ابتسـ ألم ـامة
02-12-2007, 02:56 AM
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm1.gif
:101: هلا وغلا :101:
حكم قول
التخلق بأخلاق الله
سؤال:
ذكر بعض الخطباء في أثناء خطبة الجمعة أن علينا
" الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه "
هل لهذه الجملة محمل صحيح وهل سبق أن قالها أحد ؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا التعبير غير لائق ،
ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها ،
وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ،
بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك .
فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ،
وإنما المقصود :
الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها
كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو . وأشباه ذلك ،
فهو سبحانه عليم يحب العلماء ،
قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ،
كريم يحب الكرماء ،
رحيم يحب الرحماء ، عفو يحب العفو . . إلخ ،
لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ،
بالمقاربة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله ،
كما أنه لا مثل له في ذاته ،
وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات
يليق به ويناسبه على الحد الشرعي ،
فلو تجاوز الكرم الحد صار مسرفا ،
ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية ،
وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ،
وهذه الأمثلة تدل على سواها ،
وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه :
( عدة الصابرين ) ( والوابل الصيب ) ،
ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما .
وإليك نص كلامه في العدة والوابل :
قال في العدة صفحة 310 :
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر ، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها ، وهذا شأن أسمائه الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها ، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها ، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب ، والبخيل والجبان والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ، عليم يحب العلماء ، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين ، ستير يحب أهل الستر ، قادر يلوم على العجز ، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، عفو يحب العفو ، وتر يحب الوتر ، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ) ا . هـ
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث :
والجود من صفات الرب جل جلاله ، فإنه يعطي ولا يأخذ ، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده ، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال ) . انتهى .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وحصول للفائدة ،
وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 251
http://www.islamqa.com/index.php?ref=12806&ln=ara
دمتم بحفظ الباري
:101: وعلى الخير بإذن الله نلتقي :101:
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
كلمــات مـن ذهـب
سُئل حكيم
اي الأمور أشد أضراراً بالعقل .؟
فقال : الاستبداد والتهاون والعجلة
:101: هلا وغلا :101:
حكم قول
التخلق بأخلاق الله
سؤال:
ذكر بعض الخطباء في أثناء خطبة الجمعة أن علينا
" الاتصاف بصفات الله والتخلق بأخلاقه "
هل لهذه الجملة محمل صحيح وهل سبق أن قالها أحد ؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا التعبير غير لائق ،
ولكن له محمل صحيح وهو الحث على التخلق بمقتضى صفات الله وأسمائه وموجبها ،
وذلك بالنظر إلى الصفات التي يحسن من المخلوق أن يتصف بمقتضاها ،
بخلاف الصفات المختصة بالله كالخلاق والرزاق والإله ونحو ذلك .
فإن هذا شيء لا يمكن أن يتصف به المخلوق ، ولا يجوز أن يدعيه ،
وإنما المقصود :
الصفات التي يحب الله من عباده أن يتصفوا بمقتضاها
كالعلم والقوة والرحمة والحلم والكرم والجود والعفو . وأشباه ذلك ،
فهو سبحانه عليم يحب العلماء ،
قوي يحب المؤمن القوي أكثر من حبه للمؤمن الضعيف ،
كريم يحب الكرماء ،
رحيم يحب الرحماء ، عفو يحب العفو . . إلخ ،
لكن الذي لله سبحانه من هذه الصفات وغيرها أكمل وأعظم من الذي للمخلوق ،
بالمقاربة بينهما ؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء في صفاته وأفعاله ،
كما أنه لا مثل له في ذاته ،
وإنما حسب المخلوق أن يكون له نصيب من معاني هذه الصفات
يليق به ويناسبه على الحد الشرعي ،
فلو تجاوز الكرم الحد صار مسرفا ،
ولو تجاوز في الرحمة الحد عطل الحدود والتعزيرات الشرعية ،
وهكذا لو زاد في العفو على الحد الشرعي وضعه في غير موضعه ،
وهذه الأمثلة تدل على سواها ،
وقد نص العلامة ابن القيم رحمه الله على هذا المعنى في كتابيه :
( عدة الصابرين ) ( والوابل الصيب ) ،
ولعله نص على ذلك في غيرهما كالمدارج وزاد المعاد وغيرهما .
وإليك نص كلامه في العدة والوابل :
قال في العدة صفحة 310 :
ولما كان سبحانه هو الشكور على الحقيقة كان أحب خلقه إليه من اتصف بصفة الشكر ، كما أن أبغض خلقه إليه من عطلها أو اتصف بضدها ، وهذا شأن أسمائه الحسنى ، أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها ، وأبغضهم إليه من اتصف بضدها ، ولهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب ، والبخيل والجبان والمهين واللئيم ، وهو سبحانه جميل يحب الجمال ، عليم يحب العلماء ، رحيم يحب الراحمين ، محسن يحب المحسنين ، ستير يحب أهل الستر ، قادر يلوم على العجز ، والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف ، عفو يحب العفو ، وتر يحب الوتر ، وكل ما يحبه من آثار أسمائه وصفاته وموجبها ، وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها ) ا . هـ
وقال في الوابل الصيب صفحة 543 من مجموعة الحديث :
والجود من صفات الرب جل جلاله ، فإنه يعطي ولا يأخذ ، ويطعم ولا يطعم ، وهو أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده ، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال ) . انتهى .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ، وحصول للفائدة ،
وأسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والقيام بحقه إنه سميع قريب .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 251
http://www.islamqa.com/index.php?ref=12806&ln=ara
دمتم بحفظ الباري
:101: وعلى الخير بإذن الله نلتقي :101:
http://www.alraidiah.net/up/ar/alm2.gif
كلمــات مـن ذهـب
سُئل حكيم
اي الأمور أشد أضراراً بالعقل .؟
فقال : الاستبداد والتهاون والعجلة