راعي المدينه
16-06-2008, 11:07 AM
معلمو ومعلمات "زهور الخفجي" على قارعة البطالة
الكاتبة امل زاهد
تخيلوا معي أعزائي القراء حجم الكارثة التي ستنوء بها ظهوركم، إذا ما استيقظتم صباحا على حقيقة أنكم ستسرحون من أعمالكم بعد شهر من الآن؟! وأية مصيبة ستثقل كواهلكم وأنتم تشعرون أنكم قاب قوسين أو أدنى من التسكع على قارعة البطالة دون سابق إنذار؟!! وأن لقمة العيش التي كانت بالنسبة لكم إحدى المسلمات قد انتزعت من أفواه عيالكم ومن تقومون على نفقتهم؟!!
هذا ما حدث مع معلمي ومعلمات مدارس الزهور بالخفجي.. تلك المدينة النائية على حدود الكويت، والتي يكشر فيها الغلاء عن أنيابه ويرهق مواطنيها نتيجة لموقعها البعيد !! حوالي 144 معلما ومعلمة مهددون بانقطاع مورد رزقهم الأصلي، وأغلبهم متورطون بقروض بنكية والتزامات مادية لا تنتهي إلا بنهاية عام 2011، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن تنتهي فيه مدة خصخصة المدارس بعد أن ولت شركة أرامكو لأعمال الخليج أمر إدارتها وتشغيلها لمستثمر سعودي. ولكن الشركة قررت فجأة التخلي عن مسؤولية تلك المدارس وعدم التجديد للمتعهد رغبة منها في التخلص من مسؤولية التعليم، مما حدا به إلى الاستغناء عن المعلمين والمعلمات وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول !!
ولو قدر لكم أعزائي القراء الاستماع إلى بعض المعاناة المغمسة بالوجع لبعض معلمات وعاملات تلك المدارس لانفطرت قلوبكم!! عشرات المعلمات بعضهن أرامل ومطلقات، والأخريات يتولين الإنفاق على مرضى ومعاقين، ومنهن من تنفق على أبنائها للدراسة في الخارج، ومنهن من رتبت حياتها وبرمجتها على أساس راتبها وسيخلخل هذا القرار التعسفي كل حياتها ويعرض استقرارها لهزة عنيفة، ومنهن الملتزمات بقروض كبيرة ستأكل الأخضر واليابس لو قدر لها الانتقال إلى عمل آخر لن يوفر لها الراتب العالي الذي كانت تتقاضاه! وأي كوارث اجتماعية واقتصادية وأمنية من الممكن أن تنتج عن تسريح هذا العدد من المعلمات والمعلمين الذين يحمل كل منهم على عاتقه عبء الإنفاق على أسرته، وأحيانا على أسر أخرى إلى جانب أسرته كما أخبرتني إحدى المعلمات!؟
ولا أدري كيف كانت تشعر الشركة اليابانية التي كانت تقوم على المدارس في السابق بالمسؤولية الأخلاقية عن تنمية المنطقة والاهتمام بالتعليم فيها، ولا تشعر شركة أرامكو لأعمال الخليج بذات الشعور بالمسؤولية؟! ولا أدري أيضا كيف تولي الشركة اهتماما كبيرا للمشاريع الترفيهية ثم تتنصل من مسؤولية التربية والتعليم وهي الأولى بالاهتمام والرعاية؟!
تحاجج شركة أرامكو قائلة إنها ليست مسؤولة عن المعلمين والمعلمات غير المرسمين من قبل الشركة، وإنها قدمت العرض الذهبي للمعلمات المرسمات في شركتها، والمتضمن الحصول على تقاعد مبكر مع 65% من أصل الراتب أو الحصول على رواتب خمس سنوات، أو الرضا بالنقل إلى أية جهة تراها الشركة. ولكن دفوع الشركة مردودة فهؤلاء المعلمون والمعلمات المرسمون منهم وغير المرسمين نظموا أمور حياتهم على أساس رواتبهم ولم يخطر ببالهم أن الشركة لن تجدد للمتعهد، ووافقت البنوك على منحهم القروض دون تردد اعتمادا عليها ! أما العرض الذهبي فهو غير مرض للمرسمات منهن، فمصيرهن مجهول في حال قبولهن بالانتقال إلى أية جهة تراها الشركة، ومعظم المعلمات يرفضن النقل للمستشفيات وهي الجهة التي أخبرن أنهن سينقلن إليها لبعدها عن تخصصهن من جهة، ولرفض أزواجهن وأولياء أمورهن لعملهن هناك.
من هذا المنبر أناشد المسؤولين في شركة أرامكو، وفي التربية والتعليم البحث عن حلول لهؤلاء المعلمين والمعلمات.. فالإنسان يجب أن يكون الأهم.. واليوم المعلمات والمعلمون ومئات الأفراد المتفرعين عن أسرهم والمتضررين من هذا التسريح التعسفي ينتظرون من يعيد لهم الثقة والأمل.. فهل من مجيب؟
منقول عدد اليوم الإثنين
الكاتبة امل زاهد
تخيلوا معي أعزائي القراء حجم الكارثة التي ستنوء بها ظهوركم، إذا ما استيقظتم صباحا على حقيقة أنكم ستسرحون من أعمالكم بعد شهر من الآن؟! وأية مصيبة ستثقل كواهلكم وأنتم تشعرون أنكم قاب قوسين أو أدنى من التسكع على قارعة البطالة دون سابق إنذار؟!! وأن لقمة العيش التي كانت بالنسبة لكم إحدى المسلمات قد انتزعت من أفواه عيالكم ومن تقومون على نفقتهم؟!!
هذا ما حدث مع معلمي ومعلمات مدارس الزهور بالخفجي.. تلك المدينة النائية على حدود الكويت، والتي يكشر فيها الغلاء عن أنيابه ويرهق مواطنيها نتيجة لموقعها البعيد !! حوالي 144 معلما ومعلمة مهددون بانقطاع مورد رزقهم الأصلي، وأغلبهم متورطون بقروض بنكية والتزامات مادية لا تنتهي إلا بنهاية عام 2011، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن تنتهي فيه مدة خصخصة المدارس بعد أن ولت شركة أرامكو لأعمال الخليج أمر إدارتها وتشغيلها لمستثمر سعودي. ولكن الشركة قررت فجأة التخلي عن مسؤولية تلك المدارس وعدم التجديد للمتعهد رغبة منها في التخلص من مسؤولية التعليم، مما حدا به إلى الاستغناء عن المعلمين والمعلمات وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول !!
ولو قدر لكم أعزائي القراء الاستماع إلى بعض المعاناة المغمسة بالوجع لبعض معلمات وعاملات تلك المدارس لانفطرت قلوبكم!! عشرات المعلمات بعضهن أرامل ومطلقات، والأخريات يتولين الإنفاق على مرضى ومعاقين، ومنهن من تنفق على أبنائها للدراسة في الخارج، ومنهن من رتبت حياتها وبرمجتها على أساس راتبها وسيخلخل هذا القرار التعسفي كل حياتها ويعرض استقرارها لهزة عنيفة، ومنهن الملتزمات بقروض كبيرة ستأكل الأخضر واليابس لو قدر لها الانتقال إلى عمل آخر لن يوفر لها الراتب العالي الذي كانت تتقاضاه! وأي كوارث اجتماعية واقتصادية وأمنية من الممكن أن تنتج عن تسريح هذا العدد من المعلمات والمعلمين الذين يحمل كل منهم على عاتقه عبء الإنفاق على أسرته، وأحيانا على أسر أخرى إلى جانب أسرته كما أخبرتني إحدى المعلمات!؟
ولا أدري كيف كانت تشعر الشركة اليابانية التي كانت تقوم على المدارس في السابق بالمسؤولية الأخلاقية عن تنمية المنطقة والاهتمام بالتعليم فيها، ولا تشعر شركة أرامكو لأعمال الخليج بذات الشعور بالمسؤولية؟! ولا أدري أيضا كيف تولي الشركة اهتماما كبيرا للمشاريع الترفيهية ثم تتنصل من مسؤولية التربية والتعليم وهي الأولى بالاهتمام والرعاية؟!
تحاجج شركة أرامكو قائلة إنها ليست مسؤولة عن المعلمين والمعلمات غير المرسمين من قبل الشركة، وإنها قدمت العرض الذهبي للمعلمات المرسمات في شركتها، والمتضمن الحصول على تقاعد مبكر مع 65% من أصل الراتب أو الحصول على رواتب خمس سنوات، أو الرضا بالنقل إلى أية جهة تراها الشركة. ولكن دفوع الشركة مردودة فهؤلاء المعلمون والمعلمات المرسمون منهم وغير المرسمين نظموا أمور حياتهم على أساس رواتبهم ولم يخطر ببالهم أن الشركة لن تجدد للمتعهد، ووافقت البنوك على منحهم القروض دون تردد اعتمادا عليها ! أما العرض الذهبي فهو غير مرض للمرسمات منهن، فمصيرهن مجهول في حال قبولهن بالانتقال إلى أية جهة تراها الشركة، ومعظم المعلمات يرفضن النقل للمستشفيات وهي الجهة التي أخبرن أنهن سينقلن إليها لبعدها عن تخصصهن من جهة، ولرفض أزواجهن وأولياء أمورهن لعملهن هناك.
من هذا المنبر أناشد المسؤولين في شركة أرامكو، وفي التربية والتعليم البحث عن حلول لهؤلاء المعلمين والمعلمات.. فالإنسان يجب أن يكون الأهم.. واليوم المعلمات والمعلمون ومئات الأفراد المتفرعين عن أسرهم والمتضررين من هذا التسريح التعسفي ينتظرون من يعيد لهم الثقة والأمل.. فهل من مجيب؟
منقول عدد اليوم الإثنين