فوق هام السحب
21-11-2007, 04:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليــــــــــــــــــــــكم ورحمه الله وبركاته.....
هذي المشاركه الأولى لي وقرأت احصائيه عن الانتحار بالعالم الله لا يبلانا....
والحمد لله على نعمة الاســــــــــــــــــــلام
أستذكر، وبكثير من المرارة، منظراً شاهدته قبل سنوات طويلة من فيلم يحكي عن رجل عجوز قرر إنهاء حياته، فتم وضعه في غرفة جميلة هادئة، وأُعطي الحقنة القاتلة وترك ليشاهد على التلفزيون مناظر طبيعية جميلة مرافقة لموسيقى هادئة:cool:، وفي لحظات نزعه الأخير قرر أن الحياة أجمل لكنه لم يقو حتى على رفع إصبعه.:eek:
في أبريل/ نيسان عام ٢٠٠٢ أقرت هولندا رسمياً قانون “القتل الرحيم”، لتكون بذلك أول دولة في العالم تسمح قانونياً بإنهاء حياة من يرغب من المرضى المصابين بأمراض خطيرة والميئوس من شفائهم، واشترط القانون حينها أن يثبت الطبيب أن المريض سيعاني بشدة مستقبلاً، وأن لا أمل مطلقاً في شفائه، وأن يتم ذلك بناء على طلب المريض.
أصابت عدوى هذا التشريع دولاً مثل بلجيكا فتبنته، وفرنسا ناقشته زمناً طويلاً ولم تصل فيه إلى قرار واضح، حتى أن وزير الصحة الفرنسي نفسه اعترف أـنه أجرى سابقاً عمليات قتل رحيم في فيتنام ولبنان.
ولا تزال قضية الأمريكية تيري شيانو عالقة في الأذهان، حيث خاض والداها معركة قضائية شرسة ضد زوجها لإبقائها حية، غير أنه في النهاية حصل على موافقة قضائية على سحب أنبوب التغذية ما أدى لوفاتها.
الجانب الأمريكي المظلم
في أمريكا تزايدت مساحة التأييد للقتل الرحيم، ما يعكس ضعف الثقة في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، رغم ما يتمتع به من سمعة في استخدام أحدث التقنيات، وما لا يعرفه المواطن الأمريكي العادي أن المسألة تتخذ عند الحكومة والمؤسسات الطبية أبعاداً اقتصادية، فالعقاقير المستخدمة لقتل المريض تكلف ٤٠ دولار، بينما قد يكلف علاجه ومتابعته ٤٠٠٠٠ دولار، وهو بالتالي يشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة وخاصة أنه يصنف ضمن قائمة غير “المنتجين” في المجتمع، لهذا صار القتل الرحيم آليةً من آليات تقليص تكاليف الرعاية الصحية في أمريكا، كما أن آلاف الأمريكان لا يملكون ثمن مسكنات الألم ولا يملكون تاميناً صحياً، وهناك منشآت طبية خاصة مسؤولة عن تقليص تكاليف الرعاية الصحية وتقدم لأطبائها زيادة على الراتب إذا لم يقدموا الرعاية الصحية اللازمة لمرضاهم، ويتعرض الطبيب لخسارة مادية إن عالج مرضاه لانه لا يتلقى هذه الزيادة، ولهذا إن وجد مريض في حالة خطرة يرغب في الإنتحار فإنهم يساعدونه بسرور.:redface:
تشترط الحكومة الأمريكية موافقة المريض على إنهاء حياته، لكن وحتى إن وافقنا على المبدأ فإن هناك حالات صعبة التحليل، مثلاً:
ـ رجل عجوز في دار للمسنين لا يكاد يقوى على القراءة، طُلب منه توقيع ورقة الموافقة على قتله، هذا التوقيع أودى بحياته، فمن المسؤول؟ ومن يحمي أمثال هذا العجوز؟ وأي اهتمام صحي سيلقاه لو أنه رفض خيار الموت؟:eek:
ـ إمرأة تعاني من اكتئاب شديد، وتعيش وحيدة بلا أقارب، وطلبت المساعدة الطبية على الانتحار فذهبت إلى الطبيب المعين لهذه المهمات.. الطبيب سيوافقها على طلبها لأنه يكسب من الحكومة ٢٠٠ دولار على كل عملية قتل يجريها، فمن سيحميها هي الأخرى؟ ومن سيقنعها بأن لا تقتل نفسها.
الفكرة صناعة أمريكية
وترجع فكرة القتل بدافع الشفقة تاريخياً إلى العام 1906 في أمريكا عندما قدمت مسودة أول مشروع قانون لتشريع القتل الرحيم، إلا أنها لاقت معارضة شديدة فلم تنجح، ثم أصدر “ديري همفري” كتاباً أسماه (المخرج الأخير) يصف أكثر من طريقة للانتحار، ويقدم تفصيلاً دقيقاً للأقراص التي يمكن استخدامها لهذه “المهمة”، وقد لاقى الكتاب رواجاً هائلاً حينها، وربما تكون الفكرة مأخوذة من الطب البيطري، فالحيوانات التي لا تنتج تقتل، أما دولنا العربية فإنها تجرّم من يقوم بإعانة غيره على الانتحار، فالعقوبة في لبنان تصل إلى ١٠ سنوات بالسجن، وفي سوريا إلى ٢٠، حتى وإن كان طبيباً.
عام ١٩٧٩ عرّف مؤتمر جنيف الدولي الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل بغضّ النظر عن نبض القلب بالأجهزة الصناعية، ورفع تلك الأجهزة الصناعية عن المريض هو مايسمونه “الموت الرحيم السلبي”، أي أن تترك المريض يواجه قدره المحتم لأنه ميت لا محالة والمسألة مسألة وقت، ومال المشرّعون الدينيون والأطباء من مختلف الدول إلى جوازه من غير تصريح علني واضح. يجب أن نفرق بين ما يعنيه مصطلح القتل أو الموت الرحيم وبين حالة إيقاف أجهزة الإنعاش، فالفرق بينهما كبير، لأنه في الحالة الثانية يتدخل الطبيب برفع أجهزة الإنعاش عن المريض الذي أجمع الأطباء على انه لن يعود للحياة مرة أخرى بسبب موت جذع الدماغ.:101:
منقـــــــــــــــــــــــــــــــول
السلام عليــــــــــــــــــــــكم ورحمه الله وبركاته.....
هذي المشاركه الأولى لي وقرأت احصائيه عن الانتحار بالعالم الله لا يبلانا....
والحمد لله على نعمة الاســــــــــــــــــــلام
أستذكر، وبكثير من المرارة، منظراً شاهدته قبل سنوات طويلة من فيلم يحكي عن رجل عجوز قرر إنهاء حياته، فتم وضعه في غرفة جميلة هادئة، وأُعطي الحقنة القاتلة وترك ليشاهد على التلفزيون مناظر طبيعية جميلة مرافقة لموسيقى هادئة:cool:، وفي لحظات نزعه الأخير قرر أن الحياة أجمل لكنه لم يقو حتى على رفع إصبعه.:eek:
في أبريل/ نيسان عام ٢٠٠٢ أقرت هولندا رسمياً قانون “القتل الرحيم”، لتكون بذلك أول دولة في العالم تسمح قانونياً بإنهاء حياة من يرغب من المرضى المصابين بأمراض خطيرة والميئوس من شفائهم، واشترط القانون حينها أن يثبت الطبيب أن المريض سيعاني بشدة مستقبلاً، وأن لا أمل مطلقاً في شفائه، وأن يتم ذلك بناء على طلب المريض.
أصابت عدوى هذا التشريع دولاً مثل بلجيكا فتبنته، وفرنسا ناقشته زمناً طويلاً ولم تصل فيه إلى قرار واضح، حتى أن وزير الصحة الفرنسي نفسه اعترف أـنه أجرى سابقاً عمليات قتل رحيم في فيتنام ولبنان.
ولا تزال قضية الأمريكية تيري شيانو عالقة في الأذهان، حيث خاض والداها معركة قضائية شرسة ضد زوجها لإبقائها حية، غير أنه في النهاية حصل على موافقة قضائية على سحب أنبوب التغذية ما أدى لوفاتها.
الجانب الأمريكي المظلم
في أمريكا تزايدت مساحة التأييد للقتل الرحيم، ما يعكس ضعف الثقة في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، رغم ما يتمتع به من سمعة في استخدام أحدث التقنيات، وما لا يعرفه المواطن الأمريكي العادي أن المسألة تتخذ عند الحكومة والمؤسسات الطبية أبعاداً اقتصادية، فالعقاقير المستخدمة لقتل المريض تكلف ٤٠ دولار، بينما قد يكلف علاجه ومتابعته ٤٠٠٠٠ دولار، وهو بالتالي يشكل عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة وخاصة أنه يصنف ضمن قائمة غير “المنتجين” في المجتمع، لهذا صار القتل الرحيم آليةً من آليات تقليص تكاليف الرعاية الصحية في أمريكا، كما أن آلاف الأمريكان لا يملكون ثمن مسكنات الألم ولا يملكون تاميناً صحياً، وهناك منشآت طبية خاصة مسؤولة عن تقليص تكاليف الرعاية الصحية وتقدم لأطبائها زيادة على الراتب إذا لم يقدموا الرعاية الصحية اللازمة لمرضاهم، ويتعرض الطبيب لخسارة مادية إن عالج مرضاه لانه لا يتلقى هذه الزيادة، ولهذا إن وجد مريض في حالة خطرة يرغب في الإنتحار فإنهم يساعدونه بسرور.:redface:
تشترط الحكومة الأمريكية موافقة المريض على إنهاء حياته، لكن وحتى إن وافقنا على المبدأ فإن هناك حالات صعبة التحليل، مثلاً:
ـ رجل عجوز في دار للمسنين لا يكاد يقوى على القراءة، طُلب منه توقيع ورقة الموافقة على قتله، هذا التوقيع أودى بحياته، فمن المسؤول؟ ومن يحمي أمثال هذا العجوز؟ وأي اهتمام صحي سيلقاه لو أنه رفض خيار الموت؟:eek:
ـ إمرأة تعاني من اكتئاب شديد، وتعيش وحيدة بلا أقارب، وطلبت المساعدة الطبية على الانتحار فذهبت إلى الطبيب المعين لهذه المهمات.. الطبيب سيوافقها على طلبها لأنه يكسب من الحكومة ٢٠٠ دولار على كل عملية قتل يجريها، فمن سيحميها هي الأخرى؟ ومن سيقنعها بأن لا تقتل نفسها.
الفكرة صناعة أمريكية
وترجع فكرة القتل بدافع الشفقة تاريخياً إلى العام 1906 في أمريكا عندما قدمت مسودة أول مشروع قانون لتشريع القتل الرحيم، إلا أنها لاقت معارضة شديدة فلم تنجح، ثم أصدر “ديري همفري” كتاباً أسماه (المخرج الأخير) يصف أكثر من طريقة للانتحار، ويقدم تفصيلاً دقيقاً للأقراص التي يمكن استخدامها لهذه “المهمة”، وقد لاقى الكتاب رواجاً هائلاً حينها، وربما تكون الفكرة مأخوذة من الطب البيطري، فالحيوانات التي لا تنتج تقتل، أما دولنا العربية فإنها تجرّم من يقوم بإعانة غيره على الانتحار، فالعقوبة في لبنان تصل إلى ١٠ سنوات بالسجن، وفي سوريا إلى ٢٠، حتى وإن كان طبيباً.
عام ١٩٧٩ عرّف مؤتمر جنيف الدولي الموت بتوقّف جذع المخ عن العمل بغضّ النظر عن نبض القلب بالأجهزة الصناعية، ورفع تلك الأجهزة الصناعية عن المريض هو مايسمونه “الموت الرحيم السلبي”، أي أن تترك المريض يواجه قدره المحتم لأنه ميت لا محالة والمسألة مسألة وقت، ومال المشرّعون الدينيون والأطباء من مختلف الدول إلى جوازه من غير تصريح علني واضح. يجب أن نفرق بين ما يعنيه مصطلح القتل أو الموت الرحيم وبين حالة إيقاف أجهزة الإنعاش، فالفرق بينهما كبير، لأنه في الحالة الثانية يتدخل الطبيب برفع أجهزة الإنعاش عن المريض الذي أجمع الأطباء على انه لن يعود للحياة مرة أخرى بسبب موت جذع الدماغ.:101:
منقـــــــــــــــــــــــــــــــول