أسطورة الخريف
12-05-2008, 06:48 PM
منذ القدم والانسان يسعى وراء الرزق والكسب والربح ليستطيع الحصول على ما يمكنه من شراء احتياجاته .
كانت الأمور قديما وقبل وجود العملة أو النقود تعتمد على المقايضة وكان ذلك ليس بالأمر السهل بل كان يتوجب على الانسان امتلاك ما يقايض به , اذن كان يسعى للحصول عليه فيصطاد أو يزرع أو يصنع شيئا وهكذا .
مع التطور وظهور العملات والنقود تغيرت الأمور نوعا ما فأصبحت النقود هي الهدف وهي الوسيلة فالمال ينبغي الحصول عليه من خلال عمل ما ليتم انفاقه بعدها للحصول على ما يحتاجه الانسان من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وأشياء أخرى تتطور شيئا فشيئا .
لا أريد الاطالة في المقدمة فهي وحدها قد تتشعب وتتفرع وتفتح أبواب لا أريد التطرق لها فالهدف من الموضوع هو القاء الضوء على بعض المهن .
من المعروف ان المهن أو الوظائف في أبسط صورها تنقسم الى اعمال حكومية وأعمال خاصة فعندما تكون الوظيفة أو المهنة حكومية فالمسئول عن التأمينات والرواتب والمعاشات وما يتعلق بوضع الموظف أو العامل هي الحكومة
عندما يكون العمل خاصا وليس تابع لهيئة أو مؤسسة أو جهة حكومية فغالبا تكون هناك نقابة أو رابطة تحمي هذه المهنة وتوفر لمن يمارسها بعض التأمينات والمساعدات ليرتقي ويتطور ويشعر ببعض التقدير حتى مع وجود المنافسين .
أما بعض المهن أو الوظائف فليس لها اي شيء مما سبق فهم يعملون بشكل فردي تماما ولا ينتمي اي فرد منهم لمؤسسة أوهيئة أو داخل مجموعة ولا تحميهم نقابة أو رابطة بل المجهود فردي والرزق يومي وتبعا للظروف .
انتشرت هذه المهن أو الوظائف مع انتشار البطالة والانهيار الملحوظ في الاقتصاد وتقليص العمالة حتى في المصانع أو الورش الخاصة
ما يدعوني للتعجب هو انه في حقبة زمنية ماضية وليست ببعيدة كادت هذه المهن أن تنقرض وتختفي ولكن مع التدهور انتشرت مرة أخرى وانتعشت واتخذت أشكالا جديدة .
مثلا
لو نظرنا للبائع المتجول بسيارة خاصة أو مستأجرة أو بدون فهو يجوب الشوارع والأحياء ليبيع بضاعة ما , فهو معرض لكل المخاطر وليس هناك أي تأمين يؤمن عمله قد يختلف الكسب من يوم لآخر ولكنه مصمم على ذلك فليس هناك وسيلة للحصول على المال , ليس له محل أو منفذ بيع أو طريقة للاتصال به ولكنه فقط بائع متجول .
أشخاص يفترشون الأرض في الأسواق يحصلون على البضائع من بعض التجار أو المزارعين رأس المال هو البضاعة الموجودة والربح هو ربح اليوم فقط , يتعرضون احيانا للاعتداء من قبل اصحاب المحلات أو المارة ولكن ليس هناك مصدر آخر أو وسيلة للحصول على المال غير افتراشهم الأرض ومحاولة اقناع الزبائن بمدى جودة البضائع حتى لو كانت سيئة للغاية .
بعض الأشخاص يقفون أمام المحلات التجارية أو بعيدا عنها ببضعة أمتار لجذب الزبائن للمحل , هؤلاء ليس بينهم وبين التجار عقد أو حتى ورقة ولكن مع كل زبون يمكن جذبه للمحل قد يحصلون على قدر قليل من النقود
عملهم هذا مؤقت وقد يتبادلوهم اصحاب المحلات لعمل دعاية أو جذب الزبائن .
سايس أو منظم للسيارات في بعض الشوارع يأخذ أجر زهيد لتنظيم وقوف السيارات أمام المحلات التجارية أو المطاعم أو المقاهي يقف طوال النهار ولساعات متأخرة من الليل لينظم صفوف السيارات قد يحصل على أجره من أصحاب السيارات وأصحاب المحلات أيضا .
أشخاص لبيع بعض مستلزمات السائقين أو بعض المناديل الورقية والزهور أحيانا وقد يمسكون بيدهم قطعة قماش لتلميع زجاج السيارة فمن يمتنع عن الشراء قد يخرج ورقة نقدية مقابل تلميع سيارته على عجالة اثناء توقفه في اشارة المرور .
فكهاني بؤ : هههههههه هذه المهنة غير منتشرة في بعض الدول العربية ولكنه منتشرة بمصر, هذا الشخص قد يعمل بشكل فردي بدون الارتباط بفرق موسيقية أو راقصات .
انه يتواجد في الأفراح ليعلن في مكبر للصوت عن كل مجاملة مادية يخرجها المدعوين لتقديمها كهدية للعروسين أو ما نسميها (النقطة ) فهو يجب ان يكون معسول الكلام ويثني على المدعوين بدون حتى ان يعلم عنهم شيئا غير اسمائهم , وفي معظم الأحيان يكون شخصية كوميدية الى حد بعيد .
كاتب النقطة : هو شخص أيضا يتواجد بصورة ملحوظة في صعيد مصر ولا أعلم عن وجوده في كل الدول العربية , انه يمسك بدفتر وقلم ويجلس على باب قاعة الأفراح ليسجل المجاملات المادية لتكون دينا يجب رده عند وجود مناسبة سعيدة فيقوم متلقي المبلغ برد المبلغ نفسه كرد للمجاملة .
وأخيرا وما زلت أتذكره وقد كان موجود فعلا ولا أعلم أين ذهب وكان أعجوبة الاسكندرية (الراقص الهندي ) أو كما سميناه نحن هناك (الهندي )
شاب في أواخر العشرينات أوبداية الثلاثينات يرقص أمام سينمات الاسكندرية عند وجود فيلم هندي يعرض بها ومن العجيب أنه يشاهد الفيلم لمرة واحدة أو مرتين ثم يخرج ليغني أغاني الفيلم ويرقص نفس رقصات الممثلين بابداع غير مسبوق
ههههههههه في البداية اعتبره البعض مريضا نفسيا ثم اعتدنا رؤيته في شوارع (محطة الرمل ) واصبح يتكسب رزقه من أصحاب السينمات والمسئولين عنها وجماهير المشاهدين أيضا , اختفى منذ فترة ولكن ما زلت اتذكره واتذكر كيف كانت طريقته لكسب الرزق على مدى سنوات طويلة .
أرجو منكم المشاركة ببعض المهن المشابهه ووضع حلول لمشكلات ومخاطر قد يتعرض لها هؤلاء , فهم أشخاص لم ينجرفوا في عالم الجريمة ولكنهم يتعرضون يوميا لما يدمي القلوب لقاء طلبهم للكسب الحلال والمشروع .
من يمتلك قصص مشابهة عن هؤلاء اتمنى ان يكتبها هنا لمعرفة حجم المعاناة ومحاولة التخفيف منها أو وضع حلول لها .
خالص تحياتي
اسطورة الخريف
كانت الأمور قديما وقبل وجود العملة أو النقود تعتمد على المقايضة وكان ذلك ليس بالأمر السهل بل كان يتوجب على الانسان امتلاك ما يقايض به , اذن كان يسعى للحصول عليه فيصطاد أو يزرع أو يصنع شيئا وهكذا .
مع التطور وظهور العملات والنقود تغيرت الأمور نوعا ما فأصبحت النقود هي الهدف وهي الوسيلة فالمال ينبغي الحصول عليه من خلال عمل ما ليتم انفاقه بعدها للحصول على ما يحتاجه الانسان من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وأشياء أخرى تتطور شيئا فشيئا .
لا أريد الاطالة في المقدمة فهي وحدها قد تتشعب وتتفرع وتفتح أبواب لا أريد التطرق لها فالهدف من الموضوع هو القاء الضوء على بعض المهن .
من المعروف ان المهن أو الوظائف في أبسط صورها تنقسم الى اعمال حكومية وأعمال خاصة فعندما تكون الوظيفة أو المهنة حكومية فالمسئول عن التأمينات والرواتب والمعاشات وما يتعلق بوضع الموظف أو العامل هي الحكومة
عندما يكون العمل خاصا وليس تابع لهيئة أو مؤسسة أو جهة حكومية فغالبا تكون هناك نقابة أو رابطة تحمي هذه المهنة وتوفر لمن يمارسها بعض التأمينات والمساعدات ليرتقي ويتطور ويشعر ببعض التقدير حتى مع وجود المنافسين .
أما بعض المهن أو الوظائف فليس لها اي شيء مما سبق فهم يعملون بشكل فردي تماما ولا ينتمي اي فرد منهم لمؤسسة أوهيئة أو داخل مجموعة ولا تحميهم نقابة أو رابطة بل المجهود فردي والرزق يومي وتبعا للظروف .
انتشرت هذه المهن أو الوظائف مع انتشار البطالة والانهيار الملحوظ في الاقتصاد وتقليص العمالة حتى في المصانع أو الورش الخاصة
ما يدعوني للتعجب هو انه في حقبة زمنية ماضية وليست ببعيدة كادت هذه المهن أن تنقرض وتختفي ولكن مع التدهور انتشرت مرة أخرى وانتعشت واتخذت أشكالا جديدة .
مثلا
لو نظرنا للبائع المتجول بسيارة خاصة أو مستأجرة أو بدون فهو يجوب الشوارع والأحياء ليبيع بضاعة ما , فهو معرض لكل المخاطر وليس هناك أي تأمين يؤمن عمله قد يختلف الكسب من يوم لآخر ولكنه مصمم على ذلك فليس هناك وسيلة للحصول على المال , ليس له محل أو منفذ بيع أو طريقة للاتصال به ولكنه فقط بائع متجول .
أشخاص يفترشون الأرض في الأسواق يحصلون على البضائع من بعض التجار أو المزارعين رأس المال هو البضاعة الموجودة والربح هو ربح اليوم فقط , يتعرضون احيانا للاعتداء من قبل اصحاب المحلات أو المارة ولكن ليس هناك مصدر آخر أو وسيلة للحصول على المال غير افتراشهم الأرض ومحاولة اقناع الزبائن بمدى جودة البضائع حتى لو كانت سيئة للغاية .
بعض الأشخاص يقفون أمام المحلات التجارية أو بعيدا عنها ببضعة أمتار لجذب الزبائن للمحل , هؤلاء ليس بينهم وبين التجار عقد أو حتى ورقة ولكن مع كل زبون يمكن جذبه للمحل قد يحصلون على قدر قليل من النقود
عملهم هذا مؤقت وقد يتبادلوهم اصحاب المحلات لعمل دعاية أو جذب الزبائن .
سايس أو منظم للسيارات في بعض الشوارع يأخذ أجر زهيد لتنظيم وقوف السيارات أمام المحلات التجارية أو المطاعم أو المقاهي يقف طوال النهار ولساعات متأخرة من الليل لينظم صفوف السيارات قد يحصل على أجره من أصحاب السيارات وأصحاب المحلات أيضا .
أشخاص لبيع بعض مستلزمات السائقين أو بعض المناديل الورقية والزهور أحيانا وقد يمسكون بيدهم قطعة قماش لتلميع زجاج السيارة فمن يمتنع عن الشراء قد يخرج ورقة نقدية مقابل تلميع سيارته على عجالة اثناء توقفه في اشارة المرور .
فكهاني بؤ : هههههههه هذه المهنة غير منتشرة في بعض الدول العربية ولكنه منتشرة بمصر, هذا الشخص قد يعمل بشكل فردي بدون الارتباط بفرق موسيقية أو راقصات .
انه يتواجد في الأفراح ليعلن في مكبر للصوت عن كل مجاملة مادية يخرجها المدعوين لتقديمها كهدية للعروسين أو ما نسميها (النقطة ) فهو يجب ان يكون معسول الكلام ويثني على المدعوين بدون حتى ان يعلم عنهم شيئا غير اسمائهم , وفي معظم الأحيان يكون شخصية كوميدية الى حد بعيد .
كاتب النقطة : هو شخص أيضا يتواجد بصورة ملحوظة في صعيد مصر ولا أعلم عن وجوده في كل الدول العربية , انه يمسك بدفتر وقلم ويجلس على باب قاعة الأفراح ليسجل المجاملات المادية لتكون دينا يجب رده عند وجود مناسبة سعيدة فيقوم متلقي المبلغ برد المبلغ نفسه كرد للمجاملة .
وأخيرا وما زلت أتذكره وقد كان موجود فعلا ولا أعلم أين ذهب وكان أعجوبة الاسكندرية (الراقص الهندي ) أو كما سميناه نحن هناك (الهندي )
شاب في أواخر العشرينات أوبداية الثلاثينات يرقص أمام سينمات الاسكندرية عند وجود فيلم هندي يعرض بها ومن العجيب أنه يشاهد الفيلم لمرة واحدة أو مرتين ثم يخرج ليغني أغاني الفيلم ويرقص نفس رقصات الممثلين بابداع غير مسبوق
ههههههههه في البداية اعتبره البعض مريضا نفسيا ثم اعتدنا رؤيته في شوارع (محطة الرمل ) واصبح يتكسب رزقه من أصحاب السينمات والمسئولين عنها وجماهير المشاهدين أيضا , اختفى منذ فترة ولكن ما زلت اتذكره واتذكر كيف كانت طريقته لكسب الرزق على مدى سنوات طويلة .
أرجو منكم المشاركة ببعض المهن المشابهه ووضع حلول لمشكلات ومخاطر قد يتعرض لها هؤلاء , فهم أشخاص لم ينجرفوا في عالم الجريمة ولكنهم يتعرضون يوميا لما يدمي القلوب لقاء طلبهم للكسب الحلال والمشروع .
من يمتلك قصص مشابهة عن هؤلاء اتمنى ان يكتبها هنا لمعرفة حجم المعاناة ومحاولة التخفيف منها أو وضع حلول لها .
خالص تحياتي
اسطورة الخريف