همس الشفاة
26-02-2008, 07:11 PM
كلما أحزنك زوجك.. اذهبي إلى حبيبك
صارت تحدثني عن معاناتها التي استمرت سنوات من زواجها، وكيف أنها تلوذ بالصبر على كل ما كانت تلقاه من زوجها الذي قالت إنه يدقق ويتابع كل شيء، ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، فهو لا يتغاضى، ولا يتسامح، ولا يلين.
ذكرت أنها كثيرا ما كانت تشعر برغبة في ترك كل شيء، البيت والأولاد والزوج، كل ما كان يملأ نفسها شعور بأنها ما عادت قادرة على الصبر وتحمل الأعباء، وأن طاقة التصبر عندها وصلت حدها، ولكن إلى أين؟ لم تكن تدري!
سألتها أن تحادثني عن زوجها غير ما ذكرته عنه من تدقيق وتفتيش ومتابعة وعدم مسامحة؛ فقالت إنه قاس، لسانه حاد، لا أسمع منه ثناء عليّ، أو على طبخي، أو على تربية أبنائي، لا أسمع منه كلمة حب أو عطف أو حنان... لقد تعبت، تعبت، تعبت، لا أعني تعب الجسد فهذا أحتمله وأصبر عليه؛ إنما أعني تعب النفس، تعب الأعصاب، تعب الوجدان.
قلت لها: هل جربت أن تكلمي أحداً من أهلك أو من أهله ليراجعوه وينصحوه.
قالت: فاتحه والدي فنفي كل شيء، وقال إنه غير مقصر نحو بيته.
قلت لها: هل تريدين نصيحتي؟ قالت لهذا فاتحتك بالأمر.
قلت: أعلم أن نصيحتي قد لا تلقي قبولاً كبيراً في نفسك، لكني أرى العمل بها هو الأجدى والأربح.
قالت: تفضلي.
قلت: لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبرك واحتسابك لقلت: أهذا كله لي؟ لو رأيت مقعدك في الجنة جزاء احتمالك ما تلقيته من عنت زوجك وشدته وقسوته وجفافه ثم سئلت: ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين.. ولكننا سننقص من أجرك.. وننزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة.. لربما قلت: لا.. أصبر على زوجي فأبقوا على منزلتي هذه في الجنة.
هنا سمعت صوت بكائها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام فقلت لها: أيهما تفضلين؟ أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتك في الجنة ستكون أدنى، أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة؟
صمتت ولم تجب وما زالت تبكي....
قلت لها: لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجك كما تريدين، وأن تبقى منزلتك في الجنة؛ أي أن تظفري بالأمرين معا.
ثم عدت إلى سؤالها من جديد: ماذا اخترت يا أختاه؟
قالت: لقد اخترت مواصلة الصبر، ولكني أرجوك أن ترشديني إلى ما يعينني.
قلت لها: بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك، أما ما يعينك على ذلك فهو التالي: كلما سمعت من زوجك ما آلمك وأحزنك، وكلما وجدت إعراضاً وصدودا، وكلما ضاقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته.. اذهبي إلى حبيبك.. نعم حبيبك واشكي زوجك إليه!
قاطعتني مستنكرة: وأنا مالي حبيب؟
قلت لها: بلى لا تتعجلي! أليس الله حبيبك؟ ألا تحبين الله تعالى؟
قالت: بلى أحبه.
قلت: إذن الجئي إليه سبحانه، وناجيه بمثل هذه الكلمات: اللهم إني أحبك, وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك، وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني.
اللهم ألهمني حسن الصبر عليه، وامنحني طاقة أكبر على احتماله، وأعني على مقابلة إساءته بالإحسان.. اللهم لا تحرمني الأجر على هذا الصبر.
صارت تحدثني عن معاناتها التي استمرت سنوات من زواجها، وكيف أنها تلوذ بالصبر على كل ما كانت تلقاه من زوجها الذي قالت إنه يدقق ويتابع كل شيء، ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة، فهو لا يتغاضى، ولا يتسامح، ولا يلين.
ذكرت أنها كثيرا ما كانت تشعر برغبة في ترك كل شيء، البيت والأولاد والزوج، كل ما كان يملأ نفسها شعور بأنها ما عادت قادرة على الصبر وتحمل الأعباء، وأن طاقة التصبر عندها وصلت حدها، ولكن إلى أين؟ لم تكن تدري!
سألتها أن تحادثني عن زوجها غير ما ذكرته عنه من تدقيق وتفتيش ومتابعة وعدم مسامحة؛ فقالت إنه قاس، لسانه حاد، لا أسمع منه ثناء عليّ، أو على طبخي، أو على تربية أبنائي، لا أسمع منه كلمة حب أو عطف أو حنان... لقد تعبت، تعبت، تعبت، لا أعني تعب الجسد فهذا أحتمله وأصبر عليه؛ إنما أعني تعب النفس، تعب الأعصاب، تعب الوجدان.
قلت لها: هل جربت أن تكلمي أحداً من أهلك أو من أهله ليراجعوه وينصحوه.
قالت: فاتحه والدي فنفي كل شيء، وقال إنه غير مقصر نحو بيته.
قلت لها: هل تريدين نصيحتي؟ قالت لهذا فاتحتك بالأمر.
قلت: أعلم أن نصيحتي قد لا تلقي قبولاً كبيراً في نفسك، لكني أرى العمل بها هو الأجدى والأربح.
قالت: تفضلي.
قلت: لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبرك واحتسابك لقلت: أهذا كله لي؟ لو رأيت مقعدك في الجنة جزاء احتمالك ما تلقيته من عنت زوجك وشدته وقسوته وجفافه ثم سئلت: ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين.. ولكننا سننقص من أجرك.. وننزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة.. لربما قلت: لا.. أصبر على زوجي فأبقوا على منزلتي هذه في الجنة.
هنا سمعت صوت بكائها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام فقلت لها: أيهما تفضلين؟ أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتك في الجنة ستكون أدنى، أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة؟
صمتت ولم تجب وما زالت تبكي....
قلت لها: لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجك كما تريدين، وأن تبقى منزلتك في الجنة؛ أي أن تظفري بالأمرين معا.
ثم عدت إلى سؤالها من جديد: ماذا اخترت يا أختاه؟
قالت: لقد اخترت مواصلة الصبر، ولكني أرجوك أن ترشديني إلى ما يعينني.
قلت لها: بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك، أما ما يعينك على ذلك فهو التالي: كلما سمعت من زوجك ما آلمك وأحزنك، وكلما وجدت إعراضاً وصدودا، وكلما ضاقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته.. اذهبي إلى حبيبك.. نعم حبيبك واشكي زوجك إليه!
قاطعتني مستنكرة: وأنا مالي حبيب؟
قلت لها: بلى لا تتعجلي! أليس الله حبيبك؟ ألا تحبين الله تعالى؟
قالت: بلى أحبه.
قلت: إذن الجئي إليه سبحانه، وناجيه بمثل هذه الكلمات: اللهم إني أحبك, وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك، وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني.
اللهم ألهمني حسن الصبر عليه، وامنحني طاقة أكبر على احتماله، وأعني على مقابلة إساءته بالإحسان.. اللهم لا تحرمني الأجر على هذا الصبر.