فـتـــــــــون
09-11-2003, 05:02 AM
مشهد مخيف .. ومنظر تنخلع له القلوب .. وصورة لا يمكن لعقلك البشري أن يتخيلها
وإننا والله مقبلون عليها جميعا .. شئنا أن نصدق هذا أم أبينا ..
سنبدأ الآن في تخيل هذا المشهد ..
توهم نفسك يا أخي .. إذ تطايرت الصحف ونصبت الموازين ، وقد نوديت باسمك على
رؤوس الخلائق ..
يا فلان بن فلان .. هلم للعرض على الله تعالى ..
وقد وُكلت الملائكة بأخذك .. فجاءت بك إلى الله لا يمنعها اشتباه الأسماء باسمك واسم أبيك إذ
عرفت أنك المراد بالدعاء ، فارتعدت فرائصك .. واضطربت جوارحك .. وتغير لونك ..
وطار قلبك .. تتخطى الصفوف للعرض على ربك والوقوف بين يديه .. وقد رفع الخلائق
إليك أبصارهم .. وقد اشتد رعبك لعلمك أين يراد بك ..
فتوهم نفسك وأنت بين يدي ربك .. وفي يدك صحيفة مخبرة بعملك .. لا تغادر بلية كتمتها ..
وأنت تقرأ ما فيها بلسان كليل وقلب منكسر .. والأهوال محدقة بك بين يديك ومن خلفك ..
(( إقرأ كتابك ، كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) ..
أخي .. هل تخيلت يوما أنك ستقف أمام الله جل وعلا .. في صحيح مسلم عن عدي بن حاتم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبين
الله ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أيسر منه فلا يرى إلا ما قدم ،
وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ))
وعن ابن مسعود قال : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ، ثم
يقول : يا ابن آدم ، ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت ؟ يا ابن آدم ماذا أجبت
المرسلين ؟ يا ابن آدم ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بهما إلى ما لا يحل لك ، ألم أكن
رقيبا على أذنيك ، وهكذا عن سائر الأعضاء .. فكيف ترى حياءك وخجلك وهو يعد عليك
إنعامه ومعاصيك ، وأياديه ومساويك ..
فكم من بلية كنت قد نسيتها .. وكم من سيئة كنت قد أخفيتها .. وكم من عمل ظننت أنه سلم
لك وخلص .. فرده عليك وأحبطه بعد أن كان أملك فيه عظيما .. في صحيح مسلم ، عن أبي
هريرة قال (( يجاء يوم القيامة بصحف مختومة فتنصب بين يدي الله عز وجل فيقول الله
تعالى : ألقوا هذا واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة : وعزتك ما رأينا إلا خيرا ، فيقول الله عز
وجل – وهو أعلم - : إن هذا كان لغيري ، ولا أقبل من العمل إلا ما ابتغى به وجهي ))
فيا حسرة قلبك .. ويا أسفك على ما فرطت فيه من طاعة ربك ..
مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبانا
إقرأ كتابك يا عبدي على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا ؟
لما قرأت ولم تنكر قراءته إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل : خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
المشركون غدا في النار يلتهبوا والمؤمنون بدار الخلد سكانا
فتوهم نفسك إن كنت من السعداء وقد خرجت على الخلائق مسرور الوجه .. قد حل بك
الكمال والحسن والجمال .. كتابك بيمينك وقد أخذ الملك بضبعيك .. ينادي على رؤوس
الخلائق .. هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ..
أما إن كنت من أهل الشقاوة – والعياذ بالله – فيسود وجهك وتتخطى الخلائق ، كتابك في
شمالك أو من وراء ظهرك .. تنادي بالويل والثبور .. وملك آخذ بضبعيك ينادي على رؤوس
الخلائق .. ألا إن فلان بن فلان شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا ..
فيا خيبة من لم يؤيده الحكيم العليم !! ويا حسرة من لم يقبله الملك العظيم !!
ويا مصيبة من فاته النعيم المقيم !! يافضيحة من لم يستحي من مولاه في الخلوات !!
يا خيبة من ضيع عمره في البطالة وأنفق أيامه في ذكر سُعدى وليلى !!
أتبارز بالقبيح من عاملك بالجميل ؟ أتجاهر بالعصيان من غمرك بفضله الجزيل ؟
أرضيت ببيع حظك من الله بزيف شهواتك ؟
لكنه عز وجل قال وقوله الحق
(( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور )) ..
نامت عيون الآمنين عن الردى وعيونه من حرصه تتوقد
فاستأمنوا مكر الإله وإنه مكر يسل على الدوام ويغمد
حتى إذا هتف الهلاك تنبهت نفس الضعيف وهالها ما توعد
يا ويحهم إن الهوى يلهو بهم والموت في كنف الهوى يتوعد
إلهي .. كيف يناديك في الصلوات من يعصيك في الخلوات لولا حلمك ؟؟ أم كيف يدعوك في
الحاجات من ينساك عند الشهوات لولا فضلك ؟؟ وكيف يباع الباقي بالفاني
وإنما هي أيام قلائل ؟؟
يا من أمهل وما أهمل .. وستر حتى كأنه قد غفر .. أنت الغني وأنا الفقير .. وأنت القوي
وأنا الضعيف .. وأنت العزيز وأنا الحقير ..
اللهم انظر إلينا نظر الرضا وأثبتنا في ديوان المفلحين ..
إلهي .. لو أردت إهانتنا لم تهدنا ، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا ، فتمم اللهم نعمك علينا ولا
تسلبنا ما به أكرمتنا .. حتى تدخلنا الجنة آمنين .. اللهم آميــــن ..
منقـــــــول
وإننا والله مقبلون عليها جميعا .. شئنا أن نصدق هذا أم أبينا ..
سنبدأ الآن في تخيل هذا المشهد ..
توهم نفسك يا أخي .. إذ تطايرت الصحف ونصبت الموازين ، وقد نوديت باسمك على
رؤوس الخلائق ..
يا فلان بن فلان .. هلم للعرض على الله تعالى ..
وقد وُكلت الملائكة بأخذك .. فجاءت بك إلى الله لا يمنعها اشتباه الأسماء باسمك واسم أبيك إذ
عرفت أنك المراد بالدعاء ، فارتعدت فرائصك .. واضطربت جوارحك .. وتغير لونك ..
وطار قلبك .. تتخطى الصفوف للعرض على ربك والوقوف بين يديه .. وقد رفع الخلائق
إليك أبصارهم .. وقد اشتد رعبك لعلمك أين يراد بك ..
فتوهم نفسك وأنت بين يدي ربك .. وفي يدك صحيفة مخبرة بعملك .. لا تغادر بلية كتمتها ..
وأنت تقرأ ما فيها بلسان كليل وقلب منكسر .. والأهوال محدقة بك بين يديك ومن خلفك ..
(( إقرأ كتابك ، كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )) ..
أخي .. هل تخيلت يوما أنك ستقف أمام الله جل وعلا .. في صحيح مسلم عن عدي بن حاتم
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبين
الله ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أيسر منه فلا يرى إلا ما قدم ،
وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ))
وعن ابن مسعود قال : ما منكم من أحد إلا سيخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ، ثم
يقول : يا ابن آدم ، ما غرك بي ؟ يا ابن آدم ماذا عملت فيما علمت ؟ يا ابن آدم ماذا أجبت
المرسلين ؟ يا ابن آدم ألم أكن رقيبا على عينيك وأنت تنظر بهما إلى ما لا يحل لك ، ألم أكن
رقيبا على أذنيك ، وهكذا عن سائر الأعضاء .. فكيف ترى حياءك وخجلك وهو يعد عليك
إنعامه ومعاصيك ، وأياديه ومساويك ..
فكم من بلية كنت قد نسيتها .. وكم من سيئة كنت قد أخفيتها .. وكم من عمل ظننت أنه سلم
لك وخلص .. فرده عليك وأحبطه بعد أن كان أملك فيه عظيما .. في صحيح مسلم ، عن أبي
هريرة قال (( يجاء يوم القيامة بصحف مختومة فتنصب بين يدي الله عز وجل فيقول الله
تعالى : ألقوا هذا واقبلوا هذا ، فتقول الملائكة : وعزتك ما رأينا إلا خيرا ، فيقول الله عز
وجل – وهو أعلم - : إن هذا كان لغيري ، ولا أقبل من العمل إلا ما ابتغى به وجهي ))
فيا حسرة قلبك .. ويا أسفك على ما فرطت فيه من طاعة ربك ..
مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبانا
إقرأ كتابك يا عبدي على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا ؟
لما قرأت ولم تنكر قراءته إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل : خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا
المشركون غدا في النار يلتهبوا والمؤمنون بدار الخلد سكانا
فتوهم نفسك إن كنت من السعداء وقد خرجت على الخلائق مسرور الوجه .. قد حل بك
الكمال والحسن والجمال .. كتابك بيمينك وقد أخذ الملك بضبعيك .. ينادي على رؤوس
الخلائق .. هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا ..
أما إن كنت من أهل الشقاوة – والعياذ بالله – فيسود وجهك وتتخطى الخلائق ، كتابك في
شمالك أو من وراء ظهرك .. تنادي بالويل والثبور .. وملك آخذ بضبعيك ينادي على رؤوس
الخلائق .. ألا إن فلان بن فلان شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا ..
فيا خيبة من لم يؤيده الحكيم العليم !! ويا حسرة من لم يقبله الملك العظيم !!
ويا مصيبة من فاته النعيم المقيم !! يافضيحة من لم يستحي من مولاه في الخلوات !!
يا خيبة من ضيع عمره في البطالة وأنفق أيامه في ذكر سُعدى وليلى !!
أتبارز بالقبيح من عاملك بالجميل ؟ أتجاهر بالعصيان من غمرك بفضله الجزيل ؟
أرضيت ببيع حظك من الله بزيف شهواتك ؟
لكنه عز وجل قال وقوله الحق
(( هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور )) ..
نامت عيون الآمنين عن الردى وعيونه من حرصه تتوقد
فاستأمنوا مكر الإله وإنه مكر يسل على الدوام ويغمد
حتى إذا هتف الهلاك تنبهت نفس الضعيف وهالها ما توعد
يا ويحهم إن الهوى يلهو بهم والموت في كنف الهوى يتوعد
إلهي .. كيف يناديك في الصلوات من يعصيك في الخلوات لولا حلمك ؟؟ أم كيف يدعوك في
الحاجات من ينساك عند الشهوات لولا فضلك ؟؟ وكيف يباع الباقي بالفاني
وإنما هي أيام قلائل ؟؟
يا من أمهل وما أهمل .. وستر حتى كأنه قد غفر .. أنت الغني وأنا الفقير .. وأنت القوي
وأنا الضعيف .. وأنت العزيز وأنا الحقير ..
اللهم انظر إلينا نظر الرضا وأثبتنا في ديوان المفلحين ..
إلهي .. لو أردت إهانتنا لم تهدنا ، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا ، فتمم اللهم نعمك علينا ولا
تسلبنا ما به أكرمتنا .. حتى تدخلنا الجنة آمنين .. اللهم آميــــن ..
منقـــــــول