مجرمـ الخفجي
09-09-2007, 09:51 PM
في زمان مضى وانقضى، كانت البداوة هي الحياة السائدة في جزيرة العرب، وكانت ثروة البدوي تقاس بعدد ما يمتلكه من الإبل، فهي المال والحلال لكل أبناء البادية، وكلما كثرت أعداد الإبل لدى أفراد القبيلة، ارتفعت مكانة هذه القبيلة وزادت هيبتها بين القبائل. ولا تنس أن أيام العرب، وهي المناخات والوقعات والغزوات التي قرأنا عنها في عصور الجاهلية وحصلت عند العرب الأواخر في حالة ضعف حكم الدولة، وكان من أسبابها الطمع وإثبات القوة وكسب الإبل من القبيلة المعادية، وبواسطة الإبل تدفع الديات وتحقن الدماء وتمهر النساء عند الزواج. والإبل هي التي تطلق وجه راعيها وتجعله جواداً كريماً بسبب ذبحه لها إكراماً للضيفان الذين يحلون في بيته.
ويختار البدوي أجمل الأسماء المحببة إلى قلبه ويسمى به ناقته النجيبة الأصيلة التي ينتقيها من بين إبل القطيع، وتفرق عن بقية نياقه بمواصفات جسمانية واضحة مثل الرشاقة والقوة والنشاط والجمال، وعندما يحين موسم ضرابها (زواجها) يجلب لها فحلاً أصيلاً نجيباً من قطيعه أو قطيع غيره لكي يضمن نجابة وأصالة مواليدها التي تتناسل منها، ومع مرور الزمن تكثر ذريتها التي تحمل اسمها، فإذا كان اسم الأم »علياء« فكل ناقة من ذريتها تحمل اسم »علياء« وكل جمل من ذريتها يحمل اسم »عليان«. وأهل البادية يهتمون ويفرحون بإكثار النياق (الإناث) لأنها هي التي تتوالد، وهي التي تدر الحليب، أما الجمال (الذكور) فيكفيهم منها القليل، وما زاد ذبحوه وأكلوه، وهذه عادة متبعة عند العرب الأوائل والأواخر، لها مبرراتها وأسبابها التي يعرفها البدو وليس هنا مجال شرحها.
والشيء المهم الذي يجب أن ننبه إليه هو: إن اسم الإبل الذي تطلقه هذه الأسرة أو العشيرة على إبلها ليس وقفاً عليها، وإنما قد تشاركها به أسر وعشائر أخرى. وباسم الناقة الأم التي يحمل اسمها كل أفراد القطيع، ينتخي كل أفراد الأسرة أو العشيرة في المعارك والغزوات.
ـ »عليَّا«: وهي ناقة الشعلان شيوخ الرُوَلَه من عنزة. ومن الناقة »العلياء« الأولى تناسلت قطعان إبلهم، فكل ناقة تحمل اسم »عليا« وكل جمل يحمل اسم »عليان«. والناقة العلياء ـ في اللغة ـ: المرتفعة الضحمة. والجمل عليان أي طويل جسيم.
يقول الشيخ الفارس خلف الأذن (خلف بن فارس بن زيد الشعلان) من قصيدة شعبية طويلة:
ربعي هل »العليا« طويلين الايمانْ
مثلْ الجمالْ اللي تقاصفُ هديرهْ
ويقول الفارس عرسان أبو جذله الشعلان:
»العليا« سمّ للمعاديْ لبنها
تحلبْ لهتَّاشْ الخلا والخطاطيرْ
هتّاش الخلا: ابن السبيل، المنقطع. الخطاطير: جمع خاطر وهو الضيف.
وفي أيام المعارك ينتخي كل رجل من الشعلان باسم ناقته »العليّا« ليزداد حماسة وشجاعة، يقول: »أنا راعي العليّا« أو »أنا خيّال العليّا« أي أنا الخيّال الفارس على فرسي أذود عن العليا وأمنع عنها كل عدو طامع. وينتخي بها عموم قبيلة الروله من عنزة. النّخوةُ ـ في اللغة ـ: العظمة والكِبْر والفخر. يقال: انتخى فلان علينا أي افتخر وتعظم. العِزوة ـ باللغة ـ: الانتساب والانتماء إلى الأب، أو إلى العشيرة، عزوته بني قومه الذين انتسب إليهم يقال اعتزى فلان وتعزى أي انتسب وانتمى إلى بني فلان، والاعتزاء: الادعاء والشعار في الحرب، كأن يقول: أنا فلان ابن فلان، أو فلان الفلاني.
وكل هذه الكلمات تستعمل بنفس معانيها المعجمية عند عرب اليوم في جزيرة العرب.
ـ »روده« أو »رُوَيْده«: هي ناقة الهيازع من الحبلان من عنزة. ويجمعونها على »رودات« أو »رويدات« وينتخي الرجل منهم بناقته قائلاً: »خيّال رويده هيزعي« أي أنا فارسها الهيزعي.
روْدة وتصغيرها رُوَيْدة ـ في اللغة ـ: البنت أو الناقة التي تمشي على مهل. تمشي رُويداً ورُؤدَة أو رَؤودَة ـ في اللغة ـ: هي الشابة الحسنة الثياب.
ـ »القروا«: وهي ناقة آل صُوَيْط شيوخ قبيلة الظفير، وجمعها عندهم »القرو«. وينتخي الرجل منهم وهو على فرسه في أيام المعارك والمناخات بناقته القروا، قائلاً: »وأنا راعي القروا صويطي« أو »أنا خيّال القروا صويطي«.
ناقة قَرْواء ـ في اللغة ـ: طويلة السنام، قال الراجز:
مَضْبُورَةٌ قَرْواءُ هِرجابٌ فُنُقْ
جمل أقْرَى ـ في اللغة ـ: طويلُ القَرا، وهو الظهر.
ـ »ريمه«: هي ناقة أمير الكويت الشيخ مبارك (ت1334هـ/1915م) بن صباح بن جابر الصباح قال الشاعر:
ريمه تربّع بالفلاة
ترعى ولا حوله خطر
ما دام أخو مريم ثبات
أيامها عز ومطر
وجمع ريمه: »ريمات« أي أن النياق ريمات هن من ذرية الأم الأولى ريمه. وبـ»ريمه« ينتخي الشيخ مبارك وذريته من بعده: »راعي ريمه صباحي« أو »خيّال ريمه صباحي«، خيّال بمعنى فارس على فرسه جاهز للدفاع عن ريمه، وريمه ترمز إلى مجموع الريمات. وريمة أو رئمة ـ باللغة ـ: الظبية الخالصة البياض، وهي تسكن الرمال. والشيء المهم الذي يجب أن ننبه إليه هو: أن النخوة الأولى الأساسية لأفراد أسرة آل صباح هي: »أخوان مريم« فكل رجل منهم ينتخي أو يعتزي بـ»أخو مريم«. وهذا الأمر ينطبق على كل الأسر والعشائر في جزيرة العرب فهي تنتخي بناقتها ولكن لها نخوة أولى مقدمة على نخوة الإبل ينتخون بها في الشدائد والملمات والمعارك الصعبة مثلاً ينتخون باسم أختهم أو باسم أمهم أو باسم جارتهم التي فقدت زوجها أو أخاها في إحدى معاركهم، ليشعروها بأنهم الخلف والعوض لها. والنخوة ـ في اللغة ـ: هي العظمة والكِبْرُ والفخْرُ. يقال: انتخى فلانُ أي افتخر وتعظّم. والعِزوة ـ في اللغة ـ: هي الانتساب والانتماء إلى الأب والعشيرة. يقال: اعتزى فلان أي انتسب وانتمى إلى أهله وعشيرته.
ـ »الشعلا«: وهي ناقة استمدت اسمها من لونها، ينتخي بها الكثير من عربان البوادي، مثلاً: هي نخوة الثويني شيوخ قبيلة القشعم وهي نخوة عشيرة البليحيه من العوازم. يقول الشاعر بداح بن غانم بن مديعج العازمي الملقب بـ»حليوان« من قصيدة طويلة:
بالكْ تهجْ الزملْ يا الجادلْ الغندورْ
خلّي الزملْ يا قفْ وازهمينا باسامينا
لعيناكْ يا »شعل« تلافتْ على المقهورْ
ذعرها الصياحْ وتلتفتْ في عزاوينا
ناقة شعلاء ـ في اللغة وكلام البدو ـ: هي الناقة ذات اللون الأحمر الفاتح، يختلط احمرارها ببياضها. والجمل أشعل، والجمع: شُعْل.
ـ »الحردا«: ناقة سميت بهذا الاسم نسبة إلى مرض »الحَرْد« الذي أصاب إحدى يديها. ولنجابتها وأصالتها فإن أصحابها ينتخون بها ويتفاخرون بالدفاع عنها وعن ذريتها. وعلى سبيل المثال نذكر: المحيا شيوخ الروقه من عتيبة ينتخون بناقتهم الحرداء: »خيّال الحردا ابن محيا« أو »خيّال الحردا روقي«. والذرعان من الظفير ينتخون بالحرداء: »خيّال الحردا ذراعي« أو »خيّال الحردا عريمي« والناقة الحرداء التي ينتخي بها رجال عشيرة الذرعان هي ناقة جارهم وقصتها كالآتي: في أيام الاضطرابات والغزوات بين القبائل عبر الذرعان مع قطعان إبلهم جبل العرمة الشهير في نجد، وتخلفت عن العبور ناقة جارهم الحرداء، فرجع إليها جمع من رجال الذرعان لضمان سلامتها من الأعداء، وعبروها جبل العرمة وهم ينتخون بها قائلون: »خيّال الحردا عريمي« فصارت منذ ذلك الزمان نخوة لهم.
الحَرْدُ ـ باللغة ـ وفي كلام البدو: داء يصيب يد البعير فتسترخي، فلايزال يخفق بها أبداً حتى كأنه ينفضها إذا مشى. يقال: جمل أحْرَدُ وناقة حرْداءُ.
ـ »الشُّرف« والواحدة »شرفا«: إبل نجيبة يملكها الدوشان شيوخ قبيلة مطير، وهي إبل سود »مجاهيم« أشهر من نار على علم عند قبائل العرب.
كتب عنها الدكتور فؤاد جميل والمؤرخ المحامي عباس العزاوي والمعتمد البريطاني بالكويت ديكسون وكاتب هذه السطور (أحمد بن محارب الظفيري) في كتابه: »الخيل عند العرب عز وكبرياء«. وينتخي رجال هذه الأسرة الكريمة بهذه الإبل النجيبة. وعندما مات شيخ قبيلة مطير الفارس الشهير الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش في العام 1267هـ/1850م في الدهناء رثاه الشاعر المعروف فجحان الفراوي بقصيدة راقية نقتطف منها هذين البيتين:
ماتْ الدويشْ وماتْ له عن بضايعْ
شعاعْ والصُمّان وكروش و»الشُّرْف«
وعيال علوا فوق قبّ صنايع
خيل تلاقي روس الأذيالْ للعرْف
شُعاع: زوجة الشيخ الحميدي بن فيصل الدويش. الصمان: أرض واسعة في نجد، لم يتغير اسمها منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، وتقول العرب: »إذا ربعت الصُمان ربّع العرب« وهي من منازل قبيلة مطير. كروش: فرس الشيخ الحميدي الدويش، وهي من نوع الكحيلات.
ولو رجعنا إلى معاجم لغة العرب وفتشنا عن النياق الشرف، لوجدنا الآتي:
الناقة الشّرفاء: هي الناقة الهمّة الجسيمة السوداء. والجمع شرْف، وأنشد الليث:
نجاة من الهُوج المراسيل همّة
كُمَيْت عليها كبْرة، فهي »شارفُ«
وفي حديث علي وحمزة، عليهما السلام:
ألا يا حمْزَ للشّرفِ النَّواء
فهُنَّ معَقَّلاتٌ بالغِناء
ويذكر غلوب باشا في كتابه »حرب في الصحراء« ترجمة عطية الظفيري، في الصفحة 334: الشرف قطيع شهير من الإبل أسود اللون، تملكها عائلة الدويش وقد توارثتها لأجيال متعاقبة وفي أيام المعارك كانت »الشرف« تستخدم كنقطة تجمع لمطير، الذين كانوا يتفاخرون بالذود عنها أمام الأعداء.
ـ »البويضا«: اسم يطلقه البدوي على ناقته الجميلة ذات اللون الأبيض، وهو اسم شائع وذائع عند الكثير من عربان البوادي وهو تصغير بيضاء. وينتخي بالناقة البويضاء ـ مصغر بيضاء ـ الكثير من الفرسان وشيوخ القبائل وعدد كبير من الحمايل (الأسر) المعروفة في جزيرة العرب.
ونذكر لكم قصة الضابط الإنجليزي كلوب باشا وبويضاه: كلوب باشا الملقب عند البدو (أبو حنيك) لإصابة حنكه بطلقة في الحرب العالمية الأولى سببت ميلانه قليلاً، واسمه هو جون باكوت كلوب John Bagot Glubb (ت1986م) جاء هذا الرجل إلى العراق في سنة 1920م وبعد تتويج فيصل بن الحسين ملكاً على العراق عينته حكومة العراق مسؤولاً على قوة الهجانة وشؤون البادية، وعاش فترة من حياته مع بادية الظفير، وأهداه شيخ الظفير حمود بن نايف ابن صُوَيط ناقة بيضاء جميلة تناسلت عنده وكثرت ذريتها وصار هذا الضابط الإنجليزي ينتخي بها: »خيّال البويضا كلوب باشا« و»خيال البويضا أبو حنيك«. وبعد معركة السبلة الشهيرة أي في سنة 1903م انتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية بطلب من حكومتها، وشكل قوة الهجانة الأردنية ثم فيما بعد عمل على تكوين الجيش العربي الأردني وعينه الملك عبدالله بن الحسين رئيساً لأركان هذا الجيش.
وذكر الأستاذ سلطان طريخم المذهن السرحاني في كتابه »وادي السرحان« في الصفحة 63 هذه الأبيات من قصيدة شعبية طويلة للشاعر فارس بن محمد القويماني السرحاني يمدح فيها القائد الإنجليزي كلوب باشا ويطلب منه تسجيله في الجيش العربي الأردني، يقول:
راعيْ »البويضا« يا كلوبي
أبغي أعلمك بمطلوبي
أبغي زبونك والثوبي
والتاج والبندقية
قصيدة ما لها أثماني
قصّادها القويماني
كز للصاحب عنيّة
أنشد الشاعر ذو الرُمّة غيلان بن عقبه بن نهيس العدوي المضري (ت117هـ/735م) واصفاً ناقته:
»بيْضاء« لا تنْحاش منّا، وأمّها
إذا ما رأتنا زِيلَ منّا زَويلُها
ـ »ذروات« والواحده »ذروه«: نياق الأمير محمد (ت 1315هـ/1897م) بن عبدالله بن علي بن رشيد. وقد ردد الكثير من مادحيه اسم نياقه ذروات في الكثير من أشعارهم. يقول الشاعر الرويلي واصفاً ذروات:
ليا روحتْ »ذرواتْ« مثل الدواليبْ
في ليلةٍ يسري ولا ينسري بَهْ
ويقول الشاعر سعدون المعنّى الظفيري:
إن درهمتْ »ذرواتْ« والصبح حمّرْ
دمّامها يشدى ضبيحْ الذيابهْ
الذّروَة ـ باللغة ـ: أعلى سنامِ البعير، وذروة كل شيء: أعلاه، والجمع ذُرى وذُروات.
< »الحَيْزا« اسم يطلق على ناقة مخصوصة ذات مواصفات متميزة عن غيرها. وينتخي بها صاحبها قائلا: »أنا راعي الحيزا« أو »أنا خيّال الحيزا«. والاسم شائع وذائع عند عربان جزيرة العرب.
ولو رجعنا إلى معاجم لغة العرب لوجدنا: الناقة الحيزاء والحوزاء: هي الناقة التي تمشي على مهل، وسيرها مذخور لم تبتذله. وقال الأعشى يصف إبلا حوزية:
»حوزية« طويت على زفراتها
طي القناطر قد نزلن نزولا
< »الحرْشا«: من أسماء النياق الشائعة عند البادية والحاضرة في جزيرة العرب. وعلى سبيل المثال نذكر أن الشيخ الشهيد فهد الأحمد الصباح ـ رحمة الله عليه ـ كان ينتخي بناقته الحرْشاء: »راعي الحرْشا«.
الناقة الحرشاء ـ في اللغة ـ وفي كلام البدو الحاليين: هي الناقة التي في جلدها خشونة. والجمل أحرش أي به حرش (خشونة): ويقال للإبل عموما: »حرْش العراقيب« لخشونة عراقيبها.
< »الكحيله« وجمعها »الكحيلات«: اسم يطلق على النوق النجيبة، أخـذت اسمها من أمها الأولى التي تناسلت منها. فالناقه اسمها كحيله والجمل اسمه كحيلان، والاسم ليس حكرا على قبيلة معينة وإنما تجده عند القبائل الأخرى مثلا عند العريف من الظفير.
:101:
ويختار البدوي أجمل الأسماء المحببة إلى قلبه ويسمى به ناقته النجيبة الأصيلة التي ينتقيها من بين إبل القطيع، وتفرق عن بقية نياقه بمواصفات جسمانية واضحة مثل الرشاقة والقوة والنشاط والجمال، وعندما يحين موسم ضرابها (زواجها) يجلب لها فحلاً أصيلاً نجيباً من قطيعه أو قطيع غيره لكي يضمن نجابة وأصالة مواليدها التي تتناسل منها، ومع مرور الزمن تكثر ذريتها التي تحمل اسمها، فإذا كان اسم الأم »علياء« فكل ناقة من ذريتها تحمل اسم »علياء« وكل جمل من ذريتها يحمل اسم »عليان«. وأهل البادية يهتمون ويفرحون بإكثار النياق (الإناث) لأنها هي التي تتوالد، وهي التي تدر الحليب، أما الجمال (الذكور) فيكفيهم منها القليل، وما زاد ذبحوه وأكلوه، وهذه عادة متبعة عند العرب الأوائل والأواخر، لها مبرراتها وأسبابها التي يعرفها البدو وليس هنا مجال شرحها.
والشيء المهم الذي يجب أن ننبه إليه هو: إن اسم الإبل الذي تطلقه هذه الأسرة أو العشيرة على إبلها ليس وقفاً عليها، وإنما قد تشاركها به أسر وعشائر أخرى. وباسم الناقة الأم التي يحمل اسمها كل أفراد القطيع، ينتخي كل أفراد الأسرة أو العشيرة في المعارك والغزوات.
ـ »عليَّا«: وهي ناقة الشعلان شيوخ الرُوَلَه من عنزة. ومن الناقة »العلياء« الأولى تناسلت قطعان إبلهم، فكل ناقة تحمل اسم »عليا« وكل جمل يحمل اسم »عليان«. والناقة العلياء ـ في اللغة ـ: المرتفعة الضحمة. والجمل عليان أي طويل جسيم.
يقول الشيخ الفارس خلف الأذن (خلف بن فارس بن زيد الشعلان) من قصيدة شعبية طويلة:
ربعي هل »العليا« طويلين الايمانْ
مثلْ الجمالْ اللي تقاصفُ هديرهْ
ويقول الفارس عرسان أبو جذله الشعلان:
»العليا« سمّ للمعاديْ لبنها
تحلبْ لهتَّاشْ الخلا والخطاطيرْ
هتّاش الخلا: ابن السبيل، المنقطع. الخطاطير: جمع خاطر وهو الضيف.
وفي أيام المعارك ينتخي كل رجل من الشعلان باسم ناقته »العليّا« ليزداد حماسة وشجاعة، يقول: »أنا راعي العليّا« أو »أنا خيّال العليّا« أي أنا الخيّال الفارس على فرسي أذود عن العليا وأمنع عنها كل عدو طامع. وينتخي بها عموم قبيلة الروله من عنزة. النّخوةُ ـ في اللغة ـ: العظمة والكِبْر والفخر. يقال: انتخى فلان علينا أي افتخر وتعظم. العِزوة ـ باللغة ـ: الانتساب والانتماء إلى الأب، أو إلى العشيرة، عزوته بني قومه الذين انتسب إليهم يقال اعتزى فلان وتعزى أي انتسب وانتمى إلى بني فلان، والاعتزاء: الادعاء والشعار في الحرب، كأن يقول: أنا فلان ابن فلان، أو فلان الفلاني.
وكل هذه الكلمات تستعمل بنفس معانيها المعجمية عند عرب اليوم في جزيرة العرب.
ـ »روده« أو »رُوَيْده«: هي ناقة الهيازع من الحبلان من عنزة. ويجمعونها على »رودات« أو »رويدات« وينتخي الرجل منهم بناقته قائلاً: »خيّال رويده هيزعي« أي أنا فارسها الهيزعي.
روْدة وتصغيرها رُوَيْدة ـ في اللغة ـ: البنت أو الناقة التي تمشي على مهل. تمشي رُويداً ورُؤدَة أو رَؤودَة ـ في اللغة ـ: هي الشابة الحسنة الثياب.
ـ »القروا«: وهي ناقة آل صُوَيْط شيوخ قبيلة الظفير، وجمعها عندهم »القرو«. وينتخي الرجل منهم وهو على فرسه في أيام المعارك والمناخات بناقته القروا، قائلاً: »وأنا راعي القروا صويطي« أو »أنا خيّال القروا صويطي«.
ناقة قَرْواء ـ في اللغة ـ: طويلة السنام، قال الراجز:
مَضْبُورَةٌ قَرْواءُ هِرجابٌ فُنُقْ
جمل أقْرَى ـ في اللغة ـ: طويلُ القَرا، وهو الظهر.
ـ »ريمه«: هي ناقة أمير الكويت الشيخ مبارك (ت1334هـ/1915م) بن صباح بن جابر الصباح قال الشاعر:
ريمه تربّع بالفلاة
ترعى ولا حوله خطر
ما دام أخو مريم ثبات
أيامها عز ومطر
وجمع ريمه: »ريمات« أي أن النياق ريمات هن من ذرية الأم الأولى ريمه. وبـ»ريمه« ينتخي الشيخ مبارك وذريته من بعده: »راعي ريمه صباحي« أو »خيّال ريمه صباحي«، خيّال بمعنى فارس على فرسه جاهز للدفاع عن ريمه، وريمه ترمز إلى مجموع الريمات. وريمة أو رئمة ـ باللغة ـ: الظبية الخالصة البياض، وهي تسكن الرمال. والشيء المهم الذي يجب أن ننبه إليه هو: أن النخوة الأولى الأساسية لأفراد أسرة آل صباح هي: »أخوان مريم« فكل رجل منهم ينتخي أو يعتزي بـ»أخو مريم«. وهذا الأمر ينطبق على كل الأسر والعشائر في جزيرة العرب فهي تنتخي بناقتها ولكن لها نخوة أولى مقدمة على نخوة الإبل ينتخون بها في الشدائد والملمات والمعارك الصعبة مثلاً ينتخون باسم أختهم أو باسم أمهم أو باسم جارتهم التي فقدت زوجها أو أخاها في إحدى معاركهم، ليشعروها بأنهم الخلف والعوض لها. والنخوة ـ في اللغة ـ: هي العظمة والكِبْرُ والفخْرُ. يقال: انتخى فلانُ أي افتخر وتعظّم. والعِزوة ـ في اللغة ـ: هي الانتساب والانتماء إلى الأب والعشيرة. يقال: اعتزى فلان أي انتسب وانتمى إلى أهله وعشيرته.
ـ »الشعلا«: وهي ناقة استمدت اسمها من لونها، ينتخي بها الكثير من عربان البوادي، مثلاً: هي نخوة الثويني شيوخ قبيلة القشعم وهي نخوة عشيرة البليحيه من العوازم. يقول الشاعر بداح بن غانم بن مديعج العازمي الملقب بـ»حليوان« من قصيدة طويلة:
بالكْ تهجْ الزملْ يا الجادلْ الغندورْ
خلّي الزملْ يا قفْ وازهمينا باسامينا
لعيناكْ يا »شعل« تلافتْ على المقهورْ
ذعرها الصياحْ وتلتفتْ في عزاوينا
ناقة شعلاء ـ في اللغة وكلام البدو ـ: هي الناقة ذات اللون الأحمر الفاتح، يختلط احمرارها ببياضها. والجمل أشعل، والجمع: شُعْل.
ـ »الحردا«: ناقة سميت بهذا الاسم نسبة إلى مرض »الحَرْد« الذي أصاب إحدى يديها. ولنجابتها وأصالتها فإن أصحابها ينتخون بها ويتفاخرون بالدفاع عنها وعن ذريتها. وعلى سبيل المثال نذكر: المحيا شيوخ الروقه من عتيبة ينتخون بناقتهم الحرداء: »خيّال الحردا ابن محيا« أو »خيّال الحردا روقي«. والذرعان من الظفير ينتخون بالحرداء: »خيّال الحردا ذراعي« أو »خيّال الحردا عريمي« والناقة الحرداء التي ينتخي بها رجال عشيرة الذرعان هي ناقة جارهم وقصتها كالآتي: في أيام الاضطرابات والغزوات بين القبائل عبر الذرعان مع قطعان إبلهم جبل العرمة الشهير في نجد، وتخلفت عن العبور ناقة جارهم الحرداء، فرجع إليها جمع من رجال الذرعان لضمان سلامتها من الأعداء، وعبروها جبل العرمة وهم ينتخون بها قائلون: »خيّال الحردا عريمي« فصارت منذ ذلك الزمان نخوة لهم.
الحَرْدُ ـ باللغة ـ وفي كلام البدو: داء يصيب يد البعير فتسترخي، فلايزال يخفق بها أبداً حتى كأنه ينفضها إذا مشى. يقال: جمل أحْرَدُ وناقة حرْداءُ.
ـ »الشُّرف« والواحدة »شرفا«: إبل نجيبة يملكها الدوشان شيوخ قبيلة مطير، وهي إبل سود »مجاهيم« أشهر من نار على علم عند قبائل العرب.
كتب عنها الدكتور فؤاد جميل والمؤرخ المحامي عباس العزاوي والمعتمد البريطاني بالكويت ديكسون وكاتب هذه السطور (أحمد بن محارب الظفيري) في كتابه: »الخيل عند العرب عز وكبرياء«. وينتخي رجال هذه الأسرة الكريمة بهذه الإبل النجيبة. وعندما مات شيخ قبيلة مطير الفارس الشهير الحميدي بن فيصل بن وطبان الدويش في العام 1267هـ/1850م في الدهناء رثاه الشاعر المعروف فجحان الفراوي بقصيدة راقية نقتطف منها هذين البيتين:
ماتْ الدويشْ وماتْ له عن بضايعْ
شعاعْ والصُمّان وكروش و»الشُّرْف«
وعيال علوا فوق قبّ صنايع
خيل تلاقي روس الأذيالْ للعرْف
شُعاع: زوجة الشيخ الحميدي بن فيصل الدويش. الصمان: أرض واسعة في نجد، لم يتغير اسمها منذ العصر الجاهلي إلى اليوم، وتقول العرب: »إذا ربعت الصُمان ربّع العرب« وهي من منازل قبيلة مطير. كروش: فرس الشيخ الحميدي الدويش، وهي من نوع الكحيلات.
ولو رجعنا إلى معاجم لغة العرب وفتشنا عن النياق الشرف، لوجدنا الآتي:
الناقة الشّرفاء: هي الناقة الهمّة الجسيمة السوداء. والجمع شرْف، وأنشد الليث:
نجاة من الهُوج المراسيل همّة
كُمَيْت عليها كبْرة، فهي »شارفُ«
وفي حديث علي وحمزة، عليهما السلام:
ألا يا حمْزَ للشّرفِ النَّواء
فهُنَّ معَقَّلاتٌ بالغِناء
ويذكر غلوب باشا في كتابه »حرب في الصحراء« ترجمة عطية الظفيري، في الصفحة 334: الشرف قطيع شهير من الإبل أسود اللون، تملكها عائلة الدويش وقد توارثتها لأجيال متعاقبة وفي أيام المعارك كانت »الشرف« تستخدم كنقطة تجمع لمطير، الذين كانوا يتفاخرون بالذود عنها أمام الأعداء.
ـ »البويضا«: اسم يطلقه البدوي على ناقته الجميلة ذات اللون الأبيض، وهو اسم شائع وذائع عند الكثير من عربان البوادي وهو تصغير بيضاء. وينتخي بالناقة البويضاء ـ مصغر بيضاء ـ الكثير من الفرسان وشيوخ القبائل وعدد كبير من الحمايل (الأسر) المعروفة في جزيرة العرب.
ونذكر لكم قصة الضابط الإنجليزي كلوب باشا وبويضاه: كلوب باشا الملقب عند البدو (أبو حنيك) لإصابة حنكه بطلقة في الحرب العالمية الأولى سببت ميلانه قليلاً، واسمه هو جون باكوت كلوب John Bagot Glubb (ت1986م) جاء هذا الرجل إلى العراق في سنة 1920م وبعد تتويج فيصل بن الحسين ملكاً على العراق عينته حكومة العراق مسؤولاً على قوة الهجانة وشؤون البادية، وعاش فترة من حياته مع بادية الظفير، وأهداه شيخ الظفير حمود بن نايف ابن صُوَيط ناقة بيضاء جميلة تناسلت عنده وكثرت ذريتها وصار هذا الضابط الإنجليزي ينتخي بها: »خيّال البويضا كلوب باشا« و»خيال البويضا أبو حنيك«. وبعد معركة السبلة الشهيرة أي في سنة 1903م انتقل إلى المملكة الأردنية الهاشمية بطلب من حكومتها، وشكل قوة الهجانة الأردنية ثم فيما بعد عمل على تكوين الجيش العربي الأردني وعينه الملك عبدالله بن الحسين رئيساً لأركان هذا الجيش.
وذكر الأستاذ سلطان طريخم المذهن السرحاني في كتابه »وادي السرحان« في الصفحة 63 هذه الأبيات من قصيدة شعبية طويلة للشاعر فارس بن محمد القويماني السرحاني يمدح فيها القائد الإنجليزي كلوب باشا ويطلب منه تسجيله في الجيش العربي الأردني، يقول:
راعيْ »البويضا« يا كلوبي
أبغي أعلمك بمطلوبي
أبغي زبونك والثوبي
والتاج والبندقية
قصيدة ما لها أثماني
قصّادها القويماني
كز للصاحب عنيّة
أنشد الشاعر ذو الرُمّة غيلان بن عقبه بن نهيس العدوي المضري (ت117هـ/735م) واصفاً ناقته:
»بيْضاء« لا تنْحاش منّا، وأمّها
إذا ما رأتنا زِيلَ منّا زَويلُها
ـ »ذروات« والواحده »ذروه«: نياق الأمير محمد (ت 1315هـ/1897م) بن عبدالله بن علي بن رشيد. وقد ردد الكثير من مادحيه اسم نياقه ذروات في الكثير من أشعارهم. يقول الشاعر الرويلي واصفاً ذروات:
ليا روحتْ »ذرواتْ« مثل الدواليبْ
في ليلةٍ يسري ولا ينسري بَهْ
ويقول الشاعر سعدون المعنّى الظفيري:
إن درهمتْ »ذرواتْ« والصبح حمّرْ
دمّامها يشدى ضبيحْ الذيابهْ
الذّروَة ـ باللغة ـ: أعلى سنامِ البعير، وذروة كل شيء: أعلاه، والجمع ذُرى وذُروات.
< »الحَيْزا« اسم يطلق على ناقة مخصوصة ذات مواصفات متميزة عن غيرها. وينتخي بها صاحبها قائلا: »أنا راعي الحيزا« أو »أنا خيّال الحيزا«. والاسم شائع وذائع عند عربان جزيرة العرب.
ولو رجعنا إلى معاجم لغة العرب لوجدنا: الناقة الحيزاء والحوزاء: هي الناقة التي تمشي على مهل، وسيرها مذخور لم تبتذله. وقال الأعشى يصف إبلا حوزية:
»حوزية« طويت على زفراتها
طي القناطر قد نزلن نزولا
< »الحرْشا«: من أسماء النياق الشائعة عند البادية والحاضرة في جزيرة العرب. وعلى سبيل المثال نذكر أن الشيخ الشهيد فهد الأحمد الصباح ـ رحمة الله عليه ـ كان ينتخي بناقته الحرْشاء: »راعي الحرْشا«.
الناقة الحرشاء ـ في اللغة ـ وفي كلام البدو الحاليين: هي الناقة التي في جلدها خشونة. والجمل أحرش أي به حرش (خشونة): ويقال للإبل عموما: »حرْش العراقيب« لخشونة عراقيبها.
< »الكحيله« وجمعها »الكحيلات«: اسم يطلق على النوق النجيبة، أخـذت اسمها من أمها الأولى التي تناسلت منها. فالناقه اسمها كحيله والجمل اسمه كحيلان، والاسم ليس حكرا على قبيلة معينة وإنما تجده عند القبائل الأخرى مثلا عند العريف من الظفير.
:101: