الحجاز
11-07-2007, 04:56 AM
وقد وردت أدلة متنوعة في ذم الغلو، فمن ذلك:
أ- ما جاء في النهي عن الغلو صراحة، كما في قوله تعالى: سورة المائدة الآية 77 ( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) وقال تعالى: سورة النساء الآية 171 (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ) وقال سبحانه: سورة هود الآية 112( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا).
ب- وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والغلو في الدين).
وقال أيضاً: ( هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ) فهذه نصوص صريحة في ذم الغلو.
ج- ومنها ما جاء في الحضِّ على التيسير، ورَفْعِ الحرج والعَنَتِ، والحثِّ على الرفق، وذم العنف- وفي هذا ذم للغلو والتنطع أيضاً- ومن ذلك قوله تعالى: سورة الحج الآية 78( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) وقوله تعالى: سورة البقرة الآية 185 (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وقوله تعالى: سورة النساء الآية 28 ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) فكل صور الغلو لا يريدها الله عز وجل، لأنها عُسر، وليست بيُسر ولا تخفيف.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( بُعِثْتُ بالحنيفية السمحة ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن هذا الدين يُسْر، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا..... )الحديث ، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف ) وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء؛ إلا زانه، ولا يُنْـزَع من شيء؛ إلا شانه ) وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من حُرم الرفق؛ حُرم الخير )وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيراً، أدخل عليهم الرفق ).
د- ومنها الأمر بالتوسط وعدم الإفراط أو التفريط : فأهل الإسلام وسط بين الملل، وأهل السنة وسط بين الفرق والنِّحل، قال تعالى: سورة البقرة الآية 143( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) فلا تُعْتَمد إلا شهادة العدل الوسط، وهذه صفة للأمة المسلمة، فمن غلا؛ شابه اليهود، ومن جفا؛ شابه النصارى، فنعوذ بالله من المغضوب عليهم ومن الضالين.
وقد نهى الله عز وجل عن الانحراف عن الجادة في كل شيء، حتى في الأكل والشرب، فقال سبحانه: سورة الأعراف الآية 31 (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ) وقال تعالى في شأن النفقة: سورة الفرقان الآية 67 (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) وقال سبحانه: سورة الإسراء الآية 29 (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) .
ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمي الجمرات بالكبير من الحجارة، وعدَّه غُلوّا، ولم يُرخِّص لعبد الله بن عَمرو في اشتغاله عن أهله بالعبادة، وحَثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عزم على الصيام أبداً، وكذا من عزم على تَرْك النوم، وتَرْك النكاح، على التوسط في الأمر، ثم قال لهم: ( من رغب عن سنتي؛ فليس مني )فلم يرخص في مجاوزة الحد حتى في العبادة والزهد، فكيف بمن يتجاوز الحد؛ فيستحل دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، أو يجر على الدعوة شراً؟!! وقد قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 208( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) وقال سبحانه: سورة البقرة الآية 63 (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ).
* الأمر الثاني: أن الغلو أو البغي في هذا الزمان: قد وقع من بعض المنتسبين للأديان كلها، كما وقع من اللادينيين أيضاً، فمحاولة ربط الغلو والبغي بالمنتسبين للإسلام فقط؛ محاولة ماكرة، ويدفعها الواقع العملي العالمي: فما يقع للمسلمين في فلسطين من تدمير وتخريب، وحرقٍ وتشريد، وإبادة وتهويد؛ أليس من العدوان والبغي في الأرض بغير الحق؟!!
وما جرى من الصِّرْب، ونصارى الفلبين، والوثنيين في الهند وغير ذلك ضد المسلمين؛ أليس من الجور والظلم، والتسلط على عباد الله؟!!
وضَرْب المدن والشعوب - قديماً وحديثاً- بالأسلحة الفتاكة والمدمرة الشاملة؛ أليس من الظلم المبين، والبغي الأليم؟!!
ومع أن ما يجري من بعض أفراد المسلمين، من تفجير وفساد - على نكارته وفُحْشِه، ونُشْهِد الله على إنكاره- إلا أن هذا الفساد ما جرى إلا من آحاد وطوائف قليلة في الأمة، شذَّت - بتأويلات خاطئة، وتعبئة فاسدة- عن سواء السبيل، وأما كبار العلماء ومن تبعهم من الدعاة وطلاب العلم- وهم المرجع الموثوق به عند الكثير من الأمة- وكذا جمهور المسلمين وعامتهم؛ فلا يرضون بهذا: إما لأنه اعتداء على حق مسلم معصوم الدم والمال والعرض، أو لأنه اعتداء على غير مسلم له عهد وأمان، أو لأنه اعتداء على غير مسلم ليس له أمان؛ إلا أنه لا يؤاخذ بجريرة غيره، أو لأن هذا الفساد لا ينكأ عدواً، ولا يقتل صيداً- وإن كان ضد محارب بعينه- إنما يجرّ على المسلمين الويلات والشرور التي لا طاقة لهم بها، فيشرع عندئذ الصبر واتخاذ الوسائل الشرعية، التي سيأتي ذكرها بمشيئة الله، والله تعالى أعلم.
أ- ما جاء في النهي عن الغلو صراحة، كما في قوله تعالى: سورة المائدة الآية 77 ( قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) وقال تعالى: سورة النساء الآية 171 (يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ) وقال سبحانه: سورة هود الآية 112( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا).
ب- وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والغلو في الدين).
وقال أيضاً: ( هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون ) فهذه نصوص صريحة في ذم الغلو.
ج- ومنها ما جاء في الحضِّ على التيسير، ورَفْعِ الحرج والعَنَتِ، والحثِّ على الرفق، وذم العنف- وفي هذا ذم للغلو والتنطع أيضاً- ومن ذلك قوله تعالى: سورة الحج الآية 78( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) وقوله تعالى: سورة البقرة الآية 185 (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) وقوله تعالى: سورة النساء الآية 28 ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ) فكل صور الغلو لا يريدها الله عز وجل، لأنها عُسر، وليست بيُسر ولا تخفيف.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( بُعِثْتُ بالحنيفية السمحة ).
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إن هذا الدين يُسْر، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا..... )الحديث ، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف ) وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء؛ إلا زانه، ولا يُنْـزَع من شيء؛ إلا شانه ) وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من حُرم الرفق؛ حُرم الخير )وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا أراد الله بأهل بيت خيراً، أدخل عليهم الرفق ).
د- ومنها الأمر بالتوسط وعدم الإفراط أو التفريط : فأهل الإسلام وسط بين الملل، وأهل السنة وسط بين الفرق والنِّحل، قال تعالى: سورة البقرة الآية 143( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) فلا تُعْتَمد إلا شهادة العدل الوسط، وهذه صفة للأمة المسلمة، فمن غلا؛ شابه اليهود، ومن جفا؛ شابه النصارى، فنعوذ بالله من المغضوب عليهم ومن الضالين.
وقد نهى الله عز وجل عن الانحراف عن الجادة في كل شيء، حتى في الأكل والشرب، فقال سبحانه: سورة الأعراف الآية 31 (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ) وقال تعالى في شأن النفقة: سورة الفرقان الآية 67 (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) وقال سبحانه: سورة الإسراء الآية 29 (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) .
ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمي الجمرات بالكبير من الحجارة، وعدَّه غُلوّا، ولم يُرخِّص لعبد الله بن عَمرو في اشتغاله عن أهله بالعبادة، وحَثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عزم على الصيام أبداً، وكذا من عزم على تَرْك النوم، وتَرْك النكاح، على التوسط في الأمر، ثم قال لهم: ( من رغب عن سنتي؛ فليس مني )فلم يرخص في مجاوزة الحد حتى في العبادة والزهد، فكيف بمن يتجاوز الحد؛ فيستحل دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، أو يجر على الدعوة شراً؟!! وقد قال الله تعالى: سورة البقرة الآية 208( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) وقال سبحانه: سورة البقرة الآية 63 (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ).
* الأمر الثاني: أن الغلو أو البغي في هذا الزمان: قد وقع من بعض المنتسبين للأديان كلها، كما وقع من اللادينيين أيضاً، فمحاولة ربط الغلو والبغي بالمنتسبين للإسلام فقط؛ محاولة ماكرة، ويدفعها الواقع العملي العالمي: فما يقع للمسلمين في فلسطين من تدمير وتخريب، وحرقٍ وتشريد، وإبادة وتهويد؛ أليس من العدوان والبغي في الأرض بغير الحق؟!!
وما جرى من الصِّرْب، ونصارى الفلبين، والوثنيين في الهند وغير ذلك ضد المسلمين؛ أليس من الجور والظلم، والتسلط على عباد الله؟!!
وضَرْب المدن والشعوب - قديماً وحديثاً- بالأسلحة الفتاكة والمدمرة الشاملة؛ أليس من الظلم المبين، والبغي الأليم؟!!
ومع أن ما يجري من بعض أفراد المسلمين، من تفجير وفساد - على نكارته وفُحْشِه، ونُشْهِد الله على إنكاره- إلا أن هذا الفساد ما جرى إلا من آحاد وطوائف قليلة في الأمة، شذَّت - بتأويلات خاطئة، وتعبئة فاسدة- عن سواء السبيل، وأما كبار العلماء ومن تبعهم من الدعاة وطلاب العلم- وهم المرجع الموثوق به عند الكثير من الأمة- وكذا جمهور المسلمين وعامتهم؛ فلا يرضون بهذا: إما لأنه اعتداء على حق مسلم معصوم الدم والمال والعرض، أو لأنه اعتداء على غير مسلم له عهد وأمان، أو لأنه اعتداء على غير مسلم ليس له أمان؛ إلا أنه لا يؤاخذ بجريرة غيره، أو لأن هذا الفساد لا ينكأ عدواً، ولا يقتل صيداً- وإن كان ضد محارب بعينه- إنما يجرّ على المسلمين الويلات والشرور التي لا طاقة لهم بها، فيشرع عندئذ الصبر واتخاذ الوسائل الشرعية، التي سيأتي ذكرها بمشيئة الله، والله تعالى أعلم.