أبومحمد
29-09-2007, 11:30 PM
العنوان لهذا لا أستطيع أن أترحم على أبي
المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية
التاريخ 17/09/1428هـ
السؤال
ابتلاني الله بوالد ظالم باطش يستلذ ويستمتع باستعبادنا، وبالذات أنا لأني أكبر إخواني في السن، فمنذ نعومة أظافري وأنا أتلقى الشتم والسب والإهانة والضرب أحيانا، حتى من أسباب سخيفة، ومع ذلك كنت أعتقد أن هذه هي طريقته الخاصة في التربية، وأنه ينوى أن نتربى تربية حسنة، ولم أكن أعتقد أن هذا نوع من المتعة التي يأنس بها، بل كنت أضعه موضع القدوة الصالحة لي. كما أن هناك شيئاً أبشع من ذلك، حيث قام بالاحتيال على أحد الأشخاص وأخذ كل أمواله، بعد أن خدعه بأنه ينوي عمل شركة بينهما، مما أدى إلى تدمير أسرة هذا الشخص، وقد أخبرني هذا المظلوم بما فعله أبي معه، وطلب مني أن أرد له ما أخذه أبي، ولكني أخبرته أنني لا أملك شيئاً، فخشيت أن يدعو علي.
لقد انهارت القدوة التي كنت أعتز بها، فأصبحت أنا الذي أهين أبي وأذله والعياذ بالله، وكان هو راض بذلك، وقد أصبت بوسواس قهري يشعل النار في قلبي كلما خلوت لوحدي، وكلما سرت في الشارع لوحدي لا ينفك عني إلا بالاستماع الطويل للقرآن. وبعد أيام من ذلك توفي والدي، وبعد وفاته لازالت تلك الأفكار الحاقدة تتردد علي من حين لآخر، وأنا أريد أن أسامح من أساء إلي، وأعفو وأترحم على أبي، لكن الوسواس يجعلني ألعنه وأسبه وأتمنى قتله بيدي لكن لا أستطيع، وأنا أعيش في جحيم منذ تلك اللحظة، فهل هذا بسبب دعوة ذاك الرجل المظلوم الذي لازالت كلماته تتردد في أذني حتى الآن؟ هل أنا مخطئ فيما فعلت؟ وماذا أصنع؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1- أسأل الله الكريم برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحم حالك، وأن يفرج كربتك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة.
2- أخي الكريم: لا شك أن والدك –رحمه الله- أخطأ كثيراً في حقكم أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسامحه.
3- سألتني: هل أنا مخطئ فيما فعلت؟ وماذا أصنع؟
وأقول: خيرك كثير، وصوابك كثير، ولكن أنبهك إلى بعض الأخطاء في موقفك من والدك –رحمه الله-.
فأنت قلت "فأصبحت أهينه وأذله"، وقلت "الحقد الدفين على والدي"، وقلت: "ألعنه وأسبه وأتمنى قتله بيدي".
وهذا كله خطأ –وأنت تعرف ذلك وتعترف به- فمقام الوالد في الشريعة عظيم وإن أخطأ، فهو سبب وجودك في الدنيا، وأما أخطاؤه في حقك فأرجو أن يعوضك الله مكانها رفعة في الدنيا، وأجراً عظيماً في الآخرة.
فالواجب أن تستغفر الله تعالى مما فعلته يداك، وقاله لسانك، وانطوى عليه قلبك. وأخطاؤك في حق الوالد قد تفعلها بمحض إرادتك، فهذه محرمة، والواجب عليك التوبة منها، وأما ما يصدر منك في حال وجود مرض وأزمة عصبية دون إرادة منك، ثم إذا أفقت وذهب عنك المرض كرهت ذلك فأمره أهون، لكنه سوء كله.
4- أذكرك أخي الحبيب بالعفو، فإن جزاءه عظيم، وثوابه جزيل، قال ربنا تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله". وتذكر أن الله عفو يحب العفو رغم أن العباد أساؤوا في حق الله تعالى: "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم".
وتذكر أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان عفواً يحب العفو والرحمة "بالمؤمنين رؤوف رحيم". رغم أن الناس حاربوه، وأرادوا طرده، وسعوا في قتله، وآذوه في نفسه، وكانوا سببًا في خروجه من بلده، وضربوه وأدموا قدميه وشجوا وجهه. وإذا عفوت عن والدك وأقربائك ذهب ما في صدرك –إن شاء الله- ونلت أجراً عظيماً.
5- أما الوسواس الذي أصابك فأسأل الله أن يشفيك منه، وأوصيك بمواصلة الرقية بالقرآن العظيم والأذكار النبوية والعلاج عند الأطباء إن كان عندهم علاج لذلك.
وأسأل الله بقدرته العظيمة أن يشفيك من كل ما بك، وأن يرفع عنك البلاء، وأن يعظم أجرك ويغفر وزرك.
المصدر اضغط هنا
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=129405
المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية
التاريخ 17/09/1428هـ
السؤال
ابتلاني الله بوالد ظالم باطش يستلذ ويستمتع باستعبادنا، وبالذات أنا لأني أكبر إخواني في السن، فمنذ نعومة أظافري وأنا أتلقى الشتم والسب والإهانة والضرب أحيانا، حتى من أسباب سخيفة، ومع ذلك كنت أعتقد أن هذه هي طريقته الخاصة في التربية، وأنه ينوى أن نتربى تربية حسنة، ولم أكن أعتقد أن هذا نوع من المتعة التي يأنس بها، بل كنت أضعه موضع القدوة الصالحة لي. كما أن هناك شيئاً أبشع من ذلك، حيث قام بالاحتيال على أحد الأشخاص وأخذ كل أمواله، بعد أن خدعه بأنه ينوي عمل شركة بينهما، مما أدى إلى تدمير أسرة هذا الشخص، وقد أخبرني هذا المظلوم بما فعله أبي معه، وطلب مني أن أرد له ما أخذه أبي، ولكني أخبرته أنني لا أملك شيئاً، فخشيت أن يدعو علي.
لقد انهارت القدوة التي كنت أعتز بها، فأصبحت أنا الذي أهين أبي وأذله والعياذ بالله، وكان هو راض بذلك، وقد أصبت بوسواس قهري يشعل النار في قلبي كلما خلوت لوحدي، وكلما سرت في الشارع لوحدي لا ينفك عني إلا بالاستماع الطويل للقرآن. وبعد أيام من ذلك توفي والدي، وبعد وفاته لازالت تلك الأفكار الحاقدة تتردد علي من حين لآخر، وأنا أريد أن أسامح من أساء إلي، وأعفو وأترحم على أبي، لكن الوسواس يجعلني ألعنه وأسبه وأتمنى قتله بيدي لكن لا أستطيع، وأنا أعيش في جحيم منذ تلك اللحظة، فهل هذا بسبب دعوة ذاك الرجل المظلوم الذي لازالت كلماته تتردد في أذني حتى الآن؟ هل أنا مخطئ فيما فعلت؟ وماذا أصنع؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
1- أسأل الله الكريم برحمته التي وسعت كل شيء أن يرحم حالك، وأن يفرج كربتك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة.
2- أخي الكريم: لا شك أن والدك –رحمه الله- أخطأ كثيراً في حقكم أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسامحه.
3- سألتني: هل أنا مخطئ فيما فعلت؟ وماذا أصنع؟
وأقول: خيرك كثير، وصوابك كثير، ولكن أنبهك إلى بعض الأخطاء في موقفك من والدك –رحمه الله-.
فأنت قلت "فأصبحت أهينه وأذله"، وقلت "الحقد الدفين على والدي"، وقلت: "ألعنه وأسبه وأتمنى قتله بيدي".
وهذا كله خطأ –وأنت تعرف ذلك وتعترف به- فمقام الوالد في الشريعة عظيم وإن أخطأ، فهو سبب وجودك في الدنيا، وأما أخطاؤه في حقك فأرجو أن يعوضك الله مكانها رفعة في الدنيا، وأجراً عظيماً في الآخرة.
فالواجب أن تستغفر الله تعالى مما فعلته يداك، وقاله لسانك، وانطوى عليه قلبك. وأخطاؤك في حق الوالد قد تفعلها بمحض إرادتك، فهذه محرمة، والواجب عليك التوبة منها، وأما ما يصدر منك في حال وجود مرض وأزمة عصبية دون إرادة منك، ثم إذا أفقت وذهب عنك المرض كرهت ذلك فأمره أهون، لكنه سوء كله.
4- أذكرك أخي الحبيب بالعفو، فإن جزاءه عظيم، وثوابه جزيل، قال ربنا تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله". وتذكر أن الله عفو يحب العفو رغم أن العباد أساؤوا في حق الله تعالى: "وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم".
وتذكر أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان عفواً يحب العفو والرحمة "بالمؤمنين رؤوف رحيم". رغم أن الناس حاربوه، وأرادوا طرده، وسعوا في قتله، وآذوه في نفسه، وكانوا سببًا في خروجه من بلده، وضربوه وأدموا قدميه وشجوا وجهه. وإذا عفوت عن والدك وأقربائك ذهب ما في صدرك –إن شاء الله- ونلت أجراً عظيماً.
5- أما الوسواس الذي أصابك فأسأل الله أن يشفيك منه، وأوصيك بمواصلة الرقية بالقرآن العظيم والأذكار النبوية والعلاج عند الأطباء إن كان عندهم علاج لذلك.
وأسأل الله بقدرته العظيمة أن يشفيك من كل ما بك، وأن يرفع عنك البلاء، وأن يعظم أجرك ويغفر وزرك.
المصدر اضغط هنا
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=129405