وفيمَ صرفناه ومن أين يكسب
ويسعد فيه وارثٌ متعففٌ =تقيٌّ ويشقى فيه آخرُ يلعب
وأول ما تبدو ندامةُ مسرفٍ =إذا اشتد فيه الركب والروح تُجذب
ويُشفق من وَضْع ِ الكتابِ ويمتني =لو أن رُدَّ للدنيا وهيهات مطلب
ويَشهد منا كل عضو بفعله =وليس على الجبار يخفى المغيَّب
إذا قيل أنتم قد علمتم فما الذي =عملتم وكلٌّ في الكتاب مرتب
وماذا كسبتم في شباب وصحة =وفي عمر أنفاسكم فيه تحسب
فيا ليت شعري مانقول وما الذي =نجيب به والأمر إذ ذاك أصعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا =وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ولله كم غاد ٍ حبيبٌ ورائحٌ =نشيعه للقبر والدمع يسكب
أخٌ أو حميمٌ أو تقيٌّ مهذبٌ =يواصل في نصح العباد ويدأب
نُهيل عليه الترب حتى كأنه =عدو وفي الأحشاء نار تلهب
سقى جدثــًا وارى ابنَ احمدَ وابلٌ =من العفو رَجّاسُ العشيات صيب
وأنزله الغفران والفوز والرضى =يطاف عليه بالرحيق ويشرب
فقد كان في صدر المجالس بهجة =به تحدق الابصار والقلب يرهب
فـطورًا تراه منذرا ومحذرا =عواقب ما تجني الذنوب و تَجلِب
وطورا بآلاء الإله مذكرا =وطورا الى دار النعيم يُرغِّب
ولم يشتغل عن ذا ببيع ولا شرا =نعم في ابتناء المجد للبذل يطرب
فلو كان يفدى بالنفوس وما غلا =لطبنا نفوسا بالذي كان يطلب
ولكن إذا تم المدى نفذ القضا =وما لإمرئ عما قضى الله مهرب
اخ كان لي نعم المعين على التقى =به تنجلي عني الهموم وتذهب
فـطورا باخبار الرسول وصحبه =وطورا بآداب تلذ وتعذب
على ذا مضى عمري كذاك وعمره =صفيين لا نجفو ولا نتعتب
وما الحال إلا مثل ما قال من مضى =وبالجملة الامثال للناس تضرب
لكل اجتماع من خليلين فرقة =ولو بينهم قد طاب عيش ومشرب
ومن بعد ذا حشر ونشر و موقف =ويوم به يكسى المذلة مذنب
إذا فر كل من أبيه وأمه =كذا الأم لم تنظر إليه ولا الأب
وكم من ظالم يندى من العض كفه =مقالته : يا ويلتي أين أذهب
إذا أقتسموا أعماله غرماؤه =وقيل له هذا بما كنت تكسب
وصك له صك الى النار بعد ما =يحمل من اوزارهم ويعذب
وكم من قائل واحسرتا ليت أننا =نرد الى الدنيا ننيب ونرهب
فما نحن في دار المنى غير اننا =شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب
فحثوا مطايا الارتحال وشمروا =الى الله والدار التي ليس تخرب
فما أقرب الآتي وابعد ما مضى =وهذا غراب البين في الدار ينعب
وصل إلهي ماهمى الودق او شدا = على الأيك سجاع الحمام المطرب
على سيد السادات والآل كلهم = وأصحابه ما لاح في الافق كوكب
رحم الله الجميع وامطرهم شآبيب الرحمة نحن وأياهم .
لصاحبه ونديمه وراوي شعره وجاره احمد العجيرى المتوفي 1352
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب =متى حط ذا عن نعشه ذا يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة =عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشيبُ
ولكن علا الرانُ القلوبَ كأننا=بما قد علمناه يقينًا تكذب
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها =وعلَّ الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا =وفي علمنا أنّا نموت وتخرب
ونسعى لجمع المال حِلاًّ ومأثمًا =وبالرغم يحويه البعيد وأقرب
نُحاسَب عنه داخلاً ثم خارجًا =وفيمَ صرفناه ومن أين يكسب
ويسعد فيه وارثٌ متعففٌ =تقيٌّ ويشقى فيه آخرُ يلعب
وأول ما تبدو ندامةُ مسرفٍ =إذا اشتد فيه الركب والروح تُجذب
ويُشفق من وَضْع ِ الكتابِ ويمتني =لو أن رُدَّ للدنيا وهيهات مطلب
ويَشهد منا كل عضو بفعله =وليس على الجبار يخفى المغيَّب
إذا قيل أنتم قد علمتم فما الذي =عملتم وكلٌّ في الكتاب مرتب
وماذا كسبتم في شباب وصحة =وفي عمر أنفاسكم فيه تحسب
فيا ليت شعري مانقول وما الذي =نجيب به والأمر إذ ذاك أصعب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا =وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ولله كم غاد ٍ حبيبٌ ورائحٌ =نشيعه للقبر والدمع يسكب
أخٌ أو حميمٌ أو تقيٌّ مهذبٌ =يواصل في نصح العباد ويدأب
نُهيل عليه الترب حتى كأنه =عدو وفي الأحشاء نار تلهب
سقى جدثــًا وارى ابنَ احمدَ وابلٌ =من العفو رَجّاسُ العشيات صيب
وأنزله الغفران والفوز والرضى =يطاف عليه بالرحيق ويشرب
فقد كان في صدر المجالس بهجة =به تحدق الابصار والقلب يرهب
فـطورًا تراه منذرا ومحذرا =عواقب ما تجني الذنوب و تَجلِب
وطورا بآلاء الإله مذكرا =وطورا الى دار النعيم يُرغِّب
ولم يشتغل عن ذا ببيع ولا شرا =نعم في ابتناء المجد للبذل يطرب
فلو كان يفدى بالنفوس وما غلا =لطبنا نفوسا بالذي كان يطلب
ولكن إذا تم المدى نفذ القضا =وما لإمرئ عما قضى الله مهرب
اخ كان لي نعم المعين على التقى =به تنجلي عني الهموم وتذهب
فـطورا باخبار الرسول وصحبه =وطورا بآداب تلذ وتعذب
على ذا مضى عمري كذاك وعمره =صفيين لا نجفو ولا نتعتب
وما الحال إلا مثل ما قال من مضى =وبالجملة الامثال للناس تضرب
لكل اجتماع من خليلين فرقة =ولو بينهم قد طاب عيش ومشرب
ومن بعد ذا حشر ونشر و موقف =ويوم به يكسى المذلة مذنب
إذا فر كل من أبيه وأمه =كذا الأم لم تنظر إليه ولا الأب
وكم من ظالم يندى من العض كفه =مقالته : يا ويلتي أين أذهب
إذا أقتسموا أعماله غرماؤه =وقيل له هذا بما كنت تكسب
وصك له صك الى النار بعد ما =يحمل من اوزارهم ويعذب
وكم من قائل واحسرتا ليت أننا =نرد الى الدنيا ننيب ونرهب
فما نحن في دار المنى غير اننا =شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب
فحثوا مطايا الارتحال وشمروا =الى الله والدار التي ليس تخرب
فما أقرب الآتي وابعد ما مضى =وهذا غراب البين في الدار ينعب
وصل إلهي ماهمى الودق او شدا = على الأيك سجاع الحمام المطرب
على سيد السادات والآل كلهم = وأصحابه ما لاح في الافق كوكب
رحم الله الجميع وامطرهم شآبيب الرحمة نحن وأياهم .