محمود فايد
14-10-2007, 04:56 AM
أول فندق للنساء فقط ينطلق من الرياض
«لوذان» هو الاسم الذي اختارته مجموعة من سيدات الأعمال السعوديات لإطلاقه على فندق أنشأنه في مدينة الرياض، هو الأول من نوعه على مستوى المملكة والعالم، إذ يقتصر دخوله على النساء والفتيات، ويضم منتجعاً صحياً ومسابح ونادياً رياضياً وقاعات للحفلات والمناسبات الخاصة.
واختيار الاسم «لوذان» - الذي يعني الهروب بحثاً عن ملاذ - ليس وليد صدفة، بل هو يختصر فكرة المشروع برمتها، والهدف الذي أنشئ لأجله، كما أنه لفظ قريب من كلمة باللهجة المحلية هي «لوذة»، تعني «الملجأ». وهو كما تعرّفه مسؤولة العلاقات العامة والكتيبات التفسيرية: مكان «من المرأة إلى المرأة»، «صُمّم خصيصاً ليكون ملاذاً وملجأ لجسدها المتعب وذهنها المشوش».
وبدأ العـــمل فعلياً في المنتجع الصحي عند افتتاح المشروع في كانون الاول (ديسمبر) 2005، فيما يستعد الفندق لاستقبال أولى زبوناته مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويضم 25 غرفة تتراوح بين الفردية الصغيرة والجناح الكامل المجهز بغرفة جلوس صغيرة وغرفتين تتصلان بباب. ولا يقتصر الشرط «الأنثوي» على النزيلات، بل يطاول فريق العمل أيضاً. ذلك أن عمال النظافة والمدربين الرياضيين واختصاصيي العناية بالبشرة والجسم والإداريين، وكل من تطأ قدماه المكان... عليه أن يندرج في خانة «تاء التأنيث ونون النسوة»، حتى «رجال» الأمن. وتتوزع الموظفات على الدول الآسيوية والأوروبية، مع مراعاة لنسبة 10 في المئة من السعوديات.
ولحظة دخول المكان الواقع في حي الرائد في الرياض، تشعر الزائرة بالرفاهية والخصوصية اللتين يتميز بهما. فالباب الخارجي، وإن كان مصمماً ليكون أوتوماتيكياً، إلا أن انشقاق «درفتيه» إحداهما عن الأخرى لا يتم إلا بأمر من مسؤولة الاستقبال.
الشموع المعطرة الصغيرة الموزعة في أرجاء صالة الاستقبال إلى جانب باقات الزهور، والحرائر ذات الألوان الدافئة، تعود بك في الزمن وتحملك إلى أجواء «ألف ليلة وليلة». وتتراوح الخدمات التي يقدمها المركز الصحي التجميلي بين تقليم الأظافر وخدمات التنحيف وشد البشرة وغرف البخار والحمام المغربي، وغيرها من وسائل الراحة والاستجمام التي تتوجه إلى طبقة معينة من السيدات سواء السعوديات أو الأجنبيات.
وإذا كان مشروع الفندق النسائي انطلق أساساً لاجتذاب سيدات الأعمال، ممن كثرت أسفارهن خارج مدنهن في الآونة الأخيرة، وبات نزولهن في فندق ضرورة تفرضها الحاجة في بلد يمنع سفر النساء من دون محرم، إلا أن مكاناً بهذه الفخامة غير متاح لغير تلك الفئة من النساء أصلاً. فالاشتراك يجب أن يكون سنوياً، وهو يبلغ نحو 3 آلاف دولار، تخضع للخفض في حال جاءت المنتسبات ضمن مجموعة. وقد يفتح المكان شهية المقيمات في مدينة الرياض للاشتراك في ناديه ومنتجعه الصحي من دون الحاجة لاستخدام الفندق، استكمالاً لارتيادهن عدداً من الأماكن المخصصة للنساء.
وأثار الفندق نقاشات في المجتمع السعودي، بين مؤيد لفكرة أن تقيم نساء وحدهن في الفنادق لتصريف أعمالهن، وربما زيارة الأقارب والمشاركة في المناسبات الاجتماعية في المدن الأخرى، في حال لم يتمكن أحد رجال العائلة من مرافقتهن، ومعارض من باب أن تكريس الفصل الحاد بين الجنسين قد يؤخر عملية الانفتاح التي تدعو إليها المملكة. ويسأل هؤلاء: «هل يفتح ذلك المجال أمام مؤسسات أخرى تقتصر على النساء كالمستشفيات والإدارات الحكومية؟».
ولعل هذه الانتقادات التي تشغل من أخذ علماً بالمشروع، وهم قلة، هي التي جعلت المكان ذا التجهيزات الحديثة والتأثيث الفخم بلا أحد يشغله. فالنادي الضخم لم ترتده في ذلك المساء إلا سيدة واحدة، والغرف الأنيقة ذات الوسائد الزاهية والأقمشة المخملية ما زالت تنتظر من يخرّب أسرّتها. حتى السمكات الذهبية الصغيرة التي وُضعت في أوعية على مناضد الغرف، مات بعضها ربما لشدة الوحدة، في غياب من يطعمها ويهتم بها من غير الموظفات، ما يشي بإمكان أن يتحول مشروع ضخم يخاطب سيدات الأعمال العربيات مجرد ناد للصديقات.
«لوذان» هو الاسم الذي اختارته مجموعة من سيدات الأعمال السعوديات لإطلاقه على فندق أنشأنه في مدينة الرياض، هو الأول من نوعه على مستوى المملكة والعالم، إذ يقتصر دخوله على النساء والفتيات، ويضم منتجعاً صحياً ومسابح ونادياً رياضياً وقاعات للحفلات والمناسبات الخاصة.
واختيار الاسم «لوذان» - الذي يعني الهروب بحثاً عن ملاذ - ليس وليد صدفة، بل هو يختصر فكرة المشروع برمتها، والهدف الذي أنشئ لأجله، كما أنه لفظ قريب من كلمة باللهجة المحلية هي «لوذة»، تعني «الملجأ». وهو كما تعرّفه مسؤولة العلاقات العامة والكتيبات التفسيرية: مكان «من المرأة إلى المرأة»، «صُمّم خصيصاً ليكون ملاذاً وملجأ لجسدها المتعب وذهنها المشوش».
وبدأ العـــمل فعلياً في المنتجع الصحي عند افتتاح المشروع في كانون الاول (ديسمبر) 2005، فيما يستعد الفندق لاستقبال أولى زبوناته مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويضم 25 غرفة تتراوح بين الفردية الصغيرة والجناح الكامل المجهز بغرفة جلوس صغيرة وغرفتين تتصلان بباب. ولا يقتصر الشرط «الأنثوي» على النزيلات، بل يطاول فريق العمل أيضاً. ذلك أن عمال النظافة والمدربين الرياضيين واختصاصيي العناية بالبشرة والجسم والإداريين، وكل من تطأ قدماه المكان... عليه أن يندرج في خانة «تاء التأنيث ونون النسوة»، حتى «رجال» الأمن. وتتوزع الموظفات على الدول الآسيوية والأوروبية، مع مراعاة لنسبة 10 في المئة من السعوديات.
ولحظة دخول المكان الواقع في حي الرائد في الرياض، تشعر الزائرة بالرفاهية والخصوصية اللتين يتميز بهما. فالباب الخارجي، وإن كان مصمماً ليكون أوتوماتيكياً، إلا أن انشقاق «درفتيه» إحداهما عن الأخرى لا يتم إلا بأمر من مسؤولة الاستقبال.
الشموع المعطرة الصغيرة الموزعة في أرجاء صالة الاستقبال إلى جانب باقات الزهور، والحرائر ذات الألوان الدافئة، تعود بك في الزمن وتحملك إلى أجواء «ألف ليلة وليلة». وتتراوح الخدمات التي يقدمها المركز الصحي التجميلي بين تقليم الأظافر وخدمات التنحيف وشد البشرة وغرف البخار والحمام المغربي، وغيرها من وسائل الراحة والاستجمام التي تتوجه إلى طبقة معينة من السيدات سواء السعوديات أو الأجنبيات.
وإذا كان مشروع الفندق النسائي انطلق أساساً لاجتذاب سيدات الأعمال، ممن كثرت أسفارهن خارج مدنهن في الآونة الأخيرة، وبات نزولهن في فندق ضرورة تفرضها الحاجة في بلد يمنع سفر النساء من دون محرم، إلا أن مكاناً بهذه الفخامة غير متاح لغير تلك الفئة من النساء أصلاً. فالاشتراك يجب أن يكون سنوياً، وهو يبلغ نحو 3 آلاف دولار، تخضع للخفض في حال جاءت المنتسبات ضمن مجموعة. وقد يفتح المكان شهية المقيمات في مدينة الرياض للاشتراك في ناديه ومنتجعه الصحي من دون الحاجة لاستخدام الفندق، استكمالاً لارتيادهن عدداً من الأماكن المخصصة للنساء.
وأثار الفندق نقاشات في المجتمع السعودي، بين مؤيد لفكرة أن تقيم نساء وحدهن في الفنادق لتصريف أعمالهن، وربما زيارة الأقارب والمشاركة في المناسبات الاجتماعية في المدن الأخرى، في حال لم يتمكن أحد رجال العائلة من مرافقتهن، ومعارض من باب أن تكريس الفصل الحاد بين الجنسين قد يؤخر عملية الانفتاح التي تدعو إليها المملكة. ويسأل هؤلاء: «هل يفتح ذلك المجال أمام مؤسسات أخرى تقتصر على النساء كالمستشفيات والإدارات الحكومية؟».
ولعل هذه الانتقادات التي تشغل من أخذ علماً بالمشروع، وهم قلة، هي التي جعلت المكان ذا التجهيزات الحديثة والتأثيث الفخم بلا أحد يشغله. فالنادي الضخم لم ترتده في ذلك المساء إلا سيدة واحدة، والغرف الأنيقة ذات الوسائد الزاهية والأقمشة المخملية ما زالت تنتظر من يخرّب أسرّتها. حتى السمكات الذهبية الصغيرة التي وُضعت في أوعية على مناضد الغرف، مات بعضها ربما لشدة الوحدة، في غياب من يطعمها ويهتم بها من غير الموظفات، ما يشي بإمكان أن يتحول مشروع ضخم يخاطب سيدات الأعمال العربيات مجرد ناد للصديقات.