أبو الهنـــــوف
12-05-2007, 02:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ............... أمـــــــا بعد :
و بعد إن وضعنا في الأسبوع الماضي بين أيديكم سلامة الصدر ( 1 ) و (2 ) .. ها نحن نضع بين أيديكم
سلامة الصدر ( 3 ) لفضيلة الشيخ \ مساعد الدخيـــل أمام و خطيب جامع الفرقان بالخفجي.
و إليكم الان سلامة الصدر ( 3 ) :
أصحاب القلوب النقية و الصدور السليمة لا يبحثون عما تكنّـه صدور الناس و تنطوي عليه سرائرهم ،
حب للخير و ستر على المخطيء و سعي لإقالة العثرة و سرور بتوبة العاصي ، قال الفضيل بن غياض
رحمه الله : ( ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة نوافل الصلاة و الصيام ، و إنما أدرك عندنل بسخاء الأنفس
و سلامة الصدور و النصح للأمة ) ، و في الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال :
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم ، و قيل للنبي
صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : (( كل مخموم القلب صدوق اللسان )) ، قالوا : صدوق
اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : (( هو التقي النقي ، لا إثم فيه و لا بغي ، و لا غل و لا حسد ))
رواه ابن ماجه و البيهقي بسند صحيح ، و قد أخرج الأمام أحمد و غيره إن النبي صلى الله عليه و سلم
قال عن رجل من الأنصار : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) ، و تكرر ذلك في ثلاثة مجالس ،
فلما تبعه عبدالله بن عمرو العاص رضي الله عنه و لم ير مزيد عمل من النوافل سأله فقال : ما هو إلا
ما رأيت ، غير إني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً و لا أحسد أحداً على خير أعطاه الله أياه.
إن المتطلب بصدق صلاح قلبه و سلامة صدره ليسلك لتحصيل ذلك مسالكه ، و يستصلح قلبه بما يطهره
و يجنبه ما يكدره و اعلى المراتب لذلك مراقبة الله تعالى و تقواه و أمتلاء القلب بمحبة الله ، و قد
أوصى كل الأنبياء قومهم بما و صاهم الله به من التقوى لأنها نبع يمد النفوس بمادة تطهيرها و قد
قال سبحانه و تعالى ( و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * قد أفلح من زكاها * و قد خاب
من دساها ) ، و في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : (( اللهم آت نفسي تقواها
و زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها و مولاها )) .
كما ينبغي إن يروض المسلم نفسه على الرضا بما قسم الله و ما رزق و قضى و قدر ، و إذا تذكر المسلم
ثواب الله و رفعة الدرجات لمن طهر قلبه و أدرك ما يعود عليه من الخير في العاجل و الأجل هان عليه
ما يلقاه و تحمل و صبر ، و لا شك إن هذا يحتاج إلى ترويض نفس و مجاهدة ، و الله تعالى يقول :
( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ، و من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ، و من قنع بعطائه
لم يدخله حسد ، فليجاهد المسلم نفسه على دفع الخواطر الداعية إلى الحسد ، فأن الحسد من أخبث
الذنوب القلبية ، و قد ذكر ابن حجر رحمه الله إن الغضب و الحسد و الحقد من كبائر الباطن ، و ليجعل
شعاره حسن الظن بالمسلمين .
و إذا كان القرآن نوراً و هدى و رحمة و بشرى فأن امتلاء القلب به و ترطيب اللسان بتلاوته يرقق
القلوب و ينيرها و يصفيها من الكدر ، و إذا صاحب ذلك دعاء و تضرع فما أحراه بالقبول ، و من دعاء
المومنين : (( ربنا أغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالأيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ))
كما إن الأحسان إلى الخلق و الصدقة على الفقراء من أسباب زكاء النفس ، و قد قال الله عز وجل :
( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ) ، و قال : ( الذي يؤتي ماله يتزكى ).
اما إفشاء السلام و البداءة به فذاك شأن عظيم ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( لا تدخلوا
الجنة حتى تومنوا ، و لا تومنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ افشوا
السلام بينكم )) روام مسلم.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
و من لديه أي أستفسار أو سؤال حوّل هذه الجزئيه يضعه هنا في نفس الموضوع
و سوف نعرضه بمشيئة الله عز و جل على فضيلة الشيخ .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الأسبوع القادم بإذن الله عز و جل .. سلامة الصدر ( 4 ) .
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ............... أمـــــــا بعد :
و بعد إن وضعنا في الأسبوع الماضي بين أيديكم سلامة الصدر ( 1 ) و (2 ) .. ها نحن نضع بين أيديكم
سلامة الصدر ( 3 ) لفضيلة الشيخ \ مساعد الدخيـــل أمام و خطيب جامع الفرقان بالخفجي.
و إليكم الان سلامة الصدر ( 3 ) :
أصحاب القلوب النقية و الصدور السليمة لا يبحثون عما تكنّـه صدور الناس و تنطوي عليه سرائرهم ،
حب للخير و ستر على المخطيء و سعي لإقالة العثرة و سرور بتوبة العاصي ، قال الفضيل بن غياض
رحمه الله : ( ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة نوافل الصلاة و الصيام ، و إنما أدرك عندنل بسخاء الأنفس
و سلامة الصدور و النصح للأمة ) ، و في الصحيحين عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال :
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم ، و قيل للنبي
صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : (( كل مخموم القلب صدوق اللسان )) ، قالوا : صدوق
اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : (( هو التقي النقي ، لا إثم فيه و لا بغي ، و لا غل و لا حسد ))
رواه ابن ماجه و البيهقي بسند صحيح ، و قد أخرج الأمام أحمد و غيره إن النبي صلى الله عليه و سلم
قال عن رجل من الأنصار : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) ، و تكرر ذلك في ثلاثة مجالس ،
فلما تبعه عبدالله بن عمرو العاص رضي الله عنه و لم ير مزيد عمل من النوافل سأله فقال : ما هو إلا
ما رأيت ، غير إني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً و لا أحسد أحداً على خير أعطاه الله أياه.
إن المتطلب بصدق صلاح قلبه و سلامة صدره ليسلك لتحصيل ذلك مسالكه ، و يستصلح قلبه بما يطهره
و يجنبه ما يكدره و اعلى المراتب لذلك مراقبة الله تعالى و تقواه و أمتلاء القلب بمحبة الله ، و قد
أوصى كل الأنبياء قومهم بما و صاهم الله به من التقوى لأنها نبع يمد النفوس بمادة تطهيرها و قد
قال سبحانه و تعالى ( و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * قد أفلح من زكاها * و قد خاب
من دساها ) ، و في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول : (( اللهم آت نفسي تقواها
و زكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها و مولاها )) .
كما ينبغي إن يروض المسلم نفسه على الرضا بما قسم الله و ما رزق و قضى و قدر ، و إذا تذكر المسلم
ثواب الله و رفعة الدرجات لمن طهر قلبه و أدرك ما يعود عليه من الخير في العاجل و الأجل هان عليه
ما يلقاه و تحمل و صبر ، و لا شك إن هذا يحتاج إلى ترويض نفس و مجاهدة ، و الله تعالى يقول :
( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) ، و من رضي بقضاء الله لم يسخطه أحد ، و من قنع بعطائه
لم يدخله حسد ، فليجاهد المسلم نفسه على دفع الخواطر الداعية إلى الحسد ، فأن الحسد من أخبث
الذنوب القلبية ، و قد ذكر ابن حجر رحمه الله إن الغضب و الحسد و الحقد من كبائر الباطن ، و ليجعل
شعاره حسن الظن بالمسلمين .
و إذا كان القرآن نوراً و هدى و رحمة و بشرى فأن امتلاء القلب به و ترطيب اللسان بتلاوته يرقق
القلوب و ينيرها و يصفيها من الكدر ، و إذا صاحب ذلك دعاء و تضرع فما أحراه بالقبول ، و من دعاء
المومنين : (( ربنا أغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالأيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ))
كما إن الأحسان إلى الخلق و الصدقة على الفقراء من أسباب زكاء النفس ، و قد قال الله عز وجل :
( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها ) ، و قال : ( الذي يؤتي ماله يتزكى ).
اما إفشاء السلام و البداءة به فذاك شأن عظيم ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : (( لا تدخلوا
الجنة حتى تومنوا ، و لا تومنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ افشوا
السلام بينكم )) روام مسلم.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
و من لديه أي أستفسار أو سؤال حوّل هذه الجزئيه يضعه هنا في نفس الموضوع
و سوف نعرضه بمشيئة الله عز و جل على فضيلة الشيخ .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الأسبوع القادم بإذن الله عز و جل .. سلامة الصدر ( 4 ) .