احسـ العالم ـاس
28-10-2003, 02:03 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ، أسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يجعل ما سأكتبه خالصا لوجهه الكريم وأن يعيذني وإياكم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا و وأن يرينا الحق حقا يرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
إخواني وأحبتي المشاركين في إذاعة الأخ سعد الفقيه السلام عليكم ورحمة الله تعلمون أحبتي أننا جميعا نؤمن بأنه لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، ولكن يجب ان نعلم أيضا بأن الله أمرنا بقوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) قطعا لا يطالبكم عاقل بعدم التعبير عما في نفوسكم بطريقة شرعية لكن كيف يخفى طريق الأنبياء والمصلحين و أن الله لم يجعل صلاح أمة من خلال عبارات الشتم والقذف المحرم والغوص في خصوصيات المسلمين وأعراضهم، على رسلكم يا رعاكم الله فكل ما يقال من انتقاد للدولة باحترام من أي منبر كان فأنا معكم فيه قلبا وقالبا فكل منصف يتفهم دوافع البحث عن أي منفذ لتنفيس الاحتقان المتراكم في النفوس منذ أمد بعيد ولا يمكن تجاهل معانات الناس من فقر وبطالة وخدمات وغيرها.....كل هذا أصبح من المعلوم من الواقع بالضرورة لدى المواطن والحاكم على حد سواء... أرجو أن نفكر بعقولنا فنحن على أبواب مرحلة حساسة يجب أن نتحرك فيها بحذر وحكمة ... تذكروا قبل ذلك أننا عباد لله قبل أن نكون عربا أو سعوديين فضلا عن كوننا جزءا من مجتمعنا الذي ينتمي إليه فئات أخرى من إخواننا لهم آراؤهم وتطلعاتهم يتفقون أو يختلفون معنا كما نتفق أو نختلف فيما بيننا فهل من تعايش واحترام؟ لم تعد الشتائم والسخرية مقصورة على الدولة ورموزها بل تعداه الى كل من لايؤيدكم تأيدا مطلقا و من شيم الرجال حتى في الجاهلية أن يعدلوا مع خصومهم ومخالفيهم في القول والعمل وجاء الاسلام مؤكدا لذلك، والمحك الحقيقي لمصداقية ما ندعو إليه كإصلاحين قولا أن نمارسه عملا كتحمل المخالف فمالكم كيف تحكمون! أعطوا مخالفيكم فرصة للتعبير عن رفضهم لما يدينون الله به أنه الحق أقلعوا فورا عن الوقوع في الأعراض وانتقدوا بالمنطق السليم انتهوا عن السخرية خيرا لكم (ياأيها الذين آمنو لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) فهل ستتقبلون نصيحة المحب برحابة صدر وطول بال لسماع رأي قد تجدون فيه حقا ينفعكم؟ وأنتم تعلمون أن من هو أفضل منكم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) قبل الحق ممن هو أسوأ منا جميعا (الشيطان) كما جاء في قصته مع ابي هريرة، فاسمعوا نصيحة محبكم وأسمعونا نصائحكم و عليكم بأخلاق النبيين والصالحين لا عنجهية المستبدين وبذاءة الفاحشين المتفحشين.
أصدقكم القول بأنه من الصعوبة بمكان أن تتقبلوا المشورة الصادقة والنفوس متشنجة والأجواء مكهربة والتهم ملفقة والإحكام مسبقة، فهل نتعاهد على شيء من من التجرد بصدق ومجاهدة النفس حتى نكون موضوعيين منصفين؟ الأمر دين يا أحبتي قبل كونه معارضة سياسية ونبرأ إلى الله أن يكون طريق الاصلاح محفوفا بفاحش القول وبذيء الكلام و أٍعجب ممن يختزل ويبسط القضايا الكبرى في آحادنا،فيزعم أنها تصفية حسابات شخصية أو غيرة أو حسد ونعوذ بالله ان نزكي أنفسنا أو أحدا منا على الله، لكن العبد الفقير ليس بينه وبين أي شخص حسابات بمن في ذلك سعد الفقيه ولكن كما ننكر على الدولة ما نراه خطأ منها فمن باب أولى أن ينكر بعضنا على بعض الخطأ في الرأي والفعل والقول والمواقف ، ويعلم الله أني ما كتبت لكم هذه النصيحة إلا مشفقا محبا يسوؤني جدا ما أسمع، مدركا ورود الخطأ مني كوروده من غيري، مبديا كامل استعدادي لتحمل تبعات ما أدين الله به أنه الحق ولو كتب وقيل أكثر مما كتب عني هنا وهناك من أحبة لهم علي حق الاسلام فيغفر الله لي ولهم وهو أرحم الراحمين لا أزعم أن النقد حلو المذاق ولكني ما قرأت شيئا مكتوبا عني إلا دعوت للكاتب: فإن تحدث الكاتب عن عيب حقيقي رآه في أخيه فهو مرآة صافية وحقه علي أن أدعو له أن أهداه إلي ودلني عليه، وإن افترى علي وتجاوز دعوت له بالهداية والرشاد. ولا يرد أبدا أن يسكت الناصحون عن قول الحق تحت طائلة اتهامهم بموالاة الدولة وتبرير أخطائها؟؟ ثم مالعيب أن نوطن أنفسنا على عدالة الاسلام ونقول أن السلطة مهما قلنا فيها ورأينا لا تخلو من حق منشود وأن واجبنا دعم الحق وتأييده ومقاومة الباطل وتحييده أيا كان حامله؟!!
أحبتي :كثر الحديث حول ملابسات مظاهرة الثلثاء والروايات والمبالغات التى رواها كل طرف وقد رسم البعض في عقله مجريات لأحداث لم تقع فلم يتحملوا شهادة من رأى بعض ما حدث فرواه كما رآه! من حيث المبدأ لا يملك احد أن يحرم المظاهرات تحريما مطلقا كوسيلة للتعبير عن موقف ما، ولكن الواجب أن يكيفها وفق ظروفها وزمانها ومكانها فيحدد أهي مناسبة أم لا؟ فالمظاهرات في حديقة (الهايد بارك) في لندن مثلا تختلف عن المظاهرات في ( تيان مين سكوير) بالصين، وأي مظاهرة دون إذن السلطات الديمقراطية يعاقب عليها القانون، هذا مع العلم المسبق بأن الإذن من الدولة في مثل ظروفنا اليوم يعد مستحيلا. ومع هذا فتبقى المسألة خاضعة لمعايير اجتهادية هامة منها مثلا:
- ننظر المصلحة المتحققة مقابل الضرر المترتب للمواجهة المؤكدة على أن يكون هذا التقدير مجردا مخلصا بعيدا عن التصورات المسبقة والتصنيف السلبي. - - نستفيد من عواقب محاولات التظاهر السابقة ونتيجة كل منها رغم اختلاف الظروف والدوافع اليوم - - جرت المظاهرات العالمية على ان يتقدم زعماء التحرك جماهيرهم تأكيدا للمصداقية وتوحيد المصير المشترك لا أن يدفوعوا الشباب وكان حل معضلاتهم في ساحة المظاهرة.
- الحرص على عدم تعريض الأنفس والممتلكات والمقدسات للإهانه .
- والحقيقة يا أحبتي أن هذه المعايير تكاد تكون غائبة تماما فيما حدث في الرياض وأعجب منها تفاوت التقديرات للمشاركين في المظاهرة والتي تذكرنا (بأم المعارك) بل أغرب من ذلك أيضا الاتهامات الشنيعة التي أمطر بها كل من تنفس من غير رئة المندفعين المؤيدين للمظاهرة وتحدث مالا يروق لهم لمجرد أنه مواطن عادي تحركه غيرته الدينية أولا والوطنية ثانيا وحبه للحق أيا كان مصدره فلم يسلم منهم رغم اتفاقه معه على الهدف واختلافه معهم بالاسلوب.
صدفة كنت في طريقي الى عملي و مررت بالموقع بعد العصر وذكرت ما شاهدته من الجهة التى مررت بها وتبين لي من الغد أن العدد يزيد قليلا على تقديري الأولي ولكن يستحيل جدا أن أصدق ما يتردد بأنهم بالآلاف ولا أدري لماذا ثارت ثائرة القوم غضبا عندما يقول أحدنا وجهة نظره ووصل البعض إلى حد اتهامي بأن لي مكتبا فخما في برج المملكة الذي لم أدخله في حياتي قط (وإنما اعمل موظفا في شركة خاصة تقع على الجانب المقابل).
لكن بعيدا عن الجدل حول العدد وبعيدا عن توظيف الأخ سعد لتناقضات محلية لم يصنعها هو ، هناك جور مرفوض ظهر في وصف بعض ما حدث ذلك اليوم فعلى سبيل المثال:
أولا: ذكر البعض أنه حدث إهانة للمصحف!!! والحقيقة أن من لديه أدنى ذرة من عقل يعلم انه يستحيل أن يتجرأ احد على إهانة المصحف من الشعب السعودي خاصة حتى لو كان من أسوأ العلمانيين والمتأمركين، ولو فعلها أحد وتصرف غيور بأي تصرف غيرة لله ما لامه عاقل, أما أن يأتي المرء عمدا بالمصحف معه (كقميص عثمان) ثم يهرب في المواجهة المؤكدة ويسقط منه المصحف على الأرض وهذا وارد طبعا ولكن من الملام ؟علما باني لم اسمع بهذا من غير مصادر المتحمسين للمظاهرة.
ثانيا: ألاحظ توظيف الشئون النسوية ومع أخقية النساء في المطالبة بحقوقهن بالطرق المشروعة إلا أنه ولأول مرة في قصص العرب أن يتترس الرجال بالنساء أثناء المواجهة، فقد جرت العادة أن يتترس النساء بالرجال وإثارة هذه القضية في هذا الظرف لها مدلول انتهازي معروف نتمنى أن نكون أكبر منه.
أخيرا همسه أخيرة في أذن الأخ سعد الفقيه: أخي سعد وأيم الله إني قلق عليك جدا هذه الأيام بدات أخاف عليك بالرغم أني أحب فيك الحق وأكره منك الباطل فقد وصل انخراطك في تجييش نفوس خصومك عليك الى حد أصبح محبوك يعيشون هم أمنك وأمن أهلك وأولادك الأبرياء، وربي أحب لك ما أحب لنفسي وأشعر أن الأمر وصل إلى حد من حقي أبدي قلقي عليك، ولئن تحمل الحليم ما يقال فيه من كلام مؤذ لا تمنعه أنت في إذاعتك بحزم كما تمنع وتقمع كل من يقول مالا يحلو لك قوله، فكيف مع وجود المتهور الذي استفزه تهورك في السماح بالقدح الفاحش في نسبه وعرضه وأهله وولده وحيه وميته بكلام أتحدى أن تتقبله أنت من أي مصدر تحت أي ظرف ولو مازحا فكيف بتكراره يوميا؟ إن مسألة أن تترك المجال لمن يسب ويقذف ويخوض في كلام ليس من الاصلاح في شيء لا يبريء ساحتك سكوتك حتى تكتمل الشتيمه ولا ردك الخجول أحيانا بعد أن تطمئن أن الرجل قال ما تريد وبلغ الهدي محله، يا عزيزي التمسح بالدين وإثارة النعراة القبلية واستخدام ظروف النساء كلها أمور لا يخفى حرصك على توظيفها هذه الأيام ولكن اسمح لي أن أقول لك قد يكون عند الناس سذاجة ولكن ليس بالضرورة أن تكون كما تتوقعها، فاقبل منى ولعلها آخر نصيحة: انتبه لنفسك! لم أعد أطالبك بالرجوع للعمل بالداخل إذ يستحيل أن أشير عليك بهذا بعد ما سمعت ما أجزم أنك تتحمل مسئوليته في إذاعتك ولكن الذي أتمنى هو أن تفكر في هو مصيرك الذي يهمني وبراءة صغارك الذين مزق قلبي غربتهم وشعور أهلي وأولادي المشفق تجاههم مع يقيني أن الله بنا جميعا ألطف وأرحم أقول هذا ناصحا مشفقا من أعماق قلبي مرحبا بكل نصيحة منك أو من الأخوة القراء أو المشاركين معك, وأخيرا لو تفضلت علينا بإصلاح حركة الإصلاح من منظور شرعي وعدم نسبة الإذاعة للإصلاح العام على الأقل لكان أولى، وليس من حقك أن تزعم أن حركتك التغييرية الوليدة في لندن والتي تفردت بها تأسيسا وتسييسا تزعم أنها امتدادا لمشاريع الاصلاح المعروفة مثل خطاب شوال ومذكرة النصيحة ولجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وأنت تعلم علم اليقين أن الصورة كانت واضحة لمن شاركوا بتلك النشاطات الاصلاحية وأنه لم يبق عندك من ذلك التأريخ إلا الاسم الذي صادرته والذي يحز في نفوس إخوانك أن تأتي بكلمة (الاصلاح) النبيلة الى جانب ألفاظ بذيئة فاحشة لا يسوؤك أن تتردد يوميا من بعض المجاهيل الجهلة في إذاعتك أكرم القراء الكرام عن تكرارها هنا لفظا وأرجو أن تفكر جيدا في نصيحة أخيك المحب قبل أن تتذكرها متأخرا من ضحى الغد لا سمح الله.
منقول لمحسن العواجي
إخواني وأحبتي المشاركين في إذاعة الأخ سعد الفقيه السلام عليكم ورحمة الله تعلمون أحبتي أننا جميعا نؤمن بأنه لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، ولكن يجب ان نعلم أيضا بأن الله أمرنا بقوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) قطعا لا يطالبكم عاقل بعدم التعبير عما في نفوسكم بطريقة شرعية لكن كيف يخفى طريق الأنبياء والمصلحين و أن الله لم يجعل صلاح أمة من خلال عبارات الشتم والقذف المحرم والغوص في خصوصيات المسلمين وأعراضهم، على رسلكم يا رعاكم الله فكل ما يقال من انتقاد للدولة باحترام من أي منبر كان فأنا معكم فيه قلبا وقالبا فكل منصف يتفهم دوافع البحث عن أي منفذ لتنفيس الاحتقان المتراكم في النفوس منذ أمد بعيد ولا يمكن تجاهل معانات الناس من فقر وبطالة وخدمات وغيرها.....كل هذا أصبح من المعلوم من الواقع بالضرورة لدى المواطن والحاكم على حد سواء... أرجو أن نفكر بعقولنا فنحن على أبواب مرحلة حساسة يجب أن نتحرك فيها بحذر وحكمة ... تذكروا قبل ذلك أننا عباد لله قبل أن نكون عربا أو سعوديين فضلا عن كوننا جزءا من مجتمعنا الذي ينتمي إليه فئات أخرى من إخواننا لهم آراؤهم وتطلعاتهم يتفقون أو يختلفون معنا كما نتفق أو نختلف فيما بيننا فهل من تعايش واحترام؟ لم تعد الشتائم والسخرية مقصورة على الدولة ورموزها بل تعداه الى كل من لايؤيدكم تأيدا مطلقا و من شيم الرجال حتى في الجاهلية أن يعدلوا مع خصومهم ومخالفيهم في القول والعمل وجاء الاسلام مؤكدا لذلك، والمحك الحقيقي لمصداقية ما ندعو إليه كإصلاحين قولا أن نمارسه عملا كتحمل المخالف فمالكم كيف تحكمون! أعطوا مخالفيكم فرصة للتعبير عن رفضهم لما يدينون الله به أنه الحق أقلعوا فورا عن الوقوع في الأعراض وانتقدوا بالمنطق السليم انتهوا عن السخرية خيرا لكم (ياأيها الذين آمنو لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم) فهل ستتقبلون نصيحة المحب برحابة صدر وطول بال لسماع رأي قد تجدون فيه حقا ينفعكم؟ وأنتم تعلمون أن من هو أفضل منكم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) قبل الحق ممن هو أسوأ منا جميعا (الشيطان) كما جاء في قصته مع ابي هريرة، فاسمعوا نصيحة محبكم وأسمعونا نصائحكم و عليكم بأخلاق النبيين والصالحين لا عنجهية المستبدين وبذاءة الفاحشين المتفحشين.
أصدقكم القول بأنه من الصعوبة بمكان أن تتقبلوا المشورة الصادقة والنفوس متشنجة والأجواء مكهربة والتهم ملفقة والإحكام مسبقة، فهل نتعاهد على شيء من من التجرد بصدق ومجاهدة النفس حتى نكون موضوعيين منصفين؟ الأمر دين يا أحبتي قبل كونه معارضة سياسية ونبرأ إلى الله أن يكون طريق الاصلاح محفوفا بفاحش القول وبذيء الكلام و أٍعجب ممن يختزل ويبسط القضايا الكبرى في آحادنا،فيزعم أنها تصفية حسابات شخصية أو غيرة أو حسد ونعوذ بالله ان نزكي أنفسنا أو أحدا منا على الله، لكن العبد الفقير ليس بينه وبين أي شخص حسابات بمن في ذلك سعد الفقيه ولكن كما ننكر على الدولة ما نراه خطأ منها فمن باب أولى أن ينكر بعضنا على بعض الخطأ في الرأي والفعل والقول والمواقف ، ويعلم الله أني ما كتبت لكم هذه النصيحة إلا مشفقا محبا يسوؤني جدا ما أسمع، مدركا ورود الخطأ مني كوروده من غيري، مبديا كامل استعدادي لتحمل تبعات ما أدين الله به أنه الحق ولو كتب وقيل أكثر مما كتب عني هنا وهناك من أحبة لهم علي حق الاسلام فيغفر الله لي ولهم وهو أرحم الراحمين لا أزعم أن النقد حلو المذاق ولكني ما قرأت شيئا مكتوبا عني إلا دعوت للكاتب: فإن تحدث الكاتب عن عيب حقيقي رآه في أخيه فهو مرآة صافية وحقه علي أن أدعو له أن أهداه إلي ودلني عليه، وإن افترى علي وتجاوز دعوت له بالهداية والرشاد. ولا يرد أبدا أن يسكت الناصحون عن قول الحق تحت طائلة اتهامهم بموالاة الدولة وتبرير أخطائها؟؟ ثم مالعيب أن نوطن أنفسنا على عدالة الاسلام ونقول أن السلطة مهما قلنا فيها ورأينا لا تخلو من حق منشود وأن واجبنا دعم الحق وتأييده ومقاومة الباطل وتحييده أيا كان حامله؟!!
أحبتي :كثر الحديث حول ملابسات مظاهرة الثلثاء والروايات والمبالغات التى رواها كل طرف وقد رسم البعض في عقله مجريات لأحداث لم تقع فلم يتحملوا شهادة من رأى بعض ما حدث فرواه كما رآه! من حيث المبدأ لا يملك احد أن يحرم المظاهرات تحريما مطلقا كوسيلة للتعبير عن موقف ما، ولكن الواجب أن يكيفها وفق ظروفها وزمانها ومكانها فيحدد أهي مناسبة أم لا؟ فالمظاهرات في حديقة (الهايد بارك) في لندن مثلا تختلف عن المظاهرات في ( تيان مين سكوير) بالصين، وأي مظاهرة دون إذن السلطات الديمقراطية يعاقب عليها القانون، هذا مع العلم المسبق بأن الإذن من الدولة في مثل ظروفنا اليوم يعد مستحيلا. ومع هذا فتبقى المسألة خاضعة لمعايير اجتهادية هامة منها مثلا:
- ننظر المصلحة المتحققة مقابل الضرر المترتب للمواجهة المؤكدة على أن يكون هذا التقدير مجردا مخلصا بعيدا عن التصورات المسبقة والتصنيف السلبي. - - نستفيد من عواقب محاولات التظاهر السابقة ونتيجة كل منها رغم اختلاف الظروف والدوافع اليوم - - جرت المظاهرات العالمية على ان يتقدم زعماء التحرك جماهيرهم تأكيدا للمصداقية وتوحيد المصير المشترك لا أن يدفوعوا الشباب وكان حل معضلاتهم في ساحة المظاهرة.
- الحرص على عدم تعريض الأنفس والممتلكات والمقدسات للإهانه .
- والحقيقة يا أحبتي أن هذه المعايير تكاد تكون غائبة تماما فيما حدث في الرياض وأعجب منها تفاوت التقديرات للمشاركين في المظاهرة والتي تذكرنا (بأم المعارك) بل أغرب من ذلك أيضا الاتهامات الشنيعة التي أمطر بها كل من تنفس من غير رئة المندفعين المؤيدين للمظاهرة وتحدث مالا يروق لهم لمجرد أنه مواطن عادي تحركه غيرته الدينية أولا والوطنية ثانيا وحبه للحق أيا كان مصدره فلم يسلم منهم رغم اتفاقه معه على الهدف واختلافه معهم بالاسلوب.
صدفة كنت في طريقي الى عملي و مررت بالموقع بعد العصر وذكرت ما شاهدته من الجهة التى مررت بها وتبين لي من الغد أن العدد يزيد قليلا على تقديري الأولي ولكن يستحيل جدا أن أصدق ما يتردد بأنهم بالآلاف ولا أدري لماذا ثارت ثائرة القوم غضبا عندما يقول أحدنا وجهة نظره ووصل البعض إلى حد اتهامي بأن لي مكتبا فخما في برج المملكة الذي لم أدخله في حياتي قط (وإنما اعمل موظفا في شركة خاصة تقع على الجانب المقابل).
لكن بعيدا عن الجدل حول العدد وبعيدا عن توظيف الأخ سعد لتناقضات محلية لم يصنعها هو ، هناك جور مرفوض ظهر في وصف بعض ما حدث ذلك اليوم فعلى سبيل المثال:
أولا: ذكر البعض أنه حدث إهانة للمصحف!!! والحقيقة أن من لديه أدنى ذرة من عقل يعلم انه يستحيل أن يتجرأ احد على إهانة المصحف من الشعب السعودي خاصة حتى لو كان من أسوأ العلمانيين والمتأمركين، ولو فعلها أحد وتصرف غيور بأي تصرف غيرة لله ما لامه عاقل, أما أن يأتي المرء عمدا بالمصحف معه (كقميص عثمان) ثم يهرب في المواجهة المؤكدة ويسقط منه المصحف على الأرض وهذا وارد طبعا ولكن من الملام ؟علما باني لم اسمع بهذا من غير مصادر المتحمسين للمظاهرة.
ثانيا: ألاحظ توظيف الشئون النسوية ومع أخقية النساء في المطالبة بحقوقهن بالطرق المشروعة إلا أنه ولأول مرة في قصص العرب أن يتترس الرجال بالنساء أثناء المواجهة، فقد جرت العادة أن يتترس النساء بالرجال وإثارة هذه القضية في هذا الظرف لها مدلول انتهازي معروف نتمنى أن نكون أكبر منه.
أخيرا همسه أخيرة في أذن الأخ سعد الفقيه: أخي سعد وأيم الله إني قلق عليك جدا هذه الأيام بدات أخاف عليك بالرغم أني أحب فيك الحق وأكره منك الباطل فقد وصل انخراطك في تجييش نفوس خصومك عليك الى حد أصبح محبوك يعيشون هم أمنك وأمن أهلك وأولادك الأبرياء، وربي أحب لك ما أحب لنفسي وأشعر أن الأمر وصل إلى حد من حقي أبدي قلقي عليك، ولئن تحمل الحليم ما يقال فيه من كلام مؤذ لا تمنعه أنت في إذاعتك بحزم كما تمنع وتقمع كل من يقول مالا يحلو لك قوله، فكيف مع وجود المتهور الذي استفزه تهورك في السماح بالقدح الفاحش في نسبه وعرضه وأهله وولده وحيه وميته بكلام أتحدى أن تتقبله أنت من أي مصدر تحت أي ظرف ولو مازحا فكيف بتكراره يوميا؟ إن مسألة أن تترك المجال لمن يسب ويقذف ويخوض في كلام ليس من الاصلاح في شيء لا يبريء ساحتك سكوتك حتى تكتمل الشتيمه ولا ردك الخجول أحيانا بعد أن تطمئن أن الرجل قال ما تريد وبلغ الهدي محله، يا عزيزي التمسح بالدين وإثارة النعراة القبلية واستخدام ظروف النساء كلها أمور لا يخفى حرصك على توظيفها هذه الأيام ولكن اسمح لي أن أقول لك قد يكون عند الناس سذاجة ولكن ليس بالضرورة أن تكون كما تتوقعها، فاقبل منى ولعلها آخر نصيحة: انتبه لنفسك! لم أعد أطالبك بالرجوع للعمل بالداخل إذ يستحيل أن أشير عليك بهذا بعد ما سمعت ما أجزم أنك تتحمل مسئوليته في إذاعتك ولكن الذي أتمنى هو أن تفكر في هو مصيرك الذي يهمني وبراءة صغارك الذين مزق قلبي غربتهم وشعور أهلي وأولادي المشفق تجاههم مع يقيني أن الله بنا جميعا ألطف وأرحم أقول هذا ناصحا مشفقا من أعماق قلبي مرحبا بكل نصيحة منك أو من الأخوة القراء أو المشاركين معك, وأخيرا لو تفضلت علينا بإصلاح حركة الإصلاح من منظور شرعي وعدم نسبة الإذاعة للإصلاح العام على الأقل لكان أولى، وليس من حقك أن تزعم أن حركتك التغييرية الوليدة في لندن والتي تفردت بها تأسيسا وتسييسا تزعم أنها امتدادا لمشاريع الاصلاح المعروفة مثل خطاب شوال ومذكرة النصيحة ولجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية وأنت تعلم علم اليقين أن الصورة كانت واضحة لمن شاركوا بتلك النشاطات الاصلاحية وأنه لم يبق عندك من ذلك التأريخ إلا الاسم الذي صادرته والذي يحز في نفوس إخوانك أن تأتي بكلمة (الاصلاح) النبيلة الى جانب ألفاظ بذيئة فاحشة لا يسوؤك أن تتردد يوميا من بعض المجاهيل الجهلة في إذاعتك أكرم القراء الكرام عن تكرارها هنا لفظا وأرجو أن تفكر جيدا في نصيحة أخيك المحب قبل أن تتذكرها متأخرا من ضحى الغد لا سمح الله.
منقول لمحسن العواجي