ورقة بن نوفل
15-04-2008, 01:54 PM
http://s14.divshare.com/files/2008/04/12/4234830/asr1.jpg
سرٌ خطيرٌ:
إذا كنت في أوربا وأردت التّخلُّص من جارِك، فانتظرْ أوّل الشّهرِِ عندما يشتري مسحوق الغسيلِ، ثم أبلغ الشُّرط أنّ جارِك يمتلكُ موادّاً كيميائيّةً .. سيتمُ اعتقالُه فوراً،
ويوضعُ في السِّجنِ دون محاكمةًٍ،
وللعلم، هذه الطّريقةُ لا تنفعُ إلا مع المسلمين! فهم الوحيدون الذين لا بواكي لهم.
وللعلم أيضاً فهذه الطّريقةُ مجرّبةٌٌ على سامي الحاج مصوِّر الجزيرةِ
.. و قد تمّ اختبارُها أيضاً على نطاقٍ واسعٍ على المئاتِ من العربِ المسلمين، الذين يعملون في منظماتٍ طوعيّةٍ وإغاثيّةٍ، باعهم العملاءُ في باكستان إلى أمريكا لقاء ألف دولار على الرأسِ المسلمِ بزعم أنّهم مجاهدون، وقد زجّت بهم أمريكا لاحقاً في جتمو كوبا وهم حتّى اليوم دون محاكمات، ودون حقوقِ إنسان ولا حتّى حقوق حيوان! .. في أقفاص غوانتنامو
و اليوم بين أيديكم قصةٌٌ جديدةٌ في سلسلةِ المأساةِ المتواصلةِ،
محمد محمود شابٌّ مصريٌّ يعيشُ في ألمانيا، وسيمُ القسماتِ، هادئُ البسماتِ، يصلِّي الصّلوات الخمس، ويشاركُ المسلمين هناك هموم حياتِهم اليوميّة، و يسعى للحصولِ على بعضِ المالِ ليعيش نفسه ..
قرّر أن يتزوج، لكنّ الأشرار قرّروا أن يزجّوه في السِّجن بعد أيامٍ معدودةٍ من زواجِه، ليقضي شهر العسلِ في شوالِ بصلٍ،
على أنغامِ السِّياط، وشقشقاتِ المعذبين في سجونِ الظُّلمِ ..
زعموا أنه أراد تفجيرهم، وليته فعل، إذاً لهان الأمر،
لكنّ الرّجل مُصرٌّ على أنّه بريءٌ،
وأنّ المحققين لفّقوا له أدلّةً،
بل هو ينادي شرفاء الكرةِ الأرضيّةِ، ويطلبُ محاكمةً عادلةً،
ويصرخُ:
إننا نريدُ أن ُيسمع لنا، فهل من مُجيبٍ؟!
في السُّطورِ القادِمة، يحكي لكم محمدٌ عن أسوأِ قصصِ الظُّلم،
يحكي لكم عن ابنه الذي فقده أثناء التحقيقِ،
و عن زوجتِه، كيف أهانوها،
يخبركم عن ألم زوج لا يستطيع الدفاع عن أهله ..
عن شرفِ المسلمين الذي أُهين،
و عن عزّ مؤمنٍ أذلّه الطُّغاةُ
لعلّكم سمعتم عن شيءٍ اسمه القهر .. لكنّكم اليوم سترونه
وأنتم تقرؤون هذه الكلمات، تفكروا في حال كاتبها الآن، ترى كم يوما مضى عليه دون نوم؟
ترى كيف هو الآن يُهان؟
ترى هل هو يضربُ؟ أم تراه معلقاً من قدميه؟
أم هو الآن ينامُ في هدوءٍ وأمان!؟
نترككم مع كلماتِه، فهو أقدرُ من يعبر عن نفسِه،
نصُّ الرِّسالة التي بعث بها محمد محمود يصفُ فيها حاله، وحال زوجتِه منى سالم:
يقول الله تعالي (وما نقمُوا مِنْهُمْ إِلّا أنْ يُؤْمِنُوا بِاللّهِ الْعزِيزِ الْحمِيدِ) (البروج:8)
أنا الأسيرُ محمدُ محمود القابع في السِّجن ظلماً وعدواناً في النِّمسا.
اعتقِلتُ أنا وزوجتي (مني سالم) بعد زواجنا بعشرةِ أيامٍ فقط، بتهمةِ الإرهاب!!
تم اعتقالُنا يوم 12/9 /2007 بطريقةٍ وحشيّةِ، فبدونِ سابقِ إنذارٍ اقتحم المنزل أكثر من 40 جندياً من القواتِ الخاصّة كوبرا حيث تم تفجيرُ باب المنزلِ وإلقاء قنابل الدُّخان داخله وتكسيرُ أبوابِ الغرفِ وتدميرِ محتوياتِ البيتِ، انهال علي الجنودُ بالضّربِ والسّبِّ وسبِّ الإسلام بعد أن كبّلوني، .وتمّ حجزُ أمِّي المريضة في إحدى الغرفِ يحيطُ بها مجموعةٌ من الجنودِ وهم مشهرين سلاحهم في وجهِها، ونفسُ الشّيءِ حدث مع أخي الصغير الذي حجزوه في غرفةٍ أخرى!!
أما زوجتي فكانت عند أهلِها، وفعلوا نفس الشّيءِ معها حيث اقتحم الجنودُ المنزل وكسّروا محتوياتِه ثم اقتحموا غرفة النّوم وكانت زوجتي نائمةً وأجبروها علي الوقوفِ مصوبين إليها أسلحتهم، دون السّماحِ لها بأن تستُر نفسها وتلبس حجابها ...ثم أخذوا كلاً منا إلى المعتقلِ!!
كلُّ هذا حدث دون أن يخبرنا أحدٌ منهم عن سببِ القبضِ علينا بهذه الطريقةِ الإجراميّة، بل لم يطلعونا علي أمرِ القبضِ علينا الصّادر من النِّيابةِ!!
وفي السِّجنِ حبسوني في زنزانةٍ انفراديةٍ وكذلك فعلوا مع زوجتي، ثم بدأت مرحلةُ التّحقيقاتِ والتي رافقها حلقاتُ التّعذيبِ بمختلفِ الوسائلِ!!
في اليومِ الأولِ من الاعتقالِ وضعوني في زنزانةٍ، ودخل علي 7 جنودٍ من ضمنهم أربعةُ شرطياّت .. ثم قاموا بتكبيلي وضربي ثم نزعوا عني ثيابي تماماً وجلسوا يضحكون وهم يقولون ..نحنُ نعرفُ ما هو أكثر شيءٍ يهينكم أيُّها المسلمون (الملاعين) ؟!
في العشرةِ الأيام الأولى مُنعنا من النومِ إلا نادراً .. كان الجنودُ يمرُّون على كلٍ منّا كل ساعةِ في الليل ويجبرونا علي الوقوفِ حتى لا ننام .. وفي الصباحِ يتمُّ استدعاؤنا للتحقيقِ كلٌ على حدة، بعد أن يكون قد بلغ منّا الجهدُ منتهاه!!
ويبدأُ التّحقيقُ وسط مجموعةٍ من رجالِ المخابرات بصفاتهم القاسية والغليظة، وتنهالُ علينا الأسئلةُ من عشرات الملفات الموجودة أمامهم، وعلينا الإجابةُ بالتفصيلِ، وإذا أنكرنا شيئاً مما ينسبوه إلينا ينهالون علينا بالسِّباب والضّرب!!
وفي إحدى اللّيالي دخل زنزانتي أحدً الحرّاس وكنتُ أصلِّي، فأمرني بقطعِ صلاتي فلم ألتفت إليه.. فقام بسحبي بقوةٍ من شعري ثم انهال علي ضرباً بعصاه ثم رطمني بالحائطِ حتّى سال منِّي الدّم..
أما زوجتي فكانوا يدخلون عليها ويأمرونها بخلعِ حجابِها .. فترفضُ فيهددونها ويسخرون منها ومن الإسلامِ ... كانوا يضرِبونها ويدفعونها على الأرضِِ ولم يراعوا أنّها حاملٌ، وبسبب هذا التعذيبُ المتواصلُ أُسقِط الحملُ وذلك في شهرِ نوفمبرٍ الماضي... حتّى وهي مريضةٌ لم يرحموها، ففي إحدى المرّات كانت زوجتي مريضةٌ بالحمّى، فاستغلّت مأمورةُ السِّجنِ الفرصة وأجبرتها على الوقوفِ في العراء في باحةِ السِّجن لأكثر من ساعتين والجليدُ يتساقطُ وكانت درجة الحرارةِ 10 تحت الصِّفر!!
وفي إحدي المرّات قال لي المحقِّقون بأنّهم اعتقلوا زوجتي للضغطِ عليّ حتّى أعترف بما يريدون، وقالوا أنّهم يعرفون أنّ أهمّ شيءٍ عند المسلمِ هو عرضُه!!
وكثيراً ما كان يتعمدُ الجنودُ سبّ الله وسبّ رسوله أمامنا بغرضِ استِفزازنا!!
وعندما يتمُّ إحضارُنا للقاءِ المحاميِّ أو عند حضورِ أهلنا لزيارتنِا يتمُّ تفتيشُنا بطريقةٍ مهينةٍ للغايةِ .. حيثُ نجبرُ على الوقوفِ أمامهم عراةً .. وعندما رفضت زوجتي هذه الإهانات، هدّدتها كومندان السِّجن بأنّها إذ لم تستجبْ للتفتيشِ فإنّها ستحضرُ جنوداً رجالاً ليفتشوها عنوةً!!
أما بالنِّسبةِ لي فقد وضعوني في زنزانةٍ أخري مع متّهمٍ باغتصابِ الأطفالِ زيادةً في النِّكاية وحتّى يحطِّموني أكثر!!
ومُنعت أنا وزوجتي من المشاركةِ في الأعيادِ الإسلاميّة وكذلك صلاةِ الجمعةِ، وهذا حقٌ يتمتعُ به كافّة المساجين المسلمين بما فيهم المساجين في نفسِ السِّجن الذي نحن فيه... لقد عُوملنا بعنصريّةٍ وعداوةٍ لم يسبقْ لها مثيلٌ!!
وكتبنا رسائل لأكثر من جهةٍ حقوقيّةٍ نشرحُ فيه معاناتنا ونطالبُ بحقوقِنا التي كفلها لنا القانون ... ولكن هذه الرّسائل لم تجدِ نفعاً، فأرسلتُ رسالةً إلي وزيرةِ العدل ماريا برجر شارحاً فيها ما نعانيه من ظلمٍ وتعنُّتٍ طالباً التّحقيق في شكوانا، ولكنّ الوزيرة ردّت برسالةٍ في 14/ 1/ 2008 كانت مخيبةً للآمالِ واعتبرتنا في رسالِتها أننا كاذبين في دعوانا – هكذا وبدونِ أيِّ تحقيقٍ – فكان هذا الردُّ من الوزيرةِ بمثابةِ الضّوء الأخضرِ للجنودِ والمحققين ليستمرُّوا في انتهاكاتهم ضدنا!!
وتعدت المعاملةُ السّيِّئةُ من قبلِ الحرّاس إلي والدايّ و والدا زوجتي، وذلك أثناء زيارتِهم لنا، ففضلاً على طولِ الانتظارِ والتّفتيشِ المهينِ، كان الحرّاسُ يتعمدون أحياناً ضربي أمامهم، حتّى أنّ والدي أصابته في إحدى المرّاتِ أزمةٌ قلبيةٌ حادّةٌ عندما رأي هذا المنظر أمامه!!
وبعد ستّة أشهرٍ من المعاناةِ والتّفننِ في أساليبِ التعذيبِ البدنيّةِ والنفسيّةِ، بدأت المحاكمةُ .. وكان فيها من المهازلِ مما يعدُّ وصمة عارٍ للقضاءِ النِّمساويّ، فمنذُ اليومِ الأوّل قام القاضي بطردِ زوجتي من قاعةِ المحكمةِ وحرمانِها من الدِّفاع عن نفسِها بسببِ ارتدائِها النِّقاب، وفي آخرِ جلسات المحاكمةِ قام القاضي بسبِّ النِّقاب وتحقيرِِه!! ولم يقفْ الأمر عند ذلك، بل كان القاضيُّ يقرأُ نصوصاً من القرآنِ الكريمِ وأحاديثٍ للرّسولِ صلّي الله علية وسلم، بدونِ الرُّجوعِ إلى تفسيرِها ، ثم يسألني هلْ أؤمنُ بها ؟، وعندما أقولُ نعمْ ، كان يعتبرُ ذلك دليل إدانةٍ ضدي!!
وكذلك المدّعي العام كان يتعمدُ أن يقرن الجهادُ بالإرهابِ، ويفسِّرُ معني الشّهادةِ في سبيلِ الله بأنّها قتلُ الأبرياء وتفجيرُ الأسواق والقطارات!!
هكذا كانت المحاكمةُ ضدّ الإسلامِ في أشخاصِنا!!
أما عن العدالةِ فقد غابت عن هذه المحاكمة، فقد أهمل القاضي عن عمدٍ كافّةِ الأدلّةِ التي قدّمها الدفاعُّ والتي تثبتُ براءتنا من كافّةِ التُّهم المنسوبةِ ضدّنا، لقد اتّهمنا الإدعاءُ بالانضمامِ إلى جماعةٍ إرهابيّةٍ!!
فأين هذه الجماعةُ، فلم يُحاكمْ في هذه القضيّةِ سوى أنا وزوجتي؟!
ثم اتّهمني الإدعاءُ بالتّخطيطِ للقيامِ بعملياتٍ انتحاريّةٍ لتفجيرِ مسابقةِ الأممِ الأوروبيّةِ ومبني الأممِ المتّحدةِ ومبني الأوبك، فضلاً عن التخطيطِ للقيامِ باغتيالاتٍ لشخصيّاتٍ سياسيّةٍ نمساويّةٍ وأوروبيّةٍ!! وغيرُ ذلك من الأكاذيبِ، ولم يجيب الإدعاءُ على سؤالِ المحامي وهو: كيف سيقومُ شخصٌ واحدٌ بكلِّ هذه الأعمال؟! هل يمكن أن يقوم شخصٌ واحدٌ بعدّةِ عمليّاتٍ انتحاريّةٍ وخاصّة أنّ مواقع الأهداف المذكورةِ تقعُ في أماكن مختلفةً في فينّا؟!
وأينّ الأدواتِ التي ستُستخدمُ لتنفيذِ هذه الأعمال الإرهابيّة؟! إن كل ما ضبطته الشّرطةُ النِّمساويّةُ لدينا هو جهازي الكمبيوتر الخاصّ بي وبزوجتي!! ولم تعثرْ الشُّرطة لدينا علي أيِّ قطعةِ سلاحٍ أو متفجِّراتٍ تثبتُ ادعاءاتهم الكاذبة!!
بلِ الأكثرُ من ذلك فإنّ كافّة الشّهودِ – بما فيهم شاهدُ الإثباتِ الرئيسيّ – شهدوا لصالِحنا، وأنّ الشّاهد المذكور كشف أمام المحكمةِ بأنّه أُُجبر من قبلِ المخابرات النِّمساوية على الإدلاء بأقوالٍ ضدنا أثناء التّحقيقات!!
أما زوجتي فقد اتهمت بترجمةِ بعضِ بياناتٍ للمقاومةِ العراقيةِ من اللُّغة الإنجليزية إلي الألمانية، وهذا صحيحٌ، ولكنّ التّرجمة لم تتضمنْ أيّ دعوةٍ للإرهابِ أو قتلِ المدنيين؟! وإنما هي أشياءٌ خاصّة بالمقاومةِ داخل العراق وضدّ الاحتلال، ورغم أن الدِّفاع أوضح للمحكمةِ أنّ مقاومة الاحتلال حقٌ مشروعٌ كفلته الشرائعُ السماويّة والقوانينُ الأرضيّة، وضرب مثلاً علي ذلك بالمقاومةِ النِّمساوية للاحتلال النّازيِّ أثناء الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ والتي مازالت تُوصفُ بالمقاومةِ الوطنيّةِ الشّريفةِّ؟!
ولكنّ القاضي ضرب بكلِّ هذا عرض الحائط، ولكي يؤثِّر على المحلِّفين قام بعرضِ شريطِ فيديو داخل قاعةِ المحكمةِ يُصوِّرُ ذبح رهينةٍ أمريكيٍّ في العراق!! وبرغمِ عدم وجود أي رابطٍ بين قضيتنا وبين هذا الشريط، فلا نحنُ من أصدر هذا الشريط ولا نحنُ من ذبحنا هذا الأمريكيّ ولا نحن من عرضنا هذا الشريط، بل هم الذين من عرضوه داخل قاعةِ المحكمةِ!!
ويأبي الحرّاسُ إلا أن يُثبِتوا أمام المحكمةِ استهتارهم بكافّة قوانينِ حقوقِ الإنسان، ففي آخر يومٍ للمحاكمةِ انهال عليّ الحرّاسُ بالضّربِ المبرِّحِ أمام القاضي والمدّعي العام وكافّة هيئةِ المحكمةِ، بل وأمام وسائلِ الإعلامِ والتي نقلت بعض لقطاتٍ من هذا الظُّلم على شاشات التّلفزةِ والصُّحفِ النِّمساوية
!! وطبعاً لم يتمْ أيُّ تحقيقٍ وكأن شيئاً لم يكنْ!!
وبعد ذلك يصدرُ القاضي حـُكمه الجائرُ، فحكم عليّ بأربعِِ سنواتٍ وعلى زوجتي ب22 شهراً لتنتهي فصولُ المهزلةِ، وتظلُّ معاناتنا مستمرّة في جوانتانامو فينا، وحسبنا اللهُ ونعم الوكيل.
* إننا نطالبُ أي جهةٍ محايدةٍ بالتّحقيقِِ في شكوانا، في طريقةِ القبض علينا وتسريبِ ملف القضيةِ من قبل الإدعاء إلي وسائلِ الإعلام لتشويه سمعتنا وإدانتنا من قبل محاكمتنا، وكذلك التّحقيقُ في الظروفِ التي نعيشُها داخل السِّجن والتي تشبه إلي حدٍ كبيرٍ ظروف المعتقلاتِ سيِّئة السُّمعة مثل جوانتانامو وبلمارش وغيرِها، ونريدُ أخيراً حضور مراقبين من منظماتِ حقوقِ الإنسان وخاصّة من إمنستي وهيومان رايتس وواتش لحضورِ محاكمة الاستئنافِ حتي لا تتكرر مهزلة المحاكمة الأولي!!
إننا نريدُ أن ُيسمع لنا، فهل من مُجيبٍ؟!
محمد محمود
رقم السجين 86023
بمنطقة
Josefstadt
فينا - النمسا
انتهى نص الرسالة
http://s14.divshare.com/files/2008/04/12/4234831/asr2.jpg
فهلْ منْ مجيبٍ؟؟
سرٌ خطيرٌ:
إذا كنت في أوربا وأردت التّخلُّص من جارِك، فانتظرْ أوّل الشّهرِِ عندما يشتري مسحوق الغسيلِ، ثم أبلغ الشُّرط أنّ جارِك يمتلكُ موادّاً كيميائيّةً .. سيتمُ اعتقالُه فوراً،
ويوضعُ في السِّجنِ دون محاكمةًٍ،
وللعلم، هذه الطّريقةُ لا تنفعُ إلا مع المسلمين! فهم الوحيدون الذين لا بواكي لهم.
وللعلم أيضاً فهذه الطّريقةُ مجرّبةٌٌ على سامي الحاج مصوِّر الجزيرةِ
.. و قد تمّ اختبارُها أيضاً على نطاقٍ واسعٍ على المئاتِ من العربِ المسلمين، الذين يعملون في منظماتٍ طوعيّةٍ وإغاثيّةٍ، باعهم العملاءُ في باكستان إلى أمريكا لقاء ألف دولار على الرأسِ المسلمِ بزعم أنّهم مجاهدون، وقد زجّت بهم أمريكا لاحقاً في جتمو كوبا وهم حتّى اليوم دون محاكمات، ودون حقوقِ إنسان ولا حتّى حقوق حيوان! .. في أقفاص غوانتنامو
و اليوم بين أيديكم قصةٌٌ جديدةٌ في سلسلةِ المأساةِ المتواصلةِ،
محمد محمود شابٌّ مصريٌّ يعيشُ في ألمانيا، وسيمُ القسماتِ، هادئُ البسماتِ، يصلِّي الصّلوات الخمس، ويشاركُ المسلمين هناك هموم حياتِهم اليوميّة، و يسعى للحصولِ على بعضِ المالِ ليعيش نفسه ..
قرّر أن يتزوج، لكنّ الأشرار قرّروا أن يزجّوه في السِّجن بعد أيامٍ معدودةٍ من زواجِه، ليقضي شهر العسلِ في شوالِ بصلٍ،
على أنغامِ السِّياط، وشقشقاتِ المعذبين في سجونِ الظُّلمِ ..
زعموا أنه أراد تفجيرهم، وليته فعل، إذاً لهان الأمر،
لكنّ الرّجل مُصرٌّ على أنّه بريءٌ،
وأنّ المحققين لفّقوا له أدلّةً،
بل هو ينادي شرفاء الكرةِ الأرضيّةِ، ويطلبُ محاكمةً عادلةً،
ويصرخُ:
إننا نريدُ أن ُيسمع لنا، فهل من مُجيبٍ؟!
في السُّطورِ القادِمة، يحكي لكم محمدٌ عن أسوأِ قصصِ الظُّلم،
يحكي لكم عن ابنه الذي فقده أثناء التحقيقِ،
و عن زوجتِه، كيف أهانوها،
يخبركم عن ألم زوج لا يستطيع الدفاع عن أهله ..
عن شرفِ المسلمين الذي أُهين،
و عن عزّ مؤمنٍ أذلّه الطُّغاةُ
لعلّكم سمعتم عن شيءٍ اسمه القهر .. لكنّكم اليوم سترونه
وأنتم تقرؤون هذه الكلمات، تفكروا في حال كاتبها الآن، ترى كم يوما مضى عليه دون نوم؟
ترى كيف هو الآن يُهان؟
ترى هل هو يضربُ؟ أم تراه معلقاً من قدميه؟
أم هو الآن ينامُ في هدوءٍ وأمان!؟
نترككم مع كلماتِه، فهو أقدرُ من يعبر عن نفسِه،
نصُّ الرِّسالة التي بعث بها محمد محمود يصفُ فيها حاله، وحال زوجتِه منى سالم:
يقول الله تعالي (وما نقمُوا مِنْهُمْ إِلّا أنْ يُؤْمِنُوا بِاللّهِ الْعزِيزِ الْحمِيدِ) (البروج:8)
أنا الأسيرُ محمدُ محمود القابع في السِّجن ظلماً وعدواناً في النِّمسا.
اعتقِلتُ أنا وزوجتي (مني سالم) بعد زواجنا بعشرةِ أيامٍ فقط، بتهمةِ الإرهاب!!
تم اعتقالُنا يوم 12/9 /2007 بطريقةٍ وحشيّةِ، فبدونِ سابقِ إنذارٍ اقتحم المنزل أكثر من 40 جندياً من القواتِ الخاصّة كوبرا حيث تم تفجيرُ باب المنزلِ وإلقاء قنابل الدُّخان داخله وتكسيرُ أبوابِ الغرفِ وتدميرِ محتوياتِ البيتِ، انهال علي الجنودُ بالضّربِ والسّبِّ وسبِّ الإسلام بعد أن كبّلوني، .وتمّ حجزُ أمِّي المريضة في إحدى الغرفِ يحيطُ بها مجموعةٌ من الجنودِ وهم مشهرين سلاحهم في وجهِها، ونفسُ الشّيءِ حدث مع أخي الصغير الذي حجزوه في غرفةٍ أخرى!!
أما زوجتي فكانت عند أهلِها، وفعلوا نفس الشّيءِ معها حيث اقتحم الجنودُ المنزل وكسّروا محتوياتِه ثم اقتحموا غرفة النّوم وكانت زوجتي نائمةً وأجبروها علي الوقوفِ مصوبين إليها أسلحتهم، دون السّماحِ لها بأن تستُر نفسها وتلبس حجابها ...ثم أخذوا كلاً منا إلى المعتقلِ!!
كلُّ هذا حدث دون أن يخبرنا أحدٌ منهم عن سببِ القبضِ علينا بهذه الطريقةِ الإجراميّة، بل لم يطلعونا علي أمرِ القبضِ علينا الصّادر من النِّيابةِ!!
وفي السِّجنِ حبسوني في زنزانةٍ انفراديةٍ وكذلك فعلوا مع زوجتي، ثم بدأت مرحلةُ التّحقيقاتِ والتي رافقها حلقاتُ التّعذيبِ بمختلفِ الوسائلِ!!
في اليومِ الأولِ من الاعتقالِ وضعوني في زنزانةٍ، ودخل علي 7 جنودٍ من ضمنهم أربعةُ شرطياّت .. ثم قاموا بتكبيلي وضربي ثم نزعوا عني ثيابي تماماً وجلسوا يضحكون وهم يقولون ..نحنُ نعرفُ ما هو أكثر شيءٍ يهينكم أيُّها المسلمون (الملاعين) ؟!
في العشرةِ الأيام الأولى مُنعنا من النومِ إلا نادراً .. كان الجنودُ يمرُّون على كلٍ منّا كل ساعةِ في الليل ويجبرونا علي الوقوفِ حتى لا ننام .. وفي الصباحِ يتمُّ استدعاؤنا للتحقيقِ كلٌ على حدة، بعد أن يكون قد بلغ منّا الجهدُ منتهاه!!
ويبدأُ التّحقيقُ وسط مجموعةٍ من رجالِ المخابرات بصفاتهم القاسية والغليظة، وتنهالُ علينا الأسئلةُ من عشرات الملفات الموجودة أمامهم، وعلينا الإجابةُ بالتفصيلِ، وإذا أنكرنا شيئاً مما ينسبوه إلينا ينهالون علينا بالسِّباب والضّرب!!
وفي إحدى اللّيالي دخل زنزانتي أحدً الحرّاس وكنتُ أصلِّي، فأمرني بقطعِ صلاتي فلم ألتفت إليه.. فقام بسحبي بقوةٍ من شعري ثم انهال علي ضرباً بعصاه ثم رطمني بالحائطِ حتّى سال منِّي الدّم..
أما زوجتي فكانوا يدخلون عليها ويأمرونها بخلعِ حجابِها .. فترفضُ فيهددونها ويسخرون منها ومن الإسلامِ ... كانوا يضرِبونها ويدفعونها على الأرضِِ ولم يراعوا أنّها حاملٌ، وبسبب هذا التعذيبُ المتواصلُ أُسقِط الحملُ وذلك في شهرِ نوفمبرٍ الماضي... حتّى وهي مريضةٌ لم يرحموها، ففي إحدى المرّات كانت زوجتي مريضةٌ بالحمّى، فاستغلّت مأمورةُ السِّجنِ الفرصة وأجبرتها على الوقوفِ في العراء في باحةِ السِّجن لأكثر من ساعتين والجليدُ يتساقطُ وكانت درجة الحرارةِ 10 تحت الصِّفر!!
وفي إحدي المرّات قال لي المحقِّقون بأنّهم اعتقلوا زوجتي للضغطِ عليّ حتّى أعترف بما يريدون، وقالوا أنّهم يعرفون أنّ أهمّ شيءٍ عند المسلمِ هو عرضُه!!
وكثيراً ما كان يتعمدُ الجنودُ سبّ الله وسبّ رسوله أمامنا بغرضِ استِفزازنا!!
وعندما يتمُّ إحضارُنا للقاءِ المحاميِّ أو عند حضورِ أهلنا لزيارتنِا يتمُّ تفتيشُنا بطريقةٍ مهينةٍ للغايةِ .. حيثُ نجبرُ على الوقوفِ أمامهم عراةً .. وعندما رفضت زوجتي هذه الإهانات، هدّدتها كومندان السِّجن بأنّها إذ لم تستجبْ للتفتيشِ فإنّها ستحضرُ جنوداً رجالاً ليفتشوها عنوةً!!
أما بالنِّسبةِ لي فقد وضعوني في زنزانةٍ أخري مع متّهمٍ باغتصابِ الأطفالِ زيادةً في النِّكاية وحتّى يحطِّموني أكثر!!
ومُنعت أنا وزوجتي من المشاركةِ في الأعيادِ الإسلاميّة وكذلك صلاةِ الجمعةِ، وهذا حقٌ يتمتعُ به كافّة المساجين المسلمين بما فيهم المساجين في نفسِ السِّجن الذي نحن فيه... لقد عُوملنا بعنصريّةٍ وعداوةٍ لم يسبقْ لها مثيلٌ!!
وكتبنا رسائل لأكثر من جهةٍ حقوقيّةٍ نشرحُ فيه معاناتنا ونطالبُ بحقوقِنا التي كفلها لنا القانون ... ولكن هذه الرّسائل لم تجدِ نفعاً، فأرسلتُ رسالةً إلي وزيرةِ العدل ماريا برجر شارحاً فيها ما نعانيه من ظلمٍ وتعنُّتٍ طالباً التّحقيق في شكوانا، ولكنّ الوزيرة ردّت برسالةٍ في 14/ 1/ 2008 كانت مخيبةً للآمالِ واعتبرتنا في رسالِتها أننا كاذبين في دعوانا – هكذا وبدونِ أيِّ تحقيقٍ – فكان هذا الردُّ من الوزيرةِ بمثابةِ الضّوء الأخضرِ للجنودِ والمحققين ليستمرُّوا في انتهاكاتهم ضدنا!!
وتعدت المعاملةُ السّيِّئةُ من قبلِ الحرّاس إلي والدايّ و والدا زوجتي، وذلك أثناء زيارتِهم لنا، ففضلاً على طولِ الانتظارِ والتّفتيشِ المهينِ، كان الحرّاسُ يتعمدون أحياناً ضربي أمامهم، حتّى أنّ والدي أصابته في إحدى المرّاتِ أزمةٌ قلبيةٌ حادّةٌ عندما رأي هذا المنظر أمامه!!
وبعد ستّة أشهرٍ من المعاناةِ والتّفننِ في أساليبِ التعذيبِ البدنيّةِ والنفسيّةِ، بدأت المحاكمةُ .. وكان فيها من المهازلِ مما يعدُّ وصمة عارٍ للقضاءِ النِّمساويّ، فمنذُ اليومِ الأوّل قام القاضي بطردِ زوجتي من قاعةِ المحكمةِ وحرمانِها من الدِّفاع عن نفسِها بسببِ ارتدائِها النِّقاب، وفي آخرِ جلسات المحاكمةِ قام القاضي بسبِّ النِّقاب وتحقيرِِه!! ولم يقفْ الأمر عند ذلك، بل كان القاضيُّ يقرأُ نصوصاً من القرآنِ الكريمِ وأحاديثٍ للرّسولِ صلّي الله علية وسلم، بدونِ الرُّجوعِ إلى تفسيرِها ، ثم يسألني هلْ أؤمنُ بها ؟، وعندما أقولُ نعمْ ، كان يعتبرُ ذلك دليل إدانةٍ ضدي!!
وكذلك المدّعي العام كان يتعمدُ أن يقرن الجهادُ بالإرهابِ، ويفسِّرُ معني الشّهادةِ في سبيلِ الله بأنّها قتلُ الأبرياء وتفجيرُ الأسواق والقطارات!!
هكذا كانت المحاكمةُ ضدّ الإسلامِ في أشخاصِنا!!
أما عن العدالةِ فقد غابت عن هذه المحاكمة، فقد أهمل القاضي عن عمدٍ كافّةِ الأدلّةِ التي قدّمها الدفاعُّ والتي تثبتُ براءتنا من كافّةِ التُّهم المنسوبةِ ضدّنا، لقد اتّهمنا الإدعاءُ بالانضمامِ إلى جماعةٍ إرهابيّةٍ!!
فأين هذه الجماعةُ، فلم يُحاكمْ في هذه القضيّةِ سوى أنا وزوجتي؟!
ثم اتّهمني الإدعاءُ بالتّخطيطِ للقيامِ بعملياتٍ انتحاريّةٍ لتفجيرِ مسابقةِ الأممِ الأوروبيّةِ ومبني الأممِ المتّحدةِ ومبني الأوبك، فضلاً عن التخطيطِ للقيامِ باغتيالاتٍ لشخصيّاتٍ سياسيّةٍ نمساويّةٍ وأوروبيّةٍ!! وغيرُ ذلك من الأكاذيبِ، ولم يجيب الإدعاءُ على سؤالِ المحامي وهو: كيف سيقومُ شخصٌ واحدٌ بكلِّ هذه الأعمال؟! هل يمكن أن يقوم شخصٌ واحدٌ بعدّةِ عمليّاتٍ انتحاريّةٍ وخاصّة أنّ مواقع الأهداف المذكورةِ تقعُ في أماكن مختلفةً في فينّا؟!
وأينّ الأدواتِ التي ستُستخدمُ لتنفيذِ هذه الأعمال الإرهابيّة؟! إن كل ما ضبطته الشّرطةُ النِّمساويّةُ لدينا هو جهازي الكمبيوتر الخاصّ بي وبزوجتي!! ولم تعثرْ الشُّرطة لدينا علي أيِّ قطعةِ سلاحٍ أو متفجِّراتٍ تثبتُ ادعاءاتهم الكاذبة!!
بلِ الأكثرُ من ذلك فإنّ كافّة الشّهودِ – بما فيهم شاهدُ الإثباتِ الرئيسيّ – شهدوا لصالِحنا، وأنّ الشّاهد المذكور كشف أمام المحكمةِ بأنّه أُُجبر من قبلِ المخابرات النِّمساوية على الإدلاء بأقوالٍ ضدنا أثناء التّحقيقات!!
أما زوجتي فقد اتهمت بترجمةِ بعضِ بياناتٍ للمقاومةِ العراقيةِ من اللُّغة الإنجليزية إلي الألمانية، وهذا صحيحٌ، ولكنّ التّرجمة لم تتضمنْ أيّ دعوةٍ للإرهابِ أو قتلِ المدنيين؟! وإنما هي أشياءٌ خاصّة بالمقاومةِ داخل العراق وضدّ الاحتلال، ورغم أن الدِّفاع أوضح للمحكمةِ أنّ مقاومة الاحتلال حقٌ مشروعٌ كفلته الشرائعُ السماويّة والقوانينُ الأرضيّة، وضرب مثلاً علي ذلك بالمقاومةِ النِّمساوية للاحتلال النّازيِّ أثناء الحربِ العالميّةِ الثّانيةِ والتي مازالت تُوصفُ بالمقاومةِ الوطنيّةِ الشّريفةِّ؟!
ولكنّ القاضي ضرب بكلِّ هذا عرض الحائط، ولكي يؤثِّر على المحلِّفين قام بعرضِ شريطِ فيديو داخل قاعةِ المحكمةِ يُصوِّرُ ذبح رهينةٍ أمريكيٍّ في العراق!! وبرغمِ عدم وجود أي رابطٍ بين قضيتنا وبين هذا الشريط، فلا نحنُ من أصدر هذا الشريط ولا نحنُ من ذبحنا هذا الأمريكيّ ولا نحن من عرضنا هذا الشريط، بل هم الذين من عرضوه داخل قاعةِ المحكمةِ!!
ويأبي الحرّاسُ إلا أن يُثبِتوا أمام المحكمةِ استهتارهم بكافّة قوانينِ حقوقِ الإنسان، ففي آخر يومٍ للمحاكمةِ انهال عليّ الحرّاسُ بالضّربِ المبرِّحِ أمام القاضي والمدّعي العام وكافّة هيئةِ المحكمةِ، بل وأمام وسائلِ الإعلامِ والتي نقلت بعض لقطاتٍ من هذا الظُّلم على شاشات التّلفزةِ والصُّحفِ النِّمساوية
!! وطبعاً لم يتمْ أيُّ تحقيقٍ وكأن شيئاً لم يكنْ!!
وبعد ذلك يصدرُ القاضي حـُكمه الجائرُ، فحكم عليّ بأربعِِ سنواتٍ وعلى زوجتي ب22 شهراً لتنتهي فصولُ المهزلةِ، وتظلُّ معاناتنا مستمرّة في جوانتانامو فينا، وحسبنا اللهُ ونعم الوكيل.
* إننا نطالبُ أي جهةٍ محايدةٍ بالتّحقيقِِ في شكوانا، في طريقةِ القبض علينا وتسريبِ ملف القضيةِ من قبل الإدعاء إلي وسائلِ الإعلام لتشويه سمعتنا وإدانتنا من قبل محاكمتنا، وكذلك التّحقيقُ في الظروفِ التي نعيشُها داخل السِّجن والتي تشبه إلي حدٍ كبيرٍ ظروف المعتقلاتِ سيِّئة السُّمعة مثل جوانتانامو وبلمارش وغيرِها، ونريدُ أخيراً حضور مراقبين من منظماتِ حقوقِ الإنسان وخاصّة من إمنستي وهيومان رايتس وواتش لحضورِ محاكمة الاستئنافِ حتي لا تتكرر مهزلة المحاكمة الأولي!!
إننا نريدُ أن ُيسمع لنا، فهل من مُجيبٍ؟!
محمد محمود
رقم السجين 86023
بمنطقة
Josefstadt
فينا - النمسا
انتهى نص الرسالة
http://s14.divshare.com/files/2008/04/12/4234831/asr2.jpg
فهلْ منْ مجيبٍ؟؟