chahitour18
10-02-2008, 08:44 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
ما هي لغتنا ؟
أهي لغة الضاد أم هي لغة الظاء؟
ولماذا أصبحت فاتحة الكتاب التي لا صلاة لمسلم بدونها تُقرأ بلهجة بدوية لم نعرفها في الحجاز إلا منذ فترة قريبة اقل من ثمانين عاما؟
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
فالضاد التي تلفظها مصر هي اليوم أشبه بالدال. والضاد السورية مفخمة وأشد انفجاراً. أما في العراق فيلفظونها ظاء رخوة. ونُقل عن الأصمعي قولُه: "إنَّه تتبع لهجات العرب كلها، فلم يجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء) (الأصوات اللغوية ص54).
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
النطق بالضاد القديمة
يُستفاد من وصف الخليل بن أحمد الفراهيدي أن العُضوين المكوِّنين للنطق بالضاد ينفصلان انفصالاً بطيئاً نسبياً، فحلّ الانفجار البطيء في صوتها محل الانفجار الفُجائي، ولهذا السبب قال ابن الجوزي في كتابه (النشر في القراءات العشر): (إن الضاد انفردت بالاستطالة ، وليس في الحروف مايعسُر على اللسان مثله، فألسنة الناس فيه مختلفة)، (الأصوات اللغوية ص 51).
كما أكد علماء اللغة القدامى: (أنَّ النَّفسَ مع الضاد بعد خروجه من الحنجرة يتخذ مجراه من الحلْق إلى الفم، إما عن يسار الفم عند أكثر الرواة، وإما عن يمينه عند بعضهم، أو عن كلا الجانبين على رأي سيبويه): (الأصوات اللغوية ص 49).
ونظراً لتداخل صوتي الضاد والظاء في اللهجات العربية، فإن نهاية مخرج الضاد لابد أن يكون قريباً جداً من بداية مخرج الظاء. لتكون الصعوبة البالغة في نطق الضاد تتلخص في امتداد مخرجها حتى بداية مخرج الظاء، مع البراعة في الفصل بينهما، وهذا ماجعل إتقان التلفظ بها فائق الصعوبة، فكان لا مثيل لها في لغات العالم، مما يؤهلها لحمل لقب اللغة العربية، على رأي معظم علماء اللغة العربية وأدبائها.
ولهذا السبب من الصعوبة الفائقة في نطقها تراجع العراقيون وغيرهم من القبائل العربية القديمة بمخرجها قليلاً باتجاه الفم حتى استقر في مخرج الظاء، كما تراجع المصريون بمخرجها أكثر حتى استقر قرب مخرج الدال. أما السوريون فقد تقدموا بمخرجها قليلاً نحو الحلّق. إشباعاً وتفخيماً، فكان صوتها أشد انفجاراً من الضاد الأصل.
وهكذا ضاعت الضاد من على ألسنة العرب.
و دائما أضرب المثل لأبنائي بالآية من سورة الانشراح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ .
منقول للفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
ما هي لغتنا ؟
أهي لغة الضاد أم هي لغة الظاء؟
ولماذا أصبحت فاتحة الكتاب التي لا صلاة لمسلم بدونها تُقرأ بلهجة بدوية لم نعرفها في الحجاز إلا منذ فترة قريبة اقل من ثمانين عاما؟
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
فالضاد التي تلفظها مصر هي اليوم أشبه بالدال. والضاد السورية مفخمة وأشد انفجاراً. أما في العراق فيلفظونها ظاء رخوة. ونُقل عن الأصمعي قولُه: "إنَّه تتبع لهجات العرب كلها، فلم يجد فيها أشكل من الفرق بين الضاد والظاء) (الأصوات اللغوية ص54).
لقد اختلف علماء اللغة العربية في مخرجها وشِدَّتها اختلاف العرب أنفسهم في كيفية النطق بها.
النطق بالضاد القديمة
يُستفاد من وصف الخليل بن أحمد الفراهيدي أن العُضوين المكوِّنين للنطق بالضاد ينفصلان انفصالاً بطيئاً نسبياً، فحلّ الانفجار البطيء في صوتها محل الانفجار الفُجائي، ولهذا السبب قال ابن الجوزي في كتابه (النشر في القراءات العشر): (إن الضاد انفردت بالاستطالة ، وليس في الحروف مايعسُر على اللسان مثله، فألسنة الناس فيه مختلفة)، (الأصوات اللغوية ص 51).
كما أكد علماء اللغة القدامى: (أنَّ النَّفسَ مع الضاد بعد خروجه من الحنجرة يتخذ مجراه من الحلْق إلى الفم، إما عن يسار الفم عند أكثر الرواة، وإما عن يمينه عند بعضهم، أو عن كلا الجانبين على رأي سيبويه): (الأصوات اللغوية ص 49).
ونظراً لتداخل صوتي الضاد والظاء في اللهجات العربية، فإن نهاية مخرج الضاد لابد أن يكون قريباً جداً من بداية مخرج الظاء. لتكون الصعوبة البالغة في نطق الضاد تتلخص في امتداد مخرجها حتى بداية مخرج الظاء، مع البراعة في الفصل بينهما، وهذا ماجعل إتقان التلفظ بها فائق الصعوبة، فكان لا مثيل لها في لغات العالم، مما يؤهلها لحمل لقب اللغة العربية، على رأي معظم علماء اللغة العربية وأدبائها.
ولهذا السبب من الصعوبة الفائقة في نطقها تراجع العراقيون وغيرهم من القبائل العربية القديمة بمخرجها قليلاً باتجاه الفم حتى استقر في مخرج الظاء، كما تراجع المصريون بمخرجها أكثر حتى استقر قرب مخرج الدال. أما السوريون فقد تقدموا بمخرجها قليلاً نحو الحلّق. إشباعاً وتفخيماً، فكان صوتها أشد انفجاراً من الضاد الأصل.
وهكذا ضاعت الضاد من على ألسنة العرب.
و دائما أضرب المثل لأبنائي بالآية من سورة الانشراح " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ .
منقول للفائدة