سيرين بركات
11-12-2007, 06:27 PM
http://hajisqssu.jeeran.com/v25.gif
المدير التنفيذي لها:
2008 عاما حاسما في تاريخ نوكيا
Sunday, December 09, 2007 | 05:00 GMT آرام
http://www.aaramnews.com/News_Images/News_1292007_32031_AM.jpg
«نحن نتحول الى الشاشة الرابعة، فبعد السينما والتلفزيون، والكومبيوتر، جاء دور عصر شاشة الجوال». هذه المقولة يرددها دائما أنسي فانجوكي المدير التنفيذي لـ «نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة.
ومن إحدى القاعات الواسعة وغير الفارهة، في مركز المؤتمرات في العاصمة الهولندية امستردام، وعلى هامش فعاليات «نوكيا وورلد وكابيتال ماركت» الذي حضره اكثر من 2700 شخص من جميع انحاء العالم، يفاخر فانجوكي، 50 سنة، ان شركة نوكيا ستكون عنصرا مهما وحيويا في تشكيل مكونات الشاشة الرابعة.
وفي الحقيقة ينبغي القول ان ماركة نوكيا، وهي بالمناسبة فنلندية وليس يابانية كما يعتقد الكثيرون، اصبحت من القوة والتأثير بشكل لا يستهان به. وتحتل مبيعات نوكيا المركز الأول في معظم انحاء العالم، وتأثيرها يصل الى جميع أرجاء المعمورة.
صحيح انه في عالمنا «المعولم» لا يعير احد أي اهتمام لجنسية الماركة، فهي تغزو الأسواق وربما العقول بدون الحاجة الى «تأشيرة دخول». وفي حالة نوكيا فإنها ماركة أصبح لا يستغني عنها نحو ثلث نصف الكرة الارضية الذين يستخدمون حاليا الهواتف الجوالة.
وهنا يؤكد فانجوكي انه في كل يوم هناك اكثر من 900 مليون شخص يتواصلون بالصوت والصورة، يضحكون او حتى يبكون عبر هواتف نوكيا، متابعا انه في احد ايام الأشهر المقبلة ستتحقق نوكيا رقمها التاريخي بكسر حاجز المليار مستخدم لهواتفها الجوالة.
وفي الحقيقة فان نوكيا تستطيع الادعاء انها ماركة مسيطرة في السوق، فالشركة الفنلندية التي تتخذ من هليسنكي مقرا لها ستبيع في العام الحالي نحو 430 مليون جهاز جوال، وهو رقم يعادل مبيعات موتورولا وسامسونغ وسوني اريكسون مجتمعة، وهؤلاء هم اقرب منافسين نوكيا في القطاع. وفي هذا المجال يتوقع فانجوكي طبقا لأرقام نوكيا ان ينمو قطاع الهواتف الجوالة على المستوى العالمي في عام 2008 بنحو 10 في المائة الى اكثر من 1.2 مليار جهاز من حوالي 1.1 مليار جهاز في العام الحالي. كما تتوقع نوكيا ان يصل عدد مستخدمي الهواتف الجوالة الى 4 مليارات شخص بحلول عام 2009. وكانت نوكيا تتوقع الوصول إلى هذا الرقم عام 2010.
ولا يقتصر الأمر على حجم المبيعات، بل ان القوة المالية التي تتمتع بها شركة مثل نوكيا جعلتها واحدة من كبرى الشركات العالمية. فمن المتوقع ان تنمو ايراداتها المالية مع نهاية العام الحالي بنحو 30 في المائة لتبلغ حوالي 76 مليار دولار. في حين ان ارباحها سترتفع بنحو الربع لتصل الى نحو 8 مليارات دولار.
كما انها تسيطر على 80 في المائة من ارباح قطاع الهواتف الجوالة في العالم، وعلى نحو 40 في المائة من إجمالي مبيعاته.
ولكن ما يعكر صفو هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها نوكيا على المستوى العالمي، اداء الشركة في الولايات المتحدة حيث انها تعاني في السوق منذ نحو 5 سنوات عندما كانت تحتل المركز الاول بحصة تصل الى نحو 33 في المائة ولكنها تراجعت حاليا الى المركز الرابع بحصة تبلغ 12 في المائة.
لكن انسي فانجوكي المدير التنفيذي لـ «نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة يصر هنا ان الخطأ لا يتعلق بنوكيا، بل بتركيبة السوق الأميركي الذي تسيطر عليه الشركات المشغلة والتي حاولت فرض شروط لم تقبلها نوكيا سابقا. وهنا يشدد فانجوكي ان الوضع بدأ يتغير داخل الولايات المتحدة، حيث بدأت نوكيا تراعي حساسية هذا السوق، في حين ان السوق نفسه يتجه الى المزيد من المنافسة والانفتاح، مؤكدا ان نوكيا متفائلة جدا بادائها داخل السوق الاميركي خلال السنوات المقبلة. لكن المفارقة ان المستثمرين في اسهم نوكيا كانوا مشغولين بحساب الارباح ولم يكن لديهم متسع من الوقت للوقوف عند هذا الامر، وربما انهم سامحوا او تجاهلوا «هفوة» ادارة الشركة في اميركا، خصوصا مع ارتفاع اسهم نوكيا اكثر من 70 في المائة منذ بداية العام الحالي.
وفي توجهها نحو تحقيق رقم مليار مستخدم، لم يعد طموح نوكيا يقتصر على تصنيع الهواتف الجوالة، وهنا يشير فانجوكي ان الشركة في طريقها للتحول فضلا على كونها شركة مصنعة للهواتف الجوالة الى شركة انترنت.
ويتابع المدير التنفيذي لـ«نوكيا» بالقول «انظروا ماذا حصل للانترنت، ففي البداية جاءت عملية البحث والتصفح، والآن نشهد انتشار شبكة (ويب 2.0)، ونحن نعتقد ان نوكيا ستلعب دورا بارزا في صنع الشبكة المقبلة». وهنا يتوقع فانجوكي ان يرتفع عدد الهواتف التي تستطيع خدمة الانترنت من 200 مليون جهاز في الوقت الراهن الى نحو 300 مليون بحلول عام 2010.
وأضاف «ستكون الهواتف ذات الوسائط المتعددة أو الكومبيوترات الجوالة ضرورة ملحة في حياة مئات الملايين من البشر. ان زيادة مبيعات الهواتف ذات الوسائط المتعددة دليل قوي على انها تجد طريقها عند الزبائن، مشددا على ان تلك الهواتف اصبحت ركيزة التحول نحو الإنترنت الجوالة، باعتبار انها تجمع عدة وظائف في جهاز واحد».
وينبغي القول ان هناك 1.2 مليار نسمة يستخدمون الانترنت في العالم، وقد استغرق الوصول الى ذلك الرقم حوالي 12 عاما، لكن الوصول الى المليار الثاني لن يستغرق اكثر من 7 سنوات. ومعظم المستخدمين الجدد سيتركزون في الاسواق الناشئة، وربما معظمهم يستخدمون الانترنت لاول مرة عبر هواتفهم الجوالة والتي من المرجح جدا ان تكون نوكيا.
وربما يمثل هذا الرقم فرصة تاريخية لنوكيا لتحتل وضعا مشابها لذلك الذي تحتله حاليا شركات انترنت عملاقة مثل غوغل وياهو.
وهنا يؤكد فانجوكي ان نوكيا تعمل ليلا ونهارا من اجل استغلال هذه الفرصة التاريخية السانحة، وهي فرصة لن تعود بالنفع على نوكيا لوحدها، بل ستكون في صالح العالم، وفي صالح جميع الشركات العاملة في هذا المجال.
طبعا استغلال هذه الفرصة يتطلب اكثر من مجرد التمنيات، بل ان الأمر يحتاج الى جهود جبارة واستثمارات ضخمة وإمكانيات بشرية وتسويقية كبيرة. بكل تأكيد فان ملامح فانجوكي لا ينقصها الجدية، وهنا يجيبنا بكل صرامة ان نوكيا التي جعلت من الحلم حقيقة في كامل الاستعداد لمواجهة التحدي المقبل، مؤكدا ان عام 2008 سيكون حاسما في تاريخ الشركة لانها ستتخذ خطوات كبيرة من اجل دعم توجهاتها للتحول الى خدمات الانترنت.
وبالفعل فان نوكيا كانت مشغولة على مدى العامين الأخيرين بقوة من اجل تحقيق ذلك الهدف، فقد ضخت في هذا السياق نحو 10 مليارات دولار لاستكمال «المربعات» المفقودة في اللوحة الانترنتية التي تحاول رسمها للمستقبل القريب.
فبداية قررت «نوكيا» تعديل هياكل الشركة اعتبارا من أوائل العام المقبل إلى ثلاثة قطاعات في إطار تحقيق معدلات النمو المستهدفة في المستقبل. وستقسم نوكيا الشركة إلى: قطاع الأجهزة، قطاع الخدمات والبرامج بالإضافة إلى قطاع التسويق.
وبعدها أعلنت نوكيا في يوليو (تموز) الماضي أنها استحوذت على جميع أصول شركة «توانغو»، التي توفر حلاً متكاملاً لمشاركة ملفات الوسائط، يتيح تنسيق ومشاركة الصور، والفيديو، وملفات الوسائط الشخصية الأخرى.
وفي شهر أغسطس (آب) الماضي فتحت نوكيا أبواب الانترنت رسميا عندما أعلنت عن تقديم «Ovi»، اسم خدمات الإنترنت الجديدة للشركة، وتتوقع نوكيا مع تقديم خدمة «Ovi» التوسع من دائرة الاهتمام بأجهزة الهواتف الجوالة إلى توفير مجموعة متنوعة من خدمات الإنترنت. و«Ovi» هي كلمة فنلندية تعني الباب، وتمكن هذه الخدمة المستخدمين من الاتصال بالشبكة الاجتماعية والتجمعات والمحتوى الخاص بهم، بالإضافة إلى كونها بوابة لخدمات نوكيا. ولكن ينبغي القول هنا ان خدمة تحميل الموسيقى تعتبر جزءا اساسيا من استراتيجية نوكيا المستقبلية. وفي امستردام كشفت نوكيا، اكبر شركة مصنعة للهواتف الجوالة، انها ستتعاون مع اكبر شركة موسيقى في العالم «يونيفيرسال ميوزيك غروب» من اجل تقديم خدمات تحميل الموسيقى لملايين الأغاني مجانا لمدة عام كامل.
ورغم ان الطرفين لم يكشفا عن نوعية الهواتف التي يمكنها تحميل تلك الموسيقى او عن الطريقة والتكلفة، الا انه من الواضح انها ستكون من القسم الذي يرأسه فانجوكي ويصنع الهواتف ذات الوسائط المتعددة والتي تمثل جوهرة التاج في مملكة نوكيا الجوالة. وفي هذا الإطار قال فانجوكي «ان العالم لم يعد كما كنا نعرفه سابقا، فالشركات الناجحة هي التي تستطيع تجديد نفسها باستمرار، فالشيء الثابت الوحيد في هذا العالم هو التغيير، فمع اندماج الهواتف الجوالة بالانترنت فانها تحولت الى شبكات اجتماعية لتبادل المعلومات والصور والأفلام وكافة الأمور الترفيهية الأخرى، بالتالي لم تعد الهواتف الجوالة لوحدها كافية».
وفي هذا السياق أكد المدير التنفيذي لـ«نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة، ان شركته التي تأسست منذ عام 1865 تتغير بمعدل مرة كل 20 عاما، والعام المقبل هو عام الحسم والتغيير، وستثبت نوكيا من خلاله انها شركة عالمية بأتم معنى الكلمة. ووفقا للبيانات التي قدمها فانجوكي فان إجمالي خدمات الانترنت الجوالة ستبلغ نحو 100 مليار يورو (حوالي 146 مليار دولار)، ولعل هذا الرقم قد ساهم ولو جزئيا في اتخاذ نوكيا قرارها بتحول استراتيجيتها نحو الانترنت لتنويع ايراداتها المالية ورفع هوامشهما الربحية.
ولكن هذا التحول لن يكون سهلا، فهناك تحديات كبيرة تنتظر نوكيا في هذا المجال، فأولا قصر تجربة نوكيا في تقديم خدمات واسعة الانتشار، وبهذا الحجم، فضلا على عدم اليقين حول كيفية استقبال الزبائن لهذا النوع من الخدمات.
كما ان هذا الوضع سيضع نوكيا في مواجهة مع «ابل» وشركات الانترنت العملاقة مثل غوغل وياهو. والتحدي الآخر هو احتمال انزعاج المشغلين والشركات التي تقدم خدمات من النوع الذي ستقدمه نوكيا.
ورغم ان فانجوكي لا ينكر او يقلل من تلك المخاطر، الا انه يؤكد ان نوكيا تعلمت من تجاربها السابقة جيدا، وستثبت من جديد انها شركة لا تعرف الا طريق النجاح. ونوكيا باختصار مثلها مثل كل الفنلنديين يمكن تلخيص نظرتهم للحياة بكلمة فنلندية واحدة وهي «سيسو»، وهي تعني التصميم على القيام بما يجب القيام به.
http://hajisqssu.jeeran.com/v25.gif
المدير التنفيذي لها:
2008 عاما حاسما في تاريخ نوكيا
Sunday, December 09, 2007 | 05:00 GMT آرام
http://www.aaramnews.com/News_Images/News_1292007_32031_AM.jpg
«نحن نتحول الى الشاشة الرابعة، فبعد السينما والتلفزيون، والكومبيوتر، جاء دور عصر شاشة الجوال». هذه المقولة يرددها دائما أنسي فانجوكي المدير التنفيذي لـ «نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة.
ومن إحدى القاعات الواسعة وغير الفارهة، في مركز المؤتمرات في العاصمة الهولندية امستردام، وعلى هامش فعاليات «نوكيا وورلد وكابيتال ماركت» الذي حضره اكثر من 2700 شخص من جميع انحاء العالم، يفاخر فانجوكي، 50 سنة، ان شركة نوكيا ستكون عنصرا مهما وحيويا في تشكيل مكونات الشاشة الرابعة.
وفي الحقيقة ينبغي القول ان ماركة نوكيا، وهي بالمناسبة فنلندية وليس يابانية كما يعتقد الكثيرون، اصبحت من القوة والتأثير بشكل لا يستهان به. وتحتل مبيعات نوكيا المركز الأول في معظم انحاء العالم، وتأثيرها يصل الى جميع أرجاء المعمورة.
صحيح انه في عالمنا «المعولم» لا يعير احد أي اهتمام لجنسية الماركة، فهي تغزو الأسواق وربما العقول بدون الحاجة الى «تأشيرة دخول». وفي حالة نوكيا فإنها ماركة أصبح لا يستغني عنها نحو ثلث نصف الكرة الارضية الذين يستخدمون حاليا الهواتف الجوالة.
وهنا يؤكد فانجوكي انه في كل يوم هناك اكثر من 900 مليون شخص يتواصلون بالصوت والصورة، يضحكون او حتى يبكون عبر هواتف نوكيا، متابعا انه في احد ايام الأشهر المقبلة ستتحقق نوكيا رقمها التاريخي بكسر حاجز المليار مستخدم لهواتفها الجوالة.
وفي الحقيقة فان نوكيا تستطيع الادعاء انها ماركة مسيطرة في السوق، فالشركة الفنلندية التي تتخذ من هليسنكي مقرا لها ستبيع في العام الحالي نحو 430 مليون جهاز جوال، وهو رقم يعادل مبيعات موتورولا وسامسونغ وسوني اريكسون مجتمعة، وهؤلاء هم اقرب منافسين نوكيا في القطاع. وفي هذا المجال يتوقع فانجوكي طبقا لأرقام نوكيا ان ينمو قطاع الهواتف الجوالة على المستوى العالمي في عام 2008 بنحو 10 في المائة الى اكثر من 1.2 مليار جهاز من حوالي 1.1 مليار جهاز في العام الحالي. كما تتوقع نوكيا ان يصل عدد مستخدمي الهواتف الجوالة الى 4 مليارات شخص بحلول عام 2009. وكانت نوكيا تتوقع الوصول إلى هذا الرقم عام 2010.
ولا يقتصر الأمر على حجم المبيعات، بل ان القوة المالية التي تتمتع بها شركة مثل نوكيا جعلتها واحدة من كبرى الشركات العالمية. فمن المتوقع ان تنمو ايراداتها المالية مع نهاية العام الحالي بنحو 30 في المائة لتبلغ حوالي 76 مليار دولار. في حين ان ارباحها سترتفع بنحو الربع لتصل الى نحو 8 مليارات دولار.
كما انها تسيطر على 80 في المائة من ارباح قطاع الهواتف الجوالة في العالم، وعلى نحو 40 في المائة من إجمالي مبيعاته.
ولكن ما يعكر صفو هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها نوكيا على المستوى العالمي، اداء الشركة في الولايات المتحدة حيث انها تعاني في السوق منذ نحو 5 سنوات عندما كانت تحتل المركز الاول بحصة تصل الى نحو 33 في المائة ولكنها تراجعت حاليا الى المركز الرابع بحصة تبلغ 12 في المائة.
لكن انسي فانجوكي المدير التنفيذي لـ «نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة يصر هنا ان الخطأ لا يتعلق بنوكيا، بل بتركيبة السوق الأميركي الذي تسيطر عليه الشركات المشغلة والتي حاولت فرض شروط لم تقبلها نوكيا سابقا. وهنا يشدد فانجوكي ان الوضع بدأ يتغير داخل الولايات المتحدة، حيث بدأت نوكيا تراعي حساسية هذا السوق، في حين ان السوق نفسه يتجه الى المزيد من المنافسة والانفتاح، مؤكدا ان نوكيا متفائلة جدا بادائها داخل السوق الاميركي خلال السنوات المقبلة. لكن المفارقة ان المستثمرين في اسهم نوكيا كانوا مشغولين بحساب الارباح ولم يكن لديهم متسع من الوقت للوقوف عند هذا الامر، وربما انهم سامحوا او تجاهلوا «هفوة» ادارة الشركة في اميركا، خصوصا مع ارتفاع اسهم نوكيا اكثر من 70 في المائة منذ بداية العام الحالي.
وفي توجهها نحو تحقيق رقم مليار مستخدم، لم يعد طموح نوكيا يقتصر على تصنيع الهواتف الجوالة، وهنا يشير فانجوكي ان الشركة في طريقها للتحول فضلا على كونها شركة مصنعة للهواتف الجوالة الى شركة انترنت.
ويتابع المدير التنفيذي لـ«نوكيا» بالقول «انظروا ماذا حصل للانترنت، ففي البداية جاءت عملية البحث والتصفح، والآن نشهد انتشار شبكة (ويب 2.0)، ونحن نعتقد ان نوكيا ستلعب دورا بارزا في صنع الشبكة المقبلة». وهنا يتوقع فانجوكي ان يرتفع عدد الهواتف التي تستطيع خدمة الانترنت من 200 مليون جهاز في الوقت الراهن الى نحو 300 مليون بحلول عام 2010.
وأضاف «ستكون الهواتف ذات الوسائط المتعددة أو الكومبيوترات الجوالة ضرورة ملحة في حياة مئات الملايين من البشر. ان زيادة مبيعات الهواتف ذات الوسائط المتعددة دليل قوي على انها تجد طريقها عند الزبائن، مشددا على ان تلك الهواتف اصبحت ركيزة التحول نحو الإنترنت الجوالة، باعتبار انها تجمع عدة وظائف في جهاز واحد».
وينبغي القول ان هناك 1.2 مليار نسمة يستخدمون الانترنت في العالم، وقد استغرق الوصول الى ذلك الرقم حوالي 12 عاما، لكن الوصول الى المليار الثاني لن يستغرق اكثر من 7 سنوات. ومعظم المستخدمين الجدد سيتركزون في الاسواق الناشئة، وربما معظمهم يستخدمون الانترنت لاول مرة عبر هواتفهم الجوالة والتي من المرجح جدا ان تكون نوكيا.
وربما يمثل هذا الرقم فرصة تاريخية لنوكيا لتحتل وضعا مشابها لذلك الذي تحتله حاليا شركات انترنت عملاقة مثل غوغل وياهو.
وهنا يؤكد فانجوكي ان نوكيا تعمل ليلا ونهارا من اجل استغلال هذه الفرصة التاريخية السانحة، وهي فرصة لن تعود بالنفع على نوكيا لوحدها، بل ستكون في صالح العالم، وفي صالح جميع الشركات العاملة في هذا المجال.
طبعا استغلال هذه الفرصة يتطلب اكثر من مجرد التمنيات، بل ان الأمر يحتاج الى جهود جبارة واستثمارات ضخمة وإمكانيات بشرية وتسويقية كبيرة. بكل تأكيد فان ملامح فانجوكي لا ينقصها الجدية، وهنا يجيبنا بكل صرامة ان نوكيا التي جعلت من الحلم حقيقة في كامل الاستعداد لمواجهة التحدي المقبل، مؤكدا ان عام 2008 سيكون حاسما في تاريخ الشركة لانها ستتخذ خطوات كبيرة من اجل دعم توجهاتها للتحول الى خدمات الانترنت.
وبالفعل فان نوكيا كانت مشغولة على مدى العامين الأخيرين بقوة من اجل تحقيق ذلك الهدف، فقد ضخت في هذا السياق نحو 10 مليارات دولار لاستكمال «المربعات» المفقودة في اللوحة الانترنتية التي تحاول رسمها للمستقبل القريب.
فبداية قررت «نوكيا» تعديل هياكل الشركة اعتبارا من أوائل العام المقبل إلى ثلاثة قطاعات في إطار تحقيق معدلات النمو المستهدفة في المستقبل. وستقسم نوكيا الشركة إلى: قطاع الأجهزة، قطاع الخدمات والبرامج بالإضافة إلى قطاع التسويق.
وبعدها أعلنت نوكيا في يوليو (تموز) الماضي أنها استحوذت على جميع أصول شركة «توانغو»، التي توفر حلاً متكاملاً لمشاركة ملفات الوسائط، يتيح تنسيق ومشاركة الصور، والفيديو، وملفات الوسائط الشخصية الأخرى.
وفي شهر أغسطس (آب) الماضي فتحت نوكيا أبواب الانترنت رسميا عندما أعلنت عن تقديم «Ovi»، اسم خدمات الإنترنت الجديدة للشركة، وتتوقع نوكيا مع تقديم خدمة «Ovi» التوسع من دائرة الاهتمام بأجهزة الهواتف الجوالة إلى توفير مجموعة متنوعة من خدمات الإنترنت. و«Ovi» هي كلمة فنلندية تعني الباب، وتمكن هذه الخدمة المستخدمين من الاتصال بالشبكة الاجتماعية والتجمعات والمحتوى الخاص بهم، بالإضافة إلى كونها بوابة لخدمات نوكيا. ولكن ينبغي القول هنا ان خدمة تحميل الموسيقى تعتبر جزءا اساسيا من استراتيجية نوكيا المستقبلية. وفي امستردام كشفت نوكيا، اكبر شركة مصنعة للهواتف الجوالة، انها ستتعاون مع اكبر شركة موسيقى في العالم «يونيفيرسال ميوزيك غروب» من اجل تقديم خدمات تحميل الموسيقى لملايين الأغاني مجانا لمدة عام كامل.
ورغم ان الطرفين لم يكشفا عن نوعية الهواتف التي يمكنها تحميل تلك الموسيقى او عن الطريقة والتكلفة، الا انه من الواضح انها ستكون من القسم الذي يرأسه فانجوكي ويصنع الهواتف ذات الوسائط المتعددة والتي تمثل جوهرة التاج في مملكة نوكيا الجوالة. وفي هذا الإطار قال فانجوكي «ان العالم لم يعد كما كنا نعرفه سابقا، فالشركات الناجحة هي التي تستطيع تجديد نفسها باستمرار، فالشيء الثابت الوحيد في هذا العالم هو التغيير، فمع اندماج الهواتف الجوالة بالانترنت فانها تحولت الى شبكات اجتماعية لتبادل المعلومات والصور والأفلام وكافة الأمور الترفيهية الأخرى، بالتالي لم تعد الهواتف الجوالة لوحدها كافية».
وفي هذا السياق أكد المدير التنفيذي لـ«نوكيا» والمدير العام لقسم الوسائط المتعددة، ان شركته التي تأسست منذ عام 1865 تتغير بمعدل مرة كل 20 عاما، والعام المقبل هو عام الحسم والتغيير، وستثبت نوكيا من خلاله انها شركة عالمية بأتم معنى الكلمة. ووفقا للبيانات التي قدمها فانجوكي فان إجمالي خدمات الانترنت الجوالة ستبلغ نحو 100 مليار يورو (حوالي 146 مليار دولار)، ولعل هذا الرقم قد ساهم ولو جزئيا في اتخاذ نوكيا قرارها بتحول استراتيجيتها نحو الانترنت لتنويع ايراداتها المالية ورفع هوامشهما الربحية.
ولكن هذا التحول لن يكون سهلا، فهناك تحديات كبيرة تنتظر نوكيا في هذا المجال، فأولا قصر تجربة نوكيا في تقديم خدمات واسعة الانتشار، وبهذا الحجم، فضلا على عدم اليقين حول كيفية استقبال الزبائن لهذا النوع من الخدمات.
كما ان هذا الوضع سيضع نوكيا في مواجهة مع «ابل» وشركات الانترنت العملاقة مثل غوغل وياهو. والتحدي الآخر هو احتمال انزعاج المشغلين والشركات التي تقدم خدمات من النوع الذي ستقدمه نوكيا.
ورغم ان فانجوكي لا ينكر او يقلل من تلك المخاطر، الا انه يؤكد ان نوكيا تعلمت من تجاربها السابقة جيدا، وستثبت من جديد انها شركة لا تعرف الا طريق النجاح. ونوكيا باختصار مثلها مثل كل الفنلنديين يمكن تلخيص نظرتهم للحياة بكلمة فنلندية واحدة وهي «سيسو»، وهي تعني التصميم على القيام بما يجب القيام به.
http://hajisqssu.jeeran.com/v25.gif