تاج الوقار
18-01-2008, 05:35 PM
طرحَ الكاتبُ في الجزءِ الأولِ مِنَ الموضوعِ
مفهوماً جديداً للعِفةِ وهو إثباتها للرجلِ الذي يُحجِمُ عن المعاصي خوفاً من الله عز وجلّ،
ثُمَّ حاولَ الإجابة على السؤالِ المهمِ، هل يُمكن لمن تجرَّأَ على حدودِ الله أن يعودَ عفيفاً شريفاً؟؟
وكانت الإجابة أنَّ هِمَةَ المرءِ هي الحكمُ الفصلِ في تحصيلِ المراد - بعد إرادةِ الله تعالى وتوفيقه -
لأنَّ الله لا يُغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيرُوا ما بأنفُسِهِم، وأن مُعامِل القوةِ والضعفِ الحقيقي بداخلي، لا منَ الخارجِ،
وأن المسألةَ كلها تتعلقُ بالإجابةِ الصادقةِ على السؤالِ: هل أريدُ أن أتغير؟!
ثم بدأَ الكاتبُ في ذكرِ بعضِ الطرقِ والقصصِ العمليةِ للتغييرِ ..
.. إننا في مقالِنَا هذا نُعالجُ تَصوُرًا مفادهُ هل لِمَن هتكَ السترِ أن يستَعِيدَهُ من جديدٍ؟
فما بينَ وسائلِ طرحٍ جامدةٍ ومملةٍ لقضيةِ الحياء ومفهومَهُ إلا فيما ندر ،،
وما بينَ توجيهَهُ لحلولٍ أُخرى ثانويةٍ مؤقتةٍ تَنتَهِجُ سياسةَ التسكِينِ المُؤَقَتِ ..
وما بينَ هذا أو ذاك يَتُوهُ الشبابُ في تجربةٍ مختلفةَ الأشكالِ والحلولِ،
والله تعالى الرحيم بعباده قد أورد لنا في كتابه دواءً لكل داء وحلاً لكلَ مشكلةٍ،
وقد أوردَ للوقايةِ مِنَ المعاصِي قاعدةً جليلةً، يظهرُ لنََا مِن خلالِهَا موطنُ الداءِ وشكلُ العلاجِ،
ألا وهي قوله تعالى في سورة النازعات:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
إذن فهي معادلة لها طرفانٍ الأول خوفُ مقامِ الله تعالى والثاني إلزامُ النفسِ بِمنعِهَا عنِ الهوى المُؤدِي إلى وقوعِ المعصيةِ ..
ودَعونا نضربُ أمثلةً منَ الواقعِ قد أصابَ أصحابِها الحيرةَ منَ التناقُضِ العجيبِ الواقعِ داخلَ نفوسِهم،
فهذا واحد شديدُ الخوفِ مِنَ الله، و يقفُ في الصلاةِ يبكي خلفَ الإمامِ حينَ يدعُو،
ثُمَّ يخرُجُ مِنَ المَسجِدِ يَعصِي الله العَظيم .. وبعد إرتكابِه للمَعصيةِ يجلسُ يبكِي ويبكِي بشدةٍ
تجعلكَ تَتَعَجَبُ أليسَ هذا هو الذي إرتكبَ هذه المعصية منذ قليل منذ لحظات وثوانٍ؟؟؟
بلى هو!
ويقفُ الشابُ مِحتاراً لا يفهمُ أينَ المشكلة؟
http://www.alfadela.net/pub/post/3/dsa.jpg
عِندها يدخُل الشيطانُ مُتطوعًا بإعطاءِ التفسيرِ الشيطاني الذي يبدو في أولهِ ربانيًا: وهو أنّكَ منافقٌ بِوَجهَينِ،
ثُّمَ بعد ترسيخ هذا المفهوم ينقلُ إلى الذي يليهِ وهو أنكَ باستمرارِ الوقوعِ في المعصيةِ
وعدمِ القدرةِ على التخلصِ منها تَدخُلُ في الحلقةِ المُفرغةِ منَ إرتكابٍ للذنبِ فبكاءٍ فتوبةٍ فندمٍ فسكونٍ فَشهوةٍ فإرتكابٍ للذنبِ،
وهكذا يُحاولُ إبليس أن يُقنِعَكَ أنَّه لا يُمكن أن تكونَ صالِحاً،
فعلى الأقل لا تكُن منافقًا!
ويوسوسُ لكَ بتركِ المحاولةِ للتوبةِ والإمتناعِ عنِ البُكاءِ والندمِ والرضى بالأمرِ الواقعِ،
اللـّعينُ يُكررُ ما فعلهُ مع آدمَ عندما وسوسَ لهُ بالأكلِ منَ الشَجَرةِ حيثُ جَاءَ في ثيابِ الناصحِ الأمينِ
"وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ".
والحقيقةُ أنَّ صاحبنا الشابُ إن أحسنَ التأمُّل لفَهِمَ أنه ليسَ نِفاقاً، كلا بل هوالخوفُ منَ الله،
ولكنَّ الذي حَصَلَ أنَّ الشابَ أهملَ بشدةٍ الشِقَ الثاني، وهو نَهيُ النفسِ عنِ الهوى أو بعبارةٍ أُخرى،
إهمالِ التربية الإيمانية، فيصيرُ سلطانُ النفسِ عليهِ شديداً،
لذلك لابُد من تقييدِها (أي النفس) بلِجَامِ الشرعِ لا إطلاقِها للهَوى، وهذا يَحصُل بالمحاولاتِ المستمرةِ
لبناءِ الحياءِ وكسرِ الحلقاتِ المفرغةِ التي يدفعُنَا إليها الشيطانُ حتى تَتَحَقَقُ مقولة الخنساء ـ رضي الله عنها ـ
"عوّدوا جوارِحَكُم الطاعة تستوحِشُ المعصية"
إنّ تحديدَ مكمنُ الداءِ هو نصفُ الطريق إلى العلاجِ الصحيحِ، وأعظمُ سعيٍ للشيطانِ إنما يكون في رسمِ أوهامٍ لأسبابِ الداءِ فيدفعُ الشخصَ إلى التعلُقِ بِها،
واعلم أنَّ طريقَ الجنةِ درجاتٍ بعضها فوقَ بعضٍ لِمَن أرادَ الصعود،
كما أنَّ طريقَ النارِ درجاتٍ بعضها تحتَ بعضٍ لِمَن أرادَ الهبوط.
إنَّ الآيةَ الكريمةَ تُوضِحُ لنا بِمَا لا يدعُ مَجَالاً للتَوهُمِ أوالترددِ أنه لا بدَ من حاجزٍ بينِ العبدِ وبينَ المعصيةِ
ومن ثَمَّ تُوضح لنا مكوناته أو شقيه الأساسيين وهما:
الشق الأول خوفٌ من مقامِ الله تعالى يؤدي إلى نهي النفسَ وزجرِها عن هواها متى خالفت أمر الله تعالى.
والشق الثاني يكون عن طريقِ زراعةِ موانعَ ومعوقات وبناءِ حواجزَ وسدود داخلَ النفسِ
ترفعُ مُستوى تحكم وسيطرةَ الإنسانِ على نفسِه بما يحققُ قيادتِه لها حيثما شاء.
هذا المانعُ والحاجزُ لابدَ أن يكونَ داخليًا، نُنمّيه بالتعرُّف على عظمةِ اللهِ، وتذّكر نعيمُ الجنة، ولهيبُ النار..
ومما يؤكد لنا أهمية الحاجز الإيماني بين العبدِ والمعصية
الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء".
إن الحياء كما عرّفه أهلُ العلمِ في اللغةِ أنَّهُ إنقباضٌ وإنزواءٌ وإنكِسارٌ في النفسِ يصيبُ الإنسانَ عند الخوفِ من فعلِ شيءٍ يعيبهُ وهو مشتقٌ منَ الحياة،
ولذا قال بعض الفُصحاء: حياةُ الوجهِ بحيائِه كما أن حياة الغرسِ بمائهِ.
وعرّفه علماءُ الشريعةِ بأنهُ صفة وخلق يكون في النفسِ يبعثُ على إجتنابِ القبيحِ ويمنعُ من التقصيرِ في حقِ صاحبِ الحقِ.
وهو مرادُنا الذي نسعى إليهِ، وهو خُلُقٌ نزرعهُ في نفوسِنا ليقوم بالدورِ المطلوبِ وهو نَهيُ هذه النفس عنِ القبيحِ الذي هو كل ما يُغضبُ الله تباركَ وتعالى.
لكن تبقى أسئلة،،
ماذا أفعلُ إن أغلقت المعاصي القلبَ عن التأثُرِ بالنصيحةِ والموعظةِ؟؟
ماذا أفعلُ إن جافى الدمعُ عينيَّ ؟؟ كيف أُزيل القساوةَ عن قلبي؟
نحاولُ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، معاً في الموضوعِ القادمِ بإذنِ الله.
http://www.alfadela.net/pub/logosmall-nolink.gif
الخُلاصة:
خطوات لإستعادةِ الحياء:
حُسنُ الظنِ باللهِ –الصدقُ والإخلاص – إتخاذ خطوات عملية نحو التوبة – الدعاء أن يفتحَ الله مغاليقَ القلوب،
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
النساء64
ورد في تفسير الجلالين:
64 - (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع) فيما يأمر به ويحكم (بإذن الله) بأمره لا ليعصى ويخالف (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) بتحاكُمِهِم إلى الطاغوتِ (جاؤوك) تائبين (فاستغفَروا الله واستغفرَ لهم الرسولُ) فيه التفات عن الخطاب تفخيماً لشأنِهِ (لوَجَدُوا الله تواباً) عليهِم (رحيماً) بِهِم.
-------
منقول بتصرُّف، مع الإعتذار لصاحبِ الموضوع،،
رابط الحلقة الأولى من الموضوع:
عاصٍ يبني الحياء ( الحلقة الأولى ) (http://alfadela.net/showthread.php?t=675)
-------
وتفضلوا هذه الأُنشودة الجميلة،، أنا العبد
للإستماع اضغط على أي رابط أدناه.
للتحميل اختر أي من الرابطين التاليين، واضغط حفظ بإسم.
http://www.baa7r.com/alafasy/baa7r_anael3abd.mp3
أو
www.alfadela.net/pub/post/3/baa7r_anael3abd.mp3 (http://www.alfadela.net/pub/post/3/baa7r_anael3abd.mp3)
------
ملحوظة: ربما يتأخر الموضوع القادم قليلاً بسبب ظروف الإختبارات، فانتظروا عودتنا بقوة، بإذن الله.
-=-=-=-=-=-=-
ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هَب لنا مِن لدُنك رحمة إنّك أنت الوهّاب
ربّنا إنّك جامِع الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه، إنّ اللهَ لا يُخلف الميعاد
ربنا إنّك من تُدخِل النار فقد أخزيَته، وما للظالمين مِن أنصار.
مفهوماً جديداً للعِفةِ وهو إثباتها للرجلِ الذي يُحجِمُ عن المعاصي خوفاً من الله عز وجلّ،
ثُمَّ حاولَ الإجابة على السؤالِ المهمِ، هل يُمكن لمن تجرَّأَ على حدودِ الله أن يعودَ عفيفاً شريفاً؟؟
وكانت الإجابة أنَّ هِمَةَ المرءِ هي الحكمُ الفصلِ في تحصيلِ المراد - بعد إرادةِ الله تعالى وتوفيقه -
لأنَّ الله لا يُغيرُ ما بقومٍ حتى يُغيرُوا ما بأنفُسِهِم، وأن مُعامِل القوةِ والضعفِ الحقيقي بداخلي، لا منَ الخارجِ،
وأن المسألةَ كلها تتعلقُ بالإجابةِ الصادقةِ على السؤالِ: هل أريدُ أن أتغير؟!
ثم بدأَ الكاتبُ في ذكرِ بعضِ الطرقِ والقصصِ العمليةِ للتغييرِ ..
.. إننا في مقالِنَا هذا نُعالجُ تَصوُرًا مفادهُ هل لِمَن هتكَ السترِ أن يستَعِيدَهُ من جديدٍ؟
فما بينَ وسائلِ طرحٍ جامدةٍ ومملةٍ لقضيةِ الحياء ومفهومَهُ إلا فيما ندر ،،
وما بينَ توجيهَهُ لحلولٍ أُخرى ثانويةٍ مؤقتةٍ تَنتَهِجُ سياسةَ التسكِينِ المُؤَقَتِ ..
وما بينَ هذا أو ذاك يَتُوهُ الشبابُ في تجربةٍ مختلفةَ الأشكالِ والحلولِ،
والله تعالى الرحيم بعباده قد أورد لنا في كتابه دواءً لكل داء وحلاً لكلَ مشكلةٍ،
وقد أوردَ للوقايةِ مِنَ المعاصِي قاعدةً جليلةً، يظهرُ لنََا مِن خلالِهَا موطنُ الداءِ وشكلُ العلاجِ،
ألا وهي قوله تعالى في سورة النازعات:
"وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى"
إذن فهي معادلة لها طرفانٍ الأول خوفُ مقامِ الله تعالى والثاني إلزامُ النفسِ بِمنعِهَا عنِ الهوى المُؤدِي إلى وقوعِ المعصيةِ ..
ودَعونا نضربُ أمثلةً منَ الواقعِ قد أصابَ أصحابِها الحيرةَ منَ التناقُضِ العجيبِ الواقعِ داخلَ نفوسِهم،
فهذا واحد شديدُ الخوفِ مِنَ الله، و يقفُ في الصلاةِ يبكي خلفَ الإمامِ حينَ يدعُو،
ثُمَّ يخرُجُ مِنَ المَسجِدِ يَعصِي الله العَظيم .. وبعد إرتكابِه للمَعصيةِ يجلسُ يبكِي ويبكِي بشدةٍ
تجعلكَ تَتَعَجَبُ أليسَ هذا هو الذي إرتكبَ هذه المعصية منذ قليل منذ لحظات وثوانٍ؟؟؟
بلى هو!
ويقفُ الشابُ مِحتاراً لا يفهمُ أينَ المشكلة؟
http://www.alfadela.net/pub/post/3/dsa.jpg
عِندها يدخُل الشيطانُ مُتطوعًا بإعطاءِ التفسيرِ الشيطاني الذي يبدو في أولهِ ربانيًا: وهو أنّكَ منافقٌ بِوَجهَينِ،
ثُّمَ بعد ترسيخ هذا المفهوم ينقلُ إلى الذي يليهِ وهو أنكَ باستمرارِ الوقوعِ في المعصيةِ
وعدمِ القدرةِ على التخلصِ منها تَدخُلُ في الحلقةِ المُفرغةِ منَ إرتكابٍ للذنبِ فبكاءٍ فتوبةٍ فندمٍ فسكونٍ فَشهوةٍ فإرتكابٍ للذنبِ،
وهكذا يُحاولُ إبليس أن يُقنِعَكَ أنَّه لا يُمكن أن تكونَ صالِحاً،
فعلى الأقل لا تكُن منافقًا!
ويوسوسُ لكَ بتركِ المحاولةِ للتوبةِ والإمتناعِ عنِ البُكاءِ والندمِ والرضى بالأمرِ الواقعِ،
اللـّعينُ يُكررُ ما فعلهُ مع آدمَ عندما وسوسَ لهُ بالأكلِ منَ الشَجَرةِ حيثُ جَاءَ في ثيابِ الناصحِ الأمينِ
"وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ".
والحقيقةُ أنَّ صاحبنا الشابُ إن أحسنَ التأمُّل لفَهِمَ أنه ليسَ نِفاقاً، كلا بل هوالخوفُ منَ الله،
ولكنَّ الذي حَصَلَ أنَّ الشابَ أهملَ بشدةٍ الشِقَ الثاني، وهو نَهيُ النفسِ عنِ الهوى أو بعبارةٍ أُخرى،
إهمالِ التربية الإيمانية، فيصيرُ سلطانُ النفسِ عليهِ شديداً،
لذلك لابُد من تقييدِها (أي النفس) بلِجَامِ الشرعِ لا إطلاقِها للهَوى، وهذا يَحصُل بالمحاولاتِ المستمرةِ
لبناءِ الحياءِ وكسرِ الحلقاتِ المفرغةِ التي يدفعُنَا إليها الشيطانُ حتى تَتَحَقَقُ مقولة الخنساء ـ رضي الله عنها ـ
"عوّدوا جوارِحَكُم الطاعة تستوحِشُ المعصية"
إنّ تحديدَ مكمنُ الداءِ هو نصفُ الطريق إلى العلاجِ الصحيحِ، وأعظمُ سعيٍ للشيطانِ إنما يكون في رسمِ أوهامٍ لأسبابِ الداءِ فيدفعُ الشخصَ إلى التعلُقِ بِها،
واعلم أنَّ طريقَ الجنةِ درجاتٍ بعضها فوقَ بعضٍ لِمَن أرادَ الصعود،
كما أنَّ طريقَ النارِ درجاتٍ بعضها تحتَ بعضٍ لِمَن أرادَ الهبوط.
إنَّ الآيةَ الكريمةَ تُوضِحُ لنا بِمَا لا يدعُ مَجَالاً للتَوهُمِ أوالترددِ أنه لا بدَ من حاجزٍ بينِ العبدِ وبينَ المعصيةِ
ومن ثَمَّ تُوضح لنا مكوناته أو شقيه الأساسيين وهما:
الشق الأول خوفٌ من مقامِ الله تعالى يؤدي إلى نهي النفسَ وزجرِها عن هواها متى خالفت أمر الله تعالى.
والشق الثاني يكون عن طريقِ زراعةِ موانعَ ومعوقات وبناءِ حواجزَ وسدود داخلَ النفسِ
ترفعُ مُستوى تحكم وسيطرةَ الإنسانِ على نفسِه بما يحققُ قيادتِه لها حيثما شاء.
هذا المانعُ والحاجزُ لابدَ أن يكونَ داخليًا، نُنمّيه بالتعرُّف على عظمةِ اللهِ، وتذّكر نعيمُ الجنة، ولهيبُ النار..
ومما يؤكد لنا أهمية الحاجز الإيماني بين العبدِ والمعصية
الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لكل دين خلقًا وخلق الإسلام الحياء".
إن الحياء كما عرّفه أهلُ العلمِ في اللغةِ أنَّهُ إنقباضٌ وإنزواءٌ وإنكِسارٌ في النفسِ يصيبُ الإنسانَ عند الخوفِ من فعلِ شيءٍ يعيبهُ وهو مشتقٌ منَ الحياة،
ولذا قال بعض الفُصحاء: حياةُ الوجهِ بحيائِه كما أن حياة الغرسِ بمائهِ.
وعرّفه علماءُ الشريعةِ بأنهُ صفة وخلق يكون في النفسِ يبعثُ على إجتنابِ القبيحِ ويمنعُ من التقصيرِ في حقِ صاحبِ الحقِ.
وهو مرادُنا الذي نسعى إليهِ، وهو خُلُقٌ نزرعهُ في نفوسِنا ليقوم بالدورِ المطلوبِ وهو نَهيُ هذه النفس عنِ القبيحِ الذي هو كل ما يُغضبُ الله تباركَ وتعالى.
لكن تبقى أسئلة،،
ماذا أفعلُ إن أغلقت المعاصي القلبَ عن التأثُرِ بالنصيحةِ والموعظةِ؟؟
ماذا أفعلُ إن جافى الدمعُ عينيَّ ؟؟ كيف أُزيل القساوةَ عن قلبي؟
نحاولُ الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، معاً في الموضوعِ القادمِ بإذنِ الله.
http://www.alfadela.net/pub/logosmall-nolink.gif
الخُلاصة:
خطوات لإستعادةِ الحياء:
حُسنُ الظنِ باللهِ –الصدقُ والإخلاص – إتخاذ خطوات عملية نحو التوبة – الدعاء أن يفتحَ الله مغاليقَ القلوب،
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
النساء64
ورد في تفسير الجلالين:
64 - (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع) فيما يأمر به ويحكم (بإذن الله) بأمره لا ليعصى ويخالف (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) بتحاكُمِهِم إلى الطاغوتِ (جاؤوك) تائبين (فاستغفَروا الله واستغفرَ لهم الرسولُ) فيه التفات عن الخطاب تفخيماً لشأنِهِ (لوَجَدُوا الله تواباً) عليهِم (رحيماً) بِهِم.
-------
منقول بتصرُّف، مع الإعتذار لصاحبِ الموضوع،،
رابط الحلقة الأولى من الموضوع:
عاصٍ يبني الحياء ( الحلقة الأولى ) (http://alfadela.net/showthread.php?t=675)
-------
وتفضلوا هذه الأُنشودة الجميلة،، أنا العبد
للإستماع اضغط على أي رابط أدناه.
للتحميل اختر أي من الرابطين التاليين، واضغط حفظ بإسم.
http://www.baa7r.com/alafasy/baa7r_anael3abd.mp3
أو
www.alfadela.net/pub/post/3/baa7r_anael3abd.mp3 (http://www.alfadela.net/pub/post/3/baa7r_anael3abd.mp3)
------
ملحوظة: ربما يتأخر الموضوع القادم قليلاً بسبب ظروف الإختبارات، فانتظروا عودتنا بقوة، بإذن الله.
-=-=-=-=-=-=-
ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هَب لنا مِن لدُنك رحمة إنّك أنت الوهّاب
ربّنا إنّك جامِع الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه، إنّ اللهَ لا يُخلف الميعاد
ربنا إنّك من تُدخِل النار فقد أخزيَته، وما للظالمين مِن أنصار.